رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه " " إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد: عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله هو العلي الأعلى على عرشه استوى , وأهل السنة يثبتون هذه الصفة لله تعالى بالسمع والنظر ؛ أما السمع ففي الكتاب والسنة أكثر من ألف دليل على علو الله تعالى كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؛ وأما النظر فمن أدلة أهل السنة على علو الله كما ذكر الإمام أحمد رحمه الله في مناظرته للجهمية : قال : إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه . وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء . وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة . الرد على الزنادقة والجهمية (40) فكان من أدلة أهل السنة على ذلك بأن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان ؛ وهذا مما اتفق عليه العقلاء . فإذا قيل هو داخل العالم أو خارجه لا بد من إثبات أحدهما فهما نقيضان ولا يصح أن يخلو عن واحد منهما . جواب الأشاعرة على هذا الدليل النظري ورد أهل السنة عليهم فأجاب المتكلمون كالأشاعرة على قول أهل السنة " النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان" أن ذلك إنما يكون بالنسبة إلى ما هو قابل للاتصاف بالشيء أو بنقيضه فهو الذي يجب في حقه الاتصاف بأحدهما ويستحيل خلوه عنهما فلا يصح أن يقال مثلا أن هذين الجسمين ليسا متصلين ولا منفصلين لأن الجسم قابل للاتصال والانفصال فلا بد من أحدهما ولكن الرب سبحانه ليس من شأنه لأن يتصف بالدخول ولا بنقيضه فيجوز حينئذ نفيهما عنه معا ولا يترتب على ذلك محال . شرح القصيدة النونية (1|191) لهراس قال الغزالي : فإن قيل فنفي الجهة يؤدي إلى المحال، وهو إثبات موجود تخلو عنه الجهات الست ويكون لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلاً به، ولا منفصلاً عنه، وذلك محال، قلنا: مسلم أن كل موجود يقبل الاتصال فوجوده لا متصلاً ولا منفصلاً محال، وإن كان موجود يقبل الاختصاص بالجهة فوجوده مع خلو الجهات الست عنه محال، فإما موجود لا يقبل الاتصال، ولا الاختصاص بالجهة فخلو عن طرفي النقيض غير محال، وهو كقول القائل يستحيل موجود لا يكون عاجزاً ولا قادراً ولا عالماً ولا جاهلاً فإن أحد المتضادين لا يخلو الشيء عنه، فيقال له إن كان ذلك الشيء قابلاً للمتضادين فيستحيل خلوه عنهما وأما الجماد الذي لا يقبل واحداً منهما لأنه فقد شرطهما وهو الحياة، فخلوه عنهما ليس بمحال. فكذلك شرط الاتصال والاختصاص بالجهات التحيز والقيام بالمتحيز. فإذا فقد هذا لم يستحل الخلق عن متضادته فرجع النظر إذاً إلى أن موجوداً ليس بمتحيز، ولا هو في متحيز، بل هو فاقد شرط الاتصال، والاختصاص هل هو محال أم لا ؟ فإن زعم الخصم أن ذلك محال وجوده فقد دللنا عليه بأنه مهما بان، أن كل متحيز حادث وأن كل حادث يفتقر إلى فاعل ليس بحادث فقد لزم بالضرورة من هاتين المقدمتين ثبوت موجود ليس بمتحيز. أما الأصلان فقد أتبتناهما وأما الدعوى اللازمة منهما فلا سبيل إلى جحدها مع الإقرار بالأصلين. الاقتصاد في الاعتقاد (15) جواب أهل السنة على ذلك فأجاب أهل السنة على قول الأشاعرة بأن التفرقة بين القابل وغير القابل دعوى مجردة عن الدليل ومبنية على اصطلاح الفلاسفة الذين يزعمون أن التقابل إن كان بين الوجود والعدم كأن يقال الشيء إما موجود أو معدوم استلزم هذا التقابل الحكم عليه بأحدهما وأما إن كان تقابلا بين الملكة وعدمها كما في التقابل بين الحياة والموت والعلم والجهل والبصر والعمى إلخ فإن هذا التقابل لا يستلزم الاتصاف بأحدهما أي بالملكة أو بعدمها إلا فيما هو قابل للاتصاف بهما فلا يوصف بالموت مثلا إلا من شأنه أن يكون حيا ولا يوصف بالجهل إلا ما هو قابل للعلم ولا يوصف بالعمى إلا ما كان ذا بصر وهكذا . قال أهل السنة : وهذا اصطلاح فاسد مخالف لما هو معروف عند أهل اللغات جميعا من جواز نفي الشيء عما هو له قابل وعن غيره . وهذا لازم لكم أيضا فأنتم تنفون عنه الظلم سبحانه مع أنه غير قابل له عندكم لأن الظلم في حقه محال ممتنع . وكذلك تنفون عنه السنة والنوم مع أنه غير قابل للاتصاف بشيء من ذلك لاستحالته عليه وتنفون عنه الطعم أيضا وقد نفاه سبحانه عن نفسه في قوله { وهو يطعم ولا يطعم } مع أن الطعم ليس مما يقبل الاتصاف به وتنفون عنه كذلك الزوجة والولد وهما محلان عليه ممتنعان . قال أهل السنة :ومما يدل على أن الشيء قد يقع وصفا لغير ما هو قابل له أن الله قد وصف الجماد في كتابه بالموت والصمم والعمى ونفى عنه الشعور والنطق والقدرة على الخلق قال الله تعالى :{ والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} وقال { ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها } وقال حكاية عن إبراهيم { يا أبت لم تعبد ملا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا } ومعلوم أن الجماد غير قابل للاتصاف بملكات هذه الأعدام من الحياة والسمع والبصر إلخ ومع ذلك جاز اتصافه بهذه الأعدام . وقال أهل السنة : ولو سلمنا لكم بصحة هذا الشرط وهو قابلية الموصوف للاتصاف وأن غير قابل يجوز خلوه عن الشيء ومقابلة فإنما يكون ذلك في الضدين اللذين قد يرتفعان معا عن الشيء مثل البياض والسواد ولا يجوز في النقيضين الذين لا يرتفعان ولا يجتمعان ومعلوم أن التقابل بين دخوله سبحانه في العالم وبين مباينته له هو من قبيل التقابل بين النقيضين فلا بد من ثبوت أحدهما له . وقالوا لهم : إن نفيكم عنه قبول أحد هذين الوصفين الدخول والخروج من شأنه أن ينفي إمكان وجوده فضلا عن أن يكون واجب الوجود بل هذا يجعله من قبيل المعدوم الممتنع وهو يشبه في الفساد نفي القيام بالنفس والقيام بالغير عنه بحجة أنه ليس من شأنه الاتصاف بواحد منهما مع أن العقل والفطرة يقضيان بأن كل موجود فإما أن يكون قائما بنفسه أو قائما بغيره فإذا استحال أن يقوم بغيره وجب أن يكون قائما بنفسه . شرح القصيدة النونية (1|193) لهراس بتصرف للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
أم جهاد
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() خلاصة عقيدة أهل السنة فى هذا الأمر أن الله تعالى مستوى على عرشه فوق السماوات العلا بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وعلمه وسلطانه وقدرته بكل مكان لا يخلو منهم مكان ولا زمان جزاكم الله خيراً أختنا الفاضلة أم جهاد وجعله الله فى ميزان حسناتك .
المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة الراوى بتاريخ
14.09.2009 الساعة 17:16 .
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() السلام عليكم أمى الفاضلة أم جهاد موضوعك ثقيل جدا و غزير جدا و جميل جدا و يصعب على الكثيرين منا فهمه لكنى أحب التعليق عليه لأنى أحبه أيضا و تعلمين ما سببه لى من مشاكل من قبل مع بعض المتعالمين مجرد إستخدام كلمة "المكان" عند العوام يوجه العقول إلى المخلوق. فالمكان أصلا مخلوق خلقه الخالق و من قبله كان الله ولا شئ معه أزلا فيجب أن يفرّق العقل البشرى بين تعريف المكان و الجهة بمفهوم المخلوق المدرك لهما كما تدل اللغة و بين إثبات ما أثبته الله لنفسه من صفات دون تكييف أو تجسيم أو تمثيل أو تعطيل فلا يترك الإنسان لعقله العنان ليشطح بإثبات الجهة المكانية لله عز و جل بمفهوم العقل الذى يجر صاحبه إلى التجسيم و التحيز كما يجب أن يثبت العلو مطلقا لله عز و جل من واقع القرآن الكريم و أيضا بلا مكان مخلوق ولا جهة متحيزة فإن المكان المخلوق هو من صفات المخلوقات فقط ولا يستطيع العقل البشرى إدراك ذات غير المخلوق أى الخالق عز وجل و إنما نثبت ما أثبته الله لنفسه - و منه العلو و ليس علو المكان أو الجهة بمعنى العلو المخلوق مثلما يتصور العقل- على منهج أهل السنة بلا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تجسيم فإستخدام الألفاظ مثل داخل العالم و خارج العالم و الجهة و غير ذلك مما لم يرد لا فى القرآن ولا فى السنة مما يثير فى عقول العوام التجسيم أو تعجز عقولهم عن تفسيره إلا بالتمثيل فإننا نقول لهم: إن كل ما تتصورونه هو من صفات المكان المخلوق أو الجهة المخلوقة فى فهم العقل المخلوق و الله منزه عن كل ذلك. فإن لزم أن نستخدم ألفاظا فى صفات الله عز وجل فلا تكون إلا الألفاظ التى وردت فى القرآن و السنة و أيضا بدون تكييف أو تمثيل فإن استخدمنا ألفاظا محدثة فى صفات الله عز وجل فيجب أن تأخذ هذه الألفاظ المحدثة المعانى الثابتة فى القرآن و السنة أيضا و هى معانى تختلف عن المفاهيم الأصلية التى يفهمها العقل البشرى لهذه الألفاظ عند استخدامها مع المخلوقات و هو الحال مع ألفاظ "المكان و الجهة". فكما أن الصفات تتمايز بتمايز الموصوف فإن معانى هذه الألفاظ أيضا تتمايز بتميز الموصوف لذا فإن استخدام ألفاظ مثل "المكان و الجهة" مع الله عز و جل يجب أن نوضّح أنها ليست بمفاهيم المخلوقات و الأفضل ألا نستخدم هذه الألفاظ أصلا خاصة مع من يصرّون على استخدامها بمعناها الحقيقى و الحق أنه لا اعتبار لمعناها اللغوى البشرى الحقيقى هنا لأنها لا تستخدم مع مخلوقات و إنما فى وصف الله عز وجل خالق المخلوقات و لكن لابد مما ليس منه بد أيضا فإن كان التخيير بين أن يكون الله داخل العالم أو خارجه و الإصرار على اختيار أحدهما فلا شك أن قولنا هو أن الله قطعا خارج العالم لأن العالم مكان مخلوق و الله منزه عن المكان المخلوق و لكن يجب الإشارةمع قولنا ذلك أن كلمة "خارج العالم" هنا أيضا لا تعنى التحيز كما يفهم العقل البشرى كلمة خارج بتطبيقها على المكان و إنما هو نفى للتجسيم و إثبات للوجود لله واجب الوجود بذاته و هذا هو الحال مع كافة الألفاظ المحدثة الأخرى التى يضطرنا المبتدعة إلى استخدامها فى صفات الله سبحانه نقولها ثم نعطيها معنى يختلف عن معناها اللغوى الحقيقى الذى يفهمه البشر من تلك الألفاظ عن وصف المخلوقات كل الإشكال بسبب إستخدام ألفاظ محدثة و محاولة العقل للتصور و التمثيل فيما لا طاقة للعقل به فتخرج الألفاظ عن معناها الحقيقى و تشطح العقول إما بالتجسيم أو بالتعطيل و نعوذ بالله من كليهما سبح إسم ربك الأعلى
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ![]() المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
لا داخل, لا خارجه, الجهمية, العالم, الفرق, شبهة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
شبهة: الاسلام يدعو الي تعدد الآلهه والدليل قوله تعالي " قل هو الله احد " !!!! | نور اليقين | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 2 | 19.12.2010 23:53 |
"إن شاء الله تعليقا"، و"إن شاء الله تحقيقا" | خادم المسلمين | القسم الإسلامي العام | 2 | 14.09.2009 00:20 |
,:: "الموسوعة المسيحية": مسلمي العالم يزيدون بنسبة 7 % :: | سيف الاسلام م | القسم النصراني العام | 3 | 22.08.2009 18:08 |
رجال الكنيسة: من يفكر بخلافة "شنودة" يرتكب خطيئة! | Telmeeth_ALRAJI | غرائب و ثمار النصرانية | 2 | 25.04.2009 05:36 |