الخطيئة الأصلية والكفارة والخلاص.

 

أغلب المسيحيين اليوم قد تعلّموا أنه بسبب آدم وأكله من الشجره المحرمه,  فإن البشرية كلها قد ورثت الخطيئة.
( رومية 5: 18 فكما أنَّ خَطيئَةَ إنسانٍ واحدٍ قادَتِ البشَرَ جميعًا إلى الهَلاكِ، فكذلِكَ بِرُّ إنسانٍ واحدٍ يُبَرِّرُ البشَرَ جميعاً فينالونَ الحياةَ.).

ما هي  الخطيئة العظيمة التي فعلها أدم وحواء , وعجز الرب عن غفرانها حسب مفهوم النصارى !؟

الخطيئة الاصلية ويطلق عليها النصارى "الخطية الأصلية" , هي أن الله تعالى أمر أدم أن لايأكل من الشجرة فأكل منها !!, ويبين لنا سفر التكوين القصة كما يلي :

الله تعالى خلق أدم ووضعه في الجنة وأنبت له الاشجار لطعامه.
(تكوين 2 :7 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ تُرَاباً مِنَ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً. 8وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلَهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقاً وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. 9وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.)

أمر الله تعالى أدم أن لا يأكل من شجرتتين, شجرة "معرفة الخير والشر" و"شجرة الحياة" !!.
( تكوين 2 : 15وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. 16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».)

أغوت الحية, أدم وحواء فأكلا من شجرة معرفة الخير والشر مخالفين أمر الله تعالى وبدت لهما عوراتهما.
(تكوين 3 : 1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ.)

فأصبح عند أدم خطيئة يتوارثها أجياله, ويعتقد النصارى أن هذه الخطيئة, كانت عظيمة جداً لدرجة أنها لا يمكن أن تُغفر بالوسائل العادية.!!, وكانت عظيمة جدا" لدرجة أن الله تعالى لم يجد طريقة ليغفرها !!, وكانت عظيمة جداً لدرجة أن الله لم يكن بمقدوره أن يقول بكل بساطة ((لقد غفرت لكم جميعاً))!!.
يعتقدون أن هذه الخطيئة كانت عظيمة جداً لدرجة أنها لم ينفع معها التضحية بشخص عادي فانٍ لم يقترف أي سيئة بل أنه كان من الضروري أن يقدّم الله تعالى ابنه الوحيد (المولود له) على أنه القربان الوحيد القادر على تكفير خطيئة البشرية.!!

لقد كانت الطريقة الوحيدة الممكنة في المفهوم المسيحي حتى يغفر الله للبشرية هذا الذنب المروّع هي أن يُسلّم ابنه لكي يضربوه ويبصقوا عليه ويجلدوه ويعرّوه ويطعنوه ويذلّوه ويعلّقوه على الصليب وأخيراً قتله.
يعتقد النصارى أن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي وجده الله أخيرا" لكي يغفر ويسامح البشر الذين يحبهم , ولذلك ضحى بابنه الوحيد من أجل أن يغفر الخطيئة العظيمة للببشر !..

( يوحنا 3 : 16  لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.)

(1 كورنثوس 15: 3 - المَسيحَ ماتَ مِنْ أجلِ خَطايانا) ,( رومية 5: 6 - ماتَ المَسيحُ مِنْ أجلِ الخاطِئينَ).

يقول النصارى: إن الله أراد برحمته أن يخلص الأرض من اللعنة التي أصابتها بسبب معصية آدم، لكن عدله يأبى إلا أن يعاقب أصحاب الذنب، فكيف المخرج للتوفيق بين العدل والرحمة ؟!!.

يقول القس لبيب ميخائيل: " إن الله الرحيم هو أيضاً إله عادل، وإن الله المحب هو أيضاً إله قدوس يكره الخطيئة، وإذا تركزت هذه الصورة في أذهاننا.... سندرك على الفور أن صفات الله الأدبية الكاملة لا يمكن أن تسمح بغفران الخطية دون أن تنال قصاصها... فإن الصليب يبدو أمامنا ضرورة حتمية للتوفيق بين عدل الله ورحمته ".

ويؤكد هذه المعاني عوض سمعان في كتابه " فلسفة الغفران " بقوله: " لو كان في الجائز أن تقل عدالة الله وقداسته عن رحمته ومحبته اللتين لا حد لهما، فإن من مستلزمات الكمال الذي يتصف به، أن لا يتساهل في شيء من مطالب عدالته وقداسته، وبما أنه لا يستطيع سواه إيفاء مطالب هذه وتلك، إذن لا سبيل للخلاص من الخطيئة ونتائجها إلا بقيامه بافتدائنا بنفسه ".

قال كاتب الرسالة للعبرانيين (مجهول) .
( عبرانيين 9 : 22 وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!(.
يقول النصارى أن كل الاخطاء كان يتم التكفير عنها بذبائح طاهرة, والخطيئة الكبرى لم يكن يجدي معها الذبائح فكان خير ذبيحة للتكفير عنها هو يسوع المسيح الذي هو الإله المتجسد صاحب الدم الطاهر بدون خطيئه وهو أقنوم الإله من الثالوث  !!.
كتب أيضا" صاحب سفر العبرانيين , أثناء حديثه عن الفداء :
( عبرانيين 9 : 14 فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!)...ولا تعليق!

وكتب بطرس: ( 1 بطرس 1: 18 – 19  " عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى: بفضة أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حَمَلٍ بِلاَ عيْب، ولا دنس دم: المسيح ").

الاعتراضات على على هذا المبدأ ( الخطيئة الأصلية وتوارثها ) :

1- يتضح من النص الخاص بالأكل من الشجرة أن الشجرة التي منع الله أدم أن يأكل منها هي شجرة معرفة الخير والشر,  فكيف يتم حسابه على خطأه إن لم يكن يعلم الخير من الشر !!؟

2- خير تمثيل لهذا المبدأ هو أن الخادم اخطأ فعاقبه سيده , ولكن نتيجة لخطأ الخادم اصبح ابناء الخادم ملوثين بخطئه !, ولمحبة السيد لاسرة الخادم ورحمته بهم  (وعدله في أن يوقع العقاب !! ), قام السيد بعقاب ابنه (وليس ابن الخادم ) !!!!, وذلك لكي يخلص ابناء الخادم من الذنب !.
وفي المثال السابق لانجد عدل ولارحمة , مثله مثل واقع الاعتقاد بالخطيئة والفداء , فالقول بأن عدل الله كان يتطلب أن ينزل العقاب على أحد , ورحمته ومحبته للبشر أوقعت العقاب على غير فاعل الذنب,  قول متناقض مع نفسه , فالعدل يلزم أن يكون العقاب على الفاعل وليس على البريء وقد أوقع الله تعالى العقاب بأدم وحواء من قبل حسب سفر التكوين!, كذلك الرحمة تقتضي عدم عقاب البريء.

3- من الغريب أن تغفر خطيئة آدم ، عندما أكل من الشجرة بتعليق الإله على الصليب ليذوق الآلام , ومن الغريب أن نقول ان الله سبحانه وتعالى حتى لا يتنازل عن عدله, لم ينتقم من المجرمين الظالمين وانتقم من ابنه البرىء,  وما هي الحكمة العظمى التي من اجلها يظل ابن آدم متحملاً لخطيئة أبيه حتى يأتي الاله يسوع في آخر الزمان ليكون قرباناً !!, مع وجود أنبياء ورسل لا حصر لهم  بين عيسى وآدم عليهما السلام ؟ , ثم هل من العدالة الإلهية أن يحاسب الإنسان على فعل غيره ؟ أليس الاعقل والاعدل أن يقول الله للمذنبين : تطهروا من أخطائكم وتوبوا إلي أقبلكم ؟فلا يكون هناك قتل ولا صلب ولا فداء , أم لا يستطيع الرب خالق الأرض والسماوات أن يغفر الأكل من الشجرة , ويغفر الزنى والقتل والاغتصاب والسرقة وغيرها فيما بعد !؟.

إن الحل الذي قدمه الإسلام لهذه القضية هو حل بسيط لا يتعارض مع قدرة وحكمة الله تعالى فقد قال الله تعالى في سورة طه
: (..... وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) ).
في التفسير الميسر :
ثم اصطفى الله آدم, وقرَّبه, وقَبِل توبته, وهداه رشده.

وقال تعالى : فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة : 37]
في التفسير الميسر:
فتلقى آدمُ بالقبول كلماتٍ, ألهمه الله إياها توبة واستغفارًا, وهي قوله تعالى: (ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ) فتاب الله عليه, وغفر له ذنبه إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم.

4- القول بأن العدل يتعارض مع الرحمة قول خاطيء لأنه بذلك يعني إلغاء المغفرة والتوبة , فمغفرة الله تعالى للذنوب ,تعني عدم إنزال الله العقاب على المخطيء نظرا" لشعوره بالذنب والخطأ ونيته عدم الرجوع إليه وطلبه من الله أن يغفر له , وإلا كيف يتم غفران الذنوب بدون إنزال العقاب ؟؟ أليس هذا متعارض مع المفهوم الذي تبرر به الخطيئة الأولى والفداء !!؟؟.

5- لم يذكر العهد القديم أن هذه الخطيئة ستتوارث بل عاقب الله ادم وحواء نتيجة مخالفتهم أمره , فكان عقاب أدم حسب الكتاب المقدس, المشقة التي يعانيها في الدنيا, وعقاب حواء ألام الوضع واشتياقها لزوجها وتسلط الزوج عليها.
(تكوين 3 : 16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».)    

6- بالإضافة إلى ماذُكر من أن نصوص العهد القديم لم يأتي بها أي ذكرعن الخطيئة وتوارثها , جاءت نصوص العهد القديم بما ينفيها صراحة !!.

(حزقيال 18 : 20 - 21 " النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ").
( تثنية 24: 16 " لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل ").
(إرمياء 31: 30  " بل كل واحد يموت بذنبه، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه ").
(2 أيام25: 4 لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته ).

7- بين العهد القديم أنه كان هناك الكثيرين البارين من ذرية أدم عليه السلام وأنهم في ملكوت الله بدون فداء ولا صلب !!. فحسب الكتاب المقدس :
- نوح عليه السلام ,
(تكوين 6 . 9 ..... وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ.)
- أخنوخ الذي رفعه الله إليه
,( تكوين 5 : . 24 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ. ).
- إبراهيم عليه السلام الذي باركه الله
,( تكوين 12 : 1وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».)
- يوحنا المعمدان الذي قال عنه السيد المسيح حسب العهد الجديد
( متى 11 : 11 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ ) .

8- لم تأتي أقوال السيد المسيح ( أقوال السيد المسيح نفسه), تتحدث عن الخطيئة والكفارة والخلاص ,ومن غير المعقول أن يخفى السيد المسيح هذا الأمر ولا يذكر أي شيء خاص بالفداء إن كان هذا سبب نزوله وتجسده ,  فهل يعقل أن يأتي المسيح ليفدي البشرية من خطيئة آدم وهو لم يذكر "آدم" عليه السلام ولو مرة واحدة في الأناجيل ؟!,... إن أول من ذكرقصة الفداء والخلاص في النصرانية، بولس ومن كلماته : (رومية 15 : 5-6 " ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا، فبالأولى كثيراً، ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب،.).
وكانت كتابة الأناجيل متأخرة عن رسائل بولس , فإنجيل مرقس وهو أول الأناجيل كتابة, تمت كتابته بعد مقتل بولس 67 ميلادية.وذكر كتبة الاناجيل افكارهم وكلماتهم المستمدة من رسائل بولس ( وليس كلمات السيد المسيح ) , مثال :
(متى 1: 21  " فستلد ابناً، وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" )
(متى 20 : 28 " كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم، بل ليَخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين ")

 والملاحظ أنه:
 أ- مفهوم الخلاص والفداء لم يتم نسبه للخطيئة الأصلية .
ب- تمت كتابة هذه الفقرات نتيجة لافكار بولس .
ج- تعبير الخلاص والفداء, لم يكن يعني عند اليهود مفهوم التخلص من الخطيئة الأصلية التي لم تخطر عليهم ولم يذكرها أي من الرسل من قبل.
 فموسى عليه السلام كان فادي للشعب ,
( أعمال 7 : 35   «هَذَا مُوسَى الَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً؟ هَذَا أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيساً وَفَادِياً بِيَدِ الْمَلاَكِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي الْعُلَّيْقَةِ. ).
ويوحنا كان يخلص الشعب من الخطايا بالتعميد والتوبة!
( لوقا 1 : 77  لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ ).

9- بين العهد القديم والعهد الجديد أن مغفرة الذنوب بالتوبة .
(حزقيال 18: 21-23" فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها، وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً، فحياة يحيا، لا يموت، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه، بره الذي عمل يحيا، ")

(متى 3 : 1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ .. قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. ...... حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ ….وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ. ) . معترفين بخطاياهم وليس معترفين بالخطيئة الأصلية .
( مرقس 1 : 4  كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. )

بين السيد المسيح أن التوبة هي الوسيلة المقبولة لغفران الذنوب فقال حسب العهد الجديد :
( لوقا 15: 7 أقول لكم: إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب... " ).

ونتسائل لماذا يتم تجاهل أقوال السيد المسيح وأقوال الله حسب الكتاب المقدس ويتم فقط استخراج العقيدة من أقوال بولس الذي لم يقابل السيد المسيح  !!؟ , بولس الذي وضع قانون "كل شيء يجب ان يتطهر بالدم والتخلص من الخطيئة كان بالموت على الصليب"!!.
( عبرانيين 9 : 22  " وكل شيء تقريباً يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة ").
( رومية 5 : 10 " لأنه وإن كنا ونحن أعداء فقد صولحنا مع الله بموت ابنه ").

من الذي فرض قانون أن الله لا يستطيع غفران الذنوب بدون دم على الله تعالى ؟
متى قال الله لهم إنكم اعدائي, وسأصالحكم بدم المسيح ؟؟
لقد كشف المسيح عن رسالته بأنها رسالة رحمة لا ذبحية فقال
:( متى 9 : 13  إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».  )
يدعو الخطاة إلى التوبة وليس يُصلب تكفيرا" عن الخطيئة !!.
( متى 6 : 14 فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي).

10- لم يذكر السيد المسيح أنه أتى ليقوم بعمل جديد خلافا" للرسل السابقين فقد أصر على الحفاظ على الوصايا والاقوال السابقة فقال  :
(متى 5 : 17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل.(
لقد قال السيد المسيح للشاب الذي سأله كيف يدخل لملكوت الله :
( متى 19 : 17  فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.ولكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. )
ولم يقل له أمن بالصلب والفداء وانني هنا من أجل خطيئتكم , ولكن هذا ماقاله أثناسيوس في قانون الإيمان الأثناسي ومنه :
«(1) كل منْ ابتغى الخلاص وجب عليه قبل كل شيء أن يتمسك بالإيمان الكاثوليكي (أي الإيمان الجامع العام للكنيسة المسيحية). (2) وكل من لا يحفظ هذا الإيمان دون إفساد يهلك بدون شك هلاكاً أبدياً. ..... وأيضاً يلزم له للخلاص الأبدي أن يؤمن بتجسد ربنا يسوع المسيح. (30) لأن الإيمان المستقيم هو أن نؤمن ونقرَّ بأن ربنا يسوع المسيح ابن الله هو إله وإنسان. (31) هو إله من جوهر الآب، مولود قبل الدهور. وإنسان من جوهر أمه، مولود في هذا الدهر. (32) إلهٌ تام وإنسان تام، كائنٌ بنفس ناطقة وجسدٌ بشري. (33) مساوٍ للآب بحسب لاهوته، ودون الآب بحسب ناسوته. (34) وهو وإن يكن إلهاً وإنساناً، إنما هو مسيح واحد لا اثنان. (35) ولكن واحد، ليس باستحالة لاهوته إلى جسدٍ، بل باتخاذ الناسوت إلى اللاهوت. (36) واحد في الجملة، ليس باختلاط الجوهر، بل بوحدانية الأقنوم. (37) لأنه كما أن النفس الناطقة والجسد إنسان واحد، كذلك الإله والإنسان مسيح واحد. (38) هو الذي تألم لأجل خلاصنا ونزل إلى الجحيم (الهاوية أو عالم الأرواح). وقام أيضاً في اليوم الثالث من بين الأموات، (39) وصعد إلى السماء، وهو جالس عن يمين الله الآب الضابط الكل. .....(44) هذا هو الإيمان الكاثوليكي الذي لا يقدر الإنسان أن يخلُص بدون أن يؤمن به بأمانة ويقيناً».
جاء في كتاب علم اللاهوت النظامي في تعريف قانون الإيمان الأثناسي (يُنسب إلى أثناسيوس الذي كان أسقف الإسكندرية من نحو سنة 328-373م ورئيس الحزب الأرثوذكسي المضاد لزعيم الهراطقة أريوس، ولكن العلماء المتأخرين أجمعوا على نسبته إلى أصل آخر ونسبوه إلى شمال أفريقيا إلى تابعي أغسطينوس. قال »شاف« إن صورته الكاملة لم تظهر قبل نهاية القرن الثامن.).!
علم اللاهوت النظامي – تأليف القس جيمس أَنِس .راجعه ونقَّحه وأضاف إليه: القس منيس عبد النور.- الفصل الثامن – سؤال 4 ).
 فلم تكن الخطيئة والفداء والخلاص من تعليم السيد المسيح .

11– في النقاط السابقة افترضنا المصداقية الكاملة لمحتويات الكتاب المقدس والتي قد سبق نقاشها في الفصل الرابع الخاص بالكتاب المقدس , ويكفينا نهاية أن نبين أن :
أ- الفداء والخطيئة لم يكونا من أقوال السيد المسيح وأن هناك مايعارضهم من أقواله.  
ب- أحداث الصلب والقيامة بهما الكثير من التناقضات كما جاء بالفصل الرابع .
ج- كتبة الأناجيل لم يكونوا شهود عيان لما حدث.
د – نشأت عقيدة الصلب والفداء لوضع مبرر لنزول وتجسد السيد المسيح الذي تم اعتباره إله بعد اختفاءه , مثلما اعتاد اليونانيين والرومان تأليه الملوك والعظماء.
ه -  الفداء عن طريق أحد الآلهة أو ابن الله أيضاً موجودة في الوثنيات القديمة كما وقد ذكر السير آرثر فندلاي في كتابه " صخرة الحق " أسماء ستة عشر شخصاً اعتبرتهم الأمم آلهة سعوا في خلاص هذه الأمم. منهم: أوزوريس في مصر 1700 ق.م، وبعل في بابل 1200ق.م، وأنيس في فرجيا 1170 ق.م، وناموس في سوريا 1160 ق.م، وديوس فيوس في اليونان 1100 ق.م، وكرشنا في الهند 1000 ق.م، وأندرا ني التبت 725 ق.م، وبوذا في الصين 560 ق.م، وبرومثيوس في اليونان 547 ق.م، ومترا (متراس)في فارس 400 ق.م.
كتب وول ديورانت في موسوعة قصة الحضارة :

استعاد الدين في القرن الثاني بعد الميلاد ما كان له من سلطان منذ أقدم العهود حين أقرت الفلسفة بعد أن غلبتها الأبدية والآمال البشرية بعجزها عن تحقيق تلك الأبدية وهذه الآمال، فتخلت عما كان لها من سلطان. وكان الدين قبل أن يستعيد سلطانه هذا قد انزوى وأخذ يغذي جذوره ويترقب الفرص المواتية به. ولم يكن الناس أنفسهم قد فقدوا إيمانهم، فقد قبلت كثرتهم الغالبة مجمل ما وصف به هو من الحياة الآخرة. وكانت تقرّب القرابين في خشوع قبل البدء برحلة من الرحلات، وتضع أبلة في فم الميت ليؤدى بها أجر عبوره نهر استيكس كما كانت تفعل في الزمن القديم. وكانت سياسة الحكم الرومانية ترحّب بالعون الذي تلقاه من الكهنة الرسميين وتسعى للحصول على تأييد الشعب بإقامة الهياكل الفخمة للآلهة المحليّة، وظلت ثروة الكهنة تزداد زيادة مطردة في جميع أنحاء فلسطين وسوريا، وآسية الصغرى؛ وظل السوريّون يعبدون هداد Hadad وأترجاتس Atargatis، وكان لهذين الإلهين مزار رهيب في هيرابوليس؛ وبقيت مُدن سوريا ترحّب ببعث الإله تموز وتنادي قائلة "لقد قام أدنيس (الرب)"، وتحتفل في آخر مناظر عيده بارتفاعه إلى السماء. وكانت مواكب أخرى من هذا النوع تخلّد آلام ديونيس وموته وبعثه بطقوس يونانية. وانتشرت عبادة الإلهة ما Ma من كبدوكيا إلى أيونيا وإيطاليا، وكان كهنتها (المسمون بالهيكليين fanatice أي المنتمين إلى الفانوم fanum أو الهيكل) يرقصون في نشوة عديدة على أصوات الأبواق والطبول، ويطعنون أنفسهم بالمدي، ويرشّون دماءهم على الإلهة وعبادها المخلصين ودأب الناس على خلق آلهة جدد؛ فألهّوا قيصر، والأباطرة، وأنطنيوؤس، وكثيراً من العظماء، وكثيراً من العظماء المحليين في حياتهم وبعد مماتهم. وأخذت هذه الآلهة يمتزج بعضها ببعض بتأثير التجارة والحرب فيزداد عددها ويعظم شأنها في كل مكان، وتُقام الصلاة بألف لغة لألف إله أملاً في النعيم والنجاة, فلم تكن الوثنية والحالة هذه ديناً واحداً، بل كانت أجمة من العقائد المتشابكة، المتناقضة، المتنافسة؛ وكثيراً ما كان يتدخّل بعضها في بعض وتختلط اختلاطاً متعمّداً مختاراً.
وثبتت عبادة سيبيل في ليديا وفريجيا، وإيطاليا، وأفريقية، وغيرها من الأقاليم، وظل كهنتها يخصون أنفسهم كما فعل حبيبها أتيس؛ فإذا أقبل عيدها الربيعي صام عبادها، وصلّوا، وحزنوا لموت أتيس؛ وجرح كهنتها سواعدهم، وشربوا دماءهم، وحمل الإله الشاب إلى مثواه باحتفال مهيب. فإذا كان اليوم الثاني ضجت الشوارع بأصوات الفرح الصادرة من الأهلين المحتفلين ببعث أتيس وعودة الحياة إلى الأرض من جديد، وعلا صوت الكهنة ينادي أولئك العباد: "قووا قلوبكم أيها العباد المتصوّفون، لقد نجا الإله، وستكون النجاة حظكم جميعاً". وفي آخر يوم من أيام الاحتفال تحمل صورة الأم العظمى في موكب للنصر، ويخترق حاملوها صفوف الجماهير تحييها وتناديها في روما باسم "أمنا" (
Nostra Domina).
وكانت إيزيس الإلهة المصرية، والأم الحزينة، والمواسية المحبة، وحاملة هبة الحياة الخالدة، كانت هذه الإلهة تلقى من التكريم أكر مما تلقاه سيبيل؛ وكانت كل شعوب البحر الأبيض المتوسط تعرف كيف مات زوجها العظيم، وكيف قام بعدئذ من بين الموتى؛ وكان يُحتفل بهذا البعث السعيد في كل مدينة كبيرة قائمة على شواطئ هذا البحر التاريخي أروع احتفال وأفخمه؛ وكان عباده المبتهجون ينادون: "لقد وجدنا أوزريس من جديد". وكانوا يرمزون إلى أيزيس بصور وتماثيل تحمل بين ذراعيها حورس ابنها الإلهي، ويسمونها في الأوراد والأوعية "ملكة السماء"، و "نجم البحر"، و "أم الإله". وكانت هذه الطقوس أقرب العبادات الوثنية إلى المسيحية، لما انطوت عليه قصة الإلهة من الحنو والرأفة، وما اختصّت به طقوسها من الرقّة، وما كان يسود هياكلها من جو مرح خالٍ من العنف، وما تشتمل عليه صلواتها المسائية من ألحان موسيقية مؤثرة، وما يقوم به كهنتها حليقو الرؤوس ذوو الثياب البيض من أعمال البر والخير، وما كانت تتيحه هذه الإلهة لهؤلاء الكهنة من فرص لمواساة النساء وإدخال السرور على قلوبهنّ، ولترحيبها الشامل بالناس جميعاً على اختلاف أممهم وطبقاتهم.

(موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 11 ص 146-148 الهيئة المصرية العامة للكتاب.,وعلى الانترنت ص3850-3852  الرابطhttp://www.civilizationstory.com/civilization/).

الخلاص في الإسلام والمسيحية :

يؤمن المسيحيّون بأن عيسى (عليه السلام) جاء ليعلم البشريّة كلها دين اللّه وليبين لهم الطّريق إلى الخلاص . ولهذا، فإن كلّ البشريّة مطلوب منها اتباع رسالته. والذين يؤمنون بصلب المسيح والفداء هم فقط الذين سيتم إنقاذهم.( راجع قانون الإيمان الاثانسي بالأعلى).

ويؤمن المسيحيون أن الخلاص لا يتطلب عمل بل إيمان فقط :
(رومية 3: 28 - فنَحنُ نَعتَقِدُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بِالإيمانِ، لا بِالعَمَلِ بأحكامِ الشريعةِ.)

( غلاطية 2 : 16  إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. )

ابراهيم عليه السلام , لم يكن عمله ينفعه عند الله !
( رومية 4 : 2
لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ - وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. )

( لاحظ ان الأقوال التي تتحدث عن الإيمان بلا عمل هي أقوال بولس وليست أقوال السيد المسيح , فأقوال السيد المسيح متناقضة معه كما يلي :
عندما سئل ما العمل لدخول ملكوت الله , قال اتبع الوصايا ( الناموس) , بينما بولس قال يكفيك الإيمان!:
( متى 19 : 16 
وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». )

فعيسى (عليه السلام) لم يقل أبداً بنفسه: ((آمنوا بتضحيتي على الصليب وسيتم خلاصكم)). لم يقل لذلك الشاب: ((إنك فاحش شرير وخاطئ ولن تدخل الملكوت إلا من خلال الفداء بدمي وإيمانك بتضحيتي)). بل كرر له قوله: ((إحفظ الوصايا)) ولا شيء غير ذلك. إن كان عيسى قد هُيّأ وأُعِدَّ لهذه التضحية منذ الأزل، فلماذا لم يذكرها لهذا الشاب؟

لقد أعلن السيد المسيح أنه لم يأت لينقض الناموس فقال :

( متى 5 : 17 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. )

وأوصاهم بالعمل بالوصايا فقال :

( متى 5 : 19 فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. ).

 

ويؤكد كلام السيد المسيح رسالة يعقوب ( يعقوب 2 : 14 مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ )

(يعقوب  2 : 17  هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18   لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19   أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20   وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21   أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟  22  فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ،)

وبالطبع أقوال السيد المسيح تتفق مع أقوال يعقوب وتتعارض مع أقوال بولس , ولكن أقوال بولس لها الغلبة عند المسيحيين , وعلى حسب أقواله تم وضع قوانين الإيمان التي يتم الرجوع لها !والتي تحمل المعنى :
" فقط آمن بالسيد المسيح وبتضحيته وتحصل على الخلاص وترث الملكوت !".
حتى أن بولس قال أن السيد المسيح حررهم من العمل بالوصايا لأنه صلب عنهم وصار لعنة من أجلهم :
( رسالة بولس إلى غلاطية 3 : 11 وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12  وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا».13  اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا،
)

وأن الإيمان بصلبه سيكون هو الشيء الوحيد المطلوب منهم:
(رومية 3: 28 - فنَحنُ نَعتَقِدُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بِالإيمانِ، لا بِالعَمَلِ بأحكامِ الشريعةِ.)

هل كان السيد المسيح يخدعهم حسب العهد الجديد ويطلب منهم الحفاظ على الوصايا , وجاء بولس فأخبر بالحقيقة !!؟.

الخلاص في الإسلام !!
أرسلت فتاة للشيخ محمد صالح المنجد عدة اسئلة من ضمنها :
في الإسلام: لا يبدو أن هناك ضمانا بالنجاة والخلاص. فقط يقال اتبع هذه الطريقة
خلال الحياة وستنال الخلاص والنجاة من الله. ليس هناك ضمان. أنا لا أحب أن أعيش كذلك بلا ضمان. أنا أعلم أن المسلمين لا يعتقدون بالخطيئة الأصلية ولكن بغض النظر عن كون الإنسان يولد مخطئا أو لا ، ألا توافقني بأن الإنسان خطاء وكثير الخطأ؟ ماذا يفعل الإنسان تجاه خطئه ومعصيته؟ أنا أفهم التوبة لكن يبدو أنه لا يمكن لأحد أن يبلغ النجاة عند الله. ولهذا أرسل الله ابنه ليقتل على الصليب من أجلنا ، من أجل الخلاص من ذنوبنا الحاضرة والماضية والقادمة.
ليس هناك ضمان للنجاة في الإسلام، إن هذا أمر مرعب حقا أن تعيش بلا ضمان للنجاة. أن تعيش حياتك ولا تدري هل عملت من الأعمال الصالحة ما يكفي لخلاصك يوم القيامة ولا تدري هل صليت بما فيه الكفاية أم لا …الخ إنه أمر مرعب حقا.
لقد سألت العديد من زملائي المسلمين هل هم متأكدون من دخولهم الجنة أو النار بعد الموت ولكن لم أتلق منهم ردا بالإيجاب. إنه ليس هناك ضمانات في الإسلام لأنه ليس هناك اعتقاد في الخلاص بالإيمان بالمسيح ، إنما يعتمد الإسلام على فعل الشخص وأعماله.

فكان جوابه :
مسألة وجود الضمانات من عدمها وأن حياة الشخص ستكون رديئة شنيعة على حد تعبيرك إذا لم يكن لديه ضمان بالجنة فالجواب أن سوء التصور هو الذي يوصل إلى هذه النتيجة ، ولو أنك قلت : لو كان كل شخص عنده ضمان بالجنة لكانت مصيبة عظيمة إذ أنه سيفعل كل حرام ويرتكب كل محظور بهذا الضمان ... وإليك فيما يلي نبذة مختصرة في الاعتقاد الإسلامي بشأن ضمان المصير :

يقدم الإسلام ضمانا لكل مسلم مخلص مطيع لله حتى يموت على ذلك بأنه سيدخل الجنة قطعا وجزما . قال الله تعالى في محكم تنزيله : { والذين ءامنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا } [سورة النساء:122] وقال تعالى : { وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم } [سورة المائدة:9] . وقال تعالى : { جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا } [سورة مريم:61] ، وقال : { قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا } [سورة الفرقان:15] ، وقال : { لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد } [سورة الزمر:20] ، وكذلك يضمن الإسلام للكافر المعرض عن أمر الله عز وجل بأنه سيدخل النار قطعا وجزما ، قال تعالى : { وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم } [سورة التوبة:68] ، وقال سبحانه : { والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور } [سورة فاطر:36] ، وقال تعالى عن الكافرين يوم الدين : { هذه جهنم التي كنتم توعدون ، اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون } [سورة يس:63-64] . فوعد الله لا يتخلف مع الفريقين كما ذكر عن حالهما بعد انتهاء يوم القيامة : ) ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين( [سورة الأعراف:44] ، فكل من آمن وعمل صالحا ومات على ذلك يدخل قطعا الجنة ، وكل من كفر وعمل السيئات ومات على ذلك يدخل النار قطعا ، ثم إن من قواعد الإسلام العظيمة ان يعيش المؤمن بين الخوف والرجاء فلا يحكم لنفسه بالجنة لأنه سيغتر ثم إنه لا يدري على أي شيء سيموت ، ولا يحكم على نفسه بالنار لأن ذلك قنوط من رحمة الله ويأس محرم ، فهو يعمل الصالحات ويرجو أن يثيبه الله عليها ويجتنب السيئات خوفا من عقاب الله ، ولو أذنب فإنه يتوب لينال المغفرة ويتقي بتوبته عذاب النار والله يغفر الذنوب ويتوب على من تاب ، وإذا خاف المؤمن أن ما قدمه من العمل لا يكفي على حد تعبيرك زاد في العمل خوفا ورجاء . ومهما قدم من أعمال صالحة فإنه لا يركن إليها ولا يغتر فيهلك بل يعمل ويرجو الثواب ، وفي الوقت ذاته يخشى على عمله من الرياء والعجب والحبوط كما قال الله تعالى في وصف المؤمنين : { والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } ، فهكذا يبقى المؤمن يعمل ويرجو ويخاف إلى أن يلقى الله على التوحيد وعمل الصالحات فيفوز برضى الرب وجنته ، ولو أنك تمعنت في الأمر لعلمت أن هذه هي الدوافع الصحيحة للعمل ، وأن الاستقامة في الحياة لا تحصل إلا بهذا .( انتهى رد الشيخ على جزئية الضمانات ).

قال الله تعالى :
 قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]
وفي التفسير الميسر
قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي, وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم, إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت, إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده, الرحيم بهم.

من الذي مات على الصليب.؟

حسب العقيدة المسيحية ( السيد المسيح ) مات على الصليب , ولكن هل السيد المسيح الذي مات بزعمهم على الصليب كان الإله أم الإنسان ؟؟ الطبيعة الإلهية أم الطبيعة البشرية ؟

 هناك ثلاثة إحتمالات فقط :

1-  الذي مات  : الإله فقط ( الطبيعة الإلهية ) .

2 - الذي مات  : الإله والإنسان ( الطبيعتين ) .

3 - الذي مات  : الإنسان( الطبيعة الإنسانية ). 

 

يرفض النصارى بشدة الإحتمال الأول والثاني قائلين إن الإله لا يموت .

( التثنية 32 : 40  حي أنا إلى الأبــد )
(إرميا 10: 10 لَكنَّ الرّبَّ هوَ الإلهُ الحَقُّ، الإلهُ الحَيُّ والمَلِكُ الأزَليُّ.)

(حبقوق 1 : 12" ألست أنت منذ الأزل يا ربُّ إلهي قدوسي لا تموت"......)

( 1 تيموثي 6 : 16 الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ...)

 

بقي الإحتمال الثالث وهو أن الإنسان هو الذي مات !!
والاعتراض على هذه الجزئية كالتالي :
1-هذا القول يخالف ويعارض معتقد الأرثوذكس من أن للسيد المسيح طبيعة واحدة ولا يصح الحديث عن الصفات البشرية ( الناسوت ) كشيء منفصل عن ( الصفات الإلهية ) اللاهوت !!.

2- إن كان الإنسان هو الذي مات على الصليب , فما هي التضحية التي قدمها الإله بزعمهم ؟؟.

3- خطيئة البشر بزعمهم كيف يتحملها إنسان وقد جاءت النصوص واضحة  :
(حزقيال 18 : 20 - 21 " النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ").

(2 أيام25: 4 لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته ).

 

4- جائت أقوال العهد الجديد أن من مات وقام من الأموات هو الرب !! مما يخالف النصوص التي يوردها النصارى من أن الإله لا يموت !!!

(ِ 1 كُورِنْثُوسَ  2 : 8 ..... لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْد )

(ِ 1 كُورِنْثُوسَ  6 : 14  وَاللَّهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ ).

(أفسس 1: 20 الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ،)

فذكر أن من ان من أقامه الله من الموت سيجلسه عن يمينه ! وبالطبع لم يكن الصفات البشرية هي التي تجلس عن يمين الله !!

( ِرُومِيَة 4 : 24 ..الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ. )

( الْعِبْرَانِيِّينَ  13 : 20وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ،)

 

مما سبق يتضح أن الزعم بأن من مات على الصليب ( حسب رأيهم ) هو الطبيعة الإنسانية فقط مرفوض  ويتعارض مع النصوص الواضحة بالكتاب المقدس .

 ( لوقا 23 : 46  ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا ابتاه في يديك استودع روحي.ولما قال هذا اسلم الروح)

من الذي مات حسسب الكتاب المقدس ؟؟؟؟

إن كان الذي يهب الحياة قد مات، فمن سيعيده إلى الحياة مرة أخرى؟!

سؤال : هل كان الله تعالى مع السيد المسيح كما قال ؟  أم تركه كما قال أيضا" ؟؟

( يوحنا 16 : 32 هوذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد الى خاصته وتتركونني وحدي.وانا لست وحدي لان الآب معي.)
( متى 27 :46  ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني.)

 

قال الله تعالى :
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً [النساء : 157]

 

 

عوده