رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
قربات قبل رمضان (2 - 3 )
استعداد بالمحاسبة : فرمضان الخير يتطلب من الآن جلسات للمحاسبة قبل أن يأتى ويرحل . فالمسلم اذا أراد أن يحيا حياة الصالحين الربانيين , وجب عليه دائما محاسبة نفسه حسابا شديدا , ليجعل من المحاسبة الدواء من كل داء , والشفاء من كل سقم وبلاء , ويطهر بها بدنه , ويرفع بها قدره وشأنه , ويسعد بها نفسه وغيره . فليكن كلنا محاسباً لنفسه نهاية يومه , ولتكن لنا ساعة نحاسب أنفسنا فيها على ما أحسنت فيه طوال يومها وعلى ما فرطت فيه . فإن وجدناها أحسنت سجدنا لربنا شاكرين , حسنا واحسانا زائدا منه طالبين . وإن وجدناها قصَرت ً أنبنا لربنا بذل وسؤال , راجين منه عفوا وسماحا , وله مستغفرين منيبين وراجعين . روى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم . وتجهزوا للعرض الأكبر {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ }[1] ونقل ابن القيم عن الحسن أنه قال : ( المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله . وإنما خفَ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا . وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة).. وقال وهب فيما ذكره الإمام أحمد - رحمه الله - : ( مكتوب في حكمة آل داود : حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه , وساعة يحاسب فيها نفسه , وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه , وساعة يتخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل , فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب . · وهناك بعض الثمار العظيمة التي يقطفها المحاسب نفسه منها: 1- التعرف على عيوب النفس مما يساعد في تلافيها. 2- المساعدة على الخوف والمراقبة لله بصدق. 3- الوصول الحي إلى الله بذل وإنكار وانكسار . 4- الفوز بجنات الله. استعداد بلزوم الاستقامة : فاستقامة النفس تثمر سمو الروح . ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ ) هود :112 ) وقال صلى الله عليه وسلم : قل آمنت بالله ثم استقم . رواه مسلم استعداد بطهارة القلب : فلا ينام أحدنا وفي قلبه شىء من بغض أو حقد أو حسد لأحد من إخوانه المسلمين فذلك كفيل بدخول الجنة .. وكلنا يعلم قصة عبد الله بن عمرو بن العاص مع سعد بن أبي وقاص وسبب تبشير النبي محمد صل الله علي وسلم له بالجنة " ... من أنه كان لا ينام وفي قلبه ضغينة على أحد من المسلمين . استعداد بكتابة الوصيَة : فلتكن وصيتنا دائماً مدونة ومسجلة بتفاصيل وأخبار دقيقة ولنحرص على تسجيل حقوق العباد فيها من التزامات مالية أو غيرها وكذلك تسجيل حقوقنا لدى العباد ولا ننس أن ندون في وصيتنا أن ندفن مع الصالحين وألا يقام حال وفاتنا ما يغضب الله رب العالمين .. كما يجب أن ندرب زوجاتنا وأبنائنا على مثل ذلك السلوك ، ولتكن الوصية في مكان بالدار معروف لأهلنا من الزوجة والأولاد ، أو الأم والوالد والأشقاء ، ولنحرص على عدم نسيان شىء في الوصية. استعداد بتذكر الموت : فنتذكر باستمرار لحظات الاحتضار وخروج الروح إلى بارئها العزيز الغفار . وأنه قد لايأتى علينا رمضان القادم . فلحظات الرحيل عن الدنيا هى لحظات من وقتها يتحدد للمرء المصير إما إلى جنة - لاحرمنا الله والمسلمين منها - أو إلى نار – أعاذنا الله والمسلمين منها - استعداد بأخذ العهد : بأن نتعاهد مع أنفسنا وربنا بأن نبذل فى رمضان - اذا بلغنا ربنا اياه – كل جهد فى الذكر وقراءة القرآن والاحسان وتغيير النفس الى الأحسن مما هى عليه الآن , وتنمية وتطوير العلاقة بيننا وبين ربنا وبيننا وبين رسولنا وحبيبنا وبيننا وبين زوجاتنا وأبنائنا وبيننا وبين الدنيا كلها . وأن نجتهد فى الدعاء بكل قوة ومن قلوبنا رافعين له أكف الضراعة مستغيثين بقولنا : اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك . استعداد بكثرة الذكر : فرمضان الخير يتطلب أن نتدرب من الآن على كثرة الذكر وأن نتذّكر دائما أن مَثَل الذى يذكر ربه والذى لايذكر كمثل الحى والميت , وان الذكر يزيل الوحشة بين العبد وربه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد , يتعاطفن حول العرش لهن دوىٌّ كدوى النحل , يذكرن بصاحبهن , أفلا يحب أحدكم أن يكون له مما يذكر به ؟ ,, وأن الجميل فى الذكر , أن الاكثار منه والدوام عليه ينوب عن التطوعات الكثيرة التى تستغرق الجهد والوقت , وفيها عوض لمن لايستطيع أن يفعل الطاعات بدليل ماجاء فى الحديث الصحيح : ,, إن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه فقالوا : يارسول الله ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم , يصلون كما نصلى , ويصومون كما نصوم , ولهم فضل من اموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون . قال : ,, ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير مَن أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله : تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ,, كما أن الذكر يعطى قوة فى القلب وقوة فى البدن , ومن أجمل الأمور فى الذكر والاكثار منه هو أن شواهد الله فى أرضه تشهد له , فالذى يذكر الله فى قمة الجبل أو فى الطريق أو فى السيارة أو فى البيت أو على الكرسى أو على الأرض قائما كان أو قاعدا أو مضطجعا على جنبه ... كل هذه البقاع والأماكن تشهد له عند الله . جاء فى الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآيه : ,, يوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَهَا (4) الزلزلة . قال : ,, أتدرون ماأخبارها قالوا : الله ورسوله أعلم ؟ قال : فان اخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها , أن تقول : عملت علّى كذا يوم كذا وكذا ,, . وجدير بالذكر أن ننبه هنا أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال باللسان وفقط , وإنما هى تفاعلات وأحاسيس وإيقاظ للنفس لتتحرك من حالها الذى هى عليه الى حال أجمل مايكون من الروحانية والشفافية والربانية والفراسة والايمان , بل إن الأمر قد يصل بالذاكرين الله كثيرا الى مرحلة الكرامات من الرب العظيم يعطيها لهم كرما وفضلا منه وتفضلا . [1] الحاقة آية (18) . أى عطاء الخير للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
قربات قبل رمضان (2 - 3 )
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
بن الإسلام
المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
رمضان, قربات |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
مقترحات قبل رمضان | هِداية | رمضان و عيد الفطر | 1 | 07.07.2012 04:11 |
شهر الانتصارات رمضان ( حدث في رمضان ) | نوران | رمضان و عيد الفطر | 16 | 17.08.2010 10:20 |
خُلق المسلم ومايجب أن يكون عليه في رمضان وبعد رمضان | سيف الحتف | رمضان و عيد الفطر | 7 | 29.08.2009 12:25 |
ماذا أفعل قبل أن يأتي رمضان؟ | أم جهاد | رمضان و عيد الفطر | 3 | 10.08.2009 17:46 |