رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
من روائع القرآن الكريم
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في سورة آل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}. و : في سورة الحديد: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)}. والناظر في الآيتين يلحظ الفرق بينهما: وفي الآية الأولى : {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}، وفي الثانية : {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}. وفي الآية الأولى : {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، وفي الثانية قال:{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}. ************************** هذا الفرق بين الآيتين اقتضاه السياق الذي وردتا فيه، ذلك أن الآية الأولى تتعلّق بالمتقين، وأما الآية الثانية فتتعلّق بالمؤمنين. ولما كانت التقوى وهي نتاج الإيمان أعظم درجات وأرقى رتبه، فهي أفضل من مجرّد الإيمان؛ لأنّها تتضمّنه وزيادة،وعليه يكون التقّي أفضل من المؤمن العادي. وقد بيّن الله صفات واعمال المتّقين الذين أعدّت لهم جنَّة عرضها السماوات والأرض : {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) (آل عمران) } **************************** وإذا كانت التقوى أعلى رتبة من مجرد الإيمان، فقد لزم إذاً التفرقة بين المتّقين وبين المؤمنين. وتتجلّى هذه التفرقة في الآيتين في موضعين: الأول في الخطاب، والثاني في الثواب. *********************** أمّا الخطاب، فقد خاطب الله تعالى المتّقين بدعوتهم إلى المسارعة (وسارعوا)، بينما خاطب المؤمنين بدعوتهم إلى المسابقة (وسابقوا). والفرق بينهما هو: أن المتّقين في تنافس وسباق، لذلك لم يحثّهم عليه لحصوله منهم، إنما حثّهم على مزيد منه وحضّهم على الأحسن منه، فحسن هنا أن يخاطبهم بالمسارعة. وعلى خلاف ذلك، فإنّ المؤمنين لم يحصل منهم التقدّم في الرتبة، والارتقاء بالمكانة، لذلك حثّهم على السباق ابتداء، فإذا حصل منهم شملهم الخطاب الداعي إلى الإسراع. *************************** أمّا الثواب، فقد اختلف باختلاف الرتب. ففي الآية الأولى حينما خاطب الله سبحانه المتّقين قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}، وفي الآية الثانية حينما خاطب المؤمنين بعامة قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}. والفرق بينهما يكمن في كون الآية الأولى المتعلّقة بالمتّقين لم ترد بصيغة التشبيه للدلالة على أنّ : هذا الثواب الموعود لا يضاهى ولا يماثل ولا يشابه. علاوة على هذا فقوله في الآية الأولى (عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ) وفي الثانية (عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ) يتضمّن الفرق بين الجنّتين من حيث السعة. والحكمة في هذا والله أعلم تتعلّق بأمرين: ******************************* الأوّل، أنّ على قدر الأعمال يكون الجزاء. فأعمال المتقين أعظم من أعمال المؤمنين، لذلك كان ثوابهم أعظم. الثاني، أنّ ثواب المؤمنين حاصل لدى المتّقين بما قدّموا، ولكن لما حثّهم الحقُّ سبحانه وتعالى على المزيد حسن هنا أن يعطيهم المزيد، فكان الحثّ على تقديم الأفضل مقترنا بالوعد بالأفضل. والله أعلم. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
من روائع القرآن الكريم
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
abod_2008_2
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
أحسنت
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم حياكم اللهُ ياطيب وأحسنَ إليكم وبوأكم الجنة الحمدُ لله ربِّ العالمين اللهـُـمَّ صَــلِّ وسلّم وبارِك علــى سيدنا مُحَمَّــدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين ما شاءَ الله ُ لا قوة َ إلا بالله جزاكم اللهُ خيراً أسالُ الله َ العليَّ القديرَ أن يجعَلَهُ زاداً إلى حُسْنِ المسيرِ إليه ، وعَتاداً إلى يُمْنِ القدومِ عليه ، إنه بكلِّ جميلٍ كفيل ، سبحانَهُ نِعْمَ المَوْلى ونِعْمَ الوكيل المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
lما شاء الله اخى عبود مواضيعك كلها حلوة زى اكلك اللهم اجعلنا من المتقين برحمتك يا ارحم الراحمين مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
مشاء الله عليك يا عبود باشاء وا يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك اخيك فى الله قمر بني هاشم المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ما شاء الله لاقوة إلا بالله زادكم الله فهما وعلما جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل عبود المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الكريم, القرآن, روائع |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 2 ( 0من الأعضاء 2 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
المصطلحات الأعجمية في القرآن الكريم | نور اليقين | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 2 | 19.12.2014 22:57 |
أيهم أنت ؟؟؟ | نور اليقين | القرآن الكـريــم و علـومـه | 2 | 23.12.2013 11:34 |
المحكم والمتشابه في القرآن الكريم | خادم المسلمين | القرآن الكـريــم و علـومـه | 7 | 20.08.2012 09:34 |
الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم | خادم المسلمين | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 4 | 24.11.2011 13:23 |
تراجم قراء القرآن الكريم | نور اليقين | القرآن الكـريــم و علـومـه | 3 | 10.05.2009 08:59 |