رقم المشاركة :41 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
قصة الدكتور ميللر هذه مشاعري في أول يوم لي في ظلال هذا الدين الحنيف أخوتي وأخواتي المسلمون : اليوم بحمد الله يوم تاريخي في حياتي ... تركت فيه وللأبد شكوكي الماضية، اليوم بحمد الله تعالى حصلت ـ أخيرا ـ على الركن المتين لنفسي.. وأشرقت شمس يومي والتي ستشرق في حياة كل باحث عن الحقيقة. وحتى انقل لكم مشاعري عندما اعتنقت الإسلام بعد أن ولدت في بيئة الإلحاد الشيوعي.. وبعد أن تنازعني أفكار التيارات التنصيرية الغربية المختلفة ، فمرة أتسائل عن وجود الله عز وجل وكيفية خلقه لنا ؟ وهل خلقنا أم خلقتنا الطبيعة كما يدعي الاشتراكيون ؟ ثم هل أصل خلقنا آدم عليه السلام أم القرد الذي جعله داروين جدّا له ولمن وافقه ؟ ثم ما هي غاية خلق الله تعالى لنا ؟ وكثير من الأسئلة التي تدور في بالنا . عندما كنت أدرس في المدرسة سالت نفسي لماذا يؤمن كثير من الناس بالله في حين أن نظرية داروين تقول عكس ما يؤمن الكثير ؟ .. وما هي إلا سنوات حتى سقطت نظرية داروين ونظرية الإلحاد ، كما سقطت الشيوعية التي كانت تدعو لنظريته . وقد كان لكتاب " لموريس بوكاي " ( الإنجيل ، القرآن والعلم ) أثرا كبيرا على حيث أنه أرشدني إلى كثير من المعلومات التي ساهمت في هدايتي وإجابتي عن كثير من الأسئلة الغامضة التي لم أجدلها إجابة قبل دخولي الإسلام . ومن خلال عملي تعرفت على أحد المسلمين وتعجبت للسبب الذي يجعلهم لا يأكلون لحم الخنزير ولا يشربون الخمر ... وتغيرت عندي كثير من المعلومات المغلوطة عن الإسلام والمسلمين والتي كان للإعلام الغربي الدور الكبير في إشاعتها من وصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب وقد رأيت غير ذلك ووجدت أن التعصب موجود ليس عند بعض المسلمين فقط بل عند كل أصحاب الديانات والمذاهب بما فيها المسيحية واليهودية ووصف الإسلام وحده بهذه الصفة وهو عنها بريء مجرد تحريف وأباطيل وشبهات تثار حوله حتى لا يتقبل الناس الإسلام كدين أو المسلمين كأناس حضاريين . وضعت لنفسي المسائل الأساسية : الله هو إله واحد ، محمد رسول الله ، عيسى وموسى ـ أنبياء الله ولا يجتمع الإسلام والإرهاب . ها أنا في الطائرة المتوجهة إلى دبي .. العالم المجهول يثير الحذر تارة ، ورغبة متولدة من عدم المعرفة تارة أخرى . عالم الإسلام والمسلمين الذين تنبض في قلوبهم حياة الإيمان بالله الأحد . المسجد مع المنارة الذي يصدع منها صوت المؤذن ، الرجال مرتدون الثياب شديدة البياض . بلا شك إن في هذا العالم لسحرا قوة جاذبة الدهشة ليست في ذلك ، بل جو العلاقات الإنسانية التي تحيطك بالصداقة والإخلاص وملاك أمرها الإيمان المطلق بالله . عندها تفكرت بالجد عن معنى عميق لهذه العبارات التي تدور على ألسنة الناس حولي ، " لا إله إلا الله " ، بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد الله . كان يتجلى شيء ما في عيون الناس الذين ينطقون هذه الكلمات . كان فيها علم بشيء غير محسوس . ولما طلبت منهم أن يشرحوا لي مغزاها ، قالوا " ليس بأمر يسير " . بعد العودة وجدت تفسير معاني القرآن وأصبح ستر الجهالة ينزل هرولة . مضت الأيام وبعدها عرفت عن المركز الإسلامي الثقافي . زرته فإذا بالفراغ الإعلامي غير موجود . سعي الإنسان إلى الحق في كثير من الأحيان متعلق بالجهد الذي يقدمه في تحقيق غايته. كتاب للشيخ الغزالي رحمه الله " من الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء " ، أثر علي تأثيرا شديداً . هذا الكتاب هو الذي فتح عيوني أمام صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسبب هذا الكتاب وكتب أخرى كثيرة تيسرت لي مثل كتاب " النبي محمد صلى الله عليه وسلم " أصبح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أكبر مكانة عندي من أقرب الأقربين .. حياة الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة بذاتها فعلينا أن نحمد الله حمدا مؤبدا بان مثل هذا الإنسان أتى إلى الوجود . لقد أدركت أن مثل هذا الإنسان يستحق الإعجاب وأولى بالإتباع . والأهم أني تيقنت بأن القرآن كلام الله المباشر وأن الله حافظه على امتداد السنين من التحريف واللإضافات هذا الإكتشاف قلب حياتي كلها . وبالطبع صار عزمي القيام بدراسة اللغة العربية ، وكشف السيرة النبوية خطوة بعد خطوة أمرا محتوما لا رجعة عنه .. لا يمكن الإدراك بالعقل عظم هذا الكون الذي يعطينا حكماً من المحال تصور عظمة وكمال خالقة ولا يستطيع أن يقترب إلى هذه المعرفة إلا القلب الذي هداه الله للحصول عليها . هذه المعرفة سعادة ، لو نقتسمها مع العالم كله ونصدح بها في كل مكان وزمان ، ولبلغها لكل بني آدم في الأرض . تفتحت عيوني قبل فترة بسيطة .. أعرف أقل القليل ، أمامي طريق طالب العلم الطويل ولكن أنا على بينة من سبيل الحق أعلم إلى أين سأسعى . رب قاريء تبدو له هذه القصة ساذجة وعاطفية مع أني أملي هذه السطور في اليوم الذي أسلمت فيه لّمّا ولج في صدري بعد النطق بالشهادتين ما يشبه تيار الأوكسجين الضخم . صدقوني : ليست الشهادة مجرد كلمات . الكلمات المجردة لن تحسها بكل خلية في جسمك ، بل حالة الابتهاج والراحة وأدعو الله ان لا يتركني هذا الشعور أبداً ما حييت ، في حياة كل إنسان ثمة معالم واضحة وينبغي أن تبصر في آوانها وحسب . الحق قريب منا ولن تغلب الشكوك القلوب المتيقنة منه . وأتقدم بجزيل الشكر للذين ساعدوا ومازالوا يساعدونني ويعاونني في سبيلي ، أعضاء المركز الإسلامي الثقافي . أنتم عون للناس في البحث عن غاية وجودنا الحق في تيار عالمنا المعاصر . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أخوكم في الله / بوريس ( كييف) المزيد من مواضيعي
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ هادية على المشاركة المفيدة: | ||
رقم المشاركة :42 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم نلقاه. وبعد. إخوتي الأفاضل هذه قصة سطرها صديق لي، وطلب مني أن أذيعها للناس رجاء العظة والعبرة، أسأل الله بها النفع والقبول. دمعة على مريم! هذه الحادثة فيها الشجن والحزن، وفيها الألم والأمل، وفيها الخطيئة والتوبة، والخاتمة السيئة والحسنة، سطرتها راجيا أن تكون عبرة لأولي الأبصار . تبدأ القصة بفتيات ثلاث جمعهن اللهو واللعب وفراغ الوقت والبال، فتعاقدن وتعاهدن أن يوقِعوا في حبال صيدهن الشبابَ الصالحين، وذلك بعد أن ملّوا العبث بغيرهم ممن يسعى خلفهم ويلهث؛ ولمَّا رأوا صرامة الشاب الملتزم وعفافه .. زاد ذلك رغبة فيهن أن ينصبن له الشباك .. كانت كبيرتهن تسمى (نائلة) وثانيتهن (مريم). ما إن تخرجوا من الثانوية، ودخلوا في الجامعة؛ حتى زاد إغرائُهن وزادت فتنتهن، فقد كنّ مضرب المثل في الجمال والدلال، والشيطان يستشرف للمرأة إذا خرجت، ويزينُها ويجمِّلُها فكيف إن كانت كذلك في أصل خلقتها، بل كانت إحداهن إن مشت في الشارع تتطاير لها القلوب والأبصار، وتفوح منهن رائحة العطر التي تخرق الصدور قبل الأنوف. لم يكن ليفعلن الفاحشة – عياذا بالله-، وإنما شأنهن شأن كثير من فتيات المسلمين حبُّ العبث واللعب وملئ الوقت، وذلك أن النفس عندما تفرُغ من مهمات الأمور، وتغفَل عن ما خلقت من أجله تَتْــبع هواها وتعبده. أرأيت من اتخذ إلهه هواه ؟ّ! أرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون؟ هؤلاء الفتيات الثلاث وإن كن ثلاثا إلا أن (نائلة) كانت تُدبّر أمر غيرهن من الفتيات، ولكن قصتنا مع اثنتين نائلة ومريم . كان في جوارهن شاب ملتزم يدعى (خالدا)كان له دكان يبيع فيها ما يحتاج المرء في حياته من غذاء وغيره .. كان هذا الشاب حافظا للقرآن تاليا له، محافظا على الصلوات، طائعا لله، خدوما للناس، يحب الخير وأهله ويسعى وراءه، شاب نشأ في طاعة الله، نحسبُهُ كذلك ولا نزكّيه على الله. دخلْنَ عليه وهو يبيع ويشتري، وما إن انفردن به حتى لعب الشيطان ألعوبته فيهن ، وزين لهن عملهن " أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا " كان هذا الشاب أعزبا وهو كأي شاب يافع في مقتبل العمر وعنفوان الشهوة. بدأت كبيرتهن (نائلة) تبدي مفاتنها بغنج في الصوت، ودلع في الكلام، وإثارة له، وكانت (مريم) على مقربة منها. لقد وُضع الشاب في موقف لا يحسد عليه، فأمامه جمال وإغراء، وفتاة حسناء، تقول هيت لك للصداقة!. لقد دهش الشاب دهشا عظيما، فهؤلاء الفتياتُ الفاتنات يسعى خلفهن الشباب رجاء نظرة عطف تملئ قلبه بها، لا هن يسعين للشباب ويرتجين صحبته ... زادت فتنتهن عليه وكبُرت، فما كان منه إلا أن نفر في وجوههن نفرة الغاضب لحرمة الله وقال :" إني أخاف الله ربّ العالمين"، وزجرهن زجرة أفزعتهن وأدخلت الرعب في قلوبهن، وقال:استحين من الله ودعْكن من فلتات الشيطان وأعوانه، وكان في حالة غضب شديدة، ولم يقف عند هذا القدر، بل هو داعية إلى الله، فأخرج لهن شريطا لأحد الدعاة، وأعطاهن إياه وقال اخرجن الآن ولا أراكن في هذا المكان . يا الله يا مثبت القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك !! ، صلى عليك الله يا يوسف الصديق ، ويا يوسف الطهر والعفاف، لقد تركت لنا قدوة حسنة، ومثالا عاليا في الطهر فأصبح الشباب الصالحون يقتدون بك ويروك إماما لهم ومثلا، لم تمُت الأمة ولم يضعُف شبابها الصالح بل هم كالجبل الأشم أمام هذا الطوفان الهائل من الفتن . لقد ملك الاستغراب هؤلاء الفتيات، فقد خرجن من عنده بشر حال، وسقطن من أعينهن، فكيف يُفعل بنا هذا مع ما نحن عليه من الجمال والدلال ؟ ما ذا يملك الشاب هذا حتى استطاع دفع هذه الفتنة عنه ؟ وإنني أجيب فأقول: إنه يملك خوف الله وحبه، حتى أصبحتن في عينه خردلة لا تعدِل تعظيمَ الله في قلبه وخوفه رجائه .. طوبى للمؤمن المحب الخائف !. لقد وردت عليهن أسئلة كثيرة وصرن في حيرة عظيمة .. من نحن ؟ ولماذا فعَلْن به هذا ؟ ولماذا فعل هو بنا ذلك ؟ لما ذا نحن على هذه الحياة ؟ ما هدفنا وغايتنا فيها؟ ومِن أجل مَن نُغوي ونُفتن ؟ " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين" هل ننتظر يوم العرض على الله حتى يتبرأ منها هذا المرجوم يوم لا ينفع مال ولا بنون ؟ أم نخلعه من قلوبنا كما نخلع الحذاء البالي ونحن في فسحة من أمرنا ؟!! إن الأثر الذي أورثه الموقف عليهن عظيم، فراجعت كبيرتهن (نائلة) نفسها وبدأت تحاسبها على لهوها وتقصيرها، وبدأت نفسُها اللوامة تعاتبها، واستيقظ الضمير الذي كان راقدا ، وقام داعي الخير ونادى : حي على الصلاة .. حي على الفلاح . ومن هذه اللحظة بدأ الصلاح يدِب إلى قلوبهن . لقد سمعن الشريط وطلبن المزيد واتصلن بشيخ كان يسكن في هذه المدينة يسمى: (بكرا) وكان معروفا بعلمه وفهمه لدى الناس. والعجيب أن الشاب خالدا كان تلميذا عند هذا الشيخ . أصبح هؤلاء النسوة يطلبن من الشيخ الأشرطة الوعظية ، وطلبن منه مرة جلابيب وخمارات ، فأوصى (بكر) (خالدا) – وهذا من العجب العجاب – أن يأتي بذلك ويوصلهن إليهن. فقد تحدثت (نائلة) للشيخ عن هذا الشاب، وكيف فعل بهن، وإلى أي حال صرن عليه . مضت عليهن فترة ليست بالطويلة وهن على خير حال، واستقامة في الدين . لقد صلُح حال (نائلة) وحال الفتيات اللواتي معها فقد هدى الله على يديها كل من تحت يدها وكن أكثرَ من سبع فتيات، فأصبحن جماعة صالحة تدعو إلى الله وتحذر من غواية الغاوين والمبطلين. سبحان مغير الأحول، ومبدل الأمور ومصرف المقادير، فقد صرْن من أنصار الدين ودعاته، بدل ما كن عليه من نصرة للبطال وزمرته . لم يمض زمن حتى حفظت (نائلة)عشرين جزءا من كتاب الله وهن يخبرن الشيخ بحالهن ويسألنه الدعاء. وكانت (مريم) وهي الفتاة الثانية فيهن قد أخذ منها الدين مأخذه وطبَّقت على نفسها شرع الله ونهجه وحفظت خمسة أجزاء من القرآن. أما الشاب (خالد) فقد كان يبحث عن العفاف وينقّب عن فتاة صالحة قد جمعت بين الدين والدنيا، وقد فتش هنا وهناك ولمّا يجد. اقترح (بكر) على (خالد) أن يتقدم إلى (مريم) ويطلب يدها، فهو أولى الناس بها،قد كان سببا في هدايتها وصلاحها ، بل هي أولى الناس به . لم يتردد الشاب في ذلك لِـمَا يعرف عنهن في السابق وما آلت حالهن في اللاحق . طرق الشاب الباب عليها فاستُقبل من أهلها، وجلس مع الفتاة وقد ملأت قلبه وعينه، وكذلك مريم، فلم تكن لترفض من كان سببا في سيرها على طريق الله فقد تركت الجامعة وتركت كل ما يذكرها بهذا الطريق الوعر والمسلك الخطير . بل فرحت بتقدم هذا البطل وأحبت أن تعف نفسها أيضا. فإذا جاء من يُرضى بدينه وخلقه فنعمّا هو، وإذا كانت المرأة عفيفة حيِيَّة فنعمّا هي. انتظر الجميع قدوم والد الفتاة وكان على سفر. فما إن وصل حتى جاءه الشاب ويغمره الفرح والسرور بما تمنّيه نفسه، وظن أن بؤس الوحدة قد انتهى، وأن خطر العزوبية قد ولى وانقضى، وحاله " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ". كان خالد قد أخذت اللحية من وجهه، ولم يكن ليحلقها، بل كان يضع بين عينيه حديث النبي " اعفوا اللحى " وهديَه عليه الصلاة والسلام .. فخير الهدي هديك يا خليل الله . أبدى(خالد) رغبته في التقدم للفتاة وزواجه منها على سنة الله ورسوله .. نظر والد الفتاة إلى (خالد) عندما تكلم بذلك نظرة اشمئزاز، وفتح عينيه عليه وقال له أول شيء: ألَا تحلق هذا الحذاء الَّذي على وجهك ؟ الله أكبر سنة رسول الله حذاء " أبِالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون ". لم يدرِ ما يقول هذا الشاب وحار جوابا وعجز لسانه عن الكلام، وحلّق ببصره، وقال في نفسه : أيَعقل هذا ما يقول ؟؟ على وجهي حذاء ؟ سالت دموع الشاب على لحيته وبكى بكاء شديدا وخرج من البيت كظيما وابْيضت عيناه من الأسى، وحزنت الفتاة أشد الحزن لهذا الاستقبال الفظ الغليظ . وليت (خالدا) كتم غيظه وحبس نفسه ودعى له بالصلاح .. إلا أنه توجه إلى السماء ورفع يده وبصره إلى مولاه علام الغيوب ودعا على هذا الرجل –وهو يبكي ويحترق-، ويقول : اللهم احرقه اللهم احرقه . وتملّك الأسى قلب الفتاة وعينها .. وصارت في ضياع من أمرها وقد سمع الله قول الذي يشتكي إليه فربك بالمرصاد وإن أخذه أليم شديد . لم يمض قليل على هذا الرجل حتى أخذه ربك، وكيف ذلك ؟ أول العذاب أن بلاه الله فصار لسانه كثيرا يردد : شعر شعر فعلم هو وعلم أهله أن هذا بسبب استهزائه وسخريته باللحية، ومرة جلس هذا الوالد على الفراش وقد أشعل سيجارته وبينما هو يدِّخن أخذه النعاس فأغمض عينيه إلى قدر الله، سقطت السيجارة على الفراش فأحرقت ما تحته وهو لا يدري، ثُم احترق ما حوله ولا يدري وما كادَ يفتح عينيه حتى أكلته النار من كل جانب،ومدّت ألسنتها إليه، وأحاطت به خطيئته من كل ناحية، صعد الدخان إلى السماء وظهر أثر الحريق فدخل أهله عليه فزعين فرأوه وهو يصارع الموت ويقول : قولوا للشيخ يسامحني ويغفر لي خطيئتي معه ... قولوا للشيخ يسامحني ويغفر لي خطيئتي معه ... !!! وكأن ملك الموت مثّل له جرمه وذنبه بين يديه وقال: بهذا نأخذك يا من تستهزئ بلحيةٍ سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! . والعجب أن أهله عندما رأوه لم يستطيعوا دفع النار عنه ولو كان غيره لصُب الماء عليه وانتهى الأمر إلا أن ربك أذهلهم فوقفوا ينظرون إليه ولا يستطيعون فعل شيء ،، إنها والله آية . وأخذ الله وديعته وفاضت روحه، أسأل الله أن يغفر له ذنبه ويسامحه .. كادت الفتاة أن تلحق والدها من الوجع على وفاة والدها وعلى سوء خاتمته ... سألت الفتاة الشيخ (بكرا) وقالت له : يا شيخ هل دعا خالد على والدي؟ إلا أن الشيخ لم يجب بذلك، بل قال : إن خالدا سامح والدك ، ففرحت مريم من ذلك . تزوج (خالد) بغيرها وأصبح رب أسرة . أما (مريم) فقد التحفت بالحزن كثيرا وأضرّ موت والدها عليها، وهي مع ذلك صابرة لقضاء الله وقدره محافظة على دينها وعفافها . لقد هجرت (مريم) والدها قبل الاحتراق، وتنكر أهله له ، وبعد موته كأن أحدا لم يمت، وذلك أنه أساء إلى مريم ، لقد أشعلت (مريم) بيتها إيمانا وصلاحا ونورا وتقى ، أصبحت تقوم الليل وتصوم النهار ، وصارت مثالا يحتذى به، وتأثر أهلُها بها فأصبحت في عينهم، بل صارت أعينهم التي يرون بها ... وليت الأمر ينتهي إلى هذا الحد، بل لم يُترك كاتب السطور هذه ، فقد دخلتُ في ذيل هذه القصة من قريب أو بعيد ، ولله الأمر من قبل ومن بعد . كان الشيخ (بكر) هو والدي وكنت في سفر فقدمت من سفر طويل راغبا في الزواج وأردت أن أخطب فتاة بعد قدومي بأسبوع فلا يمضي شهر أو شهران حتى أرجع مغتبطا مسرورا . ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن . كنت مزوِّرا في نفسي فتاة من أهل الدين والعفاف نعرف والدها وأهلها وهم على خير حال ، وقدمت على هذا الشأن . تحدثتُ مع والدي عن الفتاة التي رشّحتها، وخضنا غمار هذا الحديث، وبينما الحديث يجر بعضُه بعضا ونتجاذب أطرافه حدثني عن (مريم) وعن قصتها وعن حالها وما آل إليه أمرها. حزنت حزنا كبيرا عليها، ورأيت أن أولى الفتيات عندي هي (مريم)، فقد أعطاها الله الجمال والعفاف والدين وحسن الحديث مما يرغب به الشاب ، فحدثتُ والدي عنها وأبديت عزما أن يختارها لي ، حاول والدي أن يذكر لي غيرها ، وقال: هذه البنت لا نعرفها ولا نعرف أهلها ، إلا أن هذا لم يثن عزمي . وسبق السيف العذل . بعد أسبوع بعث والدي رسالة لها يخبرها بشأني فقد جعلتـْه لها بمثابة الوالد وقد جعل الشيخُ مريمَ كبنتٍ له ، يحوطها بعنايته، ويكلؤها برعايته. تأخرت (مريم) في الرد على الرسالة إلا أنها أجابت بعدُ وسألَت عن الشاب من يكون ؟ وهل يمدحه خالد ؟ وهل تزكيه أنت يا شيخ؟ فأخبرها الشيخ انه ابنه وأنه يزكيه . تأخَّرَت في الرد مرة أخرى وقالت :هذا يشرفني إلا أني سأستخير الله . مضى يوم ويومان فأسبوع وأسبوعان حتى ضقت ذرعا من هذه الاستخارة ، أرسل الشيخ رسالة أخرى وكان رمضان على باب الدخول . تأخرت في ردها ، إلا أنها قالت : إني موافقة على ابنك إلا أن أهلي وإخواني يقولون لي : موضوع الزواج لو تأجل قليلا كان أفضل . في هذه الأثناء كان الشيخ يرسل إلى (نائلة) يسألها عن حال (مريم) وسبب تأخرها في الرد ، وكانت هي أيضا تتأخر في الرد وتقول عن (مريم) :إنها بحال لا تحمد عليه "إلا أنها بخير" . إن الحريق الذي توفي فيه والدها قد أصابهم بالضر، فاحترق البيت بأكمله بعد أن كان جميلا وفاخرا ، وتغيرت حالهم المالية، فقد كانوا في ثراء وعزة فأصبحوا في فقر وحاجة . فسبحان مغير الأحول ومبدل الأمور . وكانت (نائلة) قد أخبرت الشيخ (بكرا) أن موضوع احتراق البيت هو السبب في تأخرهم وأنهم يستحيون من أن يستقبلوا أحدا فيه . أبديتُ رغبتي في دفع شيء من المهر كمساعدة إلا أن الشيخ (بكرا) قدم لهم مساعدة وكذلك خالد فتجمع لهم شيء ليس بالكثير وإنما يقضي بعض الأرب . مضى الوقت وأنا أنتظر ذلك وأستخير الله في زواجي من مريم وأُمنِّي نفسي بها . دخل رمضان ولم تكن لتخبر مريم الشيخ عن موضوع بيتها، إلا أنها في آخر رسالة لها صرّحت بهذا على استحياء، وقالت: إن بيتنا أصبح خربا ، فأخبرها والدي باستعجالي وأنّا لا نريد أن نخسركم ، إلا أنه لم يكن بوسعنا سوى الانتظار .... انتصف رمضان فسافر والدي إلى بيت الله العتيق وقلت لعله عند رجوعه يتم الأمر إن شاء الله . رجع والدي إلا انه قال لي : إن الفتاة لا تردّ أبدا على رسائله وأظن أن الأمر وصل إلى آخره ، والله يخلف عليك خيرا . فثنيت نفسي ولم أثن قلبي عنها، وذهبت إلى تلك البنت الأولى التي زوّرتها في نفسي أولا وطلبت يدها من والدها .. والعجيب: أن هذه الفتاة تأخر أهلها في الرد لظروف عندهم ومضى على هذا شهر كامل إلى أن جعلنا يوما معيّنًا يكون فيه انتهاء هذا الأمر. وفي صباح هذا اليوم جاءني الوالد وقال لي : هل تعرف ما سبب تأخر مريم في الرد ؟؟ تعجبت من هذا السؤال ؟ أرجعت (مريم) إلى الساحة من جديد ؟ هل سينتهي الانتظار والتمني ؟ قلت - وأنا انتظر الجواب الجميل الذي يريح القلب-: لا أعلمُ، فما السبب ؟؟ . قال : إن (مريم) قد توفيت من شهر بسبب السرطان ، ولذلك لم يأتنا منها خبر ، ولا تجيب على رسائلنا ، وإنما اتصلت بي أختها وقالت : يا شيخ عظم الله أجرك وأحسن عزائك . حينما أخبرني الوالد بذلك كنت في المسجد، فتمالكت دمعي حتى وصلت إلى غرفتي فأسكبت عبرتي وترحمت عليها، وأنا أعجب من قدر الله! وأقول : قدر الله وما شاء فعل ، وآجرني الله في مصيبتي وأخلفني خيرا . وقد ظهر لنا بعدُ أنَّ سببَ تأخرها في الرد هو المرض ، فقد ظهر مرضها على شكل أورام في جسدها لم يعلم بها أحد سواها، وكانت ترجو أن يذهب عنها هذا البؤس فلم تخبر أهلها بذلك وقالت : إني لن أغش ابن الشيخ ، ولم تشأ أن تخبر أهلها فلم ترد أن تكلفهم مؤنة العلاج وهم على حرج وفي ضيق ، إلى أن شعرت بقرب الموت فكانت ترجو لقاء الله ! ففاضت روحها ، وعند غسلها رأى أهلها أثر الأورام فبحثوا في الأمر وإذا هو السرطان عافانا الله وإياكم ورحمها رحمة واسعة . وأقول : الحمد لله أنّي ما رأيتها قط ولا سمعتُ صوتها ، فماذا سيحصل لي لو أن القلب تعلّق بها ثم فقدت ذلك ، لا شك أني لن أكون بخير ، ولكن الحمد لله أولا و آخرًا ورحم الله ميتتنا وأعظم أجر أهلها عليها . وحمدت الله ثانيا أن ختم لها بالخير فقد ماتت على استقامة وصلاح، فكيف بالله عليك لو أخذها الموت وهي على سابق حالها ؟ "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين " أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لها ذنبها ويوسع لها في القبر وأن ينزلها عنده إنه جواد كريم . وتأمل معي أخي كيف ختم الله لوالدها .. فحذارِ أن تجترأ على الله وعلى دينه وأهل ملته ، لأنهم صفوة الصفوة وخلاصة المصطفين الأخيار ، فقد هلك شر هلكة والعياذ بالله. وما أرجوه أن نستفيد الدروس والعبر من هذه القصة الطويلة، وأن يحدونا الأمل إلى الفأل الحَسَن وإلى الخير وإلى التمسك بنهج الله، فما أقرب القبر منا وما أقرب الموت منا بل هو أقرب من حبل الوريد!. والا نستهزئ باحد ولو كان يخالفنا هناك الكلمة الطيبة بها نبلغ راينا دون ايذاء احد يا شباب الأمة ويا فتياتها ! اتقوا الله في أنفسكم وراقبوه فلا يأتيكم الموت وأنتم غافلون . والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. منقول |
2 أعضاء قالوا شكراً لـ هادية على المشاركة المفيدة: | ||
رقم المشاركة :43 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم نلقاه. وبعد. إخوتي الأفاضل هذه قصة سطرها صديق لي، وطلب مني أن أذيعها للناس رجاء العظة والعبرة، أسأل الله بها النفع والقبول. دمعة على مريم! هذه الحادثة فيها الشجن والحزن، وفيها الألم والأمل، وفيها الخطيئة والتوبة، والخاتمة السيئة والحسنة، سطرتها راجيا أن تكون عبرة لأولي الأبصار . تبدأ القصة بفتيات ثلاث جمعهن اللهو واللعب وفراغ الوقت والبال، فتعاقدن وتعاهدن أن يوقِعوا في حبال صيدهن الشبابَ الصالحين، وذلك بعد أن ملّوا العبث بغيرهم ممن يسعى خلفهم ويلهث؛ ولمَّا رأوا صرامة الشاب الملتزم وعفافه .. زاد ذلك رغبة فيهن أن ينصبن له الشباك .. كانت كبيرتهن تسمى (نائلة) وثانيتهن (مريم). ما إن تخرجوا من الثانوية، ودخلوا في الجامعة؛ حتى زاد إغرائُهن وزادت فتنتهن، فقد كنّ مضرب المثل في الجمال والدلال، والشيطان يستشرف للمرأة إذا خرجت، ويزينُها ويجمِّلُها فكيف إن كانت كذلك في أصل خلقتها، بل كانت إحداهن إن مشت في الشارع تتطاير لها القلوب والأبصار، وتفوح منهن رائحة العطر التي تخرق الصدور قبل الأنوف. لم يكن ليفعلن الفاحشة – عياذا بالله-، وإنما شأنهن شأن كثير من فتيات المسلمين حبُّ العبث واللعب وملئ الوقت، وذلك أن النفس عندما تفرُغ من مهمات الأمور، وتغفَل عن ما خلقت من أجله تَتْــبع هواها وتعبده. أرأيت من اتخذ إلهه هواه ؟ّ! أرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون؟ هؤلاء الفتيات الثلاث وإن كن ثلاثا إلا أن (نائلة) كانت تُدبّر أمر غيرهن من الفتيات، ولكن قصتنا مع اثنتين نائلة ومريم . كان في جوارهن شاب ملتزم يدعى (خالدا)كان له دكان يبيع فيها ما يحتاج المرء في حياته من غذاء وغيره .. كان هذا الشاب حافظا للقرآن تاليا له، محافظا على الصلوات، طائعا لله، خدوما للناس، يحب الخير وأهله ويسعى وراءه، شاب نشأ في طاعة الله، نحسبُهُ كذلك ولا نزكّيه على الله. دخلْنَ عليه وهو يبيع ويشتري، وما إن انفردن به حتى لعب الشيطان ألعوبته فيهن ، وزين لهن عملهن " أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا " كان هذا الشاب أعزبا وهو كأي شاب يافع في مقتبل العمر وعنفوان الشهوة. بدأت كبيرتهن (نائلة) تبدي مفاتنها بغنج في الصوت، ودلع في الكلام، وإثارة له، وكانت (مريم) على مقربة منها. لقد وُضع الشاب في موقف لا يحسد عليه، فأمامه جمال وإغراء، وفتاة حسناء، تقول هيت لك للصداقة!. لقد دهش الشاب دهشا عظيما، فهؤلاء الفتياتُ الفاتنات يسعى خلفهن الشباب رجاء نظرة عطف تملئ قلبه بها، لا هن يسعين للشباب ويرتجين صحبته ... زادت فتنتهن عليه وكبُرت، فما كان منه إلا أن نفر في وجوههن نفرة الغاضب لحرمة الله وقال :" إني أخاف الله ربّ العالمين"، وزجرهن زجرة أفزعتهن وأدخلت الرعب في قلوبهن، وقال:استحين من الله ودعْكن من فلتات الشيطان وأعوانه، وكان في حالة غضب شديدة، ولم يقف عند هذا القدر، بل هو داعية إلى الله، فأخرج لهن شريطا لأحد الدعاة، وأعطاهن إياه وقال اخرجن الآن ولا أراكن في هذا المكان . يا الله يا مثبت القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك !! ، صلى عليك الله يا يوسف الصديق ، ويا يوسف الطهر والعفاف، لقد تركت لنا قدوة حسنة، ومثالا عاليا في الطهر فأصبح الشباب الصالحون يقتدون بك ويروك إماما لهم ومثلا، لم تمُت الأمة ولم يضعُف شبابها الصالح بل هم كالجبل الأشم أمام هذا الطوفان الهائل من الفتن . لقد ملك الاستغراب هؤلاء الفتيات، فقد خرجن من عنده بشر حال، وسقطن من أعينهن، فكيف يُفعل بنا هذا مع ما نحن عليه من الجمال والدلال ؟ ما ذا يملك الشاب هذا حتى استطاع دفع هذه الفتنة عنه ؟ وإنني أجيب فأقول: إنه يملك خوف الله وحبه، حتى أصبحتن في عينه خردلة لا تعدِل تعظيمَ الله في قلبه وخوفه رجائه .. طوبى للمؤمن المحب الخائف !. لقد وردت عليهن أسئلة كثيرة وصرن في حيرة عظيمة .. من نحن ؟ ولماذا فعَلْن به هذا ؟ ولماذا فعل هو بنا ذلك ؟ لما ذا نحن على هذه الحياة ؟ ما هدفنا وغايتنا فيها؟ ومِن أجل مَن نُغوي ونُفتن ؟ " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين" هل ننتظر يوم العرض على الله حتى يتبرأ منها هذا المرجوم يوم لا ينفع مال ولا بنون ؟ أم نخلعه من قلوبنا كما نخلع الحذاء البالي ونحن في فسحة من أمرنا ؟!! إن الأثر الذي أورثه الموقف عليهن عظيم، فراجعت كبيرتهن (نائلة) نفسها وبدأت تحاسبها على لهوها وتقصيرها، وبدأت نفسُها اللوامة تعاتبها، واستيقظ الضمير الذي كان راقدا ، وقام داعي الخير ونادى : حي على الصلاة .. حي على الفلاح . ومن هذه اللحظة بدأ الصلاح يدِب إلى قلوبهن . لقد سمعن الشريط وطلبن المزيد واتصلن بشيخ كان يسكن في هذه المدينة يسمى: (بكرا) وكان معروفا بعلمه وفهمه لدى الناس. والعجيب أن الشاب خالدا كان تلميذا عند هذا الشيخ . أصبح هؤلاء النسوة يطلبن من الشيخ الأشرطة الوعظية ، وطلبن منه مرة جلابيب وخمارات ، فأوصى (بكر) (خالدا) – وهذا من العجب العجاب – أن يأتي بذلك ويوصلهن إليهن. فقد تحدثت (نائلة) للشيخ عن هذا الشاب، وكيف فعل بهن، وإلى أي حال صرن عليه . مضت عليهن فترة ليست بالطويلة وهن على خير حال، واستقامة في الدين . لقد صلُح حال (نائلة) وحال الفتيات اللواتي معها فقد هدى الله على يديها كل من تحت يدها وكن أكثرَ من سبع فتيات، فأصبحن جماعة صالحة تدعو إلى الله وتحذر من غواية الغاوين والمبطلين. سبحان مغير الأحول، ومبدل الأمور ومصرف المقادير، فقد صرْن من أنصار الدين ودعاته، بدل ما كن عليه من نصرة للبطال وزمرته . لم يمض زمن حتى حفظت (نائلة)عشرين جزءا من كتاب الله وهن يخبرن الشيخ بحالهن ويسألنه الدعاء. وكانت (مريم) وهي الفتاة الثانية فيهن قد أخذ منها الدين مأخذه وطبَّقت على نفسها شرع الله ونهجه وحفظت خمسة أجزاء من القرآن. أما الشاب (خالد) فقد كان يبحث عن العفاف وينقّب عن فتاة صالحة قد جمعت بين الدين والدنيا، وقد فتش هنا وهناك ولمّا يجد. اقترح (بكر) على (خالد) أن يتقدم إلى (مريم) ويطلب يدها، فهو أولى الناس بها،قد كان سببا في هدايتها وصلاحها ، بل هي أولى الناس به . لم يتردد الشاب في ذلك لِـمَا يعرف عنهن في السابق وما آلت حالهن في اللاحق . طرق الشاب الباب عليها فاستُقبل من أهلها، وجلس مع الفتاة وقد ملأت قلبه وعينه، وكذلك مريم، فلم تكن لترفض من كان سببا في سيرها على طريق الله فقد تركت الجامعة وتركت كل ما يذكرها بهذا الطريق الوعر والمسلك الخطير . بل فرحت بتقدم هذا البطل وأحبت أن تعف نفسها أيضا. فإذا جاء من يُرضى بدينه وخلقه فنعمّا هو، وإذا كانت المرأة عفيفة حيِيَّة فنعمّا هي. انتظر الجميع قدوم والد الفتاة وكان على سفر. فما إن وصل حتى جاءه الشاب ويغمره الفرح والسرور بما تمنّيه نفسه، وظن أن بؤس الوحدة قد انتهى، وأن خطر العزوبية قد ولى وانقضى، وحاله " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ". كان خالد قد أخذت اللحية من وجهه، ولم يكن ليحلقها، بل كان يضع بين عينيه حديث النبي " اعفوا اللحى " وهديَه عليه الصلاة والسلام .. فخير الهدي هديك يا خليل الله . أبدى(خالد) رغبته في التقدم للفتاة وزواجه منها على سنة الله ورسوله .. نظر والد الفتاة إلى (خالد) عندما تكلم بذلك نظرة اشمئزاز، وفتح عينيه عليه وقال له أول شيء: ألَا تحلق هذا الحذاء الَّذي على وجهك ؟ الله أكبر سنة رسول الله حذاء " أبِالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون ". لم يدرِ ما يقول هذا الشاب وحار جوابا وعجز لسانه عن الكلام، وحلّق ببصره، وقال في نفسه : أيَعقل هذا ما يقول ؟؟ على وجهي حذاء ؟ سالت دموع الشاب على لحيته وبكى بكاء شديدا وخرج من البيت كظيما وابْيضت عيناه من الأسى، وحزنت الفتاة أشد الحزن لهذا الاستقبال الفظ الغليظ . وليت (خالدا) كتم غيظه وحبس نفسه ودعى له بالصلاح .. إلا أنه توجه إلى السماء ورفع يده وبصره إلى مولاه علام الغيوب ودعا على هذا الرجل –وهو يبكي ويحترق-، ويقول : اللهم احرقه اللهم احرقه . وتملّك الأسى قلب الفتاة وعينها .. وصارت في ضياع من أمرها وقد سمع الله قول الذي يشتكي إليه فربك بالمرصاد وإن أخذه أليم شديد . لم يمض قليل على هذا الرجل حتى أخذه ربك، وكيف ذلك ؟ أول العذاب أن بلاه الله فصار لسانه كثيرا يردد : شعر شعر فعلم هو وعلم أهله أن هذا بسبب استهزائه وسخريته باللحية، ومرة جلس هذا الوالد على الفراش وقد أشعل سيجارته وبينما هو يدِّخن أخذه النعاس فأغمض عينيه إلى قدر الله، سقطت السيجارة على الفراش فأحرقت ما تحته وهو لا يدري، ثُم احترق ما حوله ولا يدري وما كادَ يفتح عينيه حتى أكلته النار من كل جانب،ومدّت ألسنتها إليه، وأحاطت به خطيئته من كل ناحية، صعد الدخان إلى السماء وظهر أثر الحريق فدخل أهله عليه فزعين فرأوه وهو يصارع الموت ويقول : قولوا للشيخ يسامحني ويغفر لي خطيئتي معه ... قولوا للشيخ يسامحني ويغفر لي خطيئتي معه ... !!! وكأن ملك الموت مثّل له جرمه وذنبه بين يديه وقال: بهذا نأخذك يا من تستهزئ بلحيةٍ سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! . والعجب أن أهله عندما رأوه لم يستطيعوا دفع النار عنه ولو كان غيره لصُب الماء عليه وانتهى الأمر إلا أن ربك أذهلهم فوقفوا ينظرون إليه ولا يستطيعون فعل شيء ،، إنها والله آية . وأخذ الله وديعته وفاضت روحه، أسأل الله أن يغفر له ذنبه ويسامحه .. كادت الفتاة أن تلحق والدها من الوجع على وفاة والدها وعلى سوء خاتمته ... سألت الفتاة الشيخ (بكرا) وقالت له : يا شيخ هل دعا خالد على والدي؟ إلا أن الشيخ لم يجب بذلك، بل قال : إن خالدا سامح والدك ، ففرحت مريم من ذلك . تزوج (خالد) بغيرها وأصبح رب أسرة . أما (مريم) فقد التحفت بالحزن كثيرا وأضرّ موت والدها عليها، وهي مع ذلك صابرة لقضاء الله وقدره محافظة على دينها وعفافها . لقد هجرت (مريم) والدها قبل الاحتراق، وتنكر أهله له ، وبعد موته كأن أحدا لم يمت، وذلك أنه أساء إلى مريم ، لقد أشعلت (مريم) بيتها إيمانا وصلاحا ونورا وتقى ، أصبحت تقوم الليل وتصوم النهار ، وصارت مثالا يحتذى به، وتأثر أهلُها بها فأصبحت في عينهم، بل صارت أعينهم التي يرون بها ... وليت الأمر ينتهي إلى هذا الحد، بل لم يُترك كاتب السطور هذه ، فقد دخلتُ في ذيل هذه القصة من قريب أو بعيد ، ولله الأمر من قبل ومن بعد . كان الشيخ (بكر) هو والدي وكنت في سفر فقدمت من سفر طويل راغبا في الزواج وأردت أن أخطب فتاة بعد قدومي بأسبوع فلا يمضي شهر أو شهران حتى أرجع مغتبطا مسرورا . ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن . كنت مزوِّرا في نفسي فتاة من أهل الدين والعفاف نعرف والدها وأهلها وهم على خير حال ، وقدمت على هذا الشأن . تحدثتُ مع والدي عن الفتاة التي رشّحتها، وخضنا غمار هذا الحديث، وبينما الحديث يجر بعضُه بعضا ونتجاذب أطرافه حدثني عن (مريم) وعن قصتها وعن حالها وما آل إليه أمرها. حزنت حزنا كبيرا عليها، ورأيت أن أولى الفتيات عندي هي (مريم)، فقد أعطاها الله الجمال والعفاف والدين وحسن الحديث مما يرغب به الشاب ، فحدثتُ والدي عنها وأبديت عزما أن يختارها لي ، حاول والدي أن يذكر لي غيرها ، وقال: هذه البنت لا نعرفها ولا نعرف أهلها ، إلا أن هذا لم يثن عزمي . وسبق السيف العذل . بعد أسبوع بعث والدي رسالة لها يخبرها بشأني فقد جعلتـْه لها بمثابة الوالد وقد جعل الشيخُ مريمَ كبنتٍ له ، يحوطها بعنايته، ويكلؤها برعايته. تأخرت (مريم) في الرد على الرسالة إلا أنها أجابت بعدُ وسألَت عن الشاب من يكون ؟ وهل يمدحه خالد ؟ وهل تزكيه أنت يا شيخ؟ فأخبرها الشيخ انه ابنه وأنه يزكيه . تأخَّرَت في الرد مرة أخرى وقالت :هذا يشرفني إلا أني سأستخير الله . مضى يوم ويومان فأسبوع وأسبوعان حتى ضقت ذرعا من هذه الاستخارة ، أرسل الشيخ رسالة أخرى وكان رمضان على باب الدخول . تأخرت في ردها ، إلا أنها قالت : إني موافقة على ابنك إلا أن أهلي وإخواني يقولون لي : موضوع الزواج لو تأجل قليلا كان أفضل . في هذه الأثناء كان الشيخ يرسل إلى (نائلة) يسألها عن حال (مريم) وسبب تأخرها في الرد ، وكانت هي أيضا تتأخر في الرد وتقول عن (مريم) :إنها بحال لا تحمد عليه "إلا أنها بخير" . إن الحريق الذي توفي فيه والدها قد أصابهم بالضر، فاحترق البيت بأكمله بعد أن كان جميلا وفاخرا ، وتغيرت حالهم المالية، فقد كانوا في ثراء وعزة فأصبحوا في فقر وحاجة . فسبحان مغير الأحول ومبدل الأمور . وكانت (نائلة) قد أخبرت الشيخ (بكرا) أن موضوع احتراق البيت هو السبب في تأخرهم وأنهم يستحيون من أن يستقبلوا أحدا فيه . أبديتُ رغبتي في دفع شيء من المهر كمساعدة إلا أن الشيخ (بكرا) قدم لهم مساعدة وكذلك خالد فتجمع لهم شيء ليس بالكثير وإنما يقضي بعض الأرب . مضى الوقت وأنا أنتظر ذلك وأستخير الله في زواجي من مريم وأُمنِّي نفسي بها . دخل رمضان ولم تكن لتخبر مريم الشيخ عن موضوع بيتها، إلا أنها في آخر رسالة لها صرّحت بهذا على استحياء، وقالت: إن بيتنا أصبح خربا ، فأخبرها والدي باستعجالي وأنّا لا نريد أن نخسركم ، إلا أنه لم يكن بوسعنا سوى الانتظار .... انتصف رمضان فسافر والدي إلى بيت الله العتيق وقلت لعله عند رجوعه يتم الأمر إن شاء الله . رجع والدي إلا انه قال لي : إن الفتاة لا تردّ أبدا على رسائله وأظن أن الأمر وصل إلى آخره ، والله يخلف عليك خيرا . فثنيت نفسي ولم أثن قلبي عنها، وذهبت إلى تلك البنت الأولى التي زوّرتها في نفسي أولا وطلبت يدها من والدها .. والعجيب: أن هذه الفتاة تأخر أهلها في الرد لظروف عندهم ومضى على هذا شهر كامل إلى أن جعلنا يوما معيّنًا يكون فيه انتهاء هذا الأمر. وفي صباح هذا اليوم جاءني الوالد وقال لي : هل تعرف ما سبب تأخر مريم في الرد ؟؟ تعجبت من هذا السؤال ؟ أرجعت (مريم) إلى الساحة من جديد ؟ هل سينتهي الانتظار والتمني ؟ قلت - وأنا انتظر الجواب الجميل الذي يريح القلب-: لا أعلمُ، فما السبب ؟؟ . قال : إن (مريم) قد توفيت من شهر بسبب السرطان ، ولذلك لم يأتنا منها خبر ، ولا تجيب على رسائلنا ، وإنما اتصلت بي أختها وقالت : يا شيخ عظم الله أجرك وأحسن عزائك . حينما أخبرني الوالد بذلك كنت في المسجد، فتمالكت دمعي حتى وصلت إلى غرفتي فأسكبت عبرتي وترحمت عليها، وأنا أعجب من قدر الله! وأقول : قدر الله وما شاء فعل ، وآجرني الله في مصيبتي وأخلفني خيرا . وقد ظهر لنا بعدُ أنَّ سببَ تأخرها في الرد هو المرض ، فقد ظهر مرضها على شكل أورام في جسدها لم يعلم بها أحد سواها، وكانت ترجو أن يذهب عنها هذا البؤس فلم تخبر أهلها بذلك وقالت : إني لن أغش ابن الشيخ ، ولم تشأ أن تخبر أهلها فلم ترد أن تكلفهم مؤنة العلاج وهم على حرج وفي ضيق ، إلى أن شعرت بقرب الموت فكانت ترجو لقاء الله ! ففاضت روحها ، وعند غسلها رأى أهلها أثر الأورام فبحثوا في الأمر وإذا هو السرطان عافانا الله وإياكم ورحمها رحمة واسعة . وأقول : الحمد لله أنّي ما رأيتها قط ولا سمعتُ صوتها ، فماذا سيحصل لي لو أن القلب تعلّق بها ثم فقدت ذلك ، لا شك أني لن أكون بخير ، ولكن الحمد لله أولا و آخرًا ورحم الله ميتتنا وأعظم أجر أهلها عليها . وحمدت الله ثانيا أن ختم لها بالخير فقد ماتت على استقامة وصلاح، فكيف بالله عليك لو أخذها الموت وهي على سابق حالها ؟ "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين " أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لها ذنبها ويوسع لها في القبر وأن ينزلها عنده إنه جواد كريم . وتأمل معي أخي كيف ختم الله لوالدها .. فحذارِ أن تجترأ على الله وعلى دينه وأهل ملته ، لأنهم صفوة الصفوة وخلاصة المصطفين الأخيار ، فقد هلك شر هلكة والعياذ بالله. وما أرجوه أن نستفيد الدروس والعبر من هذه القصة الطويلة، وأن يحدونا الأمل إلى الفأل الحَسَن وإلى الخير وإلى التمسك بنهج الله، فما أقرب القبر منا وما أقرب الموت منا بل هو أقرب من حبل الوريد!. والا نستهزئ باحد ولو كان يخالفنا هناك الكلمة الطيبة بها نبلغ راينا دون ايذاء احد يا شباب الأمة ويا فتياتها ! اتقوا الله في أنفسكم وراقبوه فلا يأتيكم الموت وأنتم غافلون . والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. منقول |
رقم المشاركة :44 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
في حي البديعة المتناغم جمالا وضياء ، عشت طفولة لم تأخذ من الرياض بهجتها ونورها ، في مكتبي الفسيح ، بأنواره المتنوعة الخافتة ، وعن يميني بالممر القريب تقع غرفة الاجتماعات بألوانها الخلابة ، تحاكي لوحة رسام ، بتنظيم فنان . جلست على كرسيي وقد أعياني التعب بعد ساعات مرت من يوم عمل . شبكت بين أصابع يدي ، ووضعتها في حركة غير إرادية خلف رأسي التي أسندتها أعلى الكرسي ، أغمضت عيني التي أصبحت أغالبها فتأبى جفوني إلا الإطباق ولم يوقظها سوى عدة تنهدات عبرت بها عن الدخول لسنوات طال العهد بها ، اختصرت لدي في بضع دقائق ......آااااااه ... ذاك الطفل الصغير ، يعيش مع إخوته الأربعة وهو خامسهم ، يعيش مع أسرته رغم معاناته من عزلة شعورية . أسرة متوسطة الحال ، لم يأتها رزقها رغدا كالكثير من الأسر ، في بيت متواضع البناء والأثاث ، أسرة لم تعرف من الترفيه سوى التلفاز ، أقضي معه معظم الوقت معزولا ، وحيدا . أتحين وقت انشغال إخوتي فأنفرد به مع المصارعة وأفلام الكرتون. كنت أحلم بما أسمع من زملائي وهم يتحدثون كلا عن غرفته الخاصة، وما ينعمون به من حنان إخوتهم وأهليهم في مقابل ما أنقم على نفسي من التعامل بالضرب لأتفه الأسباب ، ودونها . كذلك الإهانة من أخي الأكبر ناهيك عن أبي ... لم أعرف لي ذنبا، ولم أفكر في سبب جفاف المشاعر، وانعدام الحنان من قبل أمي وأبي وإخوتي مع الإهمال ، وانشغال كل فرد منهم بنفسه . وربما كان ذلك هو السبب. لم يحن أبي علي يوما بزيارة للمدرسة لعل ذلك يعطيني قدرا من الثقة والأمان والفخر بنفسي . كانت الحسرة تتعمق لدي عندما أجد أحد الأباء مع المرشد بالمدرسة فلم أقطع الأمل في مجيء ذلك اليوم الذي أرى فيه أبي يزور المدرسة .لكن شعوري أن والدي بينه وبين هذا الفعل بون شاسع. ومن يعطيه هذا القدر من الاهتمام بي وهو الذي لا يشعر بغيابي من المدرسة ولم يلتفت له كثيرا . آااااااااااه . حتى أمي لم تكن لديها الشجاعة يوما لتعبر لي عن حبها واهتمامها بي . أشعر أنني أستمد ضعفي من ضعفها ، لعلها تخاف من بروز اهتمامها بي أمام أبي فأنا عنده الراسب ، الخائب ، المتأخر عن أبناء عمومتي دون سبب يعرفه . ويوم أن سقط الكأس من يدي بجانبه حصلت على قسط من الضرب المبرح ، وعند قومة أمي على خجل ،وبصوتها الخافت وقفت بيني وبينه فنالها من نوع ما نالني ورجعَـت بكومة من التوبيخ والإهانة ، ثم انتهى الموقف ببعض ألفاظ الجهل والغباء والتخلف . فكانت الرسالات السلبية طعنات لامست قلبي وشعوري . لم أستطع مسح أثرها مع تطاول السنين . ما أصعبه من شعور أن يعيش الطفل يتيما وهويعيش في حضن أم تخلت أو أب مشغول . ساعدني البيت على بغض المدرسة . ومع تكرار الاتهام بعدم الأهلية لاستحقاق النجاح ، ولن أنجح ، ولن أكون مثل زملائي فترسخ في أعماقي شعور بغيض بالنقص والضعف فصارت المدرسة غير مرغوب فيها . وركن عقلي وتقوقع على هذا الكره ، فلم أعد أتقدم دراسيا مع قلة الاستيعاب والاستعدادا للدراسة . يعلق بذهني نبأ رسوبي بالصف الثاني ، والدمعة الرقراقة في عين أمي وهي تربت على كتفي بعد العنف والتوبيخ من أبي ولمز إخوتي . على الوقت الذي ضاع في التلفاز واللعب وألعاب الكرتون التي أضحت في عرفهم سببًا وحيدًا لعدم إتقاني لما أسموه (مهارات ). لم أجد ركنا شديدًا آوي إليه ، ............ صباح جديد ، جديد بما يحمل من جديد .إنه والدي .. اليوم بالمدرسة مع المرشد الطلابي بعد الاستدعاء لدراسة حالتي ، وقد أُحضِرت للمكتب ، و جلس أبي ، ولا يبدو عليه التعالي الذي يلمسه الجميع بالمنزل ، والخوف الذي نشعربه عند وجوده، وقد نسيا أن يصرفاني حتى لا أحضر الحوار ، وأنساهم أنني لن أدرك ما أغوار الحواربينهما و صراحة ما سيدور من نقاش هو خاصتي . بدأ أبي يعزو ما أنا فيه للتلفاز ، وأفلام الرعب ، والمصارعة ، وقد ثنى المرشد بذكر توصيفها بالإهمال ، والذهول ،وغياب الانتباه ، وضعف الوعي الدراسي . نَـعتنِي بالعدوانية مع زملائي ، وضياع التنظيم ، وضعف المشاركة ، واتهمني بالعنف . ثم عرج المرشد ينصح أبي بالاقتراحات العلاجية . وأن بداية الورشة التي يجب انضمامي إليها لابد وأن تكون هي التوافق النفسي . ما زلت أتذكر المرشد وهو يعنف أبي على الضرب والتهديد , وأن ما يصدر من قبلي من عنف هو نتيجة طبيعية لما ألا قيه من معاملة وقسوة بالمنزل ، وأن ناتج استمرار هذه المعاملة هي خسارتي في النهاية، وأن هذه المرحلة للبناء لا للهدم . ثم انهال عليه بسيل جارف من الأسئلة أظنها أثارت حفيظته، وأيقظته من سباته : هل يحصل ابنك على الحوافز والتشجيع المناسب للمرحلة العمرية ؟ هل تسمع لشكواه ، وتتعرف احتياجاته؟ ما النتيجة المرتقبة إذا اصطحبته بسيارتك وفتحت له الطريق ليحكي لك ما يشعر به كما هم زملاؤه، ـ تغيرت ملامح وجه أبي ، رأيت الارتياح على وجهه ، وظهر القبول الذي لم أعهده قبلا . أغدق عليه المرشد من النصح ما لم يتوقعه : الاهتمام بدروسه وواجباته ، ، جدد الثقة بينك وبينه ، ولتكن البسمة رسولك إليه ، تقرب منه وقربه منك . شاركه الكلام والنقاش ، عزز الإيجابيات لديه من مهارات ومواهب. وتغاضى ـ قليلا ـ عن سلبياته . وليكن الهدف تعديل السلوك . ضع ضمن الأهداف صلحًا وعدلا بينه وبين إخوانه، بالهدية والمدح والعدل بين الجميع. جدد التواصل بالمدرسة ضمن برامج أيامك ولنتعاون لنجدد الشعور لديه بطفولة سوية ، مطمئنة ، بنزع التوتر ، والنفسية المبعثرة ... لقد رأيت القبول والبشر على وجه أبي وقد شع أثر الرضا من وجهه . والتنفيذ ......آااااااه ....... دق الباب ............. ارتفع الصوت .... أكثر...... استيقظت من غفوتي .. من؟ سعادة المدير ...... وصل عدد من الموظفين . . . الاجتماع بعد دقائق |
رقم المشاركة :45 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
إليكم يا إخواني ثلاث قصص لتابين.. و اعلموا بان اللبيب من اتعظ بغيره و الشقي من اتعظ به غيره .. لا أطيل عليكم ، هاهي: توبة فتاة في العشرين أ.ه. فتاة في العشرين من عمرها،اراد الله بها خيرا فوفقها للتوبة والهداية،تروي قصتها فتقول:ه كانت حياتي اشبه بحياة الجاهلية على الرغم من اني ابنة اناس محافظين،ومتمسكين بالقيم والمباديء الاسلامية،كنت لا احافظ على اوقات الصلاة ،حتى ان صلاة الفجر لا اصليها الا بعد الساعة العاشرة !! ارى اخوتي يسهرون في رمضان لقيام الليل وقراءة القرآن،وانا احيي الليل بالسهر على اشرطة الفيديو والنظر الى ما يغضب الله. وفي ليلة من الليالي وبعد ان اويت الى فراشي رايت فيما يرى النائم اني مع مجموعة من الصديقات "قرينات السوء" وكنا نلعب كعادتنا،فمرت من امامي جنازة،فجلست انظر اليها ،وكن يحاولن صدّي،حاولت ان الحق بها فلم استطع فلم استطع،فركضت وركضت الى ان وصلت اليها،وبعد مرورنا بطريق وعر عجزت عن مواصلة الطريق،فوجدت غرفة صغيرة مظلمة،دخلتها وقلت : ما هذه؟ قالوا لي: هذا قبرك،هذا مصيرك،عندها اردت ان اتدارك عمري ،فصرخت باعلى صوتي :اريد مصحفا،اريد ان اصلي،اريد ان اخرج دمعة تنجيني من عذاب الله الاليم.فجاء صوت من خلفي قائلا:هيهات،انقضى عمرك وانت منهمكة بالملذات،واضعت الفرصة في الذنوب والمعاصي. وفجأة،استيقظت من نومي على صوت الامام في صلاة الفجر وهو يتلو قوله تعالى : ألم يئن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق).(سورة الحديد،الآية : 16) سبحان الله شريط حياتي اخذ ينطوي أمامي،وقد تداركتني نعمة ربي بأن جعلني اتوب إليه قبل الوفاة،فلله الحمد والمنة. توبة الداعية سوزي مظهر على يد امرأة فرنسية ومن اواخر من التحق بركب الايمان الفنانة سوزي مظهر التي صار لها اكثر من عشرين عاما في مجال الدعوة الى الله،إرتبط اسمها بالفنانات التائبات وكان لها دور دعوي بينهن.. روت قصة توبتها فقالت:ه تخرجت من مدارس (الماردي ديبه) ثم في قسم الصحافة بكلية الآداب،عشت مع جدتي،والدة الفنان أحمد مظهر،إذ هو عمي ... وكنت اجوب طرقات حي الزمالك،وأرتاد النوادي وكأنني استعرض جمالي امام العيون الحيوانية بلا حرمة،تحت مسميات التمدن والتحرر. وكانت جدتي العجوز لا تقوى عليّ،بل حتى أبي وأمي،فأولاد الذوات هكذا يعيشون،كالانعام،بل هم أضل سبيلا،إلا من رحم الله عز وجل. حقيقة كنت في غيبوبة عن الاسلام سوى حروف كلماته،لكنني برغم المال والجاه كنت اخاف من شيء ما .. أخاف من مصادر الغاز والكهرباء، وأضن ان الله سيحرقني جزاء ما أنا فيه من معصية،وكنت اقول في نفسي إذا كانت جدتي مريضة وتخاف الله وهي تصلي،فكيف انجو من عذاب الله غدا،فأهرب بسرعة من تأنيب ضميري بالإستغراق في النوم أو الذهاب إلى النادي وعندما تزوجت،ذهبت مع زوجي إلى فرنسا لقضاء ما يسمى بشهر العسل،وكان مما لفت نظري هناك،أنني عندما ذهبت للفاتيكان في روما وأردت دخول المتحف البابوي أجبروني على إرتداء البالطو أو الجلد الأسود على الباب .. هكذا يحترمون ديانتهم المحرفة .. وهنا تساءلت بصوت خافت:فما بالنا نحن لا نحترم ديننا؟؟ وفي أوج سعادتي الدنيوية المزيفة قلت لزوجي أريد أن أصلي شكرا لله على نعمته،فأجابني :إفعلي ما تريدين،فهذه حرية شخصية(؟؟؟). وأحضرت معي ذات مرة ملابس طويلة وغطاء للرأس ودخلت المسجد الكبير بباريس فأديت الصلاة،وعلى باب المسجد وأنا خارجه منه ازحت غطاء الرأس،وخلعت الملابس الطويلة وهممت ان اضعها في الحقيبة،وهنا كانت المفاجأة .. اقتربت مني فتاة فرنسية ذات عيون زرقاء لن انساها طول عمري،ترتدي الحجاب .. أمسكت يدي برفق وربتت على كتفي،وقالت بصوت منخفض:لماذا تخلعين الحجاب؟ ألا تعلمين أنه امر الله؟.. كنت استمع لها في ذهول ،وإلتمست مني ان أدخل معها المسجد بضع دقائق ، حاولت ان أفلت منها لكن أدبها الجم ، وحوارها اللطيف أجبراني على الدخول.. سألتني : أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ .. أتفهمين معناها؟؟ إنها ليست كلمات تقال باللسان ، بل لابد من التصديق والعمل بها .. لقد علمتني هذه الفتاة أقسى درس في الحياة .. اهتز قلبي ، وخضعت مشاعري لكلماتها ثم صافحتني قائلة : انصري يا أختي هذا الدين.خرجت من المسجد وأنا غارقة في التفكير لا أحس بمن حولي،ثم صادف في هذا اليوم أن صحبني زوجي في سهرة إلى(كباريه)،وهو مكان إباحي يتراقص فيه الرجال مع النساء شبه عرايا،ويفعلون اشياء كالحيوانات،بل إن الحيوانات لتترفع من ان تفعل مثلهم .. كرهتهم ، وكرهت نفسي الغارقة في الظلال .. لم انظر إليهم ، ولم أحس بمن حولي ، وطلبت من زوجي أن نخرج حتى أستطيع أن أتنفس .. ثم عدت فورا إلى القاهرة ، وبدأت أولى خطواتي للتعرف على الاسلام. وعلى الرغم مما كنت فيه من زخرف الحياة الدنيا إلا أنني لم أعرف الطمأنينة والسكينة ، ولكني أقترب إليها كلما صليت وقرأت القرآن. واعتزلت الحياة الجاهلية من حولي ، وعكفت على قراءة القرآن ليلا ونهارا .. واحضرت كتب ابن كثير وسيد قطب وغيرهما ..كنت انفق الساعات الطويلة في حجرتي للقراءة بشوق وشغف .. قرأت كثيرا ، وهجرت حياة النوادي وسهرات الضلال .. وبدأت اتعرف على أخوات مسلمات. ورفض زوجي في بداية الامر بشدة حجابي واعتزالي لحياتهم الجاهلية ، لم أعد اختلط بالرجال من الاقارب وغيرهم ، ولم اعد اصافح الذكور ، وكان امتحانا من الله ، لكن اولى خطوات الايمان هي : الاستسلام لله ، وأن يكون الله ورسوله أحب الي مما سواهما ، وحدثت مشاكل كادت تفرق بيني وبين زوجي .. ولكن الحمد لله فرض الاسلام وجوده على بيتنا الصغير ، وهدى الله زوجي الى الاسلام ، وأصبح الآن خيرا مني ، داعية مخلصا لدينه احسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا . وبرغم المرض والحوادث الدنيوية ، والإبتلاءات التي تعرضنا لها فنحن سعداء ما دامت مصيبتنا في دنيانا وليست في ديننا. القائد الروسي الذي اصبح مؤذنا ولد (اناتولي) في (باكو) باذربيجان...كان يكره المسلمين اشد الكره فهو احد القواد الروس الملاحدة الكبار ، الذين حاربوا المسلمين والمجاهدين في افغانستان واستشهد على يده كثير منهم.
لم يكن يؤمن باي دين على الاطلاق كان ملحدا شديد التعصب ضد الاسلام ، لدرجة انه كان يحقد على كل مسلم راه بمجرد النظر ،لم يكن يبحث عن اليقين ولم يكن يشك في افكاره.الى ان جاء نقله الى منطقة (جلال اباد) ليكون قائدا للقوات الروسية وندعه هو يكمل كان هدفي تصفية القوات المسلمة المجاهدة كنت اعامل اسراهم بقسوة شديدة واقتل منهم ما استطعت قاتلناهم باحدث الاسلحة والوسائل الحديثة قذفناهم بالجو والبر،والغريب انهم لم يكونوا يملكوا سوى البنادق التي لا تصطاد غزالا،ولكني كنت ارى جنودي يفرون امامهم فبدا الشك يتسرب الى نفسي فطلبت من جنودي ان يدعون لي بعض الاسرى الذين يتكلمون الروسية،فاصبحوا يدعونني الى الاسلام ،تبدلت نظرتي عن الاسلام وبدات اقرا عن جميع الديانات الى ان اتخذت القرار الذي عارضني عليه جميع اصدقائي وهو اعلان اسلامي ولكني صممت عليه وصمدت امام محاولاتهم لاقناعي بغير الاسلام.ودعوت اسرتي الى الاسلام حتى اسلمت زوجتي.وابني وابنتي وقررت ان ادعو الى الله واصبحت مؤذنا لعل الله يغفر لي ويتوب علي. يا من يرى مَدَّ البعوض جناحها = في ظلمة الليل البَهيم الأليَلِ ويرى عُرُوقَ نِياطِها في نحرها = والمخَّ في تلك العظام النُحَّلِ اغفر لعبدٍ تاب من فَــرَطاتِه = ما كان منه في الزمــان الأول |
الأعضاء الذين شكروا هادية على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :46 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
اتصلت سيدة عجوز ببنك الطعام تطلب حضور مندوب لإستلام خمسة بطاطين تبرعاً منها لصالح ضحايا السيول وتركت عنوانها بالتفصيل.. ميدان ثم شارع ثم حارة ثم حارة أخرى ثم دكان بقال ثم بيت!. وصل مندوب البنك بصعوبة بالغة إلى مكان إقامة السيدة العجوز، فوجدها عجوزا أكثر مما تصور، هزيلة أكثر من أى توقع، بسيطة أقل من كل فقر، تسكن غرفة صغيرة لاتدخلها الشمس تحت بئر سلم!. استقبلت موظف البنك باشتياق شخص يبحث عن ضوء فى عتمة، أصرت على أن تعد له واجب ضيافة كوب من الشاى وهى تقدمه قالت له:.. «الشاى يا ابنى من يد خالتك كرمة، بالهنا والشفا، والله كوبياتى نضيفة وزى الفل، ماتقرفش». كان الموظف الشاب يشرب الشاى وهو يراقب عروق وجهها تنتفض وهى تحكى منفعلة وكان مندهشاً، تصرخ فى وجع:.. «.. ماتستغربش، أنا فقيرة أه.. بس فيه اللى أفقر منى، أنا معاشى من جوزى الله يرحمه 300 جنيه، جبت بمتين وخمسين منهم البطاطين ديه، وهتدبر لغاية آخر الشهر بالخمسين، ربنا بيبعت!». غرفة لا تتسع أكثر من شخصين، سرير صغير يتحمل بصعوبة جسدها النحيل، لمبة فى السقف وتليفزيون بإيريال معلق على شباك المنور، تليفون موبايل قديم يبدو أنه نافذتها الوحيدة مع الحياة، وابتسامة دافئة كبيرة تكشف عن زمن بعيد لم تعرف فيه أبعد من هذه الغرفة ومن هذا المكان. الموظف:..«لكن ياحاجة كرمة، يعنى ماتفهمنيش غلط واستحملينى، مش برضه أنت أولى بحق الخمس بطاطين، ظروفك يعنى.. ».. وتخبط يدها على طرف السرير فيهتز وتقول بعبارات لا زيف فيها ولاتراجع:.. «..يا ابنى اللى شفته فى التليفزيون يقطع القلب، ناس عريانة مرمية فى الشوارع من غير لا بيت ولا غطى، أنا فقيرة بس مش غلبانة.. هم غلابة ولو كانوا مش فقرة، أنا ربنا ساترنى فى أوضة باقفل بابها تدفينى وأنام.. هم ماعندهمش لا باب ولا أوضة، يا ابنى خد البطاطين وتوكل على الله الحق ابعتها لحد محتاج قبل ما الليل ييجى، توصل بالسلامة وشرفتنى يا ابنى..». ذهب الموظف بأغلى خمس بطاطين إلى مقر بنك الطعام وحكى لهم ودموع كثيرة فى عينيه قصة الحاجة (كرمة) كرمها وكبرياؤها ووجهها الصافى الصادق وكلماتها البريئة الحقيقية، حكى لهم عن علاقتها مع الله، هذه المرأة العجوز التى نساها الزمن لم يهملها الله برحمته فرزقها الحب والبساطة والشجاعة، هذه امرأة لاتخاف أحدا، لاتخاف الفقر ولا الجوع والبرد ولا المرض ولا الموت، تحب الله وتعيش فى أمانه وفى وعده الحق لها، حكى قصة امرأة نظنها أنها تعيش على هامش الحياة.. بينما هى الحياة نفسها. قرر زملاؤه أن يفعلوا أى شىء لهذه المرأة، اقترحوا معاشاً شهرياً، معونة عاجلة، البحث عن شقة صغيرة لها، سرير أكبر، ثلاجة بها طعام، فسحة فى مكان جميل، لكن موظف البنك الذى ذهب لها قال لهم بثقة من عرفها عن قرب إنها سترفض كل شىء. فى النهاية وصلوا إلى حيلة، اتصلوا بها على أنهم من شركة التليفونات التى تحمل أحد أرقامهم، أبلغوها أنها فازت بجائزة مالية كبيرة، فقالت لهم دون أن تهتز من فرحة أو مفاجأة:.. «.. عارفين بتوع بنك الطعام، اتبرعو لهم بالفلوس كلها، قولوا لهم يجيبوا بيها بطاطين كتيرة لبتوع السيول، ماحدش بيموت من الجوع.. بس فيه ناس كتير بتموت من البرد». |
رقم المشاركة :47 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
قصة الثلاثة أصحاب الغار روى البخاري في صحيحه عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ فَقَالُوا إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَكُنْتُ لَا أَغْبِقُ - شُرْب الْعَشِيّ - قَبْلَهُمَا أَهْلًا وَلَا مَالًا فَنَأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلًا أَوْ مَالًا فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا ُ [َ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ - الصِّيَاح بِبُكَاء بسبب الجوع - عِنْدَ رِجْلَيَّ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ] حَتَّى بَرَقَ الْفَجْر فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوج. َ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ [ كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ ] فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ فَجَاءَتْنِي [فَقَالَتْ لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا ] فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفَعَلَتْ حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ لَا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ [قَالَتْ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ ] فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا [ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا] وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ [فَفَرَجَ عَنْهُمْ الثُّلُثَيْنِ ] غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الثَّالِثُ اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ ( أَيْ : ثَمَنه) غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي فَقُلْتُ لَهُ كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئُ بِي فَقُلْتُ إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ . الفوائد من هذه القصة : قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ، قال قتادة : تقربوا إليه بطاعته ، والعمل بما يرضيه . 1- الأعمال الصالحة وقت الرخاء يستفيد منها الإنسان وقت الشدة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء ، يعرفك في الشدة) . 2- يجب على المسلم أن يلجأ إلى الله وحده دائماً بالدعاء وخاصة حين نزول الشدائد ، ومن الشرك الأكبر دعاء الأموات الغائبين ، قال الله تعالى : (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ) - الظالمين : المشركين . 3- مشروعية التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة ، وهي نافعة ومفيدة ، ولا سيما عند الشدة ، وعدم مشروعية التوسل بالذوات والجاه . 4- حب الله مقدم على حب ما تهوى النفوس من الشهوات . 5- من ترك الزنى والفجور خوفاً من المولى نجاه الله من البلوى . 6- من حفظ حقوق العمال حفظه الله وقت الشدة ، ونجاه من المحنة . 7- الدعاء إلى الله مع التوسل بالعمل الصالح يفتت الصخور . 8- بر الوالدين وإكرامهما على الزوجة والأولاد . 9- حق الأجير يحفظ له ، ولا يجوز تأخيره ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه) . 10- استحباب تنمية مال الأجير الذي ترك حقه ، وهو عمل جليل ، وهو من حق الأجير . 11- شرع من قبلنا هو شرع لنا إذا أخبر به الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم على طريق المدح ، ولم يثبت نسخه ، وهذه القصة قصها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدح هؤلاء النفر الثلاثة لنقتدي بهم في عملهم . 12- طلب الإخلاص في العمل حيث قال كل واحد ( اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه) . 13- إثبات الوجه لله سبحانه من غير تشبيه ، قال الله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) . |
رقم المشاركة :48 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻃﻔﻼ ﻋﻤﺮﻩ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﺳﻤﻪ ﺭﺍﻣﻲ . ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ . ﻭﻻ ﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﻣﺒﻜﺮﺍ . ﺍﺷﺘﻜﺖ ﺃﻣﻪ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤﺔ . ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ، . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ .... . ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ . ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ . ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ، . ﻭﻟﻜﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺭﺃﻳﻬﺎ . ﺣﻜﺖ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ . ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺑﺎﻛﺮﺍ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻓﻄﺎﺭﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻭﻭﺟﺪ ﺩﻭﺩﺓ ﻭﺃﻓﻄﺮ ﻭﻣﻸ ﺑﻄﻨﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ. . ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺭﺍﻣﻲ .. . ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻳﺎ ﺭﺍﻣﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ؟ . ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﺟﺎﺏ ﺭﺍﻣﻲ: . . . . . ﺍﻟﺪﻭﺩﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻷﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻣﺒﻜﺮﺍ |
رقم المشاركة :49 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
خرج احد الملوك يتنزه فرأى فلاحاً يحرث الأرض و هو مسرور يغني في نشاط و ابتهاج : فسأله الملك و قال له : ايها الرجل أراك مسرورا بعملك في هذه الأرض فهل هي أرضك؟ فقال الفلاح : لا يا سيدي إنني أعمل فيها بالأجرة قال الملك : و كم تأخذ من الأجر على هذا التعب ؟ قال الفلاح : أربعة قروش كل يوم قال الملك : و هل تكفيك قال الفلاح : نعم تكفيني و تزيد ، قرش اصرفه على عيشي ، و قرش أسدد به ديني ، وقرش اسلفه لغيري ، و قرش انفقه في سبيل الله . قال الملك هذا لغز لا افهمه قال الفلاح : أنا اشرح لك يا سيدي : أما القرش الذي أصرفه على عيشي فهو قرش أعيش منه أنا و زوجتي. و أما القرش الذي أسدد به ديني فهو قرش انفقه على أبي و أمي ، فقد ربياني صغيرا و أنفقا عليا و انا محتاج و هما الان كبيران لا يقدران على العمل. و أما القرش الذي اسلفه لغيري فهو قرش انفقه على أولادي ، اربيهم و اطعمهم و أكسوهم حتى إذا كبروا فهم يردون الينا السلف حين نكبر. أما القرش الذي انفقه في سبيل الله فهو قرش انفقه على اختين مريضتين . فقال الملك احسنت يا رجل و ترك له مبلغ من المال و تركه و هو متعجب من حكمة رجل بسيط |
رقم المشاركة :50 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ﺟﺎﺀ ) ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ) ( ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ( ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﻧﺖ ﺷﻘﻲ ﺑﻦ ﻛﺴﻴﺮ ؟ ! ...) ﻳﻌﻜﺲ ﺍﺳﻤﻪ ( ﻓﺮﺩ ﺳﻌﻴﺪ : ﺃﻣﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺈﺳﻤﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﺳﻤﺘﻨﻲ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻏﺎﺿﺒﺎً " : ﺷﻘﻴﺖ ﻭﺷﻘﻴَﺖ ﺃﻣﻚ " !! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ " : ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻘﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ " ، ﻓﻬﻞ ﺃﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺐ ؟ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ " : ﻷُﺑَﺪِﻟَﻨَّﻚ ﺑِﺪُﻧﻴﺎﻙ ﻧﺎﺭﺍً ﺗﻠَﻈّﻰ " ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﻴﺪﻙ ﻻﺗﺨﺬﺗﻚ ﺇﻟﻬﺎً ﻳُﻌﺒَﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲّ ؟ ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﻇﺎﻟﻢ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﺧﺘﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻗﺘﻠﺔ ﻳﺎﺳﻌﻴﺪ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﺑﻞ ﺃﺧﺘﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺃﻧﺖ ! ، ﻓﻤﺎ ﻗﺘﻠﺘﻨﻲ ﺑﻘﺘﻠﺔ ﺇﻻﻗﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ! ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻷﻗﺘﻠﻨﻚ ﻗﺘﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ﺃﺣﺪﺍً ﻗﺒﻠﻚ، ﻭﻟﻦ ﺃﻗﺘﻠﻬﺎ ﻷﺣﺪ ﺑﻌﺪﻙ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﺇﺫﺍً ﺗُﻔﺴِﺪ ﻋﻠﻲّ ﺩُﻧﻴﺎﻱ، ﻭﺃُﻓﺴِﺪُ ﻋﻠﻴﻚ ﺁﺧﺮﺗﻚ . ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺛﺒﺎﺗﻪ ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺑﺎﻟﺤﺮﺱ : ﺟﺮﻭﻩ ﻭﺍﻗﺘﻠﻮﻩ !! ﻓﻀﺤﻚ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻣﻀﻰ ﻣﻊ ﻗﺎﺗﻠﻪ ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻣﻐﺘﺎﻇﺎً : ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﻀﺤﻜﻚ ؟ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﺃﺿﺤﻚ ﻣﻦ ﺟﺮﺃﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺣﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ !! ﻓﺎﺷﺘﺪ ﻏﻴﻆ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭﻏﻀﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺱ : ﺍﺫﺑﺤﻮﻩ !! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﻭﺟِّﻬﻮﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻠﻪ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ " : ﻭﺟﻬﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﻟﻠﺬﻱ ﻓﻄﺮ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺣﻨﻴﻔﺎً ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ". ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻏﻴّﺮﻭﺍ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻪ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ " : ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺗُﻮﻟّﻮﺍ ﻓﺜﻢّ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ". ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻛُﺒّﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ " :ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻭﻓـ♡ـﻴﻬﺎ ﻧﻌﻴﺪﻛﻢ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻧﺨﺮﺟﻜﻢ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ". ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﺫﺑﺤﻮﻩ ! ﻣﺎﺃﺳﺮﻉ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺎﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ! ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ " : ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ . " ﺧﺬﻫﺎ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﺠﺎﺝ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻘﺎﻙ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣـﻪ !! ﺛﻢ ﺩﻋﺎ ﻗﺎﺋﻼً " : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻﺗﺴﻠﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺑﻌﺪﻱ . " ﻭﻗُﺘﻞ ﺳﻌﻴﺪ .... ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻳﺼﺮﺥ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﻪ : ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﺧﺬ ﺑﺮﺟﻠﻲ ﻭﺑﻌﺪ ١٥ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﻘﻂ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭﻟﻢ ﻳُﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﻌﻴﺪ ... ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ! ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺗﻚ ﻭﻗﻮﺓ ﺣﺠﺘﻚ ! ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ، " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻛﺒـــﺮ ﻫﻤﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﺒـــﻠﻎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨـﺎﺭ ﻣﺼﻴﺮﻧﺎ ﻳـــــﺎﻟﻠﻪ |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
و؟؟؟؟؟؟؟؟؟, عبــــــر |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 3 ( 0من الأعضاء 3 من الزوار ) | |
|
|