19.03.2012, 23:23
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
13.11.2011 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
107 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
14.09.2013
(20:45) |
تم شكره 10 مرة في 9 مشاركة
|
|
|
|
|
لا تجزع إذا تأخرت إجابة الدعاء
رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب ، فيكرر الدعاء و تطول المدة ، و لا يرى أثراً للإجابة ، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر . و ما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب والجواب أنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفي في الحكمة وقد يكون التأخير مصلحة ، و الاستعجال مضرة ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي وقد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة ، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة وربما كان في حصول مقصودك زيادة إثم ، أو تأخير عن مرتبة خير ، فكان المنع أصلح . و قد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو ، فهتف به هاتف : [ إنك إن غزوت أسرت ، و إن أسرت تنصرت ] .و ربما كان فقد ما فقدته سبباً للوقوف على الباب و اللجأ و حصوله سبباً للاشتغال به عن المسؤول . و هذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ .فالحق عز وجل رأىمن الخلق اشتغالهم بالغير عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه ، يستغيثون به ، فهذا من النعم في طي البلاء .و إنما البلاء المحض ، ما يشغلك عنه ، فأما ما يقيمك بين يديه ، ففيه جمالك .و قد حكي عن يحي البكاء أنه رأى ربه عز وجل في المنام ، فقال :يارب كم أدعوك و لا تجيبني ؟ فقال : يا يحي إني أحب أن أسمع صوتك .و إذا تدبرت هذه الأشياء ، تشاغلت بما هو أنفع لك ، من حصول ما فاتك من رفع خلل ، أو اعتزار من زلل ، أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب . صيد الخاطرالجزء :1الصفحة :66
المؤمن إذا استبطأ الفرج بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة رجع إلى نفسه باللائمة وقال لها : " لو كان فيك خير لأجبت" , وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات , لأنه يُوجب انكسار العبد واعترافه بأنه أهل لما نزل من البلاء , وأنه ليس أهلاً للإجابة , فتسرع حينئذ إليه إجابة الدعاء .. فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله . [ جامع العلوم 198]
للمزيد من مواضيعي
|