اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 09.07.2010, 16:58

MALCOMX

عضو

______________

MALCOMX غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 09.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 206  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
14.08.2012 (23:08)
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي


قبل أن أواصل هذا البحث فإنّه يجدر أن أقوم بتوضيح بعض المسائل.
قد يبدو للكثير ممّن يتابعونه، و خاصّة إثر إيرادي للشهادات الوثنيّة عن يسوع في الفصل السابق، أنّ هذا الأمر غير ممكن، و مستحيل، فكيف ليسوع المسيح الذي جاء بدين المحبّة و السلام يقولون عنه كان قاطع طريق، و متعصّب، إلخ...؟ لا بدّ [إذنْ] أنّهم قالوا ذلك بدافع الحقد أو الحسد، أن قالوه كعداء للمسيحيّة، ولابدّ أنّهم نقلوا عن اليهود الذين ’’يكرهون’’ المسيحيّة الصاعدة وقتها، فاليهود قالوا أنّ يسوع هو ابن ’’زنا’’، و هذا غير معقول، بينما الوثنيّون قالوا أنّه كان قاطع طريق، و هذا أيضا غير معقول.
للقارئ الحقّ في أن يفكّر مباشرة بهذه الطريقة [حتّى و لو كان ملحدا] لأنّ هناك ألفا سنة تعشّش في الذاكرة، 20 قرنا من البروباجاندا المسيحيّة، 24 ألف شهر من التعاليم الكنائسيّة التي نجحت في تقديم الصورة التي تريدها عن يسوع، رغم التاريخ الأسود من الحروب و محاكم التفتيش و سلطة الكنيسة،فقد ظلّت فكرة المحبّة و السلام في المسيحيّة مسيطرتين في الوعي الجماعيّ، وزادت هذه الفكرة رسوخا حينما تعلْمَنَتْ أوروبا و فصلت الدين عن الدولة و قلّمت مخالب المسيحيّة، أو كما قال Danièle Sallenave : حين تكون ديانة ما [يقصد الديانات الإبراهيميّة] ديانة معتدلة، فلأنّنا قصصنا جناحها العسكريّ، أو منعناها من استعماله، فالمسيحيّة صارت ديانة معتدلة في فرنسا، حينما وضع القانون حدّا لسلطة الكنيسة.
و هذه البروباجاندا الإشهاريّة للكنيسة و منذ 20 قرنا، تتأقلم مع الظروف، فمثلا كانت صورة يسوع أقلّ جمالا، أو بالأحرى حسب مقاييس الجمال في كلّ عصر، فتفنّن المتفنّون في رسم صور أخرى أكثر جاذبيّة، بشعر طويل و لحية مشذّبة و عينين زرقاوين و نظرة وسيمة إلخ.. و كأنّنا أمام أحد نجوم هوليود ولسنا أمام إله! نصنع صورة لإلهنا بالطريقة التي نميل إليها و نحبّذها، و نعلّق لوحته في غرفة النوم لنشعر بالاطمئنان و الهدوء، و كأنّي أتذكّر كلام Xénophane الذي قاله منذ 2500 سنة: الأثيوبيّون يصوّرون آلهتم على شكل آلهة سوداء، و التراقيّون [البلغاريّون] يصوّرونها بعيون واضحة و شعود مجعّدة، و لو كان للأبقار و الجياد و الأسود أياد، لصوّروا آلهتهم على شكل أبقار و جياد و أسود.
و لكي نستطيع الرؤية بأكثر وضوح علينا أن نتخلّص من ذاكرتنا، و نطبّق المنهج الديكارتيّ، [على أمل ألاّ نصل إلى النتيجة التي وصل إليها ديكارت طبعا ? و إلاّ فيا خيبة المسعى] و ننظر إلى الأمر كما هو في عصره، فالمسيحيّة التي نعرفها اليوم ليست المسيحيّة نفسها منذ ألفي سنة، و من التعسّف أن نقرأ أحداثها و تكوينها بعيون حاضرنا، أو بما نعرفه حاليّا عن تعاليمها، بل علينا أن نقرأها بعيون معاصريها أو القريبين زمنيّا منها، فاليهود قالوا كذا من وجهة نظرهم، و الوثنيّون قالوا كذا من وجهة نظرهم، و النصوص الأبوكريفيّة قالت كذا من وجهة نظرها، و الأركيولوجيا قالت كذا، ثمّ: و المسيحيّون الأوائل قالوا كذا من وجهة نظرهم، فنجمع كلّ هذه النصوص [ التي تقدّم لنا زوايا مختلفة للمشهد وقتها] و نركّب وجهات النظر المختلفة و نقارنها ببعضها و نعيد رسم الأحداث التاريخيّة التي تبدو لنا أكثر منطقيّة. هذا هو -حسب رأي- المنهج الذي أراه جيّدا في قراءة تاريخ المسيحيّة.
و هناك نقطة كنت كرّرتها، و لن أملّ من تكرارها: النصوص التاريخيّة غير المسيحيّة التي تتحدّث عن المسيحيّة تمّ تزويرها، خاصّة بعد اعتناق روما لها، و لم يصلنا إلاّ ما أرادوا أن يصل لنا،أو لأنّهم اقتبسوا بعض الجمل للردّ عليها، و يكفي أن نقرأ أعمال يوسفيسوس فلافيوس لنعرف حجم التزوير، فكتابه حروب اليهود متكوّن من سبعة أجزاء، فالجزء الأوّل يعرض فيه الأحداث التي حصلت في 165 سنة قبل هيرودوس، ثمّ في الجزء الثاني [و هو الذي يجب أن يتحدّث فيه عن يسوع] تجد النصّ مملوءً بالتناقض، مشوّشا، و كأنّه تمّ قصّ و لصق فقرات في غير أماكنها، و المعنى غير مترابط، ثمّ في الكتب الخمسة المتبقّية تعود إلى فلافيوس قدرته المتفوّقة في عرض الأحداث، و التنظيم الدقيق، و المعاني المسترسلة. فهل يوجد دليل أكثر من هذا على تحريف نصّ فلافيوس، مؤرّخ روما الرسميّ، إذا قارنّا الكتاب الثاني و بقيّة كتبه؟ ثمّ إنّه معروف بثرثرته، فيتوسّع في عرض الحوادث و تحليلها، لكن حين يذكر المقطع الوحيد عن يسوع المسيح [و هو مقطع مزوّر مائة في المائة] لا يتجاوز ثلاثة أسطر؟
كنتُ قد ذكرت هذا النصّ في بداية البحث، و إنّما أعود إليه لأعطي عيّنة عن التدليس الذي قام به رجال الكنيسة لإخفاء الذي حدث فعلا في بداية الألفيّة الأولى، هذا النصّ عن يسوع لم يظهر إلاّ في القرن الرابع ميلادي، و لم يقتبسه، من قبْل، اكليمندس الاسكندري و لا جستينيوس النابلسي الشهيد، رغم أنّهما و في كتبهما و ردودهما على المعارضين و لإثبات يسوع أنّه المسيح، اقتبسا حتّى من بعض الكتابات الأبوكريفيّة، فكيف فاتهما هذا النصّ الذي كان يكفيهما مؤونة الجدال و بشهادة فلافيوس اليهوديّ نفسه؟
بل أنّ أوريجنيوس الذي اقتبس من كتابات فلافيوس أيضا في جدالاته، قال: لكنّه [أي فلافيوس] لم يعترف بأنّ يسوع هو المسيح ’’1’’ لا أدري إن كان يوجد ردّ أكثر وضوحا من هذا؟ بينما النصّ المزيّف، و الذي يستشهد به بعض المسيحيّين إلى اليوم يقول: وكان هو المسيح. ممّا دفع بفولتير أن يسخر ممّن ما زالوا يقتبسون هذا النصّ لإثبات تاريخيّة يسوع، و يتعجّب متهكّما كيف لم يذهب فلافيوس ركضا ليقوم بالتعميد.
طبعا، ليس الغرض من كلامي هو أنّ يسوع أسطورة و لو يوجد، بل أرى أنّه وجد فعلا و لكن كان شخصا آخر غير الذي صنعت صورته الكنيسة فيما بعد، و هو ما سنراه لاحقا، و إنّما الغرض هو للإشارة إلى التدليسات التي حصلتْ في النصوص التاريخيّة.و أوّل أو أكبر هؤلاء المدلّسين هو يوسبيوس القيصري في القرن الرابع ميلادي، الذي يسمّيه البعض: يوسابيوس المدلّس. و قد كتب قائلا: و قد تحدّث [أي فلافيوس] عن سيّدنا، و هكذا قال.. ’’2’’ ثمّ يضع هذا النصّ المدلّس!
و وصل به الأمر إلى أن يقتبس نصّا كاملا لفيلون الإسكندري يتحدّث عن الأسينيّين و غيّر في المعنى ليؤكّد أنّه يتحدّث عن المسيح، ’’3’’ هذا دون أن نذكر الاقتباسات الأخرى التي يذكرها عن فلافيوس و التي هي غير موجودة في أيّ مخطوط لفلافيوس موجود حاليّا ممّا يشير إلى أنّ النصّ تمّ الاشتغال عليه أيضا بعده!
و قد يطول الكلام عن باقي التدليسات و التزويرات التي قام بها رجال الكنيسة الأوائل في النصوص التاريخيّة، كي توافق تعاليمهم و رؤيتهم لقصّة يسوع، و إنّما أوردتُ عيّنة لأضع القارئ في الإطار.
بداية من الفصل القادم سأبدأ في رسم ملامح يسوع التاريخيّ المختفية تحت أطنان من الغبار.
---------------------------------------------------------------------------

1- Origene / Commentaire sur matthieu / ص 223/ Ed.Huet/ باريس/ 1963
2-Eusebe de Cesarée/ Histoires ecclésiastique/ 1/XI
3- Daniel Massé/L'enigme de Jesus Christ/Tome1/P130/Paris 1926
-----------------------------------------------------------------------------

حين تسأل المسيحيّ عن ولادة دينوسوس أو ميترا أو حورس من عذراء فسيجيبك أنّ هذه أساطير قديمة، لكنّه يؤمن بأنّ يسوع مولود من عذراء!
هناك احتمالان لا ثالث لهما: إمّا أنّ يسوع هو ابن مريم من زوجها يوسف أو هو ابنها من رجل آخر، و كما نعرف يتّفق الجميع [مسيحيّون و يهود و وثنيّون] أنّ يوسف ليس أبا يسوع، و بالتالي فهو ابن رجل آخر، فمن هو هذا الرجل؟
نبدأ من الإشاعة التي تقول أنّ يسوع هو ابن الجنديّ الرومانيّ Panthera:
ذهب بعض الباحثين المسيحيّين إلى أنّ Panthera هي تحريف لـ Parthenos أي العذراء، بمعنى أنّ يسوع هو ابن العذراء لكن العلاقة الإيتمولوجيّة بين الكلمتين غير صحيحة، و ذهب البعض الآخر إلى أنّها تحريف لـ Panthere في إشارة إلى مريم بوصفها لبؤة، و هذا أيضا غير صحيح.
و قد تمّ العثور على شاهد قبر لجنديّ رومانيّ مكتوب عليه: ’’1’’

Tib.Jul.Abdes.Pantera
Sidonia.ann LXII stipen
XXXX.miles.exs
coh I.sagitarrorium
h.s.e


و تعني:

TUBERUS JULIUS ABDES PANTERA
DE SIDON AGE DE 62 ANS
UN SOLDAT AVEC QUARANTE ANS DE SERVICE ACTIF
DE LA 1 ERE COHORTE D ARCHERS
REPOSE ICI

و ترجمتها:
طيبريوس يوليوس عبداس بانتارا
من صيدا، العمر 62 سنة
جنديّ قضّى أربعين سنة في خدمة متواصلة
من الفوج الأوّل للرماة
مدفون هنا


هذا النقش موجود الآن في متحف بألمانيا، و هو لجنديّ رومانيّ عاش في القرن الأوّل ميلادي في فلسطين، و أصله من صيدا و توفّي عن سنّ يناهز 62 سنة.
تحليل النقش:
الاسمان الأوّلان Tiberius Jelius هما cognomina أي لقبان و يشيران إلى أنّ هذا الجنديّ ليس رومانيّا بل هو عبد تمّ عتقه و التحق في خدمة الجيش الرومانيّ، و اسمه ’’عبداس’’ بمعنى ’’عبد الله’’ و لقبه Panthera و هو لقب ساميّ يحمله بعض اليهود في فلسطين حيث تمّ اكتشاف قبرا يهوديّا سنة 1891 في شمال القدس في الطريق إلى نابلس مكتوب عليه:Pantheros باليونانيّة و تحته باليونانيّة Josepos أي يوسف ابن بانتورا ’’2’’
الفوج الأوّل من الرماة الذي ينتمي إليه هذا الجنديّ تمّ إرساله إلى كرواتيا سنة 6 بعد الميلاد، ثمّ انتقل إلى ألمانيا بعد ثلاث سنوات للمشاركة في الحرب بين Rhin و La Nahe و توفّي هذا الجنديّ هناك حيث تمّ دفنه.
هل يكون هذا الجنديّ بانتورا هو أبو يسوع؟
الأركيولوجيّ James Tabor يتبنّى هذا الرأي و يدعّمه بما جاء في الأناجيل [مثلا: مرقس7، 24] حيث خرج يسوع من الجليل و ذهب إلى تخوم صور و صيدا و دخل هناك إلى بيت سرّا، و لم يرد أن يعرف أحد أنّه دخل هذا البيت، فهل ذهب إلى بيت أبيه بانتورا في صيدا؟ و لماذا ترك منطقة اليهوديّة ليذهب إلى منطقة الأمم بل و يدخل بيتا هناك؟ يشير جيمس تابور أنّه لم يستطع أحد تفسير هذه الآيات و كلّها ظنون، بينما حينما نعرف أنّ بانتورا هو من صيدا تتوضّح لنا أسباب زيارة يسوع لذلك المكان.

هذا الربط بين الأركيولوجيا و كلمة بانتورا و ما فعله يسوع هو فعلا ربط جيّد و علميّ، و لكن سيقفز أمامنا سؤال لا ندري كيف نجيب عليه في هذه الحالة، و هو: كيف يدّعي يسوع أنّه المسيح و هو يعلم و الجميع يعلم أنّه ليس من نسل داود فقط، بل من نسل عبد التحق كجنديّ مع الرومان؟
قد يقول قائل: لم يدّع يسوع أنّه المسيح، بل كان قاطع طريق مع عصابة معه و تمّ بناء الأسطورة المسيحيّة على شخصيّته، فصارت عصابته هم الحواريون الذين ينادون بالحبّ و الخير، و صار أبوه المجهول جبريل، و بقيت أمّه عذراء.
و لكن أتساءل: لماذا قام كتبة الإنجيل باختيار هذه الشخصيّة ليبنوا عليها دغمائيّتهم؟ لماذا لم يختاروا مثلا شخصيّة أخرى بلا مشاكل فيها؟ حيث يوجد من ادّعى أنّه المسيح قبله و بعده أيضا؟ و يوجد 3 أشخاص باسم يسوع في ذلك الوقت كانوا كهنة كبارا، فلماذا لم يبنوا على شخصيّاتهم؟
غنيّ عن القول أنّه لو كان الأمر كذلك، فالقصّة واضحة، و كلام سالس واضح حين يقول:لديّ الكثير لأقوله عن الأحداث التي جرت في حياة يسوع، والوقائع الحقيقية التي تختلف عمّا تمت كتابته من قبل أتباعه ، أو كما يقول كايسيليوس: تقدّسون رجلا [أي يسوع] عوقب على الصليب، و تصنعون له معبدا [أي كنيسة] كان يجدر أن تجعلوها لقطّاع الطرق و المجرمين [راجع الفصل السابق]
ربّما علينا أن نحفر أكثر، رغم وجاهة الكلام السابق خاصّة انّه يعتمد على الأركيولوجيا، و لكن لنتعمّق أكثر:
أوّل من ربط يسوع بالجنديّ الرومانيّ بانتورا هو سالس سنة 180 ميلادي تقريبا، حيث قال:
لقد قام النجّار [أي يوسف] بطرد أمّ يسوع التي كانت خطيبته، طردها لأنّها وقعتْ في الزنى و حبلتْ من جنديّ اسمه Panthera
[ C.C. I, 32/ 5 ]

و لننظرْ ماذا يقول التلمود: ’’3’’
سنهدرين 43 أ: و تمّ تعليق يسوع ليلة الفصح.
سنهدرين 67أ: و قاموا بتعليق ابن ستادا [ Ben Stada ة ] ليلة الفصح، ابن ستادا هو ابن بانتورا Panthera ...الزوج كان اسمه بافوس بن يهودا، العشيق اسمه بانتورا، و امّه اسمها ستادا، و هي مريم.
شبّات 104ب: ابن ستادا هو ابن بانتورا
و في تلمود أورشليم نقرأ:
شبات /الفصل 14: قام ثعبان بلدغ ربّي أليعازر بن دماح، فاقترح عليه يوسف من قرية سيماي مداواته باسم يسوع بانتورا.
أبوداه زاراه 40د: قام ابنه بابتلاع شيء [تسبّب في مرضه] فجاء شخص و أخذ يقرأ عليه باسم يسوع بن بانتورا، فشُفي الطفل.
مخطوطة جوسيبون، التي اقتبست تاريخ فلافيوس إلى العبريّة: و في ذلك اليوم كانت هناك معارك عديدة و كبيرة، في اليهوديّة، بين الفريسيّين، و قطّاع الطرق [البلطجيّة] الذين يتّبعون يسوع بن بانتورا النصرانيّ Nazoreen و قام بمعجزات عديدة أمام شعب إسرائيل، حتّى انتصر عليه الفريسيّون و علّقوه في عمود [أي صلبوه] manuscrit Hébr. 1280, fol. 123 v° de la B.N.F
المسيحيّون بدورهم ذكروا اسم بانتورا:
Epiphane سنة 375 ميلادي: يعقوب أبو يوسف و كليوباس كانت كنيته بانتورا Adv. hæreses 787/P.G. 42, 708 D ;
و أشار إليه يوحنّا الدمشقيّ ايضا بوصفه كنية و ليس اسما De fide orthodoxa, IV ; PG 94, 1156 D-1157 A

إذا و للتلخيص فإنّ ’’بانتورا’’ تارة يتسمّى به يسوع و تارة يتسمّى به جدّه، و بالتالي و كما يرى Gys Devic هو أنّ هذه الكنية أو الإسم موجودان و لكن تمّ تحريفها و تحويلهما إلى جنديّ رومانيّ، و يقترح التالي:
Panthera تحرّفت إلى اللاتينيّة و أصلها Panthora و هي كلمة مركّبة من مقطعين يوناني و عبري كما كان يتكلّمها اليهود في عصر يسوع:
Pan و تعني ’’كلّ’’ أو ’’جميع’’ باليونانيّة
Thora و تعني التوراة بالعبريّة، أي الشرع.
أي بانتورا تعني : كلّ الشرع.
يسوع بن بانتورا تعني يسوع بن كلّ الشرع.
و يربط بينها و بين قول يسوع في متّى: لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس [الشرع=Thora ] او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل، فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل [ كلّ=Pan ]متّى5، 17-18

هذه التخريجة لها وجاهتها أيضا، و لكن لماذا نعقّد الأمور؟ لماذا لا تكون بكلّ بساطة تحريفا لـ Patera اللاتينيّة أي ’’الأب’’ ؟\
خاصّة إذا عرفنا أنّ Barabbas [قاطع الطريق] الذي بادله بيلاطس بيسوع قبل صلبه، اسمه يسوع باراباس؟ [يتمّ ذكر اسم هذا الشخص في بعض المخطوطات القديمة مثل إنجيل متى بالسريانيّة القرن الرابع ميلادي، أو Codex Koridethi في القرن العاشر ميلادي، يذكرونه باسم يسوع باراباس، و يرى الباحثون أنّ الإسم الكامل الأصليّ هو كذلك، و أنّه تمّ محو اسم يسوع من باراباس في الأناجيل الحاليّة، ’’4’’ ]

و باراباس تعني:
بار=ابن
أبا= الأب
و السين هي الإضافة اليونانيّة لاسم العلم. ’’5’’

و كان لهم حينئذ اسير مشهور يسمى [يسوع] باراباس، ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس من تريدون ان اطلق لكم [يسوع] باراباس ام يسوع الذي يدعى المسيح؟ [متّى27، 16-17]
أي بمعنى آخر قال لهم بيلاطس: من أطلق لكم، يسوع بار أبّا، أم يسوع بار أبّا؟ [!] سنتعرّض لهذا الأمر لاحقا لأنّهما شخصيّة واحدة ، و هي شخصيّة يسوع المسيح، قام كتبة الإنجيل بجعليها شخصيّتين.

إذن و للتلخيص: إن كان بانتورا تعني الجنديّ الرومانيّ فالأمر واضح منذ الآن، و إن كانت تعني ابن الشرع فلا مشكلة هنا،[أي أنّ يسوع رجل حكيم و يعرف الشرع كلّه] و ان كانت تعني ابن الأب فهنا يوجد احتمالان: إمّا ابن الأب بمعنى مجهول الأب، و هذه تعيدنا إلى الجنديّ الرومانيّ، و إمّا ابن الأب أي ابن الله، لكن بمعنى القريب من الله الذي يعرف الشرع و هذه تحيلنا على ابن الشرع.
بعد كلّ هذه المتاهات:
في الحالة الأولى نكون قد عرفنا اسم أبي يسوع و هو بانتورا.
لكن في الحالة الثانية، أي أنّ يسوع هو ابن الشرع فمن يكون أبوه؟
هذا ما سنراه بعد الفاصل.

----------------------------------------------------

1-James Tabor/La veritable histoire de jesus/P82/Laffont/Paris/2007
2-المصدر السابق/ص 85
3- http://assoc.pagespro-orange.fr/cerc...enan/Celse.htm
4- Jesus contre Jesus/Gerard Mordillat/Seuil/2008/Paris
5- القرآن يقوم بهذه التخريجة اللغويّة، بين السين اليونانيّة و الإسم العبري، فيقول: وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين [الأنعام، 85] فهو هنا يذكر اسم إلياس بصيغته العبريّة اليونانيّة أي : إليا [الإسم العبري]+ س [الإضافة اليونانيّة لاسم العلم] ، و لكنّه في موضع آخر [الصافات، 130] يقول: سلام على ال ياسين ، و هذه تخريجة لغويّة جميلة حيث ذكر الإسم العبري إيليا و أضاف حرف السين اليونانيّ منطوقا، أي إيليا + سين [أي حرف السين] فضرب عصفورين بحجر واحد: نطق الإسم بإضافة الحرف الأخير اليونانيّ منطوقا و حافظ على القافية.







توقيع MALCOMX
https://www.kalemasawaa.com/vb/search...&starteronly=1
https://www.ebnmaryam.com/vb/f4
http://www.almwsoaa.com/Forum/
http://www.ansaaar.net/vb/search.php...&starteronly=1
http://www.11emam.com/vb/search.php?...&starteronly=1


رد باقتباس