العقيدة و الفقه قسم يحتوي على المواضيع الفقهية و العقدية لأهل السنة و الجماعة. |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
النية فى العبادة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى اما بعد : عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ". رَوَاهُ إِمَامَا الْمُحَدِّثِينَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغِيرَة بن بردذبه الْبُخَارِيُّ الْجُعْفِيُّ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمٌ بنُ الْحَجَّاج بن مُسْلِم الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي "صَحِيحَيْهِمَا" اللذِينِ هُمَا أَصَحُّ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ. - هذا الحديث اصل من اصول الاسلام كما قال الامام احمد رحمه الله تعالى . - النية هى القصد لغة ، اما شرعا فمعناها قصد الشىء مقترنا بفعله . فوائد واحكام من الحديث اولا :- لماذا شرعت النية ؟ - شرعت النية لتمييز العادة من العبادة ( مثل الجلوس فى المسجد للاستراحة فهذه عادة اما الجلوس بنية الاعتكاف فهو عبادة ومثل دفع المال على سبيل الهبة او العطية ودفعها قربة لله كالزكاة والصدقات ) او لتمييز رتب العبادة بعضها عن بعض ( مثل صلاة اربع ركعات فريضة كصلاة الظهر وصلاة اربع ركعات سنة قبل صلاة الظهر فالمميز بينهما هو النية ) . ثانيا :- شرط قبول العمل ان يكون خالصا ( اى لله عز وجل ) وان يكون صوابا ( اى موافقا للسنة ) . ثالثا :- هل تجوز النيابة فى النيات فى العبادات ( بان ينوى شخص تأدية عبادة عن غيره فى صلاة او صم او حج مثلا ) ؟ -هناك من العلماء من اجاز ذلك باطلاق وهناك من لم يجز ذلك باطلاق الا ان القول الراجح هو انه يجب التفرقة بين :- 1- العبادات البدنية التى لامدخل للمال فيها :- فهذه لاتجوز فيها النيابة مطلقا مثل الوضوء والغسل والتيمم والصلاة والصوم غيرالمنذور . 2- العبادات المالية :- وهذه تجوز فيها النيابة مطلقا مثل قضاء الدين ( فيجوز لشخص ان يقضى الدين عن غيره كمن يقضى الدين عن الميت فهذا جائز ) . 3- العبادات التى فيها مدخل للمال :- الراجح هو جواز النيابة لان فيها مدخل للمال مثل الحج والزكاة يجوز للولى تفريق زكاة مال اليتيم وزكاة مال المحجور عليه لجنون او لسفه كما يجوز ان يفوض الرجل غيره فى التصرف فى ماله بمافى ذلك اخراج الزكاة عنه ، وكذلك يجوز ان يتحمل شخص الزكاة عن غيره . 4- هل تشترط النية فى كل الاعمال ؟ - الاعمال فى النية نوعان :- النوع الاول :- مايشترط فيه النية لصحته وهذا النوع حكمه الوجوب ( اى وجوب توافر النية ) وهو يشمل العبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج ، ومافيه شبه من العادات ( واشتراط النية هنا للتمييز بين العبادة والعادة ) النوع الثانى :- مايشترطه فيه النية ليس لصحة العمل وانما لتحصيل الثواب عليه وهذا النوع حكمه الندب وهو يشمل العبادات والعادات اما التروك ففيها خلاف والراجح انه لايشترط فيها النية من حيث الصحة ( والتروك هى ترك فعل او قول منهى عنه مثل ترك الزنى وترك شرب الخمر والسرقة وغيرها ) . رابعا :- هل النية فى العبادات ركن ام شرط ؟ -ذهب الاحناف والمالكية والحنابلة الى ان النية فى العبادات شرط وليست ركنا اما الشافعية فالراجح فى مذهبهم انها فرض وركن والركن هو مالايتم الشىء الا به وهو داخل فيه ، والنية ليست داخلة فى العبادة بل العبادة متوقفة عليها لاتصح الا بها . ولناخذ مثالا : ففى الصلاة يرى الشافعية ان النية يجب ان تقارن التكبير ولايجوز ان تتقدم عليه ، وبناء على ذلك يصح اعتبار النية ركنا ( لانها اصبحت داخلة فى العبادة وهى الصلاة فى هذا المثال ) اما اذا اجزنا تقدم النية على العبادة فهنا تكون النية شرطا فى العبادة وليست ركنا . اما القول بتقدم النية فى العبادة كالصوم ثم عدها فى هذه الحالة ركنا فهذا خطا واضح اذ ان النية حينئذ لاتكون داخلة فى العبادة ( الصيام ) وانما متقدمة عليها وبالتالى لاتعتبر ركنا لان الركن ينبغى ان يكون داخلا فى الشىء ليس متقدما ولا متاخرا عنه . خامسا :- الاخلاص فالمقاصد التى يقصدها المكلفون بالعبادة تنحصر فى مقصد واحد هو قصد الله دون سواه ، فالعمل الذى لايتوجه به الى الله ليس له قيمة . فالمكلف يتوجه باعماله كلها الى الله وحده دون سواه فلايريد بعبادته ملكا ولاجاها ولامالا ولاشهرة ولاتعظيما من الناس ولاتوقيرا ولاغير ذلك من حطام الدنيا الزائل . سادسا :- هل يصح التشريك فى النية ؟ - يقصد بالتشريك ان يقصد المكلف بالعمل الواحد قربتين ، ويجب هنا ان نفرق بين نوعين من العبادات : 1- اذا كانت العبادات مقصودة لذاتها او تابعة لغيرها :- وهنا لايصح التشريك مثال ذلك : من يصلى وينوى بصلاته صلاة الظهر والعصر فهذا لايصح ولاتجزئه صلاته عن اى من الفرضين ؛ وذلك لان صلاة الظهر مستقلة وصلاة العصر صلاة مستقلة وكل منهام مقصود لذاته . كذلك من نوى بصلاة الفجر صلاة الفريضة والصلاة الراتبة ( السنة القبلية للفجر ) فهذا لايجوز ايضا ؛ وذلك لان الصلاة الراتبة تابعة لصلاة الفريضة فلاتجزىء عنها . 2- اذا كان المقصود من العبادة مجرد الفعل فقط والعبادة ذاتها ليست مقصودة . مثال ذلك : تحية المسجد فهى تحصل باداء الفريضة سواء نوى التحية ام لم ينوها ؛ وذلك لان المراد هو شغل البقعة بالعبادة وليس المقصود العبادة فى ذاتها . كذلك اذا دخل احد المسجد وقت الضحى وصلى ركعتين ينوى بهما صلاة الضحى اجزات عن تحية المسجد ، وان نواهما جميعا فهو افضل واكمل . وفى الصيام فنجد ان المقصود فى يوم عرفة ان ياتى علي المكلف هذا اليوم وهو صائم سواء كان المكلف قد نوى صيام ذلك اليوم من الايام الثلاثة التى تصام من كل شهر ( الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ) او نواه ليوم عرفة ، لكن اذا نواه ليوم عرفة لم يجزىء عن صيام الايام الثلاثة ، وان نواه يوما من الايام الثلاثة اجزأه عن يوم عرفة ( حيث ان المقصود فى يوم عرفة ان ياتى على المكلف وهو صائم _مجرد الصيام _ كما اشرنا انفا ) لذلك فالصائم فى يوم عرفة قضاء ينال ثواب صيام يوم عرفة ويجزىء عنه فى القضاء وان نوى الجميع كان أفضل وأكمل . سابعا :- هل يجوز قلب النية ؟ -الاصل ان قلب النية يبطلها الا فى احوال قليلة لذلك ينبغى ان نفرق هنا بين عدة فروض :- 1- نقل ( قلب ) فرض الى فرض : هنا تبطل الفريضة الاولى ولاتصح الثانية سواء فى الصلاة او الزكاة (وصورته فى الزكاة ان يعد الرجل دراهم اخرجها لزكاة ماله فوجد هذا المال هالكا فاعد تلك الدراهم زكاة لمال اخر ) او الصوم حيث لايجيز العلماء قلب رمضان الى غيره ، اما قلب صوم نذر الى صوم كفارة مثلا فهناك خلاف فمنهم من اجاز القلب ومنهم من لم يجزه . 2- نقل فرض الى نفل : اذا نقل المكلف صلاة فريضة الى نافلة ، فان كان لهدف صحيح كمن نوى صلاة الفريضة ثم بان له ان وقتها لم يدخل بعد ؛ فينويها نافلة ، فهنا الاتجاه الى تصحيح النية ونقلها هو الاصح . اما ان نقل النية لغير غرض ولاهدف فالصحيح هو بطلان الصلاة . 3- نقل نفل الى فرض : وهذا لايصح فى الصلاة باجماع ، وكذا فى الزكاة ، وفى الصوم صحح ابوحنيفة صوم الفرض بنية التطوع ، وفى الحج يتادى الفرض بنية التطوع . 4- نقل نفل الى نفل : اذا كان النفل مطلقا( وهو التطوع الغير محدد بوقت معين كالتطوع بالصدقة بماشئت وفى اى وقت ولو بشق تمرة او التطوع بالصلاة فى الليل او النهار مثنى مثنى ) فغالب العلماء يرون صحة ذلك ، اما اذا كان النفل او التطوع مقيدا ( وهو التطوع المقيد بوقت معين كالسنن الرواتب وصلاة الوتر وصلاة الضحى وغيرها ) فالذى نص عليه الماوردى عدم الصحة . ثامنا :- هل يجوز تغيير النية ؟ -حالات تغيير النية لايصل الامر فيها الى قلب النية ولكنه يطرا نوع من التحول والتغير فيما عزم المكلف عليه اولا ، وذلك كالمصلى يدخل فى الصلاة منفردا ثم ياتم به اخر فيصبح اماما ، او يكون اماما فيصبح ماموما او منفردا . وذلك على النحو التالى : 1- المنفرد يصبح اماما : وهذا جائز ؛ فقد ثبت ان الرسول كان يصلى قيام الليل منفردا ثم يقتدى به بعض اصحابه وغير ذلك من الادلة التى تدل على جواز ذلك . 2- الامام يصبح ماموما : وهذا جائز ايضا كمافعل ذلك ابوبكر الصديق _ رضى الله عنه _ عندما تغيب الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فتقدم ابوبكر فصلى بالناس وحضر الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فى اثناء الصلاة ، فتاخر ابوبكر فاصبح ماموما ، وتقدم الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فام الناس . 3- الماموم يصبح منفردا : وهذا جائز ايضا اذا كان بعذر من تعب او مرض اونوم يغالبه او غيرذلك ( فان لم يكن هناك عذر فعند الحنابلة قولان احدهما تفسد الصلاة والقول الاخر تصح الصلاة ) لما ثبت ان معاذ بن جبل رضى الله عنه صلى باهل قباء فاطل الصلاة طولا شق على بعض المامومين ، وكانوا اصحاب حرث وزرع ، فتجوز رجل فى صلاته وأكمل لنفسه ، وعندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك لام عاذا على تطويله ، ولم ينقل انه امر الرجل باعادة صلاته . 4- المنفرد يتحول الى ماموم : اذا دخل رجل المسجد فظن ان الصلاة قد اقيمت فصلى لنفسه ثم ثبت خطأ ظنه فاقيمت الصلاة ، او ان الصلاة كانت قد انتهت فعلا ثم اقيمت جماعة اخرى ، فهل يجوز ان يقتدى هذا الرجل بهم فيما تبقى من صلاته ؟ -مذهب ابى حنيفى ومالك والشافعى واحمد انه لايجوز له ذلك ، فان فعل بطلت صلاته .وفى مذهب الشافعية والحنابلة رواية تصحح صلاته ، بل مذهب الشافعية كمل يقول النووى هو صحة تلك الصلاة . - اما ابن حزم فهو يوجب على صاحب المثال المفترض هنا ان يقتدى بالجماعة المقامة فيما تبقى من صلاته وهذا قول ضعيف دون الدخول فى تفاصيل لايسع لها المقام . 5- تغيي نية القصر الى اتمام : لايجوز لمن دخل فى صلاة نوى اتمامها ان يغير نيته الى القصر ، اما اذا دخل فيها ينوى الققصر ثم نوى الاتمام او تغيرت نية المسافر فعزم على الاقامة ؛ فماالحكم ؟ -القول الصحيح ان تغيير هذه النية لايضر وان صلاته صحيحة ، بل يجب عليه ان يتم الصلاة اذا غير نية السفر ونوى الاقامة فى مكانه او نوى الرجوع الى بلده والمسافة قصيرة لايباح فيها القصر وهذا هو مذهب احمد والشافعى . 6- اختلاف نية الامام والماموم : هل هذا الاختلاف يبطل الصلاة ؟ - لاخلاف بين العلماء فى ان هذا الخلاف لااثر له كلية على صحة الصلاة اذا اقتدى المتنفل بالمفترض وذلك ثابت بالادلة . منها ان الرسول امر اباذر ( وهو جندب بن جنادة بن سفيان بن بنى غفار ) اذا ادرك الامراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها بان يصلى الصلاة لوقتها فأن ادرك الصلاة معهم فيصلى فانها نافلة له ( وهذا الحديث فى صحيح الامام مسلم ) . -انما الاختلاف بين العلماء فى صلاة المفترض خلف المتنفل نوجزه على النحو الاتى :- - يرى الامامان مالك وابوحنيفة عدم جواز ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ( انما جعل الامام ليؤتم به فلاتختلفوا عليه ........ ) الحديث . - ويرى الامام الشافعى جواز اقتداء المفترض بالمتنفل لان الحديث السابق لايتناول النية وانما هو فى الاعمال الظاهرة . -اما الامام احمد وطائفة من اصجابه فيرون جواز اقتداء المفترض بالمتنفل للحاجة كما فى صلاة الخوف وكما لو كان المفترض غير قارىء ولايجيزونه لغير حاجة . هذا وماكان من توفيق فمن الله وحده وماكان من خطا او سهو او شطط او زلل او نسيان فمنى ومن الشيطان . واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
النية فى العبادة
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
ابن تيمية
|
الأعضاء الذين شكروا ابن تيمية على المشاركة : | ||
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الأدب, العبادة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
لذة العبادة | محمد الحصين | القسم الإسلامي العام | 4 | 25.03.2014 08:35 |
لذة العبادة.. | خالد محمد المحيسني | القسم الإسلامي العام | 1 | 02.04.2013 07:05 |
الاحسان عماد العبادة | جادي | القسم الإسلامي العام | 2 | 04.10.2010 00:19 |
العبادة | أم حفصة | العقيدة و الفقه | 17 | 23.12.2009 16:25 |