رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ما جاء فى خبر مقتل أم قرفة
ما جاء فى خبر مقتل أم قرفة الحمد لله الذى شرح صدور أهل الإسلام بالهدى ، ونكت فى قلوب أهل الطغيان فلا يعون الحكمة أبداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها أحداً ، فرداً صمداً ، ما اتخذ صاحبة ولا ولداً ، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله ، ما أعظمه عبداً وسيداً ، وأكرمه نسباً ومحتداً ، وأبهره صدراً ومورداً ، وأطهره مضجعاً ومولداً ، صلى الله عليهوآله وأصحابه ، غيوثِ الندى ، وليوثِ العدا ، صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين من اليوم إلى أن يُبعثَ الناسُ غداً ، أما بعد : أخرج أبو عبيد فى الأموال (1/448/418) قال حدثني أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، أن أم قرفة الفزارية كانت فيمن ارتد ، فأتي بها أبو بكر ، فقتلها ، ومثل بها . قال أبو مسهر : وأبى سعيد أن يخبرنا كيف مثل بها. وأبو مسهر هو عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى : أبى ذرامة بن مسهر الغسانى أبو مسهر الدمشقى من جهابذة الشام ونقادهم([1])وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم([2]) والعجلى([3]) وذكره ابن حبان فى الثقات([4]) وقد توبع على هذه الرواية وجاء فيه بيان ما أخفاه أبو سعيد عنهم فى كيفية المثلة بها . فأخرجها الدارقطنى فى سننه (3/114/110) وابن شاهين فى ناسخ الحديث ومنسوخه (1/423/558) نا أحمد بن إسحاق بن بهلول نا أبي نا محمد بن عيسى عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز : أن أبا بكر قتل أم قرفة الفزارية في ردتها قتلة مثلة شد رجليها بفرسين ثم صاح بهما فشقاها ، وزاد الدارقطنى فى "إلا أن هذه الزيادة غير داخلة فى محل البحث فسأضرب الصفح عنها والله المستعان " . والوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقى ثقة مدلس مكثر منه مشهور به عن الضعفاء لا بد أن يصرح بالسماع إذا احتُجَ بهِ ، إما إذا قيل عن فليس بحجة ([5]) وقد عنعن فى هذه الرواية . وتابعهما الليث بن سعد كما عند البيهقى فى الصغرى(2/435/3412) – وأوردها فى معرفة السنن والآثار (13/416/5282) – والكبرى (8/204/17325) وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِىِّ : أَنَّ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِرْفَةَ كَفَرَتْ بَعْدَ إِسْلاَمِهَا فَاسْتَتَابَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمْ تَتُبْ فَقَتَلَهَا. قَالَ اللَّيْثُ وَذَاكَ الَّذِى سَمِعْنَا هُوَ رَأْيِى قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَقَالَ لِى مَالِكٌ مِثْلَ ذَلِكَ . قلت : هذا خبر لا يصح سنداً ولا متناً ، أما عن إسناده فمنقطع . فسعيد بن عبدالعزيز بن أبي يحيى التنوخي أبو محمد ويقال أبو عبد العزيز الدمشقي فقيه أهل الشام ومفتيهم بدمشق بعد الأوزاعي وكان الإمام أحمد يساويه بالأوزاعى ويقول ليس بالشام رجل أصح حديثا منه([6])وثقه أبوحاتم([7]) وقال النسائي ثقة ثبت([8]) وكان أبومسهر يقدمه على الأوزاعى ووثقه الحاكم وابن سعد ([9]) وقد اختلط قبل موته كما نُقِل عن ابن معين كذا قال أبومسهر([10]) . إلا أن روايته عن أبى بكر منقطعه كذا قال البيهقى([11]) ، فسعيد لم يدركه ، فقد توفى عام سبع وستين ومائة([12]) فكيف شهد الواقعة وضعفه الشافعى بقوله فَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَحْتَجَّ بِهِ إِذْا([13]) كَانَ ضَعِيفًا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ ، وضعفه البيهقى بالانقطاع فقال ضَعْفُهُ فِى انْقِطَاعِهِ وَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ وَجْهَيْنِ مُرْسَلَيْنِ . قلت : وأخرج فى الكبرى (8/204/17324) أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُوَيْهِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِى مَالِكٍ الدِّمَشْقِىُّ حَدَّثَنِى أَبِى : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَتَلَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِرْفَةَ فِى الرِّدَّةِ. قلت ضعيف ، وسبق إعلال البيهقى له بالإرسال ، وفيه خالد بن يزيد بن عبدالرحمن بن أبى مالك الشامى قال أبوزرعة لا بأس به ، وقال أبو حاتم يروى مناكير([14]) وقال أحمد ليس بشئ([15]) وقال مرة ثقة ([16])وضعفه ابن معين([17]) النسائى ليس بثقة([18]) وابن المدينى([19]) وضعفه الدارقطنىووثق أبيه ([20]) قال ابن حبان كان صدوقا في الرواية ، ولكنه كان يخطئ كثيرا ، وفي حديثة مناكير ، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد عن أبيه وَمَا أقربه في نفسه إلى التعديل وهو ممن أستخير الله فيه([21]) وضعفه الفسوى([22]) وفى موضع أخر لينه هو وأبيه([23]) وضعفه أبوداود([24]) قلت : وهو إلى الضعف أقرب – والله أعلم – وبه جزم الحافظ ابن حجر واتهمه ابن معين ([25]) و ياليت له متابع فى روايته([26]) ، لكن هيهات وهذه الرواية خطأ فأم قرفة قُتلت فى أيام النبى عليه السلام كما فى كتب السير و المغازى – إن صح الخبر – كما سيأتى بيانه إن شاء الله لذا قال أبو عبيد وأنا أحسبها غيرها ؛ لأن أم قرفة قتلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كذلك يروى في المغازي . وأخرجه البيهقى فى معرفة الآثار والسنن(13/415/5281) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الوليد الفقيه ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا أبو الوليد عبد الله محمد بن نصر ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا عمرو بن واقد ، حدثني يزيد بن أبي مالك ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي بكر ، أنه « أتي بأم قرفة الفزارية ، وكانت قد ارتدت عن الإسلام ، فأمر بها فقتلت » قلت : إسناده ضعيف جدا فيه عمرو بن واقد القرشي أبو حفص الدمشقي مولى آل سفيان وقال البخارى مولى بني أمية أو مولى بني هاشم([27]) قال أبومسهر كان يكذب من غير أن يتعمد([28]) وقال مرة ليس بشئ([29]) قال أبو حاتم ضعيف الحديث ، منكر الحديث([30]) وقال البخارى منكر الحديث([31]) وقال النسائى متروك([32])وقال الدارقطنى وغيره متروك([33]) وقال الذهبى واهٍ([34]) وقال مرة تركوه([35]) وقال الفسوى ليس حديثه بشئ([36]) وقال ابن حبان يقلب الأسانيد ويروى المناكير عن المشاهير واستحق الترك([37]). وشهر بن حوشب سيئ الحفظ يضعف إذا أنفرد أما إذا توبع فلا بأس به .([38]) يُتبع قريباً إن شاء الله [1] الجرح والتعديل (1/286) ، تاريخ دمشق (1/56) [2] تهذيب الكمال (16/369/3691) ، تهذيب التهذيب (21/98/205) [3] الثقات للعجلى (2/68/1003) [4] 8/408/14130) [5] من تكلم فيه للذهبى (1/191/364) ، أسماء المدلسين للسيوطى (1/102/63) ، التبيين لأسماء المدلسين لسبط العجمى (1/60/83) ، سير أعلام النبلاء (9/212/60) [6] العلل ومعرفة الرجال (3/53) [7] الجرح والتعديل (4/42/184) [8] الكاشف (1/441/1926) [9] تهذيب التهذيب (14/118/102) [10] تهذيب الكمال (10/544/2320) [11] معرفة السنن والآثار (13/416/5282) [12] التاريخ الصغير للبخارى (2/167/2174) وابن حبان فى الثقات (6/369/8144) [13] عند البيهقى (إذ) ، والزيادة من البدر المنير (8/574) فجاء فيه "قال الشافعى : وروى بعضهم عن أبى بكر" أنه قتل نسوة ارتددن عن الإسلام " ، وما كان لنا أن نحتج به إذا كان ضعيفاً عند أهل الحديث . [14] الجرح والتعديل (3/359/1623) [15] الكامل لابن عدى (3/10/577) إلا أن مطلق النقل عن أحمد محل نظر لما نقله ابن شاهين فى المختلف فيهم (1/5/10) قال أبو حفص ولا أدري أراد أحمد بن حنبل خالد بن يزيد بن أبي مالك أو خالد بن يزيد بن صبيح إلا أن المزى فى الأطراف (8/197/1663) جزم بجرح أحمد له [16] تاريخ جرجان (1/557) [17] تاريخ ابن معين رواية الدورى (4/429/5135) [18] الضعفاء والمتروكين(170) [19] سؤالات ابن أبى شيبة (227) [20] الضعفاء والمتروكين للدارقطنى (199) [21] المجروحين (1/320/304) [22] المعرفة والتاريخ (2/450) [23] المرجع السابق(2/454) [24] تهذيب التهذيب (9/58/232) [25] تقريب التهذيب (1688) [26] أورد ترجمته ابن عدى فى الكامل (3/10/577) ، وابن عقيل فى ا لضعفاء(2/232/430) والذهبى فى الميزان (1/645/2475) [27] تهذيب الكمال (22/286/4468) [28] تهذيب التهذيب (24/115/191) ، الأسامى والكنى لأبى عبدالله الحاكم (3/87/1274) [29] الجرح والتعديل (6/267/1475) ، الكامل (5/117/1283) [30] المرجع السابق [31] التاريخ الكبير (6/379/2699) [32] الضعفاء والمتروكين(1/80/453) [33] المغنى (1/106/4722) وذكره الدارقطنى فى كتابه الضعفاء والمتروكون(393) [34] المقتنى فى سرد الأسماء والكنى (1/190/1644) [35] الكاشف (2/90/4246) [36] المعرفة والتاريخ (3/66) [37] المجروحين لابن حبان (1/49961) [38] وللاستزادة من معرفة حاله راجع الرسالة النفيسة للعلامة الجديع المسماة المطيب في بيان حال شهر بن حوشب للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
ما جاء فى خبر مقتل أم قرفة
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
III ABO_IS7Q_SALAFY III
المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة Moustafa بتاريخ
30.08.2010 الساعة 22:51 . و السبب : تكبير الخط يا مولانا أعزكم الله
|
الأعضاء الذين شكروا III ABO_IS7Q_SALAFY III على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
هذا وقد انتهيت من بعض الروايات التى وردت عند أصحاب الحديث والتى ورد فيها ذكر مقتل أم قرفة الفزارية على يد أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، وقد ذكرنا أنها تتعارض مع الروايات الواردة فى المغازى - إن صح فيها الخبر - ولذلك فإن ما سأطرحه قريباً إن شاء الله ، مفاده كالتالى .......... 1- سرد عناوين سير الأحداث فى السرية الواقع فيها ذكر أم قرفة الفزارية مع التدليل عليه بسرد روايات المغازى . 2- سرد الاختلاف الواقع فى هذه السرية التى قتلت فيها أم قرفة الفزارية بوجه مجمل أهى سرية أم سريتان. 3- سرد الخلاف الواقع فى قائد هذه السرية أزيد أم أبى بكر . 4- سرد أسانيد روايات المغازى مع بيان مافيها من مقال . 5- سرد روايات المحدثين التى أتى فيها أطراف روايات هذه السرية . 6- ترجيح ماترجح لى صوابه وبيان ما بان لى صحته مدعماً إياه بالدليل 7- ولما كان هذا يطول ويشق العمل فيه جملة واحدة ، فإنى سأعمد إلى رفع البحث مجزءاً إلى أجزاء أسميها بالجزء الأول ، الثانى ، الثالث ، هكذا تباعاً حتى يتمكن القارئ من متابعة الأحداث ، ونسأل الله السداد . المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
أما عن الرواية التى قد وردت فى كتب السير والمغازى - وقد استفدت فيه كثيراً من رسالة بعنوان غزوة مؤتة والسرايا والبعوث الشمالية لبريك بن محمد بريك أبو مايلة العمري. يُتبع بسبب الغزوة إن شاء الله على ما ترجح لى الجزء الثانى. وهذه الرواية سأوردها من مصادرها مُخَلِطاً بين الروايات حتى أسرد سير القصة كاملة ثم أشرع فى بتحليلها جزءاً جزءاً ..... أخرجها ابن كثير فى البداية و النهاية (5/218) ، وابن سعد فى الطبقات (2/90) ، وابن سيدة فى عيون الأثر(2/103) وذكره من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثنى عبدالله بن أبى بكر وعند ابن هشام فى السيرة النبوية (6/28) عن ابن إسحاق الذى ذكرها بلا إسناد ! ، و الواقدى فى مغازيه (1/564) فى خبر سرية زيد بن حارثة التى خرج فيها إلى أم قرفة بناحية بوادي القرى، على سبع ليال من المدينة؛ في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قالوا : خرج زيد بن حارثة في تجارة إلى الشام ومعه بضائع لأصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما كان دون وادي القرى لقيه ناس من فزارة من بني بدر فضربوه وضربوا أصحابه وأخذوا ما كان معهم، ثم استبل زيد وقدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأخبره فبعثه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إليهم فكمنوا النهار وساروا الليل، ونذرت بهم بنو بدر ثم صبحهم زيد وأصحابه فكبروا وأحاطوا بالحاضر وأسرت أم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر كانت عجوزا كبيرة عند مالك بن حذيفة بن بدر وبنت لها و عبدالله بن مسعدة فأمر زيد بن حارثة قيس بن المسحر أن يقتل أم قرفة فقتلها قتلا عنيفا ربط بين رجليها حبلا ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها وقتل النعمان وعبيد الله ابني مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر. ، وَأَقْبَلَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ بِالْجَارِيَةِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَذَكَرَ لَهُ جَمَالَهَا ، فَقَالَ يَا سَلَمَةُ مَا جَارِيَةٌ أَصَبْتهَا ؟ قَالَ جَارِيَةٌ يَا رَسُولَ اللّهِ رَجَوْت أَنْ أَفْتَدِيَ بِهَا امْرَأَةً مِنّا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ . فَأَعَادَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَرّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا يَسْأَلُهُ مَا جَارِيَةٌ أَصَبْتهَا ؟ حَتّى عَرَفَ سَلَمَةُ أَنّهُ يُرِيدُهَا فَوَهَبَهَا لَهُ فَوَهَبَهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِحَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ امْرَأَةً لَيْسَ لَهُ مِنْهَا وَلَدٌ غَيْرُهَا . فَحَدّثَنِي مُحَمّدٌ عَنْ الزّهْرِيّ ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ وَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مِنْ وَجْهِهِ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي بَيْتِي ، فَأَتَى زَيْدٌ فَقَرَعَ الْبَابَ فَقَامَ إلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَجُرّ ثَوْبَهُ عُرْيَانًا ، مَا رَأَيْته عُرْيَانًا قَبْلَهَا ، حَتّى اعْتَنَقَهُ وَقَبّلَهُ ثُمّ سَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ بِمَا ظَفّرَهُ اللّهُ . قلت : أما عما ورد فى سبب الغزوة فأهل المغازى فيه على قولين فها ............ الأول : ما رواه ابن إسحاق فقال " وغزوة زيد بن حارثة أيضا وادى القرى لقي به بني فزارة فأصيب بها ناس من أصحابه و ارتث زيد من بين القتلى وفيها أصيب ورد بن عمرو بن مداش وكان أحد بني سعد بن هذيل أصابه أحد بني بدر ". ومفادها أنها كانت غزوة خرج زيد بن حارثة يترأسها ووقع بينه وبين بنى فزارة معركة أصيب فيها زيداً وأصحابه فقُتِلَ فيها من قُتِلَ من المسلمين قال ابن إسحاق " فلما قدم زيد بن حارثة آلى أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو بني فزارة " . ومفاده : أنه أقسم بالرجوع إلى بنى فزارة مرة أخرى فيقتلهم كما قتلوا أصحابه ، هذا هو القول الأول . ومن طريق ابن إسحاق أخرجها ابن سيد الناس فى عيون الأثر(2/103)قال " ابن اسحق من طريق يونس بن بكير قال حدثنى عبدالله بن أبى بكر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى وادى القرى فلقى به بنى فزارة وأصيب بها ناس من أصحابه وانفلت زيد من بين القتلى فأصيب فيها أحد بنى سعد بن هزيم أصابه أحد بنى بكر فلما قدم زيد بن حارثة نذر أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو فزارة " وقد وردت هذه الرواية موصولة من طريق أخر كما سيأتى بعد قليل . الثانى : وهو قول ابن سعد كما فى طبقاته (2/90) ، الواقدى فى مغازيه ( 1/564) قال حَدّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ " خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فِي تِجَارَةٍ إلَى الشّامِ ، وَمَعَهُ بَضَائِعُ لِأَصْحَابِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخَذَ خُصْيَتَيْ تَيْسٍ فَدَبَغَهُمَا ثُمّ جَعَلَ بَضَائِعَهُمْ فِيهِمَا ، ثُمّ خَرَجَ حَتّى إذَا كَانَ دُونَ وَادِي الْقُرَى وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ لَقِيَهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ بَنِي بَدْرٍ ، فَضَرَبُوهُ وَضَرَبُوا أَصْحَابَهُ حَتّى ظَنّوا أَنْ قَدْ قُتِلُوا ، وَأَخَذُوا مَا كَانَ مَعَهُ ثُمّ اسْتُبِلّ زَيْدٌ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " ومفاده : أن زيداً كان قد خرج فى تجارة هو وأصحابه ومعهم بضائع لأصحاب النبى فلما كان دون وادى القرى أغار عليه ناسٌ من بنى فزارة من بنى بدر فضربوه وضربوا أصحابه وسلبوا منهم ما كان معهم من متاع ، و نجى من بين أيديهم زيد فعاد إلى المدينة . ثم ظهر قول ثالث يحاول الجمع بين الروايتين فقال ابن سيد الناس فى عيون الأثر (2/108) " كذا ثبت عن ابن سعد لزيد سريتان بوادي القرى إحداهما في رجب والثانية في رمضان " . قلت : وهذا مشكل ، فابن سعد أطلق على اسم القافلة التى كان فيها زيد اسم غزوة ، وكذلك سمى التى بعدها غزوة ! وقيل : أن سبب الغزوة قد اختلط على الغزوة نفسها فجعل بعضهم سببها غزوة مستقلة وجعل الغزوة نفسها غزوة أخرى وهى خروج زيد بعد أن أقسم بعودته لهم إلا أن هذا مشكل أيضاً ، لأنه يقتضى أن تكون هناك ثلاث غزوات إلى بنى فزارة خرج زيد على رأس غزوتين منهم وخرج الصديق على رأس الثالثة كما عند مسلم وفى كل واحدة منهم أسر سلمة بن الأكوع بنت أم قرفة ،فتعددت أم قرفة ، وهذا بعيد وسيرد هذا البيان فى الجزء الثانى فى بيان الخلاف فى قائد الغزوة ، ويَرِدُ عليه أن الفارق بين الغزوتين الأولى والثانية قريب جدا مما لا يسمح بشفاء زيد من جراحه التى أصابته فى الغزوة الأولى وحاول الزرقانى أن يجمع بين الروايات فقال " ويجمع بتعدد الأسباب بأن يكون لما صح (زيد) ذهب للتجارة فنهبوه فرجع إلى المدينة وأخبر النبى بذلك " وهذا بعيد فكيف يذهب زيد بتجارته قرب وادى القرى وقد وقع معهم فى معركة منذ عهد قريب ! . وقد رجح بعضهم القول الأول وهو قول ابن إسحاق قلت : و الذى يظهر لى صوابه – والله أعلم – أنها غزوة واحدة وذلك لضعف أسانيد روايات أهل المغازى والسير فرواية ابن إسحاق قد ساقها هو بنفسه بلا إسناد وقد ذكره ابن سيد الناس من طريقه فى عيون الأثر من رواية يونس بن بكير عنه عن عبدالله بن ابى بكر بها وهذا إسناد ضعيف فيه محمد بن إسحاق بن يسار وفيه مقال شهور عند أهل الصنعة و يونس بن بكير بن واصل الشيباني أبو بكر ويقال أبو بكير([1])يروى عن محمد بن إسحاق وهو صدوق يخطئ([2]) ، وكان يتبع السلطان ومرجئاً ورمى بالتشيع كان يوصل كلام ابن إسحاق بالحديث([3]) و عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصارى المدنى القاضى ثقة([4]) وهو من صغار التابعين فتكون روايته مرسلة . وأما إسناد الواقدى فهو فيه ، وهو متروك ، وروايته غير متصلة إذ أن عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وهذا ليس بصحيح ، إنما هو عبدالله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب ، وهو ثقة جليل ([5]) وهو من صغار فتكون روايته مرسلة . [1] تهذيب التهذيب (37/264/844) [2] تقريب التهذيب (7900) [3] راجع تهذيب الكمال (32/493/7171) ، تهذيب التهذيب (37/264/844) ، الجرح والتعديل (9/236/995) ، الكامل (7/167/2084) ، ضعفاء العقيلى (4/461/2093) ، تاريخ ابن معين رواية الدورى(1/277/875) ، سؤالات ابن أبى شيبة (201) ، سؤالات ابن الجنيد (102) ، معرفة الرجال لابن معين (81) و(157) ، ميزان الإعتدال (4/447/9900)،المغنى (1/112/7261) ، الكاشف (2/402/6464) . [4] تقريب التهذيب (3239) [5] تقريب التهذيب (3274) المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة Moustafa بتاريخ
30.08.2010 الساعة 22:52 .
|
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ما جاء فى خبر مقتل أم قرفة الفزارية .
الجزء الثالث : الخلاف فى قائد الغزوة . أما عن قائد الغزوة فهم على قولين ............ الأول : فهو قول أصحاب المغازى والسير كابن إسحاق و الواقدى وابن سعد أن قائد الغزوة هو زيد بن سعد رضى الله عنه وكان فى هذه الغزوة سلمة بن الأكوع وأصاب جارية جميلة من بن فزارة وذكروا أنها بنت أم قرفة وأن النبى عليه السلام قد استو هبها منه وأهداها لخاله حزن بن أبى وهب ففدى بها أسرى من المسلمين ، وقد سبق بيانه فى سرد رواية أهل المغازى . الثانى : وهو قول أصحاب الحديث أن قائد الغزوة هو أبو بكر الصديق رضى الله عنه ، و سيأتى بيانه فى موضعه ، وهو الصحيح ، إن شاء الله . وأما عن سبب الغزوة ...... فالذى يظهر لى – والله أعلم – أن علة الغزوة أن أم قرفة قد جمعت من أبنائها وأبناء أبنائها ثلاثين نفساً وأخبرتهم أن يذهبوا إلى المدينة لقتل النبى عليه السلام وذلك لما أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق(19/364) و المحاملى فى أماليه (1/183/157) وأبو نعيم فى الدلائل – كما عند السيوطى فى الخصائص الكبرى(1/434) و الزيلعى فى نصب الراية (4/343) - و العقيلى فى الضعفاء (4/427/2056) والذهبى فى ميزان الإعتدال (4/406/9618) جميعاً من حديث إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر حديثا وروى بهذا الإسناد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن امرأة من بني فزارة يقال لها أم قرفة جهزت ثلاثين راكبا من ولدها وولد ولدها فقالت أقدموا المدينة فاقتلوا محمدا فقال اللهم أثكلها ولدها وبعث إليهم زيد بن حارثة فقتل بني فزارة وقتل ولد أم قرفة وبعث بدرعها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فنصبه بين رمحين قالت عائشة فأقبل زيد حتى قدم المدينة قالت عائشة ورسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الليلة في بيتي فقرع الباب فخرج إليه يجر ثوبه عريانا والذي بعثه بالحق ما رأيت عريته قبل ذلك ولا بعدها حتى اعتنقه وقبله . وأخرج طرفه الترمذى فى جامعه (5/76/2732) ، ومن طريقه البغوى فى شرح السنة (2/290/3327) و فى شمائل النبى (1/173/407) و والطحاوى فى شرح المعانى (914) وفى شرح المعانى (4/281/6402) وأبو بكر المقرى فى تقبيل اليد (صـ88) جميعاً بنفس الإسناد السابق إلا أن متنه عندهم مقتصراً على قول عائشة رضى الله عنها " قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقته وقبله " قال الترمذى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه قلت : إسناده ضعيف جدا فيه إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد أورده ابن حبان فى ثقاته([1]) وقال الحاكم شيخ ثقة من أهل المدينة([2]) ووافقه الذهبى فقال تفرد به الشجري وهو ثقة ! قلت : أما عن نقل قول الذهبى فيه أنه ثقة فهذا عجيب ، لا أدرى أهو خطأ من النسخة([3]) أم وهم من الذهبى عليه رحمة الله ، فقد قال هو نفسه فى حديثنا هذا منكر ، تفرد به إبراهيم عن أبيه ، فلا أدرى كيف وثقه فى التلخيص ! وقال العقيلى بعد إيراداها لا يُعرفُ إلا به . ولا أعلم أحداً تابع ابن حبان ولا الحاكم على قولهما ، فقد ضعفه أبوحاتم([4]) وقال السمعانى ضعيف([5]) وقال أبو الفتح الأزدى منكر الحديث([6]) وقال محمد ابن إسماعيل الترمذى:لم أر أعمى قلباَ منه ، قلت له حدثكم أبوك ؟ قال حدثكم أبوك ، فقلت له حدثكم إبراهيم بن سعد ! قال حدثكم إبراهيم بن سعد([7]) ، قال الحافظ لين الحديث([8]) . وفيه يحيى بن محمد بن عباد أورده ابن حبان فى ثقاته([9])وضعفه أبوحاتم([10]) وقال الساجى فى أحاديثه مناكير و أغاليط وكان فيما بلغنى ضرير يلقن([11]) وبمثل قوله قال العقيلى([12])وضعفه الذهبى([13]) وقال الحافظ ضعيف وكان ضريراً يتلقن([14]) . وفيه محمد بن إسحاق بن يسار قال الحافظ صدوق يدلس ورمى بالتشيع والقدر([15]) وقد عنعن فى روايته عن الزهرى . ووقع فى إسناد البغوى فى شرح المعانى قال حدثنا ابن أبى داود ثنا إبراهيم بن يحى الشجرى حدثنى محمد بن يحى بن عبادة !. قلت : وصوابه يحى بن محمد بن عبادة وهو أبيه ، وقد قُلِبَ اسمه. ولهذا الحديث شاهد ، أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق (19/360) من طريق محمد بن عمر قال فحدثني محمد يعني ابن أخي الزهري عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك يعني من سرية أم قرفة ورسول الله ص - في بيتي فأتى زيد فقرع الباب فقام إليه رسول الله ص - يجر ثوبه عريانا ما رأيته عريانا قبله حتى اعتنقه وقبله ثم ساءله فأخبره بما ظفره الله . قلت : إسناده ضعيف جدا فيه محمد بن عمر بن واقد الأسلمى متروك([16]) ، كان يضع الحديث وضعاً وفيه مقال مشهور ، وحاله يغنى عن الإطناب فى ذكره . ومحمد ابن أخى الزهرى هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب الزهرى صدوق له أوهام([17]) . وأما عن قائد الغزوة فإنه أبا بكر الصديق رضى الله عنه ، وليس أسامة بن زيد ، ويحتمل أن يكون أسامة كان فرداً من أفراد هذه الغزوة التى قادها أبو بكر وذلك لما رواه الإمام مسلم فى صحيحه (5/150/4672)من طريق عمر بن يونس ، والنسائى فى الكبرى(5/201/8665) من طريق زيد بن الحباب والطحاوى فى شرح المشكل(9/188)من طريق عبيدالله بن عبدالمجيد الحنفى و عمر بن يونس اليمامى والبيهقى فى الكبرى(9/129/18792) ومعرفة السنن والآثار (14/444/5701)من طريق أبى الوليد و ودلائل النبوة(4/290)من طريق هاشم بن القاسم و ابن رجاء و أبوعبيد فى الأموال(1/309/289) من طريق الأنصارى وأبى النصر و الطبرانى فى تاريخ الأمم والملوك(2/127) و وابن عساكر فى تاريخ دمشق(22/92)من طريق عبدالله بن بكار و وأبى عبدالرحمن البصرى جميعاً عن عِكْرِمَةُ حَدَّثَنِى إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَغَزَوْنَا فَزَارَةَ فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَرَّسْنَا فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَنَنَّا الْغَارَةَ فَنَزَلْنَا عَلَى الْمَاءِ قَالَ سَلَمَةُ فَنَظَرْتُ إِلَى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ فِيهِمُ الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِى إِلَى الْجَبَلِ فَأَخَذْتُ آثَارَهُمْ فَرَمَيْتُ بِسَهْمٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ فَقَامُوا فَجِئْتُ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِيهِمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِى فَزَارَةَ عَلَيْهَا قِشْعٌ مِنْ أَدَمٍ وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ فَنَفَّلَنِى أَبُو بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ ابْنَتَهَا فَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا وَلَقِيَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى السُّوقِ فَقَالَ :« يَا سَلَمَةُ هَبْ لِى الْمَرْأَةَ ». قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِى وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَرَكَنِى حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِيَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى السُّوقِ فَقَالَ لِى :« يَا سَلَمَةُ هَبْ لِى الْمَرْأَةَ لِلَّهِ أَبُوكَ ». قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِى وَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا وَهِىَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَفَدَى بِهَا رِجَالاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَيْدِيهِمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ. وعليه فإن سير الأحداث فى هذه الغزوة باختصار شديد هى أن امرأة من بنى فزارة يقال لها أم قرفة قد جمعت أبنائها وأبناء أبنائها اللذين بلغ عددهم نحواً من ثلاثين فارساً وحرضتهم على النبى عليه السلام لقتله ، فدعى النبى عليه السلام عليها وأخرج سرية يترأسها أبوبكر الصديق رضى الله عنه وفيها زيد بن حارثة – إن صح فى ذلك أى دليل _ وكان فى هذه الغزوة سلمة بن الأكوع وذكر القصة التى أوردتها آنفاً وأما عن مقتل أم قرفة بما ورد من ربطها فى الخيل وشه نصفين ، فلم يثبت فيه دليل ، كما ورد ذكره وتبيانه فيما مضى ، وهذا ما أعلم والله تعالى أعلى وأعلم وإيكال العلم إليه أولى وأسلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . تمت وكتب أبو إسحق السِّلَفىّْ أحمد بن عبد المولى آل عثمان القِطْعاني. [1] الثقات لابن حبان (8/66/12275) [2] مستدرك الحاكم (2/572/6122) [3] النسخة التى اعتمدت عليها فى تخريج قوليهما ف المستدرك هى طبعة دار الكتب العلمية ، وقد وقفت فيها على مخالفات كثيرة جداً فى الطبعة الموافقة للمطبوع فليست هذه بأول المفارقات التى أقف عليها فى هذه النسخة ، ولا أدرى أكان ذلك خطأ فى النقل أم أنه قول الذهبى حقاً فى ذا الحديث !. [4] الجر والتعديل (2/147/482) [5] الأنساب (3/404) [6] إكمال التهذيب لمغلطاى (1/308/314) [7] ميزان الإعتدال (1/74/247) ، وراجع فى ترجمته تهذيب الكمال (2/230/263) ، تهذيب التهذيب (3/168/323) ، المغنى (1/13/203) . [8] تقريب التهذيب (268) [9] الثقات لابن حبان (9/255/16295) [10]تهذيب الكمال (31/520/6912) ، المغنى(1/101/7045) [11] تهذيب التهذيب (37/102/446) [12] ضعفاء العقيلى (4/427/2056) [13] الكاشف (2/375/6239) [14] التقريب (7637) [15] التقريب (5725) [16] التقريب(6175) [17] التقريب(6049) المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
استدراك ، سبق وأن قلتُ الجزء الثالث : الخلاف فى قائد الغزوة . أما عن قائد الغزوة فهم على قولين ............ الأول : فهو قول أصحاب المغازى والسير كابن إسحاق و الواقدى وابن سعد أن قائد الغزوة هو زيد بن سعد وهذا سهو منى وسبق قلم ، وليس زيد بن سعد! ، إنما هو زيد بن حارثة رضى الله عنه |
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ذكرت فى التخريج أخرجه الطحاوى فى شرح المعانى (914) وفى شرح المعانى (4/281/6402) وصوابه .. وفى شرح مشكل الآثار (4/281/6402) المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
مقتل, قرفة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
هل شق الرسول صلي الله عليه وسلم ام قرفة ( افتراء ورد ) | asd_el_islam_2 | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول السيرة و الأحاديث النبوية الشريفة | 4 | 08.06.2013 11:54 |
خبر عاجل | tanjawiya | قسم الحوار العام | 4 | 08.05.2011 15:57 |
قولنا خبر يفرحنا | لا تسئلني من أنا | قسم الحوار العام | 52 | 01.07.2010 00:00 |
أقبل رمضان | على الصعيدى | رمضان و عيد الفطر | 3 | 20.08.2009 23:20 |