القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() الحمد لله رب العالمين الجوع الشافي فوائد الصوم العلاجية : ومن أعظم آثار الصوم شأنا وأنصعها برهانا وأعلاها خطرا : 1. الحرية : أفضل ما في الصوم أنه يحرِّر الإنسان من سلطان غرائزه وقيود شهواته ، ويتيح له أن ينطلق من سجن جسده ، ويتحكم في مظاهر حيوانيته ، ويلتحق بالملائكة في السمو إلى المستوى الإيماني الرفيع ، وصون حواسه عن الشرور والآثام ، إنه كسر القيد الثقيل وتنسم نسائم الحرية ، وهل الحرية إلا حرية القلب؟! قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فإنَّ أسْرَ القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن ؛ فإن من استُعْبِد بدنُه واستُرِقَّ وأُسِر لا يبالي إذا كان قلبُه مستريحا من ذلك مطمئنا ، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص ؛ وأما إذا كان القلب - الذي هو مَلِك الجسم - رقيقاً مستعبداً متيَّماً لغير الله ؛ فهذا هو الذلُّ ، والأسرُ المَحْض ، والعبودية الذليلة لما استعْبد القلب ، ولو كان في الظاهر ملكَ الناس ؛ فالحريةُ حرية القلب ، والعبودية عبودية القلب " . فلينزل هذا الدواء على قلبك نزول الماء من الظمآن كما أوصاك بذلك رسول الله : « ألا أُخبِركم بما يذهب وَحَر الصدر؟ صوم ثلاثة أيام من كل شهر » . ووَحر الصدر : غِشُّه ووساوِسُه ، وقيل : الحِقْد والغَيْظ والعَداوَة ، وقيل : أشدُّ الغَضَب ، وهي كلها أمراض قلوب يقضي عليها الصوم كما أخبر بذلك الحبيب . ويُقال إِن أَصل هذه الكلمة من الدُّوَيْبَّة التي يقال لها الوَحَرَة ، فشبَّه النبي العداوة والغلَّ ولصوقها بالصدر بالتصاق الوَحَرَةِ بالأَرض ، ومع هذا يقضي الصوم على كل هذا ، وذلك في ثلاثة أيام فقط إذا حافظت عليها. وأشار إلى فاعلية هذا الدواء مقارنة بغيره من الأدوية في قوله لأبي أمامة : « عليك بالصوم ، فإنه لا مِثْل له » وفي رواية : « لا عدل له ». إنه قطع الطريق على الشيطان ومباغتته وإتيانه من حيث لا يحتسب. أما عن سِرِّ فاعلية الدواء وسبب قوته فقد أوجزها أبو قدامة في سطرين اثنين فحسب حين قال : " أنه قهر لعدو الله ، لأن وسيلة العدو الشهوات ، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب ، وما دامت أرض الشهوات مخصبة ، فالشياطين يتردَّدون إلى ذلك المرعى ، وبترك الشهوات تضيق عليهم المسالك " . وهذا ما شاهده أحمد بن أبي الحوارى أمام عينيه حين قال : خرجت مع أبي سليمان الداراني ، فمررنا على زرع ، وإذا طائران يلقتطان الحب ، فلما شبعا أراد الذكر الأنثى ، فقال : " يا أحمد .. انظر فيما كان ؛ لما شبعا دعته بطنه إلى ما ترى " . ولأن الروح سماوية علوية ، والجسد أرضى سفلي ، وكانت منافذ الروح تُغلق بالشبع وملء البطون ، وتُفتح بالصوم ومكابدة الجوع ، ذلك أن الصوم يُضعف سيطرة البدن على الروح ، فتتحرر تلك النفحة العلوية في الإنسان من براثن الجسد والشهوات المقيِّدة ، وتنتصر على ما كان يغلبها في الماضي ، ولسان حال القلب : وانكسر القيد يا روحي وحانت ساعة النصر 2. التدريب التربوي : ومن آثار الصوم كذلك التغلب على نزعات الشهوة ، واتخاذ الكف عن الطعام والشراب وسيلة تدريبية إلى كفِّ اللسان عن السب والشتم والصخب ، وإلى كفِّ اليد عن الأذى والبطش ، وإلى كفِّ البصر عن النظرة الخائنة ، وإلى كفِّ السمع عن الإصغاء للغيبة والنميمة وأي قول يُرضي الشيطان ويغضب الرحمن ، ولهذا قيل : إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء ، وإذا شبعت جاعت كلُّها. إن من أهم فوائد الصوم كذلك تيقن المريض بإمكانية الشفاء وعدم استحالته ، والاطمئنان إلى وجود القدرة النافذة والإرادة المُنجِزة طوال ساعات الصوم ، مما يجعل الاستمرار على الاهتداء أسهل والمداومة ممكنة إذا وُجِدت النية. يقول ابن القيِّم مبيِّنا الحقيقة السابقة : " وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة ، وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها ، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحَّتها ؛ فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات " . ولهذا جاء رمضان جرعة إجبارية سنوية يتناولها كل مسلم ، لينال الجميع من هذه الجرعة الحد الأدنى والفائدة الأساسية المرتجاة فضلا من الله ونعمة. 3. صناعة النفس الذلول : كما تجمح الدابة أحيانا فتهوي بصاحبها ، كذا تجمح النفس أحيانا كثيرة فتهوي بصاحبها إلى مهاوي سحيقة من غضب الله وسخطه ، وتفور كما تفور القِدر إذا استجمعت غليانا ، لذا ألزمنا الله سبحانه بالصوم حتى إذا جاع العاتي منا وظمئ ذلَّت نفسه ، وتصدَّع كبره وفخره ، وأحس أنه - مهما أوتي - فهو مسكين تُقعده اللقمة إذا فُقدت ، وتُضعفه جرعة الماء إذا مُنعت ، وهنالك ينزل من عليائه ويخفِّف من غلوائه ، ويعترف بفضل الله عليه حتى في كسرة الخبز ورشفة الماء ، ومتى عرف فضل الله تواضع ، ومتى تواضع استقام ، ومتى استقام شُفي مما عاناه من بغي وعتو واستطالة وعلو. إنها القوة المكتسبة من الصوم ولو كنت في أدنى درجات القوة ، وقهر الضعف ولو كنت غارقا في لجة الضعف ، واسمع خبر إبراهيم بن هانىء أبي إسحاق النيسابوري واستنشق عبيره واملأ به صدرك : نقل عن إمامنا مسائل كثيرة وكان ورعًا صالحا صبورا على الفقر قال ابنه إسحاق : كان أحمد بن حنبل مختفيا ها هنا عندنا في الدار فقال لي : ليس أطيق ما يطيق أبوك يعني من العبادة!! وداوم على هذا الدواء حتى لانت له واستسلمت على الدوام حتى وهو في أضعف حالاته وهو يحتضر ، فقد زاره ملك الموت وهو صائم ، فدعا إبنه إسحاق حين حضرته الوفاة فقال : هل غربت الشمس؟! قال : لا ، ثم قال : يا أبت! رُخِّص لك في الإفطار في الفرض وأنت متطوع. قال : أمهل ، ثم قال : " لمثل هذا فيعمل العاملون " ، ثم خرجت نفسه . 4. قتل بذور الشر : قال ابن القيم : " وأما فضول الطعام : فهو داع إلى أنواع كثيرة من الشر ؛ فإنه يحرك الجوارحَ إلى المعاصي ، ويثقلُها عن الطاعات ، وحسبك بهذين شرا ، فكم من معصية جَلَبها الشبعُ ، وفضول الطعام ، وكم من طاعة حال دونها ؛ فمن وُقِي شرَّ بطنه ؛ فقد وُقِي شراً عظيما ، والشيطان أعظم ما يتحكَّم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام " . إلى أن قال رحمه الله : " ولو لم يكن من الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله عز جل ، وإذا غفل القلب عن الذكر ساعةً واحدةً جَثَم عليه الشيطانُ ، ووعده ، ومنَّاه ، وشهَّاه وهام به في كل وادٍ ؛ فإن النفس إذا شبعت تحرَّكت ، وجالت وطافت على أبواب الشهوات ، وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت " . لقد أثبت العلماء في أحدث أبحاثهم أن الصوم له دور فعال في كبح الرغبة الجنسية ، وقد ثبت هبوط مستوى هرمون الذكورة هبوطا كبيرا أثناء الصوم الدائم ، بل وبعد إعادة التغذية بثلاثة أيام ، ثم ارتفع المعدل عاليا بعد ذلك ، مما يؤكِّد إعجاز السنة النبوية والتشريع الإلهي في عصر العلم. إنها الحماية الأكيدة والدفاع المتين والوقاية من كيد الشيطان ، والتي بدورها تؤدي إلى الوقاية من النيران. قال : « الصيام جُنَّة ، وهو حصن من حصون المؤمن » . أخي .. كيف تجمع مع النوم الشبع؟! إن لم يكن قيام فصيام ، في متناول يديك شفيعان ؛ إن فاتك الأول فعليك بالثاني ، وإلا لم تجد من يقف بجوارك يوم لا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه. 5. دواء الدنيا والآخرة : قال مالك بن دينار لحوشب : لا تبيتن وأنت شبعان ، ودع الطعام وأنت تشتهيه ، فقال حوشب : هذا وصف أطباء أهل الدنيا. قال : ومحمد بن واسع يستمع كلامهما ، فقال محمد : نعم ، ووصف أطباء طريق الآخرة ، فقال مالك : " بخ بخ للدين والدنيا " . وقد كان أسلافنا الكبار ينهون عن كثرة الأكل ؛ ويقولون : المعدة بيت الداء ، وقد قال لقمان لابنه : يا بني! إذا امتلأت المعدة ، نامت الفكرة ، وخرست الحكمة ، وقعدت الأعضاء عن العبادة ، حتى حاتم الطائي قال وهو في الجاهلية : فإنَّك إن أعطيتَ بطنك سؤله وفرجَك نالا منتهى الذمِّ أجمعا وقد غدت السمنة داء العصر ، وهي تنتج إما عن إسراف في تناول الطعام ، أو الضغوط النفسية أو الاجتماعية مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة ، والصوم يقضي على العاملين معا ويولد الاستقرار البدني والنفسي ؛ نتيجة الجو الإيماني المحيط بالصائم والذكر والعبادة ، وتهذيب النوازع والرغبات ، وتوجيه الطاقة النفسية توجيها إيجابيا نافعا. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الجوع الشافي :)
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
انصر النبى محمد
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() رائعة حقا .. ولو سئل كل صائم ماذا تعلم وكيف أثر الصوم عليه لما وسعت المجلدات الإجابات .. نسأل الله أن يعيد علينا رمضان أعواما عديدة و أن يرزقنا فيه " لعلكم تتقون " المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الجوع, الشافي |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
اللفظة .. الجواب الكافى لمن سأل عن الدواء الشافى .. بن القيم | بن الإسلام | القسم الإسلامي العام | 0 | 08.05.2014 09:26 |