آخر 20 مشاركات
الأصول الوثنية للمسيحية : يوم القديس نيكولاس (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة لم يجد شبر أرض يرتاح فيه ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          عن ميلاد الرب المزعوم قالوا .... (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          عن فضيحة حبل أم الإله قالوا .... (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          كشف القناع: الله تزوّج فأنجب يسوع (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          متى وُلد يسوع؟ الكتاب المقدس يجيب . (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إهداء لمن يقول انها مجرد شجرة ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          وثنية شجرة الميلاد (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          معبود الكنيسة اغتصب المراهقة العذراء مريم ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مشاركة المسيحي في أعياد المخالف نجاسة و فساد (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          بأفواههم يعترفون بوثنية الكريسماس ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          مفاجأت عيد الميلاد من داخل الكنائس المسيحية !! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          قنبلة ، بابا الفاتيكان يعترف : أخطأنا في تحديد سنة ميلاد يسوع (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          الأصول الوثنية للكريسماس!! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هل أنت عاقلة يا كنيسة ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          هنيئاَ لكم يا نصارى ، اليوم وُلـِد ربّكم ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          إلى كل مسيحي : من القادر الذى يستجيب الدعاء ؟؟؟ أإله مع الله ؟؟؟ (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          بالمصادر المسيحية : التوحيد كان عقيدة المصريين خلال القرن الرابع ميلادي (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - آخر مشاركة : د. نيو - )           »          المصلوب بذرة ( الله ) ! (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )           »          نص طوبيا 12: 9 يُبطل خرافة التجسد ، الصلب و الفداء (الكاتـب : * إسلامي عزّي * - )

لماذا أسلم هؤلاء القساوسة ؟

ركن المسلمين الجدد


رد
 
أدوات الموضوع أنواع عرض الموضوع
   
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 26.11.2010, 21:53
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي لماذا أسلم هؤلاء القساوسة ؟


لماذا أسلم هؤلاء القساوسة


كتاب لماذا أسلم هؤلاء القساوسة


لماذا أسلم هؤلاء القساوسة


محتويات الكتاب

يتحدث هذا الكتاب عن قصص إسلام هؤلاء القساوسة والمنصرِّين (للوصول لقصة أي منهم .. فضلاً اضغط على اسمه)

القس الأمريكى يوسف إستس

القس الهولندي بورنومو

الأستاذ المصرى بكلية اللاهوت الإنجيلية: إبراهيم خليل فيليبس

القس المصرى: إسحاق هلال مسيحة

القس المصرى: فوزي صبحي سمعان

القُمّص المصرى: عزت إسحاق معوّض

الأستاذ المصرى بمدارس الأحد و معلم الشمامسة: وديع أحمد فتحى

القس الأمريكى: كنث ل. جنكينز

القس الفليبيني: عيسي بياجو

الراهب الفليبيني : ماركو كوربس

القس الأريتري : عبد الله ابراهيم

القس الأثيوبي: ملقاه قفادو

القس المغربى : عبد المجيد جان ماري دوشمان

رئيس الأساقفة اللوثريّ التنزانيّ (سابقا) أبو بكر موايبيو

عالم النصرانية الهندي: كرست راجا

معلمة اللاهوت الأمريكية: ميري واتسون

معلم النصرانية السريلانكي: ألدو دمريس

القس السابق الإيرانى : بنيامين كلداني عبد الأحد داود

لماذا أسلم هؤلاء القساوسة

وسأقوم بعرض قصة كل منهم -نقلاً من الكتاب- في مشاركة منفصلة بإذن الله

ولتحميل الكتاب كاملاً بصيغة PDF بحجم 550 kb تقريبًا من المرفقات

لماذا أسلم هؤلاء القساوسة

قصص قساوسة وشمامسة أسلموا لم ترد في الكتاب



إسلام قساوسة بعد مناظرات الخرطوم

إسلام الشماس السابق زكريا جمال أرمانيوس

إسلام القس السابق بيشوي ملك / مؤمن إبراهيم حاليا


جرجس بيشاي - أستاذ اللاهوت بالإكليركية

الأسقف الامريكي مصطفى مولاني

القسيس سيلي

القس الإنجليزي جلال الدين لودربرنتون

ذكتور ميلر أكبر داعية للنصرانية في كندا

الراهب مونجوزا

إبراهيم نياس نواجي نيوجي المنصر النيجيري

فريدريك دولا مارك .. كبير أساقفة جوهانسبرج

الشماس المصري محمد مجدي مرجان

جان باتيست أهونيمو .. القس البنيني

آرثر ميلاسنتوس .. المنصر الفلبيني

هانز كونج .. عالم اللاهوت السويسري

جي ميشيل .. المنصر الألماني

إدريس توفيق قس الفاتيكان السابق

الشماس يونان بكنيسة العذرا مريم بالإسكندرية

لماذا أسلم هؤلاء القساوسة
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : لماذا أسلم هؤلاء القساوسة ؟     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : د/مسلمة





الملفات المرفقة
نوع الملف: rar لماذا أسلم هؤلاء القساوسة.rar (551,5 كيلوبايت, المشاهدات 3288)
S أفحص الملف المرفق بأي برنامج مضاد للفيروسات
S قم بمراسلة مشرف القسم بخصوص أي مرفق يوجد به فيروس
S منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي غير مسؤولة عن ما يحتويه المرفق من بيانات


توقيع د/مسلمة



اللهم اغفر لنا


رد باقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ د/مسلمة على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 26.11.2010, 23:15
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


يوسف إستس الأمريكي من قسيس إلي داعية







بدايتي مع الإسلام:

« يوسف » إستس بعد الإسلام وقد كان قبل الإسلام « جوزيف » - إسمي
إدوارد إستس،

ولدت لعائلة نصرانية شديدة الالتزام بالنصرانية تعيش في الغرب الوسط لأمريكا،

أباؤنا وأجدادنا لم يبنوا الكنائس والمدارس فحسب، بل وهبوا أنفسهم لخدمة النصرانية،بدأت بالدراسة الكنسية أو اللاهوتية عندما اكتشفت أني لا أعلم كثيرا عن ديني النصراني ، وبدأت
أسأل أسئلة دون أن أجد أجوبة مناسبة لها ،

فدرست النصرانية حتى صرت قسيسا وداعيا من دعاة النصرانية وكذلك كان والدي ،

وكنا بالإضافة إلى ذلك نعمل بالتجارة في الأنظمة الموسيقية وبيعها للكنائس،

وكنت أكره الإسلام والمسلمين حيث أن الصورة المشوهة التي وصلتني وارتسمت في ذهني عن المسلمين أنهم أناس وثنيون لا يؤمنون بالله ويعبدون صندوقا أسودا في الصحراء وأنهم همجيون
وإرهابيون يقتلون من يخالف معتقدهم .

لم يتوقف بحثي في الديانة المسيحية على الإطلق ودرست الهندوسية واليهودية والبوذية،

وعلى مدى 30 سنة لاحقة، عملت أنا وأبي معا في مشاريع تجارية كثيرة، وكان لدينا برامج ترفيه وعروض كثيرة جذابة، وقد عزفنا البيانو والأورج في تكساس واوكلاهما وفلوريدا، وجمعت العديد
من ملايين الدولارات في تلك السنوات،

لكني لم أجد راحة البال التي لا يمكن تحقيقها إلا بمعرفة الحقيقة وايجاد الطريق الصحيح للخلاص.



كنت أود تنصيره:

- قصتي مع الإسلام ليست قصة أحد أهداني مصحفا أو كتبا إسلامية وقرأتها ودخلت الإسلام فحسب، بل كنت عدوا للإسلام فيما مضى، ولم أتوان عن نشر النصرانية، وعندما قابلت ذلك الشخص الذي دعاني للإسلام، فانني كنت حريصا على إدخاله في النصرانية وليس العكس.

- كان ذلك في عام 1991 ، عندما بدأ والدي عملً تجاريا مع رجل من مصر وطلب مني أن أقابله، طرأت لي هذه الفكرة وتخيلت الأهرامات وأبو الهول ونهر النيل وكل ذلك، ففرحت في نفسي وقلت : سوف نتوسع في تجارتنا وتصبح تجارة دولية تمتد إلى أرض ذلك الضخم أعني ( أبا الهول ) !

ثم قال لي والدي : لكنني أريد أن أخبرك أن هذا الرجل الذي سيأتينا مسلم وهو رجل أعمال .
فقلت منزعجا : مسلم !! لا .. لن أتقابل معه .

فقال والدي : لا بد أن تقابله .

فقلت : لا .. أبدا .

- لم يكن من الممكن أن أصدق .. مسلم!!

- ذكرت أبي بما سمعنا عن هؤلاء الناس المسلمين.

- وانهم يعبدون صندوقا أسود في صحراء مكة وهو الكعبة

لم أرد أن أقابل هذا الرجل المسلم، وأصر والدي على أن أقابله، وطمأنني أنه شخص لطيف جدا، لذا استسلمت ووافقت على لقائه.

-ومع ذلك لما حضر موعد اللقاء لبست قبعة عليها صليب ولبست عقدا فيه صليب وعلقت صليبا كبيرا في حزامي ، وأمسكت بنسخة من الإنجيل في يدي وحضرت إلى طاولة اللقاء بهذه الصورة ،

ولكني عندما رأيته ارتبكت .. لا يمكن أن يكون ذلك المسلم المقصود - الذي نريد لقاءه،

كنت أتوقعه رجلًا كبيرا يلبس عباءة ويعتمر عمامة كبيرة على رأسه وحواجبه معقودة،

فلم يكن على رأسه أي شعر « أصلع » وبدأ مرحبا بنا وصافحنا، كل ذلك لم يعنِ لي شيئا، ومازالت صورتي عنهم أنهم ارهابيون.

تطرقنا في الحديث عن ديانته وتهجمت على الإسلام والمسلمين حسب الصورة المشوهة التي كانت لدي ، وكان هو هادئا جدا وامتص حماسي واندفاعي ببرودته.

- ثم بادرت إلى سؤاله:
- هل تؤمن بالله؟

قال: أجل .. ثم قلت ماذا عن ابراهيم هل تؤمن به؟

وكيف حاول أن يضحي بابنه لله؟ قال: نعم .. قلت في نفسي: هذا جيد
سيكون الأمر أسهل مما اعتقدت..

- ثم ذهبنا لتناول الشاي في محل صغير، والتحدث عن موضوعي المفضل: المعتقدات.

- بينما جلسنا في ذلك المقهى الصغير لساعات نتكلم وقد كان معظم الكلام لي، وقد وجدته لطيفا جدا، وكان هادئا وخجولاً، استمع بانتباه لكل كلمة ولم يقاطعني أبدا.

- وفي يوم من الأيام كان محمد عبد الرحمن صديقنا هذا على وشك أن يترك المنزل الذي كان يتقاسمه مع صديق له، وكان يرغب أن يعيش في المسجد لبعض الوقت، حدثت أبي إن كان بالمكان أن ندعو محمدا للذهاب إلى بيتنا الكبير في البلدة ويبقى هناك معنا..

ثم دعاه والدي للإقامة عندنا في المنزل ، وكان المنزل يحويني أنا وزوجتي ووالدي ثم جاء هذا المصري واستضفنا كذلك قسيسا آخر لكنه يتبع المذهب الكاثوليكي

فصرنا نحن الخمسة .. أربعة من علماء ودعاة النصارى ومسلم مصري عامي .. أنا ووالدي من المذهب البروتستانتي النصراني والقسيس الآخر كاثوليكي المذهب وزوجتي كانت من مذهب متعصب له جانب من الصهيونية ،

وللمعلومية والدي قرأ الإنجيل منذ صغره وصار داعيا وقسيسا معترفا به في الكنيسة ، والقسيس الكاثوليكي له خبرة 12 عاما في دعوته في القارتين المريكيتين ، وزوجتي كانت تتبع مذهب
البورنجين الذي له ميول صهيونية ، وأنا نفسي درست الإنجيل والمذاهب النصرانية واخترت بعضا منها أثناء حياتي وانتهيت من حصولي على شهادة الدكتوراة في العلوم اللهوتية النصرانية .

- وهكذا انتقل للعيش معنا، وكان لدي الكثير من المنصرين في ولاية تكساس، وكنت أعرف أحدهم، كان مريضا في المستشفى، وبعد أن تعافى دعوته للمكوث في منزلنا أيضا، وأثناء الرحلة إلى البيت تحدثت مع هذا القسيس عن بعض المفاهيم والمعتقدات في الإسلام،

وأدهشني عندما أخبرني أن القساوسة الكاثوليك يدرسون الإسلام، وينالون درجة الدكتوراه أحيانا في هذا الموضوع.

- بعد الاستقرار في المنزل بدأنا جميعا نتجمع حول المائدة بعد العشاء كل ليلة لمناقشة الديانة، وكان بيد كل منا نسخة إنجيل تختلف عن الأخرى، وكان لدى زوجتي إنجيل « نسخة جيمي سواجارت للرجل المتدين الحديث » والمضحك أن جيمي سوجارت هذا عندما ناظره الشيخ المسلم أحمد ديدات أمام الناس قال : إنا لست عالما بالإنجيل !! فكيف يكتب رجل إنجيلً كاملً بنفسه وهو ليس عالما بالإنجيل ويدعي أنه من عند الله ؟!!-، وكان لدى القسيس بالطبع الكتاب المقدس الكاثوليكي كما كان عنده 7 كتب أخرى من الإنجيل البروتستانتي.

وقد كان مع والدي في تلك الفترة نسخة الملك جيمس وكانت معي نسخة الريفازد إيديشن ( المُراجع والمكتوب من جديد ) التي تقول: إن في نسخة الملك جيمس الكثير من الغلط والطوام الكبيرة !!

حيث أن النصارى لما رأوا كثرة الأخطاء في نسخة الملك جيمس اضطروا إلى كتابته من جديد وتصحيح ما رأوه من أغلاط كبيرة ،

لذا قضينا معظم الوقت في تحديد النسخة الكثر صحة من هذه الناجيل المختلفة، وركزنا جهودنا لإقناع محمد ليصبح نصرانيا.

وكنا نحن النصارى في البيت يحمل كل منا نسخة مختلفة من الإنجيل ونتناقش عن الختلفات في العقيدة النصرانية وفي الناجيل المختلفة على مائدة مستديرة ، والمسلم يجلس معنا ويتعجب من اختلف أناجيلنا ..

من جانب آخر كان القسيس الكاثوليكي لديه ردة فعل من كنيسته واعتراضات وتناقضات مع عقيدته ومذهبه الكاثوليكي ، فمع أنه كان يدعو لهذا الدين والمذهب مدة 12 سنة لكنه لم يكن يعتقد جازما أنه عقيدة صحيحة ويخالف في أمور العقيدة المهمة .

ووالدي كان يعتقد أن هذا الإنجيل كتبه الناس وليس وحيا من عند ا ، ولكنهم كتبوه وظنوه وحيا .

وزوجتي تعتقد أن في إنجيلها أخطاء كثيرة ، لكنها كانت ترى أن الأصل فيه أنه من عند الرب !

أما أنا فكانت هناك أمور في الإنجيل لم أصدقها لني كنت أرى التناقضات الكثيرة فيه ، فمن تلك الأمور أني كنت أسأل نفسي وغيري : كيف يكون الرب واحدا وثلاثة في نفس الوقت! ، وقد سألت القسس المشهورين عالميا عن ذلك وأجابوني بأجوبة سخيفة جدا لا يمكن للعاقل أن يصدقها ، وقلت لهم : كيف يمكنني أن أكون داعية للنصرانية وأعلّم الناس أن الرب شخص واحد وثلاثة أشخاص في نفس الوقت ، وأنا غير مقتنع بذلك فكيف أقنع غيري به .

بعضهم قال لي : لا تبيّن هذا الأمر ولا توضحه ، قل للناس : هذا أمر غامض ويجب الإيمان به ، وبعضهم قال لي : يمكنك أن توضحه بأنه مثل التفاحة تحتوي على قشرة من الخارج ولب من الداخل وكذلك النوى في داخلها ،

فقلت لهم : لا يمكن أن يضرب هذا مثلا للرب ، التفاحة فيها أكثر من حبة نوى فستتعدد اللهة بذلك ويمكن أن يكون فيها دود فتتعدد الآلهة ، وقد تكون نتنة وأنا ل أريد ربا نتنا .

وبعضهم قال : مثل البيضة فيها قشر وصفار وبياض ، فقلت : لا يصح أن يكون هذا مثلا للرب فالبيضة قد يكون فها أكثر من صفار فتتعدد الآلهة ، وقد تكون نتنة ، وأنا ل أريد أن أعبد ربا نتنا .

وبعضهم قال : مثل رجل وامرأة وابن لهما ، فقلت له : قد تحمل المرأة وتتعدد الآلهة ، وقد يحصل طلاق فتتفرق الآلهة وقد يموت أحدها ، وأنا لا أريد ربا هكذا .

وأنا منذ أن كنت نصرانيا وقسيسا وداعية للنصرانية لم أستطع أن اقتنع بمسألة التثليث ولم أجد من يمكنه إقناع النسان العاقل بها .



قرآنا واحدا، وعدة أناجيل:

- أتذكر أنني سألت محمدا فيما بعد: كم نسخة من القرآن ظهرت طوال السنوات 1400 سنة الماضية؟

- أخبرني أنه ليس هناك الا مصحف واحد، وأنه لم يتغير أبدا، وأكد لي أن القرآن قد حفظ في صدور مئات الآلاف من الناس، ولو بحثت على مدى قرون لوجدت أن الملايين قد حفظوه تماما وعلموه لمن بعدهم.

- هذا لم يبد ممكنا بالنسبة لي .. كيف يمكن أن يحفظ هذا الكتاب المقدس ويسهل على الجميع قراءته ومعرفة معانيه؟!!

- كان بيننا حوار متجرد واتفقنا على أن ما نقتنع به سندين به ونعتنقه فيما بعد.

- هكذا بدأنا الحوار معه، ولعل ما أثار إعجابي أثناء الحوار أن محمدا لم يتعرض للتجريح أو التهجم على معتقداتنا أو انجيلنا وأشخاصنا وظل الجميع مرتاحين لحديثه.

وعلى العموم .. لما كنا نجلس في بيتنا نحن النصارى الأربعة المتدينين مع المسلم المصري (محمد) ونناقش مسائل الاعتقاد حرصنا أن ندعو هذا المسلم إلى النصرانية بعدة طرق .. فكان
جوابه محددا بقوله : أنا مستعد أن أتبع دينكم إذا كان عندكم في دينكم
شيء أفضل من الذي عندي في ديني .

قلنا : بالطبع يوجد عندنا .

فقال المسلم : أنا مستعد إذا أثبتم لي ذلك بالبرهان والدليل .

فقلت له : الدين عندنا لم يرتبط بالبرهان والاستدلال والعقلانية .. إنه عندنا شيء مسلّم وهو مجرد اعتقاد محض ! فكيف نثبته لك بالبرهان والدليل ؟! ..

فقال المسلم : لكن الإسلام دين عقيدة وبرهان ودليل وعقل ووحي من السماء .

فقلت له : إذا كان عندكم الاعتماد على جانب البرهان والاستدلال فإني أحب أن أستفيد منك وأن أتعلم منك هذا وأعرفه .

ثم لما تطرقنا لمسألة التثليث .. وكل منا قرأ ما في نسخته ولم نجد شيئا
واضحا .. سألنا الأخ (محمد) : ما هو اعتقادكم في الرب في الإسلام .


فقال : ( قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد ) ،

تلاها بالعربية ثم ترجم لنا معانيها .. وكأن صوته حين تلاها بالعربية دخل في قلبي حينها .. وكأن صوته لا زال يرن صداه في أذني ولا أزال أتذكره ..

أما معناها فلا يوجد أوضح ولا أفضل ولا أقوى ولا أوجز ولا أشمل منه إطلاقا .

فكان هذا الأمر مثل المفاجأة القوية لنا .. مع ما كنا نعيش فيه من ضلالات وتناقضات في هذا الشأن وغيره.

- ولما أردت دعوته للنصرانية قال لي بكل هدوء ورجاحة عقل إذا أثبت لي بأن النصرانية أحق من الإسلام سأتبعك إلى دينك الذي تدعو إليه،

فقلت له متفقين، ثم بدأ محمد: أين الأدلة التي تثبت أفضلية دينكم وأحقيته، قلت: نحن لا نؤمن بالأدلة، ولكن بالإحساس والمشاعر، ونلتمس ديننا وما تحدثت عنه الأناجيل،

قال محمد ليس كافيا أن يكون الإيمان بالإحساس والمشاعر والاعتماد على علمنا،

ولكن الإسلام فيه الدلائل والأحاسيس والمعجزات، التي تثبت ان الدين عند الله الإسلام،

فطلب جوزيف هذه الدلائل من محمد والتي تثبت أحقية الدين الإسلامي،

فقال محمد ان أول هذه الأدلة هو كتاب الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم الذي لم يطرأ عليه تغيير أو تحريف منذ نزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل ما يقرب من 1400 سنة،

وهذا القرآن
يحفظه كثير من الناس، إذ ما يقرب من 12 مليون مسلم يحفظون هذا الكتاب، ولا يوجد أي كتاب في العالم على وجه الرض يحفظه الناس كما يحفظ المسلمون القرآن الكريم من أوله لآخره.

"إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ "سورة الحجر الآية 9

وهذا الدليل كافيا، لإثبات أن الدين عند الله الإسلام.



معجزات القرآن

- من ذلك الحين بدأتُ البحث عن الأدلة الكافية، التي تثبت أن الإسلام هو الدين الصحيح، وذلك لمدة ثلثة شهور بحثا مستمرا. بعد هذه الفترة وجدت في الكتاب المقدس أن العقيدة الصحيحة التي ينتمي إليها سيدنا عيسى عليه السلام هي التوحيد وأنني لم اجد فيه أن الله ثلاثة كما يدعون، ووجدت أن عيسى عبدا ورسوله وليس إلها، مثله كمثل الأنبياء جميعا جاء يدعو إلى توحيد ا عز وجل، وأن الأديان السماوية لم تختلف حول ذات الله سبحانه وتعالى، وكلها تدعوا الى العقيدة الثابتة بأنه لا اله الا الله بما فيها الدين المسيحي قبل أن يفترى عليه بهتانا،

ولقد علمت ان الإسلام جاء ليختم الرسالات السماوية ويكملها ويخرج الناس من حياة الشرك الى التوحيد والإيمان بالله تعالى، وإن دخولي في الإسلام سوف يكون إكمال لإيماني بأن الدين المسيحي كان يدعو إلى الإيمان بالله وحده، وأن عيسى هو عبدا ورسوله، ومن لا يؤمن بذلك فهو ليس من المسلمين.

- ثم وجدت ان الله سبحانه وتعالى تحدى الكفار بالقرآن الكريم أن يأتوا بمثله أو يأتون بثلث آيات مثل سورة الكوثر فعجزوا عن ذلك.
"وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مّمّا نَزّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مّن مّثْلِهِ" سورة البقرة آية 23

أيضا من المعجزات التي رأيتها والتي تثبت ان الدين عند الله الإسلام التنبؤات المستقبلية التي تنبأ بها القرآن الكريم مثل: "الم { 1} غُلِبَتِ الرّومُ { 2} فِي أَدْنَى الْأرَضِ وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ"3} أول سورة الروم

وهذا ما تحقق بالفعل فيما بعد

وأشياء أخرى ذكرت في القرآن الكريم مثل سورة الزلزلة تتحدث عن الزلزال، والتي قد تحدث في أي منطقة،
وكذلك وصول النسان إلى الفضاء بالعلم، وهذا تفسير لمعنى الآية التي
تقول : "يَا مَعْشَرَ الْجِنّ وَالْإنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السّمَاوَاتِ وَالْأرَضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلْطَانٍ " سورة الرحمن الآية 33

وهذا السلطان هو العلم الذي خرق به النسان الفضاء فهذه رؤية صادقة للقرآن الكريم.

- أيضا من المعجزات التي تركت أثرا في نفسي (العلقة)، التي ذكرها الله في القرآن الكريم، والذي وضحها العالم الكندي « كوسمر » وقال ان العلقة هي التي تتعلق برحم الأم، وذلك بعدما تتحول الحيوانات المنوية في الرحم إلى لون دموي معلق. وهذا بالفعل ما ذكره القرآن الكريم من قبل أن يكتشفه علماء الأجنة في العصر الحديث، وهذا بيان للكفار والملحدين.

- وبعد كل هذا البحث الذي استمر ثلاثة شهور، قضاها معنا محمد تحت سقف واحد، بسبب ذلك اكتسب ود الكثيرين، وعندما كنت أراه يسجد لله ويضع جبهته على الرض، أعلم أن ذلك الأمر غير عادي.



محمد كالملائكة

- يوسف استس يتحدث عن صديقه ويقول: أن مثل هذا الرجل (محمد) ينقصه جناحان ويصبح كالملائكة يطير بهما، وبعد ما عرفت منه ما عرفت،

وفي يوم من الأيام طلب صديقي القسيس من محمد هل من الإمكان أن نذهب معه إلى المسجد، لنعرف أكثر عن عبادة المسلمين وصلاتهم،

فرأينا المصلين يأتون إلى المسجد يصلون ثم يغادرون .. قلت: غادروا؟ دون أي خطب أو غناء؟ قال: أجل...

- مضت أيام وسأل القسيس محمدا، أن يرافقه إلى المسجد مرة ثانية، ولكنهم تأخروا هذه المرة حتى حل الظلام .. قلقنا بعض الشيء ماذا حدث لهم؟ أخيرا وصلوا، وعندما فتحت الباب .. عرفت محمدا على الفور

.. قلت من هذا؟ شخص ما يلبس ثوبا أبيض وقلنسوة وينتظر دقيقة!

كان هذا صاحبي القسيس!!! قلت له هل أصبحت مسلما قال: نعم أصبحت من اليوم مسلما!،

ذهلت .. كيف سبقني هذا إلى الإسلم .. ثم ذهبت إلى أعلى للتفكير في المور قليلً، وبدأت أتحدث مع زوجتي عن الموضوع،

فقالت لي : أظن أني لن أستمر بعلاقتي معك طويلً .

فقلت لها : لماذا ؟ هل تظنين أني سأسلم ؟

قالت : لا . بل لأني أنا التي سوف تسلم !

فقلت لها : وأنا أيضا في الحقيقة أريد أن أسلم .

قال : فخرجت من باب البيت وخررت على الرض ساجدا تجاه القبلة وقلت : يا رب .. اهدني.

- ذهبت إلى أسفل، وأيقظت محمدا، وطلبت منه أن يأتي لمناقشة الأمر معي... مشينا وتكلمنا طوال تلك الليلة، وحان وقت صلاة الفجر.. عندها أيقنت أن الحقيقة قد جاءت أخيرا، وأصبحت الفرصة مهيئة أمامي...

أذن الفجر، ثم استلقيت على لوح خشبي ووضعت رأسي على الأرض، وسألت إلهي إن كان هناك أن يرشدني... وبعد فترة رفعت رأسي إلى أعلى فلم ألحظ شيئا، ولم أر طيورا أو ملئكة تنزل من السماء، ولم أسمع أصواتا أو موسيقى، ولم أر أضواء...

- أدركت أن الأمر الآن أصبح مواتيا والتوقيت مناسبا، لكي أتوقف عن خداع نفسي، وأنه ينبغي أن أصبح مستقيما مسلما... عرفت الآن ما يجب علي فعله....

- وفي الحادية عشرة صباحا وقفت بين شاهدين: القسيس السابق والذي كان يعرف سابقا بالآب « بيتر جاكوب » ومحمد عبدالرحمن، وأعلنت شهادتي، وبعد لحظات قليلة أعلنت زوجتي إسلامها بعد ما سمعت بإسلامي....

- كان أبي أكثر تحفظا على الموضوع، وانتظر شهورا قبل أن ينطق بالشهادتين....

يقول الشيخ : فأرى أن إسلامنا جميعا كان بفضل الله ثم بالقدوة الحسنة في ذلك المسلم الذي كان حسن الدعوة وكان قبل ذلك حسن التعامل ، وكما يقال عندنا : لا تقل لي .. ولكن أرني .



أسلمنا دفعة واحدة!!

- لقد دخلنا ثلثة زعماء دينيين من ثلاث طوائف مختلفة، دخلنا الإسلام دفعة واحدة، وسلكنا طريقا معاكسا جدا لما كنا نعتقد.... ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل في السنة نفسها دخل طالب معهد لاهوتي معمد من « تينسي » يدعى « جو » دخل في الإسلام بعد أن قرأ القرآن....

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل رأيت كثيرا من الأساقفة والقساوسة، وأرباب الديانات الأخرى يدخلون الإسلم ويتركون معتقداتهم السابقة.

- أليس هذا أكبر دليل على صحة الإسلم، وكونه الدين الحق؟!! بعد أن كان مجرد التفكير في دخولنا الإسلم، ليس أمرا مستبعدا فحسب، بل أمر لا يحتمل التصور بأي حال من الأحوال.

- كل هذه الدلائل السابقة أن الدين عند اللّه الإسلام، جعلتني أرجع إلى الطريق المستقيم، الذي فطرنا اللّه عليه منذ ولدتنا من بطون أمهاتنا، لن النسان يولد على الفطرة « التوحيد » وأهله يهودانه أو ينصرانه،

ولم يكن اسلامي فرديا، ولكنه يعد اسلام جماعي لي أنا وكل الأسرة من خلال مدة بسيطة قضاها مسلم مصري مع أسرتنا وفي بيتنا اكتشفنا من وجوده وطريقة حياته ومعيشته ونظامه ومن خلال مناقشتنا له أمورا جديدة علينا لم نكن نعلمها عن المسلمين وليست عندنا كنصارى.

- أسلم والدي بعدما كان متمسكا بالكنيسة، وكان يدعو الناس إليها، ثم أسلمت زوجتي وأولادي، والحمدللّه الذي جعلنا مسلمين. الحمد لله الذي هدانا للإسلم وجعلنا من أمة محمد خير الأنام.

- تعلق قلبي بحب الإسلام وحب الوحدانية والإيمان باللّه تعالى، وأصبحت أغار على الدين السلمي أشد من غيرتي من ذي قبل على النصرانية، وبدأت رحلة الدعوة إلى الإسلم وتقديم الصورة النقية، التي عرفتها عن الدين الإسلامي، الذي هو دين السماحة والخلق، ودين العطف والرحمة.



وهذا ما كتبه أحد الإخوة عنه :

الشيخ يوسف استس الداعية المريكي ( القسيس سابقا ) هذا الرجل من أفضل من رأيت من الدعاة في أمريكا - نحسبه كذلك والله حسيبنا وحسيبه - الشيخ يوسف المريكي يسكن بمدينة إلكساندريا بولاية فرجينيا قرب العاصمة واشنطن وهو أصلً من ولية تكساس .. رجل مسلم يعتز بدينه.

كان إسلام الشيخ يوسف وأسرته عام 1991 م ، وتوفي والده في شهر ذي القعدة عام 1422 ه رحمه الله ، وكنت أرى الشيخ يوسف مع كبر سنه يحضر أباه الرجل الطاعن في السن المُقعد على الكرسي المتحرك إلى الصلاة ويضعه في الصف ليحضر صلة الجماعة ( مشهد مؤثر جدا مع كونهما قسيسين سابقين)

أسلم على يديه الكثير ، ولا يكاد يمر يوم إال ويسلم على يديه أحد ، وفي أحد اليام جاءني مستبشرا طليق الوجه وقال : " أسلم اليوم ستون شخصا " .

والشيخ لا يكتفي بتلقين الشهادة فحسب بل يتابع المسلمين الجدد ويعلمهم أمور دينهم ، حتى أنه يتكلف السفر لهم أحيانا .

لا يسأل الناس حاجة لنفسه - مع شدة فاقته - ويبذل ما لديه للدعوة .

حسن خلقه ومحبة الناس له ولطف تعامله وتذكيره الدائم بالله ، والحرص على ألا يضيع الوقت إلا في الدعوة أو الحديث النافع أو عمل خير .

حرصه على تعليم أولاده بنفسه ، وحرصه على تطبيق السنة .

الشيخ لا يعرف العربية لكنه يقرأ القرآن قراءة صحيحة من المصحف .

الشيخ متمكن جدا في مسألة الأديان ويستطيع بفضل الله إقناع أو إفحام خصومه الكفرة بطلاقة .

الشيخ يذكر أثناء حديثه بعض الأحاديث المترجمة من الصحاح والسنن بأرقامها في مواضعها ، ولا يُعد الشيخ فقيها أو مفتيا ، وهو يستفيد في ذلك من المشائخ وطلاب العلم عندهم ، وهو قوي جدا في الحوار والنقاش مع اليهود و النصارى وإفحامهم والرد عليهم .

يتميز الشيخ بورعه وشفافيته وتأثره ، والربط دائما بالعقيدة والتركيز عليها وتحقيق التوحيد .

قلت له : أتمنى أن أتحدث الإنجليزية مثلك ، فقال : وأنا أتمنى أني ما عرفت من الإنجليزية حرفا واحدا وأني أتحدث العربية لأقرأ كلام ربي وأتدبره .



الشيخ داعية رسمي في السجون الأمريكية .

وهو داعية في السجون المريكية ، يزور إخواننا المسلمين ويعلمهم أمور دينهم وعقيدتهم ويهدي لهم نسخا من ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية ( نسخة الجيب من مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة ) ويلقي لهم درسا مبسطا في العقيدة وأركان السلم يحضره أيضا بعض السجناء من غير المسلمين ويسلم عدد منهم في كل مرة .

وموقعه الرائع على شبكة الإنترنت الإسلام اليوم هو todayislam.com

من المواقع الدعوية المتميزة في أسلوب عرض الإسلام والدعوة إليه وفك حيرة النصارى من ضلالهم ، والشيخ يستقبل المئات من الرسائل على بريده ويتابع المسلمين الجدد ويعلمهم ويجيب على تساؤلاتهم ، ويعوقه أحيانا عن متابعة الموقع كثرة سفره في الولايات والدعوة وإقامة المحاضرات في الجامعات وزيارة المسلمين في السجون وتعليمهم أمور دينهم .

والشيخ متواضع ويحرص على مجالس العلم ويستفيد من طلاب العلم والمشايخ والدروس المنتظمة في تلك المنطقة .

من آخر مواقف الشيخ يوسف - حفظه الله - بعد الحملة الخيرة على الإسلام في أحد المحافل التي حضرها كوفي أنان ( المين العام للأمم المتحدة) صاح الشيخ بأعلى صوته غاضبا للإسلام معتزا بدينه : " عنان .... أنظر إليّ " ثم رفع يده قابضا ، وصاح بصوته " الله أكبر ... الله أكبر " متحديا أن النصر للإسلام فهو موقن بأن الحرب دينية .

وفي الحقيقة .. هذا الرجل هو قرة عيني .. ولولا أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة لذكرت أشياء أخرى عنه ، ومواقف لم يكن معه فيها غيري ، وأسأل الله أن يحفظه بحفظه ويطيل عمره في طاعته ويبارك في جهوده ، ويوفقنا وإياه لما يحب ويرضى ، ويحشرنا في زمرة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم .





وللتواصل معه فهذا عنوانه :
Yusuf Estes
.Edsall Rd 6317
Alexandria , VA 22312
USA
SHEIKYUSUF@AOL.COM
Tel: 001-703-354-5224

وهذا لقاء صوتي معه http://www.islamic-invitation.com/media.php?my_media=2


عنوان موقعه: www.todayislam.com

وهنا تجد قصة إسلامه مكتوبة باللغة الإنجليزية: http://www.islamtomorrow.net





رد باقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ د/مسلمة على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 20:52
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


رحلة القس الهولندي بورنومو في البحث عن الدين الحق

إنه رجل ينتسب إلى أب هولندي وأم إندونسية من مدينة (أمبون) الواقعة في جزيرة صغيرة في أقصى الشرق من جزر إندونيسيا ، والنصرانية هي الدين الموروث لأسرته أبا عن جد.

كان جده قسيسا ينتمي إلى مذهب البروتستانت ، وكان أبوه أيضا قسيسا على مذهب بانتي كوستا ، وكانت والدته معلمة الإنجيل للنساء ، أما هو نفسه فقد كان قسا ، ورئيسا للتبشير في كنيسة (بيتل إنجيل سبينوا) ،

وقد قال وهو يحكي سبب إسلامه:
(لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة أن أكون من المسلمين ، إذ أنني منذ نعومة أظفاري تلقيت التعليم من والدي الذي كان يقول لي دائما: (إن محمداً رجل بدوي صحراوي ليس له علم ولا دراية ، ولا يقرأ وأنه أمي) ،

هكذا علمني أبي ، بل أكثر من ذلك فقد قرأت للبروفسور الدكتور ريكولدي النصراني الفرنسي قوله في كتاب له: (بأن محمدا رجل دجال يسكن في الدرك التاسع من النار) ، هكذا كانت تساق المفتريات الكثيرة لتشويه شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومنذ ذلك الحين تكونت لدي فكرة مغلوطة راسخة تدفعني إلى رفض الإسلام ، وعدم اتخاذه دينا لي.

ثم يقول: الواقع أنه لم يكن من أهدافي بحال من الأحوال أن أبحث عن دين الإسلام ، ولكني كان يحدوني دائما دافع لن أهتدي إلى الحق ، ولكن لماذا كنت أبحث عن الحق المجهول؟ ولماذا تركت ديني رغم أنني كنت أتمتع فيه بمكانة مرموقة بين قومي ، وحيث كنت رئيس التبشير المسيحي في الكنيسة ، وكنت أحيى بناء على ذلك حياةً كلها رفاهية ويسر ،




إذن لماذا اخترت الإسلام؟

لقد بدأت القصة على النحو التالي:


في يوم من الأيام أرسلتني قيادة الكنيسة للقيام بأعمال تبشيرية لمدة ثلاثة أيام ولياليها في منطقة (دايري) التي تبعد عن عاصمة (ميدان) الواقعة في شمال جزيرة (سومطرة) بضع مئات من الكيلومترات ، ولما انتهيت من أعمال التبشير والدعوة أويت إلى دار مسئول الكنيسة في تلك المنطقة ، وكنت في انتظار وصول سيارة تقلني إلى موقع عملي ، وإذا برجل يطلع علينا فجأة ، لقد كان معلما للقرآن ، وهو ما يسمى في إندونيسيا مطوع في الكُتّاب ، وهو المدرسة البسيطة التي تعلم القرآن ، لقد كان الرجل ملفتا للأنظار ، كان نحيف الجسم ، دقيق العود يرتدي كوفية بيضاء بالية خلقة ، ولباسا قد تبدل لونه من كثرة الاستعمال ، حتى أن نعله كان مربوطا بأسلاك لشدة قدمه ، اقترب الرجل مني ، وبعد أن بادلني التحية بادرني بالسؤال التالي ، وكان سؤالاً غريبا من نوعه ،

قال: (لقد ذكرت في حديثك أن عيسى المسيح إله ، فأين دليلك على ألوهيته؟) ،

فقلت له: (سواء أكان هناك دليل أم لا فالأمر لا يهمك: إن شئت فلتؤمن ، وإن شئت فلتكفر) وهنا أدار الرجل ظهره لي ، وانصرف ، ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد ، فقد أخذت أفكر في قرارة نفسي ، وأقول: هيهات هيهات أن يدخل هذا الرجل الجنة ، لأنها مخصصة فقط لمن يؤمن بألوهية المسيح فحسب ، هكذا كنت أعتقد جازما آنذاك. ولكن عندما عدت إلى بيتي وجدت أن صوت الرجل يجلجل في روعي ، ويدق بقوة في أسماعي ، مما دفعني إلى الرجوع إلى كتب الإنجيل بحثا عن الجواب الصحيح على سؤاله ، ومعلوم أن هناك أربعة أناجيل مختلفة أحدها بقلم متّى ، والآخر مارك ، والثالث لوقا ، والرابع إنجيل يوحنا ، هذه التسميات أُخذت لمؤلف كل منها ، أي أن الأناجيل الأربعة المشهورة هي من صنع البشر ،

وهذا غريب جدا ، ثم سألت نفسي: (هل هناك قرآن بنسخ مختلفة من صنع البشر؟) وجاءني الجواب الذي لا مفر منه ، وهو: (بالطبع لا يوجد) ، فهذه الكتب وبعض الرسائل الأخرى هي فقط مصدر تعاليم الديانة المسيحية المعتمدة!

وأخذت أدرس الأناجيل الربعة فماذا وجدت؟ هذا إنجيل متّى ماذا يقول عن المسيح عيسى عليه السلام؟ إننا نقرأ فيه ما يلي:
- إن عيسى المسيح ينتسب إلى إبراهيم وإلى داود ... إلخ (1-1) إذن من هو عيسى؟ أليس من بني البشر؟ نعم إذن فهو إنسان ،
- وهذا إنجيل لوقا يقول: (ويملك علي بيت يعقوب إلى الأبد ، ولا يكون لملكه نهاية) (1-33)
، وهذا إنجيل مارك يقول: (هذه سلسلة من نسب عيسى المسيح )

- وأخيرا ماذا يقول إنجيل يوحنا عن عيسى المسيح عليه السلام؟ إنه يقول: (في البدء كان الكلمة ، وكان الكلمة عند الله ، وكان الكلمة الله) ( 1:1 ) ، ومعنى هذا النص هو في البدء كان المسيح ،
والمسيح عند الله ، والمسيح هو الله -حاشا لله-.

قلت لنفسي: إذن هناك خلاف بارز بين هذه الكتب الأربعة حول ذات المسيح عيسى عليه السلام أهو إنسان أم ابن الله أم ملك أم هو الله؟

لقد أشكل عليّ ذلك ، ولم أعثر على جواب ، وهنا أحب أن أسأل إخواني النصارى: (هل يوجد في القرآن الكريم تناقض بين آية وأخرى؟)

بالطبع لا .. لماذا؟ لأن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى ، أما هذه الأناجيل فهي من تأليف البشر ، إنكم تعرفون ولا شك أن عيسى عليه السلام كان طيلة حياته يقوم بأعمال الدعوة إلى الله هنا وهناك ،

ولنا أن نتساءل:- ترى ما هو المبدأ الساسي الذي كان يدعو إليه عيسى عليه السلام؟

ثم واصلت البحث ، فوجدت في إنجيل يوحنا نصوصا تشير إلى دعاء المسيح عليه السلام وتضرعه إلى الله سبحانه وتعالى. فقلت في نفسي: لو كان عيسى هو الله القادر على كل شيء فهل يحتاج إلى هذا التضرع والدعاء الذي ورد في إنجيل يوحنا ، هذا هو نص الدعاء: (هذه هي الحياة البدية أن يعرفوك أنت الله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته ، أنا مجدتك على الأرض ، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته ( 17-3-4) .. وهو دعاء طويل يقول في نهايته: أيها الرب البار ، إن العالم لم يعرفك ، أما أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني وعرفتهم اسمك ، وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به (17-25-26)

هذا الدعاء يمثل اعترافا من عيسى عليه السلام بأن الله هو الواحد الأحد ، وأن عيسى هو رسول الله المبعوث إلى قوم معينين ، وليس إلى جميع الناس ، فأي قوم هم هؤلاء يا ترى؟

نقرأ جواب ذلك في إنجيل متى (15-24) حيث يقول: (لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة) ،

إذن لو ضممنا هذه الاعترافات إلى بعضها لأمكننا أن نقول: (إن الله الواحد الأحد ، وإن عيسى عليه السلام هو رسول الله إلى بني إسرائيل).

ثم واصلت البحث ، فتذكرت أنني حين أكون في صلاتي أقرأ دائما العبارات التالية: (الله الأب ، الله الابن ، الله الروح القدس ، ثلاثة في أقنوم واحد) ، قلت لنفسي: أمر غريب حقا ، فلو سألنا طالبا في الصف الأول الابتدائي (1+1+1=3؟) لقال: (نعم) ، ثم إذا قلنا له:1=3 لما وافق على ذلك ، إذ إن هناك تناقضا صريحا فيما نقول ،

لأن عيسى عليه السلام يقول في الإنجيل كما رأينا بأن الله واحد ، لا شريك له.

لقد حدث تناقض صريح بين العقيدة التي كانت راسخة في نفسي منذ أن كنت طفلا صغيرا ، وهي: ثلاثة في واحد ، وبين ما يعترف به المسيح عيسى نفسه في كتب الإنجيل الموجودة الآن بين أيدينا وهي أن الله واحد أحد لا شريك له ، فأيهما هو الحق؟ لم يكن بوسعي أن أقرر آنذاك، والحق يقال ، بأن الله واحد أحد ،

فأخذت أبحث في الإنجيل من جديد لعلي أقع على ما أريد ، لقد وجدت في سفر أشعياء النص التالي:
(اذكروا الوليات منذ القديم ، لأني أنا الله وليس آخر الله ، وليس مثلي (9-46)

ولشد ما كانت دهشتي عظيمة حين اعتنقت الإسلام فوجدت في سورة الإخلاص قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: (قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد)

نعم ، مادام الكلام كلام الله فهو لا يختلف حيثما وجد ، هذا هو التعليم الأول أو البديهية الأولى في ديانة المسيحية السابقة ، إذن (ثلاثة في واحد) لم يعد لها وجود في نفسي.




ثم ينتقل الأخ رحمة بورنومو الأندونيسي إلى نقطة جوهرية أخرى جعلته يختار الإسلام دينا فهو يقول: أما البديهية الثانية في الديانة المسيحية فتقول بأن هناك ما يسمى بالذنب الوراثي أو الخطيئة الأولى ، ويُقصد بها أن الذنب الذي اقترفه آدم عليه السلام عندما أكل الثمرة المحرمة عليه من الشجرة في الجنة ، هذا الذنب سوف يرثه جميع بني البشر حتى الجنين في رحم أمه يتحمل هذا الإثم يولد آثما ،

فهل هذا صحيح أم لا؟ لقد أخذت أبحث عن حقيقة ذلك ، فلجأت إلى العهد القديم فوجدت في سفر حزقيال ما يلي: (الابن لا يحمل من إثم الأب ، والأب لا يحمل من إثم الابن ، بر البار عليه
يكون ، وشر الشرير عليه يكون ، فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها ، وحفظ كل فرائضي ، وفعل حقا وعدلً ، فحياة يحيا ولا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه) (حزقيال 20-18-21)

لعل من المناسب هنا أن نذكر ما يقوله القرآن الكريم في هذا المقام: (ولا تزر وازرة وزر أخرى ، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى)

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يُولد ابن آدم على الفطرة ، وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ،

هذه هي القاعدة في الإسلام ، ويوافقها ما جاء في الإنجيل ، فكيف يقال: (إن خطيئة آدم تنتقل من جيل إلى جيل ، وأن الإنسان يولد آثما؟).

يقول الأخ (رحمة بورنومو) الندونيسي: إذن هذه التعاليم المسيحية قد اتضح بطلانها وافتراؤها بنص صريح من الكتاب الموصوف ب (المقدس) نفسه.




وهناك البديهية الثالثة في التعاليم النصرانية التي تقول: إن ذنوب بني البشر لا تغفر حتى يصلب عيسى عليه السلام ،

لقد أخذت أفكر في هذه البديهية ، وأتساءل: (هل هذا صحيح؟) وكان الجواب الذي لا مفر منه: بالطبع لا ، لأن النص الآنف الذكر من العهد القديم ينفي مثل هذا الاعتقاد بقوله: (فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها ، وحفظ كل فرائضي ، وفعل حقا وعدلاً ، فحياة يحيا ولا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه) ،

أي أن الله يغفر ذنوبه دون حاجة إلى أية وساطة من أحد.




ويمضي الأخ الندونيسي الذي كان قسا في يوم من الأيام يحدثنا عما فعل بعد ذلك ضمن رحلته الطويلة من الكفر إلى الإسلام ، فيقول: لقد واصلت البحث في عدد من القضايا الاعتقادية الأخرى ، لقد وضعت يوما من الأيام كُلّ من الإنجيل والقرآن أمامي على المنضدة ، ووجهت السؤال التالي إلى الإنجيل قلت له: (ماذا تعرف عن محمد؟) فقال: (لا شيء ، لأن اسم محمد غير مذكور في الإنجيل) ،

ثم وجهت السؤال التالي إلى عيسى كما تحدث القرآن فقلت : (يا عيسى ابن مريم ماذا تعرف عن محمد؟) فقال: (لقد ذكر القرآن بما لا يدع مجالً للشك أن رسولاً لا بد أن يأتي بعدي اسمه أحمد) ، يقول تعالى على لسان عيسى عليه السلام: (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ، فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) (الصف: 6)

فأي ذلك حق يا ترى؟

ثم يقول: هناك إنجيل واحد هو إنجيل برنابا وهو غير الأناجيل الأربعة التي ذكرناها من قبل ، وهذا الإنجيل للأسف حَرّم رجالُ الدين النصارى على أتباعهم الاطلاع عليه ، أتدرون لماذا؟ الأرجح أنه لأن هذا الإنجيل هو الوحيد الذي يتضمن البشرى بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وتقل فيه الإضافات والتحريفات إلى حد أدنى ، كما أن فيه حقائق تطابق ما جاء في القرآن الكريم ،

جاء في إنجيل برنابا (إصحاح 163) وقتئذٍ يسأل التلميذ المسيح: يا معلم من يأتي بعدك؟

فقال المسيح بكل سرور وفرح: محمد رسول الله سوف يأتي من بعدي كالسحاب البيض يُظل المؤمنين جميعا.




ويمضي الأخ رحمة بورنومو فيقول: ثم قرأت آية أخرى في إنجيل برنابا وهي قوله في (الإصحاح 72 ): وقتئذ إندرياس (التلميذ) يسال المسيح: (يا معلم! حين يأتي محمد ، ما هي علاماته حتى نعرفه؟) فقال المسيح: (محمد لا يأتي في عصرنا هذا ، وإنما يأتي بعد مئات السنين حين يُحرّف الإنجيل ، والمؤمنون حينئذ لا يبلغ عددهم ثلثين نفرا ، فحينئذ يرسل الله سبحانه وتعالى خاتم الأنبياء والمرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم) ،

لقد تردد ذكر ذلك في إنجيل برنابا عدة مرات أحصيتها فوجدت أن فيه خمسة وأربعين عدد يذكر محمدا صلى الله عليه وسلم ، وقد اكتفيت بالآيتين السابقتين على سبيل الاستشهاد.




بعد ذلك يتحدث الأخ المهتدي الجديد من إندونيسيا عن جانب آخر من دراسته المقارنة فيقول: ومن التعاليم البديهية في الديانة المسيحية أن عيسى عليه السلام هو المنقذ المخلّص للعالم ، أي أنك إذا آمنت بألوهية عيسى فسوف تنجو ، وهذا يعني أنك يمكنك أن تفعل ما تشاء غيرَ آبهٍ بالذنوب والمعاصي ما دمت تؤمن بعيسى كمنقذ لك ، شريطة أن تكون علي يقين بأنك من التابعين ،

قلت لنفسي: لا بد أن أبحث في الإنجيل وأعرف الحق من الباطل في ذلك ، في سفر أعمال الرسل رسالة بولس الولى إلى أهل كورينثوس يقول: الله قد أقام الرب وسيُقيمنا نحن أيضا بقوته ( 6:14)

والقصة كما وردت في التعاليم المسيحية فيه كالآتي: أنه لما قبضوا على السيد المسيح عرضوه أمام العدالة فحكم عليه بالصلب ، ثم دُفن فهنا تأتي الآية مناسبة لتلك القصة.

وهنا يعلق الأخ رحمة بورنومو فيقول: لقد تأملت هذه الآية طويلا ثم قلت: إذا لم يتدخل الله في إقامة المسيح من القبر لبقي مدفونا تحت التراب إلى يوم القيامة ، إذن ما دام المسيح لم يستطع إنقاذ نفسه فكيف يكون بوسعه إنقاذ الآخرين؟ هل يليق بإله –كما يزعمون- أن يكون عاجزا عن ذلك؟

لا أشك لحظة أن كل ذي عقل سيوافقني فيما ذهبت إليه. أليس كذلك؟

ثم يقول: عند ذلك عزمت على الخروج من الكنيسة وعدم الذهاب إليها ، كان ذلك في عام 1969 حيث خرجت فعلً ولم أعد أتردد على الكنيسة ، وليس معنى ذلك أنني خرجت ذلك الحين من الديانة النصرانية نفسها ، لأنه كما هو معلوم هناك كنائس ومذاهب شتى في الديانة النصرانية ، فهناك الكاثوليك ، والبروتستانت ، والميثوديست ، والبلاي كسلامتن ، واليونيتاريان ، وغيرها كثير ، حتى أنني أستطيع أن أقول بأن هناك أكثر من 360 مذهبا في الديانة النصرانية ،

وصدق الله العظيم (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).

قد يقول قائل: وفي الإسلام أيضا توجد مذاهب وطوائف عدة ، فهناك المذاهب الأربعة المعروفة ، وهي الحنفي والشافعي والحنبلي والمالكي وغيرها ...

والجواب هو أن أتباع المذاهب .. لا يختلفون في أصول الدين بل يتفقون جميعا أن الله واحد ، لا شريك له ، وأن محمدا رسول الله ، كما يتفقون في أركان الإسلام الخمسة ، وجوانب الخلاف بينهم في الفروع الفقهية فقط لا في الأصول ، أما في الديانة المسيحية فالأمر مختلف تماما إذ الخلاف في صُلب العقيدة ، وهذا هو الفارق بين الإسلام والمسيحية.

ومهما اختلفت المذاهب في الإسلام فإنك ل تجد مسجدا يخص مذهبا معينا دون سائر المساجد ، بل على العكس من ذلك ، فإذا نادى المنادي للصلاة تجد كل مسلم يدخل أقرب مسجد ليصلي فيه.

ولكن الأمر مختلف تماما في الديانة النصرانية: فكل كنيسة تتبع مذهبا معينا ، ولا يدخلها إلا أتباع ذلك المذهب فحسب ، فالكاثوليكي لا يصلي في كنيسة بروتستانتية ، والبروتستانتي لا يصلي هو الآخر في كنيسة كاثوليكية ، وهكذا.




ثم يمضي الأخ رحمة بورنومو في قصته الشائقة ، فيقول: وذات يوم لقيت صديقا لي فدعاني إلى الكاثوليكية ، وأخذ يعدد مميزات لهذا المذهب لم أجد مثلها في مذهبي البروتستانتي ،

قال صديقي: (في هذا المذهب توجد حجرة الغفران ، وهي عبارة عن غرفة في الكنيسة يجلس فيها قس ذو لحية كثيفة يرتدي لباسا أسود ، ويقعد على كرسي عال ، ومن طلب العفو والغفران ذهب إليه ، ورددَ بعض الألفاظ الغير المفهومة ، وما أن يكاد يفرغُ من قراءتها حتى يقال له بأنه برئ من ذنوبه ، ويرجع كيوم ولدته أمه ، وهكذا قال لي صديقي ،

وأضاف قائلا: كل ما تقترف يداك من الذنوب خلال أيام السبوع كفيل بأن يُغفر لك عند ذهابك إلى الكنيسة يوم الأحد ، وحصولك على الغفران. فأنت لا تحتاج إلى الصلاة ، ولا إلى العبادة ، ولكن إذا تركت ذلك كله وذهبت إلى القس ، واعترفت أمامه ، غُفرت ذنوبك)

يقول الأخ رحمة بورنومو: لقد تذكرت ما يقرره الإسلام في ذلك ، وهو أن البشر مهما علت رتبة أحدهم لا يمكن أن يُوكَلَ إليه غفران ذنوب العباد ، كما أن التوبة والمغفرة لا تُسقط التكاليف والفرائض ، بل لا بد للتائب من أن يؤدي الصلوات الخمس اليومية في أوقاتها ، فإذا تركها فلا قيمة لتوبته وعليه إثم كبير لا يمكن أن يتحمله عنه غيره من الناس (ولا تزر وازرة وزر أخرى) صدق الله العظيم.

ثم يقول: لقد رأيت الداخلين إلى حجرة الغفران في الكنيسة عليهم أمارات الحزن والكآبة لثقل الذنوب ، بينما رأيت من يخرج منها وقد علت وجهه ابتسامة الفرح لاعتقاده بأن ذنوبه قد غفرت له ، أما أنا فحين جربت تلك الغرفة دخلتها حزينا وخرجت منها حزينا ، لماذا يا ترى؟ لأنني كنت أفكر وأتسائل: (هذه ذنوبنا يتحملها القس ، ولكن من يتحمل ذنوبه هو؟) وهكذا لم أقتنع بالكاثوليكية فتركتها ، وبحثت عن دين آخر.




ثم يحدثنا الأخ رحمة بورنومو عن المرحلة التالية من رحلته من الشك إلى اليقين فيقول: بعد ذلك تعرفت على طائفة نصرانية أخرى تسمى (شهود يهوه) وهي مذهب آخر من مذاهب النصرانية ، لقيت رئيسهم ، وسألته عن تعاليم مذهبه ، وقلت له: (من تعبدون؟) ، قال: (الله) ، قلت: (ومن هو المسيح؟) فقال: (عيسى هو رسول الله) ، فصادف ذلك موافقة لما كنت أؤمن به ، وأميل إليه ، ودخلت كنيستهم فلم أجد فيها صليبا واحدا ، فسألته عن سر ذلك ، فقال: (الصليب علامة الكفر ، لذلك لا نعلقه في كنائسنا)

وهكذا رضي الأخ رحمة بورنومو أن يعرف المزيد عن شهود يهوه ، وهو يصف هذه الفترة من حياته فيقول: لقد أمضيت ثلاثة أشهر كاملة أتلقى تعاليم ذلك المذهب ، وفي نهايتها كان لي الحوار التالي مع رئيس الكنيسة ، وكان هولنديا.

قلت له: (يا سيدي ، إذا توفيت على هذا المذهب ، فإلى أين مصيري؟) قال: (كالدخان الذي يزول في الهواء) ، فقلت متعجبا: (ولكني لست سيجارة ، بل أنا إنسان ذو عقل وضمير).

ثم سألته: (وأين أتجه بعد الممات؟) ، فقال: (تُوضع في ميدان واسع) ، قلت له: (وأين ذلك الميدان؟) قال: (لا أعلم) ، قلت: (سيدي إذا كنت عبدا مطيعا ملتزما بهذا المذهب ، فهل أدخل الجنة؟) قال: (لا) ، قلت: (فإلى أين إذن؟) قال: (الذين يدخلون الجنة عددهم 144 ألف شخص فقط ، أما أنت فسوف تسكن الأرض مرة أخرى) ، وهنا قاطعته قائلا: (ولكن يا سيدي قد وقعت الواقعة ، فالدنيا خربت) ، قال: (أنت لا تفهم حقيقة القيامة ، لو كان لديك كرسي وفوقه حشرات مؤذية ، هل تحرق الكرسي لتخلص من الحشرات؟) قلت: (لا) ، قال: (بل تقتل الحشرات ويبقى الكرسي سليما ، وهكذا تبقى الأرض سليمة بعد تطهيرها من الدنس والخطايا ، وعندها ينتقل إليها الناس من ذلك الميدان ، فليس هناك ما يسمى بالنار).

وهنا أعملت فكري جيدا ، ودرست الأمر وقلبته ، حتى اتخذت القرار، الخير بترك النصرانية بجميع مذاهبها رسميا ، كان ذلك في عام 1970




وفي أحد الأيام بينما كنت أسير في طريقي بحثا عن الحق ، رأيت معبدا بوذيا جميلا ضخما فاقتربت منه فوجدت فيه عدة تماثيل وصور وفي السقف تمثال لتنين ، وعلى الجدران مثل ذلك ، كما شاهدت أمام البوابة تمثالين على شكل أسد صامت ، وما أن دخلت من البوابة حتى جاءني رجل فأوقفني ، وسأل: (إلى أين؟) قلت: (أريد أن أدخل) ، قال: (اخلع نعليك قبل أن تدخل ، هذا معبد لنا فاحترم مكان عبادتنا) ، قلت في نفسي: (حتى البوذية تعرف النظافة ، أما ديانتي السابقة فلا نظافة فيها ، أذكر أنني عندما كنت أدخل الكنيسة لم أكن أخلع نعليّ عند الدخول)

ثم يقول: (لقد جربت الديانة البوذية فترة من الزمن ، ولكن سرعان ما تركتها لإحساسي بأنني لم أجد الحق الذي أنشده ، ثم اتصلت بالديانة الهندوسية التي بدأت ونشأت في الهند ، والتي انتشرت تعاليمها حتى وصلت إلى بعض الجزر الأندونيسية ، فأخذت أتنقل بين تلك الجزر التي يوجد فيها نشاط لأتباع هذا الدين ، ومكثت معهم فترة من الزمن تعلمت فيها الكثير ، وقد نجحت في المرحلة الأولى إلى درجة أنني أخذت أجرى الخوارق كالعبور في النار ، والمشي على المسامير الحادة ، وإدخال المسامير في أعضاء الجسم إلى غير ذلك ، ولكن أيضا ليس هذا هو ما كنت أبحث عنه)

ثم يضيف الخ رحمة بورنومو: وذات يوم سألت رئيس المعبد الهندوسي: (ماذا تعبدون؟) ، قال: نعبد (برهما ، ويشنو ، وشيوا) ، برهما: إله الخلق، ويشنو: إله الخير ، وشيوا: إله الشر ، ثلاثة آلهة تجلت في جسد إنسان واحد اسمه كريشنا الذي يعتبر المنقذ للعالم عند الهندوس ، قلت لنفسي: (إذن فلا فرق في أمر الألوهية بين الهندوسية والنصرانية ، ولو اختلفت الأسماء فهما يناديان ثلاثة في واحد).

قلت للكاهن الهندوسي: (اشرح لي نشأة كريشنا) ، فقال: كان في الهند سنة ألفين قبل الميلاد ملك جبار ظالم لا يرحم حتى أبناءه ، فيقتل مولده الذكر خوفا من أن يحتل عرشه غصبا ، وفي إحدى الليالي الظلماء كان الملك جالسا أمام قصره ، وإذا بكوكب مضئ يطلع في السماء فوق رأسه ، وكان يسير بسرعة مذهلة ، ثم توقف في الفضاء وأرسل نوره الباهر على حظيرة الأبقار ، فلما سأل الملك رجال العلم والدين ، راجعوا كتبهم المقدسة ، فقالوا: إن ذلك دليل على تجلي الآلهة
في جسم إنسان اسمه سري كريشنا ، فقلت في نفسي: هذه القصة بحذافيرها مع تغيير الأشخاص موجودة في الديانة المسيحية ، وكنت أحدث بها الناس وأنا قس ، والفرق أن القرية المشار إليها هي بيت لحم، والإنسان عندنا هو المسيح ، فلا فرق إذن بين القصتين ولا بين العقيدتين في قضية أساسية هي قضية الألوهية ، وقضية هوية المنقذ للعالم.

لقد واصلت حواري مع الكاهن الهندوسي فقلت له: (يا سيدي إذا توفيت وأنا على دينكم ، فإلى أين مصيري؟) قال: (لا أعلم ، ولكن عليك أن تمتنع عن قتل الحشرات من أمثال النمل والبعوض وغيرها) ، وقال: (قد تكون هذه الحشرات آباءك وأجدادك الموتى).




ثم يقول: (وفي النهاية قررت أن أترك كل تلك الديانات ، ولم يكن أمامي إلا الإسلام الذي لم أكن أريد اعتناقه لما غُرس في نفسي منذ طفولتي من نفور وكراهية لهذا الدين الذي لم أكن أعرف عنه إلا الشبهات ، كنت أريد البحث عن الحق المجهول وهذا البحث يلزم الجهد والصبر ، وذات يوم قلت لزوجتي: اعتبارا من هذه الليلة لا أريد أن يزعجني أحد ، أريد أن أصلي وأتضرع إلى الله ، وهكذا أقفلت باب حجرتي ورفعت يدي إلى الله خاشعا متضرعا قائلا: (يا رب: إذا كنت موجودا حقا فخذ بناصيتي إلى الهدى والنور ، واهدني إلى دينك الحق الذي ارتضيته للناس).

ويمضي الأخ رحمة بونومو في حديثه قائلا: والدعاء إلى الله ليس كأي طلب من الطلبات كما أن دعائي إلى الله سبحانه وتعال لم يكن خلال فترة وجيزة فحسب ، بل استمر ذلك زمنا طويلا ، حوالي ثمانية أشهر ، وفي ليلة الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر عام 1971 م الموافقة للعاشر من رمضان من نفس العام ، وبعد أن فرغت من دعائي المعتاد رحت في نوم عميق ، وعندها جاءني نور الهدى من الله عز وجل ، إذ رأيت العالم حولي في ظلام دامس ، ولم يكن بوسعي أن أرى شيئا ، وإذا بجسم شخص يظهر أمامي ، فأمنعت النظر فيه فإذا بنور حبيب يشع منه يبدد الظلمة من حولي ، لقد تقدم الرجل المبارك نحوي ، فرأيته يلبس ثوبا أبيض وعمامة بيضاء ، له لحية جعدة الشعر ، ووجه باسم لم أر قط مثله من قبل جمالاً وإشراقا ، لقد خاطبني الرجل بصوت حبيب قائلا: (ردد الشهادتين) ، وما كنت حينئذٍ أعلم شيئا اسمه الشهادتين ، فقلت مستفسرا: (وما الشهادتان؟) فقال: (قال: أشهد أن لا إله إلا الله , وأشهد أن محمدا رسول الله) فكررتهما وراءه ثلاث مرات ، ثم ذهب الرجل عني.

يقول الأخ الندونيسي بعد ذلك: ولما استيقظت من نومي وجدت جسمي مبللا بالعرق ، وسألت أول مسلم قابلته: ( ما هي الشهادتين ، وما قيمتهما في الإسلام؟) ، فقال: (الشهادتان هما الركن الأول في الإسلام، ما أن ينطقهما الرجل حتى يصبح مسلما) ، فاستفسرت منه عن معناهما فشرح لي المعنى ، وفكرت مليا ، وتساءلت من يكون الرجل الذي رأيته في منامي ، وكانت ملامحه واضحة المعالم لي؟ فلما وصفتها لصديقي المسلم هتف على الفور قائلاً: (لقد رأيت الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم).




ثم يختم الأخ رحمة بورنومو قصته بقوله: وبعد عشرين يوما من ذلك الحادث وكانت ليلة عيد الفطر سمعت صيحات التكبير يرددها المسلمون من المساجد القريبة من دارنا ، فاقشعر بدني واهتز قلبي ، ودمعت عيناي لا حزنا على شيء ، بل شكرا لله على هذه النعمة فالحمد لله الذي هداني أخيرا إلى ما كنت أبحث عنه منذ سنين ، لقد تم ذلك في عام 1971 م وقد خَيّرتُ زوجتي بين الإسلام والمسيحية ، فاختارت الإسلام ، والجدير بالذكر أنها كانت في طفولتها مسلمة ومن عائلة مسلمة تنصرت بسبب إغراءات المبشرين ، وتبعا لجهلها بأمور دينها الحنيف ، كما تبعنا أبناؤنا فاعتنقوا الإسلام ، ومنذ الثاني من شهر فبراير عام 1972 م ونحن مسلمون والحمد لله.

نقلا من كتاب (علو الهمة) للشيخ محمد بن إسماعيل ص ( 239 - 245 ) بتصريف يسير





رد باقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ د/مسلمة على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 16.01.2011, 22:30
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


قصة إسلام إبراهيم خليل فيلبس
إبراهيم خليل أحمد

أستاذ اللاهوت بكلية اللاهوت الإنجيلية والمسئول عن تنصير قطاع من مصر

كان يعمل راعي الكنيسة الإنجيلية و أستاذ العقائد و اللاهوت بكلية اللاهوت الإنجيلية بأسيوط حتى عام 1953 ، ثم سكرتيرا عاما للإرسالية الألمانية السويسرية بأسوان ، و مبشرا بين المسلمين ما بين المحافظات من أسيوط إلى أسوان حتى عام 1955 ...

حصل على المؤهلات المتخصصة في اللاهوت ، فحصل على دبلوم كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة عام 1948 ، ثم ماجستير في الفلسفة و اللاهوت من جامعة "برنستون" بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1952



وبأنامل يديه خط عصارة خبرته الطويلة عدة مئات من الصفحات رسالة للماجستير تحت عنوان : ( كيف ندمر الإسلام بالمسلمين ) ؟ !.

في علم اللاهوت كان (فيلبس أو فلوبوس ) متخصصاً لا يجارى .. وفي منظار
( الناسوت ) كان ابن الكنيسة الإنجيلية .. الأمريكية يتيه خيلاء .. ولأسباب القوة والمتعة والحماية المتوفرة .. ما كان ( إبراهيم ) يقيم لعلماء الأزهر ، ـ وقد شفهم شظف العيش ـ أي وزن أو احترام !

لكن انتفاضة الزيف لم تلبث فجأة أن خبت .. وضلالات التحريف الإنجيلي والتخريف التوراتي انصدعت على غير ميعاد ..

وتساقطت إذ
ذاك غشاه الوهم ، وتفتحت بصيرة الفطرة فكان لإبراهيم خليل فلوبوس ـ وقد خطا عتبات الأربعين يوم الخامس والعشرين من ديسمبر 1959 ميلاداً جديداً .

مع الأستاذ إبراهيم
خليل أحمد … داعية اليوم كان هذا اللقاء .. وعبر دهاليز الضلالة والزيف نحو عالم الحق والهداية والنور كان هذا الحوار .


ـ كيف كانت رحلة الهداية التي أوصلتك شاطئ الإيمان والإسلام ، ومن أين كانت البداية ؟

ـ في مدينة الإسكندرية وفي الثالث عشر من يناير عام 1919 كان مولدي ، نشأت نشأة نصرانية ملتزمة وتهذبت في مدارس الإرسالية الأمريكية ، وتصادف وصولي مرحلة (الثقافة) المدرسية مع اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وتعرض مدينة الإسكندرية لأهوال قصف الطائرات .. فاضطررنا للهجرة إلى أسيوط حيث استأنفت في كليتها التعليم الداخلي وحصــلت على الدبلوم عام 41 / 1942 وسـرعان ما تفتحت أمامي سـبل العمل فالتـحقت بالقـوات الأمريكية من عام 42 وحتى عام 1944م .


ما طبيعة هذا العمل وكيف حصلت عليه ؟

كان للقوات الأمريكية وقتذاك معامل كيماوية لتحليل فلزات المعادن التي تشكل هـياكل الطائرات التي تسقط من أجل معرفة تراكيبها ونوعياتها ، وبحكم ثقافتي في كلية أســـيوط ولتمكني من اللغة الإنجليزية ولأن الأمريكان كانوا يهتمون اهتماماً بالغاً بالخريجين ويستوعبونهم في شركاتهم فقد أمضيت في هذا العمل سنتين .. لكن أخبار الحرب والنكبات دفعتني لأن أنظر إلى العالم نظرة أعمق قادتني للاتجاه إلى دعوة السلام وإلى الكنيسة .. التي كانت ترصد رغباتي وتؤجج توجهاتي .. فالتحقت بكلية اللاهوت سنة 1945م وأمضيت فيها ثلاث سنين.


ـ ماهي الخطوط العامة لمنهج الكلية وأين موقع الإسلام فيه ؟

في الثمانية أشهر الأولى كنا ندرس دراسات
نظرية .. يقدم الأستاذ المحاضرة على شكل نقاط رئيسية ، ونحن علينا أن نكمل البحث من المكتبة . وكان علينا أن ندرس اللغات الثلاث : اليونانية والآرامية والعبرية إضافة إلى اللغة العربية كأساس والإنجليزية كلغة ثانية .. بعد ذلك درسنا مقدمات العهد القديم والجديد ، والتفاسير والشروحات وتاريخ الكنيسة ، ثم تاريخ الحركة التنصيرية وعلاقتها بالمسلمين ، وهنا نبدأ دراسة القرآن الكـريم والأحاديث النبوية ، ونتجه للتركيز على الفرق التي خرجت عن الإسلام أمثال الإسماعيلية ، والعلوية ، والقاديانية ، والبهائية … وبالطبع كانت العناية بالطلاب شديدة ويكفي أن أذكر بأننا كنا حوالي 12 طالباً وُكّل بتدريسنا 12 أستاذاً أمريكياً و7 آخرين مصريين .


ـ هذه الدراسات عن الإسلام وعن الفرق .. هل كانت للاطلاع العلمي وحسب أم أن هدفاً آخر كان وراءها ؟

ـ في الواقع كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا المستقبلية مع المسلمين ونستخدم معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن … والإسلام بالنقاط السوداء في تاريخ المسلمين !

كنا نحاور الأزهريين وأبناء الإسلام بالقرآن لنفتنهم ،
فنستخدم الآيات مبتورة تبتعد عن سياق النص ونخدم بهذه المغالطة أهدافنا ، وهناك كتب لدينا في هذا الموضوع أهمها كتاب ( الهداية ) من 4 أجزاء و ( مصدر الإسلام ) إضافة إلى استعانتنا واستفادنا من كتابات عملاء الاستشراق أمثال طه حسين الذي استفادت الكنيسة من كتابه ( الشعر الجاهلي ) مائة في المائة ، وكان طلاب كلية اللاهوت يعتبرونه من الكتب الأساسية لتدريس مادة الإسلام !

وعلى هذا المنهج كانت رسالتي في الماجستير تحت عنوان (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين) سنة 52 والتي أمضيت 4 سنوات في إعدادها من خلال الممارسة العملية للوعظ والتنصير بين المسلمين من بعد تخرجي عام 48 .


ـ كيف إذاً حدث الانقلاب فيك … ومتى اتجهت لاعتناق الإسلام؟

ـ كانت لي ـ مثلما ذكرت ـ صولات وجولات تحت لواء الحركة التنصيرية الأمريكية ، ومن خلال الاحتكاك الطويل ، ومن بعد الاطلاع المباشر على خفاياهم تأكد لي أن المنصرين في مصر ما جاءوا لبثّ الدين وإنما لمساندة الاستعمار والتجسس على البلاد !


ـ وكيف ؟

ـ الشواهد كثيرة ، وفي أي مسألة من المسائل ، فإذا
كانت البلد تستعد للانتفاضة على الظلم كانت الكنيسة أول من تدرك ذلك لأن القبطي والمسلم يعيشان على أرض واحدة ، ويوم يتأوه المسلم سرعان ما يسمع النصراني تأوهاته فيوصلها إلينا لنقوم بتحليلها وترجمتها بدورنا ، ومن جانب آخر كان رعايا الكنيسة في القوات المسلحة أداة مباشرة لنقل المعلومات العسكرية وأسرارها ، وعن طريق المراكز التنصيرية التابعة لأمريكا والتي تتمتع بالرعاية وبالحماية الأمريكية كانت تدار حرب التجسس ،

و لك أن تعلم هنا أن النصراني في مصر له جنسيتان وانتماءان : انتماؤه للوطن
الذي ولد فيه وهو انتماء مدني تُعبر عنه جنسيته المصرية ، وانتماء ديني أقوى تمثله الجنسية النصرانية .

فهو يحس في أوروبا وفي أمريكا حصناً وبالدرجة الأولى ، بينما
يشعر النصارى في مصر أنهم غرباء ! تماماً كالانتماء الإسرائيلي الذي يعتبر انتماءه بالروح إلى أرض أورشليم انتماء دينياً ، وانتماءه إلى الوطن الذي ولد فيه انتماء مدنياً وحسب !

ولذلك قام مخطط المنصرين والكنيسة على جعل مصر تدور في فلك الاستعمار
فلا تستطيع أن تعيش بعيداً عنه ، الأمر الذي جعلني أشعر بمصريتي وأحس أن هؤلاء أجانب عني وأن جاري المسلم أقرب إلي منهم بالفعل … فبدأت أتسامح ..

عفواً أقول
أتسامح وأعني أن أقرأ القرآن بصورة تختلف عما كنت أقرؤه سابقاً وفي شهر يونيو تقريباً عام 1955م استمعت إلى قول الله سبحانه [ قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به .. ] هذه الآية الكريمة من الغريب أنها رسخت في القلب ،

ولما رجعت إلى البيت سارعت إلي المصحف وأمسكته وأنا في
دهشة من هذه السورة ، كيف ؟ إن الله سبحانه وتعالى يقول : [ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله .. ].

كانت هاتان الآياتان بمثابة الشعلة المقدسة التي أضاءت ذهني و قلبي للبحث عن الحقيقة .. في تلك الأمسية عكفت على قراءة القرآن حتى أشرقت شمس النهار ، و كأن آيات القرآن نورٌ يتلل ، و كأنني أعيش في هالة من النور .. ثم قرأت مرة ثانية فثالثة فرابعة حتى وجدت قوله تعالى : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الغلل التي كانت عليهم فالذين آمنوا به و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) [الأعراف: 157]

إبراهيم خليل الذي كان
إلى عهد قريب يحارب الإسلام ويقيم الحجج من القرآن والسنة ومن الفرق الخارجة عن الإسلام لحرب الإسلام … يتحول إلى إنسان رقيق يتناول القرآن الكريم بوقار وإجلالفكأن عيني رُفعت عنهما غشاوة وبصري صار حديداً … لأرى ما لا يرى … وأحس إشراقات الله تعالى نوراً يتلألأ بين السطور جعلتني أعكف على قراءة كتاب الله من قوله تعالى : [ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ] وفي سورة الصف : [ ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ]

إذاً فالقرآن
الكريم يؤكد أن هناك تنبؤات في التوراة وفي الإنجيل عن النبي محمد . ومن هنا بدأت ولعدة سنوات دراسة هذه التنبؤات ووجدتها حقيقة لم يمسها التبديل والتغيير لأن بني إسرائيل ظنوا أنها لن تخرج عن دائرتهم .. وعلى سبيل المثال جاء في ( سفر التثنية ) وهو الكتاب الخامس من كتب التوراة ( أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ) توقفت أولاً عند كلمة ( إخوتهم )

وتساءلت
: هل المقصود هنا من بني إسرائيل ؟ لو كان كذلك لقال ( من أنفسهم ) أما وقد قال ( من وسط إخوتهم ) فالمراد بها أبناء العمومة ، ففي سفر التثنية إصحاح 2 عدد 4 يقول الله لسيدنا موسى عليه السلام : ( أنتم مارون بنجم إخوتكم بني عيسو …. ) و ( عيسو ) هذا الذي نقول عنه في الإسلام ( العيس ) هو شقيق يعقوب عليه السلام ، فأبناؤه أبناء عمومة لبني إسرائيل ، ومع ذلك قال ( إخوتكم ) وكذلك أبناء ( إسحق ) و أبناء ) إسماعيل ) هم أبناء عمومة ، لأن إسحق ، ( شقيق ) ( إسماعيل ) عليهما السلام ومن ( إسحق ) سلالة بني إسرائيل،ومن ( إسماعيل ) كان ( قيدار ) و من سلالته كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسـلم ،

وهذا الفرع الذي أراد بنو إسـرائيل إسقاطه وهو الذي أكدته
التوراة حين قالت ( من وسط إخوتهم ) أي من أبناء عمومتهم .
وتوقفت بعد ذلك عند لفظة ( مثلك ) ووضعت الأنبياء الثلاثة :

موسى ، وعيسى ، ومحمد عليهم الصلاة
والسلام للمقابلة فوجدت أن عيسى عليه السلام مختلف تمام الاختلاف عن موسى وعن محمد عليهما الصلاة والسلام ، وفقاً للعقيدة النصرانية ذاتها والتي نرفضها بالطبع ، فهو الإله المتجسد ، وهو ابن الله حقيقة ، وهو الأقنوم الثاني في الثالوث ، وهو الذي مات على الصليب.......

أما موسى عليه السلام فكان عبد الله ، وموسى كان رجلاً ، وكان
نبياً ، ومات ميتة طبيعية ودفن في قبر كباقي الناس وكذلك سيدنا رسـول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذاً فالتماثل إنما ينطبق على محمد صلى الله عليه وســلم ، بينما تتأكد المغايرة بين المســيح وموسى ـ عليهما السلام ـ ،

ووفقاً للعقيدة النصرانية
ذاتها ! فإذا مضينا إلى بقية العبارة : ( وأجعل كلامي في فمه .. ) ثم بحثنا في حياة محمد صلى الله عليه وسلم فوجدناه أمياً لا يقرأ ولا يكتب ، ثم لم يلبث أن نطق بالقرآن الكريم المعجزة فجأة يوم أن بلغ الأربعين ..

وإذا عدنا إلى نبوءة أخرى في
التوراة سفر أشعيا إصحاح 79 تقول : ( أو يرفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة ولا الكتابة ويقول له اقرأ ، يقول ما أنا بقارئ .... ) لوجدنا تطابقاً كاملاً بين هاتين النبوءتين وبين حادثة نزول جبريل بالوحي على رسول الله في غار حراء ، ونزول الآيات الخمس الأولى من سورة العلق.


هذا عن التوراة ،فماذا عن الإنجيل وأنت الذي كنت تدين به ؟


إذا استثنينا نبوءات برنابا الواضحة والصريحة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم بالاسم ، وذلك لعدم اعتراف الكنيسة بهذا الإنجيل أصلاً ، فإن المسيح عليه السلام تنبأ في إنجيل يوحنا تسع نبوءات ، و ( البرقليط ) الذي بشر به يوحنا مرات عديدة … هذه الكلمة لها خمسة معاني : المعزّي ، والشفيع ، والمحامي ، والمحمد ، والمحمود ، وأي من هذه المعاني ينطبق على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تمام الانطباق فهو المعزّي المواسي للجماعة التي على الإيمان وعلى الحق من بعد الضياع والهبوط ، وهو المحامي والمدافع عن عيسى ابن مريم عليه السلام وعن كل الأنبياء والرسل بعدما شوه اليهود والنصارى صورتهم وحرفوا ما أتوا به وهو الإسلام ..

ولهذا جاء في إنجيل يوحنا إصحاح 14 عدد 16 و17 ( أنا أصلي إلى الله ليعطيكم
معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق ) .. وقال في نبوءة أخرى إصحاح 16 عدد 13 ـ 14 ( وأما متى جاء ذاك الروح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به . ويخبركم بأمور آتية ، ذاك يمجدني ) وهذا مصداق قول الله تبارك وتعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) .


كيف
كانت لحظة إعلانك للإسلام وكيف كانت بداية الحياة الجديدة في رحاب الهداية والحق؟

.. قررت أن أقوم بدراسة متحررة للكتاب المقدس ، و قررت الاستقالة من عملي كقسيس و سكرتير عام للإرساليات الأمريكية
بأسوان

ـ بعد أن وصلت إلى اليقين وتلمست الحقائق بيدي كان عليّ أن أتحدث مع أقرب الناس إلي زوجتي ، لكن الحديث تسرب عن طريقها إلى الإرسالية للأسف ، وسرعان ما
تلقفوني ونقلوني إلى المستشفى وتحت مراقبة صارمة مدعين أني مختل العقل !

ولأربعة
شهور تلت عشت معاناة شديدة جداً ، ففرقوا بيني وبين زوجتي وأولادي ، وصادروا مكتبتي وكانت تضم أمهات الكتب والموسوعات … حتى اسمي كعضو في مجمع أسيوط ، وفي مؤتمر ( سنودس ) شُطب ، وضاع ملفي كحامل ماجستير من كلية اللاهوت …..

فصبرت و صمدت بكل ثقة في الله ، فسافرت إلى القاهرة حيث عملت بشركة للمبيعات "استاندرد ستاشينري" ، و في أثناء عملي بها طلب مني مدير الشركة طبع تفسير جزء عم باللغة الإنجليزية ، فتعهدت له بإنجاز هذا العمل ، و كان يظنني مسلما ، و حمدت الله أنه لم يفطن لمسيحيتي ، فكانت بالنسبة لي دراسة إسلامية متحررة من ثياب الدبلوماسية حتى شرح الله صدري للإسلام ، ووجدت أنه لابد من الاستقالة من العمل كخطوة لإعلان إسلامي ، و فعلا قدمت استقالتي في عام 1959 و أنشأت مكتبا تجاريا و نجحت في عملي الجديد .

ومن المفارقات العجيبة
أن الإنجليز في هذه الآونة كانوا قد خلعوا الملك طلال من عرش الأردن بتهمة الجنون ….… فخشيت أن يحدث معي الأمر ذاته ........ لذلك التزمت الهدوء والمصابرة وصمدت حتى أطلق سراحي ،

فقدمت استقالتي من الخدمة الدينية واتجهت للعمل في شركة أمريكية للأدوات
المكتبـية لكن الرقابة هناك كانت عنيفة جداً ، فالكنيسة لا تترك أحداً من أبنائها يخرج عليها ويسلم ، إما أن يقتلوه أو يدسوا عليه الدسائس ليحطموا حياته . وفي المقابل لم يكن المجتمع المسلم حينذاك ليقدر على مساعدتي ...…

فحقبة الخمسينات
والستينات كما تعلمون كانت تصفية للإخوان المسلمين ، وكان الانتماء للإسلام والدفاع عنه حينذاك لا يعني إلا الضياع !

ولذلك كان عليّ أن أكافح قدر استطاعتي ، فبدأت
العمل التجاري ، وأنشـأت مكـتباً تجارياً هرعت بمجرد اكتماله للإبراق إلى ( د. جون طومسون ) رئيس الإرسالية الأمريكية حينذاك ، وكان التاريخ هو الخامس والعشرين من ديسمبر 1959 والذي يوافق الكريسماس ، وكان نص البرقية : ( آمنت بالله الواحد الأحد ، وبمحمد نبياً ورسولاً ) لكن إشهار اعتناقي الرسمي للإسلام كان يفترض عليّ وفق الإجراءات القانونية أن ألتقي بلجنة من الجنسية التي أنا منها لمراجعتي ومناقشتي.


و في الوقت الذي رفضت جميع الشركات الأوربية والأمريكية التعامل معي تشكلت اللجنة المعنية من سبعة قساوسة بدرجة الدكتوراه .. خاطبوني بالتهديد والوعيد أكثرمن مناقشتي !

وبالفعل تعرضت للطرد من شقتي لأنني تأخرت شهرين أو ثلاثة عن دفع
الإيجار

واستمرت الكنيسة تدس علي الدسائس أينما اتجهت .. وانقطعت أسباب تجارتي .. لكني مضيت على الحق الذي اعتنقته … و تم تغيير اسمي من "إبراهيم خليل فيلبس" إلى "إبراهيم خليل أحمد" ، و تضمن القرار تغيير أسماء أولدي على النحو التالي : إسحاق إلى أسامة ، و صموئيل إلى جمال ، و ماجدة إلى نجوى ."

ثم يلتقط أنفاسه ليعاود سرد قصته و رحلته للإيمان بالإسلام ،
فيقول عن المتاعب التي تعرض لها : " فارقتني زوجتي بعد أن استنكرت عليّ و على أولادي الإسلام ، كما قررت البيوتات الأجنبية التي تتعامل في الأدوات المكتبية و مهمات المكاتب عدم التعامل معي ، و من ثم أغلقت مكتبي التجاري ، و اشتغلت كاتبا بشركة ب 15 جنيها شهريا بعد أن كان دخلي 80 جنيها ...

و في هذه الأثناء درست السيرة النبوية ، و كانت دراستها لي عزاء و رحمة .. و لكن حتى هذه الوظيفة المتواضعة لم أستمر فيها ، فقد استطاع العملاء الأمريكان أن يوغروا الشركة ضدي حتى فصلتني ، و ظللت بعدها ثلثة أشهر بلا عمل "


وقدر الله أن تبلغ أخباري وزير الأوقاف
حينذاك عبدالله طعيمة ، والذي استدعاني لمقابلته وطلب مني بحضور الأستاذ الغزالي المساهمة في العمل الإسلامي بوظيفة سكرتير لجنة الخبراء في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فكنت في منتهى السعادة في بادئ الأمر ، لكن الجو الذي انتقلت إليه كان ـ وللأسف ـ مسموماً ، فالشباب يدربون على التجسس بدل أن يتجهوا للعلم !

والموظفون
مشغولون بتعليمات ( منظمة الشباب ) عن كل مهامهم الوظيفية وكان التجسس على الموظفين، وعلى المديرين ، وعلى وكلاء الوزارة … حتى يتمكن الحاكم من أن يمسك هؤلاء جميعاًبيد من حديد !

ولكم تركت أشيائي منظمة كلها في درج مكتبي لأجدها في اليوم الثاني
مبعثرة !

وعلى هذه الصورة مضت الأيام وأراد الله سبحانه أن يأتي د . محمد البهي
وزيراً للأوقاف بعد . طعيمة الجرف .

وكان د.البهي قد تربى تربية ألمانية منضبطة ،
لكن توفيق عويضة سكرتير المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وأحد ضباط الصف الثاني للثورة تصدى له ..

وحدث أن استدعاني د. البهي في يوم من الأيام بعدما صدر كتابي
: ( المستشرقون والمنصرون في العالم العربي والإسلامي ) وأحب أن يتعرف عليّ … فترامى الخبر إلى توفيق عويضة واعتقد أنني من معسكر د. البهي والأستاذ الغزالي .. ووجدت نفسي فجأة أتلقى الإهانة من مدير مكتبه رجاء القاضي وهو يقول لي : اتفضل على الوزارة التي تحميك !

خرجت والدموع في عيني ، وقد وجدتهم صادروا كتبي الخاصة من
مكتبي ولم يبقوا لي إلا شيئاً بسيطاً حملته ورجعت إلى الوزارة .. وهناك اشتغلت كاتب وارد بوساطة !!

فكان يوم خروجي على المعاش بتاريخ 12 / 1 / 1979 وقد بلغت الستين ،
ومن ذلك اليوم بدأ إبراهيم خليل يتبوأ مركزه كداعية إسلامي ، وكان أول ما نصرني الله به أن التقيت مع الدكتور جميل غازي ـ رحمه الله ـ بـ 13 قسيساً بالسودان في مناظرة مفتوحة انتهت باعتناقهم الإسلام جميعاً وهؤلاء كانوا سبب خير وهداية لغرب السودان حيث دخل الألوف من الوثنيين وغيرهم دين الله على أيديهم.


يثور في مصر على الدوام نزاع واختلف حول تحديد نسبة الأقباط فيها والمسلمين . ماذا حول هذا الموضوع ؟

أنا لا أقيس الأقباط والنصارى بعدد السكان ومع ذلك فأنا أعتقد
بأن التأثير الفعال في مصر لهم ، بحكم وضعهم المالي والعلمي
وللدهاء الذي يستخدمونه في سبيل السيطرة .

الاحصائيات العالمية تقول إن الأقباط 5 مليونا من بين أكثر من 40 مليون مصري . لكن مطامح الكنيسة تتطلع إلى يوم يتوازن العدد السكاني بين المسلمين والأقباط وتروج لذلك جهاز تنظيم الأسرة وأدوات منع الحمل فتحد من تزايد المسلمين عدديا ، وتسهل ازدياد الفساد الخلقي والعلاقات الحرام ،

وفي الوقت ذاته أعطى الأب شنودة تعليمات صريحة لتشجيع التوالد بين الأقباط ، وخصص مكافآت وإعانات لذلك .

فإذا تحقق لهم التقارب العددي نادوا أن هذه أرضنا ونحن من سلالة الفراعنة ولسنا عربا …

تماما كما حصل في السودان وبات جون قرنق لا يطالب بفصل الجنوب وحده وإنما بطرد العرب والمسلمين والعودة بالسودان
إلى زنجيته المزعومة.


إذا هل تعتقد أن مصر مهددة بفتنة طائفية بين المسلمين والأقباط ؟

كلما تتبعنا حوادث الاقتتال الطائفي في مصر وجدنا أن ثمة ما لم يكن على مراد النصارى من نظام البلد كان البداية ..

ثم تبدأ الوقائع المعروفة : قطعة أرض يختلف حولها مسلم ونصراني ، الأخير بإحساسه أنه مسنود من أمريكا مباشرة يفتري على المسلم، فيثير ذلك حمية الآخر فيضربه وتتطور الأمور ، وسرعان ما تتدخل أمريكا وانجلترا لتحقق مرمى أكبر من مراميها …

أتذكر يوم أن أرادت انجلترا احتلل مصر كيف افتعلت معركة بين مالطي ( من سكان مالطة ) وحّمار في السكندرية انتهت ولأسباب واهية بقتل المالطي ، فكانت ذريعة استند إليها الأسطول الإنجليزي لضرب الأسكندرية وكانت حجتهم حماية النصارى غير الآمنين ؟

مرة وفي عام 75 طُلب مني تقديم محاضرة بكلية أسيوط ، وأسيوط بالذات وكر نصراني مريع جدا فتكلمت عن المسيح عليه
السلام وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ، من خلال الأناجيل
والتوراة …

وكان للمحاضرة صدى واسعا انتهى بإعلن 17 من الشبان أبناء الجامعة إسلامهم . فماذا حدث ؟ احتج الأنبا شنودة وأبرق تلغرافا رأيته بعيني بحجم صفحة ( الفلوسكاب ) يندد بي ، ويعتبرني إنسانا مغرضا أتاجر بالدين !

ولمن كان التلغراف؟

لرئيس الجمهورية بالذات ، يحذره ويهدده بأن إبراهيم خليل سيسبب فتنة طائفية في مصر ! . ومن رئيس الجمهورية تدرج
الموضوع إلى رئيس مجلس الوزراء إلى وزير الأوقاف إلى وكيل أول وزارة الأوقاف الذي استدعاني وقال لي بالحرف : أنا مكلف بأن أبلغك أن تكف عن الدعوة.

من يقول هذا الكلام ؟ وكيل وزارة الأوقاف ! قلت له : أنا ما دخلت الإسلام حتى أنال قرشين كل شهر ولكنني دخلته حتى أشرب فأسقي .

وقدمت استقالتي فورا بين يديه … وبعد اتصالات أجراها بالهاتف وكأنما أثرت كلمتي بالوكيل قال لي : نأخذ عليك تعهدا إذا أن لا تتعرض للأنبا شنودة في محاضراتك !

هذه هي الفتنة الطائفية التي يتحدثون عنها ويخوفون الناس بها ، في عام 63 طُلب مني أن أسجل حديثا لذاعة القرآن الكريم من
مصر فتعرضت خلل الحديث لقوله تعالى : [ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم …] وبعد التسجيل أتت الأوامر من
القيادة العليا بأن إبراهيم خليل لن يدخل الإذاعة ثانية ولا التلفزيون .. فهذه آيات تمس النصارى !

ثم يضحك بمرارة و سخرية و هو يقول :" لقد تولت الكنيسة إثارة الجهات المسئولة ضدي ، حتى أن وزارتي الأوقاف و الداخلية طلبتا مني أن أكف عن إلقاء المحاضرات و إلا تعرضت لتطبيق قانون الوحدة الوطنية متهما بالشغب و إثارة الفتن ، و ذلك بعد أن قمت بإلقاء العديد من المحاضرات في علم الديان المقارن بالمساجد في السكندرية و المحلة الكبرى و أسيوط و أسوان و غيرها من المحافظات ، فقد اهتزت الكنيسة لهذه المحاضرات بعد أن علمت أن كثيرا من الشباب النصراني قد اعتنق الإسلام "




ثم يصمت في أسى ليقول بعدها :" هذا الاختناق دفعني دفعا إلى أن أقرر الهجرة إلى المملكة العربية السعودية حيث أضع كل خبراتي في خدمة كلية الدعوة و أصول الدين "

ثم يعود مستدركا و موضحا لما سبق أن أشار إليه عن أسباب اعتناقه للإسلام ، فيقول :" إن الإيمان لا بد أن ينبع من القلب أولا ، و الواقع أن إيماني بالإسلام تسلل إلى قلبي خلال فترات طويلة كنت دائما أقرأ القرآن الكريم و أقرأ تاريخ الرسول الكريم و أحاول أن أجد أساسا واحدا يمكن أن يقنعني أن محمدا هذا الإنسان الأمي الفقير البسيط يستطيع وحده أن يحدث كل تلك الثورة التي غيرت تاريخ العالم و لا تزال .

استوقفني كثيرا نظام التوحيد في الإسلام و هو من أبرز معالم الإسلام : { ليس كمثله شئ } [الشورى: 11 ] ، { قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2)} [الإخلاص]

و يرفع رأسه متأملً في السماء و يقول :" نعم .. التوحيد يجعلني عبدا لله وحده ، و لست عبدا لأي إنسان ... التوحيد هنا يحرر الإنسان و يجعله غير خاضع لأي إنسان ، و تلك هي الحرية الحقيقية ، فلا عبودية إلا لله وحده ..

عظيم جدا نظام الغفران في الإسلام ، فالقاعدة الأساسية للإيمان تقوم على الصلة المباشرة بين العبد و ربه ، فالإنسان في الإسلام يتوب إلى الله وحده ، لا وجود لوسطاء ، و لا لصكوك الغفران أو كراس الاعتراف ؛ لأن العلاقة مباشرة بين الإنسان و
ربه " .




و يختتم كلمه و قد انسابت تعابيره رقراقةً : " لا تعلم كم شعرت براحة نفسية عميقة و أنا أقرأ القرآن الكريم فأقف طويلا عند الآية الكريمة : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيتَه خاشعا متصدعا من خشية الله } (الحشر: 21)

كذا الآية الكريمة { لتجدنّ أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا و لتجدنّ أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا و أنهم لا يستكبرون ( 82 ) و إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين (83)} (المائدة)

لذلك كله اتخذت قراري بإشهار إسلامي ، بل عليّ القيام بالدعوة للدين الإسلامي الذي كنت من أشد أعدائه ، يكفي أنني لم أدرس
الإسلام في البداية إلا لكي أعرف كيف أطعنه و أحاربه ، و لكن النتيجة كانت عكسية فبدأ موقفي يهتز و بدأت أشعر بصراع داخلي بيني و بين نفسي ، و اكتشفت أن ما كنت أبشر به و أقوله للناس كله زيف و كذب

في الختام نشكركم وندعو المولى أن يأخذ بالأيادي المخلصة إلى ما فيه خير أمة الإسلام ، وجزاكم الله خيراً ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.


مجلة الدعوة عدد أكتوبر 1976 – بتصرف






المزيد من مواضيعي
رد باقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ د/مسلمة على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 28.06.2011, 19:57
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


قصة إسلام القس المصرى: إسحاق هلال مسيحة

الاسم: القس إسحاق هلال مسيحة.

المهنة: راعي كنيسة المثال المسيحي ورئيس فخري لجمعيات خلاص النفوس المصرية بأفريقيا وغرب آسيا.

مواليد: 3/5/1953 - المنيا - جمهورية مصر العربية

ولدت في قرية البياضية مركز ملوي محافظة المنيا من والدين نصرانيين أرثوذكس زرعا في نفوسنا -ونحن صغار- الحقد ضد الإسلام والمسلمين

حين بدأت أدرس حياة الأنبياء بدأ الصراع الفكري في داخلي، وكانت أسئلتي تثير المشاكل في أوساط الطلبة، مما جعل البابا يصدر قرارًا بتعييني قسيسًا قبل موعد التنصيب بعامين كاملين - لإغرائي وإسكاتي فقد كانوا يشعرون بمناصرتي للإسلام - مع أنه كان مقررًا أل يتم التنصيب إل بعد مرور 9 سنوات من بداية الدراسة اللاهوتية.

ثم عُيّنت رئيسًا لكنيسة المثال المسيحي بسوهاج ورئيسًا فخريّا لجمعيات خلاص النفوس المصرية (وهي جمعية تنصيرية قوية جدّا ولها جذور في كثير من البلدان العربية وبالأخص دول الخليج)،

وكان البابا يغدق عليّ الأموال حتى لا أعود لمناقشة مثل تلك الأفكار، لكني مع هذا كنت حريصًا على معرفة حقيقة الإسلام ولم يخبُ النور الإسلامي الذي أنار قلبي فرحًا بمنصبي الجديد بل زاد، وبدأت علاقتي مع بعض المسلمين سرّا وبدأت أدرس وأقرأ عن الإسلام.

وطُلب منّي إعداد رسالة الماجستير حول مقارنة الأديان وأشرف على الرسالة أسقف البحث العلمي في مصر سنة 1975 ، واستغرقت في إعدادها أربع سنوات وكان المشرف يعترض على ما جاء في الرسالة حول صدق نبوة
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأميته وتبشير المسيح بمجيئه.

وأخيرًا تمت مناقشة الرسالة في الكنيسة الإنكليكيّة بالقاهرة واستغرقت المناقشة تسع ساعات وتركزت حول قضية النبوة والنبي صلى الله عليه وسلم، علمًا بأن الآيات صريحة في الإشارة إلى نبوته وختم النبوة به.

وفي النهاية صدر قرار البابا بسحب الرسالة مني وعدم الاعتراف بها.

أخذت أفكر في أمر الإسلام تفكيرًا عميقًا حتى تكون هدايتي عن يقين تام، ولكن لم أكن أستطيع الحصول على الكتب الإسلامية فقد شدّد البابا الحراسة عليّ وعلى مكتبتي الخاصة.



ولهدايتي قصة ... في اليوم السادس من الشهر الثامن من عام 1978 كنت ذاهبًا لإحياء مولد العذراء بالإسكندرية أخذت قطار الساعة الثالثة وعشر دقائق الذي يتحرك من محطة أسيوط متجهًا إلى القاهرة وبعد وصول القطار في حوالي الساعة التاسعة والنصف تقريبًا ركبت الحافلة من محطة العتبة رقم 64 المتجهة إلى العباسية وأثناء ركوبي في الحافلة بملابسي الكهنوتية وصليب يزن ربع كيلو من الذهب الخالص وعصاي الكرير صعد صبي في الحادية عشرة من عمره يبيع كتيبات صغيرة، فوزعها على كل الركاب ما عدا أنا،

وهنا صار في نفسي هاجس لِمَ كل الركاب إلا أنا، فانتظرته حتى انتهى من التوزيع والجمع فباع ما باع وجمع
الباقي

قلت له: "يا بني لماذا أعطيت الجميع بالحافلة إلا أنا". فقال: "لا يا أبونا أنت قسيس". وهنا شعرت وكأنني لست أهلاً لحمل هذه الكتيبات مع صغر حجمها "لا يمسّه إلّا المطهرون".

ألححت عليه ليبيعني منهم فقال: "لا دي كتب إسلامية" ونزل، وبنزول هذا الصّبي من الحافلة شعرت وكأنّني جوعان وفي هذه الكتب شبعي وكأنّني عطشان وفيها شربي.

نزلت خلفه فجرى خائفًا مني فنسيت من أنا وجريت وراءه حتى حصلت على كتابين.

عندما وصلت إلى الكنيسة الكبرى بالعبّاسيّة (الكاتدرائيّة المرقسيّة) ودخلت إلى غرفة النّوم المخصّصة بالمدعوّين رسميّا كنت مرهقًا من السفر، ولكن عندما أخرجت أحد الكتابين وهو (جزء عم) وفتحته وقع بصري على سورة الإخلاص، فأيقظت عقلي وهزت كياني.

بدأت أرددها حتى حفظتها وكنت أجد في قراءتها راحة نفسية واطمئنانًا قلبيّا وسعادة روحية، وبينا أنا كذلك
إذ دخل عليّ أحد القساوسة وناداني: "أبونا إسحاق"، فخرجت وأنا أصيح في وجهه: (قل هو الله أحد) دون شعور منّي.



على كرسي الاعتراف

بعد ذلك ذهبت إلى الإسكندريّة لإحياء أسبوع مولد العذراء يوم الأحد أثناء صلاة القداس المعتاد وفي فترة الراحة ذهبت إلى كرسي الاعتراف لكي أسمع اعترافات الشعب الجاهل الذي يؤمن بأن القسيس بيده غفران الخطايا.

جاءتني امرأة تعض أصابع الندم. قالت: "إنني انحرفت ثلاث مرات وأنا أمام قداستك الآن أعترف لك رجاء أن تغفر لي وأعاهدك ألا أعود لذلك أبدًا".

ومن العادة المتبعة أن يقوم الكاهن برفع الصليب في وجه المعترف ويغفر له خطاياه. وما كدت أرفع الصليب لغفر لها حتى وقع ذهني على العبارة القرآنية الجميلة (قل هو الله أحد) فعجز لساني عن النطق وبكيت بكاء حارّا وقلت: "هذه جاءت لتنال غفران خطاياها منّي فمن يغفر لي خطاياي يوم الحساب والعقاب".

هنا أدركت أن هناك كبير أكبر من كل كبير، إله واحدٌ لا معبود سواه.

ذهبت على الفور للقاء الأسقف وقلت له: "أنا أغفر الخطايا لعامة الناس فمن يغفر لي خطاياي" . فأجاب دون اكتراث: "البابا". فسألته: "ومن يغفر للبابا"، فانتفض جسمه ووقف صارخا وقال: "أنت قسيس مجنون والذي أمر بتنصيبك مجنون حتّى وإن كان البابا لأنّنا قلنا له لا تنصّبه لئلّا يفسد الشعب بإسلاميّاته وفكره المنحل".

بعد ذلك صدر قرار البابا بحبسي في دير (ماري مينا) بوادي النطرون.



كبير الرهبان يصلي

أخذوني معصوب العينين وهناك استقبلني الرهبان استقبالً عجيبًا كادوا لي فيه صنوف العذاب، علمًا بأنني حتى تلك اللحظة لم أسلم، كل منهم يحمل عصا يضربني بها وهو يقول: "هذا ما يصنع ببائع دينه وكنيسته".

استعملوا معي كل أساليب التعذيب الذي لا تزال آثاره موجودة على جسدي وهي خير شاهد على صحة كلامي حتى إنه وصلت بهم أخلاقهم اللاإنسانية أنهم كانوا يدخلون عصا المقشة في دبري يوميّا سبع مرات في مواقيت صلة الرهبان لمدة سبعة وتسعين يومّا، وأمروني بأن أرعى الخنازير.

وبعد ثلاثة أشهر أخذوني إلى كبير الرهبان لتأديبي دينيّا وتقديم النصيحة لي فقال: "يا بنيّ.. إن الله لا يضيع أجر من
أحسن عملاً، اصبر واحتسب. ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب".

قلت في نفسي ليس هذا الكلام من الكتاب المقدس ولا من أقوال القديسين. وما زلت في ذهولي بسبب هذا الكلام حتى رأيته يزيدني ذهولً على ذهول بقوله: "يا بنيّ نصيحتي لك السر والكتمان إلى أن يعلن الحق مهما طال
الزمان" تُرى ماذا يعني بهذا الكلام وهو كبير الرهبان.

ولم يطل بي الوقت حتى فهمت تفسير هذا الكلام المحيّر. فقد دخلت عليه ذات صباح لأوقظه فتأخر في فتح الباب، فدفعته ودخلت وكانت المفاجأة الكبرى التي كانت نورًا لهدايتي لهذا الدين الحق دين الوحدانيّة عندما شاهدت رجلاً كبيرًا في السنّ ذا لحية بيضاء وكان في عامه الخامس والستين وإذا به قائمًا يصلي صلاة المسلمين (صلاة الفجر).

تسمرت في مكاني أمام هذا المشهد الذي أراه، ولكني انتبهت بسرعة عندما خشيت أن يراه أحد من الرهبان فأغلقت الباب. جاءني بعد ذلك وهو يقول: "يا بنيّ استر عليّ ربّنا يستر عليك". أنا منذ 23 سنة على هذا الحال.. غذائي القرآن، وأنيس وحدتي توحيد الرحمن، ومؤنس وحشتي عبادة الواحد القهار الحقّ أحقّ أن يتّبع يا بنيّ."

بعد أيام صدر أمر البابا برجوعي لكنيستي بعد نقلي من سوهاج إلى أسيوط، لكن الأشياء التي حدثت مع سورة الإخلاص وكرسي الاعتراف والراهب المتمسّك بإسلامه جعلت في نفسي أثرًا كبيرًا، لكن ماذا أفعل وأنا محاصر من الأهل والأقارب والزوجة وممنوع من الخروج من الكنيسة بأمر البابا.



رحلة تنصيرية

بعد مرور عام جاءني خطاب والمودع بالملف الخاص بإشهار إسلامي بمديرية أمن الشرقيّة- ج.م.ع يأمرني فيه بالذهاب كرئيس للجنة المغادرة إلى السودان في رحلة تنصيرية

فذهبنا إلى السودان في الأول من سبتمبر 1979 ، وجلسنا به ثلاثة أشهر وحسب التعليمات البابوية بأن كل من تقوم اللجنة بتنصيره يسلّم مبلغ 35 ألف جنيه مصري بخلاف المساعدات العينية فكانت حصيلة الذين غرّرت بهم
اللجنة تحت ضغط الحاجة والحرمان خمسة وثلاثين سودانيّا من منطقة واو في جنوب السودان.

وبعد أن سلّمتُهم أموال المنحة البابوية اتصلت بالبابا من مطرانيّة أمدرمان فقال: "خذوهم ليروا المقدسات المسيحيّة بمصر (الأديرة)"، وتم خروجهم من السودان على أساس عمّال بعقود للعمل بالأديرة لرعي الإبل
والغنم والخنازير، وتم عمل عقود صوريّة حتى تتمكن لجنة التنصير من إخراجهم إلى مصر.

بعد نهاية الرحلة وأثناء رجوعنا بالباخرة (مارينا) في النّيل قمت أتفقّد المتنصرين الجدد وعندما فتحت باب الكابينة 14 بالمفتاح الخاص بالطاقم العامل على الباخرة فوجئت بأن المتنصر الجديد عبد المسيح (وكان اسمه محمد آدم) يصلي صلاة المسلمين.

تحدّثت إليه فوجدته متمسكًا بعقيدته الإسلامية فلم يغرِه المال ولم يؤثر فيه بريق الدنيا الزائل. خرجت منه وبعد حوالي الساعة أرسلت له أحد المنصرين فحضر لي بالجناح رقم 3 وبعد أن خرج المنصر قلت له: "يا عبد
المسيح لماذا تصلي صلاة المسلمين بعد تنصرك"، فقال: "بعت لكم جسدي بأموالكم، أما قلبي وروحي وعقلي فملك الله الواحد القهّار لا أبيعهم بكنوز الدنيا، وأنا أشهد أمامك بأن لا إله إلا الله وأن محمّدًا رسول الله".



بعد هذه الأحداث التي أنارت لي طريق الإيمان وهدتني لأعتنق الدين الإسلامي وجدت صعوبات كثيرة في إشهار إسلامي؛ نظرًا لإنني قس كبير ورئيس لجنة التنصير في أفريقيا، وقد حاولوا منع ذلك بكل الطرق؛ لأنه فضيحة كبيرة لهم.

ذهبت لأكثر من مديرية أمن لأشهر إسلامي، وخوفًا على الوحدة الوطنية أحضرتْ لي مديرية الشرقية فريقًا من القساوسة والمطارنة للجلوس معي، وهو المتّبع بمصر لكل من يريد اعتناق الإسلام. هددتني اللجنة المكلّفة من 4 قساوسة و 3 مطارنة بأنها ستأخذ كل أموالي وممتلكاتي المنقولة والمحمولة والموجودة في البنك الأهلي المصري-فرع سوهاج وأسيوط والتي كانت تقدّر بحوالي 4 ملايين جنيه مصري وثلاثة محلات ذهب وورشة لتصنيع الذهب بحارة اليهود وعمارة مكونة من أحد عشر طابقًا رقم 499 شارع بور سعيد بالقاهرة، فتنازلت لهم عنها كلها فلا شيء يعدل لحظة الندم التي شعرت بها وأنا على كرسي الاعتراف.

بعدها كادت لي الكنيسة العداء وأهدرت دمي فتعرضت لثلاث محاولات اغتيال من أخي وأولاد عمّي، فقاما بإطلاق النّار عليّ في القاهرة وأصابوني في كليتي اليسرى والّتي تم استئصالها في 7/1/1987 مستشفى القصر العيني والحادث قيّد بالمحضر رقم 1762/1986 بقسم قصر النيل مديرية أمن القاهرة بتاريخ 11/11/1986 أصبحت بكلية واحدة وهي اليمنى ويوجد بها ضيق الحالب بعد التضخم الذي حصل لها بقدرة الخالق الذي جعلها عوضًا عن كليتين.

ولكن للظروف الصعبة التي أمر بها بعد أن جردتني الكنيسة من كل شيء والتقارير الطبية التي تفيد احتياجي لعملية تجميل لحوض الكلية وتوسيع للحالب. ولإني لا أملك تكاليفها الكبيرة، أجريت لي أكثر من خمس عشرة عملية جراحية من بينها البروستات ولم تنجح واحدة منها؛ لإنها ليست العملية المطلوب إجراؤها حسب التقارير التي أحملها، ولما علم أبواي بإسلامي أقدما على الانتحار فأحرقا نفسيهما والله المستعان..

http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...rticle_id=1022

______________

للتحميل للاستماع له يحكي قصة إسلامه بنفسه

من هنا

http://audio.kalemasawaa.com/NewMuslims/es7aq-islam.rm





رد باقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ د/مسلمة على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 28.06.2011, 20:55
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


قصة إسلام القس المصري فوزي صبحي سمعان

الذي أصبح معلمًا للدين الإسلامي


فوزي المهدي .. الداعية الإسلامي الذي كان قسًا..


خلف أسوار الكاتدرائية كنيسة (ماري جرجس) في مدينة الزقازيق المصرية ، وفي جو اختلطت فيه رهبة الظلمة بإتقان من أضواء خافتة مع حالة التيه التي تحرص عليها تهويمات الرهبان. خلف هذه الأسوار جلس الفتى فوزي صبحي سمعان السيسي خادم الكنيسة الذي يحلم بأن يحصل على رتبة (القس) يستمع إلى القس الأكبر.

كان الفتى شاردا مع حلمه تتنازعه بعض أفكار ثقيلة لشبح في سماء فكره كلما انتبه لما يسمع وارتفع صوت قسيس الكنيسة مناجيا المسيح: (يا ابن الله يا مخلصنا وإلهنا).

وانتفض الفتى طاردا الفكرة ، لكنها تلح عليه مرة أخرى ، لاذ بحلمه وشرود يطارده هاربا مما يسمع.
ويعلو صوت القسيس مرة أخرى كان الفتى هو المقصود .. انتزعه من حلمه فرك عينيه وانتبه .. والتمرد يكبر .. يواجه نفسه بالحقيقة التي طالما نجح في الفرار منها: لقد قالوا لنا إن المسيح صلب وعذب ولم
يكن قادرا على تخليص نفسه من الصلب والتعذيب المبرح .. فكيف يتأتى له أن يخلصنا؟!

وتتمدد علامة الاستفهام الكبيرة .. الفتى يشعر بالخطر .. الصراع يملأ رأسه وجعا .. يقف موليّا ظهره للقسيس والكنيسة.

كم كبير من المخدوعين.



الفتى هو فوزي صبحي سمعان السيسي الذي كبر وتحقق حلمه وأصبح قسًا .. لكن ظلت الفكرة تطارده وتفقده طعم الحلم الذي طالما انتظره .. وأخيرا تتغلب عليه ليصبح الشيخ فوزي صبحي عبد الرحمن المهدي
الداعية ومدرس التربية السلمية في مدارس التربية الإسلامية في مدارس منارات جدة .. لكن لماذا وكيف حدث ذلك؟ ..

خرج الفتى من الكنيسة غاضبا من تمرده ، هلعا من أفكاره الأكثر تمردا .. لكن ماذا بيده؟ ..

كان لا بد أن يُسكت هذا التمرد في داخله .. بدأ يبحث في الأديان الأخرى وآخرها الإسلم .. واستمع إلى القرآن فاهتز له قلبه .. ونظر إلى المسلمين فوجد نظافة ووضوء وطهارة وصلاة وركوعا وسجودا ..

واستدار ينظر إلى حاله فلا طهارة ولا اغتسال ولا وضوء.

لم يكن ذلك كافيا لإحداث الانقلاب كما أنه لم يرحمه من مطاردة الفكرة.

وعاد الفتى إلى الكنيسة .. القس يرفع صوته متحدثا عن أسرار الكنيسة السبعة .. همت الضحكة أن تفلت من فمه فأسكتها بصعوبة شديدة وهو يتمتم: أية أسرار يتحدثون عنها؟!

ومرة أخرى داهمته فكرة التمرد .. أية أسرار سبعة؟ وبدأ يستعرضها:

السر الأول: هو (التعميد) بئر داخل الكنيسة صلى عليها الصلاة فحلت بها الروح القدس .. الطفل يغمس فيها فيصبح نصرانيا!! هكذا؟!! وصرخت به فكرة التمرد .. أنه يولد فيجد أبويه نصرانيين فماذا يحتاج بعد ذلك
ليكون نصرانيا (بعد أن أسلم الفتى وجد الجابة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه ينصّرانه أو يمجّسانه أو يهوّدانه).

السر الثاني: هو (الاعتراف) إذ يجلس النصراني المذنب أمام نصراني أكبر منه رتبة (قس - مطران – بطريرك – (بابا)) ليعترف أمامه بكل شيء ويضع الأخير عصاه على رأسه ويتمتم ببعض الكلمات مانحا إياه صك الغفران .. ويخبر الفتى حوارا دار بينه وبين طبيب نصراني: القس يغفر لي فمن يغفر للقس؟ .. قال: البابا. ومن يغفر للبابا؟ قال: الله .. فلماذا لا نعترف لله مباشرة ليغفر لنا؟! لماذا نفضح أنفسنا أمام الناس وقد سترنا ا؟!..

السر الثالث: هو الشرب من دم المسيح هكذا!! نعم .. يأتي النصراني بالنبيذ ليصلي عليه القس فيتحول إلى دم مبارك هو دم المسيح ليشربه النصراني بِوَلَهٍ وخشوع!!

ويتساءل الفتى: إذا كان المسيح مخلصنا فلماذا نشرب من دمه؟ فنحن نشرب من دم عدونا فقط ، الفتى جرب مرة
وأحضر النبيذ للقس فصلى عليه وشربه فلم يجده قد تحول ..

السر الرابع: هو أكل لحم المسيح ، قرابين تصنع من الدقيق ليرتل عليها القس فتتحول إلى جزء من جسد المسيح يأكلونه!! هكذا أيضا!!
وتساءلت النفس المتمردة .. لماذا نأكل لحم المسيح وهو إلهنا وأبونا؟!

الأسرار الثلاثة الأخيرة هي الآب والابن والروح القدس .. ويقولون تثليث في توحيد .. كهنوت وتهاويم وتناقض لا يقبله عقل!!

وهرع الفتى مرة أخرى ساخطا على الكنيسة والقس ، وأشياء كثيرة يناقضها المنطق.

ووسط الزحام دس الفتى جسده ونفسه المتمردة .. رويدا رويدا .. تناسى الأفكار التي تطارده .. وخجلاً قادته قدماه إلى الكنيسة .. وأحس هذه المرة بانقباض فقد أرهقه الكر والفر مع نفسه .. وعلا صوت القس ومعه جموع المخدوعين بقانون الإيمان كما يقولون: (بالحقيقة نؤمن) .. بـ (إله واحد) .. الآب .. ضابط الكل .. خالق السماء
والأرض .. ما يرى وما لا يرى .. نؤمن برب واحد يسوع المسيح .. ابن الله الوحيد .. المولود من الآب قبل كل الدهور .. نور من نور .. إله حق .. إله حق .. مولود غير مخلوق .. تساوى الآب في الجوهر .. هذا الذي كان به كل شيء ..

هذا الذي كان من أجلنا – نحن البشر – نزل من السماء فتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء .. وصلب وقبر عنا .. وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتاب .. و .. و ..

وانسحب الفتى من بين الجموع وهو ممسك برأسه يمنعه من الانفجار ..

يقولون: إله واحد ، ثم يقولون المسيح ابن الله الوحيد؟! .. كيف وكل مولود مخلوق!!

يقولون: صلب وقبر من أجلنا .. فكيف يليق بالرب خالق الكون أن يصلبه ويعذبه أحد خلقه؟!



ومضى الفتى إلى الجيش ليؤدي الخدمة العسكرية .. وفي الإسماعيلية دخل الكنيسة للمرة الخيرة .. مضى إلى الهيكل مباشرة حيث لا يرى من بداخله .. سجد مثلما يسجد المسلم .. بكى بحرقة وابتهل إلى رب الخلق أجمعين الواحد الأحد – قال: ربي .. أنت تعلم أنني في حيرة شديدة
فإن كانت النصرانية هي الحق فاجعل روح القدس تحل عليّ الآن .. وإن كان الإسلام هو الحق فأدخله في قلبي.

يقول الفتى: ولم أرفع رأسي من السجود إلإ وصدري قد انشرح للإسلام.

وقبل أن يخرج من الكنيسة عرج على القس وألقى عليه بعض التساؤلات .. لم يجبه ولكن سأل: هل تقرأ القرآن؟ قال الفتى: نعم ..

اكفهر وجه القس وصرخ: نحن فقط الذين نقرأ القرآن أما أنت والعامة فلا .. وخرج ولم يعد للكنيسة ،

والآن يقول الفتى: كنت رجلاً تائها في لهيب الفيافي يقتلني العطش ولا ألقى سوى السراب وإذا بي أجد ماء
زمزم ..

عشت تسع سنوات بين نفسي المتمردة والهروب منها .. قارنت بين الإسلم والنصرانية .. بين الأناجيل والقرآن وكانت الغلبة للحقيقة والنور ..



اجتمع إخوة الفتى وتشاوروا و اتخذوا القرار ووضعوا طريقة التنفيذ .. لا بد أن يقتل لقد عصى الرب وأهان الكنيسة .. وجاء من يخبره ويشير عليه .. وهرب الفتى من قريته .. قلبه على إخوته .. يدعو لهم بالهداية ..

ويدق باب شقته دقا خفيفا .. يفتح يجد أخته أمامه .. بكت وأخبرته بما أفرحه .. ستشهر إسلامها .. وبكى وأخبرها أنه طالما سهر الليالي يبتهل إلى الله أن يلحقها به .. ولأن الأم قد ماتت منذ أمد بعيد فقد ظل يتوسلان إلى الله أن يهدي قلب أبيهما إلى الإيمان.

ولم يمض وقت طويل حتى جاء ذلك اليوم .. عاد من عمله .. وجد أخته خلف الباب .. أسرعت إليه .. قالت له: أبوك في انتظارك .. جاء ساعيا إلى نور الحق .. انكب على رأسه ويديه يقبلهما .. ويشهر الأب إسلامه ليموت على الإسلام بعد عام ونصف.

وفارس آخر يلحق بالركب .. عبد الله المهدي .. أسلم وجاء ليكمل نصف دينه .. ولم يجد أمامه سوى أخت (الفتى) ليقترن بها ويسافرا معا حيث يعمل إماما لأحد المساجد في الدوحة.

وهذا مقال نشرته عنه مجلة الفيصل في عددها الصادر في أكتوبر - 1992 بتصرف-:

اقتباس
كانت أمنية "فوزي صبحي سمعان" منذ صغره أن يصبح قسا يقَبّل الناس يده و يعترفون له بخطاياهم لعله يمنحهم صك الغفران و يغسل ذنوبهم بسماعه الاعتراف ... و لذا كان يقف منذ طفولته المبكرة خلف قس كنيسة "ماري جرجس" بمدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية بمصر يتلقى منه العلم الكنسي ، و قد أسعد والديه بأنه سيكون خادما للكنيسة ليشب نصرانيا صالحا طبقا لاعتقادهما .

و لم يخالف الفتى رغبة والديه في أن يكون خادما للكنيسة يسير وراء القس حاملاً كأس النبيذ الكبيرة أو دم المسيح كما يدعون ليسقي رواد الكنيسة و ينال بركات القس .

لم يكن أحد يدري أن هذا الفتى الذي يعدونه ليصير قسا سوف يأتي يوم يكون له شأن آخر غير الذي أرادوه له ، فيتغير مسار حياته ليصبح داعية إسلاميا .

يذكر فوزي أنه برغم إخلاصه في خدمة الكنيسة فإنه كانت تؤرقه ما يسمونها "أسرار الكنيسة السبعة" و هي : التعميد ، و الاعتراف ، و شرب النبيذ ، و أكل لحم المسيح ، و الآب ، و الابن ، و الروح القدس ... و أنه
طالما أخذ يفكر مليا في فكرة الفداء أو صلب المسيح عليه السلام افتداءً لخطايا البشرية كما يزعم قسس النصارى و أحبارهم ،

و أنه برغم سنه الغضة فإن عقله كان قد نضج بدرجة تكفي لن يتشكك في صحة حادثة الصلب المزعومة ، و هي أحد الأركان الرئيسية في عقيدة النصارى المحرفة ، ذلك أنه عجز عن أن يجد تبريرا واحدا منطقيا لفكرة فداء خطايا البشرية ، فالعدل و المنطق السليم يقولان بأن لا تزر وازرة وزر أخرى ، فليس من العدل أو المنطق أن يُعَذّب شخص لذنوب ارتكبها غيره .. ثم لماذا يفعل المسيح عليه السلام ذلك بنفسه إذا كان هو الله و ابن الله كما يزعمون؟! .. ألم يكن بإمكانه أن يغفر تلك الخطايا بدلً من القبول بوضعه معلقا على الصليب؟!

ثم كيف يقبل إله كما يزعمون أن يصلبه عبد من عباده ، أليس في هذا مجافاة للمنطق و تقليلاً بل و امتهانا لقيمة ذلك الإله الذي يعبدونه من دون الله الحق؟ ..

و أيضا كيف يمكن أن يكون المسيح عليه السلام هو الله و ابن الله في آن واحد كما يزعمون؟!

كانت تلك الأفكار تدور في ذهن الفتى و تتردد في صدره ، لكنه لم يكن وقتها قادرا على أن يحلل معانيها أو يتخذ منها موقفا حازما ، فلا السن تؤهله لأن يتخذ قرارا و لا قدراته العقلية تسمح له بأن يخوض في دراسة الأديان ليتبين الحقائق واضحة ، فلم يكن أمامه إلا أن يواصل رحلته مع النصرانية و يسير وراء القسس مرددا ما يلقنونه له من عبارات مبهمة .

و مرت السنوات ، و كبر فوزي و صار رجلاً ، و بدأ في تحقيق أمنيته في أن يصير قسًا يشار إليه بالبنان ، و تنخني له رؤوس الصبية و الكبار رجالاً و نساءً ليمنحهم بركاته المزعومة و يجلسون أمامه على كرسي الاعتراف لينصت إلى أدق أسرار حياتهم و يتكرم عليهم بمنحهم الغفران نيابةً عن الرب !!!

و لكن كم حسدهم على أنهم يقولون ما يريدون في حين أنه عاجز عن الاعتراف لأحد بحقيقة التساؤلات التي تدور بداخله و التي لو علم بها الآباء القسس الكبار لأرسلوا به إلى الدير أو قتلوه .

و يذكر فوزي أيضا أنه كثيرا ما كان يتساءل : " إذا كان البسطاء يعترفون للقس ، و القس يعترف للبطريرك ، و
البطريرك يعترف للبابا ، و البابا يعترف لله ، فلماذا هذا التسلسل غير المنطقي ؟ ... و لماذا لا يعترف الناس لله مباشرةً و يجنبون أنفسهم شر الوقوع في براثن بعض المنحرفين من القسس الذين يستغلون تلك الاعترافات في السيطرة على الخاطئين و استغلالهم في أمور غير محمودة ؟! "

لقد كان القس الشاب يحيا صراعا داخليا عنيفا ، عاش معه لمدة تصل إلى تسعة أعوام ، كان حائرا بين ما تربى عليه و تعلمه في البيت و الكنيسة ، و بين تلك التساؤلات العديدة التي لم يستطع أن يجد لها إجابة برغم دراسته لعلم اللهوت و انخراطه في سلك الكهنوت ... و عبثا حاول أن يقنع نفسه بتلك الإجابات الجاهزة التي ابتدعها الأحبار قبل قرون و لقنوها لخاصتهم ليردوا بها على استفسارات العامة برغم مجافاتها للحقيقة و المنطق و العقل .

لم يكن موقعه في الكنيسة يسمح له أن يسأل عن دين غير النصرانية حتى لا يفقد مورد رزقه و ثقة رعايا الكنيسة ، فضلاً عن أن هذا الموقع يجبره على إلقاء عظات دينية هو غير مقتنع بها أصلاً لإحساسه بأنها تقوم على غير أساس ، و لم يكن أمامه إلا أن يحاول وأد نيران الشك التي ثارت في أعماقه و يكبتها ، حيث إنه لم يملك الشجاعة للجهر بما يهمس به لنفسه سرا خيفة أن يناله الأذى من أهله و الكنيسة ، و لم يجد أمامه في حيرته هذه إلا أن ينكب بصدق و حماسة سرا على دراسة الأديان الأخرى .

و بالفعل أخذ يقرأ العديد من الكتب الإسلامية ، فضلاً عن القرآن الكريم الذي أخذ يتفحصه في اطلاع الراغب في استكشاف ظواهره و خوافيه ،

و توقف و دمعت عيناه و هو يقرأ قوله تعالى : "و إذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني و أميَ
إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما نفسك إنك أنت علام الغيوب ( 116 ) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت على كل شئٍ شهيد (117)"
(المائدة)

قرأ فوزي تلك الكلمات و أحس بجسده يرتعش ، فقد وجد فيها الإجابات للعديد من الأسئلة التي طالما عجز عن إيجاد إجابات لها ، و جاء قوله تعالى : "إن مَثَلَ عيسى عند الله كمَثَل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون (59)" (آل عمران)

لقد وجد أن القرآن الكريم قدم إيضاحات لم يقرأها في الأناجيل المحرفة المعتمدة لدى النصارى .

إن القرآن يؤكد بشرية عيسى عليه الإسلام و أنه نبي مرسل لبني إسرائيل و مكلف برسالة محددة كغيره من
الأنبياء .

كان فوزي خلال تلك الفترة قد تم تجنيده لأداء الخدمة العسكرية وأتاحت له هذه الفترة فرصة مراجعة النفس ، و قادته قدماه ذات يوم لدخول كنيسة في مدينة السماعيلية ، و وجد نفسه بدون أن يشعر يسجد فيها سجود المسلمين ، و اغرورقت عيناه بالدموع و هو يناجي ربه سائلاً إياه أن يلهمه السداد و يهديه إلى الدين الحق .. و لم يرفع رأسه من سجوده حتى عزم على اعتناقه الإسلام ، و بالفعل أشهر إسلامه بعيدا عن قريته و أهله خشية بطشهم و إيذائهم ، و تسمى باسم "فوزي صبحي عبد الرحمن المهدي" .

و عندما علمت أسرته بخبر اعتناقه الإسلام وقفت تجاهه موقفا شديدا ساندتهم فيه الكنيسة و بقية الرعايا النصارى الذين ساءهم أن يشهر إسلامه ، في حين كان فوزي في الوقت نفسه يدعو ربه و يبتهل إليه أن
ينقذ والده و إخوته و يهديهم للإسلام ، و قد ضاعف من ألمه أن والدته قد ماتت على دين النصرانية .

و لأن الدعاء مخ العبادة فقد استجاب الله لدعاء القلب المؤمن ، فاستيقظ ذات يوم على صوت طرقات على باب شقته ، و حين فتح الباب وجد شقيقته أمامه تعلن رغبتها في اعتناق الإسلام .. ثم لم يلبث أن جاء والده بعد فترة و لحق بابنه و ابنته على طريق الحق .

و من الطريف أن يعمل فوزي الآن مدرسا للدين الإسلامي في مدارس منارات جدة بالمملكة العربية السعودية ..

أما والده فقد توفاه الله بعد إسلامه بعام و نصف .. و تزوجت شقيقته من شاب نصراني هداه الله للإسلام فاعتنقه و صار داعية له ، و هو يعمل حاليا إماما لأحد المساجد بمدينة الدوحة بدولة قطر حيث يعيش مع زوجته حياة أسرية
سعيدة .

http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...rticle_id=5134





رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة :
   
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 09.07.2011, 18:02
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


القُمّص المصرى "عزت إسحاق معوّض"

الذي صار داعية مسلما

كان أحد الدعاة للالتزام بالنصرانية ، لا يهدأ و لا يسكن عن مهمته التي يستعين بكل الوسائل من كتب و شرائط و غيرها في الدعوة إليها ،

وتدرج في المناصب الكنسية حتى أصبح "قُمّصا" ..

و لكن بعد أن تعمق في دراسة النصرانية بدأت مشاعر الشك تراوده في العقيدة التي يدعو إليها في الوقت الذي كان يشعر بارتياح عند سماعه للقرآن الكريم ... و من ثم كانت رحلة إيمانه التي يتحدث عنها قائلا :

" نشأت في أسرة مسيحية مترابطة و التحقت بقداس الأحد و عمري أربع سنوات ... و في سن الثامنة كنت أحد شمامسة الكنيسة ، و تميزت على أقراني بإلمامي بالقبطية و قدرتي على القراءة من الكتاب المقدس على النصارى .

ثم تمت إجراءات إعدادي للالتحاق بالكلية الإكليريكية لأصبح بعدها كاهنا ثم قُمّصا ، و لكنني عندما بلغت سن الشباب بدأت أرى ما يحدث من مهازل بين الشباب و الشابات داخل الكنيسة و بعلم القساوسة ،

و بدأت أشعر بسخط داخلي على الكنيسة ، و تلفت حولي فوجدت النساء يدخلن الكنيسة متبرجات و يجاورن الرجال ، و الجميع يصلي بلا طهارة و يرددون ما يقوله القس بدون أن يفهموا شيئا على الإطلاق ، و إنما هو مجرد تعود على سماع هذا الكلام .

و عندما بدأت أقرأ أكثر في النصرانية وجدت أن ما يسمى "القداس الإلهي" الذي يتردد في الصلوات ليس به دليل من الكتاب المقدس ، و الخلافات كثيرة بين الطوائف المختلفة بل و داخل كل طائفة على حدة ،و ذلك حول تفسير "الثالوث" ...

و كنت أيضا أشعر بنفور شديد من مسألة تناول النبيذ و قطعة القربان من يد القسيس و التي ترمز إلى دم المسيح
و جسده !!! "



و يستمر القُمّص عزت إسحاق معوض الذي تبرأ من صفته و اسمه ليتحول إلى الداعية المسلم محمد أحمد الرفاعي يستمر في حديثه قائلا : " بينما كان الشك يراودني في النصرانية كان يجذبني شكل المسلمين في الصلاة و الخشوع و السكينة التي تحيط بالمكان برغم أنني كنت لا أفهم ما يرددون ... و كنت عندما يُقرأ القرآن كان يلفت انتباهي لسماعه و أحس بشئ غريب داخلي برغم أنني نشأت على كراهية المسلمين ... و كنت معجبا بصيام شهر رمضان و أجده أفضل من صيام الزيت الذي لم يرد ذكره في الكتاب المقدس ، و بالفعل صمت أياما من شهر
رمضان قبل إسلامي " .



و يمضي الداعية محمد أحمد الرفاعي في كلامه مستطردا : "بدأت أشعر بأن النصرانية دين غير كامل و مشوه ، غير أنني ظللت متأرجحا بين النصرانية و الإسلام ثلاث سنوات انقطعت خلالها عن الكنيسة تماما ، و بدأت أقرأ كثيرا و أقارن بين الأديان ، و كانت لي حوارات مع إخوة مسلمين كان لها الدور الكبير في إحداث حركة فكرية
لديّ ... و كنت أرى أن المسلم غير المتبحر في دينه يحمل من العلم و الثقة بصدق دينه ما يفوق ما لدى أي نصراني ، حيث إن زاد الإسلام من القرآن و السنة النبوية في متناول الجميع رجالا و نساءً و أطفالا ، في حين أن هناك أحد الأسفار بالكتاب المقدس ممنوع أن يقرأها النصراني قبل بلوغ سن الخامسة و الثلاثين ، و يفضل أن يكون متزوجا !! "



ثم يصمت محمد رفاعي برهةً ليستكمل حديثه بقوله : " كانت نقطة التحول في حياتي في أول شهر سبتمبر عام 1988 عندما جلست إلى شيخي و أستاذي "رفاعي سرور" لأول مرة و ناقشني و حاورني لكثر من ساعة ، و طلبت منه في آخر الجلسة أن يقرئني الشهادتين و يعلمني الصلاة ، فطلب مني الاغتسال فاغتسلت و نطقت
بالشهادتين و أشهرت إسلامي و تسميت باسم "محمد أحمد الرفاعي" بعد أن تبرأت من اسمي القديم "عزت إسحاق معوض" و ألغيته من جميع الوثائق الرسمية .

كما أزلت الصليب المرسوم على يدي بعملية جراحية .. و كان أول بلاء لي في الإسلام هو مقاطعة أهلي و رفض
أبي أن أحصل على حقوقي المادية عن نصيبي في شركة كانت بيننا ، و لكنني لم أكترث ، و دخلت الإسلام صفر اليدين ، و لكن الله عوضني عن ذلك بأخوة الإسلام ، و بعمل يدر عليّ دخلً طيبا " .

و يلتقط أنفاسه و هو يختتم كلمه قائلا : " كل ما آمله الآن ألا أكون مسلما إسلاما يعود بالنفع عليّ وحدي فقط ،
و لكن أن أكون نافعا لغيري و أساهم بما لديّ من علم بالنصرانية و الإسلام في الدعوة لدين الله تعالى " .

1991 (بتصرف) / 10 / صحيفة المسلمين الصادرة في 4

http://www.nour-elhaq.net/home/index...tire&Itemid=71





رد باقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ د/مسلمة على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :8  (رابط المشاركة)
قديم 09.07.2011, 22:12
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


أستاذ مدارس الأحد و معلم الشمامسة: وديع أحمد فتحى
http://www.dr-wadee3.net/forum/



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نعمة الإسلام نعمة كبيرة لا تدانيها نعمة لأنه لم يعد على الأرض من يعبد الله وحده الا المسلمين.


ولقد مررت برحلة طويلة قاربت 40 عاما الى أن هدانى الله وسوف أصف لكم مراحل هذه الرحلة من عمرى مرحلة مرحلة:-

مرحلة الطفولة:- زرع ثمار سوداء


كان أبى واعظا فى الإسكندرية فى جمعية أصدقاء الكتاب المقدس وكانت مهنته التبشير فى القرى المحيطة والمناطق الفقيرة لمحاولة جذب فقراء المسلمين الى المسيحية.

وأصر أبى أن أنضم الى الشمامسة منذ أن كان عمرى ست سنوات وأن أنتظم فى دروس مدارس الأحد وهناك يزرعون بذور الحقد السوداء فى عقول الطفال ومنها: -
1- المسلمون اغتصبوا مصر من المسيحين وعذبوا المسيحين.
2- المسلم أشد كفرا من البوذى وعابد البقر
3- القرآن ليس كتاب الله ولكن محمد اخترعه
4- المسلمين يضطهدون النصارى لكى يتركوا مصر ويهاجروا..... وغير ذلك من البذور التى تزرع الحقد الأسود ضد المسلمين فى قلوب الأطفال.

* وفى هذه الفترة المحرجة كان أبى يتكلم معنا سرا عن انحراف الكنائس عن المسيحية الحقيقية التى تحرم الصور والتماثيل والسجود للبطرك والاعتراف للقساوسة.



مرحلة الشباب نضوج ثمار الحقد السود

أصبحت استاذا في مدارس الأحد و معلما للشمامسة وكان عمري 18 سنة وكان علي أن أحضر دروس الوعظ بالكنيسة والزيارة الدورية للأديرة ( خاصة في الصيف ) حيث يتم استدعاء متخصصين في مهاجمة الإسلام والنقد اللاذع للقرآن ومحمد ( صلي الله عليه وسلم ) .

وما يقال في هذه الاجتماعات :
1- القرآن مليء بالمتناقضات ( ثم يذكروا نصف آية ) مثل ( ولا تقربوا الصلاة… )
2- القرآن مليء باللفاظ الجنسية ويفسرون كلمة ( نكاح ) علي أنها الزنا أو اللواط .
3- يقولون أن النبي ومحمد ( صلي الله عليه وسلم ) قد أخذ تعاليم النصرانية من ( بحيره ) الراهب ثم حورها و إخترع بها دين الإسلام ثم قتل بحيره حتي لا يفتضح أمره ........

ومن هذا الاستهزاء بالقرآن الكريم و محمد ( صلي الله عليه وسلم ) الكثير والكثير ...



أسئلة محيرة :

الشباب في هذه الفترة و أنا منهم نسأل القساوسة أسئلة كانت تحيرنا :

شاب مسيحي يسأل :
س : ما رأيك بمحمد ( صلي الله عليه وسلم ) ؟

القسيس يجاوب : هو إنسان عبقري و زكي .

س : هناك الكثير من العباقرة مثل ( أفلاطون ، سقراط , حامورابي .....) ولكن لم نجد لهم أتباعا و دين ينتشر بهذه السرعة الي يومنا هذا ؟ لماذا ؟

ج : يحتار القسيس في الإجابة

شاب أخر يسأل :

س : ما رأيك في القرآن ؟

ج : كتاب يحتوي علي قصص للأنبياء ويحض الناس علي الفضائل ولكنه مليء بالأخطاء .

س : لماذا تخافون أن نقرأه و تكفرون من يلمسه أو يقرأه ؟

ج : يصر القسيس أن من يقرأه كافر دون توضيح السبب !!

يسأل أخر:

س : إذا كان محمد ( صلي الله عليه وسلم ) كاذبا فلماذا تركه الله ينشر دعوته 23 سنه ؟ بل ومازال دينه ينتشر الى الآن ؟ مع انه مكتوب في كتاب موسي ( كتاب ارميا ) ان الله وعد بإهلاك كل إنسان يدعي النبوة هو و أسرته في خلال عام ؟

ج : يجيب القسيس ( لعل الله يريد أن يختبر المسيحيين به ).



مواقف محيرة :

في عام 1971 أصدر البطرك ( شنودة ) قرار بحرمان الراهب روفائيل ( راهب دير مينا ) من الصلاة لأنه لم يذكر أسمه في الصلاة وقد حاول اقناعه الراهب (صموائيل) بالصلاة فانه يصلي لله وليس للبطرك ولكنه خاف ان يحرمه البطرك من الجنه ايضا !!

وتسائل الراهب صموائيل هل يجرؤ شيخ الزهر ان يحرم مسلم من الصلاة ؟ مستحيل

أشد ما كان يحيرني هو معرفتي بتكفير كل طائفة مسيحية للأخرى

فسألت القمص ( ميتاس روفائيل ) أب اعترافي فأكد هذا وان هذا التكفير نافذ في الأرض والسماء .

فسألته متعجبا : معني هذا اننا كفار لتكفير بابا روما لنا ؟

أجاب : للأسف نعم

سألته : وباقي الطوائف كفار بسبب تكفير بطرك الإسكندرية لهم ؟

أجاب : للأسف نعم

سألته : وما موقفنا إذا يوم القيامة ؟

أجاب : الله يرحمنا !!!



بداية الاتجاه نحو الإسلام

وعندما دخلت الكنيسة ووجدت صورة المسيح وتمثاله يعلو هيكلها فسألت نفسي كيف يكون هذا الضعيف المهان الذي استهزأ به و عذب ربا و إلها ؟؟

المفروض أن أعبد رب هذا الضعيف الهارب من بطش اليهود .

وتعجبت حين علمت أن التوراة قد لعنت الصليب والمصلوب عليه وانه نجس وينجس الأرض التي يصلب عليها !! ( تثنية - 21 - 22:23)



وفي عام 1981 : كنت كثير الجدل مع جاري المسلم ( أحمد محمد الدمرداش حجازي ) و ذات يوم كلمني عن العدل في الإسلام ( في الميراث ، في الطلاق ، القصاص ...... ) ثم سألني هل عندكم مثل ذلك ؟ أجبت لا.. لا يوجد

وبدأت أسأل نفسي كيف أتي رجل واحد بكل هذه التشريعات المحكمة والكاملة في العبادات والمعاملات بدون اختلافات ؟ وكيف عجزت مليارات اليهود والنصاري عن إثبات انه مخترع ؟

من عام 1982 و حتي 1990 : وكنت طبيبا في مستشفي ( صدر كوم الشقافة ) وكان الدكتور محمد الشاطبي دائم التحدث مع الزملاء عن أحاديث الرسول محمد ( صلي الله عليه وسلم ) وكنت في بداية الأمر اشعر بنار الغيرة ولكن بعد مرور الوقت أحببت سماع هذه الأحاديث ( قليلة الكلام كثيرة المعاني جميلة الألفاظ والسياق ) و شعرت وقتها أن هذا الرجل نبي عظيم .



هل كان أبي مسلما

من العوامل الخفية التي أثرت علي هدايتي هي الصدمات التي كنت اكتشفها في أبي ومنها :

1- هجر الكنائس والوعظ والجمعيات التبشيرية تماما .
2- كان يرفض تقبيل أيدي الكهنة ( وهذا أمر عظيم عند النصارى)
3- كان لايؤمن بالجسد والدم ( الخبز والخمر ) أي لا يؤمن بتجسيد الله .
4- بدل من نزوله صباح يوم الجمعة للصلاة أصبح ينام ثم يغتسل وينزل وقت الظهر ؟!
5- ينتحل الأعذار للنزول وقت العصر والعودة متأخرا وقت العشاء.
6- أصبح يرفض ذهاب البنات للكوافير .
7- ألفاظ جديدة أصبح يقولها ( أعوذ بالله من الشيطان ) (لا حول ولا قوة الا بالله)
8- وبعد موت أبي 1988 وجدت بالإنجيل الخاص به قصاصات ورق صغيرة يوضح فيها أخطاء موجودة بالأناجيل وتصحيحها .
9- وعثرت علي إنجيل جدي ( والد أبي ) طبعة 1930 وفيها توضيح كامل عن التغيرات التي أحدثها النصاري فيه منها تحويل كلمة ( يا معلم ) و ( يا سيد ) الي ( يا رب ) !!! ليوهموا القاريْ ان عبادة المسيح كانت منذ ولادته.



الطريق إلي المسجد

وبالقرب من عيادتى يوجد مسجد ( هدى الإسلام ) اقترب منه وأخذت أنظر بداخله فوجدته لا يشبه الكنيسة مطلقا ( لا مقاعد – لا رسومات – لا ثريات ضخمة – لا سجاد فخم – لا أدوات موسيقى وايقاع – لا غناء لا تصفيق )

ووجدت أن العبادة فى هذه المساجد هى الركوع والسجود لله فقط ، لا فرق بين غنى وفقير يقفون جميعا فى صفوف منتظمة وقارنت بين ذلك وعكسه الذى يحدث فى الكنائس فكانت المقارنة دائما لصالح المساجد.



فى رحاب القرآن

وددت أن أقرأ القرآن واشتريت مصحفا وتذكرت أن صديقى أحمد الدمرداش قال ان القرآن ( لا يمسه الا المطهرون ) واغتسلت ولم أجد غير ماء بارد وقتها ثم قرأت القرآن وكنت أخشى أن أجد فيه اختلافات ( بعد ما ضاعت ثقتى فى التوراة والإنجيل ) وقرأت القرآن فى يومين ولكنى لم أجد ما كانوا يعلمونا اياه فى الكنيسة عن القرآن .

العجب من هذا أن من يكلم محمد صلى الله عليه وسلم يخبره أنه سوف يموت ؟!! من يجرؤ أن يتكلم هكذا الا الله؟؟!! ودعوت الله أن يهديني ويرشدني .



الرؤيا :

وذات يوم غلبنى النوم فوضعت المصحف بجوارى وقرب الفجر رأيت نورا فى جدار الحجرة وظهر رجل وجهه مضىء اقترب منى وأشار الى المصحف فمددت يدى لأسلم عليه لكنه اختفى ووقع فى قلبى إن هذا الرجل هو النبى محمد صلى الله عليه وسلم يشير الى أن القرآن هو طريق النور والهداية .



أخيرا – أسلمت وجهى لله

وسألت أحد المحامين فدلني علي أن أتوجه لمديرية الأمن – قسم الشئون الدينية – ولم أنم تلك الليلة وراودني الشيطان كثيرا ( كيف تترك دين أبائك بهذه السهولة ) ؟

وخرجت في السادسة صباحا ودخلت كنيسة ( جرجس وأنطونيوس ) وكانت الصلاة قائمة ، وكانت الصالة مليئة بالصور والتماثيل للمسيح و مريم و الحواريين وأخرين إلي البطرك السابق ( كيرلس ) فكلمتهم : ( لو أنكم علي حق وتفعلون المعجزات كما كانوا يعلمونا فافعلوا أي شيء ... أي علامة أو إشارة لأعلم انني اسير في الطريق الخطأ ) و بالطبع لا إجابة .

وبكيت كثيرا علي عمر كبير ضاع في عبادة هذه الصور والتماثيل .

وبعد البكاء شعرت أنني تطهرت من الوثنية وأنني أسير في الطريق الصحيح طريق عبادة الله حقا .

وذهبت الي المديرية و بدأت رحلة طويلة شاقة مع الروتين ومع معاناة مع البيروقراطية و ظنون الناس وبعد عشرة شهور تم اشهار اسلامي في الشهر العقاري في أغسطس 1992

اللهم أحيني على الإسلم وتوفني على الإيمان

اللهم إحفظ ذريتي من بعدي خاشعين ،عابدين ، يخافون معصيتك ويتقربون بطاعتك

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
__________

دكتور وديع يحكي قصة إسلامه على قناة الخليجية





















رد باقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ د/مسلمة على المشاركة المفيدة:
   
  رقم المشاركة :9  (رابط المشاركة)
قديم 07.10.2011, 21:10
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


القسيس الأمريكي الشهير كنث ل. جنكينز

الذي أسلم عند مشاهدته لأحمد ديدات


هذا الموضوع هو في الحقيقة كتيب اصدره القسيس السابق Kenneth L. Jenkins
او عبد الفاروق حاليا ..




وهو يصف قصة اعتناقه لهذا الدين العظيم ... انظر غلاف الكتيب : يقول فيه : " كقسيس سابق وكرجل دين في الكنيسة كانت مهمتي هي انارة الطريق للناس للخروج بهم من من الظلمة التي هم بها ... وبعد اعتناقي الإسلام تولدت لدي رغبة عارمه بنشر تجربتي مع هذا الدين لعل نوره وبركته تحل على الذين لم يعرفوه بعد... انا احمد الله لرحمته بي بادخالي للإسلام

ولمعرفة جمال هذا الدين وعظمته كما شرحها الرسول الكريم وصحابته المهتدين ... انه فقط برحمة الله نصل الى الهداية الحقة والقدرة لاتباع الصراط المستقيم الذي يؤدي للنجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة... ولقد رايت هذه الرحمة تتجلى عندما ذهبت للشيخ عبدالعزيز بن باز واعتنقت الإسلام ولقد كانت محبته تزداد لدي وايضا المعرفة في كل لقاء لي به .... هناك ايضا الكثير الذين ساعدوني بالتشجيع والتعليم ولكن لخوفي لعدم ذكر البعض لن اذكر اسمائهم... انه يكفي ان أقول الحمد لله العظيم الذي يسير لي كل أخ وكل أخت ممن لعبوا دورا هاما لنمو الإسلام في داخلي وايضا لتنشئتي كمسلم.... انا ادعوا الله ان ينفع بهذا الجهد القصير اناسا كثيرين ... واتمنى من النصارى ان يجدوا الطريق المؤدي للنجاة.. ان الأجوبة لمشاكل النصارى لا تستطيع ان تجدها في
حوزة النصارى انفسهم لأنهم في اغلب الأحيان هم سبب مشاكلهم... لكن في الإسلام الحل لجميع مشاكل النصارى والنصرانية ولجميع الديانات المزعومة في العالم...نسال الله ان يجزينا على اعمالنا ونياتنا ....



البداية :

كطفل صغير .... نشأت على الخوف من الرب ...وتربيت بشكل كبير على يد جدتي وهي أصولية مما جعل الكنيسة جزء مكمل لحياتي....وانا لازلت طفلا صغيرا ...بمرور الوقت وببلوغي سن السادسة ... كنت قد عرفت ما ينتظرني من النعيم في الجنة وما ينتظرني من العقاب في النار.... وكانت جدتي تعلمني ان الكذابين سوف يذهبون الى النار الى الأبد... والدتي كانت تعمل بوظيفتين ولكنها كانت تذكرني بما تقوله لي جدتي دائما... اختي الكبرى وشقيقي الأصغر لم يكونوا مهتمين بما تقوله جدتي من انذارات وتحذيرات عن الجنة والنار مثلما كنت انا مهتما !!

لا زلت اتذكر عندما كنت صغيرا عندما كنت انظر الى القمر في الأحيان التي يكون مقتربا من اللون الأحمر ... وعندها ابدا بالبكاء لأن جدتي كانت تقول لي ان من علمات نهاية الدنيا ان يصبح لون القمر احمر ....مثل الدم...

عند بلوغي الثامنة كنت قد اكتسبت معرفة كبيرة وخوف كبير بما سوف ينتظرني في نهاية العالم ...وايضا كانت تأتيني كوابيس كثيرة عن يوم الحساب وكيف سيكون؟؟ بيتنا كان قريبا جدا من محطة السكة الحديد وكانت القطارات تمر بشكل دائم.... اتذكر عندما كنت استيقظ فزعا من صوت القطار ومن صوت صفارته معتقدا اني قد مت واني قد بعثت !! هذه الأفكار كانت قد تبلورت في عقلي من خلال التعليم الشفوي من قبل جدتي وكذلك المقروء مثل قصص الكتاب المقدس ....

في يوم الأحد كنا نتوجه الى الكنيسة وكنت ارتدي احسن الثياب وكان جدي هو المسؤول عن توصيلنا الى هناك ....واتذكر ان الوقت كان يمر هناك كما لو كان عشرات الساعات !! كنا نصل هناك في الحادية عشر صباحا ولا نغادر الا في الثالثة.... اتذكر اني كنت انام في ذلك الوقت في حضن جدتي ... وفي بعض الأحيان كانت جدتي تسمح لي بالخروج للجلوس مع جدي الذي لم يكن متدينا ... وكنا مع بعض نجلس لمراقبة القطارات.... وفي احد الأيام اصيب جدي بالجلطة مما اثر على ذهابنا الى المعتاد الى الكنيسة .... وفي الحقيقة كانت هذه الفترة حساسة جدا في حياتي ...

بدأت أشعر في تلك الفترة بالرغبة الجامحة للذهاب الى الكنيسة وفعل بدأت بالذهاب لوحدي .. وعندما بلغت السادسة عشرة بدأت بالذهاب الى كنيسة اخرى كانت عبارة عن مبنى صغير وكان يشرف عليها عليها والد صديقي ...وكان الحضور عبارة عني انا وصديقي ووالده ومجموعة من زملائي في الدراسة .... واستمر هذا الوضع فقط بضعة شهور قبل أن يتم اغلق تلك الكنيسة .. وبعد تخرجي من الثانوية والتحاقي بالجامعة تذكرت التزامي الديني واصبحت نشطا في المجال الديني.... وبعدها تم تعميدي .... وكطالب جامعي ... اصبحت بوقت قصير افضل عضو في الكنيسة مما جعل كثير من الناس يعجبون بي ... وانا ايضا كنت سعيدا لني كنت اعتقد اني في طريقي " للخلاص"...

كنت اذهب الى الكنيسة في كل وقت كانت تفتح فيه ابوابها .... وايضا ادرس الكتاب المقدس لأيام ولأسابيع في بعض الأحيان ... كنت احضر محاضرات كثيرة كان يقيمها رجال الدين .... وفي سن العشرين اصبحت احد اعضاء الكنيسة ...وبعدها بدأت بالوعظ .... واصبحت معروفا بسرعة كبيرة.. في الحقيقة انا كنت من المتعصبين وكنت لدي يقين انه لا يستطيع احد الحصول على الخلاص مالم يكن عضوا في كنيستنا !!

وايضا كنت استنكر على كل شخص لم يعرف الرب بالطريق التي عرفته انا بها ... انا كنت اؤمن ان يسوع المسيح والرب عبارة عن شخص واحد ... في الحقيقة في الكنيسة تعلمت ان التثليث غير صحيح ولكني بالوقت نفسه كنت اعتقد ان يسوع والآب وروح القدس شخص واحد !!

حاولت ان افهم كيف تكون هذه العلاقة صحيحة ولكن في الحقيقة ابدا لم استطع الوصول الى نتيجة متكاملة بخوص هذه العقيدة !!

أنا اعجب باللبس المحتشم للنساء وكذلك والتصرفات الطيبة من الرجال .. انا كنت ممن يؤمنون بالعقيدة التي تقول ان على المرأة تغطية جسدها! وليست المراة التي تملأ وجهها بالميكياج وتقول انا سفيرة المسيح !.... كنت في هذا الوقت قد وصلت الى يقين بان ما أنا فيه الآن هو سبيلي الى الخلاص... وايضا كنت عندما ادخل في جدال مع احد الشخاص من كنائس اخرى كان النقاش ينتهي بسكوته تماما .... وذلك بسب معرفتي الواسعة بالكتاب المقدس كنت احفظ مئات النصوص من النجيل .... وهذا ما كان يميزني عن غيري ... وبرغم كل تلك الثقة التي كانت لدي كان جزء مني يبحث ... ولكن عن ماذا ..؟؟ عن شيء اكبر من الذي وصلت اليه!

كنت اصلي باستمرار للرب ان يهديني الى الدين الصحيح ... وان يغفر لي اذا كنت مخطئا ... الى هذه اللحظة لم يكن لي اي احتكاك مباشر مع المسلمين ولم اكن اعرف اي شيء عن الإسلام .... وكل ما عرفته هو ما يسمى ب " أمة الإسلام" وهي مجموعة من السود اسسوا لهم دينا خاصا بهم وهو عنصري ولا يقبل غير السود ... ولكن اسموه "امة الإسلام" وهذا مما جعلني اعتقد ان هذا هو الإسلام ...

مؤسس هذا الدين اسمه " اليجا محمد" وهو الذي بدا هذا الدين والذي اسمى مجموعته ايضا "المسلمين السود" ....في الحقيقة قد لفت نظري خطيب مفوه لهذه الجماعة اسمه لويس فرقان وقد شدني بطريقة كلمه وكان هذا في السبعينات من هذا القرن ... وبعد تخرجي من الجامعة كنت قد وصلت الى مرحلة متقدمة من العمل في المجال الديني .... وفي ذلك الوقت بدا اتباع "اليجه محمد " بالظهور بشكل واضح ... وعندها بدأت بدعمهم خصوصا انهم يحاولون الرقي بالسود مما هم عليه من سوء المعاملة والأوضاع بشكل عام... بدأت بحضور محاضراتهم لمعرفة طبيعة دينهم بالتحديد... ولكني لم اقبل فكرة ان الرب عبارة عن رجل اسود( كما كان من اعتقاد اصحاب أمة الإسلام) ولم اكن احب طريقتهم في استخدام الكتاب المقدس لدعم افكارهم.... فانا اعرف هذا الكتاب جيدا ... ولذلك لم اتحمس لهذا الدين (وكنت في هذا الوقت اعتقد انه هو الإسلام!!)



وبعد ست سنوات انتقلت للعيش في مدينة تكساس ... وبسرعة التحقت لأصبح عضوا في كنيستين هناك وكان يعمل في احد تلك الكنيستين شاب صغير بدون خبرة في حين ان خبرتي في النصرانية كانت قد بلغت مبلغا كبيرا وفوق المعتاد ايضا ... وفي الكنيسة الأخرى التي كنت عضوا فيها كان هناك قسيس كبير في السن ورغم ذلك لم يكن يمتلك المعرفة التي كنت انا امتلكها عن الكتاب المقدس ولذلك فضلت الخروج منها حتى لا تحصل مشاكل بيني وبينه ...

عندها انتقلت للعمل في كنيسة اخرى .... في مدينة اخرى وكان القائم على تلك الكنيسة رجل محنك وخبير وعنده علم غزير ... وعنده طريقة مدهشة في التعليم .... ورغم انه كان يمتلك افكارا لا اوافقه عليها الا انه كان ... في النهاية شخص يمتلك القدرة على كسب الأشخاص... في هذا الوقت بدات اكتشف اشياء لم اكن اعلمها بالكنيسة وجعلتني افكر فيما انا فيه من دين...!!!



مرحبا بكم في عالم الكنيسة الحقيقي :

بسرعة اكتشفت ان في الكنيسة الكثير من الغيرة وهي شائعة جدا في السلم الكنسي... وايضا اشياء كثيرة غيرت الأفكار التي كنت قد تعودت عليها .... على سبيل المثال النساء يرتدين ملابس انا كنت اعتبرها مخجلة ... والكل يهتم بشكله من اجل لفت الانتباه ... لا اكثر ...للجنس الآخر !!

الآن اكتشفت كيف ان المال يلعب لعبة كبرى في الكنائس لقد اخبروني انه الكنيسة اذا لم تكن تملك العدد المحدد من الآعضاء فلا داعي ان تضيع وقتك بها لأنك لن تجد المردود المالي المناسب لذلك .... عندها اخبرتهم اني هنا لست من اجل المال... وانا مستعد لعمل ذلك بدون اي مقابل ... وحتى لو وجد عضو واحد فقط...!!

هنا بدات افكر بهؤلاء الذي كنت اتوسم فيهم الحكمة .. كيف انهم كانوا يعملون فقط من اجل المال!! لقد اكتشفت ان المال والسلطة والمنفعة كانت اهم لديهم من تعريف الناس بالحقيقة ... هنا بدات اسال هؤلاء الأساتذة بعض الأسئلة ولكن هذه المرة بشكل علني في وقت المحاضرات .... كنت اسالهم كيف ليسوع ان يكون هو الرب؟؟.... وايضا في نفس الوقت روح القدس والآب والابن ووو... الخ... ولكن لا جواب!!

كثير من هؤلاء القساوسة والوعاظ كانوا يقولون لي انهم هم ايضا لا يعرفون كيف يفسرونها لكنهم في نفس الوقت يعتقدون انهم مطالبون بالإيمان بها !!

وكان اكتشاف الحجم الكبير من حالات الزنا والبغاء في الوسط الكنسي وايضا انتشار المخدرات وتجارتها فيما بينهم وايضا اكتشاف كثير من القساوسة الشواذ جنسيا ادى بي الى تغيير طريقة تفكيري والبحث عن شيء اخر ولكن ماهو ؟

وفي تلك الأيام استطعت ان احصل على عمل جديد في المملكة العربية السعودية ...



بداية جديدة :

لم يمر وقت طويل حتى لاحظت الأسلوب المختلف للحياة لدى المسلمين..... كانوا مختلفين عن اتباع "اليجه محمد" العنصريين الذين لا يقبلون الا السود ... الإسلام الموجود في السعودية يضم كافة الطبقات ...وكل الأعراق ... عندها تولدت لدي رغبة قوية في التعرف على هذا الدين المميز... كنت مندهشا لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وكنت اريد ان اعرف المزيد .. طلبت مجموعة من الكتب من احد الإخوان الذي كان نشطا في الدعوة الى الإسلام .... كنت احصل على جميع الكتب التي كنت اطلبها ....قرأتها كلها بعدها أعطوني القران الكريم وقمت بقراءته عدة مرات ...خلال عدة اشهر ...سألت اسئلة كثيرة جدا وكنت دائما اجد جوابا مقنعا ...

الذي زاد في اعجابي هو عدم اصرار الشخص على الإجابة ... بل انه ان لم يكن يعرفها كان ببساطة يخبرني انه لا يعرف وانه سوف يسأل لي عنها ويخبرني في وقت لاحق !! وكان دائما في اليوم التالي يحضر لي الإجابة .... وايضا مما كان يشدني في هؤلء الناس المحيرين هو اعتزازهم بانفسهم !!

كنت اصاب بالدهشة عندما ارى النساء وهن محتشمات من الوجه الى القدمين ! لم اجد سلام ديني او تنافس بين الناس المنتسبين للعمل من اجل الدين كما كان يحدث في امريكا في الوسط الكنسي هناك ....

كل هذا كان رائعا ولكن كان هناك شيء ينغص علي وهو كيف لي ان اترك الدين الذي نشأت عليه ؟؟ كيف اترك الكتاب المقدس؟؟ كان عندي اعتقاد انه به شيء من الصحة بالرغم من العدد الكبير من التحريفات والمراجعات التي حصلت له .... عندها تم اعطائي شريط فيديو فيه مناظرة اسمها "هل الإنجيل كلمة الله" وهي بين الشيخ احمد ديدات وبين جيمي سواجارت...وبعدها على الفور اعلنت اسلامي!!!!!!

لمشاهدة تلك المناظرة المثيرة



أو سماعها وتحميلها من الوصلة التالية:

http://www.islam.org/audio/ra622_4.ram

بعدها تم اخذي الى مكتب الشيخ عبدالعزيز بن باز لكي اعلن الشهادة وقبولي بالإسلام ... وتم اعطائي نصيحة عما سوف اواجهه بالمستقبل ....انها في الحقيقة ولادة جديدة لي بعد ظلام طويل .....

كنت افكر بماذا سوف يقول زملائي في الكنيسة عندما يعلمون بخبر اعتناقي للإسلام؟؟ لم يكن وقت طويل لأعلم .... بعد ان عدت للولايات المتحدة المريكية من اجل الإجازة اخذت الانتقادات تضربني من كل جهة على ما انا عليه من "قلة الإيمان " على حد قولهم !! واخذوا يصفوني بكل الأوصاف الممكنة ... مثل الخائن والمنحل اخلاقيا ... وكذلك كان يفعل رؤساء الكنيسة ... ولكني لم اكن اعبأ بما كانوا يقولون لإني انا الآن فرح ومسرور بما انعم الله علي به من نعمة وهي الإسلام ...



انا الآن اريد ان اكرس حياتي لخدمة الإسلام كما كنت في المسيحية ... ولكن الفرق ان الإسلام لا يوجد فيه احتكار للتعليم الديني بل الكل مطالب ان يتعلم ...... تم اهدائي صحيح مسلم من قبل مدرس القران .... عندها اكتشفت حاجتي لتعلم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ... واحاديثة وما عمله في حياته ...... فقمت بقراءة الأحاديث
المتوفرة باللغة النجليزية بقدر المستطاع ...

ايضا ادركت ان خبرتي بالمسيحية نافعة جدا لي في التعامل مع النصارى ومحاججتهم... حياتي تغيرت بشكل كامل ... واهم شيء تعلمته ان هذه الحياة انما هي تحضيرية للحياة الآخروية ... وايضا مما تعلمته اننا نجازى حتى بالنيات .... اي انك اذا نويت ان تعمل عمل صالحا ولم تقدر ان تعمله لظرف ما ... فان جزاء هذا العمل يكون لك .... وهذا مختلف تماما عن النصرانية....

الآن من اهم اهدافي هو تعلم اللغة العربية وتعلم المزيد عن الإسلام .... وانا الآن اعمل في حقل الدعوة لغير المسلمين ولغير الناطقين بالعربية..... واريد ان اكشف للعالم التناقضات والأخطاء والتلفيقات التي يحتويها الكتاب الذي يؤمن به الملايين حول العالم (يقصد الكتاب المقدس للنصارى) وايضا هناك جانب ايجابي مما تعلمته من النصرانية انه لا يستطيع احد ان يحاججني لإني اعرف معظم الخدع التي يحاول المنصرون استخدامها لخداع النصارى وغيرهم من عديمي الخبرة .... اسأل الله ان يهدينا جميعا الى سواء الصراط "



جزاه الله خيرا وهذا الكلام لا يصدر في الحقيقة الا من رجل صادق عرف الله فآمن به ... ومن ثم كبر الإيمان في قلبه ... حتى اصبح هدفه هو هداية الناس جميعا !!! وهذا الرجل تنطبق عليه الآية الكريمة التالية : " لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنّ أَقْرَبَهُمْ مّوَدّةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدّمْعِ مِمّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقّ يَقُولُونَ رَبّنَا آمَنّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصّالِحِينَ " سورة المائدة اية 82-84

http://www.missionislam.com/comprel/former.htm

http://truereligiondebate.wordpress.com/2008/04/03/abdullah-al-faruq-formerly-kenneth-l-jenkins-minister-and-elder-of-the-pentecostal-church-chooses-islam/






رد باقتباس
الأعضاء الذين شكروا د/مسلمة على المشاركة :
   
  رقم المشاركة :10  (رابط المشاركة)
قديم 27.10.2011, 23:19
صور د/مسلمة الرمزية

د/مسلمة

مديرة المنتدى

______________

د/مسلمة غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.01.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 5.627  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
15.01.2020 (11:34)
تم شكره 1.169 مرة في 800 مشاركة
افتراضي


القس الفليبيني عيسي بياجو



حاوره : علي ياسين

تعريف به:

اسمه عيسى عبد الله بياجو ، عمره أربعون سنة ، بلده الفلبين ، متزوج وله ابن, كان قسا كاثوليكيا ثم اهتدى إلى النور ، وشرح الله صدره للإسلام ، كان ذلك من أربع عشرة سنة ، وهو الآن قد جاء للعمل بالدوحة .. فسعينا إلى الالتقاء به .

سألناه عن حياته قبل الإسلام فقال : اسمي الصلى هو كريسانتو بياجو ، درست في المعهد اللاهوتي ، وحصلت على درجة الليسانس في اللاهوت وعملت كقس كاثوليكي سمعت عن المسلمين كمجموعة من الناس ، ولم تكن عندي فكرة عما يدينون به .

وفي ذلك الحين كنت لا أطيق حتى مجرد سماع اسمهم نظرا للدعاية العالمية التي توجه ضدهم. وحتى المسلمون المنتمون إلى جبهة تحرير مورو في الفلبين كان يُعطى الإيحاء بأنهم قراصنة وهمجيون ، يسهل عليهم العدوان وسفك الدماء ، هذا الشعور يشاركني فيه معظم نصارى الفلبين الذين يمثلون 90% من السكان .

جاء يوم حضرت فيه محاضرة ألقاها منصّر أمريكي اسمه بيتر جوينج عن الإسلام ، فأخذتني الرغبة في التعرف على هذا الدين ، وانطلقت لأقرأ بعض الرسائل عن أركان الإيمان ، وأركان الإسلام ، وعن قصص الأنبياء ، فدهشت من أن الإسلام يؤمن بالأنبياء الذين من أهمهم المسيح عليه السلام .

كانت مشكلتي نقص الكتب التي تتكلم عن الإسلام وعن القرآن ولكني لم أيأس ، لإنني كنت أستحضر من كلام المبشر الأمريكي قوله : إن التوراة فيها أخطاء ، مما أدخل الشك في نفسي ، فبدأت أكوّن فكرتي عن الدين الحق الذي أومن به .

ولم أجد الإجابات عن الأسئلة التي جالت آنئذٍ في صدري حول الإنجيل وكلما حللت مشكلة أو أجبت عن سؤال ، ظهرت مشاكل كثيرة وأسئلة أكثر .

لجأت إلى تفريغ ذهني من كل فكرة مسبقة ، ودعوت الله أن يهديني إلى الحق وكان من المفارقات العجيبة أنني كقسيس كنت أعلّم الناس ما لا أعتقده ، فمثلاً لم أكن على الإطلاق مقتنعا بفكرة الخطيئة الأصلية ، والصّلب ، إذ كيف يحمّل الله إنسانا ذنوب الآخرين ؟ هذا ظلم ، ولماذا لا يغفرها الله ابتداءً ؟ وكيف يفعل الآب هذا بابنه ؟ أليس هذا إيذاءً للأبناء بغير حق ؟ وما الفرق بين هذا وبين ما يفعله الناس من إساءة معاملة الطفال ؟ .

بدأت أبحث عن الوحي الحقيقي فتأملت نص التوراة فلم أجد إلا كلاما مليئا بالأخطاء والتناقضات لا ندري من كتبه ولا من جمعه ، فأصل التوراة مفقود ، وهناك أكثر من توراة . اهتزت عقيدتي تماما . ولكني كنت أمارس عملي ، لئلا أفقد مصدر دخلي وكل امتيازاتي .

ومرت سنتان وأنا على هذا الحال حتى جاء يوم لقيت فيه جماعة من المسلمين يوزعون كتيبات عن الإسلام ، فأخذت منهم واحدا قرأته بشغف ، ثم سعيت إلى مناقشة تلك الجماعة التي كانت توزع تلك الكتيبات فقد كنت أحب الجدال والمناظرة ، وهذا ليس غريبا ، ففي الفلبين جماعات نصرانية متصارعة يقارب عددها 20 ألف جماعة وكثيرا ما كنت أمارس الجدال والمناظرة مع بعض تلك الجماعات . فلما جلست مع ذلك الفريق المسلم في إحدى الحدائق فوجئت بأن الذي يحاورني كان قسيسا كبيرا دخل الإسلام . أخذت أنصت لكلامه : عن النظام السياسي في الإسلام ، فأعجبني لأنني كنت أحب المساواة التي لم أجدها في النظم البشرية ولكني حينئذٍ وجدتها في دين مبني على كلام الله ووحيه إلى خلقه .

سألت المتحدث عن سبب اعتناقه للإسلام ، ثم عن الفرق بين القرآن والإنجيل فأعطاني كتابا لرجل اسمه أحمد ديدات . قرأت الكتاب فوجدت فيه الإجابة عن كل تساؤلتي حول الإنجيل واقتنعت تماما .

ثم أخذت أقابل ذلك الرجل كل يوم جمعة بعد الظهر لأسأله عن كل شيء ، وكان من فضولي أن سألته عن محمد صلى الله عليه وسلم ، وهل هو من نسل إسماعيل ؟ فقال إن في التوراة الموجودة حاليا ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعطاني مقاطع كثيرة من التوراة في هذا الصدد .

أخذت أبحث لأقتنع ، وكان من دواعي اطمئناني أن إيماني بعيسى عليه السلام يجعلني أقبل الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، واستمر بحثي شهرين ، شعرت بعدهما ببعض التردد ، لخوفي على مستقبلي لأنني أعلم يقينا أنني لو أسلمت فسأخسر كل شيء : المال ، ودرجتي العلمية ، والكنيسة ، وسأخسر والديّ وإخوتي ، كان الشيء الذي هزني هو عجزي عن تدريس الناس العقيدة النصرانية إذ أصبحت باردا جدا وغير مقتنع بما أقول .

تركت قراءة التوراة حتى لاحظ والداي ذلك . ثم لقيت صديقي المسلم ، وسألته عن الصلاة ، فقال لى : الشهادة أولاً ، فرفعت أصبعي بتلقائية وقلت خلفه : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولم أكن أعرف معنى هذا القول حتى شرحه هو لي بعد ذلك . وقلت : وأشهد أن عيسى رسول الله . كان في المجلس مسلمون كثيرون من جنسيات
مختلفة فقام الجميع وعانقوني وهنأوني ، فقلت في نفسي : كل هؤلاء مسلمون رغم اختلاف جنسياتهم وألوانهم ، لقد جمعهم الإسلام بلا تمييز، فلماذا التمييز في النصرانية حتى تجد جماعات نصرانية للبيض وجماعات نصرانية للسود؟

فرجعت إلى بيتي ونطقت بالشهادة باللغة الإنجليزية بيني وبين الله تعالى فليس يهمني الناس . بقيت على إسلامي من غير أن يعلم أحد من معارفي ، وكنت أدخل الكنيسة لمدة ستة أسابيع ، لأنزع بعد ذلك فتيل القنبلة وأعلن إسلامي ، فغضب والداي أشد الغضب . وجاء الكاهن الأكبر إلى المنزل ليناقشني فعرضت عليه ما عندي من تناقضات الإنجيل ، فكلمني عن بعض الشبهات التي تثار حول الإسلام فقلت له : أقنعني اولاً أن محمدا ليس رسولاً من عند الله ، فوعدني ولكن لم يرجع ، وسمعت بعد ذلك أن الكنيسة كلها تصلي من أجلي ليرجع إلى عقلي ، وكأنني صرت مجنونا .

بدأت بعد ذلك أثبّت قدمي في الإسلام - دراسة وتعلما - وكنت ألقي بعد ذلك برامج إسلامية في التلفزيون والإذاعة المحلية التي تمولها الجهات الإسلامية ، ثم تزوجت امرأة مسلمة رزقني الله منها عبد الصمد ابني الوحيد ( 11 سنة ) .

واعتنق الإسلام بعد ذلك أبي وأمي وأختي وزوجها وابن أخي وبنت أختي . وأحمد الله على أن كنت سبب هدايتهم إلى الصراط المستقيم .



بعد هذه القصة المثيرة لإسلام عيسى بياجو سألناه عن حال الدعوة في الفلبين فقال :
يدخل في الإسلام كل شهر أكثر من أربعمائة من نصارى الفلبين حسب السجلت الرسمية ، أما العدد الحقيقي فالمرجح أنه أكثر من ذلك .

ومعظم أهل الفلبين مسيحيون بالإسم فقط ولا يجدون من يدعوهم إلى الإسلام . ومنهم من يقتنع بالإسلام ، ولكن يعوقه عن اعتناقه عامل الخوف من المستقبل لأنه سيفقد الأسرة وسيفقد العمل ، فالناس هناك لا تقبل توظيف من ترك النصرانية .

سألناه عن خير وسيلة للدعوة إلى الإسلام ، فقال : إنها المعاملة الطيبة بخلق الإسلام ، فكثير ممن أسلموا كان دافعهم إلى الاقتراب من عقيدة التوحيد معاملة المسلمين الحسنة لهم ، كأن يكون صاحب العمل مسلما حسن المعاملة ، أو زميلاً لمسلم حسن الصحبة ودمث الخلق .

وكثير ممن أسلموا في الفلبين لم يسلموا إلا بعد أن عادوا إلى بلدهم بعد العمل في بلد إسلامي ، إذ أحسوا بالفرق عندما فقدوا المناخ الإسلامي ، فتبخرت كل أوهامهم وشكوكهم حول الإسلام فأعلنوا إسلامهم بعيدا عن كل ضغط أو تأثير ، ولذا أوصى بالدعوة الحسنة ، وبعدم استعجال النتيجة ، فالبذرة لا تنمو ما بين يوم وليلة .

وقال الأخ عيسى : إن بعض من أسلموا كان سبب إسلامهم تأثرهم برؤية منظر المسلمين وهم يصلّون ، لأنه منظر عجيب حقا.

سألناه : ماذا عن دعوة المسيحي المثقف ثقافة دينية ؟ هل يكفي معه هذا وحده ؟
فقال مثل هذا نأخذ بيده ، وندعوه إلى مقارنة أسفار الكتاب المقدس ، ودراسة مقارنة الأديان ، فتلك الوسائل أفضل لإقناعه .

ثم كان السؤال الأخير عن العقبات التي تحول دون دخول الناس في الإسلام فقال : أول ما يصد الناس هو الفكرة الخاطئة التي تعشش في أذهانهم عن الإسلام ثم هناك سلوكيات كثير من المسلمين ، الذين - بأقوالهم وأفعالهم - يعطون صورة سيئة عن الإسلام ، ثم فتوى بعض المسلمين من غير علم . وتأتي أخيرا الشبهات التي تثار حول الإسلام من كونه يدعو إلى الإرهاب ويسيء معاملة المرأة ، فيدعو الرجل إلى طلاقها ، وإلى الزواج بغيرها ، وأنه يحرمها من حقوقها ويقهرها ولا يعطيها حريتها . ولا شك أن هذه الشبهات كلها منحازة وخاطئة ، ولكن - للأسف - تؤلف فيها كتب ، وتروّج بين غير المسلمين لتصدهم عن الإسلام وهنا يأتي دورنا نحن الدعاة المسلمين لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية ، ونفض الغبار وهدم السور العالي الذي أقامه العلم الهدام ، ليحول بين الناس وبين التعرف الحر على دين الله رب العالمين .

http://www.callofhope.com/هؤلاء-أسلموا/قصص-القساوسة/398-القس-الفلبيني-عيسى-بياجو.html



الموقع الحالي للداعية عيسى بياجو

http://isabiago.ning.com/






رد باقتباس
رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية
هؤلاء, لماذا, لماذا أسلم هؤلاء القساوسة, مسلم, القساوسة, تجميل, كتاب, قساوسة أسلموا


الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة موضوعات جديدة
لا تستطيع إضافة رد
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

رمز BB تمكين
رمز[IMG]تمكين
رمز HTML تعطيل

الانتقال السريع

الموضوعات المتماثلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى ردود آخر مشاركة
كيف ولماذا يتنصر مسلم ... و لماذا مسلم عرضة للتنصير أكثر من آخر د/مسلمة كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية 6 29.05.2017 14:24
هؤلاء اناس اسلموا لنرى سويا لماذا اسلم هؤلاء ابن النعمان ركن المسلمين الجدد 0 28.11.2011 19:22
شمس الإسلام تسطع على العالم ( لماذا اسلم هؤلاء ) متجدد جادي ركن المسلمين الجدد 31 07.10.2011 16:30
لماذا لا يستطيع الكتاب المقدس تربية القساوسة ؟؟؟؟؟ أبو عمر الباحث غرائب و ثمار النصرانية 17 15.09.2011 00:06
كيف أسلم هؤلاء؟ hanooda ركن المسلمين الجدد 1 16.07.2010 20:37



لوّن صفحتك :