آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :11 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
سابعا: الترجمة بما يثير السخرية لدى القارئ الغربي: مما يلاحظ على جاك بيرك في ترجمته لمعاني القرآن الكريم أنه يحاول أحيانا أن يُغرب في الترجمة إلى الحد الذي يجعله يأتي بما هو مَحَل للسخرية والاستغراب من طرف القارئ الغربي الذي لا يستطيع استيعاب معنى الترجمة، بل أكثر من هذا، قد يذهب به الخيال بعيدا فيتصور معاني ومدلولات موغِلة في الغرابة والإبهام فلا يكاد يستقر لديه المعنى المراد، والسبب في ذلك إمعان المترجم في ترجيح ترجمات غريبة على ما اتفق عليه معظم الذيـن قاموا بترجمة القرآن ولو من بني جلدته. ومن أمثلة ذلك ترجمة عبارة ( أولي الألباب ) بقوله Ceux dotés de moelles وهو ما يعني: ( أصحاب النخاع ) ، وإذا كانت لفظة ( النخاع ) تدل في معناها المجازي في اللغة الفرنسية على لب الشيء وأهم ما فيه، فإن تقديمها مقابلا للفظة "الألباب" القرآنية يعد إخلالا واضحا بالمقصود من الترجمة الذي هو محاولة إفادة القارئ الأعجمي بما هو قريب من المراد من الآية. لقد وردت لفظة "الألباب" ست عشرة مرة في القـرآن ترجمها بيرك جميعـا بلفظة ( النخاع ) ولم يحاول ولو مرة واحدة أن يجاري زملاءه من مترجمي القرآن الكريم أمثال دنيس ماصون ومحمد حميد الله وحمزة بوبكر وغيرهم ممن ترجموا عبارة ( أولو الألباب ) بـ(أولو العقول:………. ) ومما يثير السخرية والاستغراب لدى القارئ الغربي، ما جاء في ترجمـة بيرك لقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ" ( الرعد 31 ) حيث قال: Dieu ne manque pas au rendez - vous وهو ما معناه أن الله لا يتخلف عن الموعد الذي ضربه لنفسه، ومعلوم أن عبارة " rendez-vous " تعني بالفرنسية الموعد الذي يتفق عليه شخصان كالموعد مع الطبيب وموعد الاجتماع إلى غير ذلك. فكيف يتفق هذا مع المراد من الآية الذي يعلمه بيرك جيدا بحكم اطلاعه على ترجمات أسلافه، وهو المراد الذي يدل على أن الله لا يُخلف وعده، وهو ما ذهب إليه كل من محمد حميد الله وبوبكر ودنيس وبلاشير وغيرهم. عندما ترجموا الآية بقولهم: Dieu ne manque pas à Sa promesse . ولعل الذي يدل دلالة قوية على أن جاك بيرك كان يعلم جيدا معنى الآية والطريقة الصحيحة لترجمتها هو أنه ترجم اللفظة في الآيات ( آل عمران9/ الحج47/ الروم6 ) بما يدل على الموعد rendez-vous ، في حين ترجمها في الآية ( 20 ) من سورة الزمر ترجمة صحيحة : Dieu ne saurait faillir à Sa promesse . لكن المترجم أبى إلا أن يأتي بما يثير الاستغراب والسخرية. ومما يثير السخرية أيضا في الترجمة البيركية ما سبق أن نبهنا عليه في موطن سابق من ترجمته للفظة ( الأرحام ) بما يفيد رحم المرأة في اللغة الفرنسيـة ( matrice ) ففي قوله تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ" ( النساء:1 ) ترجمها بقوله: أي أرحام النساء .Et aussi envers les matrices. ولا يخفى مدى فظاعة الصورة التي يمكن أن تتكون لدى القارئ الغربي عند قراءته لهذه الترجمة التي -فضلا عن إثارتها للسخرية والاستغراب- لا تؤدي إلى أدنى حظ من المراد المقصود من الآية. ومن نماذج الترجمة التي تبعث على السخرية، ما ترجم به بيرك لفظة "أعجمي" الواردة في القرآن أربع مرات. وإذا كان جل المفسرين قد أوضحوا أن اللفظة معناها "غير العربي" وقد وردت في ثلاث آيات دالة على اللسان أو اللغة ( أي لغة القرآن ) ومرة واحدة دالة على الأعجمين أي غير العرب، فإن جاك بيرك قد أبى إلا أن يترجم اللفظة بكلمة "barbare " التي تدل على الوحشية وكل ما هو فظيع، وهو معنى بعيد كل البعد على المعنى القرآني الذي لا يمكن نقله سوى بلفظة "non arabe " أو "étranger ". ويبدو أن جاك بيرك قـد تأثر بالثقافة العبرية التي تسحب معنى "البربري"barbare " على كل من لم يكن يهوديا، مما أوقعه في خطأ جسيم نحسب أنه ذو تأثير سلبي بالغ في القارئ الغربي على وجه الخصوص. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :12 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ثامنا: عدم الالتزام بترجمة موحَّدة للفظة القرآنية: سبق أن رأينا كيف ترجم جاك بيرك المسجد الحرام بعبارات مختلفة تتفاوت معانيها الحقيقية بصورة تجعل القارئ يحار في معرفة المراد المقصود، ويظهر أن المترجم يتعمد عدم الثبات على صيغة موحَّدة في ترجمة الألفاظ والجمل القرآنية المتشابهة، وإذا كان هذا منهجا خاطئا في مجال الترجمة بصفة عامة، فكيف الأمـر بالقرآن الكريم الكتاب السماوي المقدس الذي لا يمكن التلاعب بترجمة مفرداتـه وألفاظه بصيغ مختلفة وعبارات متنوعة تسهـم في تشتيـت ذهـن القـارئ والتشويش عليه؟ ولعل أقل ما يمكن أن تفرزه هذه الطريقة في الترجمة اعتقاد القارئ غير العربي أن ألفاظ الآيتين اللتين قرأهما بعبارات فرنسية مختلفة ليست متجانسة في أصلها العربي. مثال ذلك ما جاء في ترجمة قوله تعالى: "فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ" ( يوسف 28) حيث ترجمها بقوله: Quand ( le maître ) eut vu que la chemise ètait trouée par derrière. وهو ما معناه: "فلما رأى قميصه مثقوبا من الخلف" لكن عند الآية رقم 25 من السورة نفسها أي قبل هذا الموضع ببضعة أسطر ترجم بيرك قوله تعالى: "وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ" بقوله: Ils se poursuivirent vers la porte ; elle lui déchira la chemise par derrière . وهو ما معناه :"واستبقا الباب ومزقت قميصه من الخلف". وشتان بين معنى ( قد الثوب ) أي شقه طولا ومعنى الثقب والخرق، ولا شك أن القارئ غير العربي عندما يقرأ الآيتين مترجمتين سوف يعتقد لا محالة أن المعنيين المرادين مختلفان، في حين أن مفهوم قَدّ القميص متضمن فيهما معا. ومن نماذج عدم الالتزام بترجمة موحَّدة للفظة القرآنية ما نجده أيضا في ترجمة لفظة "فعقروها" في قصة ناقة ثمود حيث ترجمها جاك بيرك في سورة الشعراء ( 157 ) بقوله ils l'abattirent بمعنى: قتلوها، في حين ترجمها ( في هود 65 والشمس 14 ) بقوله ils lui coupèrent les jarrets ، وهذا تناقض بَيَّن في إعطاء مدلول موحد للفظة القرآنية الواحدة، وفي مثالنا هذا قد يتردد فهم القـارئ بين المعنيين فلا يكاد يتبين المعنى الصحيح . ومن أمثلة ذلك أيضا ترجمته للفظة "خليفة" ففي قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ( البقرة 30 ) ترجم بيرك ( خليفة ) بـ lieutenant وهي ترجمة غير صحيحة فضلا عن تضمنها للطابع العسكري الذي تدل عليه اللفظة في معناها الفرنسي، والذي يهمنا في هذا الصدد أن المترجم لم يستقر على ترجمة موحدة للفظة ( خليفة ) ففي قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ" ( الأنعام 165 ) ترجم اللفظة التي جاءت بصيغة الجمع بكلمة Successeurs وترجمها في آية أخرى "وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ" ( النمل 62 ) بكلمة lieutenant كما في آية البقرة، في حين ترجمها في قوله تعالى: "يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ" (ص: 26 ) بكلمة lieutenance أي ملازمية بصيغة المصدر. وهكذا يبدو أن لفظة "خليفة" في القرآن جاءت مترجَمة لدى جاك بيرك بصيغ ثلاثة مختلفة، وهذا يعد إخلالا واضحا بقواعد الترجمة التي تفرض الالتزام بترجمة موحدة للفظة الواحدة تجنبا للتشويش على القارئ. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :13 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
تاسعا: الإغراب في ترجمة أسماء السور القرآنية: أصر جاك بيرك على أن ينهج في ترجمة أسماء السور منهجا غريبا يصعب تلمس خيوطه ومعالمه، فهو لا يلتزم أحيانا بصيغة الجمع الواردة في أسماء بعض السور كما في الذاريات التي يسميها بفعل: Vanner ( ذرَى ) حيث انتقل اسم السورة من اسم الفاعل بالجمع إلى صيغة الفعل ثم إن الفعل الذي أتى به المترجم لا يؤدي المعنى المطلوب، فالسورة تتحدث في مستهلها عن الرياح التي تذرو الغبار فتفرقه وتحمل الرمال من مكان إلى آخر. ولـدى الرجـوع إلى الترجمات القرآنيـة الأخرى وجدناها جميعا قد التزمت بصيغة الجمع كما عند محمد حميد الله ( qui éparpillent ) ودنيس ماصون ( Ceux qui se déplacent rapidement ) وغيرهما. أما سورة المرسلات فيترجمها بيرك بلفظة l 'envoi بمعنى الإرسال وشتان بين اسم المفعول بالجمع ( المرسلات ) والمصدر ( الإرسال ) . ومهما اختلف المفسرون في معنى المرسلات هل هي الرياح التي تهب متتابعة أو الملائكـة؟ فإنها تفسر عندهم جميعا بالجمع و لا مجال للحديث عن الإرسال في صيغة المصدر. ولكي يسوغ المترجم ما رجحه، حاول في الحاشية أن يوهم القارئ بأن من معاني المرسلات: الرياح والملائكة وعملية إرسال الوحي، ثم قال: ويبدو التفسير الأخير أكثر رجحانا، وهذا افتراء من الرجل، إذ إن جل المفسرين أجمعوا على أن اسم السورة يتفاوت معناه بين معنى الرياح ومعنى الملائكة، ولم يقل أحد بأن معناه: عملية إرسال الوحي. وفي السياق نفسه نجد جاك بيرك يترجم اسم سورة الفتح الذي هو مصدر بجملة غريبة وهي قوله: Tout s'ouvre ، أي ما معناه ( كل شيء ينفتح ) ، ولا شك أن معنى اسم السورة هو النصر والتمكين بدليل أن السورة تتحدث عن صلح الحديبية الذي تم بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين سنة ست من الهجرة والذي كان بداية للفتح الأعظم ( فتح مكة ) وهو المراد باسم السورة ومستهلها، وهو المستهل الذي ترجمه بقوله : C 'est bien Nous qui pour toi ouvrons l'ouverture éclatante . أي: "إنا نحن الذين نفتح لك ( الفتحة ) أو الانفتاح الواضح ". وهو ما لا يؤدي بتاتا إلى المعنى المراد من قوله تعالى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا . والأغرب من هذا كله ترجمته لاسم سورة الروم بلفظة "Rome " أي مدينة روما، في حين أن لفظة "الروم" في اسم السورة ومستهلها: "الم * غُلِبَـتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ " يقصد بها البيزنطيون وهو ما لم يخالف في تفسيره أو ترجمته من طرف المسلمين أو المستشرقين أحد فيما نعلم. والعجيب في الأمر استهزاء المترجم بالمقاصد القرآنية وبقواعد وضوابط الترجمة التي ينبغي مراعاتها بدقة وأمانة وذلك عندما يشير في الحامشية إلى أنه يعلم جيدا أن المراد بالروم هم البيزنطيون، لكنه أراد ترخيم الصوت فوضع بدل ذلك اسم روما، يقول:"لأسباب ترخيم الصوت نقول: روما، حيث كان يجب وضع لفظة "البيزنطيون . ثمة ملاحظة أخرى ترتبط بذكر المترجم لأسماء أخرى عرفت بها بعض السور وقد نص عليها بطريقة مشوشة ومُربكة لذهن القارئ الغربي، حيث درج بيرك على وضع اسمين اثنين لبعض السور عنوانا لها، مثال ذلك قوله: ( المؤمن أو غافر ) ( التوبة أو براءة ) ( الإسراء أو بنو إسرائيل ) وهكذا. ولا شك أن القارئ غير المسلم قد تنتابه الدهشة عند قراءته لمثل هذه العناوين المتنوعة الموضوعة لأسماء السور فيعتقد أنه خلاف وارد أو تردُّد حاصل من طرف مَنْ جمع القرآن، وقد يذهب به الخيال بعيدا لتصوُّر ما لا ينبغي في حق كتاب الله تعالى، وقد كان الأجدر بالمترجم أن يوضح ذلك في الحاشية مع الاقتصار على وضع الراجح والمشهور من الأسمـاء عنـد رؤوس السور فيقتصر مثلا في الأمثلة على: سورة غافر وسورة التوبة وسورة الإسراء وهكذا، ولسنا ندري لماذا يميل جاك بيرك إلى مخالفة غيره من المترجمين فيما وفقوا إلى حد ما إلى ترجيحه، في حين يقع هو في كثير مـن الاجتهـادات الغريبة غير الموفقة التي تدل بجلاء على شذوذ فاضح وإغراب واضح؟. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :14 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
عاشرا: انعدام التركيز وقلة الاحتراس أثناء الترجمة: مما يلاحظ على ترجمة جاك بيرك حصول كثير من الأخطاء الناتجة فيما يبدو عن التسرع في الترجمة وعدم التيقظ والتأمل مليا في الآية القرآنية المراد ترجمتها من حيث تركيبها وأسلوبها وبنيتها، ومثل هذه الأخطاء التي قد لا يستشف من بعضها عنصر التعمد تعد مُخِلة بالمعاني الحقيقية للآيات ومحرِّفة للمقاصد القرآنية الثابتة التي لا يمكن أن تؤدى كاملة إلا بالحرص على الالتزام بصياغة الآية وتركيبها وأجزائها كما هي دون زيادة أو نقصان. والذي يمكن تأكيده -مرة أخرى-هو أنه في ظل الأخطاء الكثيرة الناجمة عن قلة التنبه وعدم الاكتراث لا نعتقد أن المترجم قد تجشم مشقة مراجعة عمله وتنقيحه ثلاث مـرات قبل أن يجد طريقه إلى النشر كما ادعاه في بعض الحوارات التي أجريت معه. وفيما يلي استعراض لبعض تلك الأخطاء والتحريفات التي تشوه النص القرآني وتحرف مقاصده ومعانيه: * ففي قوله تعالى: "هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ" ( آل عمران: 66) ترجم بيرك الشطر الأول من الآية بمثل ما ترجم به الشطر الثاني فجاء المعنى المحرف كالتالي "ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلِمَ تحاجون فيما ليس لكم به علم". * وترجم قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ" ( النساء 170 ) بجمع لفظة الرسول ( الرسل ) . * وترجم قوله تعالى: "إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ" ( المائدة 118 ) بما يفيد العبيد les esclaves لكنه في موضع آخر "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ" ( الفرقان 63 ) ترجم لفظة العباد بما هو مناسب : les adorateurs * وانقلب قوله تعالى: "فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ" ( الأعراف 123 ) في ترجمة بيرك إلى ( فسوف ترون ) . * وتحولت صيغة الجمع الواردة في قوله تعالى: "فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا" ( الأعراف:204 ) إلى صيغة الإفراد ( فاستمع له وأنصت ) . * ووقع المترجم في الخطأ نفسه عندما وضع مكان ( إلها آخر) من قوله تعالى: "لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ" (الإسراء 22 ) عبارة ( آلهة أخرى ) بصيغة الجمع. * أما قوله تعالى: "إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ" ( الفرقان12) فقد ترجمه بيرك بما معناه ( إذا رأوها من مكان بعيد) . * وجاء أول سورة فصلت: "حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" في الترجمة بتغيير الرحمن إلى العزيز:Le Tout Puissant . إلى غير ذلك من الأخطاء الكثيرة التي تدل على قلة الاكتراث وانعدام التركيز أثناء القيام بعملية الترجمة مما يدل على عدم العناية بترجمة النصوص القرآنية كما هي في أصلها دون تحريف أو تغيير. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :15 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
حادي عشر: الحواشي والتعليقات: إن مما عمل مترجمو معاني القرآن الكريم على إضافته إلى ترجماتهم تحرير جهاز نقدي من التعليقات والتوضيحات والحواشي يتعلق بكل ما قد يُبهَم أو يُشكَل على القارئ ذي الثقافة الإسلامية المحدودة جدا، ومن خلال تلك التعليقات يتضح لنا مدى تضلع المترجم في الثقافة الإسلامية بصفة عامة وفي علوم القرآن والتفسير وقواعد اللغة العربية والبلاغة على وجه الخصوص. ويعد جاك بيرك واحدا ممن اهتم بوضع جملة من التعليقات على بعض الآيات المترجمة، غير أن منهجه في التعليق والتوضيح والبيان وطريقة التمييز بين ما ينبغي التعليق عليه، وما لا يحتاج لذلك.كل ذلك يبدو غير سليم ويحتاج إلى التنبيه عليه. والمثير للانتباه أن معظم تعليقات جاك بيرك لا تؤدي المقصود والمراد منها، فهي إما تعليقات غير صائبة كان من الأفضل الاستغناء عنها أو تعليقات تثير نوعا من التشويش والبلبلة في ذهن القارئ. أما التعليقات المفيدة المرتبطة بالآيات التي قد يُبهَم ويُشكَل معناها على القارئ فهي نادرة جدا، بل إن كثيرا من الألفاظ القرآنية التي ترجمها بيرك إلى لغة فرنسية معقدة وغريبة لا نكاد نجد تعليقا عليها يوضح معناها أو يبين المقصود منها. والمترجِم حريص على أن يضع لكل سورة تقديما موسعا في الحاشية يتحدث فيه عن موقع السورة بين باقي السور وما تتضمنه من محاور وقضايا وموضوعات يصنفها ضمن مجموعات من الآيات، ولا يفوته في كل تقديم أن يثير مسألة ترتيب الآيات داخل السورة حسب المنهج الاستشراقي الذي لا يتردد في الإشادة به واتهام المنهج الإسلامي بكونه قاصرا في الاهتمام بالموضوع. وهذا أمر طبعي بالنسبة لرجل لا يؤمن بالرواية الإسلامية الصحيحة في مجال ترتيب السور والآيات مما اعتمده علماء المسلمين، في حين يرجح ما ذهب إليه العقل الاستشراقي ورجحه أساتذته القدامى أمثال: نولدكه وبيل وبلاشير. ومن خلال تعليقات جاك بيرك تبدو نزعة استهداف التشويش والبلبلة في ذهن القارئ واضحة وجلية، فهو يسعى في كثير من الأحيان إلى التهوين من شأن التفاسير ولا يكاد يتعلق في إحالاته بغير تفسيري الطبري والقاسمي معرضا عن بقية التفاسير التي كثيرا ما يصفها بالقاصرة في توضيح معنى أو بيان إشكال، فهو يحلو له أن يقول مرة : (إن التفاسير القرآنية تجد صعوبة في تفسير هذه الآية) ويقول في موضع آخر ( إن التفسير القرآني يعد هذه الآية غير مفهومة obscure ) . إلى غير ذلك. والمترجم يعلم جيدا أن المفسرين لم يتركوا مبحثا أو مسألة تتعلق بلفظة من ألفاظ القرآن إلا أشبعوها بحثا وقلَّبوها من جميع جوانبها، وإذا ثبت أن أحد المفسرين توقف في شيء من ذلك فلا يُعقل أن يكون ذلك حال جميع المفسرين كما يزعم بيرك، لذلك فإن سوء نية الرجل فيما زعمه يبدو واضحا. من جهة أخرى فإن بيرك يسعى أحيانا إلى وضع حواشٍ وتعليقات غير مفيدة للقارئ ذي الثقافة الإسلامية المحدودة، فعند قوله تعالى: "وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" ( الأنعام 108 ) قال في الحاشية: هذه الآية تعد أساسا لنظرية "سد الذرائع المفسِدة " عند المالكية، فما عسى هذا التعليق أن يفيد القارئ العادي للترجمة ؟. ومما يظهر من تعليقات المترجم أنه كلما اجترح تحريفا أو تشويها في حق لفظة قرآنية سارع إلى تسويغ ذلك في الحاشية في محاولة يائسة لإقناع القارئ بجدوى ترجمته الغريبة وأهميتها، وهذا أمر يتردد كثيرا في التعليقات، بل إن مما يدعو للاشمئزاز أن المترجم أحيانا يضع ما هو مرجوح في الأصل ويذكر في الحاشية أنه أعرض عن توظيف ترجمات أخرى منها ما هو راجح ومعتمد من طرف كل المترجمين. أما في مجال القراءات القرآنية فإن المترجم لا يبين منها إلا ما كان مدعاة إلى إبراز اختلاف القراءات بطريقة تشوش على ذهن القارئ، فقد علق مثلا على قوله تعالى: "وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ" ( الأنعام 137 ) بما ورد عن الزمخشري من رده لقراءة ابن عامر وغير ذلك من الخلاف مبرزا ذلك بطريقة مغرضة واضحة. وعندما أراد أن يعلق على اختلاف القراء الوارد في قوله تعالى: "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى" أشار إلى أن نافعا وابن عامر قرآها ( اتَّخَذُوا ) بصيغة الماضي على وجه الخبر، في حيـن قرأها الآخرون بصيغة الأمر(اتخِذوا ) . غير أن المترجم كتب لفظة ( اتخذوا ) بحروف لاتينية وبنطق عربي هكذا ( attakhidhu ) وهو ما لا يمكن لغير العربي أن يفهمه أو يستوعبـه، مما يعني أن الحاشية قد أصبحت لَغوا لا فائدة منها لأن المترجم لم يحسن تبليغ اختلاف القراءة في الآية بما يفهمه جميع القراء على اختلاف مشاربهم. وممـا يلاحظ على بيرك في ترجمته أنه كثيرا ما يقف طويلا في تعليقاته حيث لا يستدعي الأمر ذلك، لكن بالمقابل نجده يهمل توضيح بعض الكلمات المترجمة، فالقبلة التي يترجمها بلفظة Direction : الاتجاه، لا يوضح معناها للقارئ وكلمة ( صحف ) يترجمها بـ feuilles : أوراق ولا يشرح للقارئ المراد من تلك الصحف أو الأوراق في السياق القرآني. والشيء نفسه يمكن قوله فيما يخص لفظة ( سفَرة ) التي ترجمها بـMessagers دون أدنى توضيح أو تفسير. وهذا ما قد يؤدي لا محالة إلى ارتباك وتشويش أو على الأقل إلى تساؤل مثير من طرف القارئ غير المتخصص. إن مجموع الحواشي والتعليقات التي ألحق جاك بيرك ترجمته بها يعُدَّ كثير منها ذا تأثير خطير في فهم القارئ ومدى استيعابه للمضامين والمعاني القرآنية المراد نقلها إلى اللغة الفرنسية، فهي ناقصة أو غير مفهومة وقد تكون زائدة بدون فائدة. لكن الخطورة القصوى تكمن في إهمال بيان ما يستحق الشرح والتوضيح ولا سيما وأن جاك بيرك المعروف بتحذلقاته اللغوية المعقدة كثيرا ما يُبهِم أكثر مما يُفهِم في كثير من المواطن التي تستوجب مساعدة القارئ -عن طريق التعليق- في فهم المراد من الترجمة المقترحة. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :16 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
قائمة المصادر والمراجع العربية: - الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي ( ت911هـ ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، القاهرة 1967م. - أسرار التكرار في القرآن الكريم للكرماني، تحقيق عبد القادر أحمد عطا ، طبع دار الاعتصام بالقاهرة 1977م. - مدخل إلى دراسة علوم القرآن والتفسير، للدكتور حسن عزوزي -الطبعة الثانية- أنفو برانت-فاس 1998م. - البرهان في علوم القرآن لبدر الدين الزركشي ( ت794هـ ) ،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ،طبعة عيسى البابي الحلبي. - بيان إعجاز القرآن للإمام الخطابي ( ت388هـ ) ، ضمن ثلاث رسائل في الإعجاز ، طبعة دار المعارف بمصر. - تفسير الطبري(ت310هـ ) ،طبعة دار الفكر بلبنان 1995م، قدم لها خليل الميس. - تفسير ابن عطية الأندلسي ( ت542هـ ) ، طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط 1975م." - تفسير القرطبي ( ت671هـ ) طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب 1987م. - تفسير ابن كثير ( ت774هـ ) طبع دار الكتب العلمية بلبنان 1994م. - التفسير الميسر : إعداد نخبة من العلماء ، طبع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة 1419م. - تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي ( ت911هـ ) ، تحقيق عبد القادر أحمد عطا -دار الكتب العلمية بلبنان 1986م. - التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني ( ت 444هـ ) ، الطبعة الثالثة 1985م، نشر دار الكتاب العربي ببيروت. - صحيح الإمام البخاري ( ت256هـ ) ، طبع المكتبة الثقافية ببيروت-بدون تاريخ- - مسند الإمام أحمد ( ت241هـ ) ، طبعة دار صادر ببيروت. - المنهل:(قاموس ) تأليف سهيل إدريس وجبور عبد النور-دار الآداب بيروت. - نظم الدرر في تناسب الآي والسور لبرهان الدين البقاعي ( ت885هـ ) ط 1/1973م مصورة عن الطبعة الهندية. - الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب، تحقيق د محيي الدين رمضان ، مؤسسة الرسالة ببيروت 1984م. - القرآن الكريم وإشكالية الترجمة، ضمن كتاب "دراسات في الاستشراق ومناهجه" للدكتور حسن عزوزي، طبعة فاس 1999م. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :17 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
المراجع الأجنبية Arabies: revue semestrielle - Paris - 2 N° ( Mars- Mai 1990 ) . J . Berque ( m 1995 ) : Le Coran: essai d'interprétation, Sindibad - Paris 1990. J. Berque : Mémoires des deux rives , Seuil -Paris 1989. J. Berque : Autour d'une traduction du Coran , in Studia Islamica N°79 - Paris 1991 R . Blachère ( m 1973 ) : Introduction au Coran, 2 em édition , Paris 1977. R . Blachère : Le Coran , ed . G-P, Maison- neuve Paris 1957. H , Boubaker; Le Coran, traduction nouvelle et commentaire, Paris 1972(2 tomes ) A ,Chouraqui ; Le Coran ; L'Appel ,ed Robert Laffont , 1990. E , Dinet ( m 1929); L'orient vu par l'occident . Paris Geuthner 1921. M, Hamidullah ; Le Saint Coran, 10 ed Beyrouth 1981. H . Jait ; La grande discorde - Paris 1989. Larousse ; dictionnaire français. D . Masson ( m 1995 ) Essai d'interprétation du Coran inimitable , revue par Sobhi EL Salah Beyrouth 1980. Th , Noldeke : ( m 1930 ) ; Geschichte des Qorans, Germany 1969 ( 3 tomes ) . J . Schacht ( m 1958 ) : Introduction au droit musulman ,trad Kemp et A ,Turki, ed G-P Maison neuve Paris 1984. المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
للمستشرق, ملاحظات, أغاني, الناجحين, المستشرق, الفرنسى, القادحين, القرآن, تحرك, ترجمة, ترجمة القرآن, جاك بيرك, حسن عزوزي, دكتور, عزوزي |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
سؤال عن ترجمة المستشرق جاك بيرك للقرءان | مسلمه مصريه | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 4 | 27.11.2011 15:09 |
بشرى 20 ألف مسلم بالجيش الفرنسى يصومون رمضان بقرار رسمى | Zainab Ebraheem | قسم الحوار العام | 6 | 05.08.2011 05:43 |
ترجمة القرآن... ضروووري و عاجل رجاءً | هاجر | دعم المسلمين الجدد | 5 | 30.08.2010 14:22 |