خلاصة الكتب لوضع خلاصة ما قرأت لإفادة الآخرين |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :31 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ثم قال : ولكن إذا جاء روح الحق فذاك الذي يرشدكم إلى جميع الحق ، وإنه يخبركم بكل ما يأتي ، وبجميع ما للرب فدل هذا على أن الفار قليط هو الذي يفعل هذا دون المسيح وكذلك كان فإن محمداً صلى الله عليه وسلم أرشد الناس إلى جميع الحق حتى أكمل الله به الدين وأتم به النعمة ، ولهذا كان خاتم الأنبياء فإنه لم يبق نبي يأتي بعده غيره ، وأخبر محمد صلى الله عليه وسلم بكل ما يأتي من أشراط الساعة والقيامة والحساب والصراط ووزن الأعمال ، والجنة وأنواع نعيمها ، والنار وأنواع عذابها، ولهذا كان في القرآن تفصيل أمر الآخرة وذكر الجنة والنار وما يأتي أمور كثيرة لا توجد لا في التوراة ولا في الإنجيل ، وذلك تصديق قول المسيح أنه يخبر بكل ما يأتي ، وذلك يتضمن صدق المسيح وصدق محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى قوله تعالى : إنهمكانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعرمجنون * بل جاء بالحق وصدق المرسلين. أي : مجيئه تصديق للرسل قلبه ، فإنهم أخبروا بمجيئه فجاء كما أخبروا به ، فتضمن مجيئه تصديقهم ، ثم شهد هو بصدقهم فصدقهم بقوله ومجيئه ، ومحمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله بين يدي الساعة كما قال : بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطىوكان إذا ذكر الساعة علا صوته واحمر وجهه واشتد غضبه ، وقال : أنا النذير العريان. فأخبر من الأمور التي تأتي في المستقبل بما لم يأت به نبي من الأنبياء كما نعته به المسيح حيث قال : أنه يخبركم بكل ما يأتي ولا يوجد مثل هذا أصلاً عن أحد من الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم فضلاً عن أن يوجد عن شئ نزل على قلب بعض الحواريين. وأيضاً فإنه قال : ويعرفكم جميع ما للرب فبين أنه يعرف الناس جميع ما لله، وذلك يتناول ما لله من الأسماء والصفات وما له من الحقوق وما يجب من الإيمان به وملائكة وكتبه ورسله بحيث يكون يأتي به جامعاً لما يستحقه الرب، وهذا لم يأت به غير محمد-صلى الله عليه وسلم- فإنه تضمن ما جاء به من الكتاب والحكمة. وأيضاً فإن المسيح قال: إذا جاء الفارقليط الذي يرسله أبي فهو يشهد لي، قلت لكم هذا حتى إذا كان تؤمنوا به، فأخبر أنه أشهد له، وهذه صفة نبي بشر به المسيح ويشهد للمسيح، كما قال تعالى: وإذ قال عيسى ابنمريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرابرسول يأتي من بعدي اسمه أحمد. وأخبر أنه يوبخ العالم على الخطيئة، وهذا يستحيل حمله على معنى يوم بقلب الحواريين فإنهم آمنوا به وشهدوا له قبل ذهابه فكيف يقول إذا جاء فإنه يشهد لي ويوصيهم بالإيمان به ؟ أفترى الحواريين لم يكونوا مؤمنين بالمسيح فهذا من أعظم جهل النصارى وضلالهم. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :32 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
وأيضاً فإنه لم يوجد أحد وبخ جميع العالم على الخطيئة إلا محمد-صلى الله عليه وسلم-، فإنه أنذر جميع العالم من أصناف الناس ووبخهم على الخطيئة من الكفر والفسوق والعصيان ولم يقتصر على مجرد الأمر والنهي بل وبخهم وفزعهم وتهددهم. وأيضاً فإنه أخبر أنه ليس ينطلق من عنده بل يتكلم بكل ما يسمع. وهذا إخبار بأن كل ما يتكلم به فهو وحي يسمعه ليس هو شيئاً تعلمه من الناس أو عرفه باستنباط، وهذه خاصة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأما المسيح فكان عنده علم بما جاء به موسى قبله يشاركه به أهل الكتاب تلقاه عمن قبله، ثم جاءه وحي خاص من الله فوق ما كان عنده، قال تعالى: ويعلمهالكتاب والحكمة والتوراة والإنجيلفأخبر سبحانه أنه يعلمه التوراة التي تعلمها بنو إسرائيل، وزاده تعليم الإنجيل الذي اختص به، والكتاب الذي هو الكتابة ومحمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يعلم قبل الوحي شيئاً ألبتة، كما قال تعالى: وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان. وقال تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليكهذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين، فلم يكن -صلى الله عليه وسلم- ينطق من تلقاء نفسه بل إنما كان ينطق بالوحي كما قال تعالى: وماينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحىأي ما نطقه إلا وحي يوحى، وهذا مطابق لقول المسيح أنه لا يتكلم من تلقاء نفسه بل إنما يتكلم بما يوحى إليه، الله تعالى أمره أن يبلغ ما أنزل إليه، وضمن له العصمة في تبليغ رسالاته، فلهذا أرشد الناس إلى جميع الحق وألقى للناس ما لم يكن غيره من الأنبياء إلقاه خوفاً أن يقتله قومه، وقد أخبر المسيح بأنه لم يذكر لهم جميع ما عنده، وأنهم لا يطيقون حمله وهم معترفون بأنه كان يخاف منهم إذا أخبرهم بحقائق الأمور، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- أيده الله سبحانه تأييداً لم يؤيده لغيره، فعصمه من الناس حتى لم يخف من شيء يقوله، وأعطاه من البيان والعلم ما لم يؤته غيره، وأيد أمته تأييداً أطاقت به حمل ما ألقاه إليهم، فلم يكونوا كأهل التوراة الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها، ولا كأهل الإنجيل الذين قال لهم المسيح: إن لي كلاماً كثيراً أريد أن أقوله لكم ولكن لا تستطيعون حمله . ولا ريب أن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أكمل عقولاً وأعظم إيماناً وأتم تصديقاً وجهاداً، ولهذا كانت علومهم وأعمالهم القلبية وإيمانهم أعظم، وكانت العبادات البدنية لغيرهم أعظم. وأيضاً فإنه أخبر عن الفارقليط أنه سيشهد له، وأنه يعلمهم كل شيء، وأنه يذكرهم كل ما قال المسيح، ومعلوم أن هذه الشهادة لا تكون إلا إذا شهد له شهادة يسمعها الناس لا تكون هذه الشهادة في قلب طائفة قليلة، ولم يشهد أحد للمسيح شهادة سمعها عامة الناس إلا محمد-صلى الله عليه وسلم-، فإنه أظهر أمر المسيح وشهد له بالحق حتى سمع شهادته له عامة أهل الأرض، وعلموا أنه صدق المسيح ونزهه عما افترته عليه اليهود وما غلت فيه النصارى، فهو الذي شهد له بالحق ولهذا لما سمع النجاشي من الصحابة ما شهد به محمد -صلى الله عليه وسلم- للمسيح قال لهم: ما زاد عيسى على ما قلتم هذا العود. وجعل الله أمة محمد-صلى الله عليه وسلم-: شهداء على الناسشهدوا عليهم بما علموا من الحق، إذ كانوا وسطاً عدولاً لا يشهدون بباطل، فإن الشاهد لا يكون إلا عدلاً، بخلاف من جار في شهادته فزاد على الحق أو نقص منه كشهادة اليهود للنصارى في المسيح. . المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :33 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
وأيضاً فإن معنى الفارقليط إن كان هو الحامد أو الحماد أو المحمود أو الحمد، فهذا الوصف ظاهر في محمد-صلى الله عليه وسلم-، فإنه وأمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل حال، وهو صاحب لواء الحمد، والحمد مفتاح خطبته ومفتاح صلاته، ولما كان حماداً سمى بمثل وصفه فهو محمد على وزن: مكرم ومعظم ومقدس، وهو الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره ويستحق ذلك، فلما كان حماداً لله كان محمداً، وفي شعر حسان :- أغــر عليه للنبـوةخـاتم من الله ميمون يلوح ويشهــد وضمالإله إسم النبي إلى إسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد وشـق له من إسمـه ليجـله فذو العرشمحمود وهذا محمـد وأما أحمد فهو أفعل التفضيل، أي هو أحمد من غيره أي أحق بأن يكون محموداً أكثر من غيره، يقال: هذا أحمد من هذا، أي هذا أحق بأن يحمده من هذا، فيكون تفضيل على غيره في كونه محموداً. فلفظ محمد يقتضي زيادة في الكمية، ولفظ أحمد يقتضي زيادة في الكيفية. ومن الناس من يقول: معناه أنه أكثر حمداً لله من غيره وعلى هذا فيكون بمعنى الحامد والحماد، وعلى الأول بمعنى المحمود. وأن كان الفارقليط بمعنى الحمد فهو تسمية بالمصدر مبالغة في كثرة الحمد، كما يقال: رجل عدل ورضى ونظائر ذلك، وبهذا يظهر سر ما أخبر به القرآن عن المسيح من قوله: (ومبشراً برسول يأتي من بعدي إسمه أحمد) فإن هذا هو معنى الفارقليط كما تقدم وتأمل قوله: نابي أقيم لاهيم تقارب أخيهم كانوا أخا ايلاؤه شماعون فإن معناه: نبياً أقيم لهم من وسط إخوتهم مثلك به يؤمنون وكذلك قوله: أنتم عابر تم بعيولي اجيخيم بنوا عيصاه ، معناه : أنتم عابرون في تخم اخوتكم بني العيص. ونظائر ذلك أكثر من أن تذكر ، فإذا أخذت لفظة بماد ماد وجدتها أقرب شئ إلى لفظة محمد ، وإذا أردت تحقيق ذلك فطابق بين ألفاظ العبرية ، وكذلك يقولون : اصبوع أو لوهم هوم ، أي أصبع الله كتب له بها التوراة، ويدل على ذلك أداة الباء في قوله : بماد ماد ، ولا يقال أعظمه بجداً جداً بخلاف أعظمه بمحمد . وكذلك فإن عظم به وازداد شرفاً إلى شرفه ، بل تعظيمه ، بمحمد ابنه صلى الله عليه وسلم فوق تعظيم كل والد بولده العظيم القدر ، فالله سبحانه كبره بمحمد صلى الله عليه وسلم. وعلى التقديرين فالنص من أظهر البشارات به ، أما على هذا التفسير فظاهر جداً ، وأما على التفسير الأول فإنما كبر اسماعيل وعظم على اسحاق جداً جداً بابنه محمد صلى الله عليه وسلم . فإذا طابقت بين معنى الفار قليط ومعنى بمود مود - التي تكتب بماد ماد - معنى محمد ، وأحمد ونظرت إلى خصال الحمد التي فيه تسمية أمته بالحمادين وافتتاح كتابه بالحمد وافتتاح الصلاة بالحمد ، وكثرة خصال الحمد التي فيه وفي أمته وفي دينه وفي كتابه ، وعرفت ما خلص به العالم من أنواع الشرك والكفر والخطايا والبدع ، والقول على الله بلا علم ، وما أعز الله به الحق وأهله ، وقمع به الباطل وحزبه ، تيقنت أنه الفار قليط بالاعتبارات كلها. فمن هذا الذي هو روح الحق الذي لا يتكلم إلا بما يوحى إليه ؟! ومن هو العاقب للمسيح ، والشاهد لما جاء به والمصدق له بمجيئه ؟! ومن ذا الذي أخبرنا بالحوادث في الأزمنة المستقبلة كخروج وظهور الدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج يأجوج ومأجوج ونزول المسيح بن مرييم ، وظهور النار التي تحشر الناس وأضعاف أضعاف ذلك من الغيوب التي قبل يوم القيامة ، والغيوب الواقعة من الصراط والميزان والحساب وأخذ الكتب بالأيمان والشائل ، وتفاصيل ما في الجنة والنار ما لم يذكر في التوراة و الإنجيل غير محمد صلى الله عليه وسلم؟!. |
رقم المشاركة :34 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ومن الذي وبخ العالم على الخطايا سواه ؟! ومن الذي عرف الأمة ينبغي لله حق التعريف غيره ؟! ومن الذي تكلم في هذا الباب بما لم يطق أكثر العالم أن يقبلوه غيره حتى عجزت عنه عقول كثير ممن صدقه وآمن به فساموه أواع التحريف والتأويل لعجز عقولهم عن حمله كما قال أخوه المسيح صلوات الله عليهما وسلامه؟! ومن الذي أرسل إلى جميع الخلق بالحق قولاً وعملاً واعتقاداً في معرفة الله وأسمائه وصفاته وأحكامه وأفعاله وقضائه وقدره وغيره؟! ومن هو أركون العالم الذي أتى بعد المسيح غيره؟ وأركون العالم هو عظيم العالم وكبير العالم وتأمل قول المسيح في هذه البشارة التي لا نيكرونها : إن أركون العالم سيأتي وليس لي من الأمر شئ كيف ؟ وهي شاهدة بنبوة المسيح ونبوة محمد معاً فإنه لما جاء صار الأمر له دون المسيح . فوجب على العالم كلهم طاعته والانقياد لأمره وصار الأمر له حقيقة. ولم يبق بأيدي النصارى إلا دين باطله أضعاف أضعاف حقه ، وحقه منسوخ بما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم فطابق قول المسيح قول أخيه محمد صلى الله عليه وسلم : ينزل فيكم ابن مريك حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً فيحكم بكتاب ربكم وقوله في اللفظ الآخر : يأتيكم بكتاب ربكم ، فطابق قول الرسولين الكريمين وبشر الأول بالثاني وصدق الثاني بالأول. وتأمل قوله في البشارة الأخرى : ألم تر إلى الحجر الذي أخره البناؤون صار أساً للزاوية؟ كيف تجده مطابقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ومثل الأنبياء قبليكمثل رجل بنى داراً فأكملها وأتمها إلا موضع لبنة منها ، فجعل الناس يطوفون بهاويعجبون منها ، ويقولون هلا وضعت تلك اللبنة ؟ فكنت أن تلك اللبنة. وتأمل قول المسيح في هذه البشارة : إن ذلك عجيب في أعيننا وتأمل قوله فيها : إن ملكوت الله سيؤخذ منكم ويدفع إلى أمة أخرى كيف تجده مطابقاً لقوله تعالى : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديالصالحونوقوله تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملواالصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذيارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً ، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، ومن كفربعد ذلك فأولئك هم الفاسقون. وتأمل قوله في الفار قليط المبشر به : يفشي لكم الأسرار ، ويفسر لكم كل شئ ، فإني أجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل وكيف تجده مطابقا للواقع من كل وجه وقوله تعال: ونزلنا عليك الكتابتبيانا لكل شيء، ولقوله تعالى : ما كان حديثا يفترى ولكنتصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. وإذا تأملتالتوراةوالإنجيلوالكتبوتأملتالقرآنوجدته كالتفصيل لمجملها والتأويل لأمثالهاوالشرح لرموزها، وهذا حقيقة قول المسيح : أجيئكم بالأمثال ويجيئكم بالتأويل ، ويفسرلكم كل شئ ، وإذا تأملت قوله : وكل شئ عده الله لكم به وتفاصيل ما أخبر به من الجنة والنار والثواب والعقاب تيقنت صدق الرسولين الكريمين ، ومطابقة الإخبار المفصلة عن محمد صلى الله عليه وسلم للخبر المجمل من أخيه المسيح. وتأمل قوله في الفار قليط : وهو يشهد لي كما شهدت له كيف تجده منطبقاً على محمد بن عبد الله، وكيف تجده شاهاً بصدق الرسولين ، وكيف تجده صريحاً في رجل يأتي عبد المسيح يشهد له بأ،ه عبد الله ورسوله كما شهد له المسيح؟! فلقد إذن المسيح بنبوة محمد صلوات الله وسلامه عليهما أذاناً لم يؤذنه نبي قبله ، وأعلن بتكبير ربه أني تكون له صاحبة أو ولد؟ ثم رفع صوته بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إلهاً واحداً أ،داً فرداً صمداً لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، ثم أعلن بشهادة أن محمداً عبده ورسوله الشاهد له بنبوته المؤيد بروح الحق الذي لا يقول من تلقاء نفسه بل يتكلم بما يوحى إليه ويعلمهم كل شئ ويخبرهم ما أعد الله لهم ، ثم رفع صوته بحي على الفرح باتباعه والايمان به وتصديقه وأنه ليس له من الأمر معه شئ ، وختم التأذين بأن ملكوت الله سؤخذ ممن كذبه ويدفع إلى اتباعه والمؤمنين به ، فهلك من هلك عن بينة وعاش من عاش عن بينة فاستجاب أتباع المسيح حقاً لهذا التأذين ، وأباه الكافرون ، والجاحدون، فقال تعالى : إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذيناتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيهتختلفون وهذه بشارة بأن المسلمين لا يزالون فوق النصارى إلى يوم القيامة فإن المسلمين هم أتباع المرسلين في الحقيقة وأتباع جميع الأنبياء لا أعداؤه ، وأعداؤه عبادالصليب الذين رضوا أن يكون إلهاً مصفوعاً مصلوباً مقتولاً ولم يرضوا أن يكون الصليب نبياً عبداً لله وجيهاً عنده مقراً لديه ، فهؤلاء أعداؤه حقاً والمسلمون أتباعه حقاً. والمقصود أن بشارة المسيح بالنبي صلى الله عليه وسلم فوق كل بشارة لما كان أقرب الأنبياء إليه وأولاهم به وليس بينه وبينه نبي. وتأمل قول المسيح : إن أركون العالم سيأتي وأركون العالم هو سيد العالم وعظيمه. ومن الذي ساد العالم وأطاعه العالم بعد المسيح غير النبي صلى الله عليه وسلم؟! وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل ما أول أمرك قال: أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى. |
رقم المشاركة :35 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
وطابق بين هذا وبين هذه البشارات التي ذكرها المسيح ، فمن الذي ساد العالم باطناً وظاهراً وانقادت له القلوب والأجساد وأطيع في السر والعلانية في محياه وبعد مماته في جميع الأعصار ، وأفضل الأقاليم والأمصار ، وسارت دعوته مسير الشمس ، وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار ، وخرت لمجيئه الأمم على الأذقان ، وبطلت به عبادة الأوثان ، وقامت به دعوة الرحمن ، واضمحلت به دعوة الشيطان ، وأذل الكافرين والجاحدين ، وأعز المؤمنين وجاء بالحق وصدق المرسلين ، حتى أعلن بالتوحيد على رؤوس الأشهاد وعبد الله وحده لا شريك له في كل حاضر وباد ، وامتلأت به الأرض تحميداً وتكبيراً لله وتهليلاً وتسبيحاً ، واكتست به بعد الظلم والظلام عدلاً ونوراً؟ وطابق بين قول المسيح : إن أركون العالم سيأتيكم وقول أخيه محمد صلى الله عليه وسلم : أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، آدم فمن دونه تحت لواثي ، وأنا خطيب الأنبياء إذا وفدوا وإمامهم إذا جمعوا ومبشرهم إذا أيسوا ، لواء الحمد بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي. وفي قول المسيح في هذه البشارة وليس لي من الأمر شئ إشارة إلى التوحيد وأنالأمر كله لله ، فتضمنت هذه البشارة أصلى الدين : إثباتب التوحيد ، وإثبات النبوة المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :36 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
وهذا الذي قاله المسيح مطابق لما جاء به أخوه محمد بن عبد الله عن ربه من قوله له : ليس لك من الأمر شيءفمن تأمل حال الرسولين الكريمين ودعوتهما وجدهما متوافقين متطابقين حذو القذة ، وأنه لا يمكن التصديق بأحدهما مع التكذيب بالآخر البتة ، وأن المكذب بمحمد صلى الله عليه وسلم أشد تكذيباً للمسيح الذي هو المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله ، وإن آمن بمسيح لا حقيقة له ولا وجود وهو أبطل الباطل ، وقد قال يوحنا في رسالته الأولى :أحبابي إياكم أن تؤمنوا بكل روح ، لكن ميزوا الأرواح التي من عند الله من غيرها واعلموا أن كل روح تؤمن بأن يسوع المسيح قد جاء وكان جسدانياً فهي من عند الله وكل روح لا تؤمن بأن المسيح قد جاء وكان جسدانياً فليست من عند الله بل من المسيح الكذاب الذي هو الآن في العالم. المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :37 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
اكتفي بهذا وسوف نواصل بعد اجازة العيد ان شاء الله تعالى المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :38 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
يمكن تحميل الكتاب كاملا من خلال الرابط ادناه حيث انه كتاب قيم
لم استطع الحذف او التلخيص اكثر فكله درر ورحم الله مؤلفه المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
أنتم, هداية, الجوزية, الحياري, القيم, كتاب:, قرأت |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
هداية الحياري في أجوبة النصارى | طائر السنونو | القسم النصراني العام | 7 | 11.11.2012 19:18 |
أنتم من تحت أما أنا فمن فوق أنتم من هذا العالم وأنا لست منه | Just asking | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 4 | 15.01.2011 07:33 |
موعظة بليغة للأخ الدكتور ساينس ونداء للنصارى الحيارى | * أبو هريرة السلفي * | قسم الصوتيات والمرئيات | 3 | 18.09.2010 03:30 |
من أروع ما قرأت | غايتي ربي رضاك | أقسام اللغة العربية و فنون الأدب | 10 | 29.08.2010 21:00 |
موسوعة الأحاديث الموضوعة للإمام ابن القيم الجوزية | أمــة الله | الحديث و السيرة | 5 | 14.05.2010 22:42 |