رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
قول المسيح : قبل أن يكون ابراهيم انا كائن
نسب يوحنا للمسيح قوله لليهود : ” الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ. فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا “ ( ترجمة فاندايك ) ويستشهد النصارى ومنهم البابا شنودة فى كتابه لاهوت المسيح على الوهية المسيح بهذا العدد الوارد في الإصحاح الثامن من انجيل يوحنا و الأساس عندهم كلمة ” انا كائن ” الواردة في النص . أولاً : هل الإله يثبت ألوهيته عن طريق قوله إنه كان موجوداً قبل إنسان ما ، انه من البديهي لو أراد إثبات ألوهيته لكان قال : ( أنا الإله الخالق الأزلي ) أو لقال : ( إنني الله فاعبدوني ) . ثانياً : عندما قال المسيح لليهود : ” أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ “. رد عليه الْيَهُودُ قائلين : ” لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟ ” . فأجابهم المسيح : ” الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ ” . نلاحظ هنا ان قول المسيح : ” قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ “. كان جواباً على سؤال اليهود : ” لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟ ” لقد اعتـقـد اليهود أن المسيح كان يتكلم عن وجوده الفعلي بالروح والبدن عندما قال لهم : ” قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ ” فقالوا له : كيف رأيت إبراهيم وما بلغت الخمسين بعد ؟ ……. لقد اساؤوا فهم كلام المسيح ……. ولم تكن هذه أول مرة يُسيئون فيها فهم كلامه ……. لقد وقعوا في سلسلة متعددة الحلقات في سوء فهم أقوال المسيح التي كان يقولها لهم ، يحدثهم المسيح عن خلود الإيمان فيحسبونه يتكلم عن خلود الأبدان ، : ” اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ:الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَأَنْتَ تَقُولُ:إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ. أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» ” يوحنا [ 8 : 51 _ 53 ] وكلام اليهود على هذا النحو يدل دلالة واضحة على عدم فهمهم كلام المسيح وعدم فهمهم ما يلزم فهمه عن قدرة الله وعلمه الذي لا يحده زمان أو مكان . وألقى اليهود سؤالهم الذي يفضح تماماً سوء فهمهم إذ حسبوه يتكلم عن الوجود الفعلي الحسي فسألوه : ” لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟ ” يوحنا [ 8 : 57 ] فرد عليهم المسيح قائلاً : ” الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ “. لقد أراد المسيح أن يقول لهم إن الله الذي خلق إبراهيم وسائر الخلق قدر له ( أي للمسيح ) الوجود قبل أن يولد في عالم الحس والوجود الفعلي شأن كل خلق الله من البشر الذين قدر الله لهم الوجود ، ولكن اليهود لم يفهموا قصده ( فرفعوا حجارة ليرجموه ) يوحنا [ 8 : 59 ] وإذا كان الإنجيل ينعى على اليهود سوء فهمهم الذي أفضى بهم أن يفهموا خطأ وأن يخلطوا بين وجود المسيح كمشيئة لله وبين الوجود الجسمي الفعلي له في الحياة ، فلا يعقل أن يتبنى حملة الإنجيل اليوم نفس موقف ونفس فهم اليهود لكلمات المسيح عندما يفترضون أن وجود المسيح جسماً وروحاً كان سابقاً للوجود الفعلي لسيدنا إبراهيم ، لكي يصلوا من ذلك إلي أن المسيح ابن مريم إله . ان جواب المسيح لليهود لا يفيد في ألوهية المسيح بشيء ولا كونه الأقنوم الثاني من الثالوث المزعوم ، وإنما يعني أنه في علم الله الأزلي أن الله جل جلاله سيخلق المسيح بعد خلق إبراهيم وموسى وداود وسليمان وزكريا ويحيى .ففي علم الله الأزلي متى سيخلق المسيح وكل الانبياء وذلك قبل خلق إبراهيم وسائر الانبياء . لأن الله جلت قدرته إن لم يكن عالماً ، لكان ذلك نقصاً في حق الإله والنقص محال على الله عز وجل . ثالثاً : إذا كان المسيح إلهاً لأنه قال عن نفسه : ” قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ ” . فماذا يكون إرميا الذي قال عنه الرب : ” قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ “. ارميا [ 1 : 4 ، 5 ] وماذا يكون مَلْكِي صَادِقَ الذي له صفات وخصائص تفوق صفات وخصائص المسيح : ” بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ “. [ الرسالة إلى العبرانيين 7 : 1_ 3 ] رابعاً : ان اللفظة اليونانية لقوله ( انا كائن ) هى ” ego eimi ” ( ايجو ايمى ) والسؤال هو : هل كل من يقول ( ايجو ايمى ) يصبح إله ؟! إذن الملاك جبريل هو إله أيضاً إذ يقول عنه النص فى لوقا 1 : 19 : ” فَأَجَابَ الْمَلاَكُ : أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا “. كلمة ” أنا ” هنا مترجمة عن : ” ego eimi ” بحسب الأصل اليوناني للنص. فهل يعنى هذا ان الملاك جبريل إله هو أيضا. مثال آخر من اعمال الرسل 10 : 21 : ” فَنَزَلَ بُطْرُسُ إِلَى الرِّجَالِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ إِلَيْهِ كَرْنِيلِيُوسُ وَقَالَ: هَا أَنَا الَّذِي تَطْلُبُونَهُ. مَا هُوَ السَّبَبُ الَّذِي حَضَرْتُمْ لأَجْلِهِ؟ ” . نفس اللفظة يستعملها بطرس فهل ممكن ان نعتبر بطرس هو أيضا اله ؟ مثال ثالث في حكاية الأعمى الذى أبصر في يوحنا 9 : 8 – 9 : ” فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى قَالُوا: أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟ آخَرُونَ قَالُوا : هَذَا هُوَ. وَآخَرُونَ : إِنَّهُ يُشْبِهُهُ. وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ : إِنِّي أَنَا هُوَ “. الأعمى يقول انى انا هو ( انا الكائن / ايجو ايمي ) الأعمى وبطرس والملاك جبريل كلهم على أساس كلام البابا شنودة ممكن ان نعتبرهم أرباب !! نتمنى ان تكون الصورة قد اتضحت الان ولاحظ اننا نشير الى اللفظة اليونانية فى الاصل لا الترجمة العربية . خامساً : فإن قيل فلماذا إذن رفع اليهود الحجارة ليرجموه بعد أن قال لهم هذه العبارة ؟ اليهود لم يسألوا المسيح عن قصده من قوله ” قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ “، وإنما رفعوا حجارة دون أن يعطوه فرصة يوضح لهم هدفه ، لقد كان هدف اليهود وقادتهم أن يمسكوا أي شيءٍ على المسيح كي يحاكم ويقتل. لوقا 20 : 20 ، إذ لم يكونوا مقتنعين به أنه حقاً مسيح مرسل من عند الله كما في يوحنا 7 : 25 ، 26 ، 27 ، وكانوا ينكرون أن يظهر أي نبي من الجليل كما في يوحنا 7 : 52 . وكانوا يقولون له : ” إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ “. يوحنا 8 : 48 ، وكانوا ينظرون اليه على انه ابن زنا : ” فَقَالُوا لَهُ : إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنًا “. يوحنا 8 : 41 ، والمسيح نفسه واجههم بقوله : ” وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ “. يوحنا 8 : 40 . يقول الاستاذ الباحث سعد رستم في معرض رده على هذه الشبهه : أولا : كون الشخص وجد قبل إبراهيم أو قبل يحيى (عليهما السلام) أو حتى قبل آدم أو قبل خلق الكون كله، لا يفيد، بحد ذاته، ألوهيته بحال من الأحوال، بل أقصى ما يفيده هو أن الله تعالى خلقه قبل خلق العالم أو قبل خلق جنس البشر، مما يفيد أنه ذو حظوة خاصة و مكانة سامية و قرب خصوصي من الله ، أما أنه هو الله ، فهذا يحتاج لنص صريح آخر، و لايوجد شيء في العباراة المذكورة أعلاه بنص على ذلك على الإطلاق ، و هذا لا يحتاج إلى تأمل كثير. ثانيا : هذا إن أخذنا ذلك التقدم الزماني على ظاهره الحرفي، مع أنه من الممكن جدا أن يكون ذلك من قبيل المجاز، بل قرائن الكلام تجعل المصير إلى المعنى المجازي متعينا ، و هذا يحتاج منا لذكر سياق تلك العبارة من أولها: جاء في إنجيل يوحنا [ 8 : 56 ـ 59] : (… و كم تشوق أبوكم إبراهيم أن يرى يومي، فرآه و ابتهج. قال له اليهود: كيف رأيت إبراهيم، و ما بلغت الخمسين بعد ؟ فأجابهم : الحق الحق أقول لكم: كنت قبل أن يكون إبراهيم فأخذوا حجارة ليرجموه ، فاختفى و خرج من الهيكل ). فقبلية عيسى المسيح على إبراهيم هنا، لا يمكن أن تكون قبلية حقيقية في نظر النصارى، لا باعتبار ناسوت المسيح المنفك عن اللاهوت طبقا لاعتقادهم، لأن ولادة عيسى الإنسان كانت بعد إبراهيم اتفاقا، و لا باعتبار حصول الحقيقة الثـالثـة المدعاة له أي تعـلُّـق اللاهوت بالناسوت ، لأن ذلك تم مع ولادة المسيح من العذراء و روح القدس الذي تم أيضا بعد إبراهيم اتفاقا.و لا يمكن أن يكون قصده سبق المسيح على إبراهيم باعتبار لاهوته الأزلي المدَّعى، بقرينة أن بداية الكلام كانت عن رؤية إبراهيم لهذا اليوم، أي يوم بعثة المسيح و رسالته، و ابتهاج إبراهيم به، فالكلام إذن عن رؤية المسيح المبعوث في الأرض، و هذا تم بعد إبراهيم اتفاقا، فلم يبق إلا أن يكون المراد بالقبلية علم الله السابق بتقدير إرسال عيسى في هذا الوقت، و ما يترتب عليه من الإرشاد و الرحمة بالعباد. فإن قيل: أيُّ خصوصية للمسيح في ذلك، إذ أن هذا المحمل ـ أي علم الله السابق ـ مشترك بينه و بين سائر الأنبياء، بل جميع البشر؟ فالجواب : أنه عليه السلام لم يذكر ذلك في معرض الخصوصية، و إنما ذكره قاطعا به استبعاد اليهود لسرور إبراهيم و فرحه بيومه، و تصحيحا لصدقه فيما أخبر و لصحة رسالته، ببيان أن دعوى رسالته ثابتة في نفس الأمر و مقررة سابقا و أزلا في علم الله القديم و قد ورد مثل ذلك في ألفاظ خاتم المرسلين سيدنا محمد حيث قال : (( كنت نبيا و آدم بين الروح و الجـسـد )) والحديث صحيح وينظر إلي (( السلسة الصحيحة )) للألباني ( 4 : 471 ) رقم ( 1856 ) وأخرجه الامام أحمد ( 4:66 ) . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
قول المسيح : قبل أن يكون ابراهيم انا كائن
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
ابو الياسمين والفل
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل ابا الياسمين موضوع ممتاز تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ورزقنا واياكم الفردوس الاعلى
المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
المسيح, ابراهيم, يكون, كائن |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
الرد على نص : قبل ان يكون ابراهيم أنا كائن | Eng.Con | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 26 | 13.09.2017 03:06 |
ابى ان يكون الا نورا | نورالهدى | ركن المسلمين الجدد | 6 | 23.04.2014 00:17 |
الكتاب المقدس المعثور عليه لا يتضمن القيامة وينبغي الا يكون ذلك مفاجأة"" | أسد هادئ | مصداقية الكتاب المقدس | 10 | 22.05.2012 15:23 |
قول المسيح أنا قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن | Just asking | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 1 | 10.09.2009 03:39 |
قول المسيح أنا قبل أن يكون ابراهيم انا كائن( والرد عليها باستدلالهم بها | asd_el_islam_2 | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 2 | 11.08.2009 08:46 |