رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() ![]() بسم الله الرحمن الرحيم رعي الإبل خير من رعي الخنازير لما انهارت الخلافة الأموية بالأندلس في أوائل القرن الخامس الهجري، انقسمت الأندلس إلى دويلات صغيرة، وإمارات مستقلة، وأعلن كل أمير نفسه ملكا، ودخلت الأندلس في عصر جديد، عُرف باسم "ملوك الطوائف"، وكان يحكم أسبانيا في هذه الفترة ملك طموح عالي الهمة هو "ألفونسو السادس" كان هناك من أمراء الطوائف المعتمد بن عباد حين آل إليه حكم إشبيلية سنة (461 هـ = 1068م)، في الثلاثين من عمره، شابا فتيا، فارسا، شجاعا، شاعرا مجيدا، وأميرا جوادا، اتفاقية السلام غير أن المعتمد بن عباد سلك في سبيل تحقيق أطماعه وطموحاته مسلك أبيه وجده من ممالأة ألفونسو السادس ملك قشتالة على حساب إخوانه المسلمين، ولم يجد في نفسه غضاضة، وهو يقوم بدفع الجزية للملك القشتالي. وتوقيع اتفاقية السلام مع النصارى . المؤامرة : وكان من ثمار هذه السياسة المتخاذلة التي اتبعها المعتمد بن عباد وغيره من ملوك الطوائف أن سقطت طليطلة بعد حصار قصيرة في غرة صفر سنة (478 هـ = 25 من مايو 1085م) في أيدي القشتاليين، وكان لسقوطها دويٌّ هائل، وحزن عميق في العالم الإسلامي، ولم يكن سقوطها لعجز في المقاومة، أو ضعف في الدفاع، أو قلة في العتاد؛ بل سقطت لضياع خُلق النجدة والإغاثة، وضياع شِيم المروءة والأخوة، تركها جيرانها من الممالك الإسلامية وهي تسقط دون أن يمد لها أحد يدا، أو تهب قوة لنجدتها. الصحوة : شجعت مواقف ملوك الطوائف المخزية، أن يقوم "ألفونسو" -وقد ملأ الزهو والإعجاب نفسه، واستهان بملوك المسلمين- بالتهام حواضر الأندلس الأخرى؛ فراح يهدد سرقسطة وإشبيلية وبطليوس وغيرها، وأخذت قواته تجتاح أراضي المسلمين، وتخرب مدنهم ومروجهم، واستيقظ ملوك الطوائف على حقيقة مروعة ونهاية محتومة ما لم يتداركوا أمرهم، وتتحد كلمتهم على سواء؛ فسقوط طليطلة ليس عنهم ببعيد، وأدرك المعتمد بن عباد أنه أشد ملوك الطوائف مسئولية عما حدث الاستعانة بالمرابطين لم تكن قوى ملوك الطوائف تكفي لدفع خطر ألفونسو، وحماية أنفسهم من هجماته؛ فتطلعت أبصارهم إلى الضفة الغربية من البحر المتوسط؛ حيث دولة المرابطين، وكانت دولة قوية، بسطت نفوذها بالمغرب، واشتهر سلطانها "يوسف بن تاشفين" بحبه للجهاد وإقامة حكومة على العدل والقسطاس، وكان للمعتمد بن عباد يد طولى في الاستعانة بالمرابطين في جهادهم ضد القشتاليين، بعد أن أبدى بعض ملوك الطوائف تخوّفهم من أن يطمع المرابطون في بلادهم، وأظهروا ترددا في فكرة الاستنصار بهم، لانهم كانوا يتوقعون ان يسيطر يوسف على الأندلس بعد انتصاره على الفونسو وكادت الفتنة تستطير لولا أن أخمدها المعتمد بكلمته المأثورة التي سادت في التاريخ: "رعي الإبل خير من رعي الخنازير"؛ يريد بذلك أنه يفضل أن يكون أسيرا لدى أمير المرابطين يرعى إبله خير من أن يكون أسيرا لدى ملك قشتالة. معركة الزلاقة استجاب يوسف بن تاشفين لنداء أمراء الأندلس، فعبر إليهم بقوات ضخمة، وسارت قوى الإسلام المتحدة إلى قتال ألفونسو والتقى الفريقان في سهل الزلاقة بالقرب من بطليموس في معركة هائلة في (12 من رجب 479هـ = 23 من أكتوبر 1086م) ثبت فيها المسلمون، وأبلوا بلاء حسنا، وانتهت المعركة بانتصار عظيم، عُد من أيام الإسلام المشهودة، وقتل معظم الجيش القشتالي، ومن نجا منهم وقع أسيرا، وهرب ألفونسو بصعوبة بالغة في نفر قليل من رجاله جريحا ذليلا. سقوط دول الطوائف شاهد أمير المرابطين عند نزوله الأندلس ما عليه أمراؤها من فُرقة وتنابذ وميل إلى اللهو والترف ورغبة في الدعة، وانصرافهم عن الجهاد والعمل الجاد، وإهمال للرعية وتقاعس عن حماية الدين والوطن من خطر النصارى المتصاعد، فعزم على إقالة هؤلاء الأمراء المترفين المنشغلين بأنفسهم عن مصالح أمتهم، واخد يوسف بن تاشفين توحيد دول الطوائف والاستلاء عليه واحدة تلو الأخرة حتى سقطة إشبيلية 22 من رجب 484 هـ= 7 من سبتمبر 1091م). وتم اسر المعتمد ونفيه إلى المغرب هو و إل بيته ومات في السجن بعد أربع سنوات 11 من شوال 488 هـ = 1095م بذلك أخر سقوط الأندلس قرابة 400 سنة بعد إن ضحى بعرشه وملكه لكي لا تسقط الأندلس في يد النصارى اللذين اعملوا السيف في رقاب المسلمين وأقاموا محاكم التفتيش التي فجع الطاغية نابليون عندما استولى على اسبانيا بعد حوالي 300 سنة من ما كانوا يفعلونه بالنصارى اللذين على غير ملتهم فماذا لو رأى ماذا فعلوا بالمسلمين ! ومن شعر المعتمد في المنفى يصف حاله وحال أسرته في يوم العيد فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا فساءك العيدُ في أغمات مأسورًا ترى بناتك في الأطمارِ جائعة يغزلْن للناس لا يملكْنَ قِطميرا برزْن نحوَك للتسليمِ خاشعةً أبصارُهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا يطأْنَ في الطين والأقدام حافية كأنها لم تطأْ مسكا وكافورا ( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) من بريدى للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
ملوك الطوائف
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
الجمل
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() جزاكم الله خيرا اخي الحبيب موضوع قيم لاحرمت الاجر موضوع ذات علاقة https://www.kalemasawaa.com/vb/t8099.html#post88600 المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
أيهما نصدق؟ (صموئيل 2 أم ملوك 1) | الليث الضاري | مصداقية الكتاب المقدس | 6 | 22.07.2012 14:37 |
الاختلافات الجوهرية بين الطوائف النصرانية | خادم المسلمين | القسم النصراني العام | 4 | 12.06.2012 23:25 |
ملوك الرومان فى عصر سيدنا المسيح عليه السلام وبعده | ابو يونس | القسم النصراني العام | 0 | 11.07.2010 02:24 |