القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
الزهد فى الدنيا - بنت الحرمين الشريفين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الزاهدين وإمام العابدين، أمابعد: فإن الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمن أنيكون فيها على جناح سفر، يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم. فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداً يبلغه إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنةوالنجاة من النار. إنما الدنيا إلى الجنة والنـــــار طريق *** والليالي متجر الإنسان والأيامسوق تعددت عبارات السلف في تعريف الزهد في الدنيا وكلها تدور على عدم الرغبة فيهاوخلو القلب من التعلق بها. قال الإمام أحمد: الزهد في الدنيا: قصر الأمل. وقال عبد الواحد بن زيد: الزهد في الدينار والدرهم. وسئل الجنيد عن الزهد فقال: استصغار الدنيا، ومحو آثارها من القلب. وقال أبو سليمان الداراني: الزهد: ترك ما يشغل عن الله. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ماتخاف ضرره في الآخرة، واستحسنه ابن القيم جداً. قال ابن القيم: والذي أجمع عليه العارفون: أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا،وأخذ في منازل الآخرة !!. فأين المسافرون بقلوبهم إلى الله؟ أين المشمرون إلى المنازل الرفيعة والدرجات العالية؟ أين عشاق الجنان وطلاب الآخرة؟ الزهد في القرآن قال الإمام ابن القيم: والقرآن مملوء من التزهيد في الدنيا، والإخبار بخستهاقلتها، وانقطاعها وسرعة فنائها، والترغيب في الآخرة والإخبار بشرفها ودوامها. ومن الآيات التي حثت على التزهيد في الدنيا: قال اللَّه تعالى: { إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازَّيَّنَتْ وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس، كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون } . 2- وقوله سبحانه: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَالنِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِوَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران:14]. 3- وقوله تعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُفِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُفِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ [الشورى:20]. 4- وقوله تعالى: قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌلِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً [النساء:77]. 5- وقوله تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [الأعلى:17،16]. أحاديث الزهد في الدنيا أما أحاديث النبيالتي رغبت في الزهد في الدنيا والتقلل منها والعزوف عنها فهي كثيرة منها: 1- قول النبيلابن عمر رضي الله عنهما: { كن في الدنياكأنك غريب أو عابر سبيل} [رواه البخاري]. وزاد الترمذي في روايته: { وعد نفسك من أصحاب القبور}. 2- وقال النبي : { الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر} [رواه مسلم]. 3- وقالمبيناً حقارة الدنيا: { ما الدنيا في الآخرة إلا مثل مايجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع} [رواه مسلم]. 4- وقال : { مالي وللدنيا،إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـأي نام ـ في ظل شجرة، في يوم صائف، ثم راح وتركها} [رواه الترمذيوأحمد وهو صحيح]. 5- وقال : { لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة، ما سقىكافراً منها شربة ماء} [رواه الترمذي وصححه الألباني]. 6- وقال : { ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناسيحبك الناس} [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]. 7- وقال : { اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصاً،ولا يزدادون من الله إلا بعداً} [رواه الحاكم وحسنه الألباني]. حقيقة الزهد في الدنيا الزهد في الدنيا هو ما كان عليه رسول اللهوأصحابه، فهو ليس بتحريمالطيبات وتضييع الأموال، ولا بلبس المرقع من الثياب، ولا بالجلوس في البيوت وانتظارالصدقات، فإن العمل الحلال والكسب الحلال والنفقة الحلال عبادة يتقرب بها العبد إلىالله ، بشرط أن تكون الدنيا في الأيدي، ولا تكون في القلوب، وإذا كانت الدنيا في يدالعبد لا في قلبه، استوى في عينه إقبالها وإدبارها ، فلم يفرح بإقبالها، ولم يحزنعلى إدبارها. قال ابن القيم في وصف حقيقة الزهد: وليس المراد ـ من الزهد ـ رفضها ـ أي الدنياـ من الملك، فقد كان سليمان وداود عليهما السلام من أزهد أهل زمانهما، ولهما منالمال والملك والنساء مالهما. وكان نبينامن أزهد البشر على الإطلاق وله تسع نسوة. وكان علي بن أبي طالب، و عبد الرحمن بن عوف، والزبير وعثمان رضي الله عنهم منالزهاد مع ما كان لهم من الأموال. ومن أحسن ما قيل في الزهد كلام الحسن أو غيره: ليس الزهد في الدنيا بتحريمالحلال ولا إضاعة المال، ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك. جاء رجل إلى الحسن فقال: إن لي جاراً لا يأكل الفالوذج، فقال الحسن: ولم؟ قال: يقول: لا أؤدي شكره، فقال الحسن: إن جارك جاهل ، وهل يؤدي شكر الماء البارد؟. أهمية الزهد إن الزهد في الدنيا ليس من نافلة القول، بل هو أمر لازم لكل من أراد رضوان اللهتعالى والفوز بجنته، ويكفي في فضيلته أنه اختيار نبينا محمدوأصحابه، قال ابن القيمرحمه الله: لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا، فإيثار الدنيا علىالآخرة إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، أو منهما معاً. ولذا نبذها رسول اللهوراء ظهره هو وأصحابه، وصرفوا عنها قلوبهم، وهجروها ولم يميلوا إليها،عدوها سجناً لا جنة، فزهدوا فيها حقيقة الزهد، ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب،ولوصلوا منها إلى كل مرغوب، ولكنهم علموا أنها دار عبور لا دار سرور، وأنها سحابةصيف ينقشع عن قليل، وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى أذن بالرحيل. أقسام الزهد قال ابن القيم رحمه الله الزهد أقسام: 1- زهد في الحرام وهو فرض عين. 2- وزهد في الشبهات، وهو بحسب مراتب الشبهة، فإن قويت التحق بالواجب، وإن ضعفتكان مستحباً. 3- وزهد في الفضول، وهو زهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاءوغيره. 4- وزهد في الناس. 5- وزهد في النفس، بحيث تهون عليه نفسه في الله. 6- وزهد جامع لذلك كله، وهو الزهد فيما سوى الله وفي كل ما يشغلك عنه. وأفضل الزهد إخفاء الزهد.. والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع. أقوال السلف في الزهد قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قدارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناءالدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل،وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة:197]. وقال عيسى بن مريم عليه السلام: أعبروها و لا تعمروها. وقال: من ذا الذي يبني على موج البحر داراَ؟! تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا. وقال عبد الله بن عون: إن من كان قبلنا كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم،وإنكم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم. قلت: هذا كان في زمان عبد الله بن عون، أما اليوم فإن أكثر الناس قد زهدوا فيالآخرة حتى بالفضلة !! الأسباب المعينة على الزهد في الدنيا 1- النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها ونقصها وخستها و ما في المزاحمة عليها منالغصص والنغص والأنكاد. 2- النظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات. 3- الإكثار من ذكر الموت والدار الآخرة. 4- تشييع الجنائز والتفكر في مصارع الآباء والإخوان وأنهم لم يأخذوا في قبورهمشيئاً من الدنيا ولم يستفيدوا غير العمل الصالح. 5-التفرغ للآخرة والإقبال على طاعة الله وإعمار الأوقات بالذكر وتلاوة القرآن. 6- إيثار المصالح الدينية على المصالح الدنيوية. 7- البذل والإنفاق وكثرة الصدقات. 8- ترك مجالس أهل الدنيا والاشتغال بمجالس الآخرة. 9- الإقلال من الطعام والشراب والنوم والضحك والمزاح. 10- مطالعة أخبار الزاهدين وبخاصة سيرة النبيوأصحابه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الزهد فى الدنيا - بنت الحرمين الشريفين
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
بن الإسلام
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الدنيا, الحرمين, الصمد, الشريفين |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
أخى ماذا أعددت لرمضان / بقلم بنت الحرمين الشريفين | بن الإسلام | رمضان و عيد الفطر | 1 | 19.06.2015 03:54 |
كيف تعرف أنك تحب الله - بنت الحرمين الشريفين | بن الإسلام | القسم الإسلامي العام | 0 | 17.11.2014 11:25 |
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم - بنت الحرمين الشريفين | بن الإسلام | القسم الإسلامي العام | 2 | 05.09.2013 10:52 |
زوجك جنتك ونارك / بنت الحرمين الشريفين | بن الإسلام | قسم الأسرة و المجتمع | 1 | 03.09.2011 14:58 |