آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَمَّدٍ ، وَلا مِثلُهُ حَتّى القِيامَةِ يُفقَدُ
قال حسان رضي الله عنه بطيـبـة رســـم لـلـرسـول ومـعـهـد--منيـرٌ وقـد تعـفـو الـرسـوم وتهـمـدُ ولا تنمحي الآيات مـن دار حرمـةٍ--بها منبر الهادي الذي كـان يصعـد وواضـــح آثـــارٍ وبـاقــي مـعـالــمٍ-- وربــع لــه فـيـه مصـلـى ومسـجـد بهـا حجـراتٌ كـان ينـزل وسطهـا--مــن الله نـــور يُسـتـضـاء ويـوقــد معارف لم تُطمَس على العهد آيُهـا--أتـاهـا البِـلـى فــالآي منـهـا تَـجَـدَّد عرفت بها رسـمَ الرسـول وعهـده--وقبراً بها وأراه فـي التـرب مَلحَـد ظللت بها أبكي الرسـولَ فأَسعـدَت-- عيـونٌ ومثلاهـا مـن الجفـن تسعـد يـذكِّـرن آلاءَ الـرسـول ومـــا أرى--لهـا مُحصِيـاً نفـسـي فنفـسـي تبـلَّـد مُفـجَّـعـةً قـــد شـفَّـهـا فـقــدُ أحـمــد--فـظـلــت لآلاء الــرســول تُــعـــدد ومـا بلغـت مـن كـل أمـر عُشَـيْـرَه--ولكـن لنفسـي بعـد مــا قــد تـوَجِّـد أطالت وقوفا تذرف العيـن جَهدَهـا--عـلـى طـلــل الـــذي فـيــه أحـمــد فبوركْتَ يا قبر الرسول وبوركَـتْ--بـلادٌ ثـوى فيـهـا الرشـيـد المـسـدد وبـورك لحـد مـنـك ضـمـن طيـبـا--علـيـه بـنـاء مــن صفـيـح منـضـد تهيـل علـيـه الـتـرب أيــدٍ وأعـيـنٌ--علـيـه وقــد غــارت بـذلـك أسـعُـد لقـد غيَّبـوا حِلمـا وعلـمـا ورحـمـة--عشـيـة عـلَّــوه الـثــرى لا يـوســد وراحـوا بحـزن ليـس فيهـم نبيـهـم--وقد وهنـت منهـم ظهـور وأعضـد يُبكُّون مـن تبكـي السمـاوات يومَـه--ومن قد بكته الأرض فالناس أكمـد وهـل عدلـت يـومـا رزيــةُ هـالـك--رزيــةَ يـــوم مـــات فـيــه مـحـمـد تقطـع فـيـه مـنـزلُ الـوحـي عنـهـم--وقـد كــان ذا نــور يـغـور وينـجـد يدل علـى الرحمـن مـن يقتـدي بـه--وينقـذ مـن هـول الخزايـا ويـرشـد إمـامٌ لـهـم يهديـهـمُ الـحـق جـاهـدا--معلـم صـدق إن يطيـعـوه يسـعـدوا عفُـوٌّ عـن الـزلات يقـبـل عـذرهـم--وإن يحسـنـوا فالله بالخـيـر أجــود وإن نـاب أمـر لـم يقومـوا بحمـلـه--فـمـن عـنـده تيسـيـر مـــا يـتـشـدد فبيـنـا هــمُ فــي نـعـمـة الله بيـنـهـم--دلـيـل بــه نـهـج الطريـقـة يُقـصَـد عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى--حريص على أن يستقيموا ويهتدوا عطـوف عليـهـم لا يثـنـى جنـاحـه--إلـى كـنـف يحـنـو عليـهـم ويمـهـد فبينـا هـمُ فـي ذلـك النـور إذ غــدا--إلى نورهم سهمٌ من الموت مُقصَـد فأصبـح محمـودًا إلــى الله راجـعـا--يُبكِّـيـه حــق المـرسـلات ويـحـمـد وأمست بلاد الحُرمِ وحْشـا بقاعهـا--لغيبة مـا كانـت مـن الوحـي تعهـد قفارًا سوى معمورة اللحـد ضافهـا--فـقـيــدٌ يـبـكِّـيـه بــــلاط وغــرقـــد ومـسـجــده فالـمـوحـشـات لـفـقــده--خـــلاء لـــه فـيــه مـقــامٌ ومـقـعــد وبالجمرة الكبرى لـه ثـم أوحشـت--ديــار وعـرصـات وربــع ومـولـد فبكِّـى رسـول الله يـا عـيـنُ عـبـرةً--ولا أعرفنْـك الدهـر دمعـك يجـمـد ومـا لـك لا تَبكِيـن ذا النعمـة التـي--علـى الـنـاس منـهـا سـابـغٌ يتغـمـد فجـودي عليـه بالـدمـوع وأعـولـي--لفقـد الـذي لا مثـلـه الـدهـر يـوجـد ومـا فـقَـد المـاضـون مـثـلَ محـمـد--ولا مـثـلُـه حـتــى القـيـامـة يـفـقــد أعــفُّ وأوفــى ذمـــة بـعــد ذمـــة--وأقـــرب مــنــه نــائــلا لا يـنـكَّــد وأبـــذلُ مـنــه لـلـطـريـف وتــالــد--إذا ضـن معـطـاء بـمـا كــان يتـلـد وأكرمُ صيتا في البيوت إذا انتمـى--وأكـــرمُ جــــدا أبـطـحـيـا يــســود وأمنـع ذروات وأثـبـت فــي الـعـلا--دعـائــم عـــز شـاهـقــات تُـشَـيِّــد وأثبـت فرعـا فـي الفـروع ومنبـتـا--وعـودا غـذاه المـزن فالعـود أغيَـد رَبَــــاه ولــيــدا فـاسـتـتـم تـمـامــه--علـى أكـرم الخيـرات ربٌّ مُمَـجَّـد تنـاهـت وصــاة المسلمـيـن بـكـفـه--فلا العلم محبـوسٌ ولا الـرأي يفنـد أقــول ولا يُـلـفَـى لـقـولـيَ عـائــبٌ--من الناس إلا عـازبُ العقـلِ مبعَـد وليـس هـواي نـازعـا عــن ثنـائـه--لعلـي بــه فــي جـنـة الخـلـد أخـلـد مع المصطفى أرجو بـذاك جـوارَه--وفي نيل ذاك اليـوم أسعـى وأجهـد هذه القصيدة من ديوان حسان بن ثابت رضي الله عنه للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَمَّدٍ ، وَلا مِثلُهُ حَتّى القِيامَةِ يُفقَدُ
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
لبيك إسلامنا
المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا لبيك إسلامنا على المشاركة : | ||
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
مِثلَ, مِثلُهُ, مُحَمَّدٍ, وَما, الماضونَ, القِيامَةِ, حَتّى, يُفقَدُ, فَقَدَ |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|