|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() أؤكّد، و أنا أزن كلماتي جيّدا، أنّ الديانة المسيحيّة كما هي موجودة الآن في كنائسها، كانت و لا تزال العدوّ الرئيسيّ للتقدّم الأخلاقيّ في العالم Bertrand Russell/لماذا لست مسيحيّا/1927 من هو المسيح؟ شخصيّة المسيح في الكتابات اليهوديّة، تختلف اختلافا تامّا عمّا قدّمته المسيحيّة، فهو الملك الذي سيأتي و يجمع بني إسرائيل ويعيدها إلى الأرض المقدّسة، و يجعل اليهود تتّبع و تطبّق التوراة، و يحارب الذين يحاربون يهوه، و يعيد بناء الهيكل، ويعمّ السلام على الأرض. هذه الفكرة، و كما لا يخفى علينا، صنعها اليهود إثر سنوات السبي، و الاحتلال، حتّى يصنعوا بطلا قوميّا وهميّا يتشبّث به الشعب، لكن المسيحيّة أخذت منعرجا آخر غير متوافق إطلاقا مع النصوص و النظرة اليهوديّة، فليس فقط أنّ يسوع لم يفعل شيئا و لم يطرد الرومان من فلسطين، بل و تمّ صلبه أيضا. و بالنسبة لليهود فمن المستحيل أن يُصلب أو يحدث شيء للمسيح الحقيقيّ قبل أن يتمّم النبوءة، ناهيك أن يدّعي يسوع [أو بالأحرى الذين قوّلوه] أنّه ابن الله. فاليهود موحّدون و يعتبرون الله ليس كمثله شيء [أي و بلا أطالة هم كالمسلمين تماما]، و التلمود يشير إلى أنّه إذا ادّعى شخص أنّه ابن الله، فهو شخص كاذب [تعانييت2،1] إذن فهذه النبوءة عن المسيح، و التي كما أشرت هي أحلام قوميّة يهوديّة كتبها أشخاص في زمن كان يصدّق فيه الناس نبوءات الأنبياء [ عفوا، لا تزال الناس تصدّق إلى يومنا هذا، النبوءات، و كلّ حسب دينه] فتمّ تحويل هذه النبوءة بطريقة ’’الحواة’’و تأويل النصوص اليهوديّة [التي هي بدورها كلام فارغ] من طرف المسيحيّين لصالحهم، و اعتبروا أنّ المسيح قد جاء و أنّ السعادة و السلام رفرفت على الأرض، و من يتّبع يسوع فقد دخل في عصر النعمة. و سأقوم بجولة سريعة قبل يسوع لتتوضّح لنا الرؤية أكثر و نفهم المنطلقات والدوافع. قام اليهود [أو بعض الثوّار منهم] بالقيام بثورات بين الفينة و الأخرى، وحتّى لا نطيل نبدأ من حزقيا الجليليّ الجماليّ [من مدينة جمالة التي تطلّ على بحيرة طبريّة] و كان من نسل داود، معتبرا نفسه ممثّل البيت الداوديّ، و كان قوميّا متعصّبا و قام هيرودس الكبير بالقبض عليه و صلبه حوالي سنة 42 قبل الميلاد، فخلفه ابنه يهوذا الجليليّ و حرّض اليهود على الثورة و طالب بعرش أورشليم [بوصفه هو أيضا من نسل داود] و بعد أن قام ببعض المعارك ضدّ الرومان تمّ القبض عليه و قتله سنة 6 بعد الميلاد إثر الإضطرابات التي حدثت ضدّ دفع الضرائب [و كان يهوديّا متعصّبا و يرفض دفع الضرائب للغرباء أو للكلاب كما يسمّيهم يسوع] و خلّف بعد موته سبعة أولاد: يوحنّا و سمعان و يعقوب الكبير و يهوذا و يعقوب الصغير و مناحيم و أليعازر. الخمسة أسماء الأولى هي أسماء تلاميذ يسوع أيضا، و سنتعرّض إلى هذا لاحقا، و لنستمع إلى يوسفيوس فلافيوس: يهوذا الذي تحدّثنا عنه آنفا [أي يهوذا الجليليّ أبو السبعة أولاد] كان هو مؤسّس هذا المذهب الرابع [يوسفيوس يقصد مذهب المتعصّبين أو الثوّار Zelotes ] و متّبعو هذا المذهب يتّفقون في الغالب مع مذهب الفريسيّين و لكن بهم حبّ عارم للحرّيّة، لأنّهم يعتقدون أنّ الله وحده هو السيّد و الربّ، [أي هم ضدّ الرومان] و لا يخافون من الموت مهما كانت طريقته، و لا بموت أهاليهم و لا أصدقائهم، و لا ينادون أحدا بلفظ السيّد. كان هناك أناس كثيرون شاهدين على قدرة هؤلاء [أتباع يهوذا الجليليّ] على تحمّل المصاعب.لن أضيف شيئا آخر، لأنّي أخاف إن أضفت، ليس من أن تشكّوا فيما أقول، و لكن أخاف ألاّ أعطي فعلا الصورة الحقيقيّة عنهم و عن نظرتهم غير المبالية بالأوجاع و قدرتهم غير العاديّة على تحمّل الأوجاع. ’’1’’ فهل تكون ليسوع علاقة بيهوذا الجليليّ و أبنائه؟ ’’2’’ و هل ليسوع علاقة بهؤلاء الثوّار المتعصّبين الذين يريدون تحرير أورشليم من الرومان؟ و ما هي تعاليمه و هل هي نفسها التي في الأناجيل؟ في هذا الفصل سنرى ماذا قال المؤرّخون القدامى، [بالمناسبة، كلّ ما من شأنه أن يشير إلى حياة يسوع تمّت تصفيته من قبل الكنيسة إمّا بتزويره أو إتلافه ’’3’’ إثر اعتناق روما للمسيحيّة، و بدعم من روما، و لكن وصلتنا كتابات رجال الكنيسة الذين اقتبسوا بعضها، و أكرّر: بعضها، ليردّوا عليها في كتبهم، و هذا من حسن حظّنا حيث يمكننا أن نعرف تقريبا كيف كان يرى غير المسيحيّين حياة و قصّة يسوع، خارج المعلومات التي قدّمتها لنا الكنيسة] فإنه ينبغي النظر في ما إذا كان يسوع بُعث بالهيئة نفسها بعد موته. حتّى يكون ضروريّا إنقاذ ألوهيته أمام الجميع ، أو كان يستطيع على الأقلّ الاختفاء فجأة من على الصليب.لكنّه كان خلال حياته ظاهرا للجميع، و لكنّه حين مات ، ظهر متخفّيا و بسريّة لبعض الأشخاص المعدودين.فأثناء إعدامه تولى عدد لا يحصى من الشهود رؤيته، أمّا قيامته لم يرها إلاّ شخص واحد. كان ينبغي أن يحدث العكس Marc Aurèle ou la fin du monde antique /Ernest Renan/p939 كتب سالس حوالي سنة 180 ميلادي كتابا ضدّ المسيحيّة سمّاه ’’الخطاب الحقيقيّ’’ ناقش فيه العقيدة المسيحيّة الناشئة و أشار إلى التحريفات التي وقعت و التزوير الذي تمّ في شخصيّة يسوع من طرف رجال الكنيسة حيث غيّروا الوقائع و جعلوه إلها، و للأسف فإنّ هذا الكتاب لم يصلنا [كغيره من الكتب المعاصرة لتلك الفترة للمؤرّخين غير المسيحيّين، و هذا بفضل روما التي قامت بغربلة كلّ الكتب الناقدة للمسيحيّة إمّا بحرقها تماما أو بتحريفها] و لكن وصلنا كتاب رجل الكنيسة أوريجنيوس الذي عنوانه ’’ضدّ سالس’’ و قد ألّفه سنة 250 ميلادي تقريبا ليردّ فيه على انتقادات سالس، و قام باقتباس العديد من كلامه، و ليس لنا حاليّا إلاّ هذه الإقتباسات.و هو من أهمّ الكتب التي نقدت المسيحيّة لقربها من الأحداث و معرفتها العميقة بنشأتها. ’’4’’: يقول سالس: لديّ الكثير لأقوله عن الأحداث التي جرت في حياة يسوع، والوقائع الحقيقية التي تختلف عمّا تمت كتابته من قبل أتباعه [يقصد بكلمة أتباعه: المسيحيّين] Contre Celse/II/13 يقول Porphyre سنة 270 ميلادي تقريبا: المسيحيّون هم الذين كتبوا، كاختلاق و ليس كتاريخ، الأشياء التي قاموا بروايتها عن يسوع /Porphyre/fragment n° 15 de l'édition Harnack/La réaction païenne/Labriolle/ p. 279/Paris/1948 أمّا Fauste de Milève متوفّي تقريبا سنة 390 ميلادي: فقد أشار إلى أنّ الأناجيل لم يكتبها يسوع، و لا حواريّيه، متّى و يوحنّا، و لا تلاميذ حواريّيه لوقا و مرقس، و لكن كتبها أناس فيما بعد و وقّعوا بأسماء الحواريّين لكي يدعّموا ما كتبوا، فكانت كتاباتهم [أي الأناجيل] مملوءة بالتناقض. Augustin / Contra Faustum Rougier, La critique biblique : Marcion et Fauste de Milève, C.E.R. n° 18, 1958 يقول Juge de Bithynie حوالي القرن الرابع ميلادي: المسيح نفسه، و بعد طرده من قبل اليهود، جمع فرقة من تسع مائة رجل، و بدؤوا في قطع الطرق [أي الغزو و التحرّش] / Juge de Bithynie Lactance/Institutiones divinæ, V, III, 4 CCER/Notice n214/Gys-Devic يقول سالس، 180 ميلادي: يسوع ارتبط بعشرة أو أحدى عشر رجلا [التلاميذ] من العشّارين و البحّارة البائسين جدّا، و فرّ معهم هنا و هناك، و يتسوّل رزقه بطريقة مخزية Contre Celse., I, 62 بالتوازي مع رسالة برنابا حوالي 150 ميلادي: يسوع اختار حواريّيه من رجال قادرين على القيام بأفضع الخطايا [الجرائم] رسالة برنابا5، 9 يقول Caecilius في سنة 200 ميلادي تقريبا: تقدّسون رجلا [أي يسوع] عوقب على الصليب، و تصنعون له معبدا [أي كنيسة] كان يجدر أن تجعلوها لقطّاع الطرق و المجرمين Minucius Félix/Octavius/IX, 4 الشهادات الخارجيّة تقدّم لنا رجلا متعصّبا، ثائرا، خارجا عن القانون، قاطعا للطريق، أي بمعنى آخر يهوديّا ثائرا يريد حكم أورشليم، لذلك قام الرومان بصلبه، و الرومان لا تقوم بهذا الفعل إلاّ ضدّ المناهضين للنظام، كمن كان قبل يسوع، و من جاء بعده أيضا، و لا يتدخّل الرومان في الأمور العقائديّة لليهود حيث كان لهم أيضا حرسهم [حرس الهيكل] و يقومون بمعاقبة من يتجاوز أحكام التوراة بأنفسهم، فإن ادّعى شخص أنّه ابن الله فالقضاة اليهود من سيقوم برجمه، و لا تتدخّل روما إلاّ في حالة واحدة فقط: ضدّ الثوّار. و قد بقي بعض الصدى من يسوع الحقيقيّ في الأناجيل: قال يسوع: من ليس معي فهو ضدّي [متّى12، 30] اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان أملك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي [لو19، 27] (..)من ليس له سيف، فليبع ثوبه ويشتر سيفا [لو22، 36] قال الذين اتّهموه: (...) إنّنا وجدنا هذا الرجل يحرّض الأمّة على الثورة، ويمنع ان تعطى الجزية لقيصر، قائلا انه هو مسيح ملك (...) إنّه يهيّج الشعب [لو23، 2-5] قال يسوع: لا تظنوا اني جئت لأحمل سلاما على الارض.ما جئت لأحمل سلاما بل سيفا [متى10، 34] فاني جئت لأفرّق الانسان ضد أبيه والابنة ضد أمّها والكنّة ضدّ حماتها [متّى 10، 35] فَعَلَ يسوع: وكان فصح اليهود قريبا فصعد يسوع الى اورشليم. ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما والصيارف جلوسا. فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل.الغنم والبقر وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. [يو2، 13-15] أفتح قوسا عن هذه النقطة: كيف دخل يسوع إلى المعبد و ضرب الناس بالسوط و قلب الموائد، وحده؟ يروي يوسيفيوس فلافيوس أنّ المعبد في أورشليم في ذلك الوقت كان طوله 460 مترا و عرضه 280 مترا، [تاريخ اليهود 8، 3 ] و قد كان حرس المعبد اليهود يقومون على رعايته، و الحفاظ على الأمن، و تزداد الحراسة في عيد الفصح حيث تأتي كتيبة من الجنود الرومان كتدعيم، لأنّ في تلك الأعياد كانت تحدث اضطرابات، بسبب كثرة الحجّاج، فيكون حرس المعبد و الجنود الرومان في أتمّ الاستعداد لحفظ النظام. من المستحيل أن يفعل يسوع هذا الأمر وحده، خاصّة أنّه يحمل سوطا و يضرب الحاضرين، و المكان مملوء بآلاف الحجّاج، و قد ظلّ زمنا هناك، و لا بدّ أنّه كان معه كتيبة من الثوّار استطاعوا الاستيلاء على المعبد لفترة من الزمن. [لكن الأناجيل لا تروي لنا كلّ الحقيقة طبعا] أغلق القوس. هذا عن يسوع المتمرّد، فمن أين جاءت إذن كلمات الحبّ و المحبّة و السلام التي نجدها في الأناجيل؟ طبعا بغضّ النظر عن الإضافات التي تمّت إضافتها لاحقا لتوافق العقيدة البوليسيّة [نسبة إلى بولس الرسول] و كلمات المحبّة و غيرها، فالأناجيل بدورها تعتمد على بعض ممّا بقي من الذاكرة عن يسوع [و هو الشخص الثائر] و كذلك جمعت أو ركّبت سيرته من أماكن متفرّقة، مثلا: يقول يسوع: [أو بالأحرى قوّلوه]: طوبى للمساكين بالروح.لان لهم ملكوت السموات. 4 طوبى للحزانى.لانهم يتعزون. 5 طوبى للودعاء.لانهم يرثون الارض. 6 طوبى للجياع والعطاش الى البر.لانهم يشبعون. 7 طوبى للرحماء.لانهم يرحمون. 8 طوبى للانقياء القلب.لانهم يعاينون الله. 9 طوبى لصانعي السلام.لانهم ابناء الله يدعون. 10 طوبى للمطرودين من اجل البر.لان لهم ملكوت السموات. 11 طوبى لكم اذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين.[متّى5، 3-11] هذا المقطع يكاد يكون منقولا حرفيّا من مخطوطة قمران’’5’’ رقم 4Q525 المكتوبة مائة سنة قبل يسوع، فكتبة الأناجيل جمعوا من هنا و هناك، و لنستمع ليوسيفيوس فلافيوس: كان هناك شخص اسمه يسوع، ابن حنانيا، يعيش في ظروف جيّدة في الريف، و قبل الحرب بأربع سنوات، حيث كانت المدينة تعيش في سلام و كان الجميع يصنعون الخيام ليمجّدوا فيها الله، جاء [هذا الشخص الذي اسمه يسوع] و أخذ يصرخ فجأة في المعبد: صوت من المشرق، صوت من المغرب، صوت الرياح الأربعة، صوت ضدّ أورشليم و ضدّ المعبد، صوت ضدّ المتزوّجين الجدد و المتزوّجات، صوت ضدّ كلّ الشعب. ثمّ أخذ يمشي و يصرخ ليلا و نهارا في كلّ الأزقّة، فنزعج بعض المواطنين النبلاء من كلامه المزعج، فقبضوا عليه، و عنّفوه و ضربوه، لكنّه لم يدافع عن نفسه بأيّة كلمة، و لم يترجّى الذين يضربونه، بل واصل صراخه المعتاد. سمع القضاة بالأمر و اعتقدوا أنّ هستيريا الرجل فيها شيء غير عاديّ فحملوه إلى الحاكم الروماني، و هناك قام الجنود بتمزيق جسده بالسوط و قاموا بجلده حتّى بان عظمه، لكنّه لم يتوسّل و لم يبك و يقي يردّد: الخراب لأورشليم. سأله الحاكم Albinus عن هويّته و من أين جاء و لماذا يقول هذا الكلام، لكن الرجل لم يجبه بأيّة كلمة إطلاقا، بل ظلّ يردّد كلامه السابق فرأى الحاكم أنّه مجنون فأطلق سراحه. ’’6’’ يقول يسوع: يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها، كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا. [متّى23، 37-38] طبعا ليس يسوع هو المجنون و إنّما هناك خلط في الروايات، بين الشخصيّات من طرف كتبة الأناجيل.و لا ننسى احتمال يسوع لآلام السوط دون أن يتكلّم. و لنستمع لفيلون الإسكندري المعاصر ليسوع: كان في الإسكندريّة شخص مجنون، يسمّى كاراباس [سنعود لهذا الإسم في الفصل القادم لأنّه شخصيّة محوريّة]و لم يكن من المجانين المتوحّشين الذين يؤذون من يقترب منهم، بل كان هادئا و طيّبا. هذا المجنون يتجاهل الحرّ و البرد، و يتجوّل في الأزقّة متعرّضا للمضايقات و التهكّمات من طرف الشباب و الأطفال. فقام بعضهم بحمل هذا المجنون إلى ساحة الجمباز و وضعوه في مكان عالٍ ليراه الجميع، و وضعوا على رأسه ورقة كبيرة على شكل إكليل و على جسده حصيرة علة شكل معطف و في يده قطعة من القصب على شكل صولجان. و بعد أن ألبسوه هذه الأشياء كإشارة إلى الملوكيّة قام بعض الشباب بحمل عصيّ على أكتافهم و وقفوا بجانبه على شكا حرسه الشخصيّ، ثمّ يأتي البعض [ساخرين و متهكّمين] ليلقي عليه التحيّة، و آخرون يطلبون منه القضاء في بعض المظالم، و آخرون يطلبون منه النصيحة في بعض الشؤون العامّة، و أخذ الحشد المحيط به يهتف باسمه و يدعوه الأمير. ’’7’’ و لنستمع لرواية الإنجيل عن يسوع: فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة. فعروه والبسوه رداء قرمزيا. وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه وقصبة في يمينه.وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود. [متّى27، 27-29] هذه الرواية التي ترويها الأناجيل هي خلط في الروايات بين الشخصيّات أيضا.فهم يكتبون من الذاكرة و ربّما السبب الذي جعلهم يخلطون هو أنّ المجنون الأوّل اسمه يسوع، أمّا المجنون الثاني فاسمه كاراباس و هو تحريف لباراباس، الرجل الذي أطلقه بيلاطس مكان يسوع، لكن و يا محاسن الصدف فباراباس هو أيضا اسمه: يسوع. و سنتعرّض، في الفصل القادم، لهذا الأمر و بقيّة التلاميذ و كيفيّة ربط الأحاث مع بعضها يتبع.................... 1-يوسيفيوس فلافيوس/تاريخ اليهود/الكتاب18/الفصل1، 6 2-كان أشار أرنست رينان * في القرن التاسع عشر -بطريقة غير مباشرة و عرضيّة- إلى إمكانيّة أن يكون يسوع هو ابن يهوذا الجليليّ، و أخذ بعده دانيال ماسي ** هذه الفكرة و اشتغل عليها لأكثر من عشرين سنة، ثمّ التقفها روبار أمبالان *** و غيره من الباحثين و زادوا في التعمّق فيها و ذلك اعتمادا على أقوال المؤرّخين و بعض الحقائق الأركيولوجيّة و طبعا الأناجيل. *Marc Aurèle ou la fin du monde antique /Ernest Renan/1839 L'Enigme de Jésus-Christ/Daniel Massé/1920** ***Robert Ambelain/Jésus, ou le mortel secret des Templiers/1974 3-تاريخ روما / Paterculus من 19 قبل الميلاد إلى 31 بعد الميلاد= المخطوط منقوص في الفترة بين 29 و منتصف سنة 30 ميلادي [أي الفترة التي صُلب فيها يسوع حسب الأناجيل] تاريخ Sénèque le rhéteur من 55 قبل الميلاد إلى 39 ب.م = مفقود تاريخ نيرون Fabius Rusticus تقريبا 60 ب.م= مفقود الامبراطور كلود Commentarium de vita sua تقريبا 54 ب.م= مفقود تاريخ روما Servilius Nonianus تقريبا 35 ب.م= مفقود تاريخ عام Aufiduius Bassus معاصر ليسوع= مفقود إلخ.... 4- http://assoc.pagespro-orange.fr/cerc...enan/Celse.htm 5-مخطوطات قمران/طبعة كاملة/Michael Wise/دار نشر Plon/ ص 549/باريس/2001 6-فلافيوس/حروب اليهود/الكتاب السادس/3، 288 7-فيلون الإسكندري/ Contre Flaccus/ الفصل 36 للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
خلف خطى يسوع (قراءة نفسيّة)
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
MALCOMX
المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
(قراءة, نفسيّة), يسوع |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
فضل قراءة القرآن | أم حفصة | القرآن الكـريــم و علـومـه | 19 | 16.02.2011 11:51 |
هل يجوز قراءة القرآن بدون فهم معناه | لا تسئلني من أنا | القرآن الكـريــم و علـومـه | 11 | 24.10.2010 21:06 |
قراءة آية أو تعلمها خير من امتلاك ناقة | أم حفصة | القرآن الكـريــم و علـومـه | 10 | 30.08.2010 17:19 |
قراءة في كتاب : واقعنا المعاصر | محمد قطب | أندلسيّة | خلاصة الكتب | 4 | 07.07.2010 06:11 |
قراءة في كتاب : المتقلبـــون | أندلسيّة | خلاصة الكتب | 3 | 12.04.2010 18:40 |