القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
الصبر
بسم الله الرحمن الرحيم الصبر هو الكف والحبس الصبر انواع منها 1-الصبر على الطاعه واساسه ان اركان الاسلام تحتاج فى القيام بها الى الصبر والمداومه عليها وهذا الامر يحتاج الى تحمل ومعاناه لان الاركان منها ما هو متكرر قال تعالى فى الصلاة مثلا واستعينوا بالصبر والصلاه وانها لكبيرة الا على الخاشعين وعشرة المؤمنين والابقاء على مودتهم وغض البصر عن هفواتهم خصال تعتمد على الصبر الجميل قال تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم -والتواصى بالصبر قرين التواصى بالحق وقد اقسم ربنا عز وجل ان صلاح البشر مبنى على الحق والصبر قال تعالى والعصر ان الانسان لفى خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر 2- والصبر عن المعاصى هو عنصر المقاومه عن المنهيات والمحرمات التى بثت فى طريق الناس وفشت وانتفشت وانتشرت فى كل مكان قال عليه الصلاة والسلام حفت الجنه بالمكاره وحفت النار بالشهوات والاقبال على المكاره والادبار عن الشهوات لا يكون الا من صبور والصبر هنا اثر اليقين الجازم والحاسم الى ما يرضى الله وهو روح العفاف الذى يحمى المسلم من الدنايا والسيئات ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين 3-والصبر على امتحان الله وهو الصبر على ما يصيب المسلم فى نفسه وماله واهله من مصيبه ويصبر عليها قال تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون وقال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المسلم فان امره كله خير ان اصابته سراء شكر وان اصابته ضراء صبر بل ان النبى عليه الصلاة والسلام اخبر ان كل بلاء يصيب المؤمن وان كان هينا بسيطا يثاب عليه قال عليه الصلاة والسلام ما يصيب المسلم من وصب ونصب الا كتب له به اجر وكفر به من خطاياه حتى الشوكه يشاكها العبد يكفر بها من خطاياه والعبد رجل كان او امراه ينبغى عليه ان يصبر لكل مصيبه لانه لن يصاب بمصيبه اعظم من موت النبى محمد عليه الصلاة والسلام قال عليه الصلاة والسلام يا ايها الناس ايما احد من الناس او المؤمنين اصيب بمصيبه فليتعز بمصيبته بى عن المصيبه التى تصيبه بغيرى فان احدا من امتى لن يصاب بمصيبة بعدى اشد عليه من مصيبتى صححه العلامة الالبانى ولله در من قال اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بان المرء غير مخلد فاذا ذكرت مصيبة تسلو بها فاذكر مصابك بالنبى محمد ان الله تعالى جعل الصبر جوادا لا يكبو وصارما لا ينبو وجندا لا يهزم وحصنا حصينا لا يثلم قال عليه الصلاة والسلام ما اعطى احد عطاء خيرا واوسع من الصبر ولقد ذكر الله جل وعلا الصبر فيى اكثر من تسعين موضع من كتابه الكريم قال الامام بن القيم بالصبر واليقين تنال الامامة فى الدين والابتلاء سنه ثابته لا تتبدل جعلها الله تعالى فى خلقه قال تعالى الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون وقال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يصب منه روواه البخارى وقال عليه الصلاة والسلام حفت الجنه بالمكاره وحفت النار بالشهوات متفق عليه والانبياء اشد الناس ابتلاء فابتلاهم ربنا عز وجل بابتلاءات شديده ليرفع لهم المقام فى الدنيا والاخره -صبر ايوب عليه السلام على المرض يقال هذا أيوب عليه السلام الله تعالى رزقه مالاً كثيراً وأولاداً ثم ابتلاه الله في جسده وفي ماله وفي أولاده تلفت أمواله الكثيرة وسلّط الله على أولاده البلاء فماتوا وسلّط الله البلاء على جسده ثمانية عشر عاماً حتى جافاه القريب والبعيد فقال رجلان من ناحيته أحدهما قال للآخر إن ايوب أذنب ذنباً ما أذنبه أحد لذلك لم يرفع الله عنه هذا اليلاء، فأُخبر أيوب بذلك فقال الله إخباراً عن أيوب عليه السلام {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، ما قال كلمة تسخط الله تعالى، صبر سلّم لله تسليماً لم يتسخط بقلبه على ربه ما اعترض على الله ما قال لِمَ ابتلاني الله تعالى بهذه البلايا في مالي في جسدي في أهلي لِمَ أُبْتلى ماذا فعلت، ما قال بل كان يحمد الله تعالى وذات يوم خرج لقضاء الحاجة وكان له امرأة بقيت معه تخدمه صبرت معه ما جَفَتْه ولا ابتعدت عنه طيلة هذه المدة وكانت تأخذه في العادة بعدما كان يقضي حاجته إلى البيت فأبطأ عليها. أوحى الله إليه أن اضرب برجلك الأرض فركل الأرض برجله فنبع له ماءٌ فأوحى الله إليه هذا مغتسل بارد وشراب أي إغتسل منه واشرب منه فاغتسلَ وشربَ منه فعاد كما كان ثم أقبل يمشي فلقيته امرأته فلم تعرفه قالت: هل رأيت نبي الله أيوب هذا المبتلى وقد كان أشبه الناس بك حين كان صحيحاً، فقال: أنا هو. ثم أمطر الله تبارك وتعالى له سحابتين سحابة أفرغت ذهباً فصار عنده بيدر ذهب وسحابة أفرغت له فضة فصار عنده بيدر فضة ورزقه الله تعالى بعد ذلك من الأولاد مثل أولاده وزيادة مثل عددهم. ومرض أيوب عليه السلام كان شديداً ألزمه الفراش لكن ليس كما يقول بعض الناس أن الدود كان يتناثر من جسده ثم يعيده إلى جسده. هذا كذب وليس صحيحاً ما يقول بعض الناس أيضاً من أنَّ الله أحيى له أولاده مرة ثانية بعد أن ماتوا هذا ليس صحيحاً بل الله رزقه أولاداً غير الذين ماتوا -صبر موسى عليه السلام على جهل بنى اسرائيل وكانوا يؤذون موسى عليه السلام بالقول والفعل ويجادلونه حتى ان الله تعالى نهى امة الاسلام ان تكون مثلهم يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا قالوا موسى ادر اى به عيب بخصيته وهو شئ يعاب به الرجل لانه كان شديد التستر لا يظهر من جسده شئ واذا اغتسل اغتسل بعيدا عن اعينهم ففى يوم كان موسى عليه السلام يغتسل ووضع ملابسه على حجر ولما خرج من النهر امر الله الحجر فاخذ ملابسه وسار بها وموسى من خلفه ينادى ملابسى يا حجر ولم يدرى الا وهو فى سوق لبنى اسرائيل فاذا بهم يرونه اجمل الناس خلقه ومع ذلك كام يصبر عليهم وعلى اذاهم -صبر النبى الامام على ابتلاء الرحمن الرحيم موقف النبى عليه الصلاة والسلام مع اهل الطائف انظر كيف رد النبى عليه الصلاة والسلام الاساءة بالاحسان ذهب اليهم يدعوهم للاسلام فسفهوه وعيروه وسلطوا عليه الغلمان والسفهاء يقذفونه بالحجاره حتى سال الدم من قدمه الشريف فارسل الله سبحانه وتعالى ملك الجبال فقال يا رسول الله ان الله ارسلنى وامرنى ان اتامر بامرك فلو امرتنى ان اطبق عليهم الاخشبين لفعلت فقال لا عسى ان يخرج الله من اصلابهم من يقول لا اله الا الله اهل مكه انظر ماذا فعلوا برسول الله واصحابه حاربوهم اعتدوا عليهم سلبوا منهم الديار والاموال وبيتوا النيه لقتله صلى الله عليه وسلم واخرجوه من احب ارض الله الى قلبه فلما من الله عليه بفتح مكه ماذا فعل قال لهم ماذا تظنون انى فاعل بكم قالوا اخ كريم وبن اخ كريم قال اذهبوا لا تثريب عليكم يغفر الله لكم فاطلقهم وهناك مواقف عديده للنبى عليه الصلاة والسلام منها صبره على جهل واذى المشركين والجاهلين -ام المؤمنين عائشه وصبرها على ما ابتليت به فى حادثة الافك لما رماها رأس النفاق عبدالله بن ابى سلول بالزنا عياذا بالله تعالى ظلت شهرا كاملا تبكى وتشتكى الى الله حتى انزل الله تعالى قرءانا فى براءتها الى قيام الساعه -صبر ابو جندل على الحبس والقهر والعذاب لما جاء الى رسول الله فى صلح الحديبيه هاربا من قريش واذاهم فامسك به ابوه وقال يا محمد هذا اول من اقاضيك عليه رده الى فقال له النبى اذهب معه يا ابو جندل فانا قدج عاهدنا القوم عهدا لا نريد ان نخلفه يا ابا جندل اصبر واحتسب فسوف يجعل الله لك مخرجا انت ومن عك من المستضعفين فى الارض وقد كان لما ارسلت قريش لرسول الله ان ادعوا ابو جندل ومن معه اليك بالمدينه فلا حاجة لنا فيهم ولزم رسول الله حتى مات شهيدا فى اجنادين -صبر ال ياسر على تعذيب قريش لهم وكانوا يعذبون ببطحاء مكه حتى ان سميه ماتت من اثر التعذيب فكان رسول الله يمر بهم ويقول صبرا ال ياسر فان موعدكم الجنه -صبر الصحابه على فقد النبى عليه الصلاة والسلام وموته كانت اعظم مصيبه ابتلى بها الصحابه هى موت النبى عليه الصلاة والسلام ومنهم من سكت لسانه عن الكلام ومنهم من عمى بصره ومنهم من امسك سيفه وقال والله لاضربن عنق من قال ان محمدا قد مات حتى تثبتهم الله بالصديق فقال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حى لا يموت وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل -الخنساء وصبرها على فقد اولادها الاربعه مات اخوها فى الجاهليه فبكت علي اعواما طويله وقالت فيه شعرا ثم قدمت ابنائها الاربعه فداء للاسلام وهى راضيه صابره محتسبه -زوجة فتح الموصلى قطعت اصبعها فضحكت فقيل لها اتضحكين فى هذا الموقف قال نعم حلاوة اجرها انستنى مرارة قطعها -ابو قلابه الجرمى وصبره على البلاء قال عبدالله خرجت إلى ساحل البحر مرابطا وكان رابطنا يومئذ عريش مصر قال فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببطيحه وفى البطيحه خيمة فيها رجل قد ذهب يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول اللهم أوزعني أن أحمدك حمدا أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا قال الاوزاعي قال عبد الله قلت والله لآتين هذا الرجل ولاسألنه أنى له هذا الكلام فهم أم علم أم إلهام ألهم فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت سمعتك وأنت تقول اللهم أوزعني أن أحمدك حمدا أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتني على كثير من خلقت تفضيلا فأي نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها وأي فضيلة تفضل بها عليك تشكره عليها قال وما ترى ما صنع ربي والله لو أرسل السماء علي نارا فأحرقتني وأمر الجبال فدمرتني وأمر البحار فغرقتني وأمر الارض فبلعتني ما إزددت لربى إلا شكرا لما أنعم علي من لساني هذا ولكن يا عبد الله إذ أتيتني لي إليك حاجة قد تراني على أي حالة أنا أنا لست أقدر لنفسي على ضر ولا نفع ولقد كان معي بني لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني وإذا جعت أطعمني وإذا عطشت سقاني ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فتحسسه لي رحمك الله فقلت والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا ممن يمشي في حاجة مثلك فمضيت في طلب الغلام فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه فاسترجعت وقلت أنى لي وجه رقيق آتى به الرجل فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتيته سلمت عليه فرد على السلام فقال ألست بصاحبي قلت بلى قال ما فعلت في حاجتي فقلت أنت أكرم على الله أم أيوب النبي قال بل أيوب النبي قلت هل علمت ما صنع به ربه أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده قال بلى قلت فكيف وجده قال وجده صابرا شاكرا حامدا قلت لم يرض منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائه قال نعم قلت فكيف وجده ربه قال وجده صابرا شاكرا حامدا قلت فلم يرض منه بذلك حتى صيره عرضا لمار الطريق هل علمت قال نعم قلت فكيف وجده ربه قال صابرا شاكرا حامدا أوجز رحمك الله قلت له إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبع فأكل لحمه فأعظم الله لك الاجر وألهمك الصبر فقال المبتلى الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار ثم استرجع وشهق شهقة فمات فقلت انا لله وانا إليه راجعون عظمت مصيبتي رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر على ضر ولا نفع فسجيته بشملة كانت عليه وقعدت عند رأسه باكيا فبينما أنا قاعد إذ تهجم علي أربعة رجال فقالوا يا عبد الله ما حالك وما قصتك فقصصت عليهم قصتي وقصته فقالوا لي اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه فكشفت عن وجهه فانكب القوم عليه يقبلون عينيه مره ويديه أخرى ويقولون بأبي عين طالما غضت عن محارم الله وبأبي وجسمه طالما كنت ساجدا والناس نيام فقلت من هذا يرحمكم الله فقالوا هذا أبو قلابة الجرمي صاحب بن عباس لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله عليه وسلم فغسلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه فانصرف القوم وانصرفت إلى رباطي فلما أن جن على الليل وضعت رأسي فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة وهو يتلو الوحي سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار فقلت ألست بصاحبي قال بلى قلت أنى لك هذا قال إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عزوجل في السر والعلانية . سمعت أيوب ذكر أبا قلابة ، فقال : كان والله من الفقهاء ذوي الألباب . إني وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدهم منه فرارا ، وأشدهم منه فرقا ، وما أدركت بهذا المِصْر أعلم بالقضاء من أبي قلابة . لما مات قاضي البصرة- زمن شريح ذكر أبو قلابة للقضاء ، فهرب حتى أتى اليمامة ، قال : فلقيته بعد ذلك فقلت له في ذلك ، فقال : ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجل وقع في بحر ، فما عسى أن يسبح حتى يغرق . روى الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جابر ، قال : قيل لعبد الملك بن مروان : هذا أبو قلابة . قال : ما أقدمه ؟ قالوا : متعوذا من الحجاج أراده على القضاء ، فكتب إلى الحجاج بالوصاة به . فقال أبو قلابة : لن أخرج من الشام . وقد أخبرني عبد المؤمن -شيخنا- أن أبا قلابة ممن ابتُلِي في بدنه ودينه ، أُريدَ على القضاء ، فهرب إلى الشام ، فمات بعريش مصر سنة أربع وقد ذهبت يداه ورجلاه ، وبصره ، وهو مع ذلك حامد شاكر ويروى أن أبا قلابة عطش وهو صائم فأكرمه الله لما دعا ، بأن أظلته سحابة وأمطرت على جسده ، فذهب عطشه من فوائد وثمرات الصبر على البلاء أولاً : أن عاقبة الصبر عاقبة حسنة حتى صار أيوب عليه السلام أسوة حسنة لمن ابتلى بأنواع البلاء . ثانيًا : أن من امتحن في الدنيا بمحنة ، فتلقاها بجميل الصبر ، وجزيل الحمد رجي له كشفها في الدنيا مع حسن الجزاء في الآخرة . ثالثاً : الرضا بقدر الله عز وجل والتسليم الكامل بذلك ، وهذا من شأنه أن يَعْمُر الأمن ، والإيمان قلب المؤمن ، فيعيش في غاية السعادة ؛ وإن تضجر بقدر الله ، فإنه يعيش حياة البؤس ، والشقاء ، وأن اليأس ، والبكاء لا يرد شيئاً مما فات ، وإنما التوجه إلى الله بالضراعة كما فعل أيوب عليه السلام والصبر على المكاره يزيل من النفوس الهم ، والغم. قال الشاعر : فَدَعْ مَا مَضى واصْبِرْ على حِكِمْةِ الْقَضَا فَلَيْسَ يَنَالُ الْمَرْءُ مَا فَـاتَ بِالْجُهْـدِ رابعاً : أن في دعاء أيوب عليه السلام ومُنَاجاته ربه آداب ينبغي أن نراعيها، ونتعلمها منها : أنه عرض حاله فقط على الله عز وجل وكأنه يقول : هذه هي حالي فإن كان يرضيك هذه الآلام ، والأمراض التي تسري في أْوْصَالي ، وهذه الآلام التي تؤرقني ، وإن كان يرضيك فقري ، وزوال أموالي وأولادي إن كان يرضيك هذا ، فلا شك أنه يرضيني ، وإن كان عفوك وكرمك ورحمتك تقتضي أن ترحمني ، وتزيل ما بي من بؤس ، وألم ، فالأمر كله إليك ، ولا حول ، ولا قوة إلا بك . خامساً : حسن التوجه بالدعاء إلى الله سبحانه والثقة بالاستجابة. يقول الأستاذ/ سيد قطب ـ رحمه الله ـ : وقصة ابتلاء أيوب عليه السلام من أروع القصص في الابتلاء، والنصوص القرآنية تشير إلى مجملها دون تفصيل، وأيوب عليه السلام هنا في دعائه لا يزيد على وصف حاله { أني مسني الضر } ووصف ربه بصفته { وأنت أرحم الراحمين } ثم لا يدعوا بتغيير حاله ، صبراً على بلائه ، ولا يقترح شيئاً على ربه تأدباً معه ، وتوقيراً ، فهو أنموذج للعبد الصابر الذي لا يضيق صدره بالبلاء ، ولا يتململ من الضر الذي تضرب به الأمثال في جميع الأعصار ، بل إنه ليتحرج أن يطلب إلى ربه رفع البلاء عنه ، فيدع الأمر كله إليه اطمئناناً إلى علمه بالحال ، وغناه عن السؤال وفي اللحظة التي توجه فيها أيوب عليه السلام إلى ربه بهذه الثقة ، وبذلك الأدب كانت الاستجابة ، وكانت الرحمة ، وكانت نهاية الابتلاء . قال تعالى :{ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم } رفع عنه الضر في بدنه فإذا هو معافى صحيح ، ورفع عنه الضر في أهله فعوضه عمن فقد منهم { رحمة من عندنا } فكل نعمة فهي من عند الله ومنة {وذكرى للعابدين } تذكرهم بالله وبلائـه ورحمته في البلاء وبعـد البلاء ، وإن في بلاء أيوب عليه السلام لمثلاً للبشرية كلها. قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ " رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني. اللهم وفقنا للصبر والرضا واصرف عنا اليأس والسخط وارزقنا العافية في الدين والدنيا والآخرة وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. كتابة وجمع وترتيب افقر العباد الى عفو ربه ابو اسامه المصرى للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الصبر
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
ابو اسامه المصرى
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رد: الصبر
احبك الذى احببتنا فيه وجزاك خيرا على المداخله اخى الحبيب ابو اسامه المصرى المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الصبر |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|