رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
إبليس يجرّب المسيح!!
إبليس يجرّب المسيح!! جاء في إنجيل متّى(1) ومرقس(2) ولوقا(3): (وقاد الرّوح القدس يسوع إلى البرّيّة ليجرّبه إبليس، فصام أربعين يومًا وأربعين ليلة حتّى جاع، فدنا منه المجرّب وقال له: إن كنت ابن اللّه، فقل لهذه الحجارة أن تصير خبزًا، فأجابه: يقول الكتاب ما بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة تخرج من فم اللّه، وأخذه إبليس إلى المدينة المقدّسة، فأوقفه على شرفة الهيكل وقال له: إن كنت ابن اللّه فألق بنفسك إلى الأسفل، لأنّ الكتاب يقول: يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لئلاّ تصدم رجلك بحجر. فأجابه يسوع: يقول الكتاب أيضًا لا تجرّب الربّ إلهك، وأخذه إبليس إلى جبل عالٍ جدًّا فأراه جميع ممالك الدّنيا ومجدها وقال له: أعطيك هذا كلّه، إن سجدت لي وعبدتني. فأجابه يسوع: ابتعد عنّي يا شيطان! لأنّ الكتاب يقول: للربّ إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد، ثمّ تركه إبليس، فجاء بعض الملائكة يخدمونه). __________ (1) متّى 4: 1 - 11. (2) مرقس 1: 12 - 13. (3) لوقا 4: 1 - 13. هذا هو الكتاب المقدّس، وهذا هو الإنجيل وهذا هو العهد الجديد، هذا الإنجيل يستمرّ في إذلال شخص المسيح، يتلذّذ في إهانته يخبرنا الإنجيل أنّ الرّوح القدس وهو أحد الآلهة المقدّسة أو جزء من الثّالوث المقدّس يأخذ المسيح، ابن الله أو الله أو الجزء الثّاني المقدّس ويسلّمه للشّيطان، يقدّمه لإبليس حتّى يجرّبه هذا الأخير. وما معنى يجرّبه؟، الذي يتبادر من النصّ أنّ المسيح يسوع -ربّما- قَبْلَ أن يستحقّ الألوهيّة أو أن ينخرط في سلك الثّالوث ويجد له مكانًا مع الأب والرّوح القدس، كان يجب أن يمرّ بامتحانات، وكان عليه أن ينجح فيها بتفوّق وامتياز مع مرتبة الشّرف !! لأنّ الألوهيّة، أو الانتماء إلى الثّالوث المقدّس ليس بابًا مشرعًا أمام كلّ من هبّ ودبّ وإنّما لا يلتحق بتلك المكانة الرّفيعة المقدّسة إلاّ من فاض زاده من الكفاءات وأثبت أنّه جدير بتلك الألوهيّة المكتسبة. فالألوهيّة عند النّصارى ليست بهذا المفهوم مكانة وراثيّة تنتقل من الأب إلى الابن، كما تنتقل الإمارة على وجه الأرض من الأمير إلى وليّ عهده، الألوهيّة في الإنجيل تكتسب بالامتحانات والتّجارب والاختبارات. ومَن يجري تلك الاختبارات!؟ إنّه إبليس أستاذ التّجارب ومدرسة المتخرجين بتخصّص إله!. لنعد الآن إلى النصّ حتّى لا نغرق في ظلمات بعضها فوق بعض، يقول النصّ: إنّ المسيح لمًّا دخل مدرسة إبليس، انساق وراءه كالخروف، وسلّم زمام أمره له فتبعه هنا وهناك وسار معه كالتّابع الذّليل، ولم ينطق، ولم يرفض ولم يحتجّ، ولم يتمرّد، بل بقي هكذا يتنقّل خلف إبليس الذي يسوقه من مكان إلى مكان، من البرّيّة إلى الهيكل والمدينة ومنها إلى أعلى الجبل ...وهو في ذلك كلّه خانع، خاضع، لا يعترض، لأنّه يريد أن يكون تلميذًا نجيبًا لينجح في آخر التّجربة أو الدّورة المكثّفة التي دامت أربعين يومًا. ويقول النصّ الإنجيليّ إنّ إبليس أخذ المسيح إلى جبلٍ عالٍ جدًّا فأراه جميع ممالك الدّنيا ومجدها، وقال له أعطيك هذا كلّه إن سجدت لي وعبدتني ! أصبح إذن لإبليس قدرات فائقة، وقوّات لا قبل للآلهة بها، صعد المسيح مع إبليس إلى جبل عالٍ على الأرض ورأى كلّ مماليك الدّنيا، ولا أدري عن أيّ جبل يتحدّث الإنجيل، فإنّ أعلى جبل على وجه الأرض الهمالايا وقمّته الإفرست، والذين وصلوها لم يروا منها إلاّ بعض الجبال حوله، وأبعد نقطة قد يرونها لا تتجاوز عشرات أو مئات الكيلومترات فأين مماليك أوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا وأمريكا، فهل رآها المسيح!؟ لا أظنّ. بل أكثر من ذلك فإنّ المسيح لو صعد إلى القمر لا يستطيع أن يرى إلاّ جانبًا من الأرض، أمّا الباقي قيبقى مختفيا لأنّ الأرض كرويّة لا يظهر الجانب الآخر منها. ولنفرض جدلاً أنّ ثمّة جبل آخر غير الهمالايا، يقع في دولة أخرى لم يكتشفها بعد كريستوف كولومبس، تُشاهد منها كلّ مماليك الأرض، فلمن تلك المماليك ومن خلقها ومن يملكها؟، وهل خلقها الله أم إبليس خالقها؟، والرّاجح من هذا الكتاب العجيب الغريب أنّها مُلك إبليس وخالقها، لأنّه يريد دفعها رشوة للمسيح مقابل أن يسجد له ويعبده هذا الأخير. إنّ خضوع المسيح للتّجربة حرّك في إبليس طمعًا غريبًا، وهو أن يصبح السّيّد والمسيح هو العبد، فطمعه لا حدود له، لدرجة أنّه فكّر قي قلب الأدوار ليصير هو الله والمسيح إبليس الذي يتخلّى عن ألوهيّته مقابل رشوة يقدّمها المجرّب. وهذا النصّ الإنجيليّ، وضعني في حيرة، إذ إنّه يعارض النّصوص الكثيرة في العهد الجديد التي تصوّر الشّياطين والأرواح النّجسة، التي تفرّ من المسيح كلّما سمعت به أو رأته، مثلما ذُكر في قصّة الرّجل المصاب بسكن الأرواح النّجسة التي تسجد للمسيح وتخافه وتتوسّله، وتصرع وتصرخ رعبًا منه. كما أنّ هذا النصّ شكّك في معلوماتي القديمة التي استقيت بعضها من أفلام الرّعب والأفلام الخياليّة، حيث تظهر الشّياطين وهي تفرّ وتموت بمجرّد رؤية الصّليب، أو القسّ، وإنّ فرارها من المسيح أَوْلى من فرارها من الصّليب وقساوسة هوليوود لو كانوا يعقلون!! ويذكّرني هذا كلّه بحديث للرّسول - صلى الله عليه وسلم - يخاطب فيه عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - "والله لو سلكت يا عمر فجًّا لسلك الشّيطان فجًّا غيره"، فالشّيطان يخشى عمر من شدّة تقواه وورعه. وما أروع قصّة الشّيطان الذي دخل المسجد في المدينة النبوية، فأراد أن يقطع على الرّسول - صلى الله عليه وسلم - صلاته، فأمسك الرّسول بخناقه حتّى وجد برد لعابه بيده وقال: "والله لولا دعوة أخي سليمان لربطت الشّيطان بسارية من سواري المسجد وتركت صبيان المدينة يلعبون به". إبليس ألعوبة بين أيدي صبياننا، هذا هو الشّيطان في الإسلام، أمّا في النّصرانيّة فيتحوّل إبليس إلى لاعب بالمسيح وبالثّالوث وبالله، فيا لها من مفارقة، وكلّ إناء بما فيه ينضح!. انتهى والمرجع كتاب : الإنجيل المُحَرَّف يُهين المسيح!! الكاتب : د. يزيد حمزاوي للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
إبليس يجرّب المسيح!!
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
محمد طيب
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
إبليس, المسيح!!, يجرّب |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
إبليس اللعين .. دوافعه ووسائل مكره | خادم المسلمين | القسم الإسلامي العام | 3 | 29.10.2010 18:23 |
كيف يعصي إبليس الله وهو من الملائكة ؟ | رمح الإسلام | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 6 | 16.09.2010 22:46 |
أيهما الإله إبليس أم يسوع؟ | زهراء | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 9 | 26.01.2010 08:05 |
قول شكرا إبليس لأنك علمتني ! | هِداية | ركن الفتاوي | 4 | 04.06.2009 14:59 |