رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
من دلائل النبوه
إخباره صلى الله عليه وسلم بغيوب تحققت فيحياته الغيب سر الله ، فهو وحده تبارك وتعالى الذي يعلمالسر وأخفى } وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقطمن ورقةٍ إلا يعلمها ولا حبةٍ في ظلمات الأرض ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍمبينٍ { (الأنعام: 59). والنبي صلى الله عليه وسلم كسائر البشر لا يعلمالغيب } قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملكٌ { (الأنعام: 50)، } قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلمالغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذيرٌ وبشيرٌ لقومٍ يؤمنون { (الأعراف: 188). فإذا ما أخبر النبي عن شيء من الغيوب؛ فإنما يخبر بشيء منعلم الله الذي خصه به وأطلعه عليه، ليكون برهان نبوته ودليل رسالته. ولقدأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن زهاء ألف أمر غيبي، بعضها في القرآن، وبعضها فيالسنة، وكل منها دليل على نبوته ورسالته. والغيوب التي أخبر بها صلى اللهعليه وسلم على ضروب، فمنها ما تحقق حال حياته صلى الله عليه وسلم، ومنها بعده ،ومنها ما يكون قريباً من الساعة، وفي كل ذلك دلائل على نبوته ورسالته. ومنالغيوب التي تنبأ بها صلى الله عليه وسلم ووقعت حال حياته خبر الريح التي تنبأ صلىالله عليه وسلم بهبوبها وهو منطلق وأصحابُه إلى تبوك فقال: ((ستهبُّ عليكم الليلةريحٌ شديدة، فلا يقُمْ فيها أحدٌ منكم، فمن كان له بعيرٌ فليشُدَّعِقاله)). قال أبو حميد رضي الله عنه راوي الحديث: فهبَّت ريحٌ شديدة، فقامرجلٌ، فحملته الريح، فألقته بجبلي طيء.[1> فمن الذي أخبر النبي صلى الله عليهوسلم بهبوب هذه الريح في زمن ما كان الناس يقدرون على التنبؤ بالطقس وحركات الرياح؟إنه الله الذي لا تغيب عنه غائبة. قال النووي: "هذا الحديث فيه هذه المعجزةالظاهرة؛ من إخبارِه عليه الصلاة والسلام بالمغيَّب، وخوفِ الضرر من القيام وقتالريح .. وفيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته , والرحمةِ لهم , والاعتناءِ بمصالحهم , وتحذيرِهم مما يضرُّهم في دين أو دنيا".[2> ومنإخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب تنبؤه بهزيمة الفرس وغلب الروم ، في وقت كادتدولة الفرس أن تزيل الإمبرطورية الرومانية من خارطة الدنيا، فقد وصلت جيوش كسرىأبرويز الثاني إلى وادي النيل، ودانت له أجزاء عظيمة من مملكةالرومان. سنواتٌ معدودة تمكن فيها جيش الفرس من السيطرة على بلاد الشام وبعضمصر، واحتلت جيوشهم أنطاكيا شمالاً، مما آذن بنهاية وشيكة للإمبرطوريةالرومانية. وأمام هذا الطوفان الفارسي أراد هرقل ملك الروم أن يهرب من عاصمةملكه القسطنطينية، وكاد أن يفعل لولا أن كبير أساقفة الروم أقنعه بالصمود وطلبالصلح الذليل من الفرس. ووسط هذه الأحداث - وخلافاً لكل التوقعات - أعلنالنبي صلى الله عليه وسلم في أجواء مكة المتربصة به وبدعوته أن الروم سينتصرون علىالفرس في بضع سنين، أي فيما لا يزيد عن تسع سنين، فقد نزل عليه قول الله تعالى: >غلبت الروم % في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون % في بضع سنين لله الأمرمن قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون % بنصر الله[ (الروم: 2-5). يقولالمؤرخ إدوار جِبن في كتابه "تاريخ سقوط وانحدار الإمبراطورية الرومانية": "في ذلكالوقت، حين تنبأ القرآن بهذه النبوءة، لم تكن أية نبوءةٍ أبعدَ منها وقوعاً، لأنالسنين العشر الأولى من حكومة هرقل كانت تؤذن بانتهاء الإمبرطوريةالرومانية". لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنبأ بانتصار المهزوم الذييكاد يستسلم لخصمه، ويحدد موعداً دقيقاً لهذا النصر الذي ما من شيء أبعد في تحققهمنه. وتناقلت قريش هذه النبوءة الغريبة التي خالفت أهواءهم التي مالت إلىجانب الفرس إخوانِهم في الوثنية، بينما أحب المسلمون انتصار الروم لأنهم أهل كتاب،واستبشروا بالخبر. قال ابن عباس: (كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس علىالروم، لأنهم وإياهم أهلُ أوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهمأهلُ كتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما إنهم سيَغلبون. فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً، فإنظهرنا [أي بدوام انتصار الفرس> كان لنا كذا وكذا [أي من الرهن>، وإن ظهرتم [أي بانتصار الروم> كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهر الروم [أيفي هذه السنينِ الخمس>. فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألاجعلته إلى دون العشر [أي طلب منه زيادة الأجل إلى تسع سنين، لأن البضع في لغة العربما دون العشر>، والله قد وعد بظفر الروم في بضع سنين. قال أبو سعيد: والبضع ما دون العشر. قال: ثم ظهرت الروم بعد، قال ابن عباس: فذلك قولهتعالى: >غلبت الروم % في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون % في بضع سنين [.[3> لقد كان الأمر كما تنبأ عليه الصلاة والسلام، ففي عام 623م ومابعدها استطاع هرقل أن يتخلص من لهوه ومجونه، وشن ثلاث حملات ناجحة أخرجت الفرس منبلاد الرومان. وفي عام 626م واصل الرومان زحفهم حتى وصلوا إلى ضفاف دجلةداخل حدود الدولة الفارسية، واضطر الفرس لطلب الصلح مع الرومان بعد هزيمتهم فيمعركة نينوى، وأعادوا لهم الصليب المقدس - عندهم - وكان قد وقع بأيديهم. فمنذا الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه النبوءة العظيمة؟ إنه وحي الله، وهودليل رسالته ونبوته عليه الصلاة والسلام. ولو تأملنا قوله تعالى: >غلبتالروم * في أدنى الأرض [ فإن أعيننا لن تخطئ برهاناً آخر من براهين نبوته صلى اللهعليه وسلم، فقوله تعالى: > في أدنى الأرض [ يشير إلى حقيقة علمية كشف عنها العلمالحديث، وهي أن البقعة التي انتصر فيها الفرس على الروم في منطقة الأغوار قريباً منالبحر الميت هي أدنى الأرض، أي أخفض مكان في الأرض كما تؤكده الموسوعة البريطانيةوغيرها[4>، إنه بعض علم اللطيف الخبير. ومما أطلع الله نبيه عليه منالغيوب التي لا يعرفها لولا إخبار الله له؛ خبر كتاب حاطب بن أبي بلتعة رضي اللهعنه الذي أرسله إلى قريش مع امرأة، يخبرهم فيه بعزم النبي صلى الله عليه وسلم علىغزو مكة. فلما كشف الله ذلك لنبيه؛ بعث علياً والزبيرَ والمقدادَ بنَالأسود، وقال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب، فخذوهمنها))، يقول علي رضي الله عنه : فانطلقنا حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحنبالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب. [5> قال ابن حجر: "وفيه من أعلام النبوةإطلاعُ الله نبيه على قصة حاطب مع المرأة".[6> ومثله من الإخبار المعجِزنعْيُه لقادة مؤتة الثلاثة - وقد استشهدوا في الشام - وهو في المدينة ، يقول أنسرضي الله عنه : نعى النبي صلى الله عليه وسلم زيداً وجعفراً وابنَ رواحة للناس قبلأن يأتيَهم خبرُهم ، فقال: ((أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابنرواحة فأصيب، وعيناه تذرفان؛ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح اللهعليهم)).[7> فالذي أعلم النبيَّ صلى الله عليه وسلم بمقتلهم قبل أن يأتيخبرهم إلى الناس هو الله علام الغيوب، قال الطحاوي: "وفيه عَلَمٌ ظاهر من أعلامالنبوة".[8> ومن إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب؛ تعريفه أبا هريرةرضي الله عنه بحقيقة الشيطان المتمثل في صورة رجل، ، وتنبؤه بأنه سيأتي مرة بعدمرة، فقد جاءه شيطان، يسرق من طعام الزكاة، فأمسك به أبو هريرة، ثم خلّى عنه لماشكى الفقر والعَيْلة. يقول أبو هريرة: فخليتُ عنه، فأصبحتُ، فقال النبي صلىالله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟)) فقلت: يا رسول الله، شكاحاجة شديدة وعِيالاً، فرحمته، فخليتُ سبيله، قال: ((أما إنه قد كذَبك, وسيعود))،قال أبو هريرة: فعرَفتُ أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنهسيعود)) ... وعاد الرجل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأطلقه أبوهريرة ثانية, فأخبره النبي بمقدَمِه ثالثة، فكان كما أخبر. فلما غدا إلىالنبي صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم: (( تعلم من تخاطب منذ ثلاثليالٍ يا أبا هريرة؟)) قال: لا، قال: ((ذاك شيطان)).[9> قال ابن حجر: "وفيه إطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على المغيَبات".[10> فهذه الغيوبوغيرَها مما أخبر به صلى الله عليه وسلم أدلةٌ واضحة وبراهينُ ساطعة على نبوة النبيصلى الله عليه وسلم، فهي غيوب أخبره بها عالمُ السر والنجوى. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
من دلائل النبوه
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
ابو اسامه المصرى
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاكم الله خيراً أسأل الله أن ينفع به جعله الله في موازين حسناتكم المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
حياكم الله اختى الفاضله المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
النبوه, دلائل |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
من دلائل النبوه | ابو اسامه المصرى | الحديث و السيرة | 2 | 25.02.2012 01:45 |
دليل لاهم المتون العلميه | كلمة سواء | كتب إسلامية | 2 | 13.01.2012 04:57 |
المتون العلمية | نور عمر | العقيدة و الفقه | 15 | 09.09.2011 18:47 |
من دلائل النبوة .. د. منقذ السقار | ابو الياسمين والفل | الحديث و السيرة | 12 | 02.05.2011 05:41 |
نساء بيت النبوه.... | مهندس محمد | الحديث و السيرة | 3 | 05.04.2010 08:56 |