رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
..’،‘ الهِـجْــرَةُ النَّـبَــوِّيَـةُ ’،‘..
الحمدُ لله وكفى، وسلامٌ على عبادِهِ الذينَ اصطفى، الحمدُ لله الواحدِ الأحد الفرْدِ الصمد الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يتخذْ صاحبةً ولا ولدًا. أحمدُهُ وأستعينهُ وأستهديهِ وأشكرهُ له المنَّةُ ولهُ الفضلُ ولهُ الثناءُ الحَسَنُ، لكَ الحمدُ ربَّنا على ما أنعمْتَ علينا، الحمدُ للَّه الذي هدانا لهذا وما كُنَّا لنهتديَ لولا أنْ هدانا الله. والصلاةُ والسلامُ على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرَّةِ أعيننا محمَّد، بعثَهُ الله رحمةً للعالمين مبشِّرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنهِ وسراجًا وهَّاجًا وقمرًا منيرًا، فهدَى الله بهِ الأمَّةَ وكشَفَ بهِ عنها الغُمَّة فجزاهُ الله عنا خيرَ ما جزى نبيًّا من أنبيائهِ. وأشهدُ أنْ لا إلـه إلا الله الملكُ الحقُّ المبين، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا رسولُ الله الصادقُ الوعدِ الأمين، صلواتُ ربي وسلامهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ الطيبين الطاهرين .. .. ملتقى شباب أهل السنة .. الهجرة النبوية يعتبر حادث الهجرة فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية، هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية، ولقد كان لهذه الحادث آثار جليلة على المسلمين، ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن آثاره الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثاره شملت الإنسانية أيضاً، لأن الحضارة الإسلامية التي قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية، قدمت، ولا زالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته. فسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تحد آثارها بحدود الزمان والمكان، وخاصة أنها سيرة القدوة الحسنة والقيادة الراشدة قيادة محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وما نتج عن هذه الهجرة من أحكام ليست منسوخة ولكنها تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان ما دام حال المسلمين مشابهاً للحال التي كانت عليها حالهم أيام الهجرة إلى يثرب. وعلى هذا فإن من معاني الهجرة يمكن أن يأخذ بها المسلمون في زماننا هذا، بل إن الأخذ بها ضرورة حياتية، لأن الهجرة لم تكن انتقالاً مادياً من بلد إلى آخر فحسب، ولكنها كانت انتقالاً معنوياً من حال إلى حال، إذ نقلت الدعوة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة ومن حالة القلة إلى الكثرة، ومن حالة التفرقة إلى الوحدة، ومن حالة الجمود إلى الحركة. فالهجرة تعني لغة ترك شي إلى آخر، أو الانتقال من حال إلى حال، أو من بلد إلى بلد، يقول تعالى: »والرجزَ فاهجرْ« (المزمل 5)، وقال أيضاً: »واهجرهم هجراً جميلاً« (المزمل 10)، وتعني بمعناها الاصطلاحي الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، وهذه هي الهجرة المادية، أما الهجرة الشعورية فتعني الانتقال بالنفسية الإسلامية من مرحلة إلى مرحلة أخرى بحيث تعتبر المرحلة الثانية أفضل من الأولى كالانتقال من حالة التفرقة إلى حالة الوحدة، أو تعتبر مكملة لها كالانتقال بالدعوة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة. من أسباب الهجرة النبوية .. وضعت الهجرة النبوية المعالم الواضحة في بيان أن الإسلام حقيقة لاصورة، وأن الذين يحملون حقيقة الإسلام يستطيعون أن ينتصروا بها على جميع الخرافات المنتشرة في العالم، أما من يحملوا صورة الإسلام فقط فهم عاجزون عن الانتصار؛ لأنهم لايستطيعون التغلب على شهواتهم، ولايقدرون على الثبات على الحق عند الابتلاء والامتحان. ولهذا ربط الله بين المؤمنين الذين حملوا حقيقة الإسلام من أنصار ومهاجرين برباط الولاية والنصر، وقطع هذه الولاية بينهم وبين المؤمنين الذين حملوا صورة الإسلام فقعدوا عن الهجرة مع قدرتهم عليها: "إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا " {الأنفال: 72}. والواضح لنا أن الهجرة النبوية لم تكن محض اختيار النبي ؛ وإنما كانت تكليفاً من الله سبحانه وتعالى لنبيه، فنفذ المهمة كما أرادها الله تعالى. ومتى أراد الله أمراً فإنه واقع لا محالة مهما تكن الظروف المضادة، والأعمال المعاكسة، فإرادة الله واقعة؛ لأنه إذا أراد شيئاً قال له: كن، فيكون. وليس معنى التكليف الإلهي أن يركن الإنسان إلى الدعة والراحة، وترك الأمور تجري كما تجري، وإنما يجب أن يكون يقظاً واعياً، له اختيار فيما يفعل حتى لايخلط بين التوكل على الله المطلوب مع كل جهد،والتواكل الذي لا يصاحبه جهد وعمل. والتوكل مطلوب في هذه الأيام العصيبة على الأمة الإسلامية مع الجهاد، والجهد، والعمل؛ لتحرير بيت المقدس، ودعم الانتفاضة حتى يتم التحرير. كما أن الهجرة النبوية نجد فيها استعلاءً على جوانب الأرض ورغبات النفس، فقد فارق النبي مكة وهي وطنه، ومدرج شبابه، وفيها أهله وعشيرته؛ ليلتمس للإسلام أرضاً خصبة تترعرع فيها مبادئه، وتخفق في سمائها رايته. وعندما فارق أرض مكة، وأوشكت معالمها أن تغيب عن ناظريه التفت إليها قائلاً: "والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت". وعندما احتواه الطريق الطويل بين مكة والمدينة أنزل الله عليه آية تسرى عنه وتهون من شأن الجبارين الذين وقفوا في وجه دعوته، فقال تعالى: وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم {محمد: 13}. ففي هذه الآية الكريمة من دروس الهجرة درس عظيم يعلم المسلمين أن العاقبة للمتقين، وأن الغلبة للحق مهما تحالفت عليه قوى الشر والبغي، وأن الظلم الواقع بأمة مؤمنة بربها ونفسها لن يدوم طويلاً ما دامت هذه الأمة قائمة على حقها مستمسكة به مجتمعة حوله، وقد ورد عن رسول الله في الحديث الشريف: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته". ففي المدينة المنورة وضع الرسول الكريم مبدأ التعاون والإخاء حين آخى بين المهاجرين والأنصار.. فضرب بذلك الأنصار أروع المثل في الحب والإيثار، وسجل لهم القرآن الكريم هذا الموقف الإنساني الكريم في قوله تعالى: والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على" أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون {الحشر: 9}. أسباب الهجرة .. كانت هناك أسباب دفعت بالنبي إلى الهجرة من مكة إلى المدينة.. وهذه الأسباب تتركز في مجموعها على حرص النبي على سلامة سير الدعوة الإسلامية نحو القلوب المغلقة، ومن تلك الأسباب: 1- تصاعد العذاب من قبل الكفار تجاه المؤمنين المستضعفين حين تعرض المؤمنون الأوائل إلى صنوف من ألوان العذاب تقشعر منه الأبدان.. ومن أمثلة ذلك: مالقيه الصحابي الجليل بلال بن رباح، وياسر، وسمية، وابنهما عمار، وغيرهم كثيرون. فعملاً على تمكين الإسلام من الانتشار كان واجب الهجرة ليتسنى للمتشوقين من الدخول إلى الإسلام دون أن يصيبهم من العذاب ما يصيب هؤلاء المستضعفين، وقد زاد عدد المسلمين ازدياداً كبيراً بعد الهجرة، وخلاص المؤمنين من هذا العذاب. 2- الحصار الاقتصادي من قبل الكفار تجاه المسلمين وبني هاشم، فنظراً لعجز كفار قريش عن إيقاف توسع الدعوة الإسلامية قرروا القيام بعمل حصار اقتصادي كامل تجاه المسلمين وبني هاشم، حيث قاموا بإعداد صحيفة تحث على المقاطعة، وقاموا بتعليقها في جوف الكعبة وترتب عليها آثار سيئة تجاه المسلمين وبني هاشم حتى كادوا يأكلون أوراق الشجر من شدة الجوع.. وكان باستطاعة المسلمين أن يحتملوا ذلك كله لو أنه أتيح لهم حرية القيام بنشر الدعوة الإسلامية بأرض الجزيرة العربية إلا أن هذه الصحيفة كانت حائلاً بينهم وبين الاتصال بالعرب في غير المواسم الدينية القليلة مما ضيق عليهم إمكانية نشر الدعوة الإسلامية. 3- وفاة المؤيدين للنبي : لقد منّ الله عز وجل على النبي بمؤيدين له من أهله، يواسونه، ويخففون من آلامه، ويدافعون عنه، ويمنعون أذى الكفار من أن يصيبه. وذلك الذي وصل إلى درجة لايستطيع إنسان عادي احتمالها.. وهما: خديجة بنت خويلد زوج النبي ؛ حيث وقفت إلى جانبه بمالها وجاهها، ونصبت من نفسها مواسياً لجراحه وآلامه. وعمه أبو طالب فقد وقف أيضاً بجانب النبي على كفره في جميع المواقف يدافع عنه، ويحميه، وينتصر له وهو من هو في مكانته ومقامه من قريش. أما الآن فقد ماتا متتابعين في عام واحد، وألحق ذلك الحزن العميق في نفس النبي بفقدهما، الأمر الذي يستوجب معه ضرورة الهجرة إلى مكان آخر يجد فيه قوماً آخرين يدافعون عنه، ويؤمنون به. 4- كبرياء قريش وتعاليها: فكما هو معروف تاريخياً أن قريشاً كانت تتمتع بمكانة كبيرة بين العرب منذ القدم؛ حيث إنها حامية بيت الله تعالى الذي يجتمع فيه العرب جميعاً كل عام من شتى أرجاء الجزيرة العربية للقيام بالحج والتجارة وإنشاد الشعر والأدب، وقد حالت هذه المكانة بينها وبين الدخول في الإسلام الذي يسوي بين كل الناس قرشي وغير قرشي.. عربي وغير عربي. ---------------------- .. كل عام أنتم بخير .. .. أبا جعفر محمد آل عنان الهاشميّ .. .. ملتقى شباب أهل السنة .. من دروس الهجرة النبوية والناظر في الهجرة النبوية يلحظ فيها حكماً باهرة، ويستفيد دروساً عظيمة، ويستخلص فوائد جمة يفيد منها الأفراد، وتفيد منها الأمة بعامة. فمن ذلك على سبيل الإجمال ما يلي: 1- ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله .. ويتجلى ذلك من خلال استبقاء النبي لعلي وأبي بكر معه؛ حيث لم يهاجرا إلى المدينة مع المسلمين، فعليّ بات في فراش النبي وأبو بكرصحبه في الرحلة . ويتجلى كذلك في استعانته بعبدالله بن أريقط الليثي وكان خبيراً ماهراً بالطريق. ويتجلى كذلك في كتم أسرار مسيره إلا من لهم صلة ماسّة، ومع ذلك فلم يتوسع في إطلاعهم إلا بقدر العمل المنوط بهم، ومع أخذه بتلك الأسباب وغيرها لم يكن ملتفتاً إليها بل كان قلبه مطوياً على التوكل على الله عز وجل. 2- ضرورة الإخلاص والسلامة من الأغراض الشخصية .. فما كان عليه الصلاة والسلام خاملاً، فيطلب بهذه الدعوة نباهة شأن، وما كان مقلاً حريصاً على بسطة العيش؛ فيبغي بهذه الدعوة ثراء؛ فإن عيشه يوم كان الذهب يصبّفي مسجده ركاماً كعيشه يوم يلاقي في سبيل الدعوة أذىً كثيراً. 3- الإعتدال حال السراء والضراء .. فيوم خرج عليه الصلاة والسلام من مكة مكرهاً لم يخنع، ولم يذل، ولم يفقد ثقته بربه، ولما فتح الله عليه ما فتح وأقر عينه بعز الإسلام وظهور المسلمين لم يطش زهواً، ولم يتعاظم تيهاً؛ فعيشته يوم أخرج من مكة كارهاً كعيشته يوم دخلها فاتحاً ظافراً، وعيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى من سفهاء الأحلام كعيشته يوم أطلت رايته البلاد العربية، وأطلت على ممالك قيصر ناحية تبوك. 4- اليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين .. فالذي ينظر في الهجرة بادئ الرأي يظن أن الدعوة إلى زوال واضمحلال. ولكن الهجرة في حقيقتها تعطي درساً واضحاً في أن العاقبة للتقوى وللمتقين. فالنبي يعلّم بسيرته المجاهد في سبيل الله الحق أن يثبت في وجه أشياع الباطل، ولا يهن في دفاعهم وتقويم عوجهم، ولا يهوله أن تقبل الأيام عليهم، فيشتد بأسهم، ويجلبوا بخيلهم ورجالهم؛ فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة، أما العاقبة فإنما هي للذين صبرواوالذين هم مصلحون. 5- ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة .. ذلك في جواب النبي لأبي بكر لمّا كان في الغار. وذلك لما قال أبو بكر: والله يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى موقع قدمه لأبصرنا. فأجابه النبي مطمئناً له .. (ما ظنّك باثنين الله ثالثهما ) .. فهذا مثل من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والإتكال عليه عند الشدائد،واليقين بأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة. هذه حال أهل الإيمان، بخلاف أهل الكذب والنفاق؛ فهم سرعان ما يتهاونون عند المخاوف وينهارون عند الشدائد، ثم لا نجد لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً. 6- أن من حفظ الله حفظه الله .. ويؤخذ هذا المعنى من حال النبي لما ائتمر به زعماء قريش ليعتقلوه، أو يقتلوه، أويخرجوه، فأنجاه الله منهم بعد أن حثا في وجوههم التراب، وخرج من بينهم سليماً معافى. وهذه سنة ماضية، فمن حفظ الله حفظه الله، وأعظم ما يحفظ به أن يحفظ في دينه،وهذا الحفظ شامل لحفظ البدن، وليس بالضرورة أن يعصم الإنسان؛ فلا يخلص إليه البتة؛ فقد يصاب لترفع درجاته، وتقال عثراته، ولكن الشأن كل الشأن في حفظ الدين والدعوة. 7- أن النصر مع الصبر .. فقد كان هيناً على الله عز وجل أن يصرف الأذى عن النبي جملة، ولكنها سنة الإبتلاء يؤخذ بها النبي الأكرم؛ ليستبين صبره، ويعظم عند الله أجره، وليعلم دعاة الإصلاح كيف يقتحمون الشدائد، ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيراً كان أم كبيراً. 8- الحاجة إلى الحلم، وملاقاة الإساءة بالإحسان .. فلقد كان النبي يلقى في مكة قبل الهجرة من الطغاة والطغام أذىً كثيراً، فيضرب عنها صفحاً أو عفواً، ولما عاد إلى مكة فاتحاً ظافراً عفا وصفح عمن أذاه. 9- إستبانة أثر الإيمان .. حيث رفع المسلمون رؤوسهم به، وصبروا على ما واجهوه من الشدائد، فصارت مظاهرأولئك الطغاة حقيرة في نفوسهم. 10- إنتشار الإسلام وقوته .. وهذه من فوائد الهجرة، فلقد كان الإسلام بمكة مغموراً بشخب الباطل، وكان أهل الحق في بلاء شديد؛ فجاءت الهجرة ورفعت صوت الحق على صخب الباطل، وخلصت أهل الحق من ذلك الجائر، وأورثتهم حياة عزيزة ومقاماً كريماً. 11- أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه .. فلما ترك المهاجرون ديارهم، وأهليهم، وأموالهم التي هي أحب شيء إليهم، لما تركوا ذلك كله لله، أعاضهم الله بأن فتح عليهم الدنيا، وملّكهم شرقها وغربها. 12- قيام الحكومة الإسلامية والمجتمع المسلم .. 13- إجتماع كلمة العرب وارتفاع شأنهم .. 14- التنبيه على فضل المهاجرين والأنصار .. 15- ظهور مزية المدينة .. فالمدينة لم تكن معروفة قبل الإسلام بشيء من الفضل على غيرها من البلاد، وإنما أحرزت فضلها بهجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أصحابه إليها، وبهجرة الوحي إلى ربوعها حتى أكمل الله الدين، وأتم النعمة، وبهذا ظهرت مزايا المدينة، وأفردت المصنفات لذكر فضائلها ومزاياها. 16- سلامة التربية النبوية .. فقد دلّت الهجرة على ذلك؛ فقد صار الصحابة مؤهلين للاستخلاف، وتحكيم شرع الله،والقيام بأمره، والجهاد في سبيله. 17- التنبيه على عظم دور المسجد في الأمة .. ويتجلى ذلك في أول عمل قام به النبي فور وصوله المدينة، حيث بنى المسجد؛ لتظهر فيه شعائرالإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المسلم برب العالمين، وليكون منطلقاً لجيوش العلم، والدعوة والجهاد. 18- التنبيه على عظم دور المرأة .. ويتجلى ذلك من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة؛ فلم يخذلا أباهما أبا بكر مع علمهما بخطرالمغامرة، ولم يفشيا سرّ الرحلة لأحد، ولم يتوانيا في تجهيز الراحلة تجهيزاً كاملاً، إلى غير ذلك مما قامتا به. 19- عظم دور الشباب في نصرة الحق .. ويتجلى ذلك في الدور الذي قام به علي بن أبي طالب حين نام في فراش النبي ليلة الهجرة. ويتجلى من خلال ما قام به عبدالله بن أبي بكر؛ حيث كان يستمع أخبار قريش، ويزود بها النبي وأبا بكر. 20- حصول الأخوّة وذوبان العصبيات .. متى بدأ التقويم الهجري !! الصحيح المشهور أن عمر بن الخطاب أمر بوضع التاريخ. !! وسبب ذلك أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر: إنّه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس للمشورة، فقال بعضهم: أرّخْ لمبعث النبيّ، صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: لمهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: بل نؤرخ لمهاجرة رسول الله، فإن مهاجرته فرق بين الحق والباطل؛ قاله الشعبيّ. وقال ميمون بن مهران: رفع إلى عمر صكّ محلّه شعبان فقال: أيّ شعبان؟ أشعبان الذي هو آتٍ أم شعبان الذي نحن فيه؟ ثمّ قال لأصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ضعوا للناس شيئاً يعرفونه، فقال بعضهم: اكتبوا علي تاريخ الروم فإنهم يؤرخون من عهد ذي القرنين، فقال: هذا يطول، فقال: اكتبوا على تاريخ الفرس، فقيل: إن الفرس كلّما قام ملك طرح تاريخ من كان قبله، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله بالمدينة، فوجدوه عشر سنين، فكتبوا التاريخ من هجرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وقال محمد بن سيرين: قام رجل إلى عمر فقال: أرّخوا، فقال عمر: ما أرّخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم في شهر كذا من سنة كذا، فقال عمر: حسن، فأرّخوا، فاتفقوا على الهجرة ثم قالوا: من أي الشهور؟ فقالوا: من رمضان، ثمّ قالوا: فالمحرم هو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام، فأجمعوا عليه. وقال سعيد بن المسيب: جمع عمر الناس فقال: من أيّ يوم نكتب التاريخ؟ فقال عليّ: من مهاجرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفراقه أرض الشرك، ففعله عمر. ----------------------- إن قصة الهجرة علينا أن نتدبرها نحن المسلمين عامة، ونحن نمر بمحن وشدائد في هذا العصر، محن في الاقتصاد، محن في السياسة محن في نسق التراكيب الاجتماعية، ومحن في عدم المقدرة على تحرير بيت المقدس، ومحن في مناطق كثيرة من وطننا الكبير، نضطهد ونقتل، وتنهب ثرواتنا وتصفى مواقعنا، ولانجاة لنا إلا بالإسلام، علينا أن نعد الخطط، ونتوكل على ربنا ونحن نتولى التنفيذ، فهل نحن فاعلون؟! اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد النبيّ الأميّ وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ------------------------------- تم بحمد الله نسألكم الدعاء في ظهر الغيب ,‘.. جمع وترتيب ..‘, ,’‘.. الفقير إلى ربه تعالى الراجي رحمته ..’‘, .،‘ أبا جعفر محمد آل عنان الهاشميّ ‘،. غفر الله له ولوالديه وجزاهما خير الجزاء ,,’‘.. ملتقى شباب أهل السنة ..’‘,, للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
..’،‘ الهِـجْــرَةُ النَّـبَــوِّيَـةُ ’،‘..
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
أبا جعفر الهاشميّ
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
فلما ترك المهاجرون ديارهم، وأهليهم، وأموالهم التي هي أحب شيء إليهم، لما تركوا ذلك كله لله، أعاضهم الله بأن فتح عليهم الدنيا، وملّكهم شرقها وغربها. جزاك الله خيرا اخى الحبيب رائع جدا الموضوع |
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
حيا الله الأخ الفاضل
حياكم الباري وبارك فيكم المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
اللهم آآميـــــــــــــــــــــــن جزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل أبا جعفر الهاشمي على هذا الموضوع القيم بارك الله في قولك وعملك وجعله خالصاً لوجهه الكريم أخي الفاضل كل عام وأنت وآل بيتك بألف خير أن شاء الله يكون عام سعيد وخير عليك وعلى الأمة الإسلامية المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
حيا الله الأخت المباركة نورا حياكم الباري ولكم بالمثل وأخيَّرَ منه إن شاء الكريم وبارك فيكم ونفع بكم المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
..’،‘, ’،‘.., النَّـبَــوِّيَـةُ, الهِـجْــرَةُ |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|