القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
القوامة لا تنافي الكرامة
السلام عليكم ورحمةة الله وبركاته - ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف: لا يخفى على مسلم أنّ الشريعة الإسلامية عملت على تنظيم مؤسسة الأسرة وضبط الأمور فيها وتوزيع الاختصاصات وتحديد الواجبات وحصر الحقوق، وبيان الإجراءات التي تتخذ لضبط أمور هذه المؤسسة، والمحافظة عليها من زعازع الأهواء والخلافات، واتقاء عناصر التهديد فيها والتدمير ومن الآيات التي تهدف إلى ذلك، قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة/ 228)، والآية الكريمة تقرّر أنّ الحقوق بين الزوجين متبادلة، وأنّهما كُفْئَانِ، فما من عمل تعمله المرأة للرجل إلا وللرجل عمل يقابله لها، وإن لم يكن مثله في شخصه، فهو مثل في جنسه لقوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ). إنّها كلمة جليلة جدّاً جمعت على إيجازها ما لا يؤدِّي بالتفصيل إلا في سفر كبير، فهي قاعدة كلية ناطقة بأنّ المرأة مساوية للرجل في جميع الحقوق إلا أمراً واحداً عبَّر عنه القرآن بقوله تعالى: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)، وقد أحال الله تعالى في معرفة ما لهنّ وما عليهنّ على المعروف بين الناس في معاشراتهنّ ومعاملاتهنّ في أهليهنّ، والجملة الأولى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف)، تعطي الرجل ميزاناً يزن به معاملته لزوجه في جميع الشؤون والأحوال، فإذا همَّ بمطالبتها بأمر من الأمور يتذكر أنّه يجب عليه مثله بإزائه. - وللرجال عليهنّ درجة: بينت الآية الدرجة التي جعلها الله للرجال على النساء، بعد أن سوَّى بينهما في الحقوق والواجبات، وأنّها لا تعدو درجة الإشراف والرعاية بحكم القدرة الطبيعية التي يمتاز بها الرجل على المرأة، بحكم الكد والعمل في تحصيل المال الذي ينفقه في سبيل القيام بحقوق الزوجة والأسرة، وليست هذه الدرجة درجة الاستعباد والتسخير. إنّها كما قال الشيخ محمّد عبده: تفرض على المرأة شيئاً وعلى الرجل أشياء، فالأسرة مملكة ذات حدود قائمة تشبه حدود الدول في عصرنا وطبيعة هذه الحدود الحماية والمحافظة والعبء الأكبر في ذلك كلّه يقع على الزوج المكلف بالقيام على الأسرة. ما هي الدرجة؟ إنّها درجة القوامة المذكورة في آية النساء: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء/ 34)، وهي للرجال بنص الآية، وذلك لأمرين: أحدهما وهبي، والآخر كسبي. أمّا الأوّل: فهو ما فضله الله به من التبصر في العواقب، والنظر في الأمور بعقلانية أكثر من المرأة وليس في هذا إهانة للمرأة وإنّما منتهى الكرامة، حيث إنّ الله فضلها أيضاً بجهاز عاطفي دفّاق من أجل قيامها بواجب الأمومة، واللفظ القرآني يحمل معنى تفضيل الرجال في أشياء وتفضيل المرأة في أشياء أخرى (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) (النساء/ 32). والآخر: أنّ الرجل هو المكلف بالإنفاق على الأسرة منذ التأسيس وطول الحياة، فلو انهدمت الأسرة ستهدم على رأسه، لهذا سيفكر مرّة قبل أن يتّخذ قرار تفكيكها. - ماذا تعني قوامة الرجال؟: قوامة الرجل على زوجته تعني أنّه هو رئيس هذه الخلية الإجتماعية فلابدّ لهذه الأسرة من رئيس، لأنّها مسيرة طويلة في رحلة العمر، فإذا لم يكن لها رئيس مطاع كانت حياتها فوضوية، وضاعت فيها المسؤولية. وإنّ الرجل قد زوَّده الله بالقدرة على هذه الرئاسة وإمكان السيطرة فيها دون المرأة جسماً وقدرة وخبرة، وحمَّله الشرع نفقة هذه الأسرة فكان هو الأولى برئاستها، أي: بالقوامة فيها. إنّ درجة القوامة تعني رعاية رُبَّان الأسرة لسفينتها، وإنّ هذه الرعاية هي مسؤولية وعطاء... وليست ديكتاتورية ولا استبداد ينقص أو ينتقص من المساواة التي قرنها القرآن الكريم بهذه القوامة، بل وقدمها عليها.. فالقوامة ضرورة من ضروريات النظام والتنظيم في أية وحدة من وحدات التنظيم الإجتماعي، لأن وجود القائد الذي يحسم الإختلاف والخلاف هو مما لا يقوم النظام والإنتظام إلا به. إنّها قيادة محكومة بالمساواة والتناصر والتكافل بين الزوج وزوجته في الحقوق والواجبات ومحكومة بالشورى التي يسهم بها الجميع ويشاركون في تدبير شؤون الأسرة التي قامت على الميثاق الغليظ ميثاق الفطرة الذي تأسس على المودّة والرحمة. المصدر: كتاب المرأة والمجتمع (ضوابط لا قيود) للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
القوامة لا تنافي الكرامة
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
لا تسئلني من أنا
المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة ابوحازم السلفي بتاريخ
28.09.2010 الساعة 23:15 . و السبب : حذف حرف
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
جزاكِ الله خيرا وزادكِ علماً وفهماً موضوع رائع بالفعل .. بارك الله فيكِ نقل موفق .. المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الكرامةة, القوامةة, تنافي |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|