آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ملاحظات حول ترجمة معاني القرآن للمستشرق الفرنسي جاك بيرك - دكتور حسن عزوزي
سيتم في هذا الموضوع عرض ملاحظات دكتور حسن بن إدريس الزعزوي حول ترجمة معاني القرآن الكريم للمستشرق الفرنسي جاك بيرك ونقاط الموضوع كالآتي: - مقدمة الكاتب - حول مقدمة الترجمة: تأثير الفكر اليوناني القديم تأثير الشعر الجاهلي تأثير مصادر متنوعة ومنها الإنجيل - الملاحظات التفصيلية على مضامين الترجمة: أولا: حذف أجزاء وزيادة أخرى في النص القرآني ثانيا: التحريف المعجمي ثالثا: قلب الحقائق القرآنية: رابعا :أخطاء ناجمة عن سوء الفهم: خامسا: أخطاء ناجمة عن التصحيف في قراءة ألفاظ قرآنية: سادسا: التصرف في ترتيب أجزاء الآية القرآنية الواحدة: سابعا: الترجمة بما يثير السخرية لدى القارئ الغربي: ثامنا: عدم الالتزام بترجمة موحدة للفظة القرآنية: تاسعا: الإغراب في ترجمة أسماء السور القرآنية: عاشرا: انعدام التركيز وقلة الاحتراس أثناء الترجمة: حادي عشر: الحواشي والتعليقات: - خاتمة - قائمة المصادر والمراجع العربية - المراجع الأجنبية المصدر: http://www.qurancomplex.org/tree.asp...tion=8&trans=2 للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
ملاحظات حول ترجمة معاني القرآن للمستشرق الفرنسي جاك بيرك - دكتور حسن عزوزي
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
د/مسلمة
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
مقدمة الكاتب يعد تقويم ترجمات معاني القرآن الكريم الذائعة الصيت والواسعة الانتشار مع التنبيه على مضامينها ومحتوياتها من أفضل السبل وأجدى الطرق الكفيلة بتحسين صورة الإسلام وبيان حقائق القرآن ومعانيه الصحيحة. ولما كانت ترجمة المستشرق الفرنسي جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم من أبرز المحاولات المعاصرة التي لقيت صدى واسعا وتوفية إعلامية هائلة جعلتها تتربع كرسي الصدارة في الاستشراق الفرنسي، فإن العمل على تقويمها وإبداء ملاحظات عليها يتطلب الإحاطة بمنهج المترجم في التعامل مع المصطلحات والألفاظ القرآنية بكل ما تتضمنه من إشارات وظلال، ثم استعراض الطريقة المتبعة في نقل الآيات القرآنية بما تحمله من معان وإيحاءات وروعة بيان وتركيب. وهذا ما سأحاول في هذا البحث -بإذن الله- فحصه ودراسته وتصنيفه بعد الإفصاح عن دواعي اختيار ترجمة جاك بيرك، واستعراض بعض مواقف المترجم من القضايا القرآنية في مقدمته. تمهيد : لماذا ترجمة جاك بيرك صدرت ترجمة بيرك لمعاني القرآن الكريم سنة ( 1990 ) وقد صـدرت في هذه السنة ترجمتان فرنسيتان أخريان وهما لكل من أندريه شوراكي ورينيه خوام، وقد اشتهرت ترجمة بيرك أكثر من غيرها لأسباب وعوامل معينة هي التي دفعتنا إلى اختيارها لإبداء ملاحظات حولها، وترجع هذه الأسباب والعوامل إلى ما يلي: أولا: لقد أمضى بيرك في إعداد الترجمة أكثر من عشر سنوات متواصلة مما قد يفهم منه أن الرجل قد وفَّى المشروع حقه من الوقت، وأنه كان متريثا ومدققا وعلى غير عجلة من أمره، وهو ما يعطي للعمل أهميته وقيمته. ولعل ما يعزز هذا العامل تصريح بيرك بأنه أعاد قراءة الترجمة وتنقيحها ثلاث مرات كما أنـه استأنس بمعظم التفاسير القرآنية المشهورة التي وضع أمام القارئ لائحة بعناوينها ، فهذه الأمور جميعها تدفع إلى اختيار هذه الترجمة على غيرها أملا في اكتشاف عمل أفضل وأقرب إلى الصواب من غيره، من الأعمال في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم. ثانيا: يعد جاك بيرك من أبرز المستعربين المعاصرين، وإجادته للغة العربية وقواعدها - بالرغم مما يعتريها من نواقص كما سوف نرى- جيدة بالمقارنة مع مستويات إتقانها من طرف زملائه من المستشرقين، ولعل هذا ما أَهَّله لأن يكون عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، حيث رأى فيه أعضاء المجمع الرجل المستعرب القادر على مناقشة مختلف القضايا اللغوية ودراستها. ولا شك أن مَن كان هذا حاله يعد أقدر من غيره على التجاوب والتعامل مع النصوص القرآنية فهما وترجمة وتعليقا، فكان هذا الأمر من بين العوامل والدوافع الرئيسة إلى اختيار ترجمته لتقويمها وإبداء ملاحظات عليها. ثالثا: عُرِف جاك بيرك لدى المهتمين والمتتبعين باعتداله وموضوعيته وعدم تهجمه على الإسلام بصفة مباشرة، فهو يعد نفسه ( أخا العرب ) ، وبالرغم من أن حقيقة الأمر تدل على أن مواقف الرجل من الإسلام لا تخلو من انتقاد وتهجم واستهتار أحيانا ببعض القضايا والمبادئ والأسس الإسلامية ( كما عبر عن ذلك في مقدمة الترجمة ) ، إلا أن موقع بيرك ضمن المنظومة الاستشراقية المعاصرة يعد متميزا بالمقارنة مع غيره من زملائه الذين يباشرون التهجم وتشويه الحقائق بصورة تصدم المشاعر وتقوض البداهات والمسَلَّمات التي نؤمـن بها. رابعا: لعل من أبرز الأسباب والدواعي التي دفعتنا إلى اختيار عمل جاك بيرك ما أحدثته ترجمته من صدى واسع عشية صدورها وبعد ذلك بسنوات، حيث تلقت مختلف وسائل الإعلام العربية والفرنسية خبر صدور الترجمة بكثير من الترحاب؛ نظرا لشهرة الرجل وموقعه المتميز في منظومة الاستعراب والاستشراق، وقد ساهمت الخدمة الإعلامية المكثفة لحدث صدور ترجمة جاك بيرك في إشهارها وذيوع خبرها، وراحت كثير من صحفنا ومجلاتنا العربية تتسابق لإجراء حوار أو استجواب مع المترجِم الذي استغل الفرصة لإبداء كل مشاعـر التقدير والاحترام تجاه القرآن الكريم متشدقا بكون ترجمتـه تعد الأفضل والأحسن. وإذا كان اشتهار أمر الترجمة وذيوع خبرها من بين الأسباب التي دفعتنا إلى اختيارها لفحصها وتقويمها، فإننا لا ننكر أن مما يحز في النفس بعد قراءة الترجمة ودراستها - أن بيرك قد تسنم بعد صدور ترجمته مجدا أثيلا لا يستحقه، كما أن ترجمته لمعاني القرآن الكريم قد تبوأت مكانة وشهرة لا تستحقها البتة، فالإعلاميون بمختلف توجهاتهم راحوا يطلقون أحكاما إيجابية وتبجيلية على الترجمة بصورة مجانية، وأخذوا يُضفون عليها هالة من الإشادة والتقدير من دون اطلاع على محتوياتها ومضامينها، ولما كان الحكم على الشيء فرعا عن تصوره بات لزاما على كل من أراد أن يطلق حكما على عمل علمي ما - لا يخلو بطبيعته من نواقص وأخطاء - أن يقرأ العمل كاملا أو بعضا منه على الأقل، وهذا ما أكده جاك بيرك نفسه في معرض رده على بعض الانتقادات التي وجهت إلى ترجمته لمعاني القرآن، عندما ذهب إلى أن فترة السنوات الثلاث التي أعقبت صدور ترجمته تعد غير كافية لمن أراد أن يقدم نقدا علميا ضافيا للإنجاز البيركي كاملا. خامسا: لا شك أن أبرز سبب دفع إلى اختيار ترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم هو الرغبة في بيان الحقيقة، وأن ما شاع من أن ترجمة الرجل تعد جيدة للغاية وأقرب ما تكون إلى الصواب أمر غير صحيح، وهي إشاعـة قائمة على أسباب غير موضوعية ولا علمية، فالدراسة العلمية المتعمقة والمتأنية لعمل بيرك تدل بوضوح على أن ثمة أخطاء فظيعة ونواقص كثيرة احتوت عليها الترجمة تجعل من الصورة الرائجة عنها أمرا غير صحيح، لذلك فإن واجب تصحيح المفاهيم السلبية والاجتهادات الخاطئة والمحاولات المغرضة لقلب الحقائـق، وليّ أعناق النصوص القرآنيـة، وتحريف المعاني وتشويه المقاصـد مما تضمنته الترجمة يفرض الفحص الموضوعي الجيد والتقويم العلمـي الصحيح، المدعم بالأدلة والبراهين الموثقة. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
حول مقدمة الترجمة لقد نوه بمحاولة جاك بيرك هاته العديد من الباحثين المهتمين، كما تعرضت في الوقت نفسه لكثير من الانتقادات العنيفة، بيد أن هاته وتلك تبدو في معظمها صادرة عن اعتبارات وخلفيات معينة أكثر من كونها نابعة من دراسة متعمقة لعمل بيرك. فالتنويهات التي صاحبت صدور الترجمة انطلقت من كون أصحابها على صلة أو معرفة بالمستشرق الفرنسي صديق العرب المحترم والمدافع عن حقوقهم ومطالبهم إبان مرحلة الاستعمار الفرنسي، وبالتالي فإن أي عمل يصدر عن الرجل -ولو كان الأمر يتعلق بترجمة معاني القرآن الكريم- لا يمكـن إلا أن يكون عملا جليلا وفي صالح العرب والمسلمين. ولا شك أن المطَّلِع على مجلة "القاهرة" في عدد خاص لها عن جاك بيرك بعد صدور ترجمته سرعان ما تتضح له -من خلال المقالات المنشورة ضمن الملف- معالم هذا التوجه المغالي في الإشادة بأعمال الرجل من غير دراسة لها أو فحص لمضامينها، فهذا محمد سنكير الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا يقول عن ترجمة بيرك لمعاني القرآن: "تتميز ترجمة بيرك قبل كل شيء بسهولة قراءتها وفهمها، فهي ليست ترجمة إلى اللغة الفرنسية بل هي لو أجزنا قبول هذا التعبير القرآن باللغة الفرنسية، وهي ليست خدمة تؤدى إلى اللغة الفرنسية بل هي هدية مهداة إلى المسلمين وإلى المثقفين الذين يعجزون عن قراءة النص العربي بلغته الأصلية والذين يتمكنون بفضل ترجمة بيرك من التعرف على جمال الأسلوب وعمق التفسيرات وجمال الموسيقى الداخلية للألفاظ في القرآن الكريم … وعلى ذلك فإنه يجب علينا أن نحيي هذه الترجمة التي قد تكون الأولى من نوعها التي تفتح باب النقاش فيما يتعلق بدور الإسلام في العالم، وكذلك وجهة نظر الغرب في القرآن الكريم والعقيدة الإسلامية ". أما التوجه الثاني فينطلق في انتقاده لترجمة جاك بيرك من كون صاحبها مستشرقا متشبعا بروح الاستشراق المؤسس على فكرة معاداة الإسلام ومواجهته وعدم الإيمان بمبادئه وقيمه ومُثله، وهذا الحكم وإن كان في جانب كبير منه صحيحا إلا أنه فيما يخص ترجمة بيرك لا يبدو موضوعيا، لأنه لم ينبع من دراسة فاحصة للعمل، وإنما هو حكم سابق ناتج عن نظرة عامة إلى خلفية المستشرق الفرنسي الفكرية المخالِفة والمناوِئة. وبعيدا عن التوجُّهين والموقفين غير المبنيين على دراسة موضوعية شاملة لترجمة معاني القرآن الكريم التي قام بها جاك بيرك تسعى محاولتنا هذه إلى الحكم على هذا العمل من خلال دراسة متأنية وعميقة وملاحظات دقيقة وهادفة. إن معالم منهج بيرك في ترجمته لا تتضح فقط من خلال نقله للمعاني القرآنية إلى اللغة الفرنسية، بل هناك أيضا تلك المقدمة المستفيضة التي ألحقها بالترجمة والتي ضمنها كثيرا من أفكاره وآرائه في القرآن الكريم، وهي أفكار وآراء لا تُعَبِّر بتاتا عن صورة ذلكم المستشرق المعتدل أخي العرب وصديقهم التي حاول بعض المثقفين العرب إبرازها لامعة وحسنة. إن مقدمة الترجمة التي بقدر ما تعد زائدة ولا علاقة لها بصميم ترجمة معاني القرآن الكريم تعد ذات تأثير خطير في أفكار كل مَنْ أقدم على قراءة الترجمة مصحوبة بهذه المقدمة، وبخاصة بالنسبة للغربيين. وإذا كان جاك بيرك قد خالف طريقة كثير من تراجمة القرآن من المستشرقين في وضع مقدمات ضافية ومسهبة تتضمن عرض تاريخ موجز للإسلام وحضارته وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومراحل جمع القرآن وترتيب سوره وغير ذلك، فإن مترجمنا قد حاول أن يخفي أفكاره وراء مُسوح العبارات اللغوية المعقَّدة والتحذلقات البلاغية الملتوية التي طبعها بكثير من الشاعرية حينا ومن التعقيد أحيانا أخرى، وهي الأفكار التي لا يكاد يفطِن لخطورتها ومدى أثرها السلبي إلا من أحسن قراءة ما بين السطور وتمعن جيدا في ما تحمله عباراته وتعبيراته من إشارات وتلميحات خفية. إن الذي يظهر بوضوح أن بيرك كان لبقا -إن لم نقل متحايلا- عندما مزج بين أسلوب الطعن واللمز وأسلوب الإعجاب ببعض القضايا القرآنية، وفي عملية المزج هذه ما لا يخفى من التمويه على القارئ من جهة وإرضاء أصدقائه وقرائه من المسلمين من جهة أخرى. ولعل ما يؤكد لنا هذا الأمر وقوع كثير من مثقفينا المنبهِرين بترجمة الرجل في هذا الذي نُنَبه عليه، فعلى سبيل المثال سأله مراسل مجلة " القاهرة" عن سر التواضع في اختيار عنوان الترجمة الذي هو " محاولة لترجمة معاني القرآن" فأجاب بيرك بقوله: " هذا التواضع يرجع بالدرجة الأولى إلى صعوبة العمل، فالقرآن الكريم يجمع بين التعقيد الشديد والبساطة المتناهية مما يجعل الترجمة شبه مستحيلة دون إضافة التفسيرات التي توضح بعض المعاني. وهذه التفسيرات قد تؤثر بدورها في القيمة الجمالية للعمل، لذلك لاقيت صعوبة شديدة في محاولة توصيل المعنى دون إضافات قد تؤثر في عظمة وجمال الآيات القرآنية. إن عملية المزج بين أسلوب القدح وأسلوب المدح في مقدمة الترجمة لا تعبر عن منهج جديد يطلع به علينا بيرك، وإنما عرف بذلك في كثير من مراحل حياتـه العلمية والفكرية، إذ لا يخفى أن بيرك يحسن الظهور بمظهر المستشرق ذي الوجهين، فهو إن حاضر في البلاد العربية أو أجري معه حوار عربي راح يتشدق بكل أوصاف الانبهار بأسلوب القرآن ومضامينه ومقاصده، والإفصاح عن مدى إعجابه ببذور العقلانية والروحانية السامية التي يتضمنها القرآن الكريم، أما إذا خاطب جمهور الفرنسيين فإنه لا يتوانى في القدح في مضامين القرآن وتأكيد أنه يحتوي على أمور غير معقولة ومتجاوزة …لقد أراد جاك بيرك أن يحافظ على علاقاته الوطيدة مع كثير من مثقفي الدول العربية والإسلامية مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بشخصية المستشرق الملتزم بأفكاره ومبادئه المقتنع بمواقفه تجاه الإسلام والقرآن الكريم على وجه الخصوص. إذن فالواضح أن فحص ترجمة معاني القرآن الكريم التي قـام بها جاك بيرك لا يمكن أن تتم بمعزل عن دراسة عامة للمقدمة التي ألحقها بعمله، لأنها أولا تعبير جلي عن كثير من معالم تفكير الرجل وموقفه تجاه القرآن الكريم. كما أنها تبرز -من جهة ثانية- للقارئ منهج المترجم في التعامل مع الألفاظ والمصطلحات القرآنية ذات الحمولة الدينية والعقدية المفعمة بالحساسية بالنسبة للمترجم غير المسلم. ما أبرز المحاور الأساسية والنقاط التي تعرض لها جاك بيرك في مقدمته؟ إن المتمعن مَلِيا فيما تكاد تُخفيه عبارات بيرك المتحذلقة والمعقَّدة من إشارات وتلميحات غير بريئة يتبين له بجلاء نهجه أسلوب التشكيك في الوثوق بالقرآن الكريم ومصدره ومصداقية الوحي المحمدي، فابتداء من الصفحات الأولى من المقدمة يعقد المترجم مبحثا لقضية ترتيب الآيات والسور وهي القضية التي لا يمكن لأي مستشرق يبحث في القرآن وعلومه إلا أن يتعرض لها بما يثير التساؤلات الغريبة ويفرز الإشكالات المثيرة. يقول وهو يخاطب القارئ :"إن ترتيب السور في المصحف لا يتوافق مع الترتيب الزمني للتنـزيل أو النـزول، والأكثر من ذلك أننا نجد في إطار السورة الواحدة آيات نزلت في أوقات متباعدة، ولا ترى العقيدة ولا علوم الإسلام أي حرج في ذلك. بل إن التنافر بين ترتيب النـزول وترتيب الجمع يتعاظم أحيانا ليصل إلى حد التناقض كما في سورة الأنفال وسورة التوبة أو الفاتحة..". وبعدما قدَّم نماذج على ما يزعمه متناقضا ومتنافرا في السور العشرين الأولى من المصحف، لا يجد بيرك ما يختم به -وهو يريد زَرْعَ روح الشك والتشكيك في ذهن القارئ- إلا أن يقول:" إن المؤمن لا يتساءل -بطبيعة الحال- عن هذه التناقضات والتفاوتات الشكلية، لكنه بالمقابل يلاحظ -كما نفعله- بأن كثيرا من التنـزيلات المكية قد تجمعت في آخر المصحف لكي تندغم في لغز …" والغريب في الأمر أن جاك بيرك الذي طالما تشدق بكونه استأنس بمعظم التفاسير القرآنية القديمة والحديثة لم ينتبه لعلم مستقل بذاته يسمى "علم المناسبات" وهو يختص بإبراز وجوه المناسبة بين السور فيما بينها وكذلك بين الآيات في إطار السورة الواحدة، حيث اهتم كثير من العلماء والمفسرين بترابط الآيات وتناسقها وكيف أن الآية القرآنية تأخذ بأعنـاق الآيات السابقة واللاحقة بصورة تجعلها منسجمة بعضها ببعض ومتلائمة وغير متنافرة أو متناقضة كما يزعم بيرك، وقد أشار الإمام فخر الدين الرازي ( ت 606هـ ) في تفسيره -وقد رجع إليه بيرك كثيرا في تعليقاته- إلى كثير من مناسبـات السور والآيات حتى عُد من أبرز المفسرين اعتناء واهتماما بذكر تلك اللطائف والمناسبات. إن مثل هذه الشُّبَه التي أوردها بيرك والتي تعد قديمة قدم الاستشراق نفسه تسعى بوضوح إلى تأكيد أن القرآن إنتاج بشري وليس إلهيا، وبالتالي فإن ترتيب سوره وآياته يخضع لاعتبارات تفاعل -واضعه وهو الشخصية المحمدية- مع الأحداث والوقائع التي كانت تتأثر بها تلك الشخصية. والذي يمكن قوله بهذا الصدد -وباختصار- هو أنه من الصعب جدا على مستشرق أعجمي أن يستوعب ملامح الإعجاز القرآني في تلك العلاقة الدقيقة للآيات بعضها ببعض، وهذه العلاقة تبرز لنا نظما معجزا لا يتأتى لبشر أن يأتي به، ولعل ما أشار إليه بدر الدين الزركشي ( ت 794هـ ) في قوله: "لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تُطلِع على أنه توقيفي صادر عن حكيم، أحدها: بحسب الحروف كما في الحواميم، وثانيها: موافقة أول السورة لآخر ما قبلها كآخر الحمد في المعنى وأول البقرة.." ويبدو سعي بيرك الحثيث إلى نسج خيوط التشكيك والتشويش على القارئ الغربي بوضوح وجلاء عندما يقول:" إن العرض القرآني للقضايا ينتقل بدون تمهيد من موضوع لآخر ليعود إلى الأول أو إلى قضايا أخرى، وهذا الأمر الذي تُضَخم منه الترجمات الغربية يخلق نوعا من الاختلاف والتنوع يحسبه القارئ الأعجمي من قبيل المتناقض" . المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
تابع: حول مقدمة الترجمة ومن أجل تسويغ ما يسعى إلى تأكيده يحاول بيرك أن يدعم نظريته الهادفة إلى اكتشاف الخلل والتناقض في القرآن الكريم بسَوق المؤثرات والعوامل الظرفية والبيئية والاجتماعية التي من شأنها أن تكون قد أسهمت في ذلك. ولاشك أن مجرد الحديث عن وجود مثل هذه المؤثرات والظروف المزعومة كفيل بأن يخلق لدى القارئ الغربي إحساسا وشعورا كبيرين بأن هذا القرآن من إنتاج بشري أثرت فيه - بشكل طبيعي - عوامل عدة. ويمكن أن نوجز أبرز هذه المؤثرات في النقاط التالية : تأثير الفكر اليوناني القديم: سواء عن طريق أصداء فلاسفة الماضي أو أصداء القانون المدني وتقنين الكنيسة السورية، يقول بيرك :" لقد أخذ الإسلام على عاتقـه جزءا من الميراث الجاهلي ثم تَحَمَّل طرفا من ميراث اليونان بعد أن أضفى على كل منهما تعديلات استعلائية صارمة" ولقد حاول بيرك في أكثر من موضع عقد نوع من التوازي بين الفكر اليوناني والإسلام، واستنتاج نوع من اللقاء بين الهيلينية القديمة وحكمة الإسلام. تأثير الشعر الجاهلي: يقول بعدما تحدث عن دعوى التناقض الحاصل في القرآن والذي يمكن للقارئ العربي ملاحظته بسهولة: ( في الواقع إن هذا الملمح كان ملاحظا قبل ذلك في الشعر العربي القديم…. ) ثم يدعو بيرك إلى المقارنة بين قصيدة للشاعر الجاهلي لبيد بن أبى ربيعة وسورة من القرآن. تأثير مصادر متنوعة ومنها الإنجيل: وهو ما سماه بيرك عدوى مصادر مختلفة أثرت في القرآن وبخاصة في مجال القصص القرآني. ومما اهتم به جاك بيرك في مقدمته مسألة القراءات القرآنية، وقد بدا تطفـُّل المستشرق الفرنسي على هذا العلم الجليل واضحا عندما أبدى جهلا تاما بحقيقة " القراءات القرآنية" فخلط بينها وبين الأحرف السبعة تارة وبين القراءة القرآنية والترتيل القرآني تارة أخرى، حيث أخذ يخبط خبـط عشواء بمـا لا يدع مجالا للشك في أن الرجل لم يفكر بتاتا في الرجوع إلى الكتب المتخصصة في هذا الميدان من أجل استيعاب أصول وقواعد علم القراءات القرآنية؛ لحل الإشكالات التي يثيرها المترجم الذي يوضح للقارئ طبيعة الإشكالات التي يضعها أمام مترجم القرآن. لقد تحدث بيرك عن القراءات ضمن المبحث الثاني من مقدمته، ويبـدو مـن الصفحة الأولى من المبحث جهل الرجل المطبق بهذا العلم، فهو عندما أراد أن يحيل القارئ على مصدر يفيده في معرفة المهم من علم القراءات القرآنية لم يجد أفضل من الإحالة على كتاب هشام جعيط التونسي" الفتنة الكبرى" الذي تعرض لحركة القُراء التي برزت في العصر الأموي المبكر، وليس ثمة علاقة بينها وبين موضوع القراء السبعة المقصودين في كلام بيرك، فهل هو حقيقة جهل منه بمصادر القراءات أو هو محاولة ماكرة للتمويه على القارئ حتى لا يعرف حقيقة هذا العلم الذي لا تشوبه شائبة ولا يعتريه أي خلل أو اضطراب كما حاول بيرك إيهام القارئ الغربي بذلك؟ والذي يظهر من كلام بيرك تحت عنوان :" تساؤلات استباقية " أنه لم يع جيدا الفرق بين القراءة والترتيل، فالقراءات القرآنية التي هي علم قائم بذاته يسميه فن القراءات، وعندما يريد أن يبسط القول فيه يستشهد بأحاديث وروايات تتحدث عن ترتيل القرآن وهي الروايات التي يرى أن اختلافها وعدم دقتها تثير نوعا من التشويش. وهكذا يتبين أن جاك بيرك قد أساء فهم القراءات وأضل بذلك قراء مقدمته الذين لا يمكن إلا أن يستنتجوا من كلام المترجم أفكارا مشوشة ومثيرة للبلبلة، وهو ما يبدو أنه كان غرض بيرك. وعندما انتقل جاك بيرك للحديث عن مدى استيعاب القرآن الكريم للأحكام التشريعية أو ما يسميه القوانين أراد أن يبرز للقارئ كيف أن مجموع الفقـه الإسلامي ليس إلا تراكمات قضائية لا صلة لها بالقرآن: "إن أقل ما يمكن أن يقال هو أن القرآن لا يتضمن أية قوانين بالمعنى المفهوم لا في العبارات ولا في روحها … إن القوانين أو الإصلاح القانوني الذي أجراه جوستنيان قد انتقل بفضل التجار المكيين، وإن القانون الروماني كان يدرس في بيروت وأنطاكية وكان معروفا في المنطقة، وإنه من المستبعد أن لا يكون العرب قد تلقوا أصداءه العديدة سواء على مستوى القانون المدني أو تنظيمات الكنيسة الشامية". هكذا إذن يحاول بيرك أن يجرد القرآن الكريم من أن يكون مصدرا للأحكام الشرعية وكأن الفقهاء المسلمين أخذوا قواعد الفقه الإسلامي من القانون الروماني عن طريق المدارس المنتشرة في بيروت وأنطاكية والشام بصفة عامة ثم أضافوا إليه اجتهاداتهم مما عُدَّ تراكمات قانونية لا صلة لها بالقرآن الكريم. ولا يخفى أن هذا الادعاء بكون الفقه الإسلامي قد أخذ عن القانون الروماني يعد شبهة قديمة طالما رددها المستشرقون قديما ونفخ فيها على وجـه الخصوص كل من كولدزيهر ( ت1921م ) وجوزيف شاخت ( ت1959م ) اللذين ذهبا إلى أن فقهاء المسلمين قد تعرفوا بصورة واسعة على آراء فقهاء مدارس القانون الروماني. (الرد) واليقين الذي لا شك فيه أن هذه الدعوى تجافي الحقيقة، فالواقع أن هناك اختلافا كليا وجزئيا بين الشريعة الإسلامية والقانون الروماني. ثم إن المدارس الرومانية المشار إليها قد ألغيت في 16 ديسمبر 533م أما مدرسة بيروت فقد اندثرت قبل الفتح الإسلامي بثلاثة أرباع القـرن. ويقول الدكتور السنهوري رحمه الله: "لم تسلك الشريعة الإسلامية في نموها الطريق الذي سلكه الفقه الروماني، فإن هذا القانون بدأ عادات ونما وازدهـر عـن طريق الدعوى والإجراءات الشكلية، أما الشريعة الإسلامية فقد بدأت كتابا منزلا ووحيا من عند الله ونمت وازدهرت عن طريق القياس المنطقي والأحكام الموضوعية" ، وإذا كان الأمر كذلك فإن الفقه الإسلامي لا يمكنه أن يستمد قوانينه وقواعده إلا من القرآن الكريم وأحكامه من خلال توظيف قواعد أصول الفقه ومبادئه. ويواصل بيرك تهجمه على الأحكام الشرعية الممثلة للفقه الإسلامي منتقدا غموض تعبير الأحكام-على حد زعمه- "مما يسمح للمفسرين القدامى بحريات من التصرف المقبولة من مذاهب أخرى". هكذا يلقي بيرك الكلام على عواهنه من غير دليل أو برهان، وإذا كان قد رجع إلى كثير من التفاسير القرآنية للاستئناس بها في ترجمة معاني القرآن الكريم -كما ذكر في كثير من المناسبات- فهو يعلم جيدا أن المفسرين قد عقدوا مباحث مطولة لاستعراض الأحكام الفقهية انطلاقـا من الآيـات القرآنيـة، ويكفي الرجوع إلى كتب الشافعي ( ت204هـ ) والقرطبي ( ت671هـ ) وابن العربي ( ت544هـ ) والجصاص ( ت370هـ ) وغيرهم وكلها تحمل اسم "أحكام القرآن" وتقع في مجلدات عديدة ليتم التأكد من مدى سعة مجال الأحكام الشرعية المنبثقة من الآيات القرآنية والمرتبطة بكل مجالات الحياة المدنية والجنائية والقضائية وغيرها. وإن جاك بيرك الذي ولد بالجزائر وعاش بين جبال الأطلس بالمغرب كان على اطلاع واسع بمدى تأثير أحكام القرآن وتشريعاته في حياة الناس والمجتمع الإسلامي وبخاصة في مجال القضاء الشرعي وقانون الأحوال الشخصية على وجه الخصوص. وكما أكدنا ذلك في البداية فليس غرضنا هنا الرد على ما ادعاه جاك بيرك في مقدمته من مزاعم وشبهات بقدر ما نريد الاقتصار على إيراد شذرات من كلامه المرتبط بالقرآن الكريم لاطلاع القارئ على حقيقة موقفه من كتاب الله تعالى بعيدا عن تلك المواقف المتأرجحة التي كان يعبر بها لوسائل الإعلام المختلفة، حيث تبدو تلك المواقف إيجابية إذا تعلق الأمر بالإعلام العربي، في حين تبدو سلبيتها واضحة عندما يتوجه بيرك بالحديث إلى وسائل الإعلام الغربية، وأمام هذا الواقع المتناقض لا يسعنا إلا أن نؤكد مرة أخرى أن ما عبر عنه بيرك في مقدمة ترجمته يعد المعيار الحقيقي لطبيعة مواقف الرجل من القرآن الكريم الذي أراد ترجمة معانيه والإسلام بصفة عامة. وهو ما يتأكد بوضوح من خلال المنهج الخاطئ الذي سلكه المترجم في ترجمته لمعاني القرآن الكريم والذي سنبين معالمه وخطوطه العريضة من خلال المباحث التالية المتضمنة لنماذج مختلفة تؤكد انحراف طريقة بيرك في ترجمة كثير من الألفاظ والمعاني القرآنية فضلا عن كثير من المحاولات المغرضة لتشويه صورة القرآن وحقائقه الناصعة. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
الملاحظات التفصيلية على مضامين الترجمة أولا: حذف أجزاء وزيادة أخرى في النص القرآني إن المتتبع لترجمة جاك بيرك مقارنا إياها بالنص القرآني الكريم سرعان ما يلاحظ إغفال المترجم لنقل أجزاء من الآيات القرآنية إلى اللغة الفرنسية، وهذا أمر خطير يترتب عليه تحريف المعاني والدلالات التي تدل عليها الآيات القرآنية في تناسقها وترابطها، وإذا كان لا يجوز في ترجمة النصوص -كيفما كانت أدبية أو علمية- إهمال أي جزء أو لفظة من النص الأصلي على تقدير أنه خيانة للنص وتحريف للمعنى، فكيف الأمر بكلام الله تعالى المقدس؟، وإذا كان جاك بيرك قد صرح في إحدى الحوارات التي أجريت معه عشية صدور الترجمة أنه حرص على إعادة قراءتها وتنقيحها ثلاث مرات فإن حذف أجزاء من النص القرآني لا يمكن أن يفسر بأنه سهو أوزلل من المترجم، وهذا الحذف قد يتعلق بلفظة واحدة وهو الغالب وقد يمتد فيشمل جملا كاملة. 1- إسقاط جمل من أغرب ما وقع فيه جاك بيرك في مجال الحذف من النص القرآني ما جاء في ترجمته للآية ( 110 ) من سورة المائدة حيث أهمل ترجمة خمس كلمات هي : فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ، ولما كان الجزء غير المترجَم مسبوقا بلفظة ( بإذني ) فإن الذي يظهر أن جاك بيرك لما أراد أن يترجم من بعد ( بإذني ) الأولى وقع بصره على قوله ( بإذني ) الثانية فأهمل بذلك الكلمات الخمس الواقعة بينهما، وهذا دليل على قلة الاكتراث والمبالاة في إبداء الحرص واليقظة المطلوبين أثناء ترجمة معاني القرآن الكريم، ولو كان المترجم قد راجع ونقح ترجمته كما زعم لما وقع في مثل هذا الإهمال والحذف. * سقط قوله تعالى: "وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ" من الآية ( 97 ) من سورة الإسراء "وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ" . *سقط قوله تعالى: "كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" من الآية ( 34 ) من سورة غافر " وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ " . *سقط قوله تعالى: "أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ" من الآية ( 7 ) من سورة الحجرات "وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ" . 2- إسقاط كلمات: وهي كثيرة جدا : * تم إسقاط لفظة "الساجدون"من قوله تعالى: "التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ" ( التوبة:112 ) . * تم حذف كلمة "اجتباه" من قوله تعالى: " شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" ( النحل 121 ) . * تم إسقاط لفظة "رسلي" من قوله تعالى: "وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ" ( سبأ 45 ) . ومثل هذا في سورة "ق" الآية ( 14 ) ، حيث تم حذف لفظة "الرسل" من قوله تعالى : " وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ" . وإذا كان جاك بيرك قد قام بحذف كثير من الكلمات والجمل أثناء الترجمة فإنه قد عمد أيضا في بعض الأحيان إلى زيادة كلمات وعبارات ليست في النص القرآني. من ذلك مثلا: إضافته لعبارة ( في العالمين ) عند ترجمته لقوله تعالى: "سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ" ( الصافات :109 ) حيث قال: Salut sur Abraham au sein des univers بإضافة ( فِي الْعَالَمِينَ ) وهذه الإضافة إنما توجد أصلا في الآية ( 79 ) من السورة نفسها عند قوله تعالى "سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ" . وفي السورة نفسها أيضا أضاف عبارة ( من الجاهلين ) في ترجمة قوله تعالى: "وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ" ( الصافات:147 ) . كما أضاف لفظة ( أول ) عند ترجمة قوله تعالى: "قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ" ( آل عمران:81 ) . حيث جاءت الترجمة كما يلي :وأنا معكم أول الشاهدين. وفي سورة آل عمران الآية ( 106 ) ترجم قوله تعالى: "أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ" بإضافة لفظة ( بي ) فجاء المعنى:أكفرتم بي بعد إيمانكم. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ثانيا: التحريف المعجمي المقصود بالتحريف المعجمي إطلاق معان غريبة وبعيدة عن المدلولات القرآنية المعروفة، ومهما حاول جاك بيرك تسويغ تلك المعاني المستهدفة فإن المتخصص في التفسير القرآني لا يمكن أن يستسيغها في مجال الترجمة لأن روح المعاني القرآنية المنشودة تفتقد أثناء الترجمة وبالتالي يختل المعنى وينعدم المطلوب والمقصود من نقل كلام الله تعالى إلى لغة أجنبية. 1- لفظة الأمي مما لاشك فيه أن جل المستشرقين لا يؤمنون بأمية نبينا عليه الصلاة والسلام، وهم يرون أنه لم يكن جاهلا بالقراءة والكتابة محاولين تدعيم رأيهم بأدلة واهية، وذلك من أجل الخلوص إلى نتيجة مفادها أنه صلى الله عليه وسلم قد استفاد من التوراة والإنجيل اللذين كانا نِعم العون له في نسج تعاليم القرآن الكريم. ولا غرابة في ذلك، فمسألة كتابة الرسول صلى الله عليه وسلم وقراءته تعد نقطة جوهرية في الإيمان بالإسلام، إذ لو أن مستشرقا قال بأمية الرسول عليه السلام ونفى القراءة والكتابة عنه وأنه كما وصفه القرآن لاستوجب ذلك منه منطقيا الإيمان بالإسلام لأنه عندئذ يكون القرآن من مصدر إلهي غير بشري. وإذا كانت خلفيات معظم المستشرقين الدينية لا تسمح لهم بالإقرار بأمية الرسول عليه الصلاة والسلام مما يحاولون تأكيده كلما أرخوا للسيرة النبوية أو تحدثوا عن مصدر القرآن الكريم، فإن الأمانة العلمية تفرض عليهم وعلى غيرهم أن يترجموا لفظة " الأمي" الواردة في القرآن كما يدل عليه المعنى المراد والذي يعونه جيدا بطبيعة الحال. ولنقف عند ترجمة جاك بيرك للفظة "الأمي" من قوله تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ" ( الأعراف 157 ) حيث ترجمها بقوله : " Le prophète maternel qu il trouvent chez eux inscrit.. " والترجمة نفسها نجدها في الآية التالية : "فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ" ( الأعراف:158 ) . وعند مراجعتنا لمختلف الترجمات القرآنية التي وضعها المستشرقون والمسلمون على السواء وجدناها تترجم اللفظة إما بلفظة : illetré :أي الذي لا يقرأ ولا يكتب وهي الترجمة الصحيحة وقد اهتدى إليها حمزة بوبكر وغيره، أو gentil كما عند حميد الله وريجيس بلاشير نسبة إلى الأميين الوثنيين الذين لم يصدقوا رسولا أرسله الله ولا كتابا أنزله الله، وقـد أورد ابن جرير الطبري هذا الوجه في تفسيره عند تفسيره لقوله تعالى: "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ" ( البقرة:78 ) ، لكنه قبـل ذلك أكد معنى الجهل بالقراءة والكتابة عندما قال: قال أبو جعفر: يعني الذين لا يكتبون ولا يقرؤون ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب". أما ما ذهب إليه جاك بيرك من ترجمته للفظة "أمي" بـ maternel نسبة إلى الأم mère فهي ترجمة واهية لا تحقق المراد من نقل المعنى الأصلي للفظة، بل إنها تثير الالتباس والاضطراب لدى القارئ، إذ ما الذي يمكن استيعابه وفهمه من جملة le prophéte maternel ، ومهما ذكر بعض المفسرين من أنه إنما قيل للأمي أمي نسبة له بأنه لا يكتب إلى أمه لأن الكتاب كان في الرجال دون النساء، فنسب من لا يكتب ولا يخط من الرجال إلى أمه في جهله بالكتابة دون أبيه". فإن ذلك لا يعدو أن يكون وجها تفسيريا للفظة يعود بها إلى أصل وضعها، لكنها وفق ذلك المعنى لا يمكنها أن تؤدي المعنى المراد في السياق القرآني، وبالتالي فإنه لا يجوز أن تترجم على ذلك النحو. وما لنا نذهب بعيدا وهذا كتاب الله تعالى بعد أن وصف محمدا عليه السلام بأنه أمي في سورة الأعراف فسَّر معنى هذا الوصف في سورة العنكبوت التي هي مكية أيضا فقال: "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" ( العنكبوت:48 ) . وهذه السورة نزلت بعد الأعراف بوقت طويل وهي من آخر السور المكية نزولا بل إنه لم ينـزل بعدها بمكة إلا سورة واحدة. ويذكرنا صنيع جاك بيرك هذا بما ترجم به المستشرق الفرنسي أندريه شوراكي لفظة الرحمن الرحيم بـ: le matriciant , le matriciel نسبة إلى لفظة:matrice التي تعني رحم المرأة، وقد أخذ ذلك من إحدى اشتقاقات لفظة الرحمة التي ذكرها المفسرون والتي لا يمكن أن يضعهـا مقابلا للرحمن الرحيم. إلا من استهدف تحريف القرآن والتشويش على قرائه باللغة الفرنسية. إن ترجمة بيرك للأمي بـ: maternel يلائم هدف المترجم المتمثل في إضفاء معنى مثير للحرج بالنسبة إليه وهو النصراني، ولكن بالنسبة إلينا نحن المسلمين فإن اللفظة تمثل حقيقة دينية بالغة الأهمية في سياق العقيدة الإسلامية الصحيحة، إنها من آيات ودلائل نبوته عليه الصلاة والسلام، فهو أمي أتى بكتاب يعجز الإنس والجن مجتمعين أن يأتوا بسورة من مثله. وإذا كان بيرك قد سعى جاهدا إلى إخفاء معنى الأمية من آيتي الأعراف، فإن المثير للغرابة أنه عندما ترجم قوله تعالى: "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ" ( البقرة:78 ) ترجم لفظة " أميون" بـ:incultes التي تعني " غير المثقفين" من لفظة الثقافة Culture ، وهذا المعنى يعد أقرب إلى الجهل بالقراءة والكتابة لكن المترجم الذي استعمل هذا المعنى في سياق الحديث عن اليهود الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني أبى في سياق الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمي إلا أن يمعن في الإغراب ويستعمل في الترجمة مرادفا بعيدا كل البعد عن المعنى المراد، وهو يعلم جيدا أن " الأميين" في سورة البقرة هي جمع للأمي في سورة الأعراف. ونود بهذا الصدد الإشادة بعملية التصحيح التي قام بها الشيخ صبحي الصالح -رحمه الله- لترجمة المستشرقة الفرنسية دنيس ماصون للقرآن الكريم حيث يلاحظ المطالع لهذه الترجمة أن لفظة الأمي في آيتي الأعراف قد مُحِيتـا وكُتِب محلها بخط مطبعي مغاير Le prophéte qui ne sait ni lire ni écrire ( النبي الذي لا يقرأ ولا يكتب ) ،وهي أفضل ترجمة تؤدي المعنى المنشود، وهو ما سوف يتحقق من مختلف الترجمات التي يسعى مجمـع الملك فهـد لطباعـة المصحف الشريف إلى إنضاجها على أساس نقل "التفسير الميسر" الذي أصدره عام 1419هـ إلى مختلف اللغات العالمية، وهو التفسير الذي جاء فيه عند الآية ( 157 ) من الأعراف : "ويتبعون الرسول النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدون صفته وأمره مكتوبين عندهم في التوراة والإنجيل" . 2- لفظة "الجهل" ومشتقاتها تأتي لفظة "جهل" ضمن مشتقات كثيرة في القرآن الكريم منها ( تجهلون ) ( يجهلون ) ( الجاهل ) ( الجاهلين ) ( جهولا ) وغيرها. وقد ترجمها جاك بيرك في جميعها بلفظة: paien التي تعني وثني أو عابد الأصنام وقد يترجمها أحيانا بما يعني عـدم المعرفة وهي الترجمة الأقرب إلى الصواب، غير أن المثير للانتباه هو أن المترجم يكاد يعمم المعنى الأول في جميع الآيات، فتنحرف بذلك معاني الآيات من معنى الجهل الدال على قلة المعرفة وعدم العلم إلى معنى الوثنية. - "إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ" ( الأعراف:138): "Décidément vous êtes un peuple de paiens - "إنكم قوم من الوثنيين- - "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا" ( الفرقان:63 ) : Si des païens les interpellent ils disent "salut" -وإذا خاطبهم الوثنيون قالوا سلاما- ولاشك أن المتأمل اللبيب عندما يقارن بين ترجمة "الأميين" بـgentils كما فعل معظم المترجمين ومنهم جاك بيرك في آل عمران ( 20 ) وآل عمران ( 75 ) وترجمة الجاهلين بـ païens يستطيع أن يربط بين السياقين: سياق الأميين بمعنى الوثنيين gentils وسياق الجاهلين بمعنى الوثنيين. وهذا يعد من جاك بيرك فهما غير سديد، فماذا عسى القارئ أن يفهمه من الآيات التي تتحدث عن القوم الجاهلـين الذين "يجهلون عظمة الله ولا يعلمون أن العبادة لا تنبغي إلا لله الواحد القهار" عندما تترجم بالقوم الوثنيين؟ ويظهر أن جاك بيرك قد شذ شذوذا غريبا في توظيفه للفظة "الوثنيين" مقابلا للفظة " الجاهلين"، إذ لم يسبق إلى هذا الصنيع أحد من المستشرقين المعاصرين الذين اتفقوا جميعا على ترجمة لفظة "الجهل" بـ'Ignorance L. 3- لفظة "الكفر": أعرض جاك بيرك في ترجمته للفظة "الكفر" ومشتقاتها عن كل ما يقابلها في اللغة الفرنسية مما يفهمه عامة الناس من حقيقة اللفظة ومعناها الأصلي، وإذا كان حميد الله وماصون وحمزة بوبكر وغيرهم قد استعملوا الألفاظ التالية : incrèduls - infidèles - mécréants مما يدل بوضوح على معنى الكافرين، فإن جاك بيرك أبى إلا أن يحرف معنى اللفظة في سياقها القرآني إلى ما يدل على الإنكار والنفي Dènègation ( الذين كفروا-الكافرون=Les dénégateurs ) . ومن الواضح أن القارئ لهذه الترجمة كيفما كانت ثقافته لا يكاد يفهم منها سوى معنى النفي والإنكار فقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ" ( البقرة:6 ) جاءت في ترجمة بيرك على الشكل التالي: إن الذين نَفَوا ( أنكروا ) سواء عليهم…Quant a ceux qui dènient . وقوله تعالى: "إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" ( يوسف:87 ) ترجمها بقوله : Ne désespère de ce souffle que le peuple des dénégateurs -إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم النفاة ( أو المنكرون)- نفاة ماذا أو منكرو ماذا؟ هذا ما لم تستطع ترجمة جاك بيرك أن تستوعبه، وبالتالي فإن القارئ لمثل هذه الترجمة لا يستطيع أن يفهم من معنى النفي والإنكار أولئك الذين جحدوا بالرسالة وكذبوا بالرسل. وفضلا عن كل هذا فإن استعمال فعل dénier يكون عادة في سياق الحديث عن الأشياء والأفكار وليس في حق الله تعالى، فلا يقال: dénier son seigneur نفى الرب وإنما كفر بالرب، ومهما حاول جاك بيرك أن يسوغ هذه الترجمة في التقديم الذي وضعه للترجمة ) معترفا بالمقابل بأنه جازف بتقديمه لتعبير جديد ( فإن ما ذهب إليه في هذا الشأن قد أنكره عليه بعض المستشرقين أيضا. 4- لفظة الزكاة: من المعلوم أن من معاني الزكاة النمو والزيادة كما أنه يراد بها التطهير، لكن هذه المعاني اللغوية لا يمكن عند إطلاقها -دون بيان أو توضيح أو ربط بالمدلول الرئيس للفظة- أن تؤدي المعنى المطلوب الذي هو ذلكم الحق الذي يجب في المال، كما أنها لا يمكن أن تدل على الفريضة المعلومة والركن الرابع من أركان الإسلام، لذلك فإن ترجمة لفظة الزكاة إلى اللغات الأجنبية بأي معنى من تلك المعاني تستبعد بصورة تامة المعنى الأساس المطلوب، وهذا مـا لـم يستوعبه جاك بيرك عندما لم يجد للزكاة من مرادف سوى معنى التطهير ترجم الزكاة بلفظة "purification "في جميع الآيات التي ورد فيها الإخبار أو الأمر بإيتاء الزكاة، ويبدو أن المترجم قد أخذ معنى التطهير من قوله تعالى : "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا" Prélève sur leurs biens une aumône pour les en purifier, les épurer, لأنه عندما ترجم قوله تعالى في الآية ( 31 ) من سورة مريم "وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا" قال: ( IL ) m 'a recommandé la prière ,le prélévement purificateur pour tant que je vivrai وهي ترجمة لا تؤدي المطلوب وكأنه في هذه الآية أعطى للزكاة معنى الاقتطاع المطهِّر. ولاشك أن القارئ للآيات الآمرة بإيتاء الزكاة -وقد وردت بهذا السياق ثمانيا وعشرين مرة في القرآن الكريم -لن يفهم منها معنى الزكاة فريضة مقرونة بفريضة الصلاة في كل مرة. فإذا أخذنا الآية ( 43 ) من سورة البقرة: "وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" التي ترجمها المترجم بقوله: Accomplissez la prière , acquittez la purification, inclinez vous avec ceux qui s'inclinent. نجد أن المعنى ينقلب إلى ما يلي: -أقيموا الصلاة وآتوا التطهير واركعوا مع الراكعين. والتطهير كما هو واضح معنى لغوي لا يحمل حمولة فقهية وشرعية كما هو الشأن في لفظة الزكاة وبالتالي فإن ذهن القارئ -الغربي على وجه الخصوص- لن يجد في الترجمة ما يدل على الزكاة شعيرة إسلامية واجبة في مال مخصوص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص. ومما يدل على تخبط المترجم في عدم الاهتداء إلى المرادف المناسب والمكافئ في لغة الفرنسيين للفظة الزكاة، أنه ترجمها مرة بكلمة pureté بدل purification التي تواترت في جميع أجزاء ترجمته، وذلك عند قوله تعالى: "وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ" ... ( مريم:55 ) حيث ترجمها بقوله: Il enjoignait aux siens la prière , le pureté.. ومعلوم أن لفظة pureté تدل على الصفاء والنقاء فأين معنى الزكاة من كل هذه المعاني؟. وقبل أن ننهي الحديث عن لفظة الزكاة كما جاءت مترجمة في محاولة جاك بيرك لا بأس من الإشارة إلى خطأ وقع فيه الرجل عندما خلط بين الصدقة بمعنى الزكاة والصدقة بمعنى التطوع، وهذا أمر كان ينبغي أن يفطن إليه، وهو الذي طالما تشدق لمختلف وسائل الإعلام الغربية والعربية على السواء بكونه دائم الرجوع والاطلاع على شتى التفاسير القرآنية، وهو ما لم ينتبه له معظم الذين ترجموا القرآن من المستشرقين، لكن جاك بيرك كان أكثر قدرة على التمييز بين صدقة الفرض وصدقة التطوع بحكم رجوعه واستئناسه المتواصل بالتفاسير القرآنية كما يقول. إلا أنه انساق-في غفلة من الأمر-مع لفظة الصدقة التي تدل في السياق القرآني على الزكاة المفروضة تارة وصدقات التطوع تارة أخرى. وهذا ما تنبه له محمد حميد الله في ترجمته عندما ترجم لفظة الصدقات في الآية ( 271 ) من سورة البقرة "إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ" ، بلفظة les aumones في حين ترجمها في آية التوبة ( 60 ) "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ" ... وفي الآية ( 103 ) من السورة نفسها "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا" بما يدل على الزكاة المفروضة حتى إنه قدَّم في ترجمة الآية الأخيرة مرادفا يـدل علـى الضريبة تمييزا لها عن صدقة التطوع حيث جاء في ترجمته : "Prends sur leurs biens un impot par quoi tu les purifies et les purges" 5- لفظة المسجد: لا يجادل أحد في أن لفظة "المسجد" يقابلها في اللغة الفرنسية كلمة "Mosquee" وهي الكلمة اللاتينية التي يشترك أصلها بين كثير من اللغات الأوروبية المنحدرة عن اللاتينيـة مثـل mosque في الإنجليزيـة وMoschee في الألمانيـة و mezquita في الإسبانية إلا أن جاك بيرك آثر أن يترجم لفظة "المسجد" بكلمة Sanctuaire وقد يترجمها أحيانا بكلمة Oratoire ومن المعلوم أن كلمة Sanctuaire تعني المعبد الكنسي وقد يعني الجزء من الكنيسة حول المذبح الذي تتم فيه المراسيم الطقوسية. أما كلمة Oratoire فتعني المصلى في كنيسة صغيرة. ولا شك أن قارئ الترجمة إذا كان مسلما فإنه لن يفهم معنى المسجد مكانا لإقامة الصلوات، من تلك الترجمات الغريبة أما إذا كان القارئ غير مسلم فإنه لن يفهم من اللفظتين الفرنسيتين سوى ما يوافق النظرة النصرانية إلى خلوة الرهبان في أديرتهم وكنائسهم. وهكذا يمكن القول بأنه كان ثمة تأثير قوي لثقافة جاك بيرك الدينية النصرانية في ترجمته للفظة"مسجد" إلى اللغة الفرنسية. والأدهى من ذلك ترجمة الرجل للمسجد الحرام تارة بعبارة Sanctuaire consacré وتارة بعبارة Oratoire consacré بل إنه يتردد أحيانـا في تغيير لفظـة Consacré إلى لفظة sacré :مقدس ( البيت المقدس ) . وهنا نؤكد مرة أخرى أن جاك بيرك لا يلتزم في الترجمة بالمقابل أو المكافئ الواحد للفظة القرآنية، مما يكون مدعاة للالتباس والتشويش على القارئ. إن ما هو مؤكد أن جاك بيرك كان يعلم في قرارة نفسه أن اللفظة المناسبة في ترجمة المسجد هي mosquée لكنه أراد أن يصبغ الترجمة التي رجحها بصبغة كنسية محضة لكي يُفقِد لفظة "المسجد" -وهو المصطلح الإسلامي الذي يدل على خصوصية وتميز عن باقي أماكن العبادة في الديانات الأخرى- حمولته الدينية المتفردة وطابعه الإسلامي المتميز، ولعل أكبر دليل على ذلك ما أورده في ترجمة قوله تعالى: "وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا" ( الحج 40) حيث اضطر لترجمة " المساجد "بكلمة mosquées لكي يضعها مقابلا لكنائس النصارى وبيع اليهود. فكيف أمكن للمترجم إذن أن يتفطن للفظة"mosquées التي هي المقابل الصحيح للفظة "المساجد" في هذه الآية فقط دون غيرها من الآيات وعددها سبعة وعشرون موضعا؟! 6- لفظة الأرحام: لاشك أن مفهوم "صلة الأرحام" في الإسلام يعد خصيصة من خصائص ديننا الحنيف الذي يدعو إلى تماسك الأسرة الكبيرة والصغيرة ويهدف إلى توطيد وترسيخ أواصر القربى بين الأقارب الذين يجمع بينهم دم واحد. وإذا كان الأمر كذلك فلا ريب أن ترجمة هذا المفهوم بما يَفي بالمراد والمقصود يعدُّ أمرا صعبا إلى حد ما، بيد أنه مهما كان هناك تفاوت واختلاف بين المترجمين في إعطـاء مقابل قريب للمعنى الأصلي، فإنه من غير المقبول أن يؤتى بلفظة matrices ( رحم المرأة ) مقابلا للفظة الأرحام، وهو ما فعله جاك بيرك عندما ترجم الآية الأولى من سورة النساء "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ" بقوله: Prémunissez-vous envers Dieu , de qui vous vous rèclamez dans votre sollicitation et aussi envers les matrices . فجاء المعنى كالتالي : اتقوا الله الذي تستندون إليه في توسلكم ، وأيضا تجاه أرحام النساء ( جمع رحم المرأة = matrice ) . وهكذا تنقلب "صلة القرابة " إلى معنى "رحم المرأة" ويحاول المترجم تسويغ هذه المحاولة اليائسة في الترجمة قائلا:"إنها إشارة ممكنة للعبارة الشعبية القائلة:"ناشدتك الله والرحم" وتعني أناشدك باسم الله والقرابات الأمومية وتعني حرفيا "الرحم" matrice …". وتذكرنا هذه الترجمة الخاطئة بما ذهب إليه مواطن فرنسي آخر نشر ترجمة لمعاني القرآن الكريم كانت من أخبث المحاولات التي عرفها تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم ، فقد ترجم أندريه شوراكي Andre chouraqui وهو يهودي متأثر بثقافته العبرية لفظتي "الرحمن الرحيم" بكلمتي Le matriciant le matriciel حيث استعمل لفظة "رحم المرأةmatrice "لكي يخرج منها صيغتين من صيغ المبالغة . والقارئ للترجمة مهما كانت ثقافته جيدة فإنه عند اطلاعه على هاتين اللفظتين لا يستطيع بحال تبين معنييهما إلا إذا رجع إلى كتب اللغة والتفسير لكي يكتشف أن من بين الأصول الاشتقاقية للفظة " الرحمن" اسم الرَّحِم ، وهو ما جاء في الحديث القدسي :" قال الله تعالى: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". غير أنـه إذا كـان الحديث يشير إلى الرحم بمعنى القرابة بدليل السياق الأخير ( صلة الأرحام ) فإنه من غير المعقول أن تترجم لفظة "الأرحام" في الآية الأولى من النساء بما يـدل على رحم المرأة، بل ينبغي فهم المعنى ومحاولة تقريبه إلى الآخر في لغته وثقافته، ولا شك أن المترجم كان يعلم جيدا أنه باختياره وترجيحه لهذه الترجمة الفاسدة كان يوغل في نسج الغموض والتشويش على القارئ؛ لأنه كان باستطاعته تقديم اللفظة المناسبة والملائمة، ولا سيما أنه اطلع على ترجمات زملائه السابقين الذين سعى كل منهم إلى محاولة تقريب المراد من اللفظة إلى قراء الفرنسية. وما لنا نذهب بعيدا وهاهو ذا جاك بيرك نفسه يترجم اللفظة نفسها في آية أخرى بما هو أقرب إلى تحقيق المقصود بعيدا عن لفظة "matrice" فقد ترجم قوله تعالى: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ" (محمد22 ) بقوله: ..mettiez en pièces vos liens de parenté ? أي وتقطعـوا صلات القرابة. ويبدو أن المترجم قد تبين له استحالة وضع matrice مقابلا للفظة الأرحام في هذه الآية؛ لأن سياق الآية فيه معنى التقطيع والتمزيق، فإذا دخل على أرحام النساء ذهب المعنى بعيدا وأضحى المدلول المترجم مستبشَعا ومستهجَنا. أما عند قوله تعالى: "وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ" ( الأنفال 75 ) فقد ترجمها بيرك بقوله: Quand aux parents par les femmes , ils ont priorité les uns sur les autres selon le livre de Dieu . وهو ما يعني: "أما فيما يخص الأقارب من جهة النساء فلهم أولوية بعضهم على بعض وفقا لكتاب الله". وتأكيده للأقارب من جهة النساء فيه تحريف واضح لمعنى الآية التي تشير إلى أولي الأرحام بصفة عامة، وقد حاول المترجم إيهامنا بأن معظم المفسرين باستثناء ابن عطية قد ذهبوا إلى أن المراد "الأقارب من جهة النساء" وهذا كذب وبهتـان، فبرجوعنا إلى كثير من التفاسير لم نجد أحدا منها يخص القرابة الرحمية في النساء فقط، فتفسير الطبري الذي أكد بيرك أنه كان مرجعه الأساس في الترجمة لم يشر إلى ذلك التخصيص من قريب أو بعيد حيث قال عند تأويل الآية: " والمتناسبون بالأرحام بعضهم أولى ببعض في الميراث إذا كانوا ممن قسم الله لهم منه نصيبا وحظا من الحليف والولي" . الواضح إذن أن جاك بيرك كثيرا ما كان يتعمد ترجيح المعاني المرجوحة والأصول اللغوية الغريبة، ويهمل المعاني المطلوبة والمدلولات الراجحة التي استقر عليها معظم المترجمين السابقين، إن إمعانه في الإغراب وشذوذه في تخير وإيجاد المرادفات في اللغة الفرنسية كل ذلك يجعلنا نشك في مدى نزاهته وموضوعيته في خوض غمار ترجمة معاني القرآن الكريم. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ثالثا: قلب الحقائق القرآنية: كثيرة هي السياقات القرآنية التي جاءت مترجمة عند بيرك على غير حقيقتها، قد يكون ذلك ناتجا أحيانا عن سوء فهم -وإن كنا نستبعد من عضو مجمع اللغة العربية أن لا يفهم التعبير القرآني كيفما كان نظمه وأسلوبه- وقد يكون ذلك ناتجا عن سوء نية، وبخاصة إذا علمنا المدة التي قضاها في الترجمة ( أكثر من عشر سنوات ) واعتماده على مختلف التفاسير القديمة منها والحديثة وإلمامه الواسع بقواعد اللغة العربية ثم تأكيده لنا عبر مختلف الحوارات التي أجريت معه بعد صدور الترجمة بأنه أعاد مراجعتها ثلاث مرات قبل دفعها للنشر. أمام هذه المعطيات والحيثيات التي لم تُتَح لغيره من المستشرقين الذين أقدمـوا على ترجمة معاني القرآن الكريم لا يسعنا إلا القول بأن وقوع بيرك في أخطاء تتعلق بقلب المضامين والمعاني والحقائق القرآنية أمر خطير ينبغي التنبيه عليه والعمل على تسديده ومعالجته. ولا يسعنا في هذا المقام سوى تقديم نماذج معينة تبرهن على تأكيد هذا الأمر. أ- عند ترجمته لقوله تعالى: "فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ" ( البقرة:213 ) . قال: Mais Dieu avait guidé les croyants à diverger avec son autorisation sur tels points de la vérité. وهذا يعني: "لكن الله هدى المؤمنين إلى الاختلاف بموافقته حول نقاط معينة من الحقيقة". ولا شك أن القارئ الفطن يدرك بسرعة أن المترجم قد قلب معنى الآية رأسا على عقب، مما نجم عنه تحريف فظيع وتشويه مريب. فبعد أن كانت الآية القرآنية تدل في أصلها على أن الله تعالى قد وفَّق المؤمنين بفضله لتمييز الحق من الباطل ومعرفة ما اختلفوا فيه، أصبحت تعني حسب الترجمة البيركية أن الله قد أرشد المؤمنين بإذنه إلى الاختلاف، ولو أن المترجم تمعن جيدا في جميع مقاطع الآية المذكورة لتبين له جوهر المقصود وروح المضمون القرآني المنشود ، فالآية المستشهد بها اختتمت بقوله تعالى: "وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" مما يعني أن الله لا يهدي إلى الاختلاف وإنما يهدي إلى الحق وإلى الصراط القويم، فقوله تعالى: "فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ" يسنده ويحققه ويؤكده المقطع الذي يليه "وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" . ب- عند ترجمته لقوله تعالى: "وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً" ( الإسراء 59 ) قال : N 'avons nous pas donné à Thamûd la chamelle pour les éclairer ? ومعناه : ألم نُعطِ لثمود الناقة لتبصرهم؟ بادئ ذي بدء نلاحظ أن جاك بيرك قد جعل الجزء من الآية جملة استفهامية، وهو ما لا يوجد في النص القرآني، أما المعنى فقد انقلب كليا، ويبدو أن الرجل -الذي لا نعتقد أنه رجع إلى التفاسير في ترجمة هذه الآية- قد توهم فاعتقد أن لفظة ( مبصرة ) تعود على الناقة، وهذا ما يقع فيه كل من لا يتريث ويرجع إلى ما قاله المفسرون في هذا الصدد، حيث الإجماع على أن المراد من قوله تعالى "وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً" أي آية دالة مضيئة نَيِّرة على صدق صالح عليه السلام وعلى قدرة الله تعالى. وهو ما يتأكد من قوله تعالى: "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً " … ( الأعراف 73 ) من جهة أخرى يترجح أيضا أن يكون جاك بيرك قد انساق وراء ترجمة المستشرقة الفرنسية دنيس ماصون عندما ترجمت ( مبصرة ) بقولها: pour les rendre clair voyants أي: لتجعلهم ( الناقة ) مُبصِرين. ولعل أفضل ترجمة للآية ما أورده الشيخ حمزة بوبكر في ترجمته حيث جاء : Nous avons fourni la chamelle aux thamudites comme ( miracle ) visible. فقد وضع بوبكر لفظة ( آية ) المقدَّرة بين قوسين لكي يؤكد أن الإبصار إنما يعود على الآية : آية مبصرة : miracle visible ج- عند ترجمته لقوله تعالى: "رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ" ( آل عمران192 ) . قال: Notre Seigneur ,C est Toi qui fais entrer ( le coupable ) dans le feu ,tu l avais déjà mis à mal. وهو ما معناه : "ربنا إنك أنت الذي تدخل ( المجرم ) في النار . لقد أخزيته". فاعتقد المترجِم أن "مَن" للموصول فاستعاض عنها بالذي، وتغير المعنى الأصلي للآية التي انشطرت بفعل سوء فهمه إلى جزأين، وتمَّ بذلك قلب المعنى الحقيقي للآية. ويبدو أن المترجم لم يفطن إلى جواب الشرط وفاء الشرط، ولو انتبه لذلك لما وقع في الخطأ، وهو خطأ فظيع قَلَب المقصد القرآني من الآية رأسا على عقب. ويمكن اقتراح الترجمة التالية: Oui seigneur ! Qui conque tu fais entrer dans le feu , Tu le couvres d'ignominie . المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :8 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رابعا :أخطاء ناجمة عن سوء الفهم: يتبين من خلال القراءة المتأنية لترجمة جاك بيرك لمعاني القرآن الكريم أنه كثيرا ما يسيء فهم بعض السياقات القرآنية فيقع في أخطاء واضحة تشوه المعاني والحقائق القرآنية، وهذه الأخطاء تدل بوضوح على عدم استيعاب المترجم لكثير من السياقات الأسلوبية والبلاغية المختلفة، وقد أسهم في وقوعه في ذلك أحيانا التسرع في الترجمة وعدم التأني والتأمل مليا في الأسلوب القرآني من حيث دقة التركيب ودقة الصياغة، وفيما يلي نماذج من تلك الأخطاء الناتجة عن سوء الفهم: أ- قوله تعالى: "لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ" ( البقرة 104 ) ، ترجمه جاك بيرك كما يلي: "Vous qui croyez , ne dites pas raina ( Aie pour nous des égards! ) mais : nzurna ( Aie de nous sollicitude ! " Ecoutez ! tandis qu'aux dénégateurs un tourment douloureux وهذا ما يعني : ( لا تقولوا راعنا ولكن قولوا انظرنا . اسمعوا: للكافرين عذاب أليم ) وبذلك يكون المترجم قد فصل "اسمعوا" عن "انظرنا" وكأنها غير معطوفة عليها، وإنما بداية جُملة جديدة فيها أمر بالاستماع قصد الإخبار بأن للكافرين عذابا أليما. وهذا الخطأ يدل بجلاء على عدم فهم المترجم لمعنى الآية، ولو رجع إلى التفاسير أو إلى ترجمة محمد حميد الله أو ترجمة حمزة بوبكر لتنَبَّه لحقيقة الصورة البيانية للآية القرآنية ،وهنا مرة أخرى نضع احتمال انسياق بيرك وراء دنيس ماصون في ترجمتها حيث وقعت في الخطأ نفسه. ب- قوله تعالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ" ( الأنبياء 69 ) ترجمه جاك بيرك بقوله: Nous dimes : o feu, deviens du froid -Et salut sur Abraham . وكأن معناه :"قلنا يا نار كوني بردا .وسلام على إبراهيم" حيث انشطرت الآية إلى جزأين تفصل بينهما نقطة، فالجزء الأول فيه أمر بأن تتحول النار إلى برد، وفي الجزء الثاني ينشأ معنى جديد ليس في الآية، إذ فيه كأن الله تعالى يوجه السلام إلى إبراهيم عليه السلام . وهكذا اختلط الأمر على المترجم لمَّا فاته الفهم الجيد للآية القرآنية التي تتضمن الأمر من الله تعالى للنار لكي تتحول إلى برد وسلام على إبراهيم حتى لا يناله الأذى ولا يصيبه المكروه. ج- قوله تعالى: "قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ" ( الذاريات25 ) ترجمه جاك بيرك بقوله: Il répondit : " Profond salut !" bien qu'ils parussent étrangers. وهو ما يعني : قال سلام مع أنهم بدوا له منكرين. وهذا المعنى أبعد ما يكون عن المعنى الأصلي للآية الذي يفهم منه أن إبراهيم عليه السلام رد التحية على ضيفه الذين أكرمهم وكانوا من الملائكة الكرام قائلا: سلام عليكم، أنتم غرباء لا نعرفكم. ولو رجع جاك بيرك إلى ترجمات غيره من المستشرقين لوجدهم جميعا يترجمونها كالتالي étrangers أو Abraham dit : Salut ! O gens inconnus د- في الآية ( 30 ) من السورة نفسها ( أي الذاريات ) قرأ جاك بيرك قوله تعالى: "قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ" بما يفيد أن الملائكة قالت إن الله تعالى قال بإن الغلام حكيم عليم، في حين أن صفتي الحكيم العليم في الآية تعودان على الله سبحانه وتعالى وليس على الغلام، وهذا يدل على عدم استيعاب المترجم لمفهوم الآية ومدلولها فضلا عن عدم اهتدائه إلى من يعود عليه الضمير في ( إنه ) . لقد جاءت ترجمة جاك بيرك على الصورة التالية: "Ils dirent :" C'est ainsi ! Dieu a dit que ce garçon serait le sage , le connaissant". أما الترجمة الأقرب إلى الصواب فهي : "Ils dirent:Ton Seigneur a parlé ainsi ; Il est en verité, le sage , Celui qui sait ". هـ- في الآية ( 27 ) من سورة الفتح: "لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ" فهم منها جاك بيرك أنها للمخاطب المفرد في حين أنها للجمع، فترجمها بقوله : Puisses -tu entrer والترجمة في أصلها قاصرة لأن المترجم أغفل لام التوكيد التي دخلت على الفعل ووضع مكانها فعل "أمكن" ( يمكنك الدخول ) . و- ترجم بيرك الآية ( 3 ) من سورة الرعد عند قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ" بقوله: C 'est Lui qui a ètendu la terre , y dispose des anecages et des fleuves et toute sortes de fruits . Il y-établit les partenaires des couples. وبذلك يكون المترجم قد فصل بين عبارتي "وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ" و "جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ" معتقدا أن الأولى معطوفة على ما سبق والثانية استئناف لكلام جديد، وهذا ما يتضح من وضعه لنقطة بين العبارتين واستئناف الكلام بحرف البداية الكبير (Majuscule) وكأن الآية قد أصبحت تقول: إن الله خلق كـل الثمرات ثم بعد ذلك جعل في الأرض زوجين. في حين أن المعنى الواضح للآية هو: ( وجعل فيها من كل الثمرات صنفين اثنين فكان منها الأبيض والأسود والحلو والحامض ) وقد ترجم الآية معظم المترجمين بما هو مقبول وملائم لنظم الآية من ذلك ما جاء في ترجمة حميد الله: " Et de tout les produits Il y a assigné les couples par deux " وقد وقعت المستشرقة الفرنسية دنيس ماصون في الخطأ نفسه عند ترجمتها للآية. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :9 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
خامسا: أخطاء ناجمة عن التصحيف في قراءة ألفاظ قرآنية: من المستغرب حقا أن يضيف المترجم لمعاني القرآن الكريم إلى الأخطاء المتنوعة والمتعددة التي وقع فيها -نتيجة عوامل وأسباب شتى- أخطاء أخرى لا تعدو أن تكون ناجمة عن الخطأ في قراءة اللفظة القرآنية، وهي الأخطاء التي تنجم عن التصحيف في القراءة. وهذا الأمر يقلل بدون شك من قيمة الترجمة وصاحبها، إذ يُفترض فيمن يُقدِم على ترجمة معاني القرآن الكريم أن يكون قد استأنس بمختلف المعاني القرآنية بعد قراءات متتالية ومتعددة للقرآن الكريم تحول دون غُربة المترجم عن النص القرآني . وقع جاك بيرك -الذي كان عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة- في بعض تلك الأخطـاء الناجمة عن قراءته لألفاظ قرآنية على غير ما هي عليها مما ترتب عنه تحريف للمعاني وتشويه للحقائق القرآنية. وفيمـا يلي بعض النماذج: أ- في سورة المائدة: الآية ( 3 ) ، عند قوله تعالى: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ …… إلى قوله تعالى : إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ" ترجم جاك بيرك ( إلا ما ذكيتم ) بقوله: Sauf aprés purification وقد تملكتني الحيرة أول الأمر حينما قرأت هذه الترجمة، إذ ما علاقة التطهير بالتذكية الذي هو مصطلح فقهي محدَّد، فقوله تعالى: "إلا ما ذكيتم" هو استثناء مُتصل ( على الراجح ) متعلق بالمحرمات الخمس السابقة وهي: المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، فكيف غاب عن بيرك معنى التذكية؟ لو تأمل القارئ جيدا في الترجمة وتساءل عن وجه الارتباط بين اللغتين فإنه سيجد أن الأمر قد اختلط على المترجم اختلاطا شديدا لم نجده عند غيره، ذلك أنه قرأ (إلا ما ذكيتم) بإبدال الذال زايا، وكأني به قد تلاها في مصحف كُتِب رسم الذال فيه مائلا شيئا إلى أسفل ليكاد يصبح زايا، فظنه عضو مجمع اللغة العربية زايا فأضحت الآية ( إلا ما زكيتم ) ، ومن المعلوم أن معنى التزكية والتطهير في اللغة الفرنسية متقارب وهو :purification . والذي يؤكد صحة وقوع جاك بيرك في هذا الالتباس أنه في مواضع كثيرة من القرآن أعطى للفظة الزكاة مقابلا بالفرنسية هو purification ، والمثير للعجب أن يصرح المترجم في حوار معـه بأنه أعاد النظر في ترجمته ثلاث مرات قبل أن يخرجها للناس، فلو كان الأمر كذلك كيف غاب عنه الوجه الصحيح لترجمة الآية في إحدى مراجعاته لاستدراك الخطأ؟ وهَلاَّ أسعفته كتب التفسير الكثيرة التي رجع إليها وقد عقدت عند تفسير الآية فصولا ومباحث مطولة للحديث عن الذكاة وشروطها والخلاف الوارد بين الفقهاء فيما يذكى ومحل التذكية، ألم يكن ذلك كافيا للتنبيه على المعنى الصحيح؟ أما الذي يثير الغرابة أكثر فهو عدم رجوع بيرك إلى الترجمات الفرنسية الأخرى وقد اتفقت جميعها على ترجمة الآية قريبا مما يلي: . Sauf celle que vous égorgez avant qu 'elle ne soit morte. أليس هذا دليلا كافيا على استخفاف بيرك بترجمات غيره وتقليله مـن شأنها واتهامها بكونها قاصرة ؟ يقول في حوار أجري معه وهو يُقَوِّم ترجمات غيره:"إن الترجمات التي قُدِّمت إلى حد الآن إلى اللغة الفرنسية كانت من قِبل مترجمين يحسنون اللغة الفرنسية أكثر من اللغة العربية أو العكس أي أشخاص يتقنون اللغة العربية أكثر من إتقانهم للغة الفرنسية ولذلك فإن الترجمات كانت مُعَرضة لبعض الخلل أو النواقص، أما من ناحيتي فأنا فرنسي قُح، وقد تعلمت اللغة العربية وأزعم أنني أتقنها بشكل جيد…". ب-عند قوله تعالى: "لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ" ( الزلزلة 6 ) قرأها جاك بيرك: لِيَروا أعمالهم ولم ينتبه لصيغة البناء للمجهول الواردة في الآية، فجاءت ترجمته كما يلي: pour contempler leurs actions. وهي ترجمة لا تؤدي المعنى الحقيقي للآية حيث إن الله تعالى هو الذي يُري الناس ما عملوه من السيئات والحسنات يوم رجوعهم عن موقف الحساب أصنافا متفرقين، والترجمة الأقرب إلى المراد هي Pour que leur soient montrées leurs oeuvres . ج- ترجم جاك بيرك قوله تعالى: "فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" ( المائدة29 ) بقوله: Et sois donc parmi les compagnons du Feu. وهو ما معناه ( فكُن من أصحاب النار ) فتصحفت بذلك لفظة ( فتكون ) إلى صيغت الأمر ( فكُن ) وهو ما يعكس المعنى المراد من الآية القرآنية. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :10 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
سادسا: التصرف في ترتيب أجزاء الآية القرآنية الواحدة: من أغرب ما وقع فيه جاك بيرك من تغيير للنص القرآني تصرفه في ترتيب مقاطع الآية القرآنية الواحدة، ولم يُبدِ لنا المترجم سببا لإقدامه على هذا التغيير المتعَمَّد الذي لا يجوز في حق أي نص يراد ترجمته، وبالأحرى إذا تعلق الأمر بالنص القرآني!! ومن ذلك على سبيل المثال ترجمته لقوله تعالى: "يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ" ( لقمان29 ) حيث عكس الآية كما يلي: "يولج النهار في الليل ويولج الليل في النهار". ومن ذلك أيضا ترجمته لقوله تعالى: "يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ" ( الأنعام 95 ) حيث عكس الآية كما يلي:"يخرج الميت من الحي ويخرج الحي من الميت" ومن ذلك أيضا قوله تعالى: "لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ" ( الشورى 15 ) وقوله عز وجل: "فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ" ( الرحمن 41 ) . إن جاك بيرك يعلم جيدا أن من الأمانة العلمية في مجال ترجمة النصوص -كيفما كانت- الاحتفاظ بترتيب الكلام حسب ما أراده صاحب النص الأصلي، ومن الخطأ الاعتقاد بأن أمر التغيير هَين ولا يؤثر في معنى الآية القرآنية. ففضلا عن توقيفية ترتيب النص القرآني ( إذا كان ترتيب الآيات توقيفيا فترتيب أجزاء الآية الواحدة توقيفي بصورة قطعية ) أشار كثير من علماء الإعجاز القرآني والمفسرين إلى حِكَم جليلة تظهر من ترتيب أجزاء الآية الواحدة، وقد أكَّد الإمام الرازي في تفسيره كثيرا من تلك اللطائف العجيبة التي تدل على أن كل لفظة في مكانها لا يصلح في موضعها غيرها ولا يؤدى معنى الآية كاملا إلا بها في مكانها مؤتلفة مع غيرها غير متنافرة. وقد تحدث الإمام الخطابي ( ت388 ) في كتابه "إعجاز القرآن" عن الإعجاز القرآني من جهة البلاغة فأكد أن مناط البلاغة في النظم القرآني هو "اللفظ في مكانه إذا أبدل فسد معناه أو ضاع الرونق الذي يكون منه سقوط البلاغة" ولعل أبرز مثال على ذلك ما أقدم عليه المترجم من عكسٍ لنص الآية: "وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ" ( الأنعام 151) حيث قدَّم الأولاد على الآباء كما هو في آية ( الإسراء ) ، والفرق بين ترتيب الضميرين في الآيتين يرجع إلى أن آية الأنعام تنهى عن قتل الأولاد بسبب الفقر الواقع فعلا فاقتضى المقام تذكير الآباء بأن رزقهم ورزق أبنائهم مكفول من الله أما في الإسراء فإن الآية تنهى عن قتل الأولاد خوف الفقر المتوقع لهم في مستقبلهم فاقتضى المقام التذكير بأن رزق الأبناء مكفول كرزق آبائهم، لذلك فإن الحفاظ على ترتيب أجزاء آية الأنعام- في ظل إعجاز نظمها- يبدو ضروريا ولا ينبغي التصرف فيه. وفي السياق نفسه يلاحظ أن المترجِم يتصرف أحيانا في الترجمة بإدخال أقواس يفتحها ويغلقها كما يشاء ضاربا بمبدأ الالتزام بالتركيب الأصلي للآية عرض الحائط، ولا يخفى أن إدراج الأقواس في الترجمة يُخل بالمعاني والمقاصد القرآنية ويحرف طرق الخطاب القرآني. وقد رأينا من قبل كيف أن جاك بيرك حرَّف معنى قوله تعالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ" عندما لم يفهم معناها، فأدخل الأقواس مما نجم عنه تشويه للمعنى وتحريـف لطريقـة الخطاب القرآني، فجاء معنى الترجمة كالتالي ( قلنا يا "نار كوني بردا" وسـلام على إبراهيم ) وهناك نماذج كثيرة في الترجمة أدرج فيها بيرك أقواسا ضمن السياق القرآني مما أخل بالمعاني الأصيلة والمقاصد الهادفة. بالمقابل يلاحظ أنه عندما تدعو الضرورة إلى إدراج أقواس لتطويق كلمات أو جمل زائدة أضيفت للضرورة قصد توضيح المعنى، فإن المترجم لا يلتفت لذلك مما يعد أيضا إخلالا بقواعد الترجمة . المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
للمستشرق, ملاحظات, أغاني, الناجحين, المستشرق, الفرنسى, القادحين, القرآن, تحرك, ترجمة, ترجمة القرآن, جاك بيرك, حسن عزوزي, دكتور, عزوزي |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
سؤال عن ترجمة المستشرق جاك بيرك للقرءان | مسلمه مصريه | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 4 | 27.11.2011 15:09 |
بشرى 20 ألف مسلم بالجيش الفرنسى يصومون رمضان بقرار رسمى | Zainab Ebraheem | قسم الحوار العام | 6 | 05.08.2011 05:43 |
ترجمة القرآن... ضروووري و عاجل رجاءً | هاجر | دعم المسلمين الجدد | 5 | 30.08.2010 14:22 |