العدوان الثلاثي على سبق(الشيخ عائض القرني)

[miran dawod]

العدوان الثلاثي على سبق(الشيخ عائض القرني)

العدوان الثلاثي على سبق

بقلم الشيخ:عائض القرني

الأحد 21 فبراير 2010

​ هيمنت الصحافة الورقية على عقلية القاريء ردحاً من الزمن, واحترفت الكذب حتى صُدقت, ولبست الحقائق حتى شُوهت. تفرح بمن نكص على عقبية وتصنع منه كاتباً شهيراً, تتكتم على كل فضل لأهل الفضل, وتضخم الخطأ منهم وتنشره. صفحاتها مليئة بالتشكيك في ثوابت الأمَّة, والبحث عن كل فتوى شاذة تدعو لتبرج المرأة واختلاطها, جعلت من حالها بوقاً للسلطة. المحسوبيات والشللية علامتان فارقتان لها في تعيين كتابها وماينشر فيها, رؤوساء تحريرها لايروق لهم إلا التسكع في ردهات السفارات الأجنبية, وأخذ التوجيهات في كل مرحلة. ثبت في حقها أنها مصادر مشبوهة لجهات خارجية. يحذر خادم الحرمين الشريفين من نشر الصور النسائية في الصحف وتتجاهل أمره وتحذيره, يزكي وزير الداخلية الهيئة ويثني عليها وتغمط هذا الخبر, تبرر حرب إسرائيل على أهل غزة, حتى أثنت على كتابها وزارة الدفاع الإسرائيلية حسن صنيعهم, تطالب بتغيير مناهجنا حتى توافق مع رغبات أمريكا, تستكتب كتاباً ثبتت زندقتهم وحربهم لهذا الوطن, سخرت صفحاتها لليبراليين, فبدأوا بالنيل من الدعاة وطلبة العلم, ثم العلماء والقضاة, وطعنوا في ثوابت الأمة وتشريعها, فحملاتهم لاتقف عن الحجاب وسياقة المرأة والهيئة, ووصم المتلزمين بالتشدد والإرهاب, والتشكيك في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم, والدعوة للتضييق على أعمال الخير, ومدى صلاحية الإسلام لهذا الزمان, وفي المقابل يلمعون الفنانين والرياضيين والمغنين, ويظهرونهم على أنهم القدوات, والفرح بكل فتاة تبرجت وتشجيع قلمها على التمرد على الحياء؛ لايحملون هم المواطن ولايناقشونه, فلاتجد اهتماماً بالحديث عن الفساد الإداري واختلاس الأموال, ولاعن البطالة والفقر, ولاعن مشاكل الشباب وهمومهم, ولاعن مشاكل المطلقات والأرامل والأيتام .
وما أن ظهرت المواقع الإخبارية عبر الأنترنت, وبدأت في سحب البساط من تحت قدميها, حتى جنّ جنونها, وبدأت تتصرف كخبط عشواء, فشنت الحملة تلو الحملة على كتاب الأنترنت, ووصمتهم بخفافيش الظلام, وفقدان المصداقية والمهنية, واتهام هذه المواقع بأنها فقط للإثارة وتكثير السواد, وترى من خلال هذا الواقع وجوب التفاتة وزارة الثقافة والإعلام لهذا الشأن, وحجب هذه المواقع, ومحاسبة أصحابها .

إن بعض القنوات الموتورة, والتي أتت بما لم يأت به الأوائل, من حرب على جيل هذا اليوم, ونشر للعري والسفور, وترويج للأفلام والمسلسلات الخليعة, حتى لايكاد يسلم من شواظها بيت عربي. وقناة أخرى ماعرف عنها إلا الترويج للديمقراطية الأمريكية, والأخلاق الليبرالية, والجهود المجوسية, والحرب على السلفية والوهابية, تضع يدها في يد هذه (الصحف الصفراء) وتقوم بنشر التقارير التي تنال من الصحافة الإلكترونية, والمواقعة الإخبارية, وكتابها.
وهنا لاتعلم لماذا هذه الحرب؟ وعلى أي مقياس يقيسون؟ وعن أي أخلاق يتحدثون؟ وأي عيب سيجدونه في الآخرين لم يكن هم أول من صنعه؟

ياصحافتنا الورقية لايصلح العطار ما أفسد الدهر, فمواقف الصحف الإلكترونية رغم مافيها من أخطاء, وبدائية في الآليات, إلا أنها كانت على مستوى الحدث, وهموم المواطن, وقضايا الوطن.
فخذوا على سبيل المثال الحرب في الجبهة الجنوبية مع الحوثيين, وكيف كانت تغطيتها, وتعاطيها مع الحدث, وما يسطره الكتاب في شأن مثل هذا, من كشف لخطط العدو, ونقل أخبار الانتصارات أول بأول, والشد من أزر المجاهدين وتوحيد هموم المواطنين على هم واحد .
وهناك كارثة جدة, وكيف كان تناولها للموضوع ووقوفها بصرامة ووضوح, جعل ولي الأمر يلتفت لهذا الشأن ويصدر قراره, بعد أن كانت الصحافة الورقية تغطي وتلبس على الحدث, وكأنه حدث عابر .

إن الحل الوحيد لحالك ياصحفنا الورقية ليس فيما تنكبته من طريق صعب وشاق, لن تجني منه إلا بعداً عن الحقيقة, وإيغال في الضياع والخسران, فإن كان يهمك المواطن والوطن والأمة, فكوني صادقة وصادقة فقط .

للمزيد من مواضيعي