رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
الملك العادل نور الدين محمود زنكي
. نشأته ولد في 17 من شوال 511هـ وهو ثاني أولاد عماد الدين زنكي بعد سيف الدين غازي، وقد تأثر أبناء عماد الدين بما كان لأبيهم من خلال وفضائل، فكانوا جميعا من رجال الجهاد وفرسانه، على تفاوت في ذلك بينهم. وبعد وفاة عماد الدين زنكي اقتسم ولداه: سيف الدين غازي ونور الدين محمود دولته، فحكم الأول الموصل وثبّت أقدامه بها، وانفرد الآخر بحكم حلب، وكان الحد الفاصل بين أملاك الأخوين هو نهر الخابور , في الجزيره السوريه، وكان كلا الأخوين مؤهلا لما وجهته له الأقدار، فكان سيف الدين غازي صاحب سياسة وأناة، على حين كان نور الدين مجاهدا مخلصا جياش العاطفة صادق الإيمان، ميالا إلى جمع كلمة المسلمين وإخراج الأعداء من ديار المسلمين،وهو ما جذب الناس إليه، وحبب القلوب فيه. وكان على نور الدين أن يواصل سياسة أبيه في جهاد الصليبيين، يدفعه إلى ذلك طبيعته المفطورة على حب الجهاد، وملازمته لأبيه في حروبه معهم. وقرب إمارته في حلب بشمال سوريا من الصليبيين جعله أكثر الناس إحساسا بالخطر الصليبي . 2. أهم صفاته الشخصية 2. 1. حرصه على تطبيق الشريعة كان نور الدين محمود يقول: "نحن شحن (شرطة) الشريعة نمضي أوامرها" وقال أيضاً: "نحن نحفظ الطريق من لص وقاطع طريق والأذى الحاصل منهما قريب أفلا نحفظ الدين ونمنع عنه ما يناقضه, وهو الأصل" قال عنه ابن كثير: "كان يقوم في أحكامه بالمعدلة الحسنة واتباع الشرع المطهر .. وأظهر ببلاده السنة وأمات البدعه" أمر بإلغاء كلالضرائب والمكوس التي كانت تؤخذ من الشعب وذلك عندما قص عليه وزيره موفق الدين خالد بن محمد بن نصر القيسراني الشاعر أنه رأى في منامه كأنه يغسل ثياب الملك نور الدين، فأمره بأن يكتب مناشير بوضع المكوس والضرائب عن البلاد، وقال له: هذا تأويل رؤياك. وكتب إلى الناس ليكون منهم في حل مما كان أخذ منهم، ويقول لهم: إنما صرف ذلك في قتال أعدائكم من الكفرة والذب عن بلادكم ونسائكم وأولادكم. وكتب بذلك إلى سائر ممالكه وبلدان سلطانه، وأمر الوعاظ أن يستحلوا له من التجار، وكان يقول في سجوده: اللهم ارحم المكاس العشار الظالم محمود الكلب. 2. 2. عدله وصف ابن الأثير نور الدين بأنه: "كان يتحرى العدل وينصف المظلوم من الظالم كائناً من كان, القوي والضعيف عنده في الحق سواء, فكان يسمع شكوى المظلوم ويتولى كشف ذلك بنفسه, ولا يكل ذلك إلى حاجب ولا أمير, فلا جرم أن سار ذكره في شرق الأرض وغربها." قال ابن الأثير: وهو أول من ابتنى داراً للعدل، وكان يجلس فيها في الأسبوع مرتين، وقيل: أربع مرات، وقيل: خمس. ويحضر القاضي والفقهاء من سائر المذاهب، ولا يحجبه يومئذ حاجب ولا غيره، بل يصل إليه القوي والضعيف، فكان يكلم الناس ويستفهمهم ويخاطبهم بنفسه، فيكشف المظالم، وينصف المظلوم من الظالم. وكان سبب ذلك أن اسد الدين شيركوه بن شاذي كان قد عظم شأنه عند نور الدين، حتى صار كأنه شريكه في المملكة، واقتنى الأملاك والأموال والمزارع والقرى، وكان ربما ظلم نوابه جيرانه في الأراضي والأملاك العدل، وكان القاضي كمال الدين ينصف كل من استعداه على جميع الأمراء إلا أسد الدين هذا فما كان يهجم عليه، فلما علم نور الدين بذلك ابتنى نور الدين دار العدل تقدم أسد إلى نوابه أن لا يدعوا لأحد عنده ظلامة، وإن كانت عظيمة، فإن زوال ماله عنده أحب إليه من أن يراه نور الدين بعين ظالم، أو يوقفه مع خصم من العامة، ففعلوا ذلك. فلما جلس نور الدين بدار العدل مدة متطاولة ولم ير أحداً يستعدي على أسد الدين، سأل القاضي عن ذلك فأعلمه بصورة الحال، فسجد نور الدين شكرا لله، وقال: الحمد لله الذي أصحابنا ينصفون من أنفسهم. 2. 3. تدينه وزهده كان نور الدين يصلي كثيرا بالليل وحكي عنه أنه يصلي فيطيل الصلاة, وله أوراد في النهار, فإذا جاء الليل وصلى العشاء نام, ثم يستيقظ نصف الليل, ويقوم إلى الوضوء والصلاة والدعاة إلى بكرة, ثم يظهر للركوب ويشتغل بمهام الدولة. قال عنه ابن كثير في البدايه والنهايه: "وقد كان رحمه الله حسن الخط كثير المطالعة للكتب الدينية، متبعاً للآثار النبوية، محافظاً على الصلوات في الجماعات، كثير التلاوة، محباً لفعل الخيرات، عفيف البطن والفرج، مقتصداً في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس، حتى قيل: إنه كان أدنى الفقراء في زمانه أعلا نفقة منه من غير اكتناز ولا استئثار بالدنيا، ولم يسمع منه كلمة فحش قط، في غضب ولا رضا، صموتاً وقوراً." قال ابن الأثير: لم يكن بعد عمر بن عبدالعزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحرياً للعدل والإنصاف منه، وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانم، فكان يقتات منها، وزاد امرأته من كراها على نفقتها عليها، واستفتى العلماء في مقدار ما يحل له من بيت المال فكان يتناوله ولا يزيد عليه شيئاً، ولو مات جوعاً، وكان يكثر اللعب بالكرة فعاتبه رجل من كبار الصالحين في ذلك فقال: إنما الأعمال بالنيات، وإنما أريد بذلك تمرين الخيل على الكر والفر، وتعليمها ذلك، ونحن لا نترك الجهاد. وكان لا يلبس الحرير، وكان يأكل من كسب يده بسيفه ورمحه.وكان نور الدين يستقرض من الشيخ عمر الملا من الموصل -وكان من الصالحين الزاهدين- في كل رمضان ما يفطر عليه، وكان يرسل إليه بفتيت ورقاق فيفطر عليه جميع رمضان. وكان يدعو قائلاً: "اللهم انصر دينك ولا تنصر محموداً من الكلب محمود حتى ينصر ", وكان يدعو أيضاً: " إنك يا رب إن نصرت فدينك نصرت, فلا تمنعهم النصر بسبب محمود إن كان غير مستحق للنصر ". 3. الجهاد ضد الصليبيين استهل نور الدين حكمه في سوريا بالقيام ببعض الهجمات على إمارة أنطاكيه الصليبية، واستولى على عدة قلاع في شمال الشام ومنطقةالساحل السوري ,ثم قضى على محاولة "جوسلين الثاني" لاستعادةالرها التي فتحها عماد الدين زنكي وكانت هزيمة الصليبيين في الرها أشد من هزيمتهم الأولى، وعاقب نور الدين من خان المسلمين من أرمن الرها، وخاف بقية أهل البلد من المسيحيين على أنفسهم فغادروها. وكان نور الدين دائم السعي إلى استمالة القوى الإسلامية المتعددة في الشام وشمال العراق وكسب ودها وصداقتها؛ لتستطيع مواجهة العدو الصليبي، فعقد معاهدة مع معين الدين أنر حاكم دمشق سنة (541هـ = 1147م) وتزوج ابنته، فلما تعرض أنر لخطر الصليبيين وكانت تربطه بهم معاهدة وحلف لم يجد غير نور الدين يستجير به، فخرج إليه، وسارا معا صاحب دمشق ونور الدين واستوليا على بصري, وصرخند في جنوب سوريا قبل أن يقعا في يد الصليبيين، ثم غادر نور الدين دمشق؛ حتى يبعث في قلب حاكمها الأمان، وأنه لا يفكر إلا في القضاء على الصليبيين؛ فتوجه إلى حصون إمارة إنطاكيه، واستولى على أرتاح وكفر لاثا وبصرفوت وغيرها . وعلى أثر ذلك ملك الرعب قلوب الصليبيين من نور الدين، وأدركوا أنهم أمام رجل لا يقل كفاءة وقدرة عن أبيه عماد الدين، وكانوا قد ظنوا أنهم قد استراحوا بموته، لكن أملهم تبدد أمام حماسة ابنه وشجاعته، وكانت سنه إذ ذاك تسعا وعشرين سنة، لكنه أوتي من الحكمة والتدبير خيرا كثيرا. وفي سنة (542هـ = 1147م) وصلت الحمله الصليبيه الثانيه على الشام بزعامة لويس السابع وكونراد الثالث, لكنها فشلت في تحقيق أهدافها ، وعجزت عن احتلال دمشق أهم مدن الشام ، ويرجع الفضل في ذلك لصبر المجاهدين واجتماع كلمة جيش المسلمين ووحدة صفهم، وكان للقوات التي جاءت مع سيف الدين غازي وأخيه نور الدين أكبر الأثر في فشل تلك الحملة، واستغل نور الدين هذه النكبة التي حلّت بالصليبيين وضياع هيبتهم للهجوم على أنطاكيه بعد أن ازداد نفوذه في الشام، فهاجم في سنة (544هـ=1149م) الإقليم المحيط بقلعة حارم الواقعة على الضفة الشرقية لنهر العاصي، ثم حاصر قلعة إنب، فنهض "ريموند دي بواتيه" صاحب أنطاكية لنجدتها، والتقى الفريقان في (21 من صفر 544هـ= آخر يونيو 1149م) ونجح المسلمون في تحقيق النصر وكان من جملة القتلى صاحب إنطاكية وغيره من قادة الفرنج 4. تثبيته للمذهب السني 4. 1. في حلب كان بنو حمدان يعتنقون المذهب الإمامي وقد أضاف سعد الدولة أبو المعالي (356-381 هـ/ 944-976م) للأذان عام 367هـ/977م عبارة (حي على خير العمل محمد وعلي خير البشر)[١]، واستمر الآذان على ذلك خلال عهود حكم آل مرداس وآل عقيل في حلب. وهناك قلة من الشيعه الإسماعيليه الذين ازداد نفوذهم زمن رضوان بن تتش ، لذا كان المذهب الشيعي متغلغلا في حلب.[٢]. لذلك فقد قام نور الدين بالخطوات التالية:
- كانت دمشق العاصمة واهم المدن في عهد نورالدين زنكي وقد عني بأنشاء الكثير من المباني والتي تحمل اسمه مثل :
آمن نور الدين بضرورة وحدة الصف، وانتظام القوى الإسلامية المبعثرة بين الفرات والبحر تقف كالبنيان المرصوص أمام أطماع الصليبيين، وكانت دمشق أهم المدن وعزم نور الدين على ضمها وكان معين الدين أنر صاحب السلطة الفعلية في دمشق يرتبط بعلاقات ومعاهدات مع الصليبيين ، وبعد وفاته قام مجير الدين أبق بأستلام الحكم بدمشق ، ونظرا لاهمية دمشق وموقعها الهام في وسط بلاد الشام فقد تمسك بها الصليبيون وخصصوا لها حامية كبيرة للدفاع عنها . فكر نور الدين وعينه على دمشق ووضع الخطة تلو الاخرى لمهاجمة الصليبين واستعادة دمشق . ونجح نور الدين في دخول دمشق سنة (549هـ = 1154م) بعد عدة مواجهات مع الصليبين اللذين دافعوا بشراسة عن أهم معاقلهم في الشرق وكانت هذه الخطوة حاسمة في تاريخ الحروب الصليبية؛ حيث توحدت بلاد الشام تحت زعامة نور الدين: من الرها شمالا حتى حوران جنوبا، واتزنت الجبهة الإسلامية مع الجبهة الصليبية بعد ان ضم نور الدين دمشق واصبحت عاصمة الدولة وموحدة بلاد الشام من الشمال إلى الجنوب والشرق واستقر نور الدين زنكي وأنطلق منها لفتح مزيد من البلاد في الجنوب وتوسيع ملكه . 6. الطريق إلى مصر بعد نجاح نور الدين في ضم دمشق واصبحت عاصمة دولته ومنطلق الحكم واصبح ملك دمشق وموحد الشام لم يعد أمام الصليبيين للغزو والتوسع سوى طريق الجنوب بعد أن أحكم نور الدين سيطرته بلاد الشام؛ ولذا تطلع الصليبيون إلى مصر باعتبارها الميدان الجديد لتوسعهم، وشجعهم على ذلك أن الدوله الفاطميه في مصرتعاني الضعف فاستولوا على عسقلان ، وكان ذلك إيذانا بمحاولتهم غزو مصر، مستغلين الفوضى في البلاد، وتحولت نياتهم إلى عزم حيث قام "بلدوين الثالث" ملك بيت المقدس بغزو مصر سنة (558هـ = 1163م) محتجا بعدم التزام الفاطميين بدفع الجزية له، غير أن حملته فشلت وأجبر على الانسحاب. وأثارت هذه الخطوة الجريئة مخاوف نور الدين، فأسرع بشن حملات على الصليبيين في الشام حتى يشغلهم عن الاستعداد لغزو مصر، ودخل في سباق مع الزمن للفوز بمصر وضمها لملكة في الشام، فأرسل عدة حملات من دمشق تحت قيادة "أسد الدين شيركوه" وبصحبته ابن أخيه الشاب اليافع صلاح الدين الأيوبي، ابتدأت من سنة (559هـ = 1164م) واستمرت نحو خمس سنوات وفشلت عدة مرات بسبب خيانه صاحب مصر وتعاونه مع الصليبين والفساد المتفشي ولكن اسد الدين لم يتراجع ففي كل مرة كان يعيد تجهيز جيشه وينطلق من جديد بأوامر نور الدين في دمشق حتى نجحت بعد سباق محموم مع الصليبيين في الظفر بمصر سنة (564هـ = 1169م) وتولى شيركوه الوزارة للخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين، على أنه لم يلبث أن توفي فعين نور الدين زنكي ابن اخية صلاح الدين الأيوبي وزيرا على مصر وضمها لملكه في الشام . نجح صلاح الدين الأيوبي في إقامة الأمن واستتباب الأمور وتثبيت أقدامه في البلاد، وجاءت الفرصة المناسبة لإسقاط الدولة الفاطميين؛ فقطع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة العباسي في أول جمعة من سنة (567هـ = سبتمبر 1171م). وبنجاح نور الدين في ضم مصر إلى جبهة الكفاح يكون قد حقق الحلقة الأخيرة من حلقات الجبهة الإسلامية . 7. وفاته فاجأته الحمى واشتد به المرض في11شوال 569هـ 15 مايو 1174 وهو في التاسعة والخمسين من عمره وتوفى ودفن في دمشق . وفي اخر المقال مابلغت المطلوب هذا الرجل بتقواه وورعه اعطي للامه الكثير فلا ينبغي ان تجحدوا حقه ماكان لصلاح الدين ان يفعل شئ بدون نور الدين وماكان لنور الدين الا انه وجد اباه عماد الدين واللهُ يختار لهذه الامه من يسوسها الي الخير ان شاء الله فرحمة الله علي الجميع. ادعوا لاخيكم للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الملك العادل نور الدين محمود زنكي
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
مهندس محمد
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رد: الملك العادل نور الدين محمود زنكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده – بأبي هو وأمي – وبعد ... : قال العماد الأصفهاني : محمودٌ المحمود ما بين الورى ** في كل إقليــم بكــل لسان كم وقعة لك بالفرنج حديثها ** قد سار في الآفاق والبلدان وجلوت نور الدين ظلمة كفرهم ** لما أتيت بواضح البرهان أصبحت للإسلام ركنًا ثابتًا ** والكفر منك مضعضع الأركان والله المستعان ادعوا لأخيكم والسلام المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيراً صاحبي دكتور محمد علي التعليق الطيب فانا اعلم كم تحب هذا الرجل العظيم . شرفني مرورك العطر امي الفاضله نوران فأنا اكون في غاية السعاده عندما اري اسمك ينور مواضيعي. وهذا لنور الدين محمود:- يا محيي العدل الـذي في ظله....... من عدله رعت الاسود مع المها محمود المحمودُ مِن أيامه لبهائها........ ضحك الزمـان وقهقهــا المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رحم الله الملك العادل ... ورزقنا في أيامنا هذه ملكا مثله غفر الله لنا ولكم إخوة الخير المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
وتلكم بعض الخصال التي جعلت نور الدين محمود ينجح خلال مدة حكمه في تحرير معظم بلاد الشام من الاحتلال الصليبي، ويصبح قاب قوسين أو أدنى من تحرير بيت المقدس: أولاً: كان قائدًا ربانيًا، عرف بتقواه وورعه، فقد 'كان حريصًا على أداء السنن، وقيام الليل بالأسحار، فكان ينام بعد صلاة العشاء، ثم يستيقظ في منتصف الليل، فيصلي ويتبتل إلى الله بالدعاء حتى يؤذن الفجر، كما كان كثير الصيام، وتميز بفقهه وعلمه الواسع، فلقد تشبه بالعلماء، واقتدى بسيرة السلف الصالح، وكان عالمًا بالمذهب الحنفي، وحصل على الإجازة في رواية الأحاديث، وألف كتابًا عن الجهاد'، يصفه ابن كثير فيقول: 'ولم يُسمع منه كلمة فحش قط في غضب ولا رضى، صموتًا وقورًا... ومجلسه لا يذكر فيه إلا العلم والدين والمشورة في الجهاد'، ويثني عليه ابن الأثير فيقول: 'طالعت تواريخ الملوك المتقدمين قبل الإسلام وفيه إلى يومنا هذا، فلم أرَ بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن سيرة من الملك العادل نور الدين'. ثانيًا: كان زاهدًا أمينًا، فقد 'كان أدنى الفقراء في زمانه أعلى نفقة منه، من غير اكتناز، ولا استئثار بالدنيا'، وعندما شكت له زوجته الضائقة المادية أعطاها ثلاثة دكاكين له بحمص، وقال: 'ليس لي إلا هذا، وجميع ما بيدي أنا فيه خازن للمسلمين لا أخونهم، ولا أخوض في نار جهنم لأجلك'. ثالثًا: كان متواضعًا محبوبًا، قال له الفقيه قطب الدين النيسابوري يومًا: 'بالله عليك لا تخاطر بنفسك وبالإسلام، فإن أصبت في معركة لا يبقى أحد من المسلمين إلا أخذه السيف، فقال له نور الدين: يا قطب الدين!! ومن محمود حتى يقال له هذا؟ قبلي من حفظ البلاد والإسلام، ذلك الله الذي لا إله إلا هو'. وبعدما كثرت فتوحاته، واتسعت دائرة سلطانه، جاءه تشريف من الخلافة العباسية تضمن قائمة طويلة جليلة بالألقاب التي يُذكر بها عندما يدعى له على منابر بغداد، ليعممها على بقية البلدان، فأوقفها، واكتفى بدعاء واحد هو: اللهم وأصلح عبدك الفقير محمود بن زنكي. ورفع أحد أفراد رعيته قضية عليه، فاستدعاه القاضي، فقال: 'السمع والطاعة.. {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}، إني جئت ها هنا امتثالاً لأمر الشرع'. وفي مرة أخرى دُعي للقضاء فاستجاب، ولما ثبت أن الحق مع نور الدين، وهب لخصمه ما ادعاه عليه. رابعًا: كان حريصًا على تطبيق أحكام الشرع، 'وأشهى شيء عنده كلمة حق يسمعها، أو إرشاد إلى سنة يتبعها'، وقد ألغى جميع الضرائب التي تزيد عن الحد الشرعي، بالرغم من الدخل الكبير التي تدره، والحاجة الماسة إليه لأغراض الجهاد، وكان يقول: 'نحن نحفظ الطريق من لص وقاطع طريق، أفلا نحفظ الدين ونمنع ما يناقضه'. خامسًا: كان يُكرم العلماء، ويبالغ في ذلك، فبالرغم من أن الأمراء والقادة كانوا لا يجرءون على الجلوس في مجلسه دون أمره وإذنه، فإنه كان إذا دخل عليه العالم الفقيه، أو الرجل الصالح، قام هو إليه، وأجلسه، وأقبل عليه مظهرًا كل احترام وتوقير، وكان يقول عن العلماء: 'هم جند الله، وبدعائهم نُنصر على الأعداء، ولهم في بيت المال حق أضعاف ما أعطيهم، فإن رضوا منا ببعض حقهم فلهم المنة علينا'. ويُروى أنه لما رأى أصحاب نور الدين كثرة خروجه للجهاد وإنفاقه عليه قال له بعضهم: 'إن لك في بلادك إدرارات وصدقات كثيرة على الفقهاء والفقراء والصوفية والقراء، فلو استعنت بها في هذا الوقت لكان أصلح، فغضب من ذلك وقال: 'والله إني لا أرجو النصر إلا بأولئك، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم، كيف أقطع صلات قوم يقاتلون عني وأنا نائم على فراشي بسهام لا تخطئ، وأصرفها على من لا يقاتل عني إلا إذا رآني بسهام قد تصيب وقد تخطئ، وهؤلاء لهم نصيب في بيت المال، كيف يحل لي أن أعطيه غيرهم؟!' وكان يسمع نصيحتهم ويجلها ويقول: 'إن البلخي إذا قال لي: محمود، قامت كل شعرة في جسدي هيبة له ويرق قلبي'. وكانت بلاد الشام خالية من العلم وأهله، وفي زمانه صارت مقرًا للعلماء والفقهاء والصوفية. سادسًا: كان مهتمًا بأحوال المسلمين، فلقد عمل على كفالة الأيتام وتزويج الأرامل وإغناء الفقراء، وبناء المستشفيات ودور الأيتام والأسواق والحمامات والطرق العامة. سابعًا: كان أبيًا عزيزًا شهمًا شجاعًا يغار على حرمات المسلمين، ولا يهدأ له بال حتى ينصرهم وينتقم لهم، فلم يكد يمر شهر على استلامه الحكم حتى هاجم الصليبيون الرها ظنًا منهم أن الحاكم الجديد ضعيف، فهاجمهم وقتل ثلاثة أرباع جيشهم. وفي سنة 558هـ هاجم الصليبيون جزءًا من جيشه على حين غفلة، فأكثروا فيهم القتل، ونجا نور الدين في اللحظة الحاسمة وهرب، وقد عرفت هذه المعركة بـ'البقيعة'، فقال: 'والله لا أستظل بسقف حتى آخذ بثأري وثأر الإسلام'، وعرض الصليبيون عليه الصلح فرفض، وكان انتقامه منهم رهيبًا في معركة حارم في 11 أغسطس 1164م، إذ قتل منهم عشرة آلاف وأسر عشرة آلاف أو أكثر، وكان بين الأسرى عدد من كبار أمرائهم وقادتهم. ثامنًا: كان لحوحًا في الدعاء، ولا يرجو النصر إلا من الله، فعندما رأى جموع الصليبيين الهائلة قبيل معركة حارم، انفرد بنفسه تحت تل حارم وسجد لله ومرَّغ وجهه وتضرع قائلاً: 'يا رب هؤلاء عبيدك وهم أولياؤك، وهؤلاء عبيدك وهم أعداؤك، فانصر أولياءك على أعدائك'.. 'إيش فضول محمود في الوسط، مَن محمود الكلب حتى يُنصر؟!!' يحقر نفسه ويتذلل إلى الله سبحانه. رحم الله نور الدين، ورزق أمتنا أمثاله من القادة والمجاهدين، ليحرروا العراق وفلسطين، وكل شبر مغتصب من أرض المسلمين. بارك الله فيك اخى الكريم \\ محمد لهذه المعلومات القيمة .. تقبل مرورى مع كامل الاحترام ؛؛ المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما شاء الله لا قوة إلا بالله إضافة رائعة أختي الحبيبة نضال بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرا المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :8 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر لله شكرا شكرا والصلاة والسلام على قُرة عيوننا وحبيب قلوبنا محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه وبعد: سأقص عليكم قصة رواها أهل العلم لتعلموا حقد النصارى على ديننا و رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وكيف أنهم لا يهدأ لهم بال حتى يبيدوا دين الله إن إستطاعوا ولن يستطيعوا , لقد أرادوا أن يحرقوا جثة النبي الطاهرة عليه الصلاة والسلام في روما عاصمة الصليب ولكنهم خسئوا وخابوا القصة بطلها السلطان نور الدين محمود زنكي القصة كما ذكرها الشيخ عطية محمد سالم : رأى السلطان نور الدين محمود بن زنكي فيسنة 557هـ أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول له ( يا محمود أنقذني من هذين الرجلين ) وأراه رجلين أشقرين , ففزع محمود , ثم نام فرأى الرؤيا مرة ثانية وثالثة , وكان رجلا صالحا , ذا ورد بالليل , وله وزير صالح , فاستدعاه حالا , وأخبره بما رأى وطلب رأيه , فعاجله بالسفر حالا إلى المدينة , فقدم بمال كثير , وأخبر أهل المدينة أنه أتى زائرا , ودعا أهل المدينة كلهم ليعطيهم من المال الذي أحضره , فحضروا جميعا , ولكنه لم ير الوجهين الذين رآهما في النوم , فسأل عمن بقي ولم يحضر للسلام عليه واستلام عطائه , فقالوا له : لم يبق إلا رجلان من أهل المغرب عفيفان لا يقبلان من أحد شيئا , هما يعطيان الناس , وأثنوا عليهما كثيرا , فأصر على إحضارهما , فأحضراإليه , فإذا هما اللذان رآهما في منامه يشير إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعرض عليهما المال , فأبيا أخذه , وقالا : جئنا حجاجا , وجلسنا مجاورين , فطلب زيارتهما في مسكنهما , فتمنعا , فألزمهما , فلما وصل إلى مسكنهما ـ وكان بالقرب من المسجد النبوي ملاصقا لجهة الحجرة ـ دخله فلم ير شيئا غريبا , ووجد كتبا وأموالا , فلما دار في الغرفة فإذا به يسمع رجع صوت تحت ما يشبه الغطاء الخشبي ومغطى بالحصير , فأمر بكشفه , فإذا فتحة لحفرة عميقة ثم اتجهت إلى الحجرة , فسألهما , فأخبراه أنهما من النصارى , أرسلهما قومهما في زي حجاج مغاربة , ووكلوا إليهما نقل الجسدالشريف . فضرب عنقيهما . يقول السمهودي ـ رحمه الله ـ المتوفى سنة 911هـ بعد إبراز هذه القصة : لم أجدها في تراجم السلطان نورالدين , ولكن سمعت من فلان , وقرأت رسالة فلان ممن عاصر تلك الحادثة . قلت [ القول للشيخ عطية ] : إن الأمور التي تتناقلها الأجيال قد تكون خيالات , ولكن إذا كان لها متعلقات مادية ثابتة لا تكون إلا عن حقيقة , وقد كان بالمدينة شاهدا عدل وثبوت , وهما : أ ــ دار الضيافة: وهي عبارة عن مبنى كبير شاهدناه في الستينيات شمالي باب المجيدي , وهو في حالة قديمة , وسألنا : أي ضيافة لهذا المتهدم؟ قالوا : ضيافة السلطان نو الدين محمود لما جاء في قصة كذا , ويذكرون القصة . ب ــ سقيفة الرصاص : والسقيفة في المدينة عبارة عن زقاق ضيق توجد فيه بيوت متقابلة لشخص , فيبني دوْرا ثانيا ويسقف فراغ الزقاق , ويمر الناس من تحته , وكان هذا إلى عهد قريب منتشر بكثرة . فلما سألنا عن سبب تسميتها بسقيفة الرصاص , قالوا : الرصاص الذي أذابه السلطان نور الدين محمود وصبه حول الحجرة الشريفة في حادثة كذا , ويذكرون الحادثة . فهذا من حيث الإمكان لا إشكال فيه , ومن حيث الإثبات فإنه يدخل في حدود تعريف المتواتر من الأخبار الذي يرويه جم غفير عن مثلهم , يكون مستنده الحس , يستحيل تواطؤهم على الكذب . ) انتهى بتصرف يسير جدا من كتاب السؤال والجواب في آيات الكتاب للشيخ عطية سالم رحمه الله . والقصة ذكرها العلامة السيد نور الدين على السمهودي المدني في كتابه وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى لنور الدين السمهودي، ج2 ص648-650 وشذرات الذهب في أخبار من ذهب لأبي الفلاح عبد الحي بن عماد الحنبلي، ج4 ص230-231، ونسبه أيضاً إلى المطري صاحب تاريخ المدينة. وقد نقل هذه الحادثة أيضاً كل من محمد علي حافظ في كتابه: فصول من تاريخ المدينة المنورة، ص28، وعنون له بقوله: "محاولة سرقة جسد الرسول عليه السلام" ، وغالي محمد الأمين الشنقيطي في كتابه: الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين ، ص76-79 وغيرهم من أهل العلم المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :9 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاك الله خيراً اختي نضال 3 علي الاضافه الجميله . جزيت الخير يا أمي نوران علي تواصلك الدائم. عن تجرده وزهده :- قال ابن الاثير : وحكي لنا الامير بهاء الدين علي ابن الشكري وكان خصيصاً بخدمة نور الدين قد صحبه في الصبا , وأنس به وله معه انبساط , قال: كنت معه في الميدان بالرها والشمس في ظهورنا , فكلما سرنا تقدمنا الظل , فلما عدنا صار ظلنا وراء ظهورنا , فأجري فرسه وهو يلتفت وراءه وقال لي : أتدري لأي شئ أجري فرسي وألتفت ورائي؟ قلت : لا , قال : شبهت ما نحن فيه بالدنيا , تهرب ممن يطلبها وتطلب من يهرب منها . قلت : رضي الله عن مَلك يفكر في مثل هذا , وقد أنشدت بيتين في هذا المعني وهما : مَثلُ الرزق الذي تطلبه ............. مثل الظل الذي يمشي معك أنت لا تـدركه متبعاً ............. وإذا وليّـت عنــه تبعك |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
محمود, الملك, الدين, العادل, زنكي |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
ما الدليل على أن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح | أمــة الله | تعرف على الإسلام من أهله | 11 | 17.03.2021 19:30 |
الدين الحق ؟؟؟ الاسلام ام النصرانية ؟؟؟ | سيف الاسلام م | القسم النصراني العام | 2 | 11.12.2018 15:02 |
مخطوطة تنسف انجيل يوحنا | حارس العقيدة | المخطوطات و الدراسات النقدية | 3 | 17.05.2011 23:30 |
الجدل العقيم | خادم المسلمين | القسم الإسلامي العام | 10 | 15.09.2010 11:09 |
هل تم تحريف الفاتحة بواسطة عبد الملك ابن مروان والرد علي افتراء مصحف ابن مسعود | asd_el_islam_2 | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 2 | 26.04.2010 23:45 |