عن كتاب " البيان الصحيح لدين المسيح " :ـ نفي ألوهية المسيح
نفي ألوهيـة المسيح
في المسيحية: لفظ إله يعني (من يستحق العبادة) أو (سيد- قاضي- نبي).
"إن اسم الإله يُطلق على غيره تعالى، إذا كان مضافاً، أو نكرة. فقال الله لموسى: أجعلك إلهاً لفرعون فخصّصه بفرعون ليوقع عليه الضربات بأمر الله، فيقع الرعب في قلبه منه. ويكون هارون نبيَّك يعني يبلّغ عنك كل ما تخبره به.[3]
والأمثلة من الكتاب المقدس:
1- موسى دُعي إلها" (خروج 7 :1 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ).
2- الشيطان دُعي إلهاً لهذا الدهر (2كو4: 4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ ( الشيطان) قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ ).
3- اليهود آلهة حسب الكتاب المقدس (مز82: 6 "أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم" ).
بذلك يتضح أن لفظ إله لا يعني بالضرورة الله تعالى بل من الممكن أن يكون المقصود بها سيد أو قاضي أو نبي !!.
في اللغة الإنجليزية يتم التفرقة بين إله حقيقي "الله" و"إله غير حقيقي", بوضع الحرف الأول للكلمة كبير "كابيتال" عند الإشارة إلى "الله" God" " ووضع الحرف الأول صغير عند الإشارة إلى "إله" غير حقيقي (سيد,قاضي.) "god" .
معنى كلمة رب:
الرَّبُ اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره إلا بالإضافة (رب البيت, رب العمل, رب الأسرة,...الخ.)وقد قالوه في الجاهلية للملك.[4]
ولا يختلف المفهوم المسيحي عما سبق: "إذا أُطلقت كلمة «رب» على غير الله أُضيفت، فيُقال «رب كذا». وأما بالألف واللام فهي مختصَّة بالله. ويُفهم هذا من قرائن الكلام، فإذا قيل «رب المشركين» كان المراد منه معبوداتهم الباطلة...، بخلاف ما إذا قيل «رب المؤمنين» فإنه يُفسَّر بالإله الحقيقي المعبود.[5]
معنى رب في الإنجليزية – (مصدر الترجمة)" الكتاب المقدس تمت ترجمته من العبرية واليونانية إلى الإنجليزية ثم تمت ترجمته من الإنجليزية إلى العربية وغيرها من اللغات"
كلمة رب بالإنجليزية هي "لورد" ( Lord ) وهي لقب أو درجة بمعنى "سيد", فيطلق على لاعب كرة مثلا" " لورد الكرة " و يمنح الإنجليز هذا اللقب " لورد " كنوع من التكريم والتقدير, كما يطلق على المعلم أو المدرس نفس اللفظ.
وحسب الكتاب المقدس, اللفظ "ربي" أو "سيدي" هو ترجمة لنفس الكلمة بالإنجليزية(My Lord ) ومن الممكن أن توجه إلى شخص أو إلى الله تعالى. وتفرق الترجمة الانجليزية بين الكلمتين "لورد" التي تعني الله و"لورد" التي تعني سيد باستخدام الحرف الكبير في بداية الكلمة "Lord" و"lord".
والأمثلة كما يلي:.
(Psalms 110:1 The LORD said unto my Lord, .......) (KJV).
في الترجمة العربية المشتركة :
(مزمور 110: 1 " قالَ الرّبُّ لسيِّدي الملِكِ: (( إجلسْ عَنْ يَميني حتى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقدَمَيكَ))").
فكلمة لورد الأولى تم ترجمتها إلى ربي ( الله ) والثانية إلى سيدي( شخص).
بالمثل ترجمتها ترجمة الكاثوليك إلى ( قال الرب لسيدي الملك ), بينما نسخة "سميث فان دايك" ترجمة الكلمتين إلى ربي فجاء العدد:
(مزمور 110 : 1.قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك.) !!.
وبالطبع باقي التراجم تفسر أن ربي الثانية المقصود بها سيدي أو سيدي الملك.
كما جاء قول سارة عن إبراهيم عليه السلام في سفر التكوين ( سيدي قد شاخ ), ولفظ ( سيدي ) هو ترجمة "لورد " (lord ).
(تكوين 18: 12 فضَحِكَت سارةُ في نَفْسِها قائلةً: (( أَبَعْدَ هَرَمي أَعِرفُ اللَّذَّة، وسَيَدّي قد شاخ؟ )) ).
( Gen.18: 12 ) Sarah laughed within herself, saying, After I am waxed old shall I have pleasure, my lord being old also? ( KJV).
بذلك كلمة رب حسب الكتاب المقدس, لا تعني بالضرورة أن المقصود بها الله تعالى. هذا مع أنه لم يقل المسيح في أي مرة "أنا الله" أو "أنا إله" أو "أنا الرب".
معنى ابن الله وأبناء الله في الكتاب المقدس:
جاء تعبير ابن الله وأبناء الله مرات كثيرة بالعهد الجديد والعهد القديم مشيرا" إلى القرب من الله أو إلى كل عبد مخلص لله تعالى ولم يكن هذا التعبير مختصا" بأحد فقد أعطي اللقب ليعقوب وسليمان وآدم وأفرايم وعامة الناس الصالحين أيضا" والأمثلة كما يلي:
1- يعقوب ( إسرائيل ) هو ابن الله البكر:( خروج 4: 22 وقُلْ لِفِرعَونَ هذا ما قالَ الرّبُّ: ((إِسرائيلُ اَبْني البِكْرُ)))
2- أفرايم هو ابن الله البكر: (إرميا 31: 9 أنا أبٌ لإسرائيلَ وأفرايمُ بِكْرٌ لي.).
( أيهما البكر حسب الكتاب المقدس إسرائيل أم أفرايم ؟!).
3-سليمان هو ابن الله : (صموئيل الثاني 7: 14 أنا أكونُ لَه أبًا وهوَ يكونُ لي اَبنًا.).
4- آدم هو ابن الله : آدمَ، اَبنِ اللهِ. ( لوقا 3 : 38 بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله )
5- بنو إسرائيل آلهة ( لأنهم ينفذون شرع الله ) وأبناؤه لأنهم أحباؤه (مزامير 82: 6 أنا قلتُ أنتُم آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم.).
6- الصالحين (متى 5: 45 فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الّذي في السَّماواتِ. ).
7-(متى 5: 48 فكونوا أنتُم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماويَّ كامِلٌ.).
8- (التثنية 14: 1 أنتُم أبناءُ الرّبِّ إلهِكُم ).
9- (رسالة فيلبي 2: 15 حتّى تكونوا أنقِياءَ لا لَومَ علَيكُم وأبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍِ ....).
10-(رسالة يوحنا الأولى 3: 1-2 أنظُروا كم أحَبَّنا الآبُ حتّى نُدعى أبناءَ اللهِ، ونحنُ بِالحقيقَةِ أبناؤُهُ. إذا كانَ العالَمُ لا يَعرِفُنا، فلأنَّهُ لا يَعرِفُ اللهَ. يا أحبّائي، نَحنُ الآنَ أبناءُ اللهِ. ).
كتب شيخ الاسلام ابن تيمية: " ولفظ الابن عندهم في كتبهم يراد به من رباه الله تبارك وتعالى فلا يطلق عندهم في كلام الأنبياء لفظ الابن قط إلا على مخلوق محدث ولا يطلق إلا على الناسوت دون اللاهوت فيسمى عندهم إسرائيل ابنا وداود ابنا لله والحواريون كذلك ".[6]
نخرج من ذلك بأن اللقب " ابن الله " حسب لغة الكتاب المقدس لا يختص بالمسيح عليه السلام بل تم إطلاقه على الأنبياء والعباد الصالحين.
فمن الذي أخرج لقب "ابن الله" من المعنى المجازي الذي يعني العباد الصالحين بوجه عام, إلى معنى محدد يختص به المسيح بمفرده "ابن الله الوحيد" !؟, بالطبع لم يكن المسيح عليه السلام , بل الذي فعل هذا هو يوحنا بقوله:
(يوحنا 3 : 16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ...!).
فلم يقل المسيح " أنا ابن الله الوحيد " أو " أنا ابن الله بالمعنى الحرفي" أو "إن أبي الله وأباكم ليس الله" أو " "أنا مولود من الله ".
ما الذي قاله المسيح عليه السلام ؟
أقوال المسيح في العهد الجديد واضحة وكلها تشير إلى أن هناك من هو أعظم منه, أرسله وعلمه ويؤيده بالمعجزات ويستجيب له في الدعاء .
1- ( لوقا 18 : 19 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. )
2- (مرقس 12 : 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.)
3- ( يوحنا 7 : 16 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. )
4-( يوحنا 5 : 30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. )
5-( يوحنا 5 : 37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. .....).
6- ( يوحنا 13 : 16 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
7- ( لوقا 4 : 43 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».).
8- ( يوحنا 14 : 28 لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. )
9-( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )
10- ( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )
11- ( يوحنا 20 : 17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
12- ( مرقس 13 : 32 وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ. )
13-وقال لله وهو يناجيه: ( يوحنا 17 : 3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
14- وقال لله (( يوحنا 17 : 4 ..... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
15- وقال لله ((( يوحنا 17 : 8 لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. )
16-وقال لله وهو يناجيه: ( يوحنا 11 : 41-42 وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي , وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
17-وقال لله وهو يناجيه وهو يصلي ( لمن يصلي ؟): ( متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»....42 وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ»)
18-وقال لله وهو على الصليب (حسب الكتاب المقدس ): ( مرقس 15 : 34 وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَ شَبَقْتَنِي؟» (اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) .
فالكلمات السابقة كلمات رسول لله وليست كلمات من الممكن نسبها لله تعالى أو لإله , والجمل واضحة وصريحة ولا يصح نقضها إلا بتصريحات متعارضة واضحة, فلا يكون الرد على الواضح المحكم الصريح بألفاظ وأقوال متشابهة غير واضحة, كما لو كان المسيح عليه السلام عجز أن يصرح عن ألوهيته بوضوح وصرح عن بشريته بكل وضوح وصراحة.
ما الذي كان يجب أن يقوله المسيح أكثر مما سبق لينفي ألوهيته حيث قال أنا إنسان كلمكم بما سمعه من الله وأنا رسول وهناك من أرسلني ولا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا ولا أعلم عن الساعة شيئًا وصلي وخرَ على وجهه ساجدًا لله وشكر الله لأنه استجاب لدعائه وشكر الله على أنه أيده بالمعجزات ليؤمنوا أنه رسول من عند الله ، وقال: أنا صاعد إلى أبي وأبيكم إلهي وإلهكم !, فمن إله المسيح ومن ربه الذي كان يصلي ويسجد له ؟؟.
والتبرير بالصفات الإنسانية والإلهية لا يصلح, فلم يقل المسيح أنا لاهوت وناسوت, أو أنا أملك طبيعيتين غير ممتزجتين ولا منفصلتين ؟.
السؤال الذي نوجهه لعلماء المسيحية هو "كيف عرفتم ألوهية المسيح ؟", ونحن لن نتحدث عن صحة الكتاب المقدس أثناء نقاش أدلتكم التي تستندون لها بل سنعتبر الكتاب المقدس مصدرا" موثوقا" به, وذلك لأننا على ثقة كبيرة من أن المسيح لم يقل أنا إله أو أنا الله, ولم يجرؤ أحد أن ينسب له هذا القول!.
كيف آمنتم بألوهية المسيح ؟؟
ننتظر الإجابة لتكون: " لقد عرفنا ألوهية المسيح عن طريق" :
أ- أقواله الصريحة.
ب- أقواله المجازية.
ج- أفعاله ومعجزاته.
د- أقوال وأفعال من حوله.
أ- أقواله الصريحة:
هل قال المسيح أنا الرب أو أنا الله أو أنا الإله !؟.
بالطبع لم يقل هذا, وجاءت الإجابة عن سبب عدم التصريح أنه هو الله من (الأنبا شنودة) في كتابه (سنوات مع أسئلة الناس- الجزء أ- أسئلة لاهوتية وعقائدية) . فقد وضع السؤال والجواب كالتالي:
("سؤال : كيف نصدق لاهوت المسيح ، بينما هو نفسه لم يقل عن نفسه إنه إله ، ولا قال للناس أعبدونى ؟ جواب : لو قال عن نفسه أنه إله، لرجموه. ولو قال للناس " أعبدونى " لرجموه أيضاً، وانتهت رسالته قبل أن تبدأ.") كما في الصورة المرفقة من الكتاب [7].
صورة ضوئية من كتاب – سنوات مع أسئلة الناس – جزء أ – البابا شنودة.
أي أن الرب كان خائفا" من أن يعلن أنه هو الله فيتم رجمه بالحجارة فيقتلوه وتتعطل عملية الفداء وتخسر البشرية!!.
بينما جاء رد القس عبد المسيح بسيط- كاهن كنيسة العذراء بمسطرد في كتاب يحمل اسم " هل قال المسيح إني أنا ربكم فاعبدوني ؟ " كالتالي :
(" وللإجابة على هذا السؤال نقول:
1- لو كان المسيح قد أعلن ذلك صراحة فهل كان سيصدقه اليهود ؟
2- وهل كانوا سيقدمون له العبادة على الفور ؟..")[8].
وإجابة الكاهن توضح أنه لم يكن هناك داع لأن يقول أنا الله لأن اليهود لم يكونوا سيصدقونه!!.
ولا داعي للتعليق على تبرير كلاهما, ويكفينا اعترافهم أن المسيح عليه السلام لم يقل لهم (أنا الله) أو (أنا إله) أو( أنا الرب) أو (أنا أقنوم) أو (أنا رب العالمين).
ب- أقواله المجازية.
يقول النصارى, لقد عبر المسيح عن ألوهيته تعبيرا" مجازيا" كما في الأقوال الآتية:
1 –قول المسيح ( يوحنا 10 : 30 أَنَا وَالآبُ وَاحِد), والتي فهم منها اليهود أنه يدعي الألوهية فحاولوا أن يرجموه كذلك قوله بعدها ( يوحنا 10 : 38 .. فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه ).
( يوحنا10 : 30 أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟37 إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي.38 وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».
الرد من عدة أوجه:
الوجه الأول: التعبير " أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»." يعني الوحدة في الهدف وسبق أن أطلقه المسيح على الحواريين أثناء توجه المسيح عليه السلام بدعاء الله فقال:
( يوحنا 17 : 21 لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22 وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23 أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.).
فالوحدة لا تتعدى وحدة مجازية في الهدف, وإلا كان جميع الحواريين مع المسيح مع الله أقانيم.
الوجه الثاني : القول (وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه) قول مجازي والدليل قول المسيح عليه السلام في الأعداد السابقة عن الحواريين: (لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا ) و (أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ ).
الوجه الثالث : اليهود قالوا له نرجمك لأنك إنسان وجعلت نفسك إلها" وقد رد عليهم المسيح موضحا لهم ومذكرا" (أن من يحملون كلمة الله من أنبياء ورسل يطلق عليهم آلهة, فقال لهم:ألم يقل عنكم الله أنكم آلهة وأولاد الله كلكم ؟). وهو يقصد (مز82: 6"أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم").
الوجه الرابع : في اليونانية يوجد كلمتين بمعنى ( واحد ), الأولى بمعنى( واحد في العدد ), والثانية (واحد في الهدف).
(واحد في الهدف=One in goal =( εν,( واحد في العدد= "εις = One in umber “unity).
قول المسيح في يوحنا 10:30 "أنا والآب واحد" في النص اليوناني أصل الترجمة :
(εγω και ο πατηρ εν εσμεν --http://www.biblegateway.com/ )
فاللفظ يعني الوحدة في الهدف لاستخدامه εν .
وإن قارنا مع نص آخر في انجيل مرقس 12 : 29 حينما خاطب المسيح بني إسرائيل قائلا لهم
" الرب الهنا رب واحد" نجد الكاتب يستخدم كلمة εις المختلفة لبيان انه واحد في العدد كما يلي :
( κυριος ο θεος ημων κυριος εις εστιν -- http://www.biblegateway.com/ )
الوجه الخامس : أعلن المسيح عليه السلام في النص أن الله تعالى أرسله وأعطاه مجد وقدسه وهناك تغاير بين الله تعالى المرسل والمعطي وبين الرسول المنعم عليه.
2- قول المسيح (يوحنا 14 : 9 اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ).
( يوحنا 14 : 8 قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». 9 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟ ).
الرد من عدة أوجه:
الوجه الأول : أمام إصرار أحد الحواريين على رؤية الآب ( الآب حسب العهد الجديد هو الله الذي أرسل المسيح) والمسيح يعلم أن الله لا يراه أحد كما جاء في العهد القديم (خروج 33: 20- أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ الذي يراني لا يعيشُ.). وفي قول يوحنا: ( يوحنا 1 : 18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ ).
فجاء رد المسيح ردا" مجازيا" مثل أقواله المجازية التالية:
أ-( لوقا 10 : 16 اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»)
ب-( يوحنا 13 : 20 ... الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
ج- ( يوحنا 12 : 44 فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.45 وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. ).فالأقوال كلها لا تحتمل الوحدة.
الوجه الثاني : الرؤية تأتي بمعنى الإيمان, مثل "رأيت الحق" و"رأيت الطريق الصواب", كما جاء في ( 3 يوحنا 1 : 11 لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ. ) والمقصود بتعبير "فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ " المجاز وليس الحقيقة لأنه لم يبصر الله باقي المؤمنين.
الوجه الثالث : أقوال المسيح الواضحة التي تنفي الألوهية أقوى من أن يناقضها تعبيرات مجازية تحتمل أكثر من معنى, وتكرار ذكر المسيح أن هناك من أرسله أربعة وثلاثين مرة في العهد الجديد والمُرسل غير الرسول أكبر دليل على نفيه الألوهية ودعوى تساوي الأقانيم.
الوجه الرابع : هل من الممكن أن يكون المسيح قد قضى سنوات وسط الحواريين ولم يعرفوا أن الله معهم ولم يصرح أي من كتبة الأناجيل بذلك بعد المسيح بعشرات السنين !, أم أن المنطقي أن الألوهية نسبت للسيد المسيح من أناس لم يقابلوه ولم يعرفوه حق المعرفة ؟ كما يقول توم هاربر في كتابه "من أجل المسيح"xe "Harpur, Tom": "في الحقيقة، إن قرأت الإنجيل الذي كتبه مرقس كاملاً وبعناية فإنك ستجد أن التلاميذ كانوا بعيدين كل البعد عن إدراك الألوهية التي نسبت إلى عيسى لاحقاً."[9]
3- قول المسيح: («مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ ).
( يوحنا 18 : 36 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا».
الرد :
أنبياء الله تعالى وعباده الصالحون ينتظرون جزاء الآخرة ولا يبحثون عن ملك الدنيا, وقال المسيح نفس القول على الحواريين فقال: ( يوحنا 15 : 19 لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ.) وقال : ( يوحنا : 17 : 16 لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. ).
4- قول المسيح : قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».
( يوحنا 8 : 56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».)
الرد من عدة أوجه:
الوجه الأول : تكلم العهد الجديد عن " ملكي صادق[10] " بأنه ليس له نهاية ولا بداية وبدون أب وبدون أم وقدم له إبراهيم الزكاة: (عبرانيين 7 : 1 لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ،2 الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3 بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ. ) لذلك حسب النص السابق فهو أحق بالألوهية !.
الوجه الثاني : قال بولس عن نفسه وعن آخرين (أفسس 1: 4 كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين). وعلى نفس القياس فبولس من قبل العالم !!.
الوجه الثالث : المقصود بالعبارة السابقة إن صحت, أن الله تعالى أخبر إبراهيم بمن يأتون من نسله من أنبياء ومنهم المسيح. فلو كان المسيح إلها" كما يدعون, كان من الغريب القول بأن إبراهيم الذي هو نبي الله سيتهلل بأن يرى يوم الإله المتجسد !.
الوجه الرابع : الكل موجود منذ الأزل في علم الله تعالى كما جاء في )إرمياء 1 : 5 [قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ].
الوجه الخامس : بعد قول المسيح " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " أراد اليهود رجمه فهرب منهم, فإن كان عنده القدرة على الهرب, لماذا لم يقل لهم أنا الله ؟ أو أنا أقنوم من أقانيم الثالوث ؟ فلم يكن هذا القول ليعطل عملية الفداء وكل ما كان عليه أن يهرب كما فعل, أو يساق للصليب ويكتمل الفداء كما يقولون أن هذا سبب نزوله وتجسده !؟.
الوجه السادس : أقوال المسيح الصريحة أقوى من الألفاظ المجازية العديدة التي يستدلون بها, فقال المسيح عليه السلام : أنا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه من الله, وأنا ذاهب إلى إلهي وإلهكم, فهل مثل هذه الأقوال الواضحة يتم مجابهتها بتعبيرات رمزية تحتمل العديد من المعاني!؟.
وهي عبارة لا تزيد عن أنا كائن في علم الله مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام : "كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد.".[11]
5 –قول المسيح :«يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».
يقول مرقس( 2: 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟»).
الرد من عدة أوجه:
الوجه الأول : حسب العهد القديم, لقد أعطى الله للكهنة غفران الذنوب, ولا يزال هذا الأمر ساريا عند آباء الاعتراف في بعض الكنائس, فبعد الاعتراف يصرح الكاهن للمعترف أن ذنبه مغفور.
( لاويين 4 : 35 وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا فَيُصْفَحُ عَنْهُ.)
(سفر العدد 15 : 25 فَيُكَفِّرُ الكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً. )
ولقد غفر أشعياء لجميع الشعب فقال( إشعياء 33 : 24 وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ. )
ملاحظة: الأفعال ( يغفر ويكفر ويصفح ) هي ترجمة لكلمة واحدة بالإنجليزية (Forgive ), وبالترجمة العربية يتم ترجمتها (غفر) حينما تنسب لله تعالى أو للسيد المسيح بينما يتم ترجمتها (يصفح أو يعفو) حينما تنسب للكهنة. ويمكن مراجعة أي نسخة أجنبية للتحقق من وحدة مصدر الكلمة (Forgive ) والانتقاء في الترجمة !.
الوجه الثاني : المسيح عليه السلام لم يقل ( أنا غفرت لك ), بل قال مَغْفُورَةٌ فالفاعل في الجملة يعود على الله تعالى فقد كان يكلم جماعة من المؤمنين ولم يكن هناك داع لأن يقول لهم أن غفَّار الذنوب هو الله, ولكن تصيَّدَ له بعض اليهود هذه الجملة وقالوا في أنفسهم («لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟») فلم يكن هناك اتفاق بين اليهود على أن المسيح يدعي غفران الذنوب.
الوجه الثالث : المسيح عليه السلام كان يُعلمهم ويصحِّح لهم عقيدتهم، فهو لم يأت بدين جديد: (متى 5: 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.).
الوجه الرابع: توجه المسيح عليه السلام بالدعاء إلى الله في أوقات آخرى طالبا" من الله أن يغفر الخطايا فقال: (متى 6 : 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.)
الوجه الخامس : دعا المسيح عليه السلام لليهود بالمغفرة حسب العهد الجديد وقت الصلب المزعوم فقال:
( لوقا 23 : 34 فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»), فلم يقل أنا غفرت لهم, بل طلب من الله أن يغفر لهم!!.
الوجه السادس : بين المسيح عليه السلام في أكثر من موضع أن الذي يغفر الذنوب هو الله تعالى, فلم يقل أنا أغفر لكم. فقال : (متى 6 : 14 فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي).
وقال : ( مرقس 11 : 25 ومتى وقفتم تصلّون فاغفروا إن كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم أيضا أبوكم الذي في السموات زلاتكم).
سؤال: إن كان اعتقاد النصارى أن المصلوب هو الله, فهل يعتقدون أن الله (عندهم) استجاب لنفسه عندما دعى نفسه أن يغفر لليهود!؟ فيصبح اليهود الذين صلبوه في الجنة !؟.
6- قول المسيح:(«أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ)
( يوحنا 14 : 5 قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» 6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.)
الرد من عدة أوجه:
الوجه الأول : رسل الله هم الطريق إلى الله تعالى, وهم الطريق إلى الحياة الأبدية.
الوجه الثاني : الطريق والحياة والقيامة ليسوا من أسماء الله تعالى, والطريق ليس نهاية المطاف بل هو وسيلة للوصول إلى الله تعالى, ولقد بين المسيح أنه هو الطريق إلى الآب فقال " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي", فالمسيح هو الطريق لمن أرسله.
الوجه الثالث : لم يذكر المسيح مرة واحدة أي شيء يميزه عن باقي رسل الله بل قال: ( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ.), وقال ينبغي أن أبشر المدن الأخرى لأنني لهذا أرسلت ولم يقل لكي أموت على الصليب,( لوقا 4 : 43 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».).
7 – قول المسيح في أكثر من موضع ( أنا هو )!.
يقول النصارى قول المسيح (أنا هو), هو إعلان عن ألوهيته!!, وذلك مثل قوله : "أنا هو خبز الحياة" و"أنا هو القيامة والحياة " وبعض المقولات التي تضمنتها أحاديثه مع العامة ومع تلاميذه.
مع العلم أن اللفظ باليونانية: ( إيجو إيمي ) , وقد نشأت هذه الشبهة من التراجم الإنجليزية وذلك لأنه بالترجمة الإنجليزية إن قلت ( أنا طالب) فأنت تقول ( I am a student ),ومن الممكن أن تتم ترجمتها حرفيا" بالمعنى ( أنا أكون طالب ), وقد قاموا بترجمة مثل هذه الجملة عندما تشير إلى المسيح بطريقة (أنا أكون!), وقالوا إن معناها أن المسيح يقول (أنا الله) لأنه قال (أنا أكون) !!.
الرد من ستة أوجه:
الوجه الأول: المسيح عليه السلام لم يكن عاجزا" عن التعبير بوضوح.
الوجه الثاني: أقوال المسيح الواضحة بيناها في أول الفصل وقد قام بتكرار قوله ( أنا إنسان ) وقوله ( إلهي وإلهكم ) وغيرها مما ينفي عنه أي شبهة عن إعلان الألوهية.
الوجه الثالث: أقوال المسيح بعد القول (أنا) أو (أنا هو كما يقومون بترجمتها ) تنفي الألوهية وكمثال: ( يوحنا 8: 28-29 فقالَ لهُم: متى رفَعتُمُ اَبنَ الإنسانِ عَرَفْتُم أنِّي أنا هوَ، وأنِّي لا أعمَلُ شيئًا مِنْ عِندي ولا أقولُ إلاَ ما عَلَّمَني الآبُ. والآبُ الّذي أرسَلَني هوَ مَعي وما تَركني وَحدي، لأنِّي في كُلِّ حينٍ أعمَلُ ما يُرضيهِ).
الوجه الرابع : جاءت أقوال للعديد من الأشخاص في العهد الجديد (أنا هو) ولم يقل أحد أنهم يعلنون ألوهيتهم, فقالها الحواريون وقالها يهوذا وقالها الرجل الأعمى بنفس اللفظ ( إيجو إيمي ) ( I am).
(متى 26 : 22 فحزنوا جدا وابتدأ كل واحد منهم يقول له هل أنا هو يا رب.)(رب تعني سيد أو معلم).
( متى 26 : 25 فأجاب يهوذا مسلمه وقال هل أنا هو يا سيدي...).
( يوحنا 9 : 8. فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا انه كان أعمى قالوا أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي.9 آخرون قالوا هذا هو.وآخرون انه يشبهه.وأما هو فقال إني أنا هو. ).
الوجه الخامس: جاء نفس اللفظ في العهد القديم:
( تكوين 27 : 24 وقال هل أنت هو ابني عيسو.فقال أنا هو.).
( ملوك أول 18 : 8 فقال له أنا هو.اذهب وقل لسيدك هو ذا إيليا.).
8- قول المسيح:( ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضا)ً.
( مرقس 2 : 27 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ.28 إِذاً ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً».)
الرد من عدة أوجه:
الوجه الأول : اللفظ ( رب ) يعني "سيد" أو "معلم" أو "صاحب", وهو ترجمة "لورد" بالإنجليزية ( Lord) وكيريوس باليونانية. حتى إن التراجم العربية الحديثة ترجمتها كالتالي :
العربية المشتركة : ( متى : 12 : 8 فاَبنُ الإنسانِ هوَ سيِّدُ السَّبتِ).
الكاثوليكية : ( متى 12 : 8 فَابنُ الإِنسانِ سَيِّدُ السَّبْت ).
الوجه الثاني : استنكر اليهود قيام تلاميذ المسيح بالعمل في السبت المحرم العمل فيه حسب اليهود, فقال المسيح : ( ابن الإنسان هو رب السبت أيضا). فلا يزيد المعنى عن أن المسيح هو المعلم في السبت أو السيد المسئول عن نقل التشريع بصفته نبي.
الوجه الثالث : لم يفهم أي من التلاميذ أو من اليهود أي معنى مخالف لهذا القول, فلم يقل تلميذ من التلاميذ لقد أعلن المسيح لاهوته أو تساءل أحد منهم هل هو الله لأنه يقول هذا !؟, فكان وقع الجملة سواء على التلاميذ أو على كاتب الإنجيل لا يستحق الإشارة له, بل إن إنجيل يوحنا لم يذكر الحدث أما إنجيل لوقا فبعد ذكره للجملة انتقل إلى أحداث في الأسبوع الذي يليه مما يبين أنه لا أهمية للموقف بالمرة ولم يفهم أي منهم أنه بهذا يعلن سلطته أو سلطانه أو لاهوته.
( لوقا 6 : 5 وقال لهم إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا 6 وفي سبت آخر دخل المجمع وصار يعلم.وكان هناك رجل يده اليمنى يابسة.7 وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه هل يشفي في السبت لكي يجدوا عليه شكاية..) بينما في إنجيل متى ذكر نفس الأحداث في نفس اليوم في تناقض واختلاف واضح!! ( متى 12 : 8 فان ابن الإنسان هو رب السبت أيضا 9 ثم انصرف من هناك وجاء إلى مجمعهم.10 وإذا إنسان يده يابسة.فسألوه قائلين هل يحل الإبراء في السبوت.لكي يشتكوا عليه.).
الوجه الرابع : لقب "ابن الإنسان" كرره المسيح عن نفسه في الأربعة أناجيل ثمانين مرة, وهو التعبير المعتاد عن البشرية ونفي الألوهية وربما كررها المسيح كل هذا العدد, لأنه يعلم من الله تعالى أنهم سيعبدونه باطلا" !! فقد قال: ( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )
الوجه الخامس : هل عجز المسيح طوال وقته ودعوته لمدة ثلاث سنوات من أن يصرح تصريحا" واضحا", حتى ولو كان على الصليب كما يدعون, أو بعد قيامته كما يزعمون ؟
هل عجز في أي موضع أو وقت أن يقول "أنا الله وسأصعد إلى الله لأننا أقنومان وثالثنا الروح القدس"!؟
هل عجز أن يقول "أنا رب العالمين"؟ أو " أنا كلمة الله المتجسدة" ؟
هل عجز أن يقول "أنا أتيت من أجل خطيئة آدم" ؟
ما الذي كان من الممكن أن يقوله أكثر من هذا لينفي الألوهية التي ادعوها عليه لاحقا" ( أنا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه, وباطلا" يعبدونني, وإني أصعد إلى أبي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ, وأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ولاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. ) ؟.
بسم الله الرحمن الرحيم "وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)" المائدة.
ج - أفعال المسيح ومعجزاته عليه السلام:
يستدل النصارى على ألوهية المسيح من معجزاته مثل قيامه بشفاء المرضى وإكثار الطعام القليل ليكفي الكثير من الناس وبإحياء الموتى.
الرد من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: هل سبق لبعض الأنبياء عمل معجزات مشابهة ؟
الوجه الثاني: هل نسب المسيح هذه المعجزات لنفسه أم قال إن الله هو الذي مكنه منها ؟
الوجه الثالث: هل هناك مواقف للسيد المسيح تؤكد عجزه وقصور قدرته ؟.
الوجه الأول:
أرسل الله تعالى الرسل وأيدهم بالمعجزات الدالة على صدق رسالتهم وقد ذكر العهد القديم العديد من المعجزات المشابهة لمعجزات المسيح عليه السلام قام بها أنبياء ولم يدع أحد ألوهيتهم وكمثال:
أ- صبي كان ميتا" وأحياه أحد أنبياء العهد القديم ( أليشع ) بإذن الله تعالى:
( الملوك الثاني 4: 32 وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيِّتٌ وَمُضْطَجِعٌ عَلَى سَرِيرِهِ...35 ثُمَ قامَ وتمَشَّى في الغُرفَةِ، ذهابًا وإيابًا، وصَعِدَ السَّريرَ وتمَدَّدَ على الصَّبيِّ فعَطَسَ الصَّبيُّ سَبعَ مرَّاتٍ وفتَحَ عينَيهِ).
ب- نبي أخر من أنبياء العهد القديم "إيليا" أحيا الموتى بإذن الله تعالى:
(الملوك الأول 17: 21-22 وتمَدَّدَ على الصَّبيِّ ثَلاثَ مرَّاتٍ وصرَخ إلى الرّبِّ وقالَ: ((أيُّها الرّبُّ إلهي، لِتَعُدْ رُوحُ الصَّبيِّ إليهِ)). فاَستَجابَ الرّبُّ لَه، فعادَت روحُ الصَّبيِّ إليهِ وعاشَ.).
ج- جعل "إيليا" قصعة دقيق وخابية من الزيت لا ينفدان لأيام عديدة:
(الملوك الأول 17: 14 فالرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ قالَ: قَصعَةُ الدَّقيقِ عِندَكِ لا تفرَغُ، وخابيَةُ الزَّيتِ لا تَنقُصُ إلى أنْ يُرسِلَ الرّبَّ مطَرًا.)
د- جاء عن "إيليا" و"اليشع" في ( الملوك الثاني 2 : 7 ووقف كلاهما بجانب الأردن ، وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء ، فانفلق إلي هنا وهناك فعبر كلاهما في اليبس ).
هـ- نبي الله موسى عليه السلام أجرى الله على يده الكثير من المعجزات التي تفرد بها ولم يؤت أي نبي مثلها, مثل شق البحر وتحويل العصا إلى ثعبان.
و- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومعلوم أن المسيح نفسه لم تكن له آيات مثل آيات موسى فضلا عن الحواريين فإن أعظم آيات المسيح عليه السلام إحياء الموتى وهذه الآية قد شاركه فيها غيره من الأنبياء كإلياس وغيره, وأهل الكتاب عندهم في كتبهم أن غير المسيح أحيا الله على يديه الموتى وموسى بن عمران من جملة آياته العصا التي انقلبت فصارت ثعبانا مبينا حتى بلعت الحبال والعصي التي للسحرة وكان غير مرة يلقيها فتصير ثعبانا ثم يمسكها فتعود عصا, ومعلوم أن هذه آية لم تكن لغيره وهي أعظم من إحياء الموتى فإن الإنسان كانت فيه الحياة فإذا عاش فقد عاد إلى مثل حاله الأول والله تعالى يحيي الموتى بإقامتهم من قبورهم وقد أحيا غير واحد من الموتى في الدنيا, وأما انقلاب خشبة تصير حيوانا ثم تعود خشبة مرة بعد مرة وتبتلع الحبال والعصي فهذا أعجب من حياة الميت, وأيضا فالله قد أخبر أنه أحيا من الموتى على يد موسى وغيره من أنبياء بني إسرائيل أعظم ممن أحياهم على يد المسيح قال تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [55] ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة : 56] وقال تعالى : فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة : 73]., وأيضا فموسى عليه الصلاة والسلام كان يخرج يده بيضاء من غير سوء وهذا أعظم من إبراء أثر البرص الذي فعله المسيح عليه السلام فإن البرص مرض معتاد وإنما العجب الإبراء منه وأما بياض اليد من غير برص ثم عودها إلى حالها الأول ففيه أمران عجيبان لا يعرف لهما نظير, وأيضا فموسى فلق الله له البحر حتى عبر فيه بنو إسرائيل وغرق فيه فرعون وجنوده وهذا أمر باهر فيه من عظمة هذه الآية ومن إهلاك الله لعدو موسى ما لم يكن مثله للمسيح, وأيضا فموسى كان الله يطعمهم على يده المن والسلوى مع كثرة بني إسرائيل ويفجر لهم بضربه للحجر كل يوم اثني عشر عينا يكفيهم, وهذا أعظم من إنزال المسيح عليه السلام للمائدة ومن قلب الماء خمرا ونحو ذلك مما يحكى عنه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, وكان لموسى في عدوه من القمل والضفادع والدم وسائر الآيات ما لم يكن مثله للمسيح.[12]
ما سبق أمثلة من العهد القديم عن المعجزات التي قام بها الأنبياء, ولم يدع أتباعهم أن هذه المعجزات هي دليل على الألوهية.
الوجه الثاني:
توجه المسيح بالدعاء إلى الله ليؤيده بالمعجزات ونسب القدرة إلى الله تعالى كما يلي:
أ- في الموقف الوارد بإنجيل يوحنا, عندما أخبروا المسيح عن الميت (الذي أحياه بإذن الله تعالى), توجه المسيح عليه السلام ببصره إلى السماء يدعو الله تعالى ويشكر الله تعالى على استجابته له وتأييده له بالمعجزات حتى يؤمنوا أنه أرسله ( وليس ليؤمنوا أنه الله ) فقال: ( لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي) أي ليؤمنوا أنه رسول الله إليهم.
( يوحنا 11 : 41 فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42 وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43 وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» 44 فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)
ب- أكد المسيح أنه لا يستطيع فعل شيء بدون تأييد الله تعالى سلطته وقوته لله تعالى فقال:
1- ( متى 28 : 18 فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ )
فمن الذي أعطاه السلطان ؟.
2- ( يوحنا 5 : 30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً..)
3- ( متى 12 : 28 وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ! )
4- ( لوقا 11 : 20 وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. )
5- ( يوحنا 5 : 19 فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ.).
ج- جاءت شهادة الحواري بطرس عن المسيح عليه السلام أنه رجلا" أيده الله بالمعجزات وليس إلها" يقوم بالمعجزات: ( أعمال الرسل 2: 22 يا بَني إِسرائيلَ اَسمَعوا هذا الكلامَ: كانَ يَسوعُ النـاصِريُّ رَجُلاً أيَّدَهُ اللهُ بَينكُم بِما أجرى على يَدِهِ مِنَ العجائِبِ والمُعجِزاتِ والآياتِ كما أنتُم تَعرِفونَ.).
الجانب الثالث:
سنذكر ثلاثة مواقف من العهد الجديد ينفيان ألوهية المسيح عن طريق بيان ضعف قدرته البشرية وعجزه المنافي لادعاء الألوهية:
1- استولى الشيطان على المسيح وأخذه ليجربه لمدة أربعين يوما", ليتأكد من أنه ابن الله أم لا !, وقال له اسجد لي فأعطيك ممالك الأرض, فقال المسيح للشيطان: لا, فالسجود لله وحده.
والنص التالي يسرد كيف أن الشيطان جربه وأخذه وأقامه وأقعده وأراه وطلب منه السجود ثم تركه !!.
( متى 4 : 1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً». 4فَأَجَابَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ. )!!.
2- جاع المسيح وهو في الطريق فرأى شجرة تين فذهب ليأكل منها هو والتلاميذ فوجدها فارغة لا ثمار فيها لأنه لم يكن أوان التين ( كان يجهل الأوان ولم يرها جيدا" من بعيد !), فما الذي فعله ؟ قال لها لتكوني مثمرة طوال العام ؟؟ ...لا بل قال لها لا يكون منك ثمر أبدا" فيبست الشجرة.
فلو كانت عنده المقدرة وصحت الرواية لماذا لم يجعلها مثمرة ويحول المكان إلى حديقة لينعم تلاميذه ولماذا لم يتركها ليستظل بها من يريد ؟.
تعليقات النصارى على هذا الموضوع ( لأن المسيح لا يستخدم لاهوته لصالح ناسوته ولكن يستخدمه للجميع, مثل موضوع إكثار الطعام !).
والرد ولماذا لم يجعلها مثمرة للتلاميذ ؟ ولماذا مشى قبلها على الماء واستعمل لاهوته من أجل ناسوته في ذلك ؟ ومن الذي قال لكم هذا التبرير ؟ ومن الذي ذكر لاهوته وناسوته وفي أي انجيل وردت ؟.
( مرقس 11 : 12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.)
3- المسيح عليه السلام ترك الحواريين وذهب ليصلي (لمن كان يصلي المسيح ؟) ويتضرع إلى الله, وامتلأ عرقا" فأرسل الله له ملاكا ليقويه (هل يرسل الله إلى الله ملاكا" من مخلوقاته ليقويه ؟).
( لوقا 22 : 41 وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42 قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43 وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44 وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
د . أقوال وأفعال المعاصرين للمسيح:
بالرغم من كافة الأدلة والبراهين السابقة, أحيانا" تجد من يقدم أسبابا" للألوهية مناقضة لجميع أقوال وأفعال المسيح ويعطي هذه الأقوال أهمية أكثر من أقوال المسيح نفسه:
1- يقول النصارى : ظهر المسيح بعد حادثة الصلب, وأصر توما على التأكد من شخصيته, وعندما تأكد صرخ "ربي وإلهي" مما يؤكد ألوهية المسيح.
( يوحنا 20 : 28 27ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». 28أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي». 29قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».030وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.)
الرد من عدة أوجه:
الوجه الأول : الصيحة "ربي وإلهي" هي صيحة تعجب ودهشة وليست نداء, فهذه الصيحة من المعتاد قولها تعبيرا" عن الدهشة ( الله, يا رب, يا الله ), والتعبير باللغة الإنجليزية أصل الترجمة مشهور جدا"" My God" بمعنى "يا إلهي", ويقال عند اكتشاف شيء غريب غير متوقع.
الوجه الثاني : هل من المنطقي أن يكون الله أو الرب قضى معهم ثلاث سنوات ولم يتبينوا أنه هو الرب, هل هذا منطقي؟.
لقد بدأ المسيح الدعوة عندما كان عمره ثلاثون عاما" وقبل أن يصل لهذا العمر لم يلاحظوا شيئا" غريبا" عليه (لوقا3: 23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً...) , وبالنسخ الإنجليزية والتراجم الحديثة كما سيتم العرض,( ولما ابتدأ يسوع خدمته أو رسالته), أي أنه قبل أن يبلغ الثلاثين كان إنسانا" عاديا" يعمل ويدور في شوارع أورشليم, وبعد أن بدأ رسالته في سن الثلاثين استمر معهم ما يزيد عن ثلاث سنوات وفي آخر الثلاث سنوات يكتشفون أنه إله!. ( ما الذي يجعل الإله يستمر في العمل حتى سن الثلاثين ثم يبدأ الدعوة ثم الفداء ؟).
نجد في النص السابق, أصحاب ترجمة ( سميث فان دايك ) , شعروا بالخجل من كتابة ( ابتدأ خدمته), ولكن الترجمة (العربية المبسطة) كتبت : ( لوقا 3 : 23 كَانَ يَسُوعُ فِي نَحْوِ الثَّلاَثِيْنَ مِنْ عُمرِهِ عِندَمَا ابتَدَأَ خِدمَتَهُ. وَكَانَ النَّاسُ يَظُنُّونَ أنَّهُ ابنُ يُوسُفَ...), ما معنى يظنون أنه ابن يوسف !؟. وكذلك الترجمة (العربية المشتركة) : ( لوقا 3 : 23 وكانَ يَسوعُ في نحوِ الثَّلاثينَ مِنَ العُمرِ عِندَما بدَأَ رِسالتَهُ. وكانَ النـّاسُ يَحسِبونَهُ إِبنَ يوسُفَ..)., وكذلك الترجمة (الكاثوليكية) كتبت : ( لوقا 3 : 23 وكانَ يسوعُ عِندَ بَدءِ رِسالتِه، في نَحوِ الثَّلاثينَ مِن عُمرِه، وكانَ النَّاسُ يَحسَبونَه ابنَ يوسف..).
الوجه الثالث : في النص "أجاب توما", فعن ماذا أجاب ولم يكن هناك سؤال ؟! أم أنه كان هناك سؤال محذوف ؟؟.
الوجه الرابع : حسب مفهوم العهد القديم والجديد كما بينا في أول الفصل (رب) و(إله) لا يختصان بالله تعالى وحده.
الوجه الخامس : صرح بطرس الحواري بعدها قائلا": ( أعمال الرسل 2: 22.. كانَ يَسوعُ النـاصِريُّ رَجُلاً أيَّدَهُ اللهُ بَينكُم بِما أجرى على يَدِهِ مِنَ العجائِبِ والمُعجِزاتِ والآياتِ كما أنتُم تَعرِفونَ.)
الوجه الخامس : سنفترض جدلا" أن توما والتلاميذ اكتشفوا أخيرا" أن المسيح هو الله, وذلك بعد عدة سنوات قضوها معه, ما الذي كان سيتم عمله بعد هذا الاكتشاف العظيم ؟.
بالطبع كان على كاتب الإنجيل أن يبرز ويبين هذه اللحظة, فقد اكتشفوا أن من معهم هو الله ( حسب قولهم ), فما الذي كتبه في الفقرة التالية كاتب الإنجيل ( المجهول ) بعد القول "ربي وإلهي" !؟ ( يوحنا 20 : 30وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.), لقد قال إنه كتب هذه لتؤمنوا أن يسوع هو ابن الله ( التي تحدثنا عن معناها رجل صالح بار, نبي.), فلم يكن هناك أي اهتمام بذكر أن الحواريين اكتشفوا شيئا" جديدا" أو أن من كان معهم يشرب ويأكل ويهرب هو الإله, ولم يكتب يوحنا لتعلموا أن المسيح هو الله المتجسد ليكفر عن الخطيئة وهو أقنوم من الثالوث وهو إله والروح القدس إله و...الخ, فهل معنى هذا أن كاتب الإنجيل عرف شيئا" مختلفا" في هذا الموقف ؟؟.
أما الذي فعله التلميذ الذي صرخ قائلا" ""ربي وإلهي"" ( ويحاولون إظهار الموقف كما لو كان رأى الله أو اكتشف أن من معه هو الله !), هو أنه ذهب ليصطاد سمك مع باقي التلاميذ!.
فهل هذا معناه اكتشاف شيء غريب غير معتاد !؟.
( يوحنا 21 : 1 بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا: 2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ وَابْنَا زَبْدِي وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً.).
الملاحظ أن كتبة الأناجيل لم يكونوا من التلاميذ (الحواريين), ونلاحظ عند قراءة أحداث الصلب حسب العهد الجديد أن التلاميذ هربوا فور القبض عليه حتى إن احدهم جرى عاريا" , فلم يكن الحواريون شهود عيان على أي أحداث ولم يكن كتبة الأناجيل معاصرين للمسيح عليه السلام!!.
أ- ( متى 26 : 56 ....حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا ).
ب- ( مرقس 15 : 50 فتركه الجميع وهربوا. 51 وتبعه شاب لابسا إزارا على عريه فامسكه الشبان.
52 فترك الإزار وهرب منهم عريانا).
2- يقول النصارى: لقد تقبل المسيح العبادة بأن سمح للبعض أن يسجدوا له, مما يعني أنه إله !.
( متى 14 : 33 وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!».)
( متى 15 : 25 فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!»)
الرد من عدة أوجه:
الوجه الأول : هناك سجود عبادة وسجود تحية وتعظيم وهذا النوع كان شائعا" عند اليهود وكان موجودا" بكثرة في العهد القديم ومن أمثلته:
1- أخوة يوسف سجدوا له: ( تكوين 42 : 6 وكان يوسف هو المسلّط على الأرض وهو البائع لكل شعب الأرض.فأتى أخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض).
2- النبي لوط يسجد لملاكين ويقول لهما عبدكما: ( تكوين 19 : 1 فجاء الملاكان إلى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض 2 وقال يا سيّديّ ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما..)
3- النبي سليمان يسجد لامرأة( ملوك الأول 2 : 19 فدخلت بثشبع إلى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه.).
4- النبي إبراهيم يسجد للشعب: ( تكوين 23 : 7 فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض ...).
5- اولاد يعقوب يسجدون لعيسو (عمهم): ( تكوين 33 : 7 ثم اقتربت ليئة أيضا وأولادها وسجدوا.وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل وسجدا. ).
الوجه الثاني : إن كان السجود سجود عبادة فكيف يعبدوه ويبصقون عليه ويضربونه في نفس الوقت ؟.
1- ( مرقس 15 : 19 وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ.).
2- ( مرقس 14 : 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ.)
الوجه الثالث : حسب إنجيل متى لقد سجد له المجوس, ولم يعتبروه إلها" ( متى 2 : 2...إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ.)
الوجه الرابع : لمن كان يسجد ويصلي المسيح !!؟
( متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي.)
3- يقول النصارى: جاء في رؤيا يوحنا أن يوحنا اللاهوتي سمع في رؤيته المسيح يقول ما يثبت ألوهيته فقال: ( رؤيا 22 : 13 أنا الألف والياء.البداية والنهاية.الأول والآخر.).
الرد:
سفر الرؤيا هو عبارة عن رؤيا رآها يوحنا, أثناء وجوده في جزيرة منعزلة, في الفترة من 100 إلى 110 ميلادية, وخلال هذه الرؤيا وصف أشياء غريبة منها أنه وجد حيوانات لها سبعة رؤوس وخروفا له سبعة أعين وغيرها من الأشياء الغريبة, وتأتي الطامة الكبرى في أنه رأى خروفا بجوار العرش وعرف أن هذا الخروف (حسب الرؤيا), هو رب الأرباب وملك الملوك وهو المستحق للعبادة وهو الذي يرعى المؤمنين.
(رؤيا 17 : 14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.)
( رؤيا 22 : 3 ولا تكون لعنة ما في ما بعد.وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه.)
فمن يقتنع أن المسيح عليه السلام لم يعلن أنه إله طوال السنوات التي قضاها مع الحواريين, ثم جاء في الرؤيا أو في الحلم ليوحنا المجهول بعد واقعة الصلب بحوالي 70 عاما", ليخبره أنه هو الإله في هذا النوع من الرؤى , فليقتنع ولا يلومن إلا نفسه !!.
4- يقول النصارى: لقد كتب يوحنا في بداية الإنجيل "في البدء كان الكلمة والكلمة هو الله ".
( يوحنا 1 : 1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.)
حيث إن لفظ " الكلمة " أو "اللوجوس" بمعنى "العقل" يطلق على المسيح.
الرد من عدة أوجه:
الوجه الأول : العبارة غير مفهومة فإذا كانت الكلمة عند الله كيف تكون هي الله !؟
بالتعويض في العبارة بوضع الكلمة مكان الله ( طالما الكلمة هي الله ) نحصل على النص التالي:
في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله ...!!..ولا تعليق.
الوجه الثاني : هذه العبارة نسبت إلى يوحنا, ولم تكن من أقوال المسيح عليه السلام.
الوجه الثالث : أين الروح القدس ؟ وهو حسب الاعتقاد وقانون الإيمان إله متساوٍ معهم وله نفس القدرة.
الوجه الرابع : إن كان يقصد يوحنا بهذا العدد أن يقول لنا إن (عيسى والله هم واحد متساوٍ), فما الذي نفهمه من قول المسيح في نفس الإنجيل: ( يوحنا 20 : 17 … إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
وقوله: (يوحنا8 :40 ... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ.).
الوجه الخامس : أتى يوحنا بهذا القول الفلسفي غير المفهوم من فيلسوف يهودي ينسب له هذا القول عاش في القرن الأول الميلادي في الإسكندرية ( يسمى فيليو السكندري ), وقاله متأثرا" بالفلسفة الأفلاطونية القائلة بأن الله أول خلق قام به هو خلق الحكمة(اللوجوس), والحكمة هي التي خلقت الكون.
فقد كتب وول ديورانت في موسوعة قصة الحضارة عن فيليو السكندري :
"" وكان فيلو فيلسوفاً أكثر مما كان رجل دين، وكان صوفياً....وكان فيلو يتأرجح بين الفلسفة واللاهوت، وبين التجريد والتجسيد، ولهذا كان يفكر في العقل الإلهي مرة كأنه شخص وفي ساعة من ساعات نشوته الشعرية يسميه أول ما ولد الله"...... ويقول إنه عن طريق الكلمة كشف الله عن نفسه للإنسان.
ولقد كانت "عقيدة العقل الإلهي" التي يقول بها فيلو من الآراء ذات الأثر الأكبر في تاريخ التفكير البشري. ولرأيه هذا سابقات واضحة في فلسفة هرقليطس وأفلاطون، والرواقيين؛ وأكبر الظن أنه كان يعرف الآداب اليهودية التي نشأت في العصر القريب من عصره، والتي جعلت من حكمة الله بوصفه خالق الكون شخصاً محدداً مميزاً.
وكان فيلو معاصراً للمسيح ويلوح أنه لم يسمع قط عنه، ولكنه قد أسهم على غير علم منه في تكوين اللاهوت المسيحي.
ولقد حاول فيلو أن يوفق بين اليهودية والفلسفة الهلينية؛ فأما من وجهة النظر اليهودية فقد أخفق في مسعاه وأما من وجهة النظر التاريخية فقد أفلح، وكانت ثمرة فلاحه هي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا"".[13]
5- يدعي النصارى أنه جاء في القرآن أن المسيح هو كلمة الله وروح منه مما يعني أنه هو الله !!
أحيانا" يلجأ الجانب النصراني للادعاء أن ألوهية المسيح واضحة وجلية ومن الممكن إثباتها من القرآن!, ومن الضلال البين أن نجد مادة تسمى "لاهوت المسيح في القرآن" تدرس في بعض الكليات الأكليريكية !. وخلاصة المنهج الادعاء بأن القرآن في ظاهره ينفي الألوهية, ولكن في باطنه يقول بألوهية المسيح !.وكمثال للأدلة الواهية التي يقدموها:
أ- تم ذكر المسيح بالقرآن الكريم ( عيسى ) خمس وعشرون مرة ولم يأت اسم محمد( عليه الصلاة والسلام ) إلا أربع مرات !, كما ورد اسم السيدة العذراء واحد وثلاثين مرة ولم يأت ذكر أم الرسول عليه الصلاة والسلام !.
والرد أنه لو كان القرآن من عند محمد عليه الصلاة والسلام لوضع فيه اسمه واسم من يشاء من أقاربه وأحبائه !! , فهذا ليس دليلا لكم بل هو دليل على صدق القرآن الكريم وأنه ليس من اختلاق محمد عليه الصلاة والسلام كما أن إبراهيم عليه السلام ورد اسمه ثلاثة وستون مرة وموسى عليه السلام ورد اسمه مائة وواحد وثلاثون مرة فهل يكون القرآن يخفي ألوهية موسى عليه السلام !؟.
ب- جاءت آية في القرآن تقول: إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران : 45] , فبذلك بين القرآن أن عيسى كلمة الله وروح من الله نفسه فيكون بذلك هو الله !!.
والرد: جاء المعنى في التفسير الميسر:
وما كنت - يا نبي الله - هناك حين قالت الملائكة: يا مريم إن الله يُبَشِّرْكِ بولد يكون وجوده بكلمة من الله , أي يقول له: "كن", فيكون, اسمه المسيح عيسى ابن مريم, له الجاه العظيم في الدنيا والآخرة, ومن المقربين عند الله يوم القيامة.
يا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم, ولا تقولوا على الله إلا الحق,. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق, وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم, وهي قوله: "كن", فكان, وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه( روح ), فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له.
وقد تم وضع الرد كاملا" في نهاية الفصل الثالث في الرد على محاولات إثبات التثليث من القرآن !.
وسيأتي تفصيل معنى الروح في القرآن الكريم في الفصل السابع واختصارا" , جاءت الروح بمعنى:
1- نسمة الحياة في قوله تعالى :فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر : 29]
2- جبريل عليه السلام: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء : 193]
3- الوحي: يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ [النحل : 2].
--------------------------------------------------------------
[1] شيخ الإسلام ابن تيمية- اقتضاء الصراط المستقيم
[2] فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد.عبد الرحمن بن حسن آل شيخ.ص 38
[3] شبهات وهمية حول سفر الخروج . القس منيس عبد النور
[4] مختار الصحاح للرازي.. باب ربب.
[5] القس منيس عبد النور - شبهات وهمية حول سفر الخروج
[6] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- الجزء الثاني - فصل في معنى الاب.
[7] سنوات مع أسئلة الناس أ- أسئلة لاهوتية وعقائدية- البابا شنودة الثالث –ص 46 .
[8] هل قال المسيح إني أنا ربكم فاعبدوني - ص 7/8 - عبد المسيح بسيط أبو الخير- كاهن كنيسة العذراء بمسطرد).
[9] من أجل المسيح، ص 59 - For Christ’s Sake, pp. 59
[10] جاء في دائرة المعارف الكتابية – إصدار دار الثقافة - ملكي صادق شخصية كتابية غامضة، واسمه معناه : "ملك البر" وأيضاً "ملك السلام" (عب 7: 2). ويذكر ملكي صادق عدة مرات في الكتاب المقدس (تك 14: 18- 20، مز 110: 4، عب 5: 10، 6: 20، 7: 1- 17).
[11] أحمد 17075 – صححه الألباني - رقم: 4581 في صحيح الجامع– ومثله في الترمذي 3968 وصححه الألباني .
[12] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح – ج2 –ص 227/228
[13] (موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 11– ص103-105- الهيئة المصرية العامة للكتاب. ,وعلى الانترنت ص3807-3809 في الرابط http://www.civilizationstory.com/civilization/) للمزيد من مواضيعي
توقيع مجيب الرحمــن |
إستماع القرآن الكريم أون لاين - عدة قراء - تفسير - عدة ترجمات :
http://quran.ksu.edu.sa/index.php#ay....m&trans=ar_mu
و في تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.( لوقا ٦ : ١٢ )
مجد عبده يسوع ( اعمال الرسل ٣ : ١٣ )
الحَياةُ الأَبدِيَّة هي أَن يَعرِفوكَ أَنت الإِلهَ الحَقَّ وحدَكَ ويَعرِفوا الَّذي أَرسَلتَه يَسوعَ المَسيح.( يوحنا ١٧ : ٣) |
آخر تعديل بواسطة مجيب الرحمــن بتاريخ
18.02.2012 الساعة 14:05 .
|