رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
دروس دورة العقيدة
ترجمة مختصرة للمصنف الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله اسمه و نسبه : هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، في الفتوى والعلم، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم، واتباع السنة الغراء: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، وآل باز - أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق . مولده ونشأته: ولد في الرياض عاصمة نجد يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عام ألف وثلاثمائة وثلاثين من الهجرة النبوية، وترعرع فيها وشب وكبر، ولم يخرج منها إلا ناويا للحج والعمرة. نشأ سماحة الشيخ عبد العزيز في بيئة عطرة بأنفاس العلم والهدى والصلاح، بعيدة كل البعد عن مظاهر الدنيا ومفاتنها، وحضاراتها المزيفة، إذ الرياض كانت في ذلك الوقت بلدة علم وهدى فيها كبار العلماء، وأئمة الدين، من أئمة هذه الدعوة المباركة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأعني بها دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وفي بيئة غلب عليها الأمن والاستقرار وراحة البال، بعد أن استعاد الملك عبد العزيز - رحمه الله - الرياض ووطد فيها الحكم العادل المبني على الشرعة الإسلامية السمحة بعد أن كانت الرياض تعيش في فوضى لا نهاية لها، واضطراب بين حكامها ومحكوميها. ففي هذه البيئة العلمية نشأ سماحته - رحمه الله - ولا شك ولا ريب أن القرآن العظيم كان ولا يزال - ولله الحمد والمنة - هو النور الذي يضيء حياته، وهو عنوان الفوز والفلاح فبالقرآن الكريم بدأ الشيخ دراسته - كما هي عادة علماء السلف - رحمهم الله - إذ يجعلون القرآن الكريم أول المصادر العلمية - فيحفظونه ويتدبرونه أشد التدبر، ويعون أحكامه وتفاسيره، ومن ثمَّ ينطلقون إلى العلوم الشرعية الأخرى، فحفظ الشيخ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يبدأ مرحلة البلوغ، فوعاه وحفظه تمام الحفظ، وأتقن سوره وآياته أشد الإتقان، ثم بعد حفظه لكتاب الله، ابتدأ سماحته في طلب العلم على يد العلماء بجد وجلد وطول نفس وصبر. وإن الجدير بالذكر والتنويه في أمر نشأته، أن لوالدته - رحمها الله - أثرا بالغا، ودورا بارزا في اتجاهه للعلم الشرعي وطلبه والمثابرة عليه، فكانت تحثه وتشد من أزره، وتحضه على الاستمرار في طلب العلم والسعي وراءه بكل جد واجتهاد كما ذكر ذلك سماحته في محاضرته النافعة - رحلتي مع الكتاب - وهي رحلة ممتعة ذكر فيها الشيخ في نهاية المحاضرة، وبالخصوص في باب الأسئلة بعض الجوانب المضيئة من حياته - فاستمع إلى تلك المحاضرة غير مأمور -. ولقد كان سماحة الشيخ / عبد العزيز - رحمه الله- مبصرا في أول حياته، وشاء الله لحكمة بالغة أرادها أن يضعف بصره في عام 1346 هـ إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصره في عام 1350 هـ، وعمره قريب من العشرين عاما؛ ولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم، أو يقلل من همته وعزيمته بل استمر في طلب العلم جادا مجدا في ذلك، ملازما لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين، والفقهاء الصالحين، فاستفاد منهم أشد الاستفادة، وأثّروا عليه في بداية حياته العلمية، بالرأي السديد، والعلم النافع، والحرص على معالي الأمور، والنشأة الفاضلة، والأخلاق الكريمة، والتربية الحميدة، مما كان له أعظم الأثر، وأكبر النفع في استمراره. على تلك النشأة الصالحة، التي تغمرها العاطفة الدينية الجياشة، وتوثق عراها حسن المعتقد، وسلامة الفطرة، وحسن الخلق، والبعد عن سيئ العقائد والأخلاق المرذولة عبد العزيز . تَموجُ السطورُ لذِكر ِابن بَازْ ويَعلو عَلى هَامةِ الحَرفِ نورْ ويَجري القصيدُ ليحكي الحياةْ حَياة الإمامِ التَقيِ الصَبورْ حياةٌ تَسامت بِنورِ اليَقينْ وعِلمٌ أضَاء بِكُل الدُهُورْ كَفِيفٌ وأبصَرَ جِسرَ النجاةْ وكَم مِن بَصيرٍ أضَاعَ الجسورْ مشايخه و تلاميذه : أخذ عن عدة مشايخ ودرس على أيدي كثيرين . ومنهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ. ومنهم الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الشيخ قاضي الرياض آنذاك. ومنهم الشيخ سعد بن حمد بن عتيق من آل عتيق قاضي الرياض آنذاك. ومنهم الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال آنذاك، ومنهم الشيخ سعد وقاص البخاري بمكة المكرمة أخذ عليه التجويد خاصة. ومنهم سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى، وهو الذي درس عليه جميع الدروس وكان له الحظ الأوفر في تحقيق العلوم على يديه، فقد لازم درسه نحو عشر سنوات حيث بدأ الدراسة. على سماحته ابتداء من عام 1347 هـ إلى عام 1357 هـ إلى أن رشحه سماحته إلى القضاء , نظرا لما تميز به سماحته من مكانة علمية عالية، ومنزلة رفيعة من العلم والهدى والتقى، أخذ العلم عنه عدد كبير من طلابه وتلاميذه، وهم كثيرون جدا ً فالشيخ رحمه الله له تلاميذ في جميع أنحاء المعمورة و الذين لا يتسع المقام لذكرهم . علم الشيخ : يعد فضيلته من كبار العلماء المجتهدين، حيث يسر الله له من العلوم في العربية ما يمكنه من النظر الكافي في العلوم الدينية، وقد كرس جهوده لأول وهلة في علوم الشريعة خاصة الفقه على مذهب الحنابلة، ثم أولى الحديث عنايته التامة متنا وسندا، وكذلك علوم القرآن الكريم مما جعل فضيلته يعد في علماء العالم الإسلامي المبرزين حفظهم الله تعالى. غير أنه يمكن أن يعد في علماء الفقه والحديث والعقيدة وله مؤلفات في ذلك وفتاوى عدة . أعماله : ولي القضاء في منطقة الخرج أربعة عشر عاما، وأشهر وذلك من عام 1357 هـ إلى 1371 هـ ولم يكن عمله في القضاء قاصرا على مهمة المحكمة بل كان يعنى بشئون المنطقة العامة من تعليم وزراعة وصحة، ويراسل المسئولين في كل ما من شأنه إصلاح المنطقة حتى كان وجوده كوجود الأب المشفق حول أبنائه في وسطهم يعني بكل ما يهمهم، وقد كان المسئولون حفظهم الله عند حسن ظنه لما أحسوا من نصحه وإخلاصه. ولم تزل آثاره الإصلاحية باقية حتى الآن. ثم انتقل إلى التدريس في المعاهد والكليات أول افتتاحها عام 1371 هـ إلى عام 1380 هـ حين فتحت الجامعة وكان رحمه الله أثناء علمه في ميدان التدريس أسند إليه تدريس ثلاثة فنون هي الفقه، والتوحيد، والحديث، في كلية الشريعة. فكان ( رحمه الله ) مثلا لرحابة الصدر، وإبانة المسائل، وتربية الطلاب على طريقة الترجيح، ولا سيما أن مواطن الدرس في كل من الحديث والفقه كانت متفقة، فمثلا يدرس باب الزكاة في الفقه وباب الزكاة في الحديث، فإذا كانت حصة الفقه قرر المسألة على مذهب الحنابلة بدليلها. عندهم وإذا كان درس الحديث قرر المسألة على ما تنص عليه الأحاديث فإن وافقه المذهب كان تأييدا له، وإذا خالفه أشار إلى وجه الترجيح ودعا إلى الأخذ بما يسانده الدليل، بدون تعصب لمذهب معين . من مؤلفاته رحمه الله : 1- الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب. 2-الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض. 3- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين. 4- الإمام محمد بن عبد الوهاب: دعوته وسيرته. 5- بيان معنى كلمة لا إله إلا الله. 6-التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة. 7-- تنبيهات هامة على ما كتبه محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل. 8- العقيدة الصحيحة وما يضادها. 9- الدعوة إلى الله. 10-تنبيه هام على كذب الوصية المنسوبة إلى الشيخ أحمد. 11-وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها. 12-الدعوة إلى الله سبحانه وأخلاق الدعاة. 13-الرسائل والفتاوى النسائية: اعتنى بجمعها ونشرها أحمد بن عثمان الشمري. 14-الفتاوى. 15-فتاوى إسلامية - ابن باز - ابن عثيمين - ابن جبرين. 16-فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة. 17-فتاوى المرأة لابن باز واللجنة الدائمة جمع وترتيب محمد المسند. 18-فتاوى مهمة تتعلق بالحج والعمرة. 19-فتاوى وتنبيهات ونصائح. 20-الفوائد الجلية في المباحث الفرضية. 21-مجموع فتاوى ومقالات متنوعة أشرف على تجميعه وطبعه د. محمد بن سعد الشويعر. من ا - 12 طبعة دار الإفتاء. 22-مجموعة رسائل في الطهارة والصلاة والوضوء. 23-مجموعة الفتاوى والرسائل النسائية. 24-نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع. 25-وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 26-وجوب العمل بالسنة وكفر من أنكرها. 27- شرح الأصول الثلاثة. وفاته رحمه الله : توفي رحمه الله قبيل فجر الخميس 27/1/1420هـ , وعقب صلاة الجمعة صلى على جثمان سماحته في موكب مهيب وسط الدعاء والخشوع والبكاء بأن يغفر الله له ثم شقت جنازة سماحته الجموع بصعوبة بالغة وسط الجموع الغفيرة التي جاءت لتلقي النظرة الأخيرة على سماحة الشيخ ثم حملت الجنازة إلى مقبرة العدل حيث شهد مراسم دفنه أصحاب السمو الملكي الأمراء ومعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء وأقران الشيخ من العلماء الأجلاء وجمع غفير من تلامذته وطلاب العلم وقد كان في مقدمة المشيعين وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الأشغال العامة والإسكان وصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة ومعالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ومعالي الرئيس العام لتعليم البنات الدكتور علي بن مرشد المرشد وسماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومعالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله بن عمر نصيف وأصحاب الفضيلة العلماء الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء وفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو هيئة كبار العلماء وجمع كبير من الدعاة والعلماء . رحم الله فقيد الأمة سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز وجزاه على ما قدم من جهود علمية وخدمة للدعوة والإسلام رحم الله الشيخ وجمعنا و إياه في جنة الفردوس .
صفحة التعليقات والإستفسارات والإستدراكات الخاصة بكم على هذا الرابط : http://kalemasawaa.com/vb/showthread...0726#post20726 يتبع مع البدء في الكتاب ليلا بعد العاشرة مساءا ً من توقيت القاهرة .. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
دروس دورة العقيدة
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
أبو عائش
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
مقدمة الحمد لله الذي خلق الإنسان فسواه و هيأ له طعامه وسقياه و وشق له سمعه وبصره ثم هداه و أرسل إليه الرسل وأنزل إليه الكتب لدحض قول لا إله ونشر قول لا إله إلا الله فمن أطاعهم جعل الله الجنة مثواه ومن عصاهم جعل الله االنار مأواه والصلاة والسلام علي خير خلق الله محمد بن عبد الله خير من دعى ربه وناجاه فوالله لقد أدميت بين يدي ربه من طيلة القيام قدماه و كم فاضت لربه بالدمع عيناه و علي أله وصحبه ومن ولاه و من سار علي نهجه واقتفي أثره و أتبع هداه و أشهد أن لا إله إلا الله ليس لنا ربا سواه ولا نعبد إلا إياه سبحانه وبحمده القائل ( أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ) و أشهد أن محمدا رسول الله الرحمة المهداه والنعمة المسداه خير من سارت علي الثري قدماه ورفعت إلي السماء يداه. أما بعد عباد الله ,,, * بداية أنا لست شيخا و لا عالما ولكن كل ما أتمناه أن أكون طويلب علم وما دفعني لذلك إلا ما قلته من ذي قبل وهو لنستفيد جميعا بإذن الله ويحدث لنا النفع و يجلب لنا الخير و أنا أول من يريد الفائدة وأعلم رحمني الله وإياك أن الخطأ مني وارد فإن وجدت فأعلم أنه جهد المقل فأرجو منك المغذرة إن ذل وجزي الله من لخطئه أرشده ونصحه ودل . بالله يا ناظرا فيه ومنتفعا *** سل الله توفيقا لجامعه وقل أنله إله العرش مغفرة *** واقبل دعاه وجنب عن موانعه واستر بحلمك ما تلقاه من خطاء *** أو أصلحنه تثب إن كنت ذا فهم وكلنا يا أخي خطــــاء ذو ذلل *** والعذر يقبله ذو الفضل والشيم إعلم علمني الله و إياك أن توحيد الله جل في علاه هو غاية خلق الأولين و الآخرين فقد قال رب العالمين (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) و هو أصل دعوة النبيين والمرسلين فقد قال أرحم الراحمين ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أنه لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) و هو أول ما يجب عمله علي الناس أجمعين و الدليل علي ذلك كلام خير النبيين الصادق الأمين لمعاذ حين أرسله إلي اليمن فقال: يا معاذ: إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة. و الحديث متفق عليه. وهو سبب لقبول العمل قال أحكم الحاكمين ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ ) وهو كذلك سبب للأمن في الدنيا فضلا عن الأخرة فقد قال أكرم الأكرمين (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) و قال أيضا ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) والأدلة علي أهمية التوحيد في الكتاب والسنة كثيرة لذلك أيها الأخوة فلا يجوز لمسلم فضلا عن داع إالي الله أن لا يكون علي دراية كاملة بهذا الأمر الجليل والعلم النبيل . المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
التعليقات المليحة علي العقيدة الصحيحة قال الشيخ رحمه الله الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه . أما بعد : فلما كانت العقيدة الصحيحة هي أصل دين الإسلام وأساس الملة رأيت أن تكون هي موضوع المحاضرة . ومعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة ، فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال كما قال تعالى : { و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين } وقال تعالى : { و لقد أوحي إليك وإلي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين }والآيات في هذا المعنى كثيرة. قلت ( أبو عائش ) : والحديث عن أهمية التوحيد يطول ولما لا ؟!! و هو أصل ديننا و ميزة شرعتنا فالقرآن الكريم من فاتحته إلي خاتمته يتحدث في تقرير التوحيد بكل أصوله وفروعه ثم إن حياة نبينا قامت علي توضيح معاني التوحيد والدفاع عن جنابه الفريد و قد أسهب أهل العلم و أطيبوا في تبيان معالم هذا الأصل الجليل والعلم النبيل و مؤلفاتهم فيه خيردليل فلله درهم وعنده جزاؤهم . قال الإمام العلامة محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي رحمه الله : وبعد فاعلم أن كل العلم **** كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي لأنه العــلم الذي لا ينبغي **** لعـاقل لفهـمه لا يبتغي قال الشيخ رحمه الله : وقد دل كتاب اللّه المبين وسُنَّة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم على أن العقيدة الصحيحة تتلخص في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز ، وبعث الله بها رسوله محمدًا عليه الصلاة والسلام ، ويتفرع عن هذه الأصول كل ما يجب الإيمان به من أمور الغيب ، وجميع ما أخبر الله به ورسوله وأدلة هذه الأصول الستة في الكتاب والسنة كثيرة جدًا ، فمن ذلك قول الله سبحانه :{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين }، وقوله سبحـــانه :{ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله } الآية، وقوله سبحانه :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا } ، وقوله سبحانه :{ألم تعلم أن الله يعلم مافي السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير}أما الأحاديث الصحيحة الدالة على هذه الأصول فكثيرة جدا منها الحديث الصحيح المشهور الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن جبريل عليه السلام سأل النبي عن الإيمان ، فقال له :{الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره}الحديث ، وأخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة . وهذه الأصول الستة : يتفرع عنها جميع ما يجب على المسلم اعتقاده في حق الله سبحانه وفي أمر المعاد وغير ذلك من أمور الغيب . قلت ( أبو عائش ) : و ليكون الإنسان مؤمنا خالصا عليه أن يؤمن بهذه الأركان الستة , والإيمان : هو إعتقاد القلب و قول اللسان وعمل الجوارح و الأركان و الإيمان عندنا أهل السنة و الجماعة يزيد و ينقص يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية . قال الإمام العلامة محمد بن أحمد السفاريني رحمه الله في نظمه : إيماننا قول وقصد وعمل **** تزيده التقوى وينقص بالزلل قال بن عبد البر : وعلي الإيمان يزيد و ينقص جماعة أهل الأثار و الفقهاء و أهل الفتيا في الأمصار . قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في( كتاب الإيمان ) : ( لا يتصور وجود إيمان القلب مع عدم عمل الجوارح بل متي نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان في القلب ) . قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي :و علي هذا إجماع الأئمة المعتد بإجتماعهم و أن الإيمان قول وعمل و يزيد وينقص , و إذا كان ينقص بالفترة عن الذكر فلأن ينقص بفعل المعاصي من باب أولي قال بن عثيمين رحمه الله في ( شرحه علي العقيدة السفارينية ) : ( فالإيمان في الشرع يشمل التصديق والإقرار الحاصل بالقلب ، ويشمل أيضاً ما يلزم منه من الأعمال الصالحة ، والدليل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان بضع وسبعون شعبة - أو وستون شعبة - فأعلاها قول لا إله إلا الله ,و أدناها إماطة الأذي عن الطريق , والحياء شعبة من الإيمان )) , فقول (( لا إله إلا الله )) قول باللسان ، وقال : (( إماطة الأذى عن الطريق )) وهذا عمل بالجوارح ، (( والحياء شعبة من الإيمان )) ، وهذا عمل قلبي ) . ومن ذلك يتضح لنا أن تعريف الإيمان شرعا بأنه التصديق وفقط كما يعرفه البعض تعريف ناقص ولنا في عم النبي ( أبي طالب ) المثل حيث أنه كان مصدقا للنبي في دعوته ولكنه أبي أن يقرها علنا قولا وعملا وهذا قوله يشهد بذلك : ولقد علمت بأن دين محمد ****** من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة ****** لوجدتني سمحا بذاك مبينا فلو كان الإيمان بالتصديق وفقط لكان الرجل مؤمنا ولكن ها هو نبينا ينفي عنه الإيمان لما رواه مسلم في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أهون أهل النار عذابا أبو طالب، وهو ينتعل بنعلين يغلي منهما دماغه
و لما رواه مسلم وغيره عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار . و أخيرا فإن الإيمان له أصل و فرع، فأصله ما في القلب، وفرعه ما يظهر على البدن، وبين الأصل والفرع تلازم، فحيث وجد الإيمان القلبي، لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجَب ذلك من الأقوال و الأعمال الظاهرة. نقلاعن(الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين " - تأليف / محمد بن محمود آلخضير ) ( مسألة ) هل يجوز الإستثناء في الإيمان كأن يقول الرجل أنا مؤمن إن شاء الله ؟ قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في (فتح رب البرية بتلخيص الحموية ) وقد اختلف الناس فيه على ثلاثة أقوال: القول الأول - تحريم الاستثناء، وهو قول المرجئة، والجهمية ونحوهم. ومأخذ هذا القول: إن الإيمان شيء واحد، يعلمه الإنسان من نفسه، وهو التصديق الذي في القلب، فإذا استثنى فيه كان دليلاً على شكه، ولذلك كانوا يسمون الذين يستثنون في الإيمان "شكاكاً". القول الثاني - وجوب الاستثناء، وهذا القول له مأخذان: 1 - أن الإيمان هو ما مات الإنسان عليه، فالإنسان إنما يكون مؤمناً وكافراً بحسب الوفاة، وهذا شيء مستقبل غير معلوم. فلا يجوز الجزم به، وهذا مأخذ كثير من المتأخرين من الكلابية وغيرهم، لكن هذا المأخذ لم يعلم أن أحداً من السلف علل به، وإنما كانوا يُعللون بالمأخذ الثاني. وهو: 2 - أن الإيمان المطلق يتضمن فعل جميع المأمورات، وترك جميع المحظورات، وهذا لا يجزم به الإنسان من نفسه، ولو جزم لكان قد زكى نفسه، وشهد لها بأنه من المتقين الأبرار، وكان ينبغي على هذا أن يشهد لنفسه بأنه من أهل الجنة، وهذه لوازم ممتنعة. القول الثالث - التفصيل فإن كان الاستثناء صادراً عن شك في وجود أصل الإيمان فهذا مُحرّم، بل كفر؛ لأن الإيمان جزم، والشك يُنافيه، وإن كان صادراً عن خوف تزكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولاً، وعملاً، واعتقاداً، فهذا واجب خوفاً من هذا المحذور، وإن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة، أو بيان التعليل، وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشيئة الله، فهذا جائز. عرف أنه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء، بل لا بد من التفصيل السابق. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. انتهي . المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة أبو عائش بتاريخ
15.02.2010 الساعة 20:10 .
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاك الله خيرا عنا _ ونفع بك الاسلام مجهوداتك تستحق عليها الشكر والتقدير بارك الله فيك ولك متابعة ؛؛؛؛ المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
العقيدة, دورة, دروس |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
دروس الأحد (كنسية اسبوعية ) | showman | القسم النصراني العام | 22 | 19.06.2010 19:46 |
ترقبوا دورة حفظ حصن المسلم | أبو السائب أكرم المصري | قسم الدعوة والدورات والمشاريع الدعوية | 17 | 11.03.2010 17:52 |
دروس دورة مصطلح الحديث | أبوحمزة السيوطي | قسم الدعوة والدورات والمشاريع الدعوية | 4 | 17.02.2010 23:09 |