العقيدة و الفقه قسم يحتوي على المواضيع الفقهية و العقدية لأهل السنة و الجماعة. |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
الإخلاص
الإخلاص وأعظم شروط صحة الإسلام هو إخلاص القلب وتوحيده، كما قال تعالى: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3]، وقال سبحانه: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ} [الزمر: 11]، وقال: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي} [الزمر: 14]، وقال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [غافر: 14]، وقال: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5] والآيات لا تحصى، بل القرآن كله يدعو ويأمر بالإخلاص، إما بالمطابقة أو بالتضمن أو الالتزام، ومن تدبر هذا وجده كذلك. وفي السنة من الأمر بالإخلاص، وعدم قبول دين تاركه شيء كثير، ومن ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه، أو نفسه». قال الحافظ في "فتح الباري" (1/194):(قوله صلى الله عليه وسلم «خالصاً» احترازٌ من المنافقين، ومعنى أفعل في قوله صلى الله عليه وسلم «أسعد» الفعل، لا أنها أفعل التفضيل، أي: سعيد الناس كقوله تعالى: {وَأَحْسَنُ مَقِيلاً}) اهـ كلام الحافظ. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا يقبل من العمل إلا[Unload] ما كان له خالصاً، وابتغي به وجهه» أخرجه النسائي في "الجهاد"(6/25) وإسناده حسن. وفي هذا الباب أحاديث عدة، في إخلاص التوحيد والعمل، وبيان أن العمل ما لم يكن خالصاً لا يقبل وهو شرك، وأعظم الأعمال التوحيد، ومن لم يخلص العبادة لله فعمله مردود عليه، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: « أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه » أخرجه مسلم (8/223). والعبادة تارة تكون بالجوارح - والإخلاص أمر قلبي لا يطلع عليه إلا الله - كالصلاة والصيام ونحو ذلك، وتارة تكون قلبية والجوارح مفصحة عن إرادة القلب. فإن من الناس من قد يخفي رياءه وشركه، ولا يحب أن يطلع على ذلك الناس، كالمنافق أظهر بجوارحه عبادة، وأشرك في قلبه ولم يخلص. ولكن ليس أحدٌ من الناس المنتسبين للإسلام يظهر الشرك ويبطن التوحيد، فهذا غير موجودٍ، ولا هو حقيقة، فإن من أظهر بلسانه وعمله الشرك وترك الإخلاص فلا بد يقيناً أن يكون قلبه غير مخلص، وهذا لا مخالف فيه. ويستثنى من ذلك المكره بالقتل كما قال تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ}، أما والمرء مختار راغب في العبادة فلا يعقل أن يظهر لفظاً شركياً وقلبه مخالف لفظه. فالمظهر للإخلاص المبطن خلافه منافق كالمنافقين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمظهر الشرك مشرك من المشركين كالذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشركي العرب وغيرهم. فالمنافقون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويصلون معه، ويصومون ويزكون ويؤدون الشعائر الظاهرة ومع كل هذا هم في الدرك الأسفل من النار، تحت الكفار وشر منهم؛ لأنهم لم يخلصوا أعمالهم لله، ولم يقولوا كلمة التوحيد بإخلاص، بل ناقض إظهار الإسلام أعمالٌ كفرية كتولي المشركين، والاستهزاء بالمؤمنين، ونحوها من المكفرات التي دلت على عدم إخلاصهم، فكفروا مع نطقهم بالشهادتين، وفعلهم أركان الإسلام. وهذا من أنفع البراهين الدالة على فساد قول من قال: إن من قال لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وقام بالشعائر إنه لا يتطرق إليه كفر مع قيامه بالأركان، وهم نظروا إلى الظواهر، والأس الأعظم والركن الوثيق الإخلاصُ لم يلتفتوا له. وهذا الإخلاص هو مدلول كلمة التوحيد؛ ولذا سميت كلمة الإخلاص، فإن من قالها غير معتقدٍ ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله فلا يسمى شاهداً بها؛ ولذا كان الركن الأعظم من أركان الدين شهادة أن لا إله إلا الله، لا قول لا إله إلا الله فقط. فمن الخلق من يقولها بلسانه، ولكنه لا يشهد بها بقلبه، بمعنى: أنه لا يخلص ما دلت عليه، فهذا فقد من دينه الركن الأوثق وهو الإخلاص. من كتاب الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-"هذه مفاهيمنا"(ص174-176) طبعة الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد نور اليقين للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الإخلاص
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
أبوحذيفة الأثري
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الإخلاص |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
فقه الإخلاص والنية وأثره في مسار الدعوة إلى الله | أبوحذيفة الأثري | العقيدة و الفقه | 6 | 23.01.2013 09:04 |
الإخلاص ... معناه وفوائده | بن الإسلام | القرآن الكـريــم و علـومـه | 1 | 29.10.2011 16:51 |
رمضان مدرسة الإخلاص ربيع قرطبة | ربيع قرطبة | قسم الصوتيات والمرئيات | 0 | 21.08.2010 07:12 |
إيلي كوبر: سورة الإخلاص علقت في ذهني.. وكانت البداية لقراءة مزيد من الكتب عن الإسلام | ابو مصطفى | ركن المسلمين الجدد | 3 | 30.07.2010 01:08 |