رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
مصر لم تكن مسيحية يوما ما
مصر لم تكن مسيحية يوما ما حاتم محمد الثلاثاء 3 نوفمبر 2009 يحلوا لمسيحي مصر أن يصوروا لأنفسهم أنهم كانوا أغلبية وكثرة كاثرة قبل دخول الإسلام أرض مصر . كما يحلوا لهم أيضا أن يصوروا أنفسهم أنهم أحفاد الفراعنة وأنهم أصحاب البلاد وأصلها (وقد بينا فساد ذلك القول في مقال (مسيحيو بلادنا ليسوا مصريين أصلاء). ففي ضوء الحقائق التاريخية التي يراد لها أن تطمس لم تكن مصر مسيحية في أي وقت من الأوقات، لا كمرحلة انتقالية بين العصر الفرعوني والإسلامي، ولا أيام الفتح الإسلامي. ولم يحدث في التاريخ أن كان المسيحيون في مصر يمثلون الأغلبية في أي وقت من الأوقات. حيث أن المسيحية ظلت غريبة على أهل مصر الأصليين(1) الذين كانوا هم أغلبية السكان. كما أن الصراعات بين الفرق المسيحية في مصر خاصة :" أدت بهم ولا سيما الأقباط إلى الإضمحلال والدمار."(2) ولم ينقذ هؤلاء المسيحيين الأقباط المنتحلين الملة الأرثوذكسية من الاندثار سوى الفتح الإسلامي الذي يصفونه اليوم بالغزو والاحتلال؛ يقول ألفرد بتلر: "لقد كان لعودة بنيامين أثر عظيم في حل عقدة مذهب القبط وتفريج كربهم ، إن لم تكن عودته قد تداركت تلك الملة (الأرثوذكسية) قبل الضياع والهلاك"(3). ويصور لنا يعقوب نخلة ص 28 ذلك الهلاك فيقول : "جاء في بعض التواريخ أنه قتل في يوم واحد من الأقباط بمدينة الإسكندرية مائتا ألف نفس وإن كان هذا لا يخلو من المبالغة في القول والمغالاة في النقل إلا أنه يدل على شدة اضطرام نار الفتنة ..... وربما كان هذا عدد جميع الذين قتلوا من الأقباط في كل أنحاء مصر ........وهو عدد ليس بقليل " فإذا علمت أن عدد المسيحيين ما بدأ ينمو إلا في القرن الثالث الميلادي وأن قوامهم الأساسي كان يتشكل من الجاليات اليهودية واليونانية المقيمة بمصر التى كانت تشكل أغلبية المسيحيين إلا أن تلك الجاليات ما انتحلت جميعها المسيحية وما ادعى أحد من المؤرخين ذلك وما يستطيع أن يدعيه. وما أن نعمت المسيحية بالحرية في القرن الرابع حتى ظهر الشقاق بينهم والانقسام بين فريق يرى تأليه المسيح (عرفوا بالأرثوذكوس) وأخر يرفض (عرفوا بالآريسيين) والذي كان ينتمي إليه أغلب الوطنيين وهذا الفريق كان الأكثر والأغلب طيلة القرن الرابع حتى استنصر الفريق الأول بسلطان الإمبراطور وحاول فرض مذهبه عليهم وعلى بقية أهل الأديان الأخرى من ويهود ووثنين ثم لم يلبثوا إلا قليلا حتى نشب خلاف أخر بين هذا الفريق القائل بتأليه المسيح حول طبيعته وانقسموا مرة أخري فيما عرف بالملكانيين ( خلكدونيين أو كاثوليك) وأرثوذكس وكانت الأكثرية النسبية في مصر للفريق الثاني ثم ما أن دخل القرن السادس حتى انقسم هذا الفريق الأرثوذكسي حول ماهية جسد المسيح . تقول بتشر (2/84): وبعد موت تيموثاوس نشأ في الكنيسة شقاق جديد بين حزبين قويين....... وكانت من نتائجه أن أكثرية الشعب مالت إلى انتخاب ثيودوسيوس أحد رجال الحزب الأول...... واختار الحزب الثاني غنياس. ويذكر منسي أنهم انقسموا حينها إلى ثلاثة أحزاب لا اثنيين كما تقول بتشر، وقد استمر هذا النزاع مائة وسبعين عاما أي ظل بعد الفتح الإسلامي حوالي خمسين عاما(4). ما ذكرناه وهو أعظم وأكبر الانقسامات التي كانت بينهم في ذلك الحين وإلا فهناك انشطارات أخرى كانت أقل عددا وأهون شأنا أعرضنا عنها مع العلم أن كل أمة منهم يلعن بعضهم بعضا حتى أن يوحنا النيقوسي يصف الملكانيين (الكاثوليك) بالوثنيين. فلك أن تتخيل كم كانت نسبة أكبر طائفة من هؤلاء أن كانوا هم جميعا مجتمعين لا يشكلون أغلبية كاسحة بل ربما لا يشكلون الأغلبية المطلقة. ثم تخيل بعد ذلك نسبة الأرثوذكسيين (أحيانا يقال عليهم يعقوبيين) الذين كانوا في طريقهم للاضمحلال والهلاك والضياع والاندثار. أما الطوائف الأخرى (من مسيحيين أريسة ويهود ووثنيين) فرغم التضييق عليها إلا أنه ظل لها وجود مملموس على الأرض فتقول بتشر : وقد نبغ في نهاية القرن الخامس طبيب قبطي اسمة اتيوس كان وثنيا ودخل المسيحية واعتنق مذهب أريوس(5). وكان ذلك بسبب اعتماد الأمبرطور أناستاسيوس (491م-527م) سياسية السلم والتي نعم بها جميع أصحاب المذاهب سواء كانوا وثنيين أم مسيحيين من الذين تبعوا مجمع خلكدونية أم لم يتبعوه. وهكذا رغم التضييق والاضطهاد ظلت الطوائف الأخرى قائمة حتى الفتح الإسلامي وبعده ومما يدلل على ذلك أن المصريين الوثنيين ظلوا يحتفلون بعيد وفاء النيل ويقدمون القرابين للإله حابي حتى جاء الإسلام. بل ربما كان المسيحيون المثلثين المنتحلين مذهب الطبيعة الواحدة أكثر الطوائف معاناة ولم ينقذها سوى الفتح الإسلامي يقول جاك تاجر:" وفعلا بعثت الكنيسة اليعقوبية من جديد وقويت تحت حكم عمر بن العاص ، واعتقدوا بأن نصر المسلمين سيعيد للمسيحية، أو بالأحرى ـ إن أردنا الدقة في التعبير ـ لمذهب الطبيعة الواحدة سطوته الماضية"(6) وبسبب تلك المعاملة اللينة التي لم يعامل بها الأقباط منذ أمد بعيد ازداد عدد المنتمين لذلك المذهب. كما يذكر ساويرس – بن المقفع – في كتابه " سير الأباء البطاركة ": " أنه كان من نتائج عودة الأنبا بنيامين إلى كرسي البطريركية أن رجع كثير من المصريين إلى المذهب الأرثوذكسي بعد أن كانوا قد نبذوه نتيجة لإضطهاد هرقل قيصر الروم". ويضيف أنه :"بعد أن تم لبنيامين لم شمل قومه من القبط، اتجه إلى بناء ما كان هرقل قد هدمه من الكنائس والأديرة، أي أن المذهب الأرثوذكسي بدأ يستعيد مكانته في ظل الحكم العربي ولا عجب إذا عم السرور والفرح على أهل مصر جميعًا."(7) أضف إلى ذلك أن العرب أثناء ولاية عمرو لم يحاولوا أن يضغطوا على الأقباط ليعتنقوا الإسلام ولم يضطهدوهم. هذا ما يقوله جاك في كتابه مسلمون وأقباط ص(73) ويقول في ص (63): وعلى كل حال لم يحاول الجنود العرب الاختلاط بالشعوب المهزومة لأن رؤساءهم كانوا يمنعونهم من هذا الاختلاط منعا باتا. فما العجب في أن المسيحيين اليوم أقلية لا تتجوز نسبة الستة أوالسبعة بالمائة إن كان هذا هو حالهم منذ أن دخلت المسيحية مصر؟ الأغلبية كيف تكونت حتى وإن كانت نسبتهم حين الفتح الإسلامي أكثر بعض الشيء إلا أنه من الثابت أن الكثير منهم ومن أهل مصر قد ارتضى الإسلام دينا منذ أن وطئت أقدام المسلمين مصر فيصف لنا يوحنا النيقوسي تلك الحالة بقوله: "إنه عندما يدخل المسلمون المدن، ومعهم المصريون الذين ارتدوا عن المسيحية، كانوا يستولون على أملاك المسيحيين الفارين ويسمون خدام المسيح أعداء الله" كذا يقول؛ وقد انتقاده جاك تاجر في كتابه وذكر أن ما اكتشف من برديات يؤكد عدم وقوع تلك المثالب؛ بل هو نفسه يقول:" وكان عمرو بن العاص يقوى كل يوم في عمله، ويأخذ الضرائب التي حددها، ولم يأخذ شيئًا من مال الكنائس، ولم يرتكب شيئًا ما، سلبًا أو نهبًا، وحافَظ عليها (الكنائس) طوال الأيام". تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي ص (201-202). ولكن على أي حال فهو قد أثبت إسلام المصريين منذ اللحظة الأولي ومشاركتهم في المعارك مع إخوانهم المسلمين كما أثبت ذلك يعقوب نخلة في ص (54) حين ذكر: "أن حاكم دمياط قتل أحد الوطنيين لما نصحه بالمصالحة مع المسلمين فغضب ابن ذلك الرجل وأسلم ثم حشد جيشا من أقباط أهل البرلس والدميرة وغيرهما من البلاد المجاورة وأمد به المسلمين وحاربوا أهل تانيس؛ هذا بعد أن ساعد المسلمين في فتح دمياط". ويقول في ص (39) : "وكان عدد جنود عمرو يتزايد كل يوم بانضمام القبائل البدوية , التي كان يلتقي بها في طريقه" وذلك بالإضافة لدخول المسيحيين الملكانيين في الإسلام والذين نقم عليهم النقيوسي ووصفهم بالملحدين الخونة وهو يقول:" أن المسيحيين المارقين أصحاب مذهب مجمع خلقدونيا، هم الذين أسرعوا إلى اعتناق الإسلام ، لا أصحاب مذهب الطبيعة الواحدة"(8). أما الوثنيين الخُلص فقد احتاج الأمر إلى بعض الوقت معهم. إذ أنهم احتجوا لأن يروا آية فكان ما اتفق عليه المؤرخون من أن عمرو ـ رضي الله عنه ـ منعهم من تقديم القرابين للإله حابي (رب النيل) فيما عرف بعيد وفاء النيل إذ كانوا يعتقدون أن النيل لا يفيض بالماء إلا إذا أُلقيت فيه القرابين (بغض النظر هل كانت فتاة تلقى في اليم بعد أن يلبسوها الزينة وهو الذي عليه أغلب المؤرخين أم كانت أنواع أخرى من القرابين غير بشرية). فلما مُنِعُوا ظل النيل ثلاثة أشهر لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء والرحيل. حتى ألقى عمراً فيه البطاقة التي أرسلها إليه عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ وفيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وأن كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك فعرَّفهم عمرو بكتاب أمير المؤمنين وبالبطاقة ثم ألقاها في النيل وقد تهيأ أهل مصر للخروج منها فأصبحوا وقد أجراه الله ستة عشر ذراعا في ليلة وقطع الله تلك السنة السوء عن أهل مصر. وهكذا فقد دخل الكثير من أهل مصر في الإسلام منذ اللحظات الأول حين أعطيت لهم الحرية الدينية فإن كان الوطنيين كما يقول يعقوب نخلة قد اختاروا الإسلام ومعهم المسيحيين أصحاب مذهب الطبيعتين كما يذكر المؤرخ يوحنا. إضافة للمسيحيين من أتباع مذهب آريوس (وهم القائلين بنبوة المسيح عليه السلام، وبسائر ما يعتقده المسلمون في حقه ) فهؤلاء لم يكن بينهم وبين المسلمين كبير فرق. ولم يتبق إلا أصحاب مذهب الطبيعة الواحدة الذي كان يعاني من الضياع ولم يزد عدد أتباعه إلا بعد دخول الإسلام كما مر بك آنفا فلك أن تتخيل عدد المسلمين منذ اللحظة الأولى للفتح الإسلامي؛ ثم تخيل ما الذي بقي بمصر ولم يسلم كل ذلك قبل أن تكون هناك جزية وقبل أن يستتب وضع المسلمين بها أو حتى يتموا فتحها. ومن أراد التيقن من ذلك فعليه بفتوح الشام للواقدي، ولكني آليت على نفسي إلا أن أنقل من مصادر القوم. والذي يؤكد ما ذكرنا أن القوم يبالغون كثيرا في ذكر تعداد سكان مصر حين الفتح فبعضهم وصل بهم إلى ثلاثين مليون ، كما جاء في كتاب ستالي لينبول. تاريخ مصر في العصور الوسطى ( ص19 ). وبعضهم يهبط به إلى دون ذلك بكثير فيصل إلى ثمانية ملايين. فإن كانت الجزية التي جمعها عمرو بن العاص ـ رضي الله ـ عنه في عامه الأول هي عشرة ملايين وكان مقدار الجزية هو دينارين فمعنى ذلك أنه لم يحصل إلا على جزية خمسة ملايين فقط ولعل كان أغلبهم من الوثنيين الذين لما يسلموا بعد ؛ هذا إن كانت العشرة ملايين هي الجزية فقط، أما إن كانت الجزية مضافا إليها خراج الأرض فإن دافعي الجزية من الذين لم يسلموا كان دون الخمسة ملايين بكثير جدا. وعلى أي حال كان الأمر فمن الواضح بعد ما مر أن المسلمين بمصر كانت لهم الغلبة والكثرة منذ اللحظة الأولى لقبول أهل البلاد له. ------------- (1 ) مسلمون وأقباط ص(10) جاك تاجر (2 ) تاريخ الأمة القبطية ص (28) ليعقوب نخلة . (3 ) وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها " (ص65) للراهب أنطونيوس (4 ) منسي ص 366 (5 ) تاريخ الأمة القبطية لبتشر (2/76) . (6 ) مسلمون وأقباط لجاك تاجر (18) . (7 ) انتشار الإسلام ص (162-163) ل نبيل لوقا (8 ) مسلمون وأقباط جاك تاجر ص( 18). المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
مصر لم تكن مسيحية يوما ما
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
muslim_906
المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة نور عمر بتاريخ
10.12.2011 الساعة 20:42 . و السبب : تكبير الخط
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
بارك الله فيكم ونفع بكم المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
هل رحب الأقباط بالعرب الغزاة ? تذكرت أحداث مؤسفه شاهدتها بنفسى قبل هجرتى الى كندا، فقد تعرضت اسرة قبطيه تمتلك مزرعة فى منطقه الساحل الشمالى بالقرب من بلده برج العرب، لهجوم مجموعه من العرب الذين يقطنون المناطق الصحراوية التى تحيط بتلك البقعة المستصلحه حديثا، وقاموا بالأستيلاء على المزرعه بالقوة بمساعده الجيران من المسلمين وادعوا حقهم فى تلك المزرعه على اساس أن هذا مال نصارى على حد قولهم. ولن ادخل فى تفاصيل ما حدث لأنها قصة طويله لا مجال الان لسردها، ولكن تخيلوا معى(مجرد تخيل) ان هذه الأسره المالكه الشرعيه للمزرعه ذهبت الى المحكمة وفوجئت بالمعتدين يدعون ان الملاك الأصليين رحبوا بهم وسهلوا لهم تمكنهم من المزرعه لأنهم كانوا يعانون من استيلاء احد الفلاحين على مزرعتهم وقد قاموا هم (اى المعتدين) بالتصدى للفلاحين وطردهم وحلوا مكانهم، و أيدهم الجيران فى حقهم بالتمتع بالمزرعه وخيراتها جزاء ما قاموا به. هل يمكن لأى عاقل ان يوافق هؤلاء فى منطقهم؟ هذا يطابق ماحشروا عقولنا به ونحن طلبه فى مدارس المرحله الأعداديه ، من تاريخ ملفق يظهر الأقباط وهم يرحبون بالغزاه من العرب المعتدين القادمين من الجزيرة العربية !!! و الملفت للنظر ان مصادر التأريخ العربية "كتب التراث" تغفل عن عمد وجود الشعب القبطى او تأتى به فى مواضع عابره ، كدافع للجزية اى كممول خفى لحياة الصفوة التى تعيش بسيوفها و رماحها. فهى تعرض وجهة نظر المحتل العربى المشغول بنفسه دائما والحريص على تجميل صورته و تزوير الحقائق واستخدام تعبيرات مضلله مثل كلمة "فتح مصر" بدلا من "غزو و احتلال مصر" ودأبوا على تكرار تلك الصور المزيفة وإعادة ترديدها طوال الوقت و رفعها الى مصاف الحقائق المطلقة الغير قابله لأى نقاش بينما تعمد بلأهمال و الأضطهاد التعتيم على وجهة نظر الأقباط فيطويها النسيان وكأنها لم تكن هنالك ابدا. ورغم ندرة ماتبقى من المراجع القبطية فقد تمكن الباحثين من العثور على بعض منها وأهمها مخطوطات المؤرخ القبطى "يوحنا النقيوسى" الذى عاصر أحداث تلك الحقبة التاريخية وسجلها بكل دقة ، فهو ليس قبطيا عاديا بل كان أسقف مدينة نقيوس، كتب ما رأه و لمسه قبل ان تمتد أيدى الرواة العرب الى التاريخ و تتطوعه حسب ما يروق لهم. و النقيوسى يفوق تلك المصادر العربية من حيث الاسبقيه ومعاصرة الاحداث. فلنلقى نظره سريعة موثقة على وقائع التاريخ الحقيقى للأحتلال العربى لمصر. قبل العرب كانت مصر محتله من الرومان وكانت الأمبراطوريه الرومانيه منقسمه على نفسها الى قسمين انهكتهما الحروب الداخلية بينهما. ولم يكن المصريون يملكون جيشا خاص بهم بل كان الجيش الرومانى هو المنوط بالدفاع عن البلاد. ويسجل النقيوسى فى الفصل رقم 122 من مخطوطته تفاصيل المعارك الحربية بين العرب و الرومان ومقاومة الأقباط العزل بعد ان تخلى عنهم جنود الرومان ، فيرسم صورة حية لما عاصره بنفسه يغلفها اطار سميك من الحزن على ما تعرض له الأقباط من مذابح و اهوال وهم يقاومون المحتلين العرب لقراهم ومدنهم. وفى تحليل "النقيوسى" للأسباب التى ادت الى هزيمة الجيش الرومانى يذكر ان اهمها هو انتشار عوامل الأنحلال داخل معسكراتهم وتناحر قادته وانقسامهم على انفسهم ويسجل المواقف المخجلة للقاده الرومان فمنهم من تملكه الرعب بعد ان سمع عن الفظائع التى ارتكبها الغزاة وهرب وترك جنوده بلا قائد كما فعل حاكم مدينة "اباديا" (كان الرومان يعينون من قاده الجيش حاكما لكل مدينة) ايضا حاكم مدينه "انصنا" (مدينة ماريا القبطيه) الذى جمع كل مال الضرائب وهرب الى الأسكندرية وغيرهم كل بتفاصيل ما فعله مثل تاودسيوس و انسطاسيوس ولمنديوس و كثيرين غيرهم ، ونرى ايضا فى مخطوطة النقيوسى كيف كان جنود الرومان يفرون ليلا من موقع سقط فى ايدى المسلمين الى أخرلم يسقط بعد، يحتمون بالحصون دون مواجهه العدو و البروز والتصدى له فى المعارك و ذلك بعد فقدان الثقة فى قادتهم الذين تعاون بعضهم مع الغزاة مثل "أباكيرى" حاكم مدينة "أطفيح" و قد أمد عمرو بن العاص بالسفن و جيورجيس الذى شيد للعرب قنطرة لعبور النهر بمدينة قليوب. وفى خلفية الصورة يجسد لنا المؤرخ جموع الأقباط العزل فى القرى والمدن وهم يقاومون الجيش الأسلامى بعد ان فر جنود الرومان و تركوهم مكشوفى الظهر. و عند دخول عمر بن العاص الى اى مدينة او قريه ابدى اهلها مقاومة شديده ، كان يحرقها بالكامل من اسوارها وبيوتها وطرقها وزرعها ومن امثلة المدن الكبيره التى ظلت تحترق لأيام عديده مدينة دمياط والمدينه ذات النهرين (رشيد) وكان جنود المسلمين يقتلون كل من يجدوه من المدنيين سواء فى الطرق او الكنائس رجالا و نساءا و اطفالا أو يأسرون النساء الصغار و بعض الأطفال و يغتصبوهم كملك يمين بعد أن ينهبوا ما حلا لهم من نفائس، وكان عمرو بن العاص يتعمد ترك القليل من الرجال يهربون الى القرى المجاوره ليشيعوا الفزع بين أهلها عندما يحكوا ما شاهدوه من فظائع ، فكانت تثمر هذه الحيله احيانا فتستسلم بعض القرى دون قتال و يحكى لنا النقيوسى ان جنود المسلمين عندما دخلت بلدته الصغيرة والفقيره و احتلتها دون مقاومة تذكر فعلوا بها كل الفظائع من قتل و نهب واسر ويبدو ان ما حدث بها كان اكبر من الوصف ، حتى ان النقيوسى يستطرد بقوله ( نصمت الان فأنه لا يستطاع الحد يث عن المأسى التى صنعها الغزاة ب "نقيوس". كان هناك الكثير من المدن التى ابدى اهلها مقاومه باسلة و خصوصا مدن الصعيد حتى انه فى السنه الأولى من الغزو لم يستطع جيش الغزاة احتلال مدن الصعيد رغم المحاولات العديدة لأقتحامها التى لم تهدأ طيلة اتنى عشر شهرا بل ان المدن التى كان المعتدون يشعلون بها النيران كان الأقباط يخرجون ليلا و يطفئونها. ومن اشهر مدن الوجه البحرى التى تصدت للغزاه لأخر نسمة فيها مدينه دمنهور التى سميت كذلك لأن دماء اقباطها سالت نهورا. وحتى بعد ان استولى المسلمون على البلاد كانت هناك العديد من الثورات التى قام بها الأقباط ضد المحتلين العرب ولا يتسع المجال الان للخوض فى تفاصيلها وانما نذكر اشهرها مثل ثورة البشوريين بقيادة مينا بن بقيره وثورة شبرا سنبوط وثورة الأسكندريه. وهكذا تبين كذب الادعاء بأن الأقباط استقبلوا العرب الغزاة بالترحاب، بل ان كاتبه معاصرة وهى الدكتوره سيدة الكاشف رددت احدى تلك الاسطوانات المشروخه التى سئمنا سماعها حين ذكرت بأن احد الأقباط من رجال الكنيسه القبطية المهمين فى ذلك الحين شهد على سماحه الجيش العربى حين اقتطعت فقره من مخطوطة النقيوسى والتى قال فيها "ان عمر بن العاص استثنى اموال الكنيسه من النهب" وتجاهلت كل ماذكره المؤرخ القبطى من فظائع ارتكبها جيش الأحتلال العربى. اما لماذا تغاضى عمرو عن اموال الكنيسة وهو ماذكره فعلا المؤرخ القبطى بكل الأمانه المعهوده لدى القبط . لقد كان " بن العاص" على درجه كبيره من الدهاء فقد ادرك أن عدم المساس بمال الكنيسة هو مفتاح الحصول على كل الثروة بل هو مفتاح التحكم فى الشعب القبطى المحب لكنيستة والذى اخفى رجالها بين حناياه حماية لهم من بطش الرومان فبرغم سعاده الأقباط لعودة البابا ببنيامين و قادة الكنيسة الأخرين و تأمين أموال الكنيسة بعد استيلاء المسلمين على البلاد الا ان احزانه وهمومه لم تهدأ من جراء الأضطهاد الشديد الواقع عليه من المحتل الجديد. ان امانة النقل عن "النيقوسى" كانت تقضتى ايضاح الصوره كامله بما تنطق به من شر واضح وظلام بين و ظلم فادح يصل الى مرتبه محاولة التطهير العرقى للأقباط. أيوجد عاقل يصدق هذه الترهات التى يرددها بغباء نفر من المغيبون ان هناك شعبا يرحب بجلاديه ! و يفرش الأرض ورودا لمغتصبيه ! و يقف متفرجا على أهله وهم يذبحون! ومال بالك اذا كان هذا الشعب سليل الفراعنة العظام صناع أشهر حضارة عرفها التاريخ. ايها الساده أحترموا عقولنا ادوارد يعقوب المراجع: 1- يوحنا النقيوسى، 2- فتح العرب لمصر للدكتور الفرد بتلر، 3- حكايات الدخول سناء المصرى 4- مصباح العقل المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الإجابة على سؤالك تجدها هنا هل ساعد الأقباط المسلمين في فتح مصر ؟؟من كتابات غير المسلمين
قصة مرسلة بدون أدلة وإن صحت فالدين لا يقاس بتصرفات الأفراد ولكن يقاس بتوجه مؤسساته كما حدث في الحروب الصليبية المباركة من الكنيسة والتي بدأها أحد البابوات
http://www.middletownbiblechurch.org...i/church11.htm
يبدو أنهم حشروه في عقول آبائك أيضًا
هل تقصد يوحنا النيقوسي الذي أوقفته الكنيسة http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...na-Nokosy.html والمشارك في أحد عمليات الغش والتزوير المسجلة في معظم كتب التاريخ القبطي http://st-takla.org/Saints/Coptic-Sy...pe-Isaac_.html ومن كتاب تاريخ الكنيسة القبطية ومن كتاب تاريخ البطاركة هل هذا من تريدنا أن نصدقه ! مزور بشهادة كتب التاريخ الكنسي وزور ماذا .. وصية الأنبا يوحنا عن الأنبا الذي يليه وتريدنا أن نستأمن ذلك المزور على التاريخ حاول أن تكون منصفًا وابحث عن صدق مصادرك بحيادية ولا تنسخ وتلصق دون تحري. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
مصر إبان الفتح الإسلامي و موضوع آخر ذو صلة : https://www.kalemasawaa.com/vb/t16011.html المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله اخوانى على الرد واعتذر عن دخول الموقع المده الماضيه كان عندى مشكله والحمدلله تحلت انا شاكر ردودك اخوانى بارك الله فيكم وفينا ورفع قدرنا سبحان الله وبحمده عدد خلقه ... و رضا نفسه وزنة عرشه ... و مداد كلمـاته رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
مغالطات مسيحية حول ابونا آدم | MALCOMX | مصداقية الكتاب المقدس | 2 | 26.02.2012 23:57 |
لِننطلق إلى العُلا لنكون دوما أولا | عابد الغفار | القسم الإسلامي العام | 2 | 16.09.2010 00:31 |
هل فكرت يوما في دعوة المسلمين ؟ ادخل وشاركنا برأيك في هذا الموضوع البسيط | نور اليقين | قسم الدعوة والدورات والمشاريع الدعوية | 21 | 01.07.2010 22:11 |
تؤمل أنك يوما تتوب | طائر السنونو | أقسام اللغة العربية و فنون الأدب | 5 | 07.04.2010 09:26 |
مسيحية تتحجب في رمضان | ساجدة لله | ركن المسلمين الجدد | 2 | 30.08.2009 22:47 |