القسم الإسلامي العام يجب تحري الدقة والبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
العدو المـــبين
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى من تبعه باحسان ليوم الدين أما بعد : أن من طبيعة النفس البشرية بل الفطرة التي فطر الله عليها كل مخلوقات الأرض، أنه يزداد حذرها عندما تحس بقرب عدوها منها. قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ). سورة البقرة أحبتي في الله الايات التي تصف الشيطان بأنه العدو المبين للانسان كثيرة وتؤكد بأنه أخطر عدو ويجب الحذر منه. وقال تعالى (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير. الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير) سورة فاطر أي لا تسمعوا قوله ، وقوله فاتخذوه عدوا أي اعملوا ما يسوءه وهو العمل الصالح . وقوله تعالى ( إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) إشارة إلى معنى لطيف وهو أن من يكون له عدو فله في أمره طريقان : أحدهما : أن يعاديه مجازاة له على معاداته . والثاني : أن يذهب عداوته بإرضائه ، فلما قال الله تعالى (أن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا) أمرهم بالعداوة وأشار إلى أن الطريق ليس إلا هذا ، وأما الطريق الآخر وهو الإرضاء فلا فائدة فيه لأنكم إذا أرضيتموه واتبعتموه فهو لا يؤديكم إلا إلى السعير . واعلم أن من علم أن له عدوا لا مهرب له منه وجزم بذلك فإنه يقف عنده ويصبر على قتاله ، والصبر معه الظفر ، فكذلك الشيطان لا يقدر الإنسان أن يهرب منه فإنه معه ، ولا يزال يتبعه إلا أن يقف له ويهزمه ، فهزيمة الشيطان بعزيمة الإنسان ، فالطريق الثبات على الجادة والاتكال على العبادة . وفي قوله تعالى (الذين كفروا لهم عذاب شديد ) فالمعادي للشيطان وإن كان في الحال في عذاب ظاهر وليس بشديد ، والإنسان إذا كان عاقلا يختار العذاب المنقطع اليسير دفعا للعذاب الشديد المؤبد ألا ترى أن الإنسان إذ عرض في طريقه شوك ونار ولا يكون له بد من أحدهما يتخطى الشوك ولا يدخل النار ونسبة النار التي في الدنيا إلى النار التي في الآخرة دون نسبة الشوك إلى النار العاجلة . أخي في الله بقي أن تعرف درجة قرب هذا العدو المبين منك لكي تأخذ حذرك منه . ففي الحديث الذي روته صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً فحدّثته، ثم قمتُ فانقلبت، فقام معي ليقلبني -وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد رضي الله عنهما-، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( على رسلكما، إنها صفية بنت حيي ) ، فقالا: سبحان الله يا رسول الله!، فقال: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يَقذف في قلوبكما سوءا -أو قال شيئا- ) ". متفق عليه،. أخي المبارك في هذه القصة نلاحظ ما قام به النبي –صلى الله عليه وسلم – بقوله : ( على رسلكما، إنها صفية بنت حيي ) ،وذلك قطعا لدابر الفكرة. فتملك الذهول الرجلين، وهتفا على الفور : " سبحان الله! "، تنزيهاً لله أن يقع نبيّه في ما يشين وهو الطاهر المطهّر، ونفياً قاطعاً أن يكون قد خطر على البال من أمثال تلك الواردات السيئة والظنون الرّديئة. ولكن الدرس الذي أراد النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يعلّمه أصحابه عن طبيعة عدوّهم، اللصيق بهم أينما كانوا وحيثما حلّوا: ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) . الشاهد من القصة السابقة بالله عليكم هل هناك عدوا أقرب من هذا القرب وأنه يجري من أبن أدم مجرى الدم. فأي حذر يلزمك أيها الصالح الا أن تكون يقظا ما حييت من هذا العدو المتربص ، حتى تلقى الله بقلب سليم. ولتعلم أخي أن هذا العدو لن يذخر من قوته شئ لينتصر عليك وأحذر أتباع خطواته قال تعالى ( ولاتتبعوا خطوات الشيطان) فأنه يجاهد لكي تشرك بالله وهو هدفه الاول فان لم يفلح أنتقل للعقبة الثانية ، وهو أن يجرك للبدعة فأن فشل في ذلك أنتقل للعقبة الثالثة وهو أن يدفعك للكبائر أجارنا الله وأياكم من ذلك فأن لم يستطع تحول للعقبة الرابعة وهي أرتكاب الصغائر والله أعلم كم من الصغائر نرتكب عسى الله أن يتوب علينا جميعا، فأن أعانك الله عليه وسلمت من ذلك فأنه في العقبة الخامسة يسوقك للتوسع في المباح ، فيفوت عليك الكثير من العبادات فأن لم يفلح أنتقل للعقبة السادسة فأشغلك بالمفضول عن الفاضل ، فاذا لم يستطع أن يوقع أبن أدم في الشر فهو على الاقل يقوم بتقليل خيره. ولكن أين أصحاب هذه العقبة فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقبات الأول. فإن نجا منها بفقه في الأعمال ومراتبها عند الله، ومنازلها في الفضل ومعرفة مقاديرها، والتمييز بين عاليها وسافلها، ومفضولها وفاضلها، ولا يقطع هذه العقبة إلا أهل البصائر والصدق من أولى العلم، السائرين على جادة التوفيق، قد أنزلوا الأعمال منازلها، وأعطوا كل ذي حق حقه. فإذا نجا منها لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لا بد منها، ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله وأنبياؤه وأكرم الخلق عليه وهي: عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير، فكلما علَت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله، وظاهر عليه بجنده، وسلط عليه حزبه وأهله بأنواع الأذى والتكفير والتضليل والتبديع والتحذير منه، وقصد إخماله، وإطفائه؛ ليشوش عليه قلبه ويُشْغِل بحربه فكره، وليمنع الناس من الانتفاع به، فيبقى سعيه في تسليط المبطلين من شياطين الإنس والجن عليه، ولا يفتر ولا يني، فحينئذ يلبس المؤمن لباس الحرب ولا يضعه عنه إلى الموت، ومتى وضعه أُسر أو أُصيب، فلا يزال في جهاد حتى يلقى الله أعاذنا الله وأياكم من الشيطان وشركه .. اللهم آمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المصادر: أقتباس من كلام ابن القيم في عقبات الشيطان السبع للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
العدو المـــبين
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
سعد بن سيف
المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
المبين, العدو |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
هم العدو فاحذرهم | pharmacist | قسم الحوار العام | 1 | 05.10.2013 11:22 |
العدو الحقيقي للمسلمين | أبوحمزة السيوطي | القسم الإسلامي العام | 6 | 12.07.2012 22:29 |
من هو العدو الذي يقاتل ضده أهل الإسلام مع الروم؟ | زهراء | الحديث و السيرة | 1 | 18.03.2011 13:34 |
هم العدو أيتها الغالية | أمــة الله | قسم الأسرة و المجتمع | 7 | 02.08.2010 12:15 |