رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
الخلاص في الديانات
سوشيانت: الخلاص الزرادشتي! ثمة طريقان إلى النهاية ضمن الزرادشتية: نهاية الإنسان كفرد ونهاية العالم ككل. والإثنان مترابطان عبر الدينونة: الدينونة الفردية للنفس وحدها، والدينونة الشاملة بعد القيامة للنفس والجسد معاً. الفرد يُدان اعتماداً على أعماله أو أعمالها، فينتهي أو تنتهي في الجنة أو الجحيم بحسب تلك الأعمال. لكن ثمة دينونة شاملة نهائيّة يقرر عبرها مصير العالم. يؤمن الزرادشتيون أن العالم سيستمر 12 ألف سنة، تنقسم إلى أربع حقب متمايزة عن بعضها. في الحقبة الأولى يكون الخير والشر منفصلين، في الحقبة الثانية يغزو الشر العالم الخيّر، أما في الثالثة فتستعر أوار الحرب بين القوتين. يعتقد الزرادشتيون أن الحقبة الأخيرة بدأت بولادة زرادشت وما تزال مستمرة. في السنوات الثلاثة آلاف الأخيرة يتوقع الزرادشتيون ظهور ثلاثة مخلصين بين المخلص والمخلّص الآخر ألف سنة. يدعى الأول أوشيدار، أي "الخيّر". وهذا سيولد من عذراء وهو أيضاً من نسل زرادشت الذي تحفظ نطفته في إحدى البحيرات؛ وحين تأتي عذراء بعمر الخامسة عشرة للإستحمام تتلقح من تلك النطفة ويولد بالتالي المخلّص الأول. فبحسب اليشت الثالثة عشرة، المقطع 62، من الأفستا؛ نقرأ: « لم يمت زرادشت وبقيت نطفته، إذ يحرسها 999999 من الأخيار والصالحين . وذات يوم، عند نهاية الزمان، ستحبل فتاة عذراء من هذه النطفة وسيولد شخص من هذه العملية ينتصر على الشرور وينقذ العالم». واسم هذه الفتاة العذراء " إِرِدَت فِذري ". وتذكر الأفستا اسمي فتاتين ثانيتين؛ هما "سروتَت فِذري" و"وَنغهوفِذري". تحبل هذه الصبايا بنطفة زرادشت ويولد ثلاثة موعودين من هذا الحمل الإعجازي. أما اسم آخر مخلوق فهو" أَستوَت إرِتَه " حيث تبدأ قيامة الأموات بظهوره وينتهي العالم المادي. ويكون هذا المخلوق المخلوق الأخير لأهورا مزدا إله الخير عند الفرس. لقد جاء في كتاب بندهش أحد الكتب الزرادشتية المكتوبة في القرون الإسلامية الأولى والذي يمتلئ بالقصص والروايات الأسطورية - منذ بدء الخليقة حتى قيامة العالم- من وجهة نظر الديانة الزرادشتية، أنه كان للنبي زرادشت ثلاث نساء. وأنه ذهب ثلاث مرات إلى نسائه وضاجعهن ولكن حيواناته المنوية كانت تسقط على الأرض لأنه هناك اعتقاد بولادة ثلاثة أطفال من هذه الحيوانات المنوية عند قيامة العالم. وكما أشرنا، فإنه في نهاية الإثني عشر ألف سنة من عمر العالم ستغتسل عذراء باسم " أَرِدَدبد " [ نلاحظ تغيّر الأسماء هنا] في بحيرة "كيانسه" وستحبل من نطف زرادشت ومن ثم سيولد سوشيانت المنقذ. ويقول ابراهيم پور داود حول ظهور الموعودين في المذهب الزرادشتي: « ونقول الآن إن ايزد نريوسنك (رسول اهورا مزدا) سيحمل نطف زرادشت من على الأرض ويسلم أمانته لناهيد ملاك الماء لكي تحفظها في بحيرة كيانسو (هامون) ويحرس (99 ألف و999) شخص من الأخيار والصالحين هذه النطف لكي لا تقع بيد قوى الشر (الغيلان) الذين ينوون إزالة هذه النطف». حين يصل المخلّص الأول إلى عمر الثلاثين، تتوقف الشمس في وضعية الظهيرة عشرة أيام. هذا يحصل قبل أن تهاجم الشمس عالم الكمال. مع مجيء المخلّص تسود بعض أفعال الخير وسوف يعيش الناس ثلاث سنوات بانسجام وسوف تتحسن الظروف ويبدأ إصلاح الكون. وسوف تفنى بعض المخلوقات المؤذية التي تنتمي لقوى الشر، مثل الذباب. المخلص الثاني يدعى أوشيدار- ماه ويولد بالطريقة ذاتها. ستقف الشمس عشرين يوماً هذه المرة وسوف يستمر الإصلاح ست سنوات ويفنى المزيد من الكائنات الشريرة. سيزداد اقتراب الجنة الأصليّة وحالة الكمال التي كانت للعالم في البداية. يتوقف الناس عن أكل اللحم ويصبحون نباتيين ولا يشربون غير الماء. لكن هذا لن ينهي الشر، فسوف يعاود الظهور بشكل أزهي داهاكا ( أو زاهاك = ضحاك)، وهو وحش كان البطل ثرايتاونا ( تهمورِث ) قد انتصر عليه وسجنه على قمة جبل دَماوَند. لكن الوحش ينجو، فيغزو العالم ويؤذي العناصر المقدّسة، أي النار والهواء والخضرة. يقوم بطل آخر هو كيريسابا (جمشيد) ويخلّص العالم من هذا الوحش وتتناقص من ثم قوة الشر. مع ذلك يخطط أزهي داهاكا للنجاة. في المرحلة الثالثة والأخيرة، يتم تخيل المخلّص الأخير سوشيانت بالطريقة ذاتها حيث نراه يهزم في نهاية الأمر كل قوى الشر. ويصل العالم إلى حالة كمال مع هزيمة نهائية للمرض والموت وكل قوى الشر والفوضى. ويقيم سوشيانت الموتى من حيث ماتوا. ويساق الناس جميعاً إلى مكان الدينونة حيث يشهدون أفعالهم الخيرة والشريرة. سيذهب الأشرار إلى جهنم والأخيار إلى الجنة ثلاثة أيام وثلاث ليال. الدينونة الأخيرة للفرد لا تتضمن غير النفس، في حين أن الدينونة العامة تتعلق بالنفس والجسد، أي أنها تتضمن قيامة الجسد. والبشر ككائنات كاملة يجتازون اختبارات عديدة، مثل العبور في معدن منصهر. ينسكب المعدن الحار على الأرض منقيّاً إياها ومعيداً إياها إلى حالة كمال وتوحد. ويجتاح جدول المعدن المصهور الأرض حاصداً الناس ومحولهم أطهاراً ومتناسقين أيضاً. أما منحة الخلود فتعطى حين يحتفل سوسشيانت، بوصفه كاهناً، بالذبيحة النهائية حين يموت الحيوان الأخير، الثور، لخدمة الإنسان. ومن شحم الثور والهَوما (مشروب الزرادشتيين المقدّس) الميثولوجيّة من البحر الكوني يتم تحضير أكسير الأبديّة. سيركض أهريمن وأزهي إلى جهنم كي ينجوا وسيدمّر المعدن المصهور جهنم وأزهي. أما أهريمن فيضحي عاجزاً ومن ثم يمحق. مع استواء الأرض واسترداد البشر وحدتهم الأمثوليّة للجسد والنفس تصبح البشريّة من جديد الوحدة التامة للروح والمادة التي نواها الله أصلاً. وقرب البحيرة إياها، ثمة جبل باسم جبل الرب، يعيش في سفوحه قوم من الموحدين والأتقياء. وفي كل ربيع وبالأخص في عيد النيروز يرسلون بناتهم كي يستحممن في البحيرة. وعندما يقترب وقت ظهور الموعود هوشيدر، ثلاثون سنة قبل شروع ألفيته يعني ثلاثين عاماً قبل انتهاء الألفية العاشرة ، ستستحم عذراء ذات 15 ربيعاً من عائلة وَهوروتش أو بهروز بن فريان والذي تعود أصوله إلى ايسدواستر، ابن زرادشت، في البحيرة، وستتجرع رشفة من الماء وتحبل فورا. سوشيانت: المعنى وتفاصيل أخرى لقد تم تعريف المنجي الموعود في الأفستا، كتاب الزرادشتيين المقدّس، المسمى بسوشيانس عادة، على أنه «المخلص والمنقذ». وقد وردت هذه المفردة في اللغة البهلوية بلفظ سوشيانت وسيوسوش المشتقتين من كلمة "سود" بمعنى الفائدة والانتفاع. وردت هذه الكلمة في الأفستا، بلفظ سئوشيانت (Saoshyant) ؛ أما في البهلوية، اللغة الفارسية القديمة، فنجدها بأشكال مختلفة نذكر منها: سوشيانت، سوشيانس، سوشانس، سوشيوس أو سيوشوس. وقد وردت كلمة سوشيانس بصيغتي المفرد والجمع في «الجات» أو أناشيد زرادشت النبي. وفي عدد من آيات "الجات"، يطالعنا لقب لزرادشت، في صيغة المفرد، سوشيانت، بمعنى المنقذ أو المنجي. ويمكننا أن نشير إلى هذا المثال: «متى سندرك، يا مزدا ويا أشاكه، يا من أنت ماهر وقادر على من يبغي قتلي؛ فإن جزاء امرؤ طيب القلب، يجب أن نطلع عليه جيداً؛ لذلك يأمل المنجي (سوشيانت) أن يطلع على قدره». وقد ذكر سوشيانت ثلاث مرات بصيغة الجمع، في إحداها: «يا أهورا مزدا! إن طريق الحُسن الذي أريتني إياه، لهو طريق المنقذين (السوشيانتيين)». يبّين من هذه المقاطع أن الاعتقاد بموعود آخر الزمان والذي سينقذ العالم من براثن أهريمن ويعود على البشر بحياة آمنة، كان متجذراً عند الإيرانيين القدماء وربما ينسب إلى مؤسس دين مزديسنا نفسه. وفي أجزاء أخرى من الجات، حيث ترد كلمة سوشيانت بصيغة الجمع، يكون المقصود بالأمر أصحاب الدين. بعبارة أخرى، إن قادة الدين وخلفاء زرادشت والأبرار والزهاد الذين ينفعون الناس ويهدونهم إلى الطريق القويم ويمسون عاملا للفلاح والسعادة ويزيلون الشوائب عن الدين، يسمون بالسوشيانيين. وفي أجزاء أخرى حيث ترد المفردة أيضاً بصيغة الجمع، يكون القصد هو الموعودين الثلاثة في مذهب مزديسنا (الزرادشتية) أو أبناء زرادشت المستقبليين، والذين سيظهرون أخيرا ويقومون بإحياء المذهب الزرادشتي وتحديثه ويعمّرون العالم المتلف والمدمر، ويجعلونه جديدا نشطاً . على كلٍ فإن التفسير الأدق لسوشيانس موجود في أجزاء أخرى من الأفستا، حيث يكون المنقذون ثلاثة أشخاص: 1. اوخشيت ارته، وهومن ينمي القانون المقدس 2. اوخشيت نمنغه، وهو من يقيم الصلاة 3. استوت ارته، وهو الشخص الذي يصل الناس من شعاع نوره إلى الحياة الفانية. ولكن في كتب الروائية البهلوية الأخرى هناك أسماء أخرى للموعود الأول والثاني والثالث. وجاء بعض من تنبؤات زرادشت حول ظهور وعلائم سوشيانس في كتاب «بهمن يشت». وفي الجزء الأخير من كتاب «زندبهمن يَسن» والذي هو شرح وتفسير للأفستا، تمت الإشارة إلى ظهور مصلح عالمي ونهاية حكومته بفعل يوم الحساب: «إذاً سيطهر سوشيانس الخلق مرة أخرى ويكون آخر شخص ليوم الآخر.» ويقول إن القصد من سوشيانس هنا، هو آخر منقذ لمذهب الزرادشتي. وبتصريح الأفستا فإن زرادشت ليس أكبر سوشيانس وآخر المنقذين، بل استناداً على هذا الجزء، هم أشخاص يقومون بتحديث العالم ويجعلون البشر خالدون. في ذلك الوقت ينبعث الأموات مرة أخرى وينقشع الموت عن الأرض؛ يظهر سوشيانت ويجدد العالم كما يحلو له. عندما يسأل گشتاسب الملك عن كيفية ظهور سوشيانس وإداره العالم، يشرح جاماسب الحكيم، تلميذ زرادشت أن: «سوشيانس سيروج الدين في العالم، ويزيل الفقر والشظف، وينقذ الآلهة من جور أهريمن، ويوحد فكر وكلام وعمل شعوب العالم». وفي كتاب «الزند»، الذي يعتبر من كتب الزرادشتين المقدسة، وبعدما يتم الكلام حول شيوع الفساد في آخر الزمان ويتم التذكير بأن القوة والمجد سيكونان مع أتباع أهريمن الشرير، نقرأ: عندها ينجد أهورا مزدا الآلهة، وسيكون الانتصار العظيم للآلهة وينقرض الأهريمنيون… وبعد انتصار الآلهة ودحر نسل أهريمن، سيصل العالم إلى سعادته الأساسية، وسيجلس البشر على أريكة السعادة … الشيعة والزرادشتيّة: ينقل «جاماسب» في كتابه الشهير «جاماسب نامه» عن زرادشت قوله: من أبناء الذكور لإحدى بنات النبي والتي اسمها "شمس العالم" و"شاه زمان" سيحكم أحدهم بتفويض من الآلهة وهذا الشخص هو الخليفة الأخير للنبي . دون أن ننسى إن إحدى زوجات الحسين كانت أميرة فارسيّة. ونقرأ في جزء آخر من الكتاب: سيظهر رجل من بلاد العرب، من أبناء هاشم رجل كبير الوجه، كبير الجسم والساق، ويكون على دين جده، مع جيش عظيم، ويتجه إلى إيران ويعمر الأرض ويملأها عدلا . ويضيف في كتابه: إن نبي العرب هو آخر الرسل وسيظهر من جبال مكة… ومن أبناء النبي سيظهر شخص في مكة يصبح خليفته ويكون على دين جده… ومن عدله سيشرب الذئب مع النعجة من غدير واحد وسيتبع العالم كله مذهبه. الخلاص في اليهوديّة والمسيحيّة: المسيح المنتظر: المسيح ( بالعبرية ماشيح מָשִׁיחַ؛ بالآراميّة مشيحا משיחא ؛ بالسريانيّة مشيحوܡܫܺܝܚܳܐ؛ باليونانيّة مسياس Μεσσίας ؛ باللاتينيّة مسياس Messias )؛ وتعني عند الجميع الشخص الذي يُمسح. في التقليد المسياني اليهودي أو الاسكاتولوجيا اليهوديّة، يشير المسيّا إلى ملك مستقبلي لإسرائيل من سلالة داوود، يحكم شعب أسباط إسرائيل الموحد ويعلن الزمن المسياني المميز بالسلم الكوني. بالعبريّة الفصحى يسمّى ملخ هامشيح מלך המשיח، التي تعني الملك الذي يمسح. يؤمن المسيحيّون أن النبوءات الموجودة في العهد القديم إنما تشير إلى مخلّص روحاني، وهو ما تثبته مقاطع من سفر إشعياء: « ها أن الصبيّة تحمل فتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل » (14:7 ). لكن نلاحظ هنا أن الترجمة السائدة بين المسيحيين للفظة " علماه " العبرانيّة إنما تتبنى الترجمة السبعينية اليونانيّة للعهد القديم. فعلماه لا تعني عذراء، بل صبيّة أو امرأة تزوجت منذ برهة قصيرة. هنالك نص آخر من السفر ذاته: « طعن بسبب معاصينا وسحق بسبب آثامنا؛ نزل به العقاب من أجل سلامنا؛ وبجرحه شفينا » ( 5:53 ). وهم يعتقدون، بعكس اليهود، أن يسوع هو المسيح. والنسخة السبعينيّة اليونانيّة من العهد القديم تترجم المواضع التسعة والثلاثين كلها التي ورد فيها التسمية مشيح بلفظ خريستوس Χριστός. في إنجيل يوحنا نجد الترجمة اليونانيّة، مسياس، مرتين ( 41:1؛ 25:4 ). اليهوديّة: مفهوم المسيح في التاناخ (العهد القديم) غير شائع ولا موحد المضمون. فالمصطلح مستخدم هنا لوصف الكهنة الإسرائيليين، الأنبياء، والملوك الذين يمسحون بالزيت أثناء تكريسهم لمناصبهم. على سبيل المثال، يقال عن كوروش الكبير، ملك فارس، إنه "مسيح الله" في العهد القديم. وذلك كما يفسّر الأمر الحاخام أرييه قبلان. كذلك فهو يستخدم في العهد القديم لوصف أحد ملوك اليهود، كهنة يهود، أنبياء، الهيكل اليهودي وأدواته والخبز غير المخمر. التاناخ يحتوي عدداً (العدد محط جدل) من النبوءات حول النزول المستقبلي للملك داوود الذي سيمسح باعتباره القائد الجديد للشعب اليهودي. يعتقد المسيحيّون أن دانيال كان نبيّاً، وأنه ألمح إلى زمن مجيء المسيح، الأمير مشيح ناغيد. لكن الأرجح، إذا ما راجعنا سفر الملوك الثاني، الإصحاح الرابع، أن يكون هذا المشيح عظيم الكهنة أونيا الثالث. وكان هذا قد عزله وقتله رجال أنطيوخس ابيفانس عام 175 تقريبا. تشير نبوءات دانيال إليه على أنه منحدر من نسل داوود، والذي سيعيد بناء أمة إسرائيل، فيقتل الأشرار، ويدين العالم كله في النهاية. يعتقد اليهود الإصلاحيّون أنه كان ثمة مسحاء عدة – أي كل من مسح من الملوك والكهنة، بمن فيهم داوود وسليمان وهارون وشاؤول. الأخير، وهو أول ملك، يقال إنه " ممسوح من قبل الرب". حين يتحدّث اليهود الحاليّون عن مسيح المستقبل، فهم يقصدون مسيحين إثنين: مشيح بن يوسف ومشيح بن داوود. لكن "بن" العبريّة تعني أما ابن فلان أو ينحدر من صلبه. يمكن أن تعني الكلمة أيضاً "بطريقة"، أي سيكون هنالك مشيح بطريقة يوسف أو داوود. ثمة تفسير حاخامي شائع يقول إنه هنالك مسيح كامن في كل جيل. فالتلمود، الذي غالباً ما يستخدم قصصاً من أجل غايات أخلاقيّة، يخبرنا عن حاخام محترم للغاية يجد المسيح على بوابات روما فيسأله، «متى ستأتي أخيراً؟». واندهش للغاية حين قيل له، «اليوم». وممتلئاً بالفرح والتوقع، انتظر الرجل طول النهار. في اليوم التالي عاد محبطاً ومتحيراً، وسأل، «قلت أن المسيح سيأتي اليوم لكنه لم يأت! ماذا حصل؟» أجاب المسيح، «يقول الكتاب المقدّس، "اليوم"، إذا استمعتم لصوته». لكن التلمود البابلي ايضاً، في رسالة لعابودا زارار، يقول إن عمر العالم ستة آلاف سنة: الألفان الأوليان طوهوبوهو(عماء)؛ الثانيتان، ألفا التوراة؛ والثالثتان ألفا المسيح. ومن أهم أسباب عدم إيمان اليهود بيسوع كمسيح، بعكس المسيحيين والمسلمين، هو مجيئه قبل أوانه. المسيحيّة: ظهرت المسيحية عام 30 للميلاد تقريباً كحركة بين اليهود والأغيار الذين اعتقدوا أن يسوع هو المسيح. فالمسيحيون يؤمنون أن يسوع هو المسيح الذي كان اليهود في انتظاره: أول ما فعله أندرياس أنه فتش عن أخيه شمعون وقال له: «وجدنا المسيح». وجاء به إلى يسوع. مع ذلك، فالمفهوم المسيحي للمسيح باعتباره "الكلمة صار جسداً" يختلف عن مثيليه في اليهوديّة والإسلام في أن اللاهوت الأساسي المسيحي يعتبر يسوع إلهاً، كما تقول عقيدة نيقية: «إله من إله، مولود غير مخلوق». في العهد الجديد، غالبا ما يقال عن يسوع إنه " ابن الإنسان"، الذي تفسّره المسيحيّة استناداً إلى سفر دانيال 7: 13-14: « وكنت أنظر في رؤياي ليلا فإذا بمثل ابن الإنسان آت على غمام السماء فبلغ إلى قديم الأيام وقرّب إلى أمامه. وأوتي سلطاناً ومجداً وملكا فجميع الشعوب والأمم والألسنة يعبدونه وسلطانه سلطان ابدي لا يزول وملكه لا ينقرض ». وكما هو معروف، فالآيات من 4:2 إلى 28:7 مكتوبة بالآرامية. ولفظ "بار ناشا الآرامي" ( = بن آدم العبراني )، يعني الإنسان، كما يخاطب الله النبي في سفر حزقيال. لكنها هنا تدل على إنسان يفوق البشر. وهكذا فيسوع ذاته يستخدم هذا اللقب على أنه مطالبة مباشرة بكونه المسيح ( لوقا 24: 45-47؛ متى 20:8 ). والمسيحيّة تمضي في تفسيرها لمقاطع كثيرة من العهد القديم على أنها تتنبّأ بقدوم المسيح، وتعتقد أن العديد من النبؤات المسيانيّة تحققت في رسالة يسوع وموته وقيامته؛ وتحاول الكنيسة بالتالي نشر تفسيرها بأن المسيح هو المخلّص الأوحد، وأن يسوع سوف يعود لإكمال ما تبقى من النبوءة المسيانيّة بشكل بشري. فما هو المجيء الثاني للمسيح؟ رغم أن الاختلافات تعم بين الكنائس وفق انتماءاتها المذهبيّة بالنسبة لمجيء المسيح الثاني، يمكن تعريف هذا المصطلح، وفق معظم من يعتقد به من اللاهوتات المسيحيّة، بأنه العودة المنتظرة ليسوع من السماء، التي صعد إليها بعد صلبه، إلى الأرض؛ حدث تكتمل به سمات النبوءة المسيانيّة، مثل قيامة الموتى، الدينونة الأخيرة للأموات والأحياء والقيام التام لمملكة الله على الأرض، بما في ذلك العصر المسياني. مع ذلك، فالمؤمنون من المسيحيين بالمجيء الثاني يختلفون كثيراً فيما بينهم بخصوص تفاصيل هذا المجيء. المجيء الثاني يتكرر كثيراً كعقيدة في العهد الجديد، خاصّة في صورة عودة يسوع كمسيح ديّان للأحياء والأموات ( أع 42:10 ) والمسكونة بالعدل ( السابق 31:17 ). وفي هذا اليوم يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح ( روم 2: 5-16)؛ الرب الذي سينير خفايا الظلام (1 كو5:4 )؛ فأمام كرسي المسيح ينال كل واحد بسبب ما صنع، خيراً كان أم شرّاً ( 2 كو10:5 )؛ لأنه سيدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته (2 تيم 1:4)، الذي سيتأنى الأخوة إلى مجيئه ( يعقوب 7:5 ). ومثل سوشيانت تماماً في الميثولوجيا الزرادشتيّة، نجد أنه «سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه » (2 تسا 8:2). يسوع المسيح سوف يظهر ( 1 تيم 14:6 )، الذي سيدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته ( 2 تيم 1:4 )، والذي انتظاره مترافق بانتظار الرجاء المبارك ومجد الله العظيم (تيطس 13:2). إن يوم الربّ كلص في الليل هكذا يجيء (1 تسا 2:5). لكن في إنجيل لوقا نجده يوماً لابن الإنسان ( 30:17 ). وإذا ما استشهدنا بنص من خارج الرسائل والأناجيل الإزائيّة، نجد بضع آيات في الإنجيل "اللاهوتي"، يذكرنا هنا أيضاً بسوشيانت، يقول، على لسان المسيح: «إن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير» ( يوحنا 40:6 ). في الأناجيل الإزائية أمثلة عديدة يشير فيها يسوع إلى نفسه بأنه ابن الإنسان، أو يتحدّث عن الدور الذروي لقدوم ابن الإنسان (غالباً "بالمجد" أو "في ملكوته")؛ وكما لاحظنا آنفاً، يستخدم يسوع لقب ابن الإنسان كأحد أشكال المرجعيّة الذاتيّة مطبقاً على شخصه صورة مسيانيّة هامة من الأقسام الرؤيوية في سفر دانيال عن: "ابن الإنسان "الذي سيأتي" على غمام السماء فبلغ إلى قديم الأيام وقرّب إلى أمامه. وأوتي سلطاناً ومجداً وملكا فجميع الشعوب والأمم والألسنة يعبدونه وسلطانه سلطان أبدي لا يزول وملكه لا ينقرض". في الإنجيل اللاهوتي غير الإزائي، يوحنا، نجد أن يسوع يستخدم هنا أيضاً صورة ابن الإنسان في حديثه عن " الأيام الأخيرة " ( 6: 39-54 ). والصورة هنا ترتبط بمقولة قيامة الموتى – مقولة يعاد التأكيد عليها في وصف مارثا لقدوم يسوع بأنه قيامة وعمليّة متواصلة (24:11)؛ وفي قول يسوع لتلاميذه من أنه سيأتي من جديد ليأخذهم إليه فيكونون حيثما يكون، « في بيت أبي » ( 3:14 ). لكن متى يحين موعد ملكوت الله؟ في مرقس ( 15:1 )، يقول يسوع: "قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله". وبحسب متى 24 يأتي ملكوت ابن الإنسان بعد دمار الهيكل مباشرة؛ وفي الآية 23:10؛ يقال "ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى. فإني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان". وهو ما تؤكّد عليه الأناجيل الإزائيّة كلها: "الحق أقول لكم: إن من القيام ها هنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته" ( متى 28:16 ). راجع أيضاً: مرقس 1:9؛ لوقا 27:9. تتفق الأناجيل الإزائيّة أيضاً على مقولة يبدو أنها مستمدة أساساً من دانيال، تقول إن ابن الإنسان لن يظهر إلا بعد دمار الهيكل: "فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها النبي دانيال قائمة في المكان المقدّس ليفهم القارئ… حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء … يبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير" ( متى 24: 15، 30 ) ونحن نتسأل لماذا لم يأتي يسوع كون اخبر بذلك في الانجيل. راجع أيضاً: مرقس 13: 1-30؛ لوقا 21: 5-32. كذلك تتفق الأناجيل الإزائيّة كلها في أن هذه الأمور ستحدث قبل أن "يمضي هذا الجيل" (متى 34:24؛ مرقس 30:13؛ لوقا 32:13). في سفر أعمل الرسل، ثمة نوع من الارتباط بين صعود يسوع وعودته الثانية: «إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء » ( 11:1 ). مع ذلك، ففي رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي، هنالك آيتان ليس من السهل فهمهما، في سياق الحديث عن المجيء الثاني: "نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الربّ لا نسبق الراقدين. لأن الربّ نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الربّ في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الربّ.» ( 4: 15-17). سفر الرؤيا يذخر بصور يوم الدينونة الأخير وبانتصار ملكوت الله، وينتهي هذا السفر غير العادي بعبارة: « تعال، أيها الربّ يسوع ». للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الخلاص في الديانات
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
MALCOMX
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
أخى جزاك الله خيراً يا أخى زرادشت لم يتم له العثور على أى أقوال لينقلها المدعو{جاماسب}فى كتابه. جميع ماعثر عليه صورة ولوحه لزرادشت فى بلاد الشام تعود إلى عصر البارتيين ,واعتقد يا أخى أن ماقاله جاماسب ونسبه إلى زرادشت هو فى الأصل منسوب إليهم, ومن تاليف بلاد فارس وجزاك الله خيراً المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة أسد الجهاد بتاريخ
08.08.2010 الساعة 02:49 .
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خير |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الخلاص, الديانات |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
مفهوم الخلاص في المسيحية! | سماء و أرض | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 2 | 09.06.2013 04:17 |
مناظرة حول الخلاص والحياة الأبدية بين النصراني مرسل والأخ متعلم | زهراء | الحوار الإسلامي / المسيحي | 6 | 22.03.2013 18:06 |
مصطلحات شائعة في عالم الهاردوير (شرح تفصيلي لأهم قطع الجهاز) | نور اليقين | منتدى الحاسوب و البرامج | 9 | 19.08.2009 21:39 |