رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
من يطفئ الشمس ؟؟؟
مما أعجبني من كتابات الدكتور / عائض بن عبد الله القرني الحمد لله حمداً حمداً، والشكر لله شكراً شكراً. الحمد لله ما تضوع مسك وفاح، وما ترنم حمام وناح، وما شجى بلبل وصاح. الحمد لله الذي جمع القلوب بالإيمان، ووحد الأرواح بالتوحيد، وأصح النفوس بالإسلام. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله معلماً فعلم من الجهالة، وبصر من العمى، وأسمع من الصمم، وأنار به من الظلام، صلى الله عليه وسلم دائماً وأبداً. أما بعد.. هناك عشر تحديات تمر بالأمة الإسلامية توشك أن تؤثر فيها أولها: نظرية الإلحاد، وهي أطروحة كاذبة خاطئة. الثاني: التشكيك في الرسالة الخالدة، ومصداقية النبوة، وصدق محمد صلى الله عليه وسلم. الثالث: مقولة ذهاب عصر الشريعة، وأنها لا تواكب الزمن ولا تلبي حاجة التطور، وأنها سبب التأخر. الرابع: قولهم الإسلام هضم المرأة حقها، وحرمها حريتها، وسلبها إرادتها. الخامس: إغراق الجيل بالملذات وإفساده بالشهوات، حتى يصبح عبداً للكأس والمرأة، بعد أن رفع لا إله إلا الله فملأ بها الخافقين. السادس: غزو العقيدة بمركب الأدب. السابع: تضييع أصالة الأمة بالملاهي والسفاهات حتى لا تحمل رسالتها العالمية. الثامن: تضخيم إنتاج الكافر وحضارة المادة وتزيينها في العيون، حتى كأنها الحياة المقصودة التي يريدها الله ورسوله. التاسع: تخويف الرأي العام من الالتزام بالدين بحجة أنه سبب التطرف والتخلف، وأنه مصدر التزمت والغلظة، ووراء ذلك إسرائيل وأعوان إسرائيل، كهيئة الإذاعة البريطانية وغيرها. العاشر: استعداء الأنظمة الكافرة وإغراء الأحزاب العلمانية بطليعة الدعاة ورواد الدعوة وإلصاق التهم الشنيعة بهم. وليعلم قبل الدخول في تفصيلات ما سبق أن هذه التحديات هي سنة الله في الخلق تبارك وتعالى، فهو الذي خلق الحار والبارد، والحلو والمالح، والليل والنهار، والخير والشر، والهدى والضلال، والظلام والنور، ((وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)). فسنة الله الكونية أن الخلاف واقع في الأرض، ولذلك قال سبحانه وتعالى: (( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)). قيل لرجل من العرب داهية: فلان يسبك وينقصك ويشتمك أمام الناس. قال: وهل يشتم إلا العظماء؟ ثم قال بيتين من الشعر لطيفين جميلين يأتي بهما ابن القيم يوم يقول: اتهمنا أهل البدعة بأنا لا نحسن السنة: ولو أني بليت بهاشمي خؤولته بنو عبد المدان لهان عليّ ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني ولذلك لا يحسد الساقط أبداً. على ماذا يحسد المعربد؟ على ماذا يحسد الضال؟ على ماذا يحسد الفاجر؟ لا يحسد إلا الداهية من الأشخاص، فكيف من الأجناس؟ فكيف من الملل والمذاهب؟ وليعلم أيضاً أن هذه التحديات التي تمر بالإسلام في عالم اليوم ليست بجديدة عليه، فقد مرت بنبيه صلى الله عليه وسلم وبخلفائه من بعده. وكان من أبرز التحديات التي مرت بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو التحذير منه ومن دعوته، وصرف الناس عنها بالكذب والأقاويل والتلفيقات والشائعات. وقصصهم في ذلك كثيرة، كمحاولتهم صرف الطفيل بن عمرو الدوسي عن الهداية، إلا أن الله أراد له أن يلج هذا الدين، فجعله يستمع للقرآن من فم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أسلم. ومحاولتهم صرف الأعشى الشاعر المشهور، حتى عاد ومات كافراً والعياذ بالله. وغيرهما كثير. ثم امتدت المكايد والتحديات، فطالت أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، ما بين إشاعات أو تخويفات أو اغتيالات. وهكذا على مر الزمان. ولكن الإسلام ماض في طريقه بعزم وجد، لا يعرف الكلل ولا الملل، إلى أن يأذن الله بتطويقه أرجاء الكرة الأرضية إن شاء. يقول أحد علماء المسلمين لأحد الملاحدة الروس وهم في تجمع علمي عندما قال الملحد: أريد أن أطفئ ما يسمى في الدنيا بالإسلام. فقال العالم: والله ما مثلك ومثل الإسلام إلا كبعوضة وقعت على نخلة، فقالت البعوضة للنخلة: استمسكي فإني أريد أن أطير. فقالت النخلة: والله ما شعرت بك يوم وقعت، فكيف أشعر بك يوم طرت! (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَالله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)). ومن التحديات التي واجهت الإسلام قديماً الخوارج الذين أخذوا بظاهر القرآن، وأبطلوا السنة، واستحلوا الدم الحرام. وهكذا الروافض الغلاة، ومن أراد التوسع عن فتنتهم فعليه بـمنهاج السنة لـابن تيمية . ثم أتى المأمون فترجم كتب الفلسفة اليونانية وقال بخلق القرآن. فوقف له الإمام أحمد ، ولسان حال الإمام أحمد يقول: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني وانقادت الأمة الموحدة وراء الإمام أحمد . المأمون بالسيف والسوط والصولجان والسلطان والجيش والجنود، والإمام أحمد بتقوى الله والصدق مع الله والمصحف. فنصر الله الإمام أحمد ، وانزاح التحدي وبقيت الأمة. ثم جاء التتار بفتنتهم حتى أبطل الله مكايدهم وردهم عن ديار الإسلام. يقول أحد العلماء: الإسلام يمرض ولكن لا يموت، تصيبه الحمى ويأتيه زكام، لكنه لا يموت أبداً. فهو لم يمت في روسيا اليوم. لقد رأينا موفد المركز الإسلامي في موسكو وفد على الشيخ عبد العزيز بن باز وأخبره أن الإسلام هناك يسير كالماء، فالناس قد انسحقت في أذهانهم فكرة الإلحاد، فبدأوا يتلهفون إلى الدين الحق وبدأوا يسلمون زرافات ووحداناً. أما التحديات المعاصرة: فأوّلها: نظرية الإلحاد، وهي من إبليس ورواها عنه فرعون حتى قال له موسى : الإلحاد خطأ، (( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا )). يقول: أنت تدري في نفسك أنه لا بد من علة غائية ومن سبب للكون. ولذلك الروس يعزون ذلك إلى الطبيعة لأنهم يعلمون أنه لا بد من مرجع لهذا الكون. ولكنهم لا يقولون: هو الله، بل يغضبون على من يقول ذلك. سخاروف مكتشف ذبذبات النبات، لما أعلن أن هناك مدبراً للكون نفي إلى جزيرة سيبيريا . ويوم أتى لينين فرض الإلحاد بالحديد والنار، وعندنا كشوفات ومذكرات لينين تبين كم قتل من الشعب الروسي. وهكذا ستالين . ولكن هؤلاء الملحدين لما انفضحوا أمام العالم وسقطت نظريتهم واكتنفهم الدين من كل جانب حاولوا التغيير أخيراً على عقائدهم وتصوراتهم لأنهم أحسوا بالسراب الذي يعيشون عليه. إذاً أول تحد هو تشكيك الشباب في المعتقد بعدم وجوده سبحانه. سبحان الله! ((أَفِي الله شَكٌّ))، ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الله )). قيل لأحد العلماء: بم تستدل على وجود الباري؟ قال: بالكون، والضياء، والماء، والشجر، والمدر، والثمر. وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد كل شي يدل على الله. التحدي الثاني: التشكيك في الرسالة الخالدة، والتشكيك في محمد صلى الله عليه وسلم وفي صدقه. أحد الأوثان الأصنام الذين لا يزالون على قيد الحياة وقد أصابه الله بسفه، يقول: محمد بدوي لا يعرف شيئاً ولا يعرف مواكبة الحضارة. هذا الرجل كان يأخذ الكأس في رمضان أمام الناس فيشرب ويقول: لو حضر محمد معنا ورأى الكؤوس لأفطر معنا!! أعوذ بالله! إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينا ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا فالإيمان إذا لم يوجد في التصور فسيصل صاحبه إلى درجة الدابة، (( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)). ومجرم آخر سفيه ألف كتاباً قال فيه: محمد! لا يعرف علم الاجتماع ولا علم السياسة ولا التربية ولا علم النفس. وماذا علمت أو فعلت أنت؟ أما قتلت الأبرياء؟ أما شنقت الشباب؟ أما أفنيت الفتيات؟ أما سحقت الشيوخ؟ أما كنت إرهابياً مجرماً؟ أما تعاملت مع أعداء الإسلام؟ محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي أنقذ أجدادك حتى تبعوا عقبة بن نافع على شمال أفريقيا عندما وقف على شاطئ الأطلنطي وقال: يا ماء، والله لو أعلم أن وراءك أرضاً لخضت بفرسي هذا الماء لأرفع لا إله إلا الله. محمد صلى الله عليه وسلم أتى بالرسالة الخالدة إلى أفريقيا التي فيها التمييز العنصري ليقول: ( لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) (1) . وأعلن حقوق الإنسان في عرفات ، فـبلال مع أبي بكر ، و صهيب مع عمر ، و سلمان مع عثمان ، كلهم إخوة. إن يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد أو يختلف نسب، يؤلف بيننا دين أقمناه مقام الوالد يقول أحد الفضلاء: سلوا كل سماء في السماء عنا، وسلوا كل أرض في الأرض عنا، سلوا الشعوب المظلومة والحكام الظلمة، سلوا الطغاة من أزال جماجمها ليحيا العدل والسلام في العالم؟ سيجيب: المسلمون المسلمون. التحدي الثالث: مقولة ذهاب عصر الشريعة، وأنها لا تواكب الزمن، ولا تلبي حاجة التطور، وأنها سبب التأخر. والعجيب أن أساطين الكفر وعلماء الغرب الآن يسلمون. ولكن للأسف يخرج علينا بعض الناشئة الذين تربوا على فتات موائد الغير فينقضون كمال الإسلام وعظمته وشموله. ومما قالوا: لقد بلغ الناس القمر، وصنعوا الصاروخ، وقدموا الطائرة، والدين حبسنا عن ذلك. عجيب! وأنا أقدم لهم ثلاثة أسئلة: السؤال الأول: أنتم بلا دين الآن أصنعتم كما صنعوا؟ أنتم تخليتم عن الدين الإسلامي، أقدمتم لنا شيئاً كما قدم الخواجة؟ والله ما رأيناكم قدمتم حتى الطباشير؟ إنما جهدكم في الانحراف والاستهزاء بدين رب العالمين. منهم أخذنا العود والسيجارة وما عرفنا نصنع السيارة السؤال الثاني: هل السبب في تقدم الكافر هو تركه للدين؟ وقد وجد من أساطينهم من أسلم ونزل بمركبته على سطح القمر، بل كان معاوناً لصناع الذرة، وهو مسلم مؤمن يصلي كل يوم خمس مرات. فلماذا لم تمنعه الصلاة عن الاختراع والتطور؟ والسؤال الثالث: ما سبب تأخير الدين للإنسان عن الأعمال والجد إن قيل بقولكم؟ هل لأن الإنسان إذا عرف الله أصبح بليداً وقبلها كان ذكياً؟ يا سبحان الله! يقول الذهبي في ترجمة ابن الريوندي : كان ذكياً ولكن لم يكن زكياً، فلعن الله الذكاء بإلحاد، وحيا الله البلادة بالتقوى. فليعلم هؤلاء -هداهم الله- أن عزهم هو بعز الإسلام، فلا عز لهم بغيره. وليس المقصد الصناعة والتطور على حساب الدين، لأن الدين لم يمنعك أصلاً من ذلك، وإنما المانع أمور أخرى ليس هذا مجال ذكرها. أما التحدي الرابع: فقولهم أن الإسلام هضم المرأة حقها وحريتها وسلبها إرادتها. وأقول لهم بالعقل لا بالنقل، لأن هؤلاء يقولون: لا نتعامل معكم بالكتاب والسنة، هذا كتابكم وهذه سنتكم!! نقول: المرأة في كل مكان من العالم المتطور هل هي قد أخذت حقها كاملاً؟ وهل هي سعيدة بواقعها الذي ظهر للعالم اليوم؟ حتماً ستكون إجابتها تؤيد ما نقول من أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي كرم المرأة ورفع مكانتها، ولكن بضوابط شرعية هي التي يفر منها هؤلاء المنحرفون. لقد جاء الإسلام إلى المرأة في الجاهلية وهي لا تعطى نصيباً ولا ميراثاً ولا حقاً ولا يسمع لها رأي، بل تقتل وهي طفلة، (( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)). فلما أتى محمد صلى الله عليه وسلم أتى بكتاب يقول: (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ))، وقال الله: (( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)). أتى صلى لله عليه وسلم فأعطاها الميراث وأعطاها الكرامة، وقال يوم عرفة : ( ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم) (1) . أتى لها بالحجاب، وأتى لها بالوقار والحشمة، وأعطاها حقوق تربية الطفل. أما أنتم، فماذا فعلتم بالمرأة؟ قالوا: كشفناها وكانت محجبة. قلنا: وما الهدف من كشفها؟ قالوا: الحرية. قلنا: وجدنا حريتكم جعلتها في الغالب عاهرة. قالوا: وأطلقنا عملها في الحياة. قلنا: نعم لقد زج بها في الحرب العالمية وفي الجيش الأمريكي لما قتل كثير منهم في اليابان . فأضحكتم العالم، لأن الله لم يخلقها لتكون في هذا المكان. الإسلام أعطى المرأة أربعة حقوق: أولاً: حق الميراث. الثاني: حق إبداء الرأي. الثالث: حق حفظ نفسها. الرابع: حق تربية البيت وإخراج الجيل المسلم. التحدي الخامس للأمة: هو إغراق الجيل بالملذات وإفساده بالشهوات حتى يصبح عبد كأس وامرأة. فاليوم يوجد ملايين من الشباب المترفين مالياً، وعندهم فراغ قاتل، وعندهم ذكاء وعندهم جدة، قد أغرقوهم في اللذات والبحث عنها حتى أهلكوا الأمة. وشباب محمد صلى الله عليه وسلم قلة فقراء يجوعون أكثر مما يشبعون، لا يملكون إلا قطعاً من الثياب على أجسادهم وفتحوا الدنيا، وقاموا الليل وجاهدوا في سبيل الله وأسسوا حضارة الإنسان. عباد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه يارب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيدون لنا مجداً أضعناه شباب اليوم ثلاثة أقسام: 1- إما شاب في شك وارتياب من مصداقية الدين، فهو مرة يصلي ومرة يترك الصلاة، ومرة يقرأ القرآن ومرة يميل عن القرآن، ومرة يؤمن بالله ومرة يكفر بالله، فهو في تذبذب. 2- وإما شاب مهتد لكن لنفسه، يصلي ويصوم ويزكي ويعتمر. لكن: (لست من قيس ولا قيس مني) أنا نفسي نفسي، لا دخل لي في الدعوة ولا في التأثير في العالم. بل من بيتي إلى مسجدي، ومن فصلي إلى بيتي، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه!! ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه!! 3- طليعة هائلة من الشباب الملتزم الداعي الذين هم أمل الأمة بعز الإسلام. لكن أبشر هذا الكون أجمعه أنا صحونا وسرنا للعلا عجبا بفتية طهر الإسلام أنفسهم كالأسد تزأر في غاباتها غضبا عافوا حياة الخنا والرجس فاغتسلوا بتوبة لا ترى في صفهم جنبا فهم آلاف يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله، يقومون الليل ويصومون النهار ويحفظون القرآن. فواجب الشاب المسلم أن يحرص أن يكون في صف هؤلاء. المقصد أنهم أغرقونا بالملذات والمغريات، واستغلوا فراغ الشباب وغناهم. قال عمر : [ المسلم إذا فرغ غفل ]. وقال الله: (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى الله الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)). وقال أبو العتاهية : إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة ومن التحديات وهو السادس: غزو العقيدة بمركب الأدب، واستعمال جيل من أبنائنا في التضليل. وقد بدأ هذا التحدي قبل خمس وأربعين سنة أو أربعين سنة، بـطه حسين الذي يقال عنه: عميد الأدب العربي، وهو ليس بعميد للأدب العربي ولا يستحق أن يكون كذلك، لأنه هدم الأدب العربي في أعز مقوماته ألا وهو القرآن. ولكنهم سموه بعميد الأدب العربي لأنه خدم فرنسا في ذلك وقدم لـفرنسا نتاجاً هائلاً من المدح والإطراء، حتى تجده يأتي عند أبي نواس أو غيره من الشعراء العرب فيذكره ويقول: ليس هذا بأدب. ويأتي بمقطوعات لشعراء فرنسا والإنجليز ويقول: هم الأدباء. وأنا لا أدافع عن أبي نواس بعينه أو غيره ممن لنا ملاحظات على أشعارهم، ولكن لا ننكر أن لهم قصائد جميلة راقية. كقول أبي نواس : تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك على كثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك ثم أتت نابتة في الساحة ملأت صحفنا بالأدب الرمزي الذي لا يفهمه أذكياء العالم، بحجة أنه أدب متطور بزعمهم، وهم يغزون به عقيدتنا ويتهجمون على رسولنا صلى الله عليه وسلم بواسطة تلك الرموز التي يدركها الألباء، لأنهم يخشون التصريح بها خوفاً من حد السيف!! ثم ألا يدرك هؤلاء البون الشاسع بين خزعبلاتهم تلك وبين الشعر العربي المجيد الذي يحاولون هدمه؟ أين قول أحدهم: (أنا ذبابة الليمون.. أطير من شجرة إلى شجرة)! وبين قول أبي تمام : السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب فتح الفتوح تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطب أو قول المتنبي لـعضد الدولة : أروح وقد ختمت على فؤادي بحبك أن يحل به سواك إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى أو قول شوقي عن النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء أو قول محمود غنيم : ما لي وللنجم يرعاني وأرعاه أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه لي فيك يا ليل آهات أرددها أواه لو أجدت المحزون أواه أو قول إقبال : ومن الذي باع الحياة رخيصة ورأى رضاك أعز شي فاشترى أمن رمى نار المجوس فأطفئت وأبان وجه الصبح أبيض نيرا أما التحدي السابع: فهو تضييع أصالة الأمة بالملاهي والسفاهات حتى لا تحمل رسالتها العالمية. أي أنك تجد الشاب ساهياً لاهياً ممن ركنوا للتحدي ونفذ في قلوبهم يموت أحدهم فيكشف في سيارته عشرات الأشرطة المحرمة، التي الشريط الواحد منها يهدم مدينة. ومنها نشر الأغاني بكثرة وعلى نطاق واسع، مما كان بريداً للفواحش والخنا والفجور. ما ظنكم بشاب في عنفوان الشباب يسمع مطرباً أو مغنية ماجنة تصف الهيام والعشق والوله، بأي شي سيفكر؟ هل سيفكر بجهاد أعداء الله؟ أو الصلاة؟ أو الاستقامة؟ وهكذا غزو المجلات الفاضحة الخليعة التي معظم أخبارها عن الفنانين والفنانات والحفلات اللاهية التي تجعل الشاب أو الفتاة يهيم بتلكم الحفلات ويتمنى نقلها إلى واقع آخر. وأقول لهؤلاء جميعاً: أيها اللاهي على أعلى وجل استمع قولاً به ضرب المثل اعتزل ذكر الأغاني والغزل وقل الفصل وجانب من هزل وأقول أيضاً: رفيق صلاح الدين هل لك عودة فإن جيوش الروم تنهى وتأمر فهل من مستفيق؟ أما التحدي الثامن: فهو تضخيم نتاج الكافر وحضارة المادة وتزيينها في العيون، حتى انصرف كثير من المسلمين عن دينهم وعن قناعتهم بسبب ذلك. بل وصل الحال ببعضهم هداه الله أنه لم يعد يبصر في الأرض إلا هذا الكافر، فهو المسخر لكل شي والمسير للأحداث. فأين الله؟ إن هذا التحدي ينخر في توكل المسلم واعتزازه بدينه وربه ويهدمه هدماً بطيئاً. ألم يعلم هؤلاء أن هذه الحضارة وهذا البهرج لا يساوي عند الله جناح بعوضة، بل هو فتنة وابتلاء لأولئك الكفرة الذين طغوا وبغوا؟ قال تعالى: (( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)). وقال سبحانه متحدياً لهم: (( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ)). كيف يعجزون الله وهو خالقهم؟ وهو المسخر لهم هذه العلوم والإنتاج؟ سبحان الله!! أين عقولكم يا مسلمون؟ لقد قال تعالى عنهم: (( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ))، فأثبت لهم العلم الدنيوي الذي لا ينفع صاحبه ما لم يقرنه بإيمان. ومن الخطأ أن نطلق على حالهم (حضارة)، لأن الحضارة هي حضارة الروح. وهم لم يبلغوا ذرة من الحضارة الإنسانية المزعومة، لأنهم استباحوا دماء المسلمين في كل مكان كما هو مشاهد، وغضبوا لدم كلب يراق في بلاد (الواق واق)! التحدي التاسع: تخويف الرأي العام من الالتزام بالدين بحجة أنه سبب التطرف والتخلف، وأنه منفذ للتزمت وللغلظة. لقد لقن بعض الأجداد والآباء من العوام الخوف من الدين حتى أصبح بعضهم إذا ربى ابنه لحيته أو استقام أو توجه إلى المسجد، خاف عليه وحذره وأنذره من التطرف والتزمت، حتى يرتد الشاب وينقلب إلى منحرف فيصبح أبوه راضياً عنه!! لقد استطاع أعداء الإسلام في السنوات الأخيرة صرف قطاع كبير من سذج المسلمين عن الالتزام خوفاً من عواقب التطرف المزعوم، حتى خسروا دينهم وخسروا خيراً كثيراً كانوا قد ينالونه لو التزموا واستقاموا، ولكن (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)). ونصيحتي لمن تولى كبر نشر هذا أن يتقي الله في شباب الإسلام، بل في الإسلام نفسه الذي هو دينه ولا يصد عن سبيل الله بتلك الحجج الواهية. وأن يناصح غيره إن رأى خطأ، ولكن بالحكمة و الموعظة الحسنة التي يطالب غيره بها، وأن لا يكون مفتاح شر ومغلاق خير عن الأمة. أما التحدي الأخير: فهو استعداء الأنظمة والأحزاب على دعاة الإسلام، وإلصاق التهم بهم، وترويج المصطلحات حولهم كما هو مشاهد في وكالات الأنباء العالمية. فواجب المسلمين الحذر من هذه الشائعات والأخبار وعدم تصديقها والتأكد من صحتها. وليكن ولاة الأمور في بلاد المسلمين على حيطة من أولئك الكفرة الذين يحاولون ضرب المسلمين ببعضهم، وإشغالهم عن دينهم ودنياهم. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
من يطفئ الشمس ؟؟؟
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
طائر السنونو
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ماشاء الله من اروع ماقرأت جزاكم الله خيرا اخونا الكريم وجزى الشيخ عنا خيرا المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
شرفني المرور الكريم لأختي الفاضلة راجية الإجابة من القيوم جزاها الله عنا خيرًا بورك فيها ونفع بها وتقبل منا ومنها صالح الأعمال |
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
سبحان الله
نسأل الله لنا ولهم الهداية جزاكم الله خيراً |
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
و جزاكم الله خيرًا شرفني المرور الكريم لأخي الحبيب بن لإسلام |
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاكم الله خيرًا أخانا الفاضل نقل قيم موفق جعله الله في ميزان حسناتكم المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
وجزاكِ الله خيرًا وزادكِ فضلاً أختنا الفاضلة د/مسلمة شكر الله لكِ مروركِ الكريم |
رقم المشاركة :8 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
شكرا على الموضوع الرائع اخى الفاضل طائر السنونو
جزاك الله خيراا وشرح الله صدرك ويسر لك أمرك المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :9 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
اللهم آمين ولكم مثل وزادكم فضلاً على فضل حياكم الله |
رقم المشاركة :10 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
اللهم اهدنا واهدهم جزاك الله خيرا اخى الحبيب المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الشمس, يطفئ |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
الأقانيم و الشمس | د.بشر | التثليث و الألوهية و الصلب و الفداء | 1 | 22.07.2016 19:37 |
سجود الشمس اسفل العرش | ابو اسامه المصرى | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 2 | 01.03.2012 02:53 |
:: دع الشمس تشرق في حياتك :: | لا تسئلني من أنا | قسم الحوار العام | 4 | 15.08.2010 15:53 |
لماذا تختفي الشمس | لا تسئلني من أنا | أقسام اللغة العربية و فنون الأدب | 0 | 27.05.2010 01:33 |
اين تغرب الشمس!!!!! | مهندس محمد | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 2 | 14.08.2009 21:33 |