رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
صفة الاستهزاء بالكافرين
بسم الله الرحمن الرحيم صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ في كتابه العزيز. الدليل : قولـه تعالى : (وَإِذَا لَقُوا الذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ( اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ( [البقرة : 14-15]. قـال ابن فارس في ((مجمل اللغة)) (ص 904) : ((الهزء : السخرية ، يُقال: هزيءَ به واستهزأ)). وقال ابن جرير الطبري في تفسير الآية بعد أن ذكر الاختلاف في صفة الاستهزاء : ((والصواب في ذلك من القول والتأويل عندنا : أنَّ معنى الاستهزاء في كلام العرب : إظهار المستهزِيء للمستَهْزَأ به من القول والفعل ما يرضيه ظاهراً ، وهو بذلك من قِيِله وفعلِه به مورثه مساءة باطناً ، وكذلك معنى الخداع والسخرية والمكر 000 )). ثم قال : (( وأما الذين زعمـوا أنَّ قول الله تعالى ذكره (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ( إنما هو على وجه الجواب ، وأنه لم يكن من الله استهزاء ولا مكر ولا خديعة ؛ فنافون عن الله عَزَّ وجَلَّ ما قد أثبته الله عَزَّ وجَلَّ لنفسه وأوجبه لها، وسواءٌ قال قائل : لم يكن من الله جل ذكره استهزاء ولا مكر ولا خديعة ولا سخرية بمن أخبر أنه يستهزئ ويسخر ويمكر به ، أو قال : لم يخسف الله بمن أخبر أنه خسف به من الأمم ولم يغرق من أخبر أنه أغرقه منهم. ويقال لقائل ذلك : إنَّ الله جل ثناؤه أخبرنا أنه مكر بقوم مضوا قبلنا لم نرهم ، وأخبرنا عن آخرين أنه خسف بهم ، وعن آخرين أنه أغرقهم ، فصدقنا الله تعالى فيما ذكره فيما أخبرنا به من ذلك ، ولم نفرق بين شيء منه؛ فما برهانك على تفريقك ما فرقت بينه بزعمك أنه قد أغرق وخسف بمن أخبر أنه أغرقه وخسف به ، ولم يمكر بمن أخبر أنه قد مكر به؟!))اهـ. وقال قوَّام السنة الأصبهاني في ((الحجة)) (1/168) : ((وتولى الذب عنهم ( أي : عن المؤمنين ) حين قالوا : (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ، فقال : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ( ، وقال : (فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ( ، وأجاب عنهم فقال : (أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ( ؛ فأجل أقدارهم أن يوصفوا بصفة عيب ، وتولى المجازاة لهم ، فقال (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (. وقال(سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ( ؛ لأن هاتين الصفتين إذا كانتا من الله ؛ لم تكن سفهاً ؛ لأن الله حكيم ، والحكيم لا يفعل السفه ، بل ما يكون منه يكون صواباً وحكمة)). اهـ. وقال شيخ الإسلام في ((الفتاوى)) (7/111) رداً على الذين يدعون أنَّ هناك مجازاً في القرآن : ((وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن كلفظ (المكر) و(الاستهزاء) و (السخرية) المضاف إلى الله ، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز ، وليس كذلك ، بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة ؛ كانت ظلماً له ، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله ؛ كانت عدلاً ؛ كما قال تعالى : (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ( فكاد له كما كادت اخوته لما قال له أبوه (لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً( ، وقال تعالى : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ( وَأَكِيدُ كَيْدًا( وقال تعالى : (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُون َ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ( وقال تعالى : (الذِينَ يَلمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنْ المُؤْمِنِينَ فِي الصـَّدَقَاتِ وَالذِينَ لا يَجـِدُونَ إِلا جُهـْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَـخِرَ اللهُ مِنْهُمْ( ولهذا كان الاستهزاء بهم فعلاً يستحق هذا الاسم ؛ كما روى عن ابن عباس ؛ أنه يفتح لهم باب من الجنة وهم في النار ، فيسرعون إليه ، فيغلق ، ثم يفتح لهم باب آخر ، فيسرعون إليه ، فيغلق ، فيضحك منهم المؤمنون. قال تعالى(فَاليَوْمَ الذِينَ آمَنُوا مِنْ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ( عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ( هَل ثُوِّبَ الكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(. وعن الحسن البصري : إذا كان يوم القيامة ؛ خمدت النار لهم كما تخمد الإهالة من القدر ، فيمشون ، فيخسف بهم. وعن مقاتل : إذا ضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب ؛ باطنه فيه الرحمة ، وظاهره من قبله العذاب ، فيبقون في الظلمة ، فيقال لهم : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً. وقال بعضهم : استهزاؤه : استدراجه لهم. وقيل : إيقاع استهزائهم ورد خداعهم ومكرهم عليهم. وقيل : إنه يظهر لهم في الدنيا خلاف ما أبطن في الآخرة. وقيل : هو تجهيلهم وتخطئتهم فيما فعلوه. وهذا كله حق ، وهو استهزاء بهم حقيقة)) اهـ. وانظر كلام ابن القيم في صفة (الخداع) ، وكلامه في ((مختصر الصواعق المرسلة)) (2/34). http://www.dorar.net/book_browse/2939 للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
صفة الاستهزاء بالكافرين
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
موحد لله
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
لااله الا الله _ محمد رسول الله
{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} ... أن الاستهزاء بأهل العلم والصلاح خصلة من خصال الكافرين وصفة من صفات المنافقين جزاك الله خيراا اخى الفاضل موحد بالله لهذا الطرح الهام والقيم اللهم اعز الاسلام والمسلمين المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الاستهزاء, بالكافرين |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
صفة الاستهزاء بالكافرين | موحد لله | العقيدة و الفقه | 1 | 26.03.2011 12:32 |
الآيات القرآنية في إثبات صفة اليد لله تعالى | أحمد شرارة | القرآن الكـريــم و علـومـه | 3 | 11.08.2010 00:16 |
الفاظ جنسية لا تحمل صفة القداسة والطهارة فى الكتاب المقدس | ابو حمزة | مصداقية الكتاب المقدس | 4 | 20.07.2010 02:55 |
شبهة حول صفة مكر الله سبحانه وتعالى.. | زهراء | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 6 | 04.12.2009 17:41 |