بولس

[أبوعبدالله السعدون]

بولس

الحمد لله وكفى والصلاة على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهديهم وعلى آثارهم سار واقتفى
امابعد .
بولس ؟؟

هذا الأسم الذي يثير التسؤلات كثيراً من هو ؟ وكيف دخل الى النصرانية ؟ وكان السبب الرئيسي بتغير وتحريف اعتقاد النصارى في رسول الله عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) من عبد الله ورسوله الى ابن الله الوحيد وهو الرب وانه صلب وقام من الأموات وارسله أبوه لكي يضحي به ويُقتل من أجل خطايا الناس من لدن أبينا آدم (عليه السلام ) إلى يوم القيامة وهذا الأعتقاد هو السائد لدى النصارى والمسيطر على قلوبهم وعقولهم والعياذ بالله فهي أفكار بولس الوثنية الذي قال بها ودعى الناس إليها فهو القائل في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 3 : 10 – 11 , [ وضعتُ أساساً كما يضع المهندس الحكيم وآخر يبني عليه فالينظر كل إنسان كيف يبنى عليه, فإن أساس آخر فلن يقدر أحد أن يضعه سوى الذي وضع ] (طبعة وليم واطس للكتاب المقدس في لندن سنة 1850 ) .
وقال في رسالته ايضاً إلى أهل رومية 15 : 19 , [لئلا ابني على أساس لآخر ] .
من هو بولس :-
ولد بولس في طوروس من أعمال ( كيليكية ) الرومانية حوالي السنة العاشرة الميلادية وأسمه في العبرية ( شاول ) وفي اليونانية (بولس ) الذي معناه ( الصغير أو الأصغر ) وكان ابوه من الفريسيين ( وهي فرق من فرق اليهود المتشدده ) كما ذكر هو في أعمال الرسل 22 : 3 [ انا رجل يهودي وُلدتُ في طرسوس كيلكية ] .
نشأته :-
لقد نشئ بولس في مدينة طرسوس وتأثر في البيئة التي نشأ فيها وهي بيئة فلسفية وثنية وقضى أيام شبابه يتغذى من تلك الفلسفات الوثنية التي كانت منتشرة في طرسوس .
يقول البرفسور شار جنيبر [ وهكذا نستطيع أن نجد تفسير للأمر الذي يهمنا بالدرجة الأولى , وهو معرفة بولس للمبادئ الأولى للفلسفة الرواقية وللوسائل الشائعة في الأساليب الخطابية لدى المفكرين اليونانيين , وذلك مع ترجيحنا أنه لم يكن من رواد جامعة طرسوس ولا من دارسي الفلسفة الرواقية , فقد كفاه أنه عاش سني شبابه في هذا الوسط الذي تشبع بالترات اليوناني على أيدي أساتذة الفلسفة هؤلاء , الذين جمعوا بين التفكير الفلسفي والأسلوب الخطابي ](كتاب المسيحية ص68 نقلاً عن كتاب مصادر النصرانية ص 632 – 633 ) .
كذلك يقول المؤرخ ول ديورانت [ ومن حقنا أن نعتقد أن بعض المبادئ الدينية والأخلاقية الرواقية أنتقلت من البيئة المدرسية في طرسوس إلى مسيحية بولس ] (المصدر السابق ص 633 ) .
ثم جمع بولس مع ماكان عنده من الوثنية والفلسفة التي نشئ عليها في طرسوس وتعاليم الفريسيين هذه الفرقة اليهودية المعروفه فقد تتلمذ على يد معلمه ( غمالائيل ) الذي يُعد حبر من أحبار اليهود , وقد صرح بولس بذلك فقال في أعمال الرسل 22 : 2 , [ أنا رجل يهودي , ولدتُ في طرسوس كيلكية ولكن ربيتُ في هذه المدينة مُؤدباً عند رجلي غمالائيل] وقال كذلك في أعمال الرسل 23 : 7 [ أنا فريسي ابنُ فريسي ] .

محاربته لأتباع المسيح :-
بعد ان أخذ بولس تعاليمه من معلمه (غمالائيل ) أصبح من المتعصبين لليهودية ومن المتحمسين لأيذاء أتباع المسيح ومن صور هذا الأيذاء الذي قام به بولس (شاول ) أو شارك فيه .
ففي أعمال الرسل 7 : 58 , وأخرجوه خارج المدينة ورجموه , والشهود خلعوا ثيابهم عند رِجلَي شاب يقال له (شاوُل ) .
وفي اعمال الرسل أيضاً 8 : 1- 3 , وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في اورشليم فتشتت الجميع في كوُرِ اليهودية والسامره ماعدا الرسل وحمل رجالٌ أتقياء إستتفاُنوس وعملوا عليه مناحة عظيمة . وأما شاول فكان يسطوا على الكنيسة وهو يدخُلُ البيوت ويُجر رجالاً ونساءً ويُسلمُهم إلى السجن .
ومن أراد المزيد من هذه الصور التي قام بها شاوُل بتعذيب اتباع المسيح وزجهم في السجون فالينظر في أعمال الرسل (9 : 1- 2 / و 22 : 4 – 5 / و 26 : 10 : 11 ) وفي رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس (15 : 9 ) وغلاطية (1 : 13 – 14 ) و فيلبي ( 3 : 6 ) و رسالته الأولى إلى تيموثاوس ( 1 : 13 ) .
وفي كتاب التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2299 [ وهكذا أبغض بولس الإيمان المسيحي واضطهد المسيحيين بدون رحمة ] .
ويقول القس د / فهيم عزيز في سبب هذا الأضطهاد [فلما رأى بولس أن الطريق المسيحي وتعاليم المسيحيين لاتتفق مع الناموس بل تناقضه , فقد بدء يضطهد الكنيسة أضطهاداً مراً] (أنظر مصادر النصرانية 2 / 635 ) .
أما إن قلتم أن كثيرأ من أصحاب نبيكم (صلى الله عليه وسلم ) قبل إسلامهم كانوا من المضطهدين للذين أسلموا قبلهم وأذاقوهم أشد العذاب ثم أسلموا بعد ذلك وكانوا من الدعاة لدين الإسلام .
أقول نعم هذا ماحصل ليس فقط في الإسلام بل في كثير من الأمم السالفة ولكن هؤلاء بعد ظلمهم لأنفسم ولغيرهم وماكانوا عليه من الكفر والظلال تحولوا من الكفر للإيمان وتمسكوا بتعاليم إنبيائهم والدعوه الى ربهم على ماشرع لهم ربهم سبحانه . أما بولس فقد تحول من الكفر الذي كان عليه إلى كفر وتعاليم أشد كفرا وقد دعى لهذا الكفر الذي أعتقده بإن المسيح هو الرب وهو ابن الله وعقيدة الفداء والعياذ بالله .
تحول بولس للنصرانية :-
فبعد الأضطهاد الذي قام به شاوُل (بولس ) لأتباع المسيح (عليه السلام ) وتصديه لهم بشتى الطرق ولم ينجح في ذلك قام بأبتكار طريقة أخرى وهي أن يدخل النصرانية ويغير ويحرف عليهم دينهم فصرح أن المسيح ظهر إلييه وأمره أن يكون من اتباعه وأن يبشر به في جميع الأمصار ومن نظر للروايات التي صرح بها بولس بان المسيح ظهر له واوصاه لوجد أن كل روايه تختلف عن الأخر وانها من تاليف كذاب لأن الكذاب كل ماروى رواية يأتي بعد يحين ليرويها فلاتسعفه ذاكرته فيغير بعض الألفاض والأحداث ويضخمها أكبر من الأولى وسأذكر هذه الروايات التي ذكرها بولس في أعمال الرسل ثم أبين وأكشف بفضل لله الأحداث التي اختلفت على لسان بولس .
1 . في 9 : 3 – 9 . وفي ذهابه حدث أنه اقترب إلى دمشق فبغتة أبرق حوله نور من السماء فسقط على الأرض وسمع صوتاً قائلاً لهُ شاول شاول لماذا تضطهدني . فقال من انت ياسيد . فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك أن ترفس مناخس . فقال وهو مرتعد ومُتحير يارب ماذا تريد أن أفعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل . وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولاينظرون أحداً . فنهض شاوُل عن الأرض وكان وهو مفتوح العينين لايُبصر أحداً . فاقتادوه بيده وأدخلوه إلى دمشق . وكان ثلاثة أيام لايبصرُ فلم يأكل ولم يشرب .

2 . في 22 : 6 – 11 , فحدث لي وأنا ذاهب ومتقرب إلى دمشق أنه نحو نصف النهار بغتة أبرق حولي من السماء نورُ عظيم . فسقطتُ على الأرض وسمعتُ صوتاً قائلاً لي شاوُل شاوُل لماذا تضطهدني . فأجبتُ من أنت ياسيد فقال لي أنا يسوعُ الناصري الذي أنت تضطهده . والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني . فقلتُ ماذا أفعل يارب . فقال لي الرب قُم واذهب إلى دمشق وهناك يُقال لك عن جميع ماترتب لك أن تفعل . وإذا كُنتُ لا أُبصر من أجل بهاء ذلك النور قتادني بيدي الذين كانوا معي فجئتُ إلى دمشق .

3 . 26 : 12 – 18 , ولما كنت ذاهباً إلى دمشق بسُلطان ووصيةٍ من رُؤساء الكهنة . رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نوراً من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي . فلما سقطنا جميعاً على الأرض سمعتُ صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاوُل شاوُل لماذا تضطهدني . صعبٌ عليك أن ترفس مناخس . فقلت أنا من أنت ياسيد فقال انا يسوع الذي أنت تضطهده . ولكن قُم وقِف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادماً وشاهداً بما رأيت وبما سأظهر لك به . منقذاً إياك من الشعب ومن الأُمم الذين أنا الآن أُرسلك إليهم . لتفتح عُيُنهم كي يرجعوا من الظلمات إلى النور ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بي غُفران الخطايا ونصيباً مع المُقدسين.
هذه هي الروايات الثلاث التي ذكرها بولس في أعمال الرسل سأفصلها ليتبين للقارئ كذب بولس .
السقوط على الأرض وسماع الصوت :-
أ . في الرواية الأولى انه سقط لوحده على الأرض أما الذين كانوا معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولاينظرون أحد .
ب . في الرواية الثانية سقط وحده على الأرض اما الذي كانوا معه نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي يكلمه .
ج . في الرواية الثالثة سقط الجميع على الأرض وسمع هو الصوت دون غيره .
فهل سقط لوحده من شدة مارأى أم الذين كانوا معه صنعوا مثل صنيعه فسقطوا هم كذلك وهل سمعوا الصوت معه أم لم يسمعوه ؟ .
ماذا قال له يسوع :-
أ . الرواية الأولى سمع صوتاً قائلاً له شاوُل شاوُل لماذا تضطهدني . فقال من أنت ياسيد فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده .
ب . الرواية الثانية وسمعتُ صوتاً قائلاً لي شاوُل شاوُل لماذا تضطهدني . فأجبتُ من أنت ياسيد فقال الرب أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده .
ج . الرواية الثالثة سمعتُ صوتاً يُكلمني ويقول لي باللغة العبرية شاوُل شاوُل لماذا تضطهدني . صعبٌ عليك أن ترفس مناخس فقلت من انت ياسيد فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده .
ولانعلم بأي لغة تكلم معه المسيح في الرواية الأولى والثانية بخلاف الثالثة الذي صرح شاوُل ان المسيح تكلم معه بالعبرانية وقال له في الرواية الثالثة أنه يسوع الناصري ولم يقل له يسوع فقط ولم يقل له انا الرب أو أنا ابن الله ولما قام شاوُل بعد الرواية الثالثة يكرز في المجامع بالمسيح ويقول ان هذا هو ابن الله ولم يذكر ذلك في الروايتين الأوليتين . وللعلم ان بولس لم يرى المسيح قط فكيف عرف أنه هو يسوع لأجل أنه قال له ذلك لعله شيطان أن صح ماقاله بولس عن هذه القصة .
بما أمره يسوع :-
أ . الرواية الأولى فقال له الرب قُم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل .
ب . الرواية الثانية فقال لي الرب قُم واذهب إلى دمشق وهناك يقال لك عن جميع ماترتب لك أن تفعل .
ج . الرواية الثالثة فقال انا يسوع الذي أنت تضطهده . ولكن قُم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادماً وشاهداً بمارأيت وبما سأظهر لك به مُنقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الى آخر الوصايا الذي ذكرت في الرواية الثالثة .
ففي الرواية الأولى لم يسمي له المدينة وفي الرواية الثانية سمى له المدينة بدمشق وفي الروايتين تلك لم يامره بشيء سوى الذهاب الى دمشق وهناك يعلم ماينبغي منه وجاءت الرواية الثالثة مخالفة للروايتين فقد امره بما يفعل وبالتفصيل .
ماذا بعد المحاورة :-
أ . الرواية الأولى فنهض شاوُل عن الأرض وكان هو مفتوح العينيين لايُبصر أحداً . فاقتادوه بيده وأدخلوه الى دمشق وكان ثلاثة أيام لايبصر فلم يأكل ولم يشرب .
ب . الرواية الثانية واذا كنتُ لاأُبصر من أجل بهاء ذلك النور اقتادني بيدي الذين كانوا معي فجئت إلى دمشق .
ج . الرواية الثالثة فليس فيها من هذا القبيل شيء .
والخلاف واضح بين الروايات الرواية الأولى لم يبصر بولس بعدها ثلاثة أيام ولم ياكل ويشرب أما الرواية الثانية فلم يحدد فيها مدة فقدانه للبصر وللشهية لعله اكل كثيراً والرواية الثالثة لم يتطرق لفقدان البصر ولا الطعام والشراب .
فبعد هذا السرد لقصة تحول بولس للنصرانية ونقدها بفضل لله بالتفصيل يتبين لنا ان بولس جاء من أجل هدف في دخوله للنصرانية ألا وهو تغير معتقد النصارى في عيسى ابن مريم وقد نجح في ذلك فالكنائس اليوم تدين بأعتقاد بولس والله المستعان .
يقول د / محمد أحمد الحاج (في كتابة النصرانية من التوحيد إلى التثليث ص 148 ) بعد ماذكر حياة بولس قال [ وبعد هذا العرض السريع لحياة بولس وبيئته وثقافته وإضافته للمسيحية واسلوبه في التزوير والتبديل يتضح لنا أن اليهود هم الذين دفعوه ليغير معالم المسيحية , ويجعلها ديانة جديدة منفصلة عن اليهودية مليئة بالأفكار الوثنية ] .
وهذا ماحصل واستقر في نفوس النصارى هذا الأعتقاد الفاسد الذي يتبرء منه المسيح ( عليه السلام ) يومئذ اذا سأله الله عن هذا الكفر الصريح الذي قاله بولس ودعى له الناس .
قال تعالى [وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ] سورة المائدة أية 116 – 117

؟

للمزيد من مواضيعي

 

[زهرة المودة]

المزيد من مواضيعي

اكرام المرأة في المسيحية تعالوا و شوفوا

سجل لنا يا غير مسجل حديثاً شريفاً تحبه أو تخشى منه ( شاركنا للنفع )

طلب نقل موضوع

سؤال عن الأقانيم

عبر يا غير مسجل عن حالتك النفسية ببيت شعر

الرد على : القرآن يشهد بصحة الكتاب المقدس

Paul vs old Testament contraindications : 59 contraindication

islam ,and,peace

توقيع زهرة المودة

[أبوعبدالله السعدون]

جزاكِ الله خير أختي زهرة المودة على مرورك هذا وكتب الله لكِ الخير واحسن خاتمتك

المزيد من مواضيعي

أثبات أن المسيح عبدالله ورسوله وليس بإله

دراسة مختصرة عن الإناجيل الأربعة

الفساد والأنحلال الخُلقي في الكتاب المقدس

التناقض والأختلاف بين اسفار العهد القديم

التناقض بين العهد القديم والجديد

رد أطفال المسلمين على المبشرين

مناظرة يُخزى فيها النصراني

الأرهاب وسف الدماء في الكتاب المقدس