آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
يهوذا الإسخـريـوطى بين الخيـانة والـوفـاء فى الفـكــر المسـيحـى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / / / بقلم الفاضل زكريا ابومسلم أذكر دائمًا أنّ ضياع السّند في الأمّة المسيحيّة هو أحد أهمّ أسباب الانحراف الحضاري, ليس فقط في القضايا الدّينيّة وإنّما في القضايا التّاريخيّة أيضًا, ولم يمكن بحال من الأحوال تصحيحه رغم المحاولات العديدة من قبل المسيحيّيين كعقد المجامع المسكونيّة ومحاكم التّفتيش وترجمة الأناجيل وتصحيحها وغيرها. هذه الإنحرافات التي سبّبها ضياع السّند لا يزال وباله يعود على هذه الأمّة في كلّ مرّة بالطّوامّ والقواصم التي لا يستطيعون ردّها ولا تبريرها. ومن تتابع هذا الانحراف وآخر نتائجه ظهور هذا المكتوب الجديد المسمّى مكتوب يهوذا والذي أحدث ثورة بين الكنائس وعلى مستوى علمائهم وتحصّصاتهم. أوّل قضيّة يجب أن تعلم هو أنّ الفكر المسيحيّ عبر التّاريخ, ومع علم أصحابه بضياعهم في تراثهم وسندهم, قد حسم القضيّة منذ أوّل مجمع باعتماد الأناجيل الأربعة ورفض ما سواها, وبناء على هذه الأربعة تمّت بلورة الفكر المسيحيّ عبر التّاريخ, وكلّ ما وجد أو اكتشف عدا هذه الأناجيل الأربعة أرفق بالأناجيل الغير معترف بها, فكأنّ الفكر المسيحيّ قد رسم لنفسه حدود الأمان لعلمه بهشاشة بنيانه وقواعده, غير أنّ هذه الحدود كان ينظر إليها على أنّها تحافظ على مجال النّصوص الإلهيّة وفق الفكر الكنسي, وإن كانت نجحت في المحافظة عليها فيه, إلاّ أنّها أخفقت بشكل ذريع في منع المواجهات التي تأتي من خلال النّصوص التي بقيت خارج الحدود المرسومة, هذه المواجهات تتطوّر لتصبح أفكارًا تواجه الفكر المسيحيّ المعتمد وتهدّده, وهكذا يدخل الفكر المسيحيّ صراعًا ثيولوجيًّا مع الفكرة التي يعتبرها دخيلة. وقد ينجح في صدّ الفكرة إذا كانت مستمدّة من قوّة خارجيّة, لكنّه يعجز في دحضها إذا كانت هذه الفكرة تتغذّى ممّا تعتمد عليه الكنيسة , فتتطوّر الفكرة وتبقى على مدى التّاريخ تتشبّع بالمزيد من الرّكائز, وهذه هي نظريّة بقاء الأفكار وتطوّرها في الفكر النّصراني. ====================== ======== إنجيل يهوذا إضافة إلى كونه نموذجًا لهذه النّظريّة, فهو أيضًا يحمل من القوّة والعمق ما به استطاع أن ينسف أصول الفكر المسيحيّ. هذا الإنجيل فكرته العامّة حول يهوذا الإسخريوطي, فحينما يذكر إنحيل متّى أنّه خان المسيح عليه السّلام وغدر به مقابل دراهم ويضيف سفر الأعمال أنّه حصلت له ندامة على فعلته وعمد إلى الانتحار بشنق نفسه, يعمد إنجيل يهوذا إلى تصوير يهوذا الإسخريوطي على أنّه الوفيّ المخلص للمسيح, وأنّ المسيح اختصّه بعلم دون غيره من الحواريّين, مخبرًا إيّاه أنّه يعدّه لمهمّة نبيلة من أجل تمكين أمر اللّه, ليصبح إخبار يهوذا عن أمر المسيح ليس غدرًا, وإنّما تنفيذ مخلص لأمر تلقّاه من سيّده ! !!!!! وكلّ أصحاب الكنائس والمذاهب المسيحيّة ينفون كون يهوذا قد أوتي آثارة من علم أو أمر دون غيره من الحواريّين, بل يعتبرونه خائنًا غادرًا. غير أنّ شوكة الحلق تبدو جليّة في نصّ يوحنّا (13-27) حينما قال المسيح ليهوذا: ما سوف تعمله فاعمله بسرعة !" ويضيف النّص:ولم يفهم أحد من المتّكئين لماذا كلّمه به " اهـ. ويفسّر شرّاح الإنجيل بأنّ هذا القول من المسيح متوجّه إلى الشّيطان الذي دخل في روح يهوذا, لا إلى يهوذا نفسه !. وبابا الفاتيكان هذا بنديكت قال أنّ رفض هذا الإنجيل مسألة مفروغ منها, ويهوذا الإسخريوطي إنّما اختار خيانة المسيح من تلقاء نفسه, وبالتّالي فقد رفض حبّ اللّه وهو مطرود من رحمة اللّه. ولا مجال لقبول مواقف حول يهود غير هذه المواقف المعهودة عندنا. ==================== سألت مرّة أحد القساوسة : إذا كان المسيح قد كتب في الأزل أن يموت على الصّليب من أجل تطهير النّاس من الخطايا, وكان على علم بذلك, و أنّ مسألة الصّلب مسألة سبق في علم اللّه حدوثها, فإذا هي إذن حدثت وكانت مشيئة اللّه أن يكون يهوذا سببًا لحدوثها, فإذا كان كلّ المسيحيّيين لا خلاص لهم بهذا الدّم وبهذا الصّلب, أفلم يكن من الأجدر أن يخلصوا ليهوذا ويعظّموه ويثنوا عليه لكونه حقّق إرادة الرّب ؟ بدلاً من أن يلعنوه ويذمّوه ويصفوه بالخيانة ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فأجاب قائلاً: تعاملنا نحن البشر إنّما هو من منطلقاتنا البشريّة, فذمّنا ليهوذا لأنّه نموذج الخيانة, فقد خان المسيح وتعامل مع الشّيطان باعتبار هذه أحداث وقعت, أمّا إرادة اللّه فهي كائنة ولا نستطيع نحن البشر أن نتعامل معها. ومع أنّ جوابه هذا منطقيّ له بهذا المفهوم العام, إلاّ أنّه لا يستطيع الدّخول في مسائل القدر وإرادة اللّه عندهم لأنّها مسائل صعبة الولوج, عميقة المسلك, يخرج منها وقد عقل عقله بين يديه ! هذا هو موقف الكنائس من هذا الإنجيل, وعلى الرّغم من أنّ الجميع يتّفق أنّ إنجيل يهوذا ليس هو كاتبه باعتبار أنّه شنق نفسه كما تذكر الأناجيل, أو أنّه صلب في مكان المسيح كما تذكر الآراء الأخرى ويدعّمها هذا الإنجيل, يعمد الكثير من رافضي هذا الإنجيل إلى نسبته إلى الفكر الغنوصيّ وأنّه محاولة من الغنوصيّين تحطيم المسيحيّة من الدّاخل. =============== يروي هذا الإنجيل أنّ المسيح قال ليهوذا: "ستسمو عليهم جميعا وستضحي بالرجل الذي اتخذت هيأته". ممّا يعني أنّ المسيح قد هيّأ يهوذا لأمر عظيم, وقد كنت منذ زمن قبل اطّلاعي على أمر هذا الإنجيل أتوقّف كثيرًا عند نصّ إنجيل يوحنّا الذي ذكرته وهو قول المسيحي ليهوذا : "ما سوف تعمله فاعمله بسرعة !" وبين ما نرجّحه نحن المسلمين في وقوع الشّبه في المصلوب, رغم اختلاف الرّوايات في كون المشبّه به هل هو خائن أم فدى المسيح بنفسه, فإنّ إنجيل يهوذا هذا يؤكّد بكلّ وضوع نظريّة إلقاء الشّبه وأنّ أحدًا سوف يصلب في مكان المسيح عليه السّلام, وأقارنه مع ما أخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنهم قال: "لما أراد الله تبارك وتعالى أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وهم اثنا عشر رجلا من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال لهم: أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي؟ فقام شاب من أحدثهم فقال أنا. فقال عيسى: اجلس، ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا. فقال عيسى: اجلس. ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا. فقال نعم أنت ذاك. فألقى الله عليه شبه عيسى عليه السلام. قال: ورفع الله تعالى عيسى من رَوْزَنة كانت في البيت إلى السّماء. قال: وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبيه فقتلوه ثم صلبوه، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به..."اهـ أمّا قوله تعالى:"ولكن شبّه لهم" فهو دليل قويّ على نظريّة إلقاء الشّبه, ويبقى القرآن هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ويبقى من تبع هذا القرآن وهدايته لا يضل ولا يشقى, لأنّه تنزيل من حكيم عليم, أمّا الذي يضلّ ويشقى فهو الذي أضاع كتبه وحرّفها, وأصبح التّاريخ وأحداثه تلعب به وبعقيدته كما تلعب الرّياح بأوراق الشّجر, ولا يبقى من عقيدته أصل, وما بقي منه صار هشيمًا تذروه الرّياح لأنّه ليس تنزيلاً من حكيم عليم. ================== والآن بعد ظهور هذا الإنجيل, هل يمكن أن تنقلب شخصيّة يهوذا التي عرفت عند النّصارى بأبغض شخصيّة في التّاريخ, إلى أخلص شخصيّة إلى المسيح في التّاريخ.. فهل من مهتد ؟ للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
يهوذا الإسخـريـوطى بين الخيـانة والـوفـاء فى الفـكــر المسـيحـى
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
هبة الرحمن
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاكِ الله خيرًا اختي الغالية هبة الرحمن موضوع ذو صلة عن إنجيل يهوذا https://www.kalemasawaa.com/vb/t6933.html المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
والـوفـاء, الإسخـريـوطى, المسـيحـى, الخيـانة, الفـكــر, يهوذا |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
مخطوطة إنجيل يهوذا | د/مسلمة | المخطوطات و الدراسات النقدية | 9 | 04.11.2018 11:59 |
اضبط الجريمة الكبرى : زواج يهوذا من ثامار ؟؟؟؟؟؟ | سيف الاسلام م | مصداقية الكتاب المقدس | 1 | 04.01.2012 12:46 |
إنجيل يهوذا عاد سراً إلى القاهرة .. مفاجأة | ابو مصطفى | مصداقية الكتاب المقدس | 2 | 22.07.2010 11:43 |
هل هاجم بعشا يهوذا بعد موته بعشر سنين؟ | الليث الضاري | مصداقية الكتاب المقدس | 24 | 06.06.2010 16:17 |
أيهما نصدق؟! (موت يهوذا) | زهراء | مصداقية الكتاب المقدس | 4 | 05.12.2009 18:02 |