أخلاق المسيح بحسب الأناجيل |
![]() |
من المدهش أن الأناجيل المحرفة تظهر لنا المسيح عليه السلام وهو يشتم الكثيرين ، والأدهش من ذلك أن بولس قد صرح في رسالته الأولى إلى كورنثوس 6 : 10 بأن الشتامون لا يرثون ملكوت الله!!! ومع ذلك نجد يسوع في الأناجيل يقول:
متى [ 15: 26 ] : " ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً. فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا! فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: يَا سَيِّدُ أَعِنِّي! فَأَجَابَ: لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ". ( ترجمة فاندايك) والآن - أخي القارىء- إذا كنا لا نريد أن نساعدالآخرين لأي سبب كان ، فهل نصفهم بالكلاب ؟! والأهم من ذلك كيف يصدر هذا التعبير القاسى جداً من إله المحبة! هذا وبعدما أراقت هذه المرأة المسكينة آخر نقطة من ماء الكرامة الإنسانية وأقامت الحجة بقولها للمسيح: " وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا". حقق لها أملها وشفيت ابنتها.
مرة أخرى يصف المسيح البعض بالكلاب بل وبالخنازير ، فيقول بحسب متى [ 7 : 6] : " لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَالْخَنَازِيرِلِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَفَتُمَزِّقَكُمْ" ( ترجمة فاندايك) ما يهمنا هو كيف تصدر مثل هذه الكلمات من إله المحبة المزعوم ؟!
نسب يوحنا10 : 8 للمسيح قوله : "جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ ". ( ترجمة فاندايك ) أين هي محبة الأعداء والإحسان إليهم؟
لوقا 11 : 37 : " وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ ... فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ: يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً. فَقَالَ : وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ ". ( ترجمة فاندايك ) إن أي انسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة " يَا أَغْبِيَاءُ "التي قالها المسيح لمعلمو الشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، إنما هي شتيمة واضحة ، بدليل أن واحدا من الناموسيين قد فهم تلقائيا أن ما كان يقوله المسيح لم يكن إلا شتماً ، حتى أنه قال للمسيح : " يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً ". ولم ينكر المسيح عليه فهمه ..
خاطب معلموا الشريعة بقوله لهم : " يا أولاد الافاعي " متى [ 3 : 7 ] وقال لهم في موضع آخر: " أيها الجهال العميان " متى [ 23 : 17 ]
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 19 : 27] : يقول المسيح: " أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوابِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ". ( ترجمة فاندايك) ويحاول المسيحيين الهروب من قسوة هذا النص بشتى المحاولات فتارة يقولون ان هذا سيكون يوم القيامة مع أن النص واضح فالمسيح يقول: (( فأتوا بهم إلى هنا)) وليس فيه أي اشارة ليوم القيامة وتارة يقولون أن هذا (مثل) ونحن نقول أن المثل انتهى عند الفقرة 26 من نفس الاصحاح ثم وإن كان هذا مثلأ أليس هو مثلاً قاسياً يتناقض مع محبة الأعداء التي أمر بها المسيح ؟
وهذا طبقاً لما ورد في مرقس [ 11 : 12] :" وَفِي الْغَدِ، بَعْدَمَا غَادَرُوا بَيْتَ عَنْيَا، جَاعَ. وَإِذْ رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، تَوَجَّهَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثَّمَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلاَّ الْوَرَقَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَوَانُ التِّينِ. فَتَكَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ ثَمَراً مِنْكِ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ! "
ونحن نسأل: كيف يصف النصارى المسيح بأنه إله محبة ورحمــة والإنجيل يقول أنه أتلف وأمات شجرة كانت تنفع الناس بثمرها الذي كان يخرج في وقته ؟ رئيس السلام يصنع سوطاً من الحبال ويدخل به الهيكل ويطرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ويكب و يبعثر دراهمهم ويقلب موائدهم بكــل محبة!! وهذا طبقاً لما جاء في يوحنا [ 2 : 14] :" وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ " لماذاهذا العنف والغضب من يسوع المحبة ؟
طبقاً لما ورد في مرقس [ 5 : 11] :" وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى عِنْدَ الْجَبَلِ، فَتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلَةً: أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا! فَأَذِنَ لَهَا بِذَلِكَ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ مِنْ عَلَى حَافَةِ الْجَبَلِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ، فَغَرِقَ فِيهَا. وَكَانَ عَدَدُهُ نَحْوَ أَلْفَيْنِ ". ونحن نسأل: ما ذنب الخنازير وصاحب الخنازير ، حين أراد إخراج الشياطين من المجنون ؟ أما كان يمكن إخراج الشياطين دون الإضرار بالخنازير ؟! ثم ما هو رأي جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة بالعالم ؟ وبلغة اليوم أليس هذا تخريباً اقتصادياً ؟!
وهذا طبقاً لما ورد في لوقا [ 14 : 26] : فيقول المسيح : " إِنْ جَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ، وَلَمْ يُبْغِضْ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَزَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وأَخَوَاتِهِ، بَلْ نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ تِلْمِيذاً لِي ". (ترجمة فاندايك)
إن الذي يتمعن في هذا النص جيداً سيجد أن الكراهية هي أساس الإيمان لدي يسوع المسيح. . .فهو يطلب من الشخص أن يكره نفسه وأباه وأمه وزوجته. . . إلخ في سبيل الإيمان. ويحاول بعض النصارى التعليل لهذا التناقض فيقولون أن المقصود بكلمة البغض أي محبة أقل ! ولكنهم لم يوفقوا في تعليلهم ، فاللفظ الذي قد تضمنه النص السابق واضح في معناه ، فالبغض بمعنى الكراهية ، ولن يكون بمعنى ((الأقل محبة)). وان كان المعنى فرضاً هو محبة أقل فهو يتناقض مع وصية المسيح: ((تحب قريبك كنفسك))[ مرقس 12 : 31]
رئيس السلام يعلن أنه لم يأتي من أجل السلام بل جاء بالسيف لكي يفكك الأسر ويحدث الصراعات بين الأسرة الواحدة!!! وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 10 : 34] : قال المسيح : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا ". ( ترجمة فاندايك )
قال المسيح: "جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ؟ " [ لوقا12 : 49 ]
جاء في سفر الرؤيا [ 2 : 21 _ 23 ] أن مسيح المحبة قال عن إمرأة اسمها إيزابل كانت تدعي أنها نبية: ((فإني سألقيها على فراش وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة. . وأولادها أقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وأجازي كل واحد منكم بحسب أعماله)) ونحن نسأل : أين الرحمة في قتل هؤلاء الأطفال الأبرياء دون أي ذنب ارتكبوه ؟
من أخلاق الرب كذلك أنه كان عرياناً مجرَّداً من الملابس أمام تلاميذه ومريم المجدلية فى العشاء الأخير. فماذا أراد أن يعلمكم الكتاب بهذه الواقعة؟ " قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ وَخَلَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا ". [يوحنا 13: 4-5]
إن هذا العرض الموجز لأخلاق المسيح -بحسب الأناجيل المحرفة يلفت نظرنا إلي شيء مهم وهو أن المسيح لم يلتزم بتعاليمه الأخلاقية وأيضاً صار من الشتامون الذين قال عنهم بولس ((لا يرثون ملكوت الله))!!!
حاشا وكلا لنبي الله عيسى عليه السلام أن يكون كذلك.. |