|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ثانيا هل يجوز الأحتجاج بالقدر كما فعل ادم مع موسى؟ يقولون:احتج ادم بالقدر فكيف ذلك وخروجه من الجنة كان بخطيئته؟ الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6614 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] مسألة احتجاج ادم على موسى بالقدر فيه تفصيل وله اجابتان:اجابة مجملة واجابة مفصلة فالأجابة المجملة أن الانسان مأمور من الله جل وعلا أنه فى الحاضر اذا كان قادرا على اتباع الشرع ومخالفة المقدور المخالف للشرع فليفعل فمثلا لو ذهبت الى قوم يتعاطون المخدرات فالله تبارك وتعالى يأمرك ان استطعت ان تفلت منهم وتخالف معصيتهم فلتفعل وان لم تستطع فلا حساب عليك بمعنى لو اجبروك تحت تهديد السلاح مثلا ان تتعاطى معهم حسنا هنا اسئل فماذا لو كنت مستطيعا ان تخالفهم فى تعاطى المخدرات ولكنك اتبعت هواك فأشتركت معهم ثم بعد ذلك تذكرت ربك واستغفرت؟ فواجب عليك ساعتها ان تعتبر هذه المعصية التى تاب الله عليك منها قدرا خصوصا لو ظلت اثار المخدرات السلبية عليك بعد أن تبت واستغفرت ظاهرة فى بدنك وهكذا وبنفس القياس مع معصية ادم فهو تاب من المعصية وتاب الله عزوجل عليه ولكن اثر المعصية بهبوطه وذريته الى الأرض استمر فأعتبره قدرا مقدوراوالعبد الصحيح الأعتقاد يؤمن بالقدر الذى وقع ولا قدرة له على تعديله بخيره وشره فهذه من اركان الأيمان والعبد المؤمن يتبع الشرع فى ذات الوقت حتى مع وقوع القدر فالمؤمن عليه واجب شرعى عند وقوع القدر خيره وشره وهذا من اركان الدين كما فى حديث جبريل المشهور فى كل كتب السنة وهو الحديث الذى رواه عمر بن الخطاب وابوذر وابو هريرة وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم: الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4777 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ولكن الأيمان بالقدر لا يلغى الشرع والعكس صحيح وبالنسبة لأدم صلى الله عليه وسلم فقدعلم ان معصيته لها سببين:السبب الشرعى وهوانحرافه عن شرع الله عزوجل واتباعه للشيطان والسبب الثانى هوالقدر وهو مشيئة الله عزوجل المكتوبة من قبل من أن ادم سيعصى فى الجنة وسيهبط الى الأرض فلما وقع الخروج من الجنة للسببين الشرعى والقدرى كان ادم يتبع الطريق الصحيح فأتبع امر الشرع فى حالة المعصية فأستغفر ربه جل وعلا فغفر الله عزوجل له ثم أعتبر الأمر برمته مصيبة قدرها الله عزوجل عليه وأمن بالقدر الذى شاء الله عزوجل ان يكون فى الماضى ولا يستطيع فى الحاضر أن يعيده من خروجه من الجنة فهو يعتبرالمعصية وما نتج عنها بعد أن اصبحت ماضيا لا يستطيع رده اعتبرها قدرا مقدورا فكان مسلما حقا وفعل ما ينبغى على المسلم من أن يجمع الشرع والقدر معا فأحتج بالقدر من زاوية السبب الكونى فأحتجاجه صحيح اذا كان المقدور لا يمكن رده ولا يمكن اعادة عقارب الساعة الى الوراء ولم يكن احتجاجه على الشرع هذا هو الرد المجمل. الرد المُفصل:لابد أن نحرر موطن النزاع اولا وهولماذا هبط ادم وذريته الى الأرض؟فاذا قلنا لخطيئة ادم فالسؤال وهل الخروج من الجنة تم لسبب الخطيئة التى يتحملها ادم فقط ام ان هناك سببا اخر فوق قدرة ادم؟ مبدئيا هناك سبب شرعى وهناك سبب قدرى والسبب القدرى كان سابقا على السبب الشرعى لقول ادم فى رواية مسلم"فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق ، قال موسى : بأربعين عاما ، قال آدم : فهل وجدت فيها وعصى آدم ربه فغوى ، قال : نعم "ونحن نعلم أن الله عزوجل قبل أن يخلق ادم قال للملائكة"إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً "فأدم مخلوق للأرض ومعصيته كانت قدرا مقدورا ونتائجها الوخيمة كانت قدرا مقدورا ايضافأن قال معترض:اذا كنتم يا أهل السنة تثبتون للأنسان حرية فعله وتثبتون أن ادم عصى ربه بفعله واختياره فما وجه استدلاله بالقدرفهذا الذى كتبه الله عزوجل عليه هو معصيته هو ولم يكن مجبرا؟ الجواب:القدر ليس مجرد علم الله بأفعالنا المستقبلية بل علمه ومشيئته ايضا فالله تبارك وتعالى علم أن ادم سيعصى وكان فى قدرته تبارك وتعالى أن يشاء عدم وقوع ذلك ولكن مشيئته القدرية أن تقع المعصية من ادم لحكمة فأدم عليه الصلاة والسلام احتج على موسى بالقدر كله:علم ومشيئة لأن الكتابة-خصوصا التى وقعت قبل خلق ادم بأربعين سنة وهى نوع ثالث من الكتابة-تتضمن العلم والمشيئة معا واحتجاج ادم عليه السلام بهذه المرحلة دليل على فهم عميق عند الأنبياء لقضية القدر فأى حدث لا يتم بدون علم الله ومشيئته فأن وقع ولا سبيل لتغييره قلنا وقع بقدر الله وهناك اشياء كثيرة من الخير والشر يتمنى البشر حدوثها ويسعون اليها وتمنعها مشيئة الله عزوجل من الحدوث لحكمة يعلمها فليس كل ما يريده المرء يدركه ولكن أدم اراد المعصية وأراد الله له أن ينال ما يريد وشاء الله عزوجل من قبل ان يخلق ادم ان تتم المعصية ونتائجها الرهيبة على بنى ادم لتتم القدرة الألهية بالقدر وتتم الحكمة بنزول الأنسان الى الارض ليُبتلى بالخير والشر وسأضرب مثالا سمعته من أهل العلم يوضح المسألة:لو ان رجلا يملك بيتا وقام بتعيين خادم غير امين وعلم ان هذا الخادم سارق وسئل عنه واختبره وتيقن انه لص محترف فقرر رب البيت عمل مكيدة لطرد السارق من البيت وتعويضه ايضا بما يحقق العدل فوضع بعض المال فى غرفة وقال للخادم اللص"هذه الغرفة فيها اشياء مهمة فلا تدخلها والا طردتك من البيت"فأختلس الخادم فرصة ودخل الغرفة وسرق المال ولم يعلم أن هناك كاميرا تقوم بتصويره سرا ثم تفاجأ الخادم بأنه كان فى مصيدة وسقط متلبسا بجريمته فأعلن توبته من السرقة ولكن قرر رب البيت طرده من البيت ومعه المال فلما سئل الخادم اللص بعد ذلك لماذا لم تستمع لأمر صاحب البيت وتمتنع عن الغرفة؟سيجيب انما كان الأمر مخططا لطردى ورب البيت كان يعلم بشهوتى للسرقة فبقياس الأولى ولله المثل الأعلى فرب البيت هو الله جل وعلا والبيت هو الجنة والغرفة المغلقة هى الشجرة والخادم هو ادم عليه السلام مع فارق الشخصية طبعا فهل يمكن أن نقول ان رب البيت أجبر لخادم على السرقة؟لا وبهذا تنتفى شبهة الجبر فى حديث احتجاج ادم وموسى،وهل يمكن أن نقول ان الخادم هو المتسبب فى طرد نفسه من البيت؟لا لأن هناك سببا سابقا وهذا هو رد ادم الذى حج به موسى.أما السبب الشرعى لنزول ادم من الجنة فلا بد أن ندرك اولا أن المعصية المتعمدة غير الخطأ الذى يقع الأنسان فيه سهوا او عمدا لأن الخطأ سببه واحد فتكون نتيجته واحدة اما المعصية فسببها مركب من خطئين فالمعصية تبدأ باهمال التحذير الشرعى الألهى من المصائب القدرية التى ستنتج عنها وتؤدى بالأنسان الى الوقوع تحت طائلة القوانين الكونية ثم بعد أن يهمل الأنسان تحذير ربه وينساه نسيان اهمال يستمع لوسوسة الشيطان ويطيعه وأهل النار-اعاذنا لله تعالى منها-لما حللوا سبب دخولهم فيها جعلوا السبب الأول هو اعراضهم عن الوحى الشرعى والعقلى تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)الملك ولابد أن ندرك أن خطأ اهمال القونين الشرعية و الكونية التى وضعها الله عزوجل لعزة ومذلة الفرد والمجتمع والأمة وهى قوانين ثابتة لا تحابى احدا سواء كان نبيا او صديقا او شهيدا او زنديقا ولا تعترف بعقيدة او نقاء قلب ولنا فى الواقع الملموس دليل فالمسلمون لما تركوا العلم بالشرع والعلم بأيات الله فى الكون مخالفين بذلك امر ربهم ونبيهم بأن يتعلموا العلمين:علم الشرع وعلم القدر والكون اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)الطلاق ورغم أنهم على الحق المبين ولكن لمخالفتهم والتى ارتبطت بضعف البصيرة وسوء التقديرسارت عليهم القوانين الكونية فتسلط عليهم الغرب الكافر الملحد فالله جل وعلا لا يحب الغرب الملحد ولكن محبة الله شئ ومشيئة الله جل وعلا والتى ترتبط بقوانينه الكونية شئ اخر فجعل الله الغرب بمشيئته وقدره فى هذه الحال لأنه أهتم بالعلم بأيات الله الكونية واستقصاء الخبرات الكونية والمعارف التى تركها الله عزوجل فى الكون والأنسان والحياة فتفوق علي من احبهم الله ولم يأخذوا بأسبابه وتركوا العلمين الشرعى والكونى فصار المسلمون فى أسفل سافلين وصار الغرب فى أعلى عليين من الحياة الدنيا وتم ذلك بقدر الله عزوجل لأن سنة الله عزوجل وقدره لا يحابى أحدا ولا يتغافل عن أحد فحتى الأنبياء لا يستطيعون منع نتائج القوانين الكونية ولا حفظ اتباعهم من قدر الله جل وعلا أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)النساء فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)فاطر وأدم عليه الصلاة والسلام وقع فى المعصية ولم يدرك بسوء تقدير منه نتائج هذه المعصية فسارت عليه السنن وقد توعد الله عزوجل نبيه محمدا صلى الله عليه واله وسلم بأنه ستسير عليه السنن الكونية اذا خالف فالسنن الكونية يطبقها الله عزوجل على الجميع بعدل مطلق وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)الاسراء والذى يقع فى المعصية-أى معصية او مخالفة- يرتكب خطئين:نسيان الأهمال لشرع الله ثم اتباع الشيطان ومشكلة نسيان الأهمال أنه يجعل لعاصى سئ التقدير لنتيجة معصيته وما سينتج عن المعصية من سير القوانين الكونية عليه قال جل وعلا وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100)الأعراف يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)الانفال لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)النور يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)الحشر فالمعصية لها نتيجتان:نتيجة دنيوية ونتيجة اخروية كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة والاجماع ودلت على ذلك الأشارات التاريخية ايضا فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56)ال عمران وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)السجدة وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)طه وأدم عليه الصلاة والسلام أخطأ وأستغفر فكان استغفاره سببا لمنع عقوبة الأخرة ولكن تحققت عقوبة الدنيا التى حذره الله عزوجل منها من قبل وقوعها فنسى ادم مهملا تحذير ربه من اتباع الشيطان والشقاءفوقعت المعصية بمشيئة الله جل وعلا وفعل ادم عليه الصلاة والسلام وذلك ليتم القانون الكونى الألهى أن للمحسن ثوابه وللمخطىء عقابه فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)طه فأدم عليه السلام حذره ربه من وسوسة الشيطان وأن العقوبة ستكون شقاء فى الدنيا فعندما عصى ادم عليه السلام وأكل من الشجرة أخطأ خطئين: اولا خطأ الأعراض عن تحذير الله من نتائج طاعة الشيطان وهذه مسئوليته استغفر ربه عنها وغفر الله تعالى له ولكن ظلت اثار فعلها كما لو حذرت ابنك من ان يصطدم بالحائط فلم يستمع لك ثم بعد أن ضرب رأسه بالحائط وجُرح اعتذر لك ولكن ظل اثر الجرح فناتج الخطأ لا مجال للوم فيه لأن الأنسان مخلوق للخطأ والأستغفار الذى يمحو عقاب الأخرة ولكن يبقى الأثر فى الدنيا فخطأ الأعراض يعرض الأنسان لعقوبة الدنيا اذا وقع منه ما حذره ربه منه. ثانيا خطأ اتباع الشيطان وهذه لم يقصدها موسى صلى الله عليه وسلم بعينهاحين اعترض على فعل ادم فهو عليه الصلاة والسلام يعلم من التوراة التى اوحيت اليه أن الله يغفر الذنوب جميعا وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وأنه حبيب الرحمن ولا نجد فى حديث الاحتجاج بكل طرقه ورواياته ما يدل على أن موسى أعترض على الأكل من الشجرة وما يدل على ذلك أيضا ان موسى صلى الله عليه وسلم طلب رؤية ادم ولو كان سيسئل عن خطيئة طاعة الشيطان لطلب رؤية ادم وحواء معا فالمعصية مشتركة ولكن الذى اساء تقدير العقوبة هو ادم عليه الصلاة والسلام فقط ولهذا والله تعالى اعلم طلب رؤيته دون حواء ولم يسئله موسى عن المعصية ولو فعل لأجابه ادم بأنه استغفر وغفر الله عزوجل له ولكن موسى عليه الصلاة والسلام أعترض على كل خطيئة ادم منذ نسيانه لأمر الله عزوجل وحتى اكله من الشجرة الذى ادى لغضب الله تعالى وطرده من الجنة. فخطأ سوء التقدير وعدم محاذرة أدم عليه السلام لحجم لعقوبة –الطرد من الجنة-نتيجة اهمال امر الله عزوجل بعدم الأكل من الشجرة ونسيان الاهمال لأدم عليه السلام بما اخبره ربه بأنه سينتج عن المعصية الشقاء وهذا السوء فى التقدير وقع لأدم بعلم الله جل وعلا ومشيئته لأن الله عزوجل خلق ادم وذريته للأرض وليس للجنة وهو مسئولية ادم ايضا لأن الله عزوجل حذره من ابليس فالسبب الكونى لا يلغى السبب الشرعى وان كان بجهل لا يؤاخذ عليه الأنسان كما قال موسى صلى الله عليه وسلم للخضر"لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا "وسوء التقدير هذا وقع للأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما وقع ليونس بن متى عليه السلام حين ترك نينوى يائسا من استكمال مر الله فيها فألتقمه الحوت وايضا ليوشع بن نون عليه الصلاة والسلام حين نسى الحوت بوسوسة الشيطان فى رحلته مع موسى عليه السلام للقاء الخضر عليه السلام ووقع سوء التقدير لموسى عليه الصلاة والسلام نفسه حين لم يلتزم بتحذيرات الخضرعليه السلام بعدم التعجل فى الأعتراض على افعاله فقال له الخضر عليه السلام"هذا فراق بينى وبينك"ووقع لبنى اسرائيل حين انكروا كل المعجزات وسئلوا رؤية الله عزوجل جهرة وهم مستكبرون فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون وهذا يحدث نتيجة نقص العلم والأستكبار وهو أمر يقع لكل البشر بلا استثناء وأدم عليه السلام عصى نتيجة الوسوسة فهذا صحيح ولكن هناك خطأ اخر سبق هذا الخطأ وهو اهمال تحذير الله تعالى له من الشيطان فهذا هو الخطأ الذى انفرد به ادم عن حواء والذى ادى الى معصية الأكل من الشجرة والتى ادت الى الخروج من الجنة فالأصل وهواهمال التحذيرات الألهية من ابليس وهو ما سماه القرأن نسيان ادم العهد فأساء تقدير العقوبة رغم تحذير الله عزوجل له من ابليس فلم يقدر نتيجة خروجه من الجنة قدرها كما يفعل العصاة والمنحرفون الأن فلا يستطيعون تقدير عذاب جهنم فتم بقدر الله عزوجل ما قدره الله عزوجل عليه من انه لن يُقدر الأمر قدره وكان سببا فى سقوط أدم عليه الصلاة والسلام فى فتنة الشيطان وقد حذر الله عزوجل بنى ادم من ارتكاب نفس الخطأ مما سيؤدى لوقوع نفس النتيجة التى وقعت لأدم يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)طه وسؤال موسى صلى الله عليه وسلم هو سؤال اتهام لأدم بأنه سبب شقاء البشرية حين اخطأ فأجابه ادم عليه الصلاة والسلام بأن يفصل الجانب الشرعى عن القدر الذى لا مفر منه فالخروج من الجنة كان نتيجة مخالفة شرعية ولكنه فى الأصل قضاء كونى فسؤال موسى لم يكن لماذا عصيت او لماذا اطعت ابليس؟فموسى الكليم الذى يفهم القدر والشرع لم يسئل هذا وانما سئل ألست أنت السبب فى شقائنا فى الأرض؟وجواب أدم الفهيم أن سبب شقاء الأنسان فى الأرض سبب كونى فى الأصل وهو مشيئة الله عزوجل وقدره فالغاية الكونية وهى نزول الأنسان الى الأرض تحققت بمعصية ادم عليه الصلاة والسلام الذى استغفر من مخالفته وهذا ما نفهمه من مجموع روايات الحديث: احتج آدم وموسى ، فقال له موسى : أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة ، فقال له آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ، ثم تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فحج آدم موسى مرتين" خلاصة حكم المحدث: [صحيح] إن موسى قال : يا رب ، أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة ، فأراه الله آدم ، فقال : أنت أبونا آدم ؟ فقال له آدم : نعم ، قال : أنت الذي نفخ الله فيك من روحه ، وعلمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك ؟ قال : نعم ، قال : فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟ فقال له آدم : ومن أنت ؟ قال : أنا موسى ، قال : أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء الحجاب لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه ؟ قال : نعم ، قال : أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق ؟ قال : نعم ، قال : فيم تلومني في شيء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي ؟ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك " فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى" خلاصة حكم المحدث: حسن " احتج آدم وموسى عليهما السلام عند ربهما ، فحج آدم موسى ، قال موسى : أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك في جنته ، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض ، فقال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء وقربك نجيا ، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق ، قال موسى : بأربعين عاما ، قال آدم : فهل وجدت فيها وعصى آدم ربه فغوى ، قال : نعم ، قال : أفتلومني على أن عملت عملا كتبه الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فحج آدم موسى " خلاصة حكم المحدث: صحيح وهذه الأجابة من نبى الله ادم عليه الصلاة والسلام والتى أقرها النبى موسى صلى الله عليه وسلم بسكوته عنها وحكم نبينا صلى الله عليه واله وسلم بحجتها فهى مقولة اتفق فيها ثلاثة انبياء تدل على ان الانبياء اخوة لعلات فأمهاتهم شتى ودينهم واحد لأن هذه الاجابة هى نفسها التى قالها ابن ادم الصالح والنبى الصالح محمد صلى الله عليه واله وسلم الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2664 خلاصة حكم المحدث: صحيح فخلاصة القول واجماله:الأكل من الشجرة فعل ادم وقدر الله عزوجل والخروج من الجنة فعل الله جل وعلا وقدره ولكن لأن الله حكيم فجعل الخروج من الجنة ثمنا عادلا لأن ادم عليه الصلاة والسلام اخطأ خطئين:خطأ نسيان الأهمال لتحذيرات الله عزوجل من نتيجة طاعة الشيطان وعدم تقدير نتيجة المعصية وهو مسئول عنه بمفرده رغم انعدام تراكم خبراته لينظر لنتيجة فعله والخطأ الثانى هو انعدام العزم على الصبر على أمر الله عزوجل بعدم الأكل من الشجرة والاستماع لوسوسة ابليس والتحذير من عداوة الشيطان وهو خطأ مشترك مع حواء وقد جمع القرأن الكريم الخطئين فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)الأعراف احتجَّ آدمُ وَ موسى عليهما السَّلام عندَ ربِّهما ، فحجَّ آدمُ موسَى قالَ موسَى أنتَ آدمُ الَّذي خلقَكَ اللَّهُ بيدِهِ ونفخَ فيكَ من روحِهِ ،وأسجدَ لَكَ ملائِكَتَهُ وأسكنَكَ في جنَّتِهِ ،ثمَّ أَهَبطتَ النَّاسَ بخطيئتِكَ إلى الأرض فقالَ آدمُ أنتَ موسَى الَّذي اصطفاكَ اللَّهُ برسالتِهِ ، وبِكَلامِهِ وأعطاكَ الألواحَ فيها تِبيانُ كلِّ شيءٍ ،وقرَّبَكَ نجيًّا فبِكَم وجدتِ اللَّهِ كتبَ التَّوراةَ قبلَ أن أُخلقَ قالَ موسَى بأربعينَ عامًا قالَ آدمُ فَهَل وجدتَ فيها ؟ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [ 20 / طه / 121 ] . قالَ نعم قالَ أفتلومُني على أن عَمِلْتُ عملًا كتبَهُ اللَّهُ عليَّ أن أعملَهُ قبلَ أن يخلقَني بأربعينَ سنةً قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فَحجَّ آدمُ موسى الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2652 خلاصة حكم المحدث: صحيح فأحتج ادم عليه الصلاة والسلام بأنه لم يكن ليمنع عقوبة الدنيا بعد أن وقع منه الخطئان فالخطأ خطئه والنتيجة قدر لا يملك رده فما امتلك رده وهو عقوبة الأخرة بالاستغفار فعله وما لم يملك رده من عقوبة الدنيا صدق به وامن بقدر الله ونسب الامر برمته الى قدر الله عزوجل بدون ان يخالف الشرع قيد انملة فهو قد استغفر ربه عن معصيته وغفر الله عزوجل له ولم يحدث احتجاج منه بالقدر على المعصية فلم يقل لولا ما كتبه الله لما اطعت الشيطان واكلت من الشجرة بل احتج بالقدر على وقوع المكروه وهو سقوطه عليه الصلاة والسلام المعنوى فى الخطيئة فهذه مصيبة اولى وهو احتج بالقدر عليها كمصيبة وليس كمعصية لأنه لو استقبل من امره ما استدبر لما اكل من الشجرة ولظل فى الجنة فهل لو عاد بادم الزمن كان سيأكل من الشجرة؟مستحيل اذا هو لا يحتج بالقدر على معصيته فهو يحتج على المعصية لأنها مصيبة لا يقدر ردها والمصيبة الثانية:سقوطه عليه الصلاة والسلام المادى فى الارض من الجنة والحياة فى شاء بعد رغد فالقدر يُحتج به على المصائب التى لا نستطيع دفعها وليس على المعاصى والمعائب فالأنسان منذ خلقه عنده شرع الله لكل امة وعنده قدر الله على كل امة فالذى يحتج بالقدر على مخالفة الشرع احتجاجه باطل لأنه لا اجبار فى الحاضر ولا المستقبل ولأن الله عزوجل يثيب و يحاسب بقوانينه الكونية على القدرة والاستطاعة على اتباع الشرع والعقل وليس على القدر الذى امرك الله تبارك وتعالى بتغييره ان كان مخالفا للشرع. والذى يحتج بالشرع على مخالفة القدر الواقع يسلك سلوك لأنبياء والمصلحين مع قومهم بشرط أن تكون لك قدرة واستطاعة على مخالفة المقدور وأن يكون المقدور فى الحاضر. والذى يحتج بالشرع على مخالفة الشرع الأقدم بشرط أن يكون احتجاجه صحيحا فهو يحتج بالناسخ على المنسوخ كمن يحتج بالقرأن على احكام التوراة والأنجيل والذى يحتج بالشرع الأقدم على الشرع الأخير يتبع سنة اليهود حين قالوا"نؤمن بما انزل علينا"ويكفرون بما وراءه وهو الحق! والذى يحتج بالقدر على القدر الأقدم يسلك سلوك الجاهليين حين احتجوا على ارادة الله الشرعية وهى سابقة لخلقهم قائلين"لو شاء الله ما اشركنا"فهو يستدل بالمقدور على العلم بالرب ومشيئته ومحبته ورضاه فهذا باطل. وفى جملة واحدة اقول"احتج ادم بمشيئة الله عزوجل ان يعصيه على قدر الله بهبوط الأنسان الى الأرض فأحتجاجه صحيح ولو كان احتج بقدر الله أو حتى بمشيئته على مخالفته لشرع الله واكله من الشجرة لكان احتجاجه باطلا"(لمزيد من التفاصيل عليك بكتاب شفاء العليل باب احتجاج ادم وموسى). للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
اشكالات القدر والجواب عليها
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
عُبَيّدُ الّلهِ
المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
والجواب, القدر, اشكالات, علينا |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
صعوبة فى تفسير طريقة إحضار الجحش الحل الامر فائق على السؤال والجواب | الشهاب الثاقب | مصداقية الكتاب المقدس | 0 | 22.02.2014 23:05 |
وقت ليلة القدر | Just asking | رمضان و عيد الفطر | 7 | 09.08.2012 01:07 |
فضل ليلة القدر | نور عمر | رمضان و عيد الفطر | 4 | 03.09.2010 05:42 |
نعم - أحمد موجودة في الانجيل ( البارقليط ) والجواب نهائي | حجة الاسلام | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 4 | 01.09.2010 04:38 |
وقت ليلة القدر | Just asking | رمضان و عيد الفطر | 6 | 21.09.2009 06:20 |