القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() لكل سالك في طريق الله عز وجل زينة تزينه وحلية تجمله، مثل التخلق بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم واتباع أوامر الله، وكنا في المقال السابق تحدثنا عن قطار النعيم، وهو طلب العلم الشرعي، ولكن المؤمن في طلبه للعلم لابد أن يتحلى ببعض الآداب، فنهضة الأمة لن تقوم إلا من خلال المسلم الخلوق الذي يتحلى بآداب النبي صلى الله عليه وسلم. ![]() وما رفع الله من رفع من أئمة العلم إلا لطهارة قلوبهم، ونقاء سرائرهم بعدما اختلطت بها آي الذكر الحكيم، وأحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؛ يقول سبحانه وتعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11] ![]() ![]() ![]() سلوكيات واجب التحلي بها: ![]() فالمروءة ومعاليها من محاسن الأخلاق، بل هي مرتبطة بالعدالة وقبول الشهادة والرواية، والكرم خصلة كريمة محمودة باتفاق العقلاء ![]() ![]() ![]() رفع الدرجات على قدر المعاملات: إن رفعتك عند الله أيها السائر في طريق الرحمن، على قدر تحليك بالآداب والأخلاق فقد ![]() وأخبر أنهم هم الذين يرون ما أُنزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق بقوله سبحانه وتعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ: 6]. فدل على أن تعلم الحجة والقيام بها يرفع درجات من يرفعها، كما قال تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} [الأنعام: 83]، قال زيد بن أسلم: بالعلم. فرفع الدرجات والأقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان، فكم ممن يختم القرآن في اليوم مرة أو مرتين، وآخر لا ينام الليل، وآخر لا يفطر، وغيرهم أقل عبادة منهم، وأرفع قدرًا في قلوب الأمة، فهذا كرز بن وبرة وابن طارق يختمون القرآن في الشهر تسعين مرة، وحال ابن المسيب وابن سيرين والحسن وغيرهم في القلوب أرفع. وكذلك ترى كثيرًا ممن لبس الصوف ويهجر الشهوات ويتقشف، وغيره ممن لا يدانيه في ذلك من أهل العلم والإيمان، أعظم في القلوب وأحلى عند النفوس، وما ذاك إلا لقوة المعاملة الباطنة وصفائها، وخلوصها من شهوات النفوس وأكدار البشـرية، وطهارتها من القلوب التي تكدر معاملة أولئك. وإنما نالوا ذلك بقوة يقينهم بما جاء به الرسول، وكمال تصديقه في قلوبهم، ووده ومحبته، وأن يكون الدين كله لله؛ فإن أرفع درجات القلوب فرحها التام بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وابتهاجها وسرورها؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [الرعد: 36]، وقال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]. ففضل الله ورحمته: القرآن والإيمان، من فرح به فقد فرح بأعظم مفروح به، ومن فرح بغيره فقد ظلم نفسه، ووضع الفرح في غير موضعه، فإذا استقر في القلب، وتمكن فيه العلم بكفايته لعبده، ورحمته له، وحلمه عنده، وبره به، وإحسانه إليه على الدوام؛ أوجب له الفرح والسرور أعظم من فرح كل محب بكل محبوب سواه، فلا يزال مترقيًا في درجات العلو والارتفاع بحسب رقيه في هذه المعارف ![]() ![]() ![]() ومن ذلك يعلم أن نيل شرف العلم وفضله لا يكون إلا لمن ربَّاه هذا العلم وزكاه حتى استقام باطنه وظاهره على آداب الشـرع الظاهرة والباطنة، ولذلك كان التزام الآداب هو السبيل للانتفاع بالعلم، كما قال عبد الله بن المبارك: ![]() ![]() ![]() ![]() الحصن الخامس: لما تغافل طلبة العلم عن الاهتمام بالآداب الشـرعية؛ ظهر الالتزام الهش، وظهرت الانحرافات الفكرية والسلوكية والأخلاقية، لأن تلك الآداب في حقيقة الأمر حصن الالتزام والإيمان، فإذا تُرِك ذلك الحصن؛ طمع الشيطان في الذي يليه، وهكذا، حتى تنقض عُرَى الإيمان الواحدة تلو الأخرى. قال الحجاوي رحمه الله: ![]() فما زال أهل الحصن متعاهدين حصن اللبن، لا يطمع العدو في الثاني، فإذا أهملوا ذلك؛ طمعوا في الحصن الثاني، ثم الثالث حتى تخرب الحصون كلها. فكذلك الإيمان في خمسة حصونٍ: اليقين، ثم الإخلاص، ثم أداء الفرائض، ثم السنن، ثم حفظ الآداب، فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها؛ فالشيطان لا يطمع فيه، وإذا ترك الآداب؛ طمع الشيطان في السنن، ثم في الفرائض، ثم في الإخلاص، ثم في اليقين ![]() ![]() ![]() الأدب من النبوة: فالأدب دليل على الالتزام الحقيقي، ولذا جُعل جزءًا من أجزاء النبوة، فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ![]() ![]() ![]() ![]() هدي السلف: كانت وصية سلفنا الصالح بتعاهد الأدب أكثر من وصيتهم بتعاهد العلم: ![]() وقال الأحنف بن قيس: الأدب نورُ العقل، كما أن النار نور البصيرة، وقال ابن سيرين رحمه الله: كانوا [أي الصحابة] يتعلمون الهدي [أي السيرة والهيئة والطريقة والسَّمْت] كما يتعلمون العلم، وقال بعضهم لابنه: يا بني، لأن تتعلم بابًا من الأدب أحب إليَّ من أن تتعلم سبعين بابًا من أبواب العلم. وقال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: ![]() ![]() ![]() ![]() وقال القاسمي رحمه الله: ![]() أدب الظاهر عنوان أدب الباطن: اعلم أيها السالك في طريق الله، أن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن، وحركات الجوارح ثمرات الخواطر، والآداب رشح الأرواح السامية، والنفوس المهذبة، والمعارف الراقية. فالإنسان مركب من جسد مُدْرك بالبصر، ومن روح ونفس مدركة بالبصيرة، ولكل واحد منهما هيئة وصورة؛ إما قبيحة وإما جميلة. ما وهب الله لامرئ هبة أفـضل من عقله ومن أدبه هما حياة الفتى فإن فُقِدا فإنَّ فـقـدَ الحياة أحسن به ![]() ![]() ![]() وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: ![]() فانظر إلى الأدب مع الوالدين كيف نجى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة، والإخلال به مع الأم تأويلًا وإقبالًا على الصلاة، كيف امتُحن صاحبه بهدم صومعته، وضرب الناس له ورميه بالفاحشة ![]() ![]() ![]() وتأمل أحوال كل شقي ومغتر ومدبر، كيف تجد قلة الأدب هي التي ساقته إلى الحرمان؟ وانظر أدب الصدِّيق رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أن يتقدم بين يديه، فقال: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ومن ثمَّ فإنك لا تتعجب أن يفرد أهل العلم مصنفات مستقلة في بيان الآداب الشرعية، مثل: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() المصادر: · مدارج السالكين، ابن القيم. · تربية الشباب "الأهداف والوسائل"، محمد الدويش. · جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب، القاسمي. · وقل ربي زدني علمًا، هشام مصطفى عبد العزيز. · آداب السامع والمتكلم، ابن جماعة. · غذاء الألباب، السفاريني. · مجموع الفتاوى، ابن تيمية. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
حلية السالك في طريق الله
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
بنت الجزيرة
المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة بن الإسلام بتاريخ
01.12.2010 الساعة 13:08 .
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() جزاك الله خيراً
موضوع أكثر من ممتاز ويا ليتنا نعمل بما فيه ولو عملنا بما فيه لتغير حالنا تم تقييم الموضوع وتثبيته المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]()
صدقت يا اخي ولما آل اليه حال المسلمين وخاصة العرب الى ماهو عليه نسال الله الهداية والصلاح للامة الاسلامية جزاك الله خيرا وشاكرة لك على التقييم والتثبيت جعله الله بميزان حسناتك لانه حقا موضوع اتمنى لو الجميع يطلع عليه لمافيه من الفائدة العظيمة |
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() موضوع جميل وقيم جدا أعجبنى الحصن الخامس ..
ربنا يعنا على المحافظة عليهم كلهم جزاك الله خيرا امى الفاضلة المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() جزاك الله خيرا واسال الله ان يأجرنا وإياكم بمانكتبه او ننقله مايفيد به المسلمين شاكرة مروركم واطلاعكم الكريم |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الله, السالك, حمية, طريق |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
الرد على شبهة حليب الام والنسب | جادي | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 12 | 05.10.2010 01:29 |
الإيمان بالله : عن طريق الفطرة , وعن طريق الأدلة – لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي . | لبيك إسلامنا | العقيدة و الفقه | 1 | 17.07.2010 16:40 |
حمية الجاهلية | Just asking | القسم الإسلامي العام | 0 | 21.09.2009 15:02 |
بروست مع أصابع البطاطا المقلية >> وكله يناسب من يتبع حمية غذائية | نوران | الطبخ و لوازمه | 5 | 15.06.2009 01:29 |