آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :11 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
سابعا: الترجمة بما يثير السخرية لدى القارئ الغربي: مما يلاحظ على جاك بيرك في ترجمته لمعاني القرآن الكريم أنه يحاول أحيانا أن يُغرب في الترجمة إلى الحد الذي يجعله يأتي بما هو مَحَل للسخرية والاستغراب من طرف القارئ الغربي الذي لا يستطيع استيعاب معنى الترجمة، بل أكثر من هذا، قد يذهب به الخيال بعيدا فيتصور معاني ومدلولات موغِلة في الغرابة والإبهام فلا يكاد يستقر لديه المعنى المراد، والسبب في ذلك إمعان المترجم في ترجيح ترجمات غريبة على ما اتفق عليه معظم الذيـن قاموا بترجمة القرآن ولو من بني جلدته. ومن أمثلة ذلك ترجمة عبارة ( أولي الألباب ) بقوله Ceux dotés de moelles وهو ما يعني: ( أصحاب النخاع ) ، وإذا كانت لفظة ( النخاع ) تدل في معناها المجازي في اللغة الفرنسية على لب الشيء وأهم ما فيه، فإن تقديمها مقابلا للفظة "الألباب" القرآنية يعد إخلالا واضحا بالمقصود من الترجمة الذي هو محاولة إفادة القارئ الأعجمي بما هو قريب من المراد من الآية. لقد وردت لفظة "الألباب" ست عشرة مرة في القـرآن ترجمها بيرك جميعـا بلفظة ( النخاع ) ولم يحاول ولو مرة واحدة أن يجاري زملاءه من مترجمي القرآن الكريم أمثال دنيس ماصون ومحمد حميد الله وحمزة بوبكر وغيرهم ممن ترجموا عبارة ( أولو الألباب ) بـ(أولو العقول:………. ) ومما يثير السخرية والاستغراب لدى القارئ الغربي، ما جاء في ترجمـة بيرك لقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ" ( الرعد 31 ) حيث قال: Dieu ne manque pas au rendez - vous وهو ما معناه أن الله لا يتخلف عن الموعد الذي ضربه لنفسه، ومعلوم أن عبارة " rendez-vous " تعني بالفرنسية الموعد الذي يتفق عليه شخصان كالموعد مع الطبيب وموعد الاجتماع إلى غير ذلك. فكيف يتفق هذا مع المراد من الآية الذي يعلمه بيرك جيدا بحكم اطلاعه على ترجمات أسلافه، وهو المراد الذي يدل على أن الله لا يُخلف وعده، وهو ما ذهب إليه كل من محمد حميد الله وبوبكر ودنيس وبلاشير وغيرهم. عندما ترجموا الآية بقولهم: Dieu ne manque pas à Sa promesse . ولعل الذي يدل دلالة قوية على أن جاك بيرك كان يعلم جيدا معنى الآية والطريقة الصحيحة لترجمتها هو أنه ترجم اللفظة في الآيات ( آل عمران9/ الحج47/ الروم6 ) بما يدل على الموعد rendez-vous ، في حين ترجمها في الآية ( 20 ) من سورة الزمر ترجمة صحيحة : Dieu ne saurait faillir à Sa promesse . لكن المترجم أبى إلا أن يأتي بما يثير الاستغراب والسخرية. ومما يثير السخرية أيضا في الترجمة البيركية ما سبق أن نبهنا عليه في موطن سابق من ترجمته للفظة ( الأرحام ) بما يفيد رحم المرأة في اللغة الفرنسيـة ( matrice ) ففي قوله تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ" ( النساء:1 ) ترجمها بقوله: أي أرحام النساء .Et aussi envers les matrices. ولا يخفى مدى فظاعة الصورة التي يمكن أن تتكون لدى القارئ الغربي عند قراءته لهذه الترجمة التي -فضلا عن إثارتها للسخرية والاستغراب- لا تؤدي إلى أدنى حظ من المراد المقصود من الآية. ومن نماذج الترجمة التي تبعث على السخرية، ما ترجم به بيرك لفظة "أعجمي" الواردة في القرآن أربع مرات. وإذا كان جل المفسرين قد أوضحوا أن اللفظة معناها "غير العربي" وقد وردت في ثلاث آيات دالة على اللسان أو اللغة ( أي لغة القرآن ) ومرة واحدة دالة على الأعجمين أي غير العرب، فإن جاك بيرك قد أبى إلا أن يترجم اللفظة بكلمة "barbare " التي تدل على الوحشية وكل ما هو فظيع، وهو معنى بعيد كل البعد على المعنى القرآني الذي لا يمكن نقله سوى بلفظة "non arabe " أو "étranger ". ويبدو أن جاك بيرك قـد تأثر بالثقافة العبرية التي تسحب معنى "البربري"barbare " على كل من لم يكن يهوديا، مما أوقعه في خطأ جسيم نحسب أنه ذو تأثير سلبي بالغ في القارئ الغربي على وجه الخصوص. المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
للمستشرق, ملاحظات, أغاني, الناجحين, المستشرق, الفرنسى, القادحين, القرآن, تحرك, ترجمة, ترجمة القرآن, جاك بيرك, حسن عزوزي, دكتور, عزوزي |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
سؤال عن ترجمة المستشرق جاك بيرك للقرءان | مسلمه مصريه | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 4 | 27.11.2011 15:09 |
بشرى 20 ألف مسلم بالجيش الفرنسى يصومون رمضان بقرار رسمى | Zainab Ebraheem | قسم الحوار العام | 6 | 05.08.2011 05:43 |
ترجمة القرآن... ضروووري و عاجل رجاءً | هاجر | دعم المسلمين الجدد | 5 | 30.08.2010 14:22 |