كاتب إنجيل يوحنا مجهول بالدليل والبرهان طباعة
من هو كاتب إنجيل يوحنا؟ هل هو يوحنا الرسول كما تزعم الكنيسة والقساوسة أم شخص مجهول؟ لايوجد دليل قوى تقوم به الحجة أن كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي تلميذ المسيح، فالأمر لا يعدو استنتاجا بني على إستنتاج غير صحيح، وما بني على خطأ فهو خطأ وغير صحيح.
الأدلة ليست من كتاب إسلامي ولا أقوال عالم مسلم بل المراجع المسيحية المعتمدة حتى لا نفتري على القوم، فسنذكر بالدليل والبرهان أن يوحنا لم يكتب الإنجيل المنسوب إليه ظلما وبهتانا.
تصر الكنيسة على نسب إنجيل يوحنا لأنه الإنجيل الوحيد الذي يذكر لاهوت المسيح بشكل واضح، أي أنه يخدم عقائد الكنيسة، فهل يوجد دليل علمي أو منطقي أو تاريخي قوي يثبت صحة نسب الإنجيل إلى يوحنا؟
حتى نكون حياديين، لا يوجد دليل على هذا غير التقليد المزعوم من الكنيسة، لكن الكثير من علماء النصارى يؤكدون أن يوحنا لم يكتب إنجيله!

الأدلة التي تنسف نسبة هذا الإنجيل إلى يوحنا:


أولا: مجهولية كتبة الأناجيل عامة:

الدليل الأول: قول الأب بيار نجم فى كتابه مدخل إلى العهد الجديد صفحة 8: (كتاب الإنجيل: لم يرد اسم الكاتب في أى من الأناجيل الأربعة إنما نعتمد فى تسميتنا للأناجيل على تقليد وصلنا في نهاية القرن الثاني ينسب فيه الأناجيل بيوحنا ومرقس مرافق بولس وأخيرا ليوحنا أحد الإثنى عشر).


وهذا دليل قوي على عدم كتابة يوحنا للإنجيل المنسوب إليه بل وعدم صحة نسبة أي إنجيل لكاتبه!

الدليل الثاني: في الترجمة اليسوعية فى مدخل العهد الجديد صفحة 7: (ولم تجر العادة أن يطلق على هذه المجموعة عبارة العهد الجديد إلا في أواخر القرن الثاني).




وفي صفحة 9 من المدخل: (والراجح أن النسبة إلى الرسل وقد جعلوها من قبل الصفة التى تتميز بها المؤلفات الإنجيلية).


وهذا اعتراف خطير من كاتبي الترجمة اليسوعية أن المخطوطات لم يكتب عليها أسماء مؤلفين حتى القرن الثاني.

والسؤال الآن: هل لو نسب الإنجيل لمؤلف هل انتهى الأمر إلى ذلك ونقول أنه هو مؤلفه
الإجابة من القس فهيم عزيز فى كتابه القيم مدخل الى العهد الجديد صفحة 217: (يعتقد كثير من الناس ما دام الاسم قد كتب فى مقدمة الانجيل فقد انتهى الامر ولم يعد هناك مجال حتى للسؤال عن شخصية الكاتب ولكن ليس هو واقع الأمر فقد بدا بعض الناس يتساءلون عندما قرأوا العنوان_الإنجيل بحسب مرقس_ من يكون هذاالشخص).





لم ينته الأمر، بل هذه كانت مقدمة مهمة وسنشرع الآن في إثبات أن كاتب إنجيل يوحنا مجهول.

ثانيا: مجهولية كاتب إنجيل يوحنا:

 
الدليل الأول: هذا ما قاله الأب بيار نجم فى كتابه مدخل إلى إنجيل يوحنا صفحة 2: (لا يذكر اسم الكاتب فى الأناجيل ... بالنسبة لإنجيل يوحنا نعرف اسم الكتاب ..من التقليد والرؤيا).
ثم يقول فى صفحة 2: (وكانت النتجية أنهم مرتبطين بسيب التشابهات الكثيرة الموجودة بينهم هل هو يوحنا فعلا لا أحد يستطع التأكيد نفيا وايجابا)
.

يقول: لا أحد يستطيع التأكيد نفيًا أو إيجابا، ونقول: بل يوجد مئات الأدلة التي تنفي كتابة يوحنا لهذا الإنجيل ولا يوجد دليل إثبات واحد.
 
الدليل الثاني: من كتاب القس فهيم عزيز المدخل الى العهد الجديد صفحة 546: (كاتب الانجيل .. ولكن من هو كاتب إنجيل يوحنا. هذا السؤال صعب والجواب عليه يتطلب دراسة واسعة غالبا ما تنتهى بالعبارة لا يعلم الا الله وحده من الذى كتب هذا الانجيل...) ثم عرض أقوال العلماء والخلاف حول كاتب الإنجيل.
بقول: الله وحده يعلم من هو كاتب إنجيل يوحنا!

الدليل الثالث: من الترجمة اليسوعية فى مدخل إلى إنجيل يوحنا صفحة 286: (فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بين أيدينا أصدره بعض تلاميذ المؤلف فأضافوا عليه الفصل 21 .... أما المؤلف وتاريخ وضع الإنجيل الرابع فلسنا نجد فى المؤلف نفسه أى دليل واضح عليهما).

هل الإنجيل من إصدار يوحنا أم التلاميذ؟ وهل التلاميذ مسوقين أيضا من الروح القدوس؟ وكيف يطلق عليه إنجيل يوحنا وهو لم يذكر فى الإنجيل نفسه؟

وتكمل الترجمة اليسوعية فى صفحة 287: (وليس نستبعد استبعادا مطلقا الافتراض القائل بان يوحنا الرسول هو الذى أنشأه ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذا الاحتمال فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصونه بانه مسيحى كتب باليونانية فى أواخر القرن الأول فى كنيسة من كنائس آسية ..).
الذي نلخص إليه من الترجمة اليسوعية هو:
- أن إنجيل يوحنا عمل ناقص.
- التلاميذ هم الذين أصدروا الإنجيل وليس يوحنا.
- التلاميذ أضفوا إلى الإنجيل الفصل 21 قصة المرأة الزانية.
- معظم النقاد لا يقولون أن يوحنا هو كاتب الإنجيل.
- مسيحي من كنائس آسية هو من كتب الإنجيل وليس يوحنا.

 
الدليل الرابع: من كتاب مدخل الى الكتاب المقدس صفحة 428: (هذه الكلمات لم تكن كلمات يسوع حقيقة وعليه نكون أمام مجموعة من الأفكار عن يسوع كتبها مسيحي من الأوائل).



ويقول أيضا فى صفحة 429: (لدينا في إنجيل نفسه مفتاحا يوضح اسم كاتبه_ وهذا سوف نرد عليه_.. يوحنا أخو يعقوب الذي رغم أنه كان كثير الورود فى باقي الأناجيل إلا أنه لم يذكر اسمه فى إنجيل يوحنا).

الدليل الخامس: من كتاب دليل قراءة الكتاب المقدس (العهد الجديد)- الأب اسْطفـَان شـربَـنتييه صحفة 139: (من المحتمل أن تكون شخصية يوحنا الرسول في أصل هذه المؤلفات لكن علمه تكون عدة مراحل حتى التحرير الأخير الذى تم في حوالي السنة 95_100 يجوز الاعتقال بأن هناك المدرسة اليوحنية المؤلفة من فريق تلاميذ تأملوا وتعمقوا فى تعاليم الرسول).



كتاب ينسب إلى الله يقول فيه: "يحتمل"، "يحتمل أن يكون يوحنا".

 
الدليل السادس: من الأب متى المسكين فى مدخل إلى إنجيل يوحنا صفحة 28: (الكاتب غالبا يوحنا والدليل التقليد الكنسي)

التقليد المزعوم ليس دليل علمي قوي على صحة نسبة الإنجيل إلى يوحتا.

الدليل السابع: كاتب الإنجيل في الموسوعات العالمية:

دائرة المعارف البريطانية:
أما إنجيل يوحنا أنه لا مرية و لا شك كتاب مزور أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضهما لبعض وهما القديسان يوحنا ومتى وقد ادعى هذا الكاتب المزور (بكسر الواو) في متن الكتاب أنه هو الحواري الذي يحبه المسيح فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاتها وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحواري ووضعت اسمها على الكتاب نصا مع أن صاحبه غير يوحنا يقينا ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التي لا رابطة بينها و بين من نسبت إليه وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى الجهد ليربطوا ولو باوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألف هذا الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا صياد السمك فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى لخبطهم على غير هدى.

دائرة المعارف الفرنسية لاروس القرن العشرين:
ينسب إلى يوحنا هذا الإنجيل وثلاثة أسفار أخرى من العهد الجديد ولكن البحوث العلمية الحديثة في مسائل الأديان لا تسلم بصحة هذه النسبة.

دائرة المعارف الأمريكية:
تقول دائرة المعارف الأمريكية: "إن إنجيل يوحنا الذي انتسب صوابا أو خطأ إلى التلميذ الذي كان يسوع يحبه يعتبر الإنجيل المحبوب للكثيرين، بيد أن العلماء يجادلون فيه باعتباره جزءا من مشكلة يوحنا. و لهذا الجدل أسباب قوية منها:

أولا: يوجد ذلك التضارب الصارخ بينه وبين الأناجيل (الثلاثة) المتشابهة، فهذه الأخيرة تسير حسب رواية مرقس للتسلسل التاريخي للأحداث، فتجعل منطقة الجليل هي المحل الرئيسي لرسالة يسوع، بينما يقرر إنجيل يوحنا أن ولاية اليهودية كانت المركز الرئيسي .
ثانيا: وهناك مشكلة الإصحاح الأخير (رقم 21) من الإنجيل. أن القارئ العادي يستطيع أن يري أن الإنجيل ينتهي بانسجام تام بانتهاء الإصحاح العشرين الذي يقول: وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم إذا آمنتم حياه باسمة.
إن هذا الإعلان يبين بوضوح الغرض الذي كتب من أجله هذا الكتاب (الإنجيل). بعد ذلك يأتي الإصحاح (الأخير) الذي يخبرنا أن يسوع ظهر كرب أقيم من الأموات إلى خمسة تلاميذ واثنين آخرين غامضين وأنه أرشدهم إلى صيد السمك بمعجزة وأنه قال لبطرس: ارع خرافي. ثم تأتي فقرة تشير إلى استشهاد يوحنا 21: 23 و كذلك تعليق مبهم يقول هذا هو التلميذ الذي جاء عن طريق الجماعة التي تشير إلى نفسها بكلمة نحن نعلم !! و في حقيقة الأمر هؤلاء يصعب تحديدهم.

الدليل الثامن: يوحنا في العهد الجديد لا يعلم القراءة والكتابة:
سفر أعمال الرسل 4: 13: فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ(((( وَيُوحَنَّا،))) وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا(((( إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ،)))) تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ.
إذا يوحنا كان لا يقرأ ولا يكتب، فمن هو كاتب إنجيل يوحنا !

الدليل التاسع: يقول الكاتب غير المعروف: "فذاع هذا القول بين الإخوة: إن ذلك التلميذ لا يموت. ولكن لم يقل له يسوع إنه لا يموت هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق" إنجيل يوحنا الإصحاح 21 العدد 24
.

فكيف يقول يوحنا على نفسه هذا؟ ولو كان هو الكاتب لقال: " أنا من كتبت هذا وأشهد بهذا واعلموا أن شهادتي حق"
نعم هكذا أصح ..
ولكن المفاجأة التي تهز هذا الإنجيل هو كلام القمص تادرس يعقوب ملطى وهو يقول فى تفسيره: "يرى البعض أن هاتين العبارتين (24-25) سجلهما من استلموا السفر من يد الإنجيلي يوحنا ليؤكدا أن السفر هو من شهادة هذا التلميذ الموثوق فيه " صفحة 941.
فمن هو الذي من حقه أن يلعب فى الإنجيل ويؤلف ويضع فيه كما يريد ويضع نصوص إلى الكتاب المقدس؟ أين قدسية الوحي ؟ وأين دليل تادرس علي هذا الكلام؟ وهو بهذا الكلام يريد أن يدعي أن هذا النص إضافة لاحقة.
وهذا النص من أكبر الأدلة على أن يوحنا لم يكتب هذا الكلام: (( مع العلم أن لا يوجد نص في إنجيل يوحنا يتكلم عن يوحنا بلغة المتكلم كل النصوص تتكلم عن يوحنا بلغة الغائب )).

بعد هذا الجهد الجهيد في إثبات أن كاتب الإنجيل مجهول يخرج علينا بعض النصارى ومع الأسف الذين يدعون أنهم ذوو علم يقولون: نعم الكاتب مجهول ولكن لا يهم الكاتب المهم أنه يتحدث عن يسوع. كيف يكون الكاتب غير مهما وأول ما يذكر في أي تفسير للكتاب المقدس هو الكاتب!

وأنقل لك ما جاء فى كتاب المدخل إلى الكتاب المقدس صفحة 14:


يقول تعالى: "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ "
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

_______
أبو عمار الأثري